الإخوة الكرام ..
أخي الحبيب أبا المظفر ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (
ولا أقول السلام على من اتبع الهدى .... )
بداية ً: أرجو أن تأذنوا لي في وضع كلامي في نقاط : فأنا كما تعلمون مريضٌ بمرض التطويل ....!
فأقول وبالله التوفيق ......
1...
أشكر الأخ الحبيب أبا المظفر السناري : على زوده عن أئمة الدين ..
فهو صيدٌ والله : ثمين !!.. لأن الفضل كل الفضل : في الزود عن عرض أحاد المسلمين : فكيف الحال
بهؤلاء ؟!!!..
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
"
مَن رد عن عرض أخيه : رد الله عن وجهه النار يوم القيامة " رواه أبو داود وصححه الألباني ..
وقال أيضا ً: "
مَن ذب عن عرض أخيه بالغيبة : كان حقا ًعلى الله أن يعتقه من النار " ..
رواه أحمد والطبراني وصححه الألباني ..
والشاهد : أنك أخي الكريم : مأجورٌ مُوفقٌ في هذا : ولعلك سبقت به البعض في فضل السبق إليه ..
2...
ولكنك أخي الحبيب تعلم أن من تمام الأخوة : هي النصح الصادق للإخوان ..
فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه :
"
المؤمن : مرآة أخيه .. إذا رأى فيه عيبا ً: أصلحه " .. حسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد ..
وعنه أيضا ًعن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"
المؤمن : مرآة أخيه .. والمؤمن : أخو المؤمن .. يكف عليه ضيعته .. ويحوطه من ورائه " ..
حسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد ..
ومن هنا أقول أخي :
سوف تقرأ بعد لحظات : ما أحسبه سيُفرحك .. ويُزيل اللبس بين الإخوان وبينك .. وبينك وبين
الإخوان إن شاء الله تعالى ...
ولكن قبل ذلك :
لا بد أن أ ُناصح أخي الذي أ ُحبه في الله (
صِدقا ًوأنت تعلم) : أقول : لا بد أن أ ُناصحك بهذه
النصيحة مُجددا ً.. ألا وهي :
الرفق .. الرفق ..
الرفق في الحديث والكتابة بإخوانك ...
سواء من الأعضاء .. أو طلبة العلم .. أو المحاورين .. أو الإشراف والإدارة .......
فأما
جاهلهم : فهو أحوج منك إلى اللين والحكمة والموعظة الحسنة كما تعلم ..
وأما
عالمهم : فهو أحق منك بالاحترام وحُسن الظن به .. والتماس العذر له حتى يتبين له خطأه
إن كان قد أخطأ بالفعل ....
وأما
مُعاندهم في الحق الذي لا مرية فيه : فهذا أخي هو الذي قد يحتاج منك إلى الغلظة في الحديث
والردع ....
والسؤال لك الآن :
هل رأيت فينا أخي الحبيب : مُعاندا ًللحق بعد إذ تبين له ؟!!!..
هل علمت فينا (
أقصد الإشراف والإدارة ومَن انتخبتهم من طلبة العلم والمحاورين) :
هل علمت فينا : من هو خبيث السريرة ؟!..
ووالله :
إني لأقرأ نـُصحك للناس : فأسعد بك .. ثم تقع عيني على ما فيه من الغلظة : فأحزن ..
إذ أن الغلظة أول ما تضر :
فهي تضر بقبول ذاك النصح نفسه !!!..
وقد قيل في هذا :
"
النصيحة ثقيلة .. فلا تجعلها جدلا ً.. ولا تـُرسلها جبلا ً" .......
ووالله :
إن أكثر من
40 % من كتاباتي طوال السنوات الماضية : ما كانت إلا ردودا ًعلى زملاء وإخوة
أفاضل : رأيت أن أكتبها بشكل ٍعام ٍ: لا ذكر فيه لأسماء بعينها ولا مواقف بذاتها ..
مما ينفع المنصوح من جهة .. ومن الأخرى ينفع غيره بعموم لفظه ..
وبرغم أنك قد لا تشعر بما في كلامك من غلظة وشدة :
إلا أننا (
كإخوان لك في الله) : نلفت نظرك لهذا لوجه الله عز وجل .. واستجابة ًله ولرسوله الذي
شبهنا لك بالمرآة التي : قد يرى فيها صاحبها ما غاب عن ناظريه منفردا ً.......
كانت هذه هي نصيحتي الوحيدة لك .. فكما أثنيت عليك بما أنت أهله :
فمن الأمانة أن أصد عنك ما قد يصُد الإخوان عنك .. وخصوصا ًوقد علمت منزلتك في قلوبنا :
والله حسيبي ..
3...
وأما ما أظن أنه سيُفرحك (
والله تعالى أعلى وأعلم) .. فهو أنك لو قرأت ف
ي أسباب الخلاف بين
الناس : لعلمت أن معظم ما يراه البشر من خلاف :
قد لا يكون خلافا ًمتعمدا ًأصلا ًكما يظهر !!..
وإنما :
له أسباب كثيرة : عَلِمها مَن عَلِمها .. وجَهِلها مَن جَهِلها ...
وبرغم أنك تجد في ذلك كتبا ًمؤلفة ًقيمة ..
إلا أنني (
وببساطتي وتواضع علمي) : سوف أذكر لك من تجربتي الشخصية : ما يتعلق ببعض ما
رأيته أنت من إشكال .......
فأقول :
في مدينتي : شيخ ٌفاضلٌ مشهور .. وقد رأيته مرة ًبالفعل في إحدى القنوات الفضائية (
أحسبها قناة
الحافظ) .. وشهرته لا بأس بها بين السلفيين في مدينتي وما جاورها .. وإن كنت لم أختلط به يوما ً...
وهنا : وبعد سقوط أقنعة المؤامرة الدنيئة التي حاكتها الداخلية والشرطة لإشاعة الفساد والترويع
والسلب والنهب : وإطلاق المساجين والبلطجية والشرطة السرية لذلك في مصر :
وبات يعلم ذلك أكثر الناس :
ولا سيما مَن يدخلون على النت (
الشبكة العنكبوتية ) .. أو
مَن يُطالعون القنوات الفضائية : أقول : وبعد كل هذا :
وفي خطبة الجمعة قبل الماضية (
أي قبل خلع مبارك بأسبوع) : صعد ذلك الشيخ الفاضل على المنبر :
ليتحدث عن نهج أهل السنة والجماعة في عدم الخروج على الحاكم الظالم : واستدل كثيرا ًفي هذا :
بما وقع في مصر من ترويع وسلب ونهب وقتل .......... إلخ : مُبينا ًأنه من نتاج الثورة !!..
وأن ذلك هو ((
الفتنة )) التي من أجلها حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الأمر !!
أقول :
كان الموقف حرجا ًجدا ًفي المسجد !!.. الكثير من الناس نظر لبعضه البعض في استغراب من كلام
الشيخ !!.. والبعض الآخر : نظر في الأرض .......!
والخلاصة : أن الخطبة جاءت غريبة بهذا الشكل : في هذا الوقت !!..
وأن الكثير من الناس امتعض بعدها ..
بل وطلبة العلم أنفسهم : قد استحيوا أن يُحادثوا الشيخ في هذا بعض الخطبة مباشرة : ولعل هذا
من أدبهم في النصح له ..
وأما أنا :
ولأني أ ُحسن الظن بهؤلاء الأفاضل :
ولا أدع الذم يسبق إليّ من التماس العذر لهم :
فقلت في نفسي :
لعله لم يصله ما وصلنا من معلومات موثقة .. ومما تحادث به الناس واكتشفوه
بأنفسهم من هذه الخديعة !!...
وقلت أيضا ً: لعل الشيخ : غير مُتابع ٍأيضا ًللنت أو القنوات الفضائية لما قد يكون بها من مخالفات ..
وبالفعل : ولولا استعجال أبي لي في حاجة : لكنت جالست الشيخ وأخبرته بما عندي من معلوماتٍ
في هذا موثقة ... ولكن : عسى أن يكون قد فعل ذلك أحد طلبة العلم لديه ممَن كانوا في المسجد ..
والشاهد ...
أني وفق ما سمعت عن الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله
(وأنا أسكن بمدينة ليست ببعيدة عن سُبك
الأحد) : فقد علمت أنه مُتحفظ ٌجدا ًمن رؤية الفضائيات : فضلا ًعن الظهور بها (
وقد رشحه أكثر
من شيخ للظهور في أشهر القنوات الفضائية الدينية : فرفض على حد علمي) .. أقول :
فلعل الشيخ لم تصله حقائق تلك المؤامرة بعد .. ولا أقول أنه منقطع كليا ًعن الإعلام (
حتى لا يتهمني
أحد أني أنتقصه) .. بل أقول أن الخبر : كثيرا ًما يأتيه عمّن شاهده أو سمعه ..
أيضا ً:
ولضبابية الصورة كما قلنا منذ بداية تلك الأحداث : وحتى قبيل فرجها بلحظات : والتي تقاذفت
فيها أمواج الخوف على المسلمين الواحد فينا : مائة مرة ومرة أقول :
لضبابية تلك الصورة على الكثيرين (
وقد علمنا رأفة السلفيين بعوام المسلمين وفقرائهم فضلا ًعن
الشباب وطلبة العلم) : فلا نستغرب أن نسمع من عددٍ منهم مثل هذا الكلام ..
وخصوصا ً: وأن عدد السلفيين الذين شاركوا في تلك المظاهرات : كان قليلٌ جدا ًمقارنة ًبغيرهم :
مما حجب التقييم الصائب لحقيقة جموع هؤلاء الثوار عن الكثير من شيوخ السلفية ..
وهو ما ظهر في كلام هؤلاء الشيوخ بتعبيرات مثل : غياب الراية الإسلامية وغيره ...
بل :
ولو تأملنا في تضارب وجهات النظر العربية والعالمية والأمريكية الرسمية للأحداث :
لعذرنا مَن شكوا في أن هناك أمرٌ بالفعل يُدبرُ بليل ٍللمصريين : بالتعاون مع النظام الذي فقد عقله :
وخصوصا ًمع تربص أمريكا وإسرائيل بضحية ثمينة مثل مصر : سياسيا ًأو حربيا ًعسكريا ً!!..
وهو ما حدى أكثر وأكثر بعددٍ من الشيوخ (
وليس السلفية فقط وإنما أعني هم وغيرهم) :
لزيادة
نبرة تحذير المصريين من مغبة التمادي أكثر في تلك المظاهرات والثورة !!..
وهو الأمر الذي لولا حفظ الله تعالى لنا وتوفيقه بالفعل : لتحقق من مخاوفه الشيء الكثير ..
كل ذلك : قد عرفناه وعايشناه : ولكن الله تعالى سلم .. إذن :
وعند تلمس الأعذار للعلماء :
نجد بالفعل ما يُعذرون به .. وخصوصا ً: عند مَن يقف على منزلتهم
من العلم وإخلاص النصح للأمة ..
نعم ..
قد يُخطئون .. ومن منا معاشر البشر لا يفعل ؟!.. وقد أخبروا هم أنفسهم بذلك ..
وواجبنا ساعتها : تبيان ذلك الخطأ : ب
كل أدب ..
مع مَن لم يُعهد عنه خيانة علم ٍأو هوىً من قبل ..
والشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله : نسيجٌ فريدٌ في طريقة دعوته .. ولي تجربة شخصية مع
إحدى أجمل خطب الجمعة له عن بر الوالدين .. ولكني مع هذا :
لا أقول أنه معصوم ..
وكما تفضل أخي الحبيب أبو المظفر :
فلا الشيخ ابن باز ولا ابن عثيمين ولا الألباني ولا غيرهم من أكابر العلماء الذين لا نساوي بين
أيديهم شيئا ًونحن عالة عليهم في العلم :
هم ليسوا بمعصومين أيضا ً..
وكم انتقدت مسائل علمية ًلهم بكل أدب (
وتمنيت ساعتها أن ميتهم حيٌ : لأ ُناقشه فيها) ..
مُخلصا ًلله وجهي .. مُتحملا ًما لاقيته وقتها من سوء ظن بعض الإخوة لي ..
إذا ً:
العبرة هي :
كيف تنتقد .. الدليل بالدليل .. والحُجة بالحُجة ..
مع التزام كامل الأدب ..
ومع
استنفاد أيضا ًكل الأعذار قبلا ًلمواقف العلماء ...
فقد يكون القول الذي أجهدت نفسك للرد عليه :
قد يكون قيل في زمن ٍغير زمنك !!.. أو في ظرفٍ غير ظرفك !!.. أو في بلدٍ غير بلدك !!..
أو في حال ٍغير حالك .... وهكذا
-----
ملحوظة أخيرة (
ومعذرة ًلأني بدأت بالفعل أفقد التركيز نتيجة السهر حتى فجر اليوم) :
كثيرا ًما يُذكر أمامي
مَن لا أعترف به من العلماء والشيوخ والدعاة في العالم الإسلامي بكل فرقه ..
والذين لو انتقدتهم : لانتقدتهم بالقرآن والسنة : وبفتاو ٍوآراء مخزيةٍ لهم : فأقمت عليهم وعلى
تابعيهم الحُجة ولله الحمد ..
ولكن :
ليس كل ما يُعرف :
يُقال في كل حين !!...
فقد تؤذي نفسك (
وذلك كما سكت النبي أمام أعرابي بذيء اللسان .. وعندما انصرف : ذمه
النبي !!.. ولم يُعد ذلك نفاقا ً.. ولكن نأى رسول الله بنفسه عن التعرض لفـُحش ذلك الرجل)
وأيضا ً:
قد تؤذي غيرك (
بأن تفتنه في دينه : حيث أن مبلغه من العلم الشرعي : لن يُفيده في فهم كل
ما تقول : فتكون أضعت البقية الباقية للدين لديه : بدلا ًمن تقويمها الذي أردت) !!..
إذا ً:
فيجب أن ينتقي أحدنا
الأذن الصاغية التي ستسمع .. وينتقي ا
لوقت المناسب الذي سيُسمع فيه
الكلام ..
والظروف المناسبة لذلك ..
والمكان المناسب أيضا ً..
وذلك : طالما أن المجال : هو مجال دعوة ٍونصح للإخوان ....
وبقدر صعوبة ذلك في منتدى كمنتدانا هذا (
والمصروف جل جهده في محاورة أعداء الدين) ..
إلا أن
الرسائل الخاصة بين الإخوان بعضهم البعض :
قد تفيد كثيرا ًفي هذا ..
وخصوصا ً
إذا ملأها جو اللين والرفق وإخلاص النصيحة لله ...
فهذا أحمل على قبول المُخطيء لخطئه إن وُجد : واعترافه به .. ونزوله عنه ..
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
"
إن الله رفيق : يُحب الرفق في الأمر كله " رواه البخاري ومسلم وأحمد والترمذي وابن ماجة ..
وفي رواية :
"
ويُعطي على الرفق : ما لا يُعطي على العنف .. وما لا يُعطي على ما سواه " ..
وفي رواية :
"
إن الرفق لا يكون في شيء : إلا زانه .. ولا يُنزع من شيء : إلا شانه " ....
ونهاية ً(
وعذرا ًللإطالة) :
فإن واجب الذب عن علمائنا الأفاضل عند الانتقاص :
هو ليس واجبك وحدك أخي الحبيب
أبو المظفر .. بل هو واجب
كل مَن يقع نظره على ذلك أو يسمعه .. ولكن :
قد يختلف أسلوب الرد ..
فقد يُرسل المُشرف أو المراقب
برسالة خاصة .. وقد أنزل أنا
بموضوع عام .. وقد تقول أنت :
ما بال أقوام ٍيفعلون كذا وكذا ....... وفي المقابل للأسف :
فقد يتكاسل أنت وأنا وفلان وفلان
عن تنبيه بعضنا البعض أو تنبيه الإدارة لبعض التجاوزات :
فنجد أنفسنا وقد تفاقم الأمر في مسألة من المسائل الشائكة مثل هذه وغيرها ...
والله المستعان ..
فاللهم اغفر لنا ما أسررنا وما أعلنا .. وما تعمدناه وما غفلنا عنه ....
وعُذرا ًعلى الكثير من الأخطاء اللغوية والنحوية وخصوصا ًمع عدم التركيز .........
وبالمناسبة : بالنسبة لرسالتي
إماطة اللثام : فقد جلبت عليّ كالعادة : بعض الاتهامات والإشكالات
من بعض إخواني في الله (
والذين وضعوها وجها ًلوجه في مقابل آراء الشيخ ابن باز والشيخ الألباني
رحمهم الله وغيرهم) : فكتبت لهم منذ ثلاثة أيام
ردا ًعلى إشكالاتهم : وتجاوزت فيه برفق عن اتهاماتهم :
فرجعوا عن آرائهم ولله الحمد والمنة .....
وسوف أنزل به في مشاركة في نفس الموضوع إن شاء الله لإتمام الفائدة .. ولكن بعد التنسيق ..
أدعو الله عز وجل أن يُصفي القلوب للإيمان .. وبالإيمان ......
Bookmarks