الفصيح المجهول في الدارجة المغربية
إخواني الأعزاء, كثيرا ماسمعنا شكوى بعضكم من غرابة لهجتنا المغربية, واستعصائها على الفهم, حتى إن كثيرا من أهل المشرق يتساءلون: أعربية هي حقا؟ ومن المواقف الطريفة أن امرأة مغربية اتصلت بقناة إسلامية لتستفتي أحد المشايخ فقالت:
- يا شيخ ما حكم أكل البابُّوش؟
فجعل مقدم البرنامج يسأل الشيخ والشيخ يسأله عن معنى "البابُّوش, ثم يسألان المرأة التي لا تعرف هذا الشيء العجيب إلا بما سمته به أول مرة!
وانتهى الأمر بالشيخ أن قال: "إن كان هذا "البابُّوش" يأكل النجاسات فهو حرام.
فلأترككم مع هذا اللغز المحير لأفتتح موضوعي.
اللهجة المغربية تختزن قدرا كبيرا من المفردات العربية الفصيحة, لكن الكشف عنها يحتاج لبعض الجهد. وطريقتي في هذا الموضوع أن أورد الكلمة ثم أجتهد في ردها إلى أصلها العربي. والباب مفتوح للجميع للتعقيب أو النقد. كما يسرني أن أجيب على تساؤلاتكم بخصوص الدارجة المغربية بما يتيسر.
كلمة غريبة: "دْيَالِي", "دْيالو", "دْيالْها", "دْيالْنا", "دْيالْكم", "دْيالْهم"
مثلا: - الكْتابْ دْيالي, - الدّارْ دْيالو, - الرَّاجْلْ دْيالْها, الجِّيرانْ دْيَالْنا, - الْحْوايْجْ دْيالْكُمْ, - الْغْلْطَ(ـه) دْيالْهُمْ
كتابي, داره, زوجها, جيراننا, ملابسكم, خطؤهم
هذه إحدى الكلمات التي تجعل فهم الدارجة المغربية صعبا للمشارقة, فهي تبدو كأنها أعجمية, وقد كنت أحسبها بربرية الأصل, لكنها عربية بالتأكيد وإليكم أصلها:
لو سألتك: لمن هذا الكتاب, أول لمن ذا الكتاب؟ لقلت هذا لي, أو ذالي, فأصبحت دالي, ثم ديالي.
ثم أصبحت كلمة "ديال" تصرف فبدل ذا له: ديالو, وبدل ذا لها: ديالها, وبدل ذا لنا: ديالنا, وبدل ذا لكم, ديالنا, وبدل ذا لهم: ديالنا.
وتكمن صعوبة فهم هذه الكلمة للناطقين باللهجات الشرقية في أنهم مازالوا يستعملون صيغة الإضافة فيقولون:
كتابي, أو يقولون الكتاب تبعي, ونقول نحن: الكتاب دْيالي: وأصلها كما أسلفت: ذا الكتاب لي: ثم صارت: الكتاب ذا لي: ثم "تمغربت" فغدت: الكْتابْ دْيالي,
فصارت أشبه بالأعجمية في أذن إخواننا المشارقة.
أرجو أن تجدوا في هذا شيئا من الفائدة, وإلى كلمة أخرى من الكلمات الفصيحة في دارجتنا المغربية.
Bookmarks