النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: موعد مع التاريخ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,636
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي موعد مع التاريخ

    إلى حدود اليوم، شاهدنا كيف دخلت انتفاضة المصريين أسبوعها الثاني دون أن تنجح في إسقاط النظام، بل إن النظام هو من نجح خلال الأيام الأخيرة في استدراج الإخوان المسلمين إلى طاولة الحوار الملغوم مع واحد من أخطر ممثلي هذا النظام، اللواء عمر سليمان الذي ظل، على امتداد ثلاثين سنة، جلادهم الأول. وطيلة أيام انتفاضة الشعب المصري البطولية، شاهدنا في ميدان التحرير مظاهر مشينة لهمجية النظام، وصلت إلى حد دهس المحتجين بالسيارات والدواب وإطلاق الرصاص الحي على صدور المحتجين العارية، وإطلاق زبانية الرئيس لرجمهم واستدراجهم إلى تبادل الحجارة معهم لإعطاء صورة مخجلة عن الانتفاضة الشعبية.
    ولأن الشعب المصري شعب مرح وذو نكتة ودمه خفيف، فإن السخرية لم تفارقه حتى وهو في أقسى لحظات تاريخه المعاصر وأشدها خطورة. وهكذا، حوّل المصريون لافتاتهم إلى ما يشبه مقالات ساخرة، فهذا محتج ينادي الرئيس بالعم ويطالبه بأن يكون لم دم ويرحل، وهذه محتجة تطالب الرئيس بالرحيل لكي تتمكن من العودة إلى بيتها من أجل الاستحمام، وثالث يطالب لجنة الحوار بمخاطبة الرئيس بالعبري، لأنه في ما يبدو لا يفهم العربية التي يخاطبه بها ملايين المصريين، ومطالبته بالرحيل.
    الرئيس حسني مبارك، الذي عمر في السلطة ما يقارب أربعين سنة كنائب للرئيس ثم كرئيس، مدرب على الاعتصام في سدة الحكم، ولذلك فهو مستعد لتحمل اعتصام الشعب في ميدان التحرير لمزيد من الوقت، مادام هذا الاعتصام سيبقى في حدود ترديد الشعارات وإعطاء التصريحات للفضائيات وتحويل الساحة إلى مخيم نضالي لقراءة الشعر ومنبر للخطابة، وما دام منتهى مطلب المعارضة هو أن يجلس النظام معها من أجل الحوار. هل قام الشعب المصري بانتفاضته من أجل الحوار مع النظام أم من أجل إسقاط النظام؟
    ومع مرور الوقت، رأينا كيف غزت الساحة أشكال نضالية أخرى، كلعب الشطرنج والورق، والرقص على إيقاع الدبكة لتبديد السأم والترويح عن النفس. وقبل أمس، شهد ميدان التحرير زفة عروسين أصرا على إشراك المحتجين فرحهما بعقد قرانهما وسط هذه الظروف الحالكة التي تجتازها مصر. أحد المعلقين من أحفاد الثورة الفرنسية علق ساخرا، في نشرة أخبار قناة إخبارية فرنسية، وقال إن هذا العرس هو أكبر عرس في العالم، لأن ضيوفه تجاوزوا المليونين.
    كل هذا جميل، لكن أين هي الثورة؟
    حسب كتب التاريخ، فالفرنسيون الذين اخترعوا الثورة الفرنسية كلفهم اقتحام سجن «لاباستيل» يوم 14 يوليوز سنة 1789 أكثر من 20 ألف قتيل في يوم واحد. وعندما احتلوا السجن وأطلقوا سراح السجناء وقطعوا رأس الملك، فقد اخترعوا ما يسمى «التسيير الجماعي»، والذي دام فترة من الزمن قبل أن يعيش الفرنسيون تحت نظام «الكونسيلا» بزعامة «بونابارت».
    ورغم أن الثورة الفرنسية اعتقدت أنها قطعت رأس الملكية، فقد عادت هذه المؤسسة لكي تطل برأسها من جديد، وهكذا عادت الملكية إلى فرنسا، لكن هذه العودة لم تدم سوى سنة واحدة، لكي تأتي على أنقاضها أخيرا الجمهورية الفرنسية.
    هذه المراحل الأربعة، التي مرت عبرها الثورة الفرنسية قبل أن تفرز ما أصبح يعرف بالجمهورية الفرنسية، تطلبت مائة سنة، فقد اندلعت الثورة سنة 1789 ولم تعلن الجمهورية إلا سنة 1889.
    وما عاشته فرنسا من ديمقراطية، بفضل دماء الثوار الذين سقطوا في معركة تحرير سجن «لباستيل»، نتيجة مباشرة لهذا القرن من التضحيات والتدافع الفكري والسياسي لنخبة من ألمع المثقفين والكتاب والسياسيين والفنانين.
    لهذا، فالذين يعتقدون أن أسبوعا أو أسبوعين من الاعتصام في ساحة عامة كاف لإسقاط نظام وتغييره بنظام آخر، ليس لديهم من حل آخر لإنجاح ثورتهم سوى العودة إلى كتب التاريخ لمعرفة «طريقة الاستعمال» الناجعة لإنجاح الثورة.
    هناك بعض الكتبة والمعلقين الشغوفين بالتحليل الرومانسي لما يحدث في مصر وقعوا شيكا على بياض لنجاح الثورة وأصبحوا يعتبرون كل من يحاول قراءة الأحداث من زاوية أخرى، واضعا بينه وبينها مسافة نقدية، خائنا للثورة وعميلا يشتغل في صف النظام.
    لنتفق حول شيء مهم، لا أحد يجادل في حق الشعب المصري وغيره من الشعوب العربية في الحرية والديمقراطية والعيش بكرامة. نحن مع هذا الشعب ومع هذا الحق في الثورة. لكن الثورة لديها لصوص وقراصنة ومختطفون، مثلما لديها دجالون يريدون تأليه الثوار وتقديس الثورة. وما يحدث في مصر اليوم يعطي الانطباع بأن انتفاضة الشعب المصري صبت في مصالح بعض الوصوليين الذين كانوا يتحينون الفرصة للجلوس والتفاوض مع النظام الدموي الذي لازالت أيديه ملطخة بدماء الشعب المصري الذي دُهس أبناؤه في الساحات بسيارات الأمن ودواب أزلامه.
    لكن ما يبعث على الافتخار هو أن الشعب المصري مصرّ على حماية انتفاضته من أيادي القراصنة. وما إصراره على مواصلة الاعتصام إلا دليل قوي على رفضه الانخراط في مسلسل تمييع دماء الشهداء الذين كانوا وقود هذه الانتفاضة المباركة.
    وبعيدا عن قصائد الغزل في الثورة والخطب الرنانة ضد الدكتاتور وأزلامه، فإن الحل الوحيد لإسقاط مبارك لن يأتي بترديد الشعارات في ميدان التحرير إلى الأبد، بل باتخاذ الشعب للقرار الثوري الحاسم، وهو الزحف واقتحام القصر الرئاسي لإخراج الطاغية بالقوة.
    آنذاك، ستتحرك هذه الدبابات الراسية وسط الساحات وسترمي الثوار بالنار، لأن الجيش ليس في خدمة الشعب بل في خدمة الطاغية. نعم، ستسقط الجثث بالآلاف، لكن هذه الجثث هي التي ستوقف زحف الدبابات وستجبر الطاغية على الاستسلام والرحيل.
    هل الشعب المصري مستعد لبذل هذا الثمن الباهظ؟
    هل الإخوان المسلمون، الذين يتباهون بكون منخرطيهم يتجاوزون المليونين ونصف المليون، مستعدون للتضحية بنصف مليون منخرط من أجل إسقاط مبارك؟
    هذا هو السؤال الحاسم الذي يجب أن يجيب عنه المصريون اليوم.
    لأنه حتى إذا تنحى مبارك عن الحكم، فإن النظام، الذي وضع أسسه وأطلق جذوره في كل مناحي الحياة بالبلد، سينجح في خلق مبارك جديد. صحيح أنه سيكون منفتحا أكثر وديمقراطيا أكثر، لكنه سيحكم داخل النظام القديم وسيعيد إنتاج نفس الكوارث والأخطاء، أي احتكار الثروة بين أيدي نخبة انتهازية وتحويل الأغلبية الساحقة من الشعب إلى حطب لإنتاج هذه الثروة.
    إن التغيير ليس قضية مزاج طارئ أو نزوة عابرة أو ضربة حظ، بل هو قرار ناضج مفكر فيه جيدا، يحتاج إلى شعب مؤهل لقبول التغيير ودفع ثمنه، كما يحتاج إلى نخبة سياسية لديها مشروع سياسي واضح تقوده، ونخبة مثقفة ملتزمة ومستنيرة تنظر إليه وتضيء طريقه وتحرس عثراته وتفضح قراصنة ثورته.
    فالثورة ليست دائما تلك المرأة الجميلة كما يتغزل بها الشعراء في قصائدهم، فقد يحدث أحيانا أن تتحول إلى قطة جائعة تأكل أبناءها. ومن يراجع كتب التاريخ سيعثر حتما على ثورات كثيرة التهمت أبناءها بلا رحمة، حيث تحول الثوار بعد إطاحتهم بالأنظمة الدكتاتورية إلى دكتاتوريين دمويين يقومون بتصفية رفاقهم بلا رحمة من أجل الاستفراد بالسلطة.
    لنتذكر كيف صفى صدام والقذافي وجبهة التحرير الجزائرية والضباط الأحرار في مصر رفاقهم بعد الثورة.
    فأغلب الزعماء العرب، الذين يجثمون فوق صدور شعوبهم منذ ثلاثين وأربعين سنة، جاؤوا إلى الحكم كعسكريين ثوار نفذوا انقلابات ضد ملوكهم ورؤسائهم محمولين على أكتاف الشعب. وفي الأخير، تحول الثوار إلى دكتاتوريين دمويين حولوا شعوبهم إلى عبيد.
    إن أخطر ما يمكن أن يهدد الثورة كيفما كان شكلها هو تأليه الثوار وتقديس الثورة، بحيث يصبح مجرد انتقاد هذه الثورة وأشكالها وعثراتها كافيا لرمي المنتقدين بالعمالة والخيانة وسائر التهم الجاهزة التي توجد في معجم أصحاب الرأي الواحد. إن النظام المصري، الذي لطخ يديه بدماء المصريين العزل، لا يستحق أن يجلس إليه من يقدمون أنفسهم كممثلين للشعب المصري من أجل التفاوض على مصير الانتفاضة. فهذا النظام يجب أن يرحل. لكن هذا المطلب لديه ثمن باهظ يجب تسديده حتى آخر نقطة دم.
    أما تحويل ميدان التحرير إلى ساحة لتقديم العروض المسرحية وترديد الأغاني والشعارات الرنانة ولعب الشطرنج وإقامة حفلات الزفاف ورفع اللافتات الساخرة، فهذا لن يجبر الطاغية على التنحي ولا النظام على السقوط.
    على العكس تماما، إذا ما فشلت هذه الانتفاضة في التحول إلى ثورة حقيقية، فإن النظام الديكتاتوري سيعود أكثر دموية وشراسة من السابق. آنذاك، سيكون من الصعب إعادة عقارب الساعة إلى الخلف، وسيكون الشعب المصري قد أخلف موعده مع التاريخ.

    نقلا عن جريدة المساء- مقال للأستاذ رشيد نيني -
    {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}

    وكيف يعرف فرق ما بين حق الذمام وثواب الكفاية من لا يعرف طبقات الحق في مراتبه، ولا يفصل بين طبقات الباطل في منازله‏. [ الجاحظ ]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    الدولة
    بلد ابن البناء
    المشاركات
    101
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    درة المقال:
    إن أخطر ما يمكن أن يهدد الثورة كيفما كان شكلها هو تأليه الثوار وتقديس الثورة، بحيث يصبح مجرد انتقاد هذه الثورة وأشكالها وعثراتها كافيا لرمي المنتقدين بالعمالة والخيانة وسائر التهم الجاهزة التي توجد في معجم أصحاب الرأي الواحد.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    3,251
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لا أرى أن حمامات الدم شرط لنجاح الثورة.

    نعم، الطريق سيكون طويلاً و صعباً جداً، لكن لا حاجة لهذه الثورة لأن تقتدي بثورات شعوب كافرة غوغائية (بحجة "قراءة التاريخ")، فهي ثورة شعب مسلم، قوي، عنيد، و مُسالم.

    و لا أقصد بكلامي هذا تقديس الثورة، لكنني أردت أن أبيّن ما يميزها هي و ثورة تونس عن بقية الثورات.
    التعديل الأخير تم 02-11-2011 الساعة 05:48 PM
    {قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا، فستعلمون من هو في ضلال مبين}


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    3,251
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ثورة مصر ستكون المثال الذي سيُحتذى به في التاريخ.

    هذه الثورة هي التي تستحق التصدير.

    لا ثورة إيران العنصرية، ولا كوبا العسكرية، ولا فرنسا الدموية ..
    {قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا، فستعلمون من هو في ضلال مبين}


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    274
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أختي الفاضلة أمة الرحمن ،، ما يستحق التصدير هو لا إله إلا الله .

    إن أخطر ما يمكن أن يهدد الثورة كيفما كان شكلها هو تأليه الثوار وتقديس الثورة، بحيث يصبح مجرد انتقاد هذه الثورة وأشكالها وعثراتها كافيا لرمي المنتقدين بالعمالة والخيانة وسائر التهم الجاهزة التي توجد في معجم أصحاب الرأي الواحد
    فعلا هو درة المقال .

    على المصريين الان أن يحسبوا حساب كل من هؤلاء وكلهم مستفيد مما حدث : اليهود ، الأمريكان ، الشيعة ، الأقباط ، العلمانيون ، الانقلاب العسكري ، الإخوان ،.. فإن نجوا من كل هؤلاء فعليهم الحذر من تقديس الثورة ! ومن لصوص الثورة ..
    لماذا أنا متشائمة ؟ اللهم سلم سلم
    إنَّ سيرةَ محمّدٍ -صلى الله عليه وسلّم- تقتضي تصديقَهُ ضرورةً وتشهد له بأنَّه رسول الله حقًّا، فلو لم تكن له معجزةٌ غير سيرتِه لكفى. ابن حزم/ الفصل.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    3,251
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ما يستحق التصدير هو لا إله إلا الله .
    الثورة لم تنجح أصلاً إلا بلا إله إلا الله. فهي ثورة شعب مسلم قبل أن تكون ثورة شعب عربي مضطهد.
    {قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا، فستعلمون من هو في ضلال مبين}


  7. افتراضي

    على المصريين الان أن يحسبوا حساب كل من هؤلاء وكلهم مستفيد مما حدث : اليهود ، الأمريكان ، الشيعة ، الأقباط ، العلمانيون ، الانقلاب العسكري ، الإخوان ،.. فإن نجوا من كل هؤلاء فعليهم الحذر من تقديس الثورة ! ومن لصوص الثورة ..
    كيف يعني الأمريكان واليهود مستفيد مما حصل؟؟ ألم يأتكم نبأ حرص إسرائيل على مبارك وضغطها على أمريكا كيلا تتخلى عنه سريعا؟؟ وكيف الشيعة؟؟ هل ظهر أحمد راسم النفيس كمتحدث رسمي باسم الشيعة في عصر غير عصر مبارك؟؟ وكيف الأقباط؟؟ هل صارت الكنيسة دولة موازية في غير عصر مبارك؟؟
    لا أفهم معنى الانقلاب العسكري الذي يستفيد..
    الموقعة الآن بين العلمانيين والإخوان، ولا يلوح في الأفق بديل للإخوان سياسيا يمكن انخراطه في العمل السياسي بمنظومته الحالية، وعلى المصريين أن يحذروا من الإخوان؟!! طيب ماذا يفعل المصريون؟؟ وما وجه التشاؤم إلا أن يكون نظام مبارك كان أفضل من اليهود والأمريكان والشيعة والأقباط والعلمانيين والعسكر والإخوان؟!!
    ولا أدري حقيقة بأي معيار استطعت أن تضعي الإخوان بين هذه الطغمة الحقيرة في سلة واحدة.
    المشكلة أننا لا ندرك أن النصيحة في هذا الوقت هي للعلماء بالأساس ليأخذوا بأيدي المصريين، المصريون لن يحذروا شيئًا لا يعرفونه، والذي يعلمهم هو العلماء، والله لا يكلف نفسا إلا وسعها، في المقابل يرى بعضنا أن التوجه بالنصيحة إلى العلماء لا يليق.. ورغم وضوح الأمر إلا أننا نختلف فيه وفي هذا الوقت.
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    274
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أستاذي الفاضل ، أنتم اعلم مني بأن دولة في حالة من الفوضى و اللانظام أو الفراغ السياسي ..او أيا كان اسمه مما يدل على عدم استقرار ولو لمدة قصيرة ، هي محط أطماع كل أعدائها وقد قيل ستون عاما بإمام ظالم خير من ليلة واحدة بلا إمام ، ومصر المسلمة ولو والى رئيسها السابق اليهود والأمريكان فلا يعني ذلك أنهم صاروا أصدقاء لشعبها ! وأي ثغرة في جسد الأمة هي في صالح اليهود والأمريكان .
    وتخوفي من اليهود والأمريكان مبني على تخوفي من نهاية هذا الأمر ..
    ثم إني – أستاذنا - لا أصدق كثيراً من كلام الإعلام..فالتمثيليات صارت محبوكة إلى درجة كبيرة و "النصر العظيم" في جنوب لبنان ليس ببعيد ، وكونهم أظهروا مساندتهم لمبارك فليس صادقا عندي ولا مكذوبا ..باختصار لا أدري من حليف من ؟ وأضع كل أعداء الإسلام في سلة واحدة وأتوقع استفادتهم من كل ما يدعمونه صراحة أو يسهلون حصوله ، وأتوجس من الأمرين خيفة أن يكونا مكيدة .

    أما بالنسبة للإخوان فموقفي منهم لا أخفيه ، ولا زال علماء السنة يحذرون من نهجهم ، ويبينون أن خطر المبتدع على الأمة أعظم من غيره ، إضافة إلى تلاحمهم مع الشيعة المريب ، وأنا بذكري لهم أخاطب من يوافقني في ذلك وهم هنا كثر والحمد لله ، وإن كان الأمر كما تقولون انه لا أحد مرشح للوصول إلى الحكم غيرهم فالله المستعان
    وهذا صحيح لأن السلفيين في مصر باعتبارهم سلفيين لن يشاركوا في العملية السياسية ، ولهذا أستغرب أن يطالَبوا " بواجب" أكثر من أن يوعّوا الناس بأهمية تحكيم الشريعة و بالإصلاح المجتمعي ، كما أن من انجر من السلفيين إلى المشاركة أو مباركة هذه المظاهرات فلا أظن أنه يرغب في أن تنال ثمرتها حركة الإخوان .

    وما وجه التشاؤم إلا أن يكون نظام مبارك كان أفضل من اليهود والأمريكان والشيعة والأقباط والعلمانيين والعسكر والإخوان؟!!
    أليس بأفضل من عميل آخر - تسليماً- لليهود والأمريكان أو دولة متهلهلة أكثر مما كانت بسبب النزاعات والتكالب على السلطة ، أومحاب للروافض أو قبطي أو علماني أو حكم عسكري ؟ ولنتجاوز موضوع الإخوان.
    هذا وجه تشاؤمي ، ولست بإذن الله يائسة من لطف الله بعباده
    المشكلة أننا لا ندرك أن النصيحة في هذا الوقت هي للعلماء بالأساس ليأخذوا بأيدي المصريين، المصريون لن يحذروا شيئًا لا يعرفونه، والذي يعلمهم هو العلماء، والله لا يكلف نفسا إلا وسعها، في المقابل يرى بعضنا أن التوجه بالنصيحة إلى العلماء لا يليق.. ورغم وضوح الأمر إلا أننا نختلف فيه وفي هذا الوقت.
    نعم هذا هو أحسن الله إليكم وهذا ما أقصده من جل مشاركاتي ردُّ الامر إلى أهله يستنبطونه أما إن اشتغلنا كلنا مجتهدين وملمين بالمصالح والمفاسد فلا ، لكني فهمت من لهجة الأخ متروي الإملاء والله أعلم .
    التعديل الأخير تم 02-12-2011 الساعة 02:36 PM
    إنَّ سيرةَ محمّدٍ -صلى الله عليه وسلّم- تقتضي تصديقَهُ ضرورةً وتشهد له بأنَّه رسول الله حقًّا، فلو لم تكن له معجزةٌ غير سيرتِه لكفى. ابن حزم/ الفصل.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,636
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أختي الفاضلة أمة الرحمان، لا شك بأن أي ثورة ستأخذ حقها من العنف والعنف المضاد، اللهم بعض الانقلابات القليلة التي قام بها بعض الجيوش عبر التاريخ تجبر فيها الحاكم على الاستقالة ...
    في الحالة المصرية فقد سقط مئات من المتظاهرين، كما هو الحال في تونس، لهذا فشيء طبيعي جدا للمتأمل في التاريخ وجود ضحايا لأن الملك العاض والجبري لا ينقلع بسهولة.
    وفي الأخير هي وجهة نظر الصحفي يمكنك أن تتفقي معها او ترفضي فذلك حقك المشروع.
    الإخوة الأفاضل بارك الله فيكم على التعليق.

    أخي وحبيبي في الله حسام الدين، أبارك لك شخصيا توفق الثورة في الإطاحة بالجاثم على قلوب العباد، هنيئا لك ولأهل مصر وأسأل الله ان ينتقل الحكم للأفضل، وأوافقك فيما تقول تماما.

    الاخت الكريمة مسلمة، الإخوان المسلمون إخواننا، لهم ما لنا وعليهم ما علينا، ولا يصح - كما أشار حسام الدين- أن تساويهم بغيرهم، أغلبهم أهل سنة وجماعة ولهم علماؤهم وطلبة علم ومفكريهم ونخبتهم، ولي أصدقاء في مصر من الإخوان لم أر في قولهم أو اعتقادهم أو سلوكهم شيء يدل على بدعة، وعلى من يقول ذلك ان يتوجه لموقعهم ويحاور أحد طلبتهم حتى يتبين الامر .
    وبالرغم من هذا فإنهم غير معصومين، ولهم فقهاء مجتهدون فإن طائفة لم توافقهم على بعض اختياراتهم، فهو معذورون فيما أخطؤوا، مع التماس الأعذار لمجتهديهم، فمن نادى بفقه الخلاف أثناء الثورة حين حمي الوطيس عليه ان يلتزم بذلك على طول الخط وليس العكس.
    السلفية كما افهمها انا هم المعلومون عبر التاريخ بأهل السنة والجماعة، وعليه فأغلب التيارات الإسلامية العربية منضوية تحتها، فلا أرى مبررا من التفريق بين هذا وذاك، اللهم إن كان هذا التفريق على أساس اختيارات فقهية معينة.
    الصراع الآن سيكون بين العلمانيين والإسلاميين، الأحزاب الليبرالية واليسارية ستتحد في سبيل شيء يوحدهم هو العلمانية، في حين أن الإسلاميين سيواجهون هذه التيارات، فلتنظر الجماعة السلفية -متأخروا الحنابلة- في أي خندق ستقف، ولو قفزت العلمانية على الثورة، فغزة ستبقى محاصرة بل ستُحلق اللحى كلها وسيزال الحجاب كله تدريجيا، وسوف يصبح فيها المتدين مقهورا أيما قهر... ولنا في العلمانيات المختلفة لعبرة.
    أما العلماء فأقل ما يفعلونه اليوم هو النصح، بل إن اكتفوا بذلك سيكون عيبا في حقهم ... بل عليهم التنظير والمتابعة والإشراف المباشر، بل ودعم المرشح الإسلامي الأصلح وتهييء البرنامج الأمثل له... -وإني على يقين أنهم سيكونون في الصدارة كما عودونا دائما-.
    المرحلة القادمة في مصر وتونس هي مرحلة الجهاد الأكبر، مرحلة استبدال النظام العلماني الحداثي وعدم ترك أيادي الغرب الخفية والمتنطعين من الأحزاب الأخرى إعادة إنتاج النظام نفسه ببدلة جديدة، فالطاغوت ليس شخصا إنما هو شخص ونظام، فإن ذهب الشخص وبقي منهج الحكم ؟؟ فلماذا سميت أساسا ثورة ؟
    التعديل الأخير تم 02-12-2011 الساعة 11:23 PM
    {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}

    وكيف يعرف فرق ما بين حق الذمام وثواب الكفاية من لا يعرف طبقات الحق في مراتبه، ولا يفصل بين طبقات الباطل في منازله‏. [ الجاحظ ]

  10. افتراضي

    أبارك لك شخصيا توفق الثورة في الإطاحة بالجاثم على قلوب العباد، هنيئا لك ولأهل مصر وأسأل الله ان ينتقل الحكم للأفضل، وأوافقك فيما تقول تماما
    بارك الله فيكم أستاذنا وحبيبنا فخر الدين المناظر وأسأل الرحمن أن يولي علينا من يصلح وأن يعين ولاة الأمور من العلماء على مهمتهم وأن يجعلنا أهلًا للتمكين في الأرض.
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

  11. افتراضي

    أختنا الفاضلة مسلمة:
    المسألة سياسيا ليس فيها خلاف بين أحد من السياسيين، والقضية ليست قضية إعلام، يعني لا يعقل أن يكون إحكام الحصار على أهل غزة في حين أن العرف الدولي أن الدول المجاورة تفتح لجيرانها لاستنقاذهم من آثار الغزو، لا يعقل أن يكون ذلك من عدم التحالف بين مبارك وإسرائيل، إن دخول سيناء لم يكن مسموحًا به إلا بعد تفتيش مضن لكل من له سمت السنة، هناك أماكن تجارية وسياحية في سيناء ممنوع دخولها للمصريين، تسيبي ليفني أعلنت الحرب على غزة من القاهرة.. هذه وقائع وليست خدعة إعلامية، عندما يستنصر مبارك أمريكا وإسرائيل بسلاح ليقمع المظاهرات فرفضت الأولى ووافقت الثانية كما استفاضت الأنباء ورأينا مصداق ذلك في الأسلحة التي استعملها القناصة من فوق أسطح المنازل، أليس هذا من الكفر الأكبر بالإجماع؟؟

    أما موقفك من الإخوان فكما قال الدكتور فخر حفظه الله.. وأرجو أختنا الكريمة أن تراجعي كلام شيخ الإسلام رحمه الله ومواقفه من الفرق المختلفة وكيف يكون سبيل العدل والإنصاف معهم، هذا على الأقل، لا تضيقي على نفسك واسعًا أيتها الفاضلة، فتخسري كثيرًا ويضيع منك علم أوعب وأفق أوسع بالانحسار في كتابات معينة لبعض المعاصرين مهما كان علمهم، وكلما رجعنا إلى النبع الصافي كلما زاد الخير.

    وهذا صحيح لأن السلفيين في مصر باعتبارهم سلفيين لن يشاركوا في العملية السياسية ، ولهذا أستغرب أن يطالَبوا " بواجب" أكثر من أن يوعّوا الناس بأهمية تحكيم الشريعة و بالإصلاح المجتمعي ، كما أن من انجر من السلفيين إلى المشاركة أو مباركة هذه المظاهرات فلا أظن أنه يرغب في أن تنال ثمرتها حركة الإخوان .
    أختنا الفاضلة هل تعرفين الشيخ محمد عبد المقصود؟ هل وقفت على شيءٍ من علمه؟ هل سمعت له؟ هل تعرفين وزنه في الفقه؟ أيكون مثله حين يخرج في المظاهرات بنفسه ممن "انجر" للمشاركة!!؟ أليس هناك فرصة أن تكوني مخطئة وأن يكون الخطأ ظاهرًا وأن يكون الشيخ هو المصيب؟؟ يعني عندما تكون نازلةٌ كهذه ببلادنا ولها ظروفها التي لم يكن أحد يتصور أن تصل إليه ثم نجد من أمثال الشيخ عبد المقصود والشيخ جمال عبد الهادي وكثير كثير من علماء الأزهر يخرجون فيها .. هل يليق أن يقال "انجر من السلفيين إلى المشاركة"؟؟ أم أن هؤلاء حروريون قطبيون لا احترام لهم وينبغي الإملاء عليهم؟؟ أنا أسأل حقيقة والله لأني لا أدري ولا أفهم المعيار الذي ينبغي السير عليه لديك.

    حركة الإخوان هم إخواننا .. منهم من هو من أهل السنة عقيدة وعملا .. ومنهم من انضم للجماعة لتحصيل سبل الخير من خلال العمل الجماعي فيها وإن كان لا يعقد الولاء والبراء على الجماعة.. فعندما يكون هؤلاء معرضين للقتل والسجن عندما تتوقف المظاهرات كما حدث أيام عبد الناصر .. هل يكون من العقل أو من الدين أو من المروءة أن نتوقف عن المظاهرات لأننا سلفيون ؟؟ وما حكم الخروج والحث على الخروج بنية دفع هذا الأذى عن إخواننا -وإن كنا نخالفهم في أشياء- حتى لا يتسلط عليهم الطاغوت إن كان يغلب على ظننا أن الخروج سيطيح به؟؟ هل بلغ عدد قتلى هذه الأحداث مبلغ المقتولين في سجون ومعتقلات النظام السابق؟ بل هل بلغ نصف عدد قتلى حادث العبارة الشهير الذي راح ضحيته أكثر من 1000 نفس نتيجة الفساد؟؟ وما حكم الخروج لتقوم دولة فيها عدل وحرية كفيلان بإعطاء الفرصة للعمل السياسي من قبل السلفيين بالطريقة الشرعية والتنظير والتطبيق الجزئي حتى يأذن الله بالتمكين الكامل؟؟

    الذين خرجوا خرجوا مقلدين لعلماء حجتهم أقوى، وسلفهم أكثر، وكلامهم ألصق بالنازلة، فلا تثريب عليهم، ولا على من قتل منهم، ونفرح بثمرة فعلهم، من زوال الطاغية والفساد والسرقة المقننة والتنحية لكل من هو ذو نشاط ديني وغير ذلك من شرور الآثام، ونرى أن هذا الزوال في حد ذاته مصلحة كبرى، وأن الفرصة سانحة للعمل السياسي، لأننا لا نرى فصل الدين عن الدولة، والذي نأمل أن نراه من علمائنا هو التكييف الشرعي لهذا العمل السياسي الخالص، والذي لن يأتي دفعة واحدة وإنما بالتمحيص والابتلاء.. والذين خالفوهم من أهل العلم في الخروج ابتداء لهم قولهم وحجتهم، ومنهم من كان يرى أول الأمر أن الخروج مفاسده كثيرة ثم رأى بعد ذلك أن الخروج مصالحه صارت أكبر وأن ما خُسر لن يعوض وأن التوقف يعني أضعاف الخسائر فغير فتواه، هذا أتفهمه وأتفهم تغير فتواه، وإنما فقط لا أقبل تغير الفتوى بوضوح مع عدم الإقرار بهذا التغير.

    وجزاكم الله خيرًا ورفع قدركم وزادكم من فضله.
    " أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "
    صفحتي على الفيسبوك - صفحتي على تويتر.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. هل تظنون اقتراب موعد الدجال....؟
    بواسطة معتز في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-19-2013, 01:44 AM
  2. هل نحن على موعد مع بوسنه جديده ؟
    بواسطة عبدالرحمن الحنبلي في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-12-2012, 07:17 PM
  3. موعد مع القرآن رائعة
    بواسطة ابو مريم ومعاذ في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-29-2011, 09:04 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء