صدقت أخي كاكتوس.. فلو أنصف الزميل لرأى أن هذا الموضوع فرصة ثمينة لا تعوض ليضع يده على مكمن الخلل في سؤاله "الكرتوني":
هل كنا هنا بالأمس؟ وهل الخلق خير من العدم؟
الزميل يسألنا: هل خلق السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما كمال؟ يريد أن يقول أن هذا كله نقص حتى يرمي به ربه تعالى الله عما يقول الجاهلون الضالون علو كبيرا..
عجبا.. زميلي اللاأدري.. أنت لا تدري عم تتحدث.. إذا كان الفعل نقصا ومنافيا للكمال.. فهذا يعني بكل وضوح أن الكمال عندك من صفات العدم..
أو على الأقل من صفات الجماد..
فمثلا صخور جبل كليمانجارو ورمال الربع الخالي وجليد القطب الشمالي كلها عاجزة عن الفعل وعن التدبير.. فهي منزهة عن هذا النقص الفاضح.. هل يعني هذا أن كومة من الحصى خير منك أيها الزميل؟ لا أظنك تقر بذلك أبدا.. لكن مهلا.. نقص تنفيه عن نفسك العاجزة القاصرة المتحيرة.. تريد أن ترمي به خالقك وخالق كل مخلوق؟؟؟ هل هذا عدل؟ هل هذا نصف؟ اعذرني فما دام منطقك بهذا التناقض.. فلا أرى لك دواء إلا مثل ما قرأته ههنا وحز في نفسك.. فلعلك تفهم أخيرا مقدار ظلمك لنفسك ومبلغ عتوك واستكبارك على ربك الذي فطرك وبرأك وصورك..
Bookmarks