المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام ابن الزبير
أيها الحبيب طارق,
القدر يخط على أرض العرب كلمات في صبر وحكمة.. كأنما يقال لنا: لا تعجلوا ولا تيأسوا فقد أوشك زمان الطغيان أن يولي.. لقد أنقضت السنوات العجاف.. رأيتم طاغية تونس وما كان من أمره..ورأيتم خداعه واستماتته ليفلت من قدره المحتوم...وخفتم وتضرعتم... فما الذي كان بعد؟ رأيتم منتهى مكره, ثم رأيتم مكر ربكم به, إذ أنطقه بما فيه خزيه ثم اندحر طريدا شريدا... ثم ظننتم أن ليس في جعبة أئمة الجور شيء سوى ما رأيتم منه.. ثم جاءت أحداث مصر لتريكم كم كنتم مخطئين..إن للظلمة جلدا وخبثا ومكرا...لكن دعوهم يمكرون.. فالله يمكر بهم من حيث لا يشعرون.. لم يترك مبارك حيلة إلا احتال بها ولا مكرا إلا ركبه, ثم ماذا؟ لا شيء..لحق بسلفه بعد أن استنفذ سحره وألاعيبه.. ثم ظننتم أن مجنون ليبيا سيسلك مسلك سابقيه.. لكنه مختلف.. في جعبته خدعة أو خدعتان.. خطاب أو خطابان... إجرام وتنكيل.. ثم ماذا؟ لا شيء.. ينتهي بعد أن يقول كل شيء وأن يستنفذ مكره وخبثه... ثم يأتي غيره, فإن ملوك الطوائف قد قاموا صفا.. والشعوب تحمل فاتورة الحساب... الشعب يريد تغيير النظام... من التالي؟.. لا يهم.. المهم ألا تنسوا الدرس: إنهم إخوان في الطغيان, لكن ملامح طغيانهم مختلفة قليلا, فتنبهوا واعلموا أن لكل فرعون سحرته, ومكره (فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون) والله أعلم.
أحسن الله إليك ،كلام فى الصميم.
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ
Bookmarks