أيُّها الشّعبُ الليبيُّ الحبيبُ الثّائرُ!

بقلم : د.رائد فتحي

لا بُدّ من كلِماتٍ فاسمَعوها ولا بُدّ مِن رجاءاتٍ فاحفظوها
أنتُم اليومَ تَصنَعون تاريخًا على امتِداد القُطر اللّيبيّ والوَطَن العَربيّ
وحَقٌّ على مَن يَصنَعُ التّاريخَ أن لا يَتعثّر ولا يَتراجَع...
حقٌّ على صانِعِ التّاريخِ أن لا يَنهَزم، أن لا يَجبُن، ولا يُصالِح... وإنما
يَموتُ أو يَنتَصِر...

أيُّها الشّعبُ اللّيبيُّ الحبيبُ!

إنّكُم نَجائبُ العرَبِ، ورواحِلُ الصّحراء...وأُمراء القراءات القُرآنيّة... أحفادُ السّنوسيينَ المُجاهدين، ومِنهم سيدي عُمر المُختار...
آباؤكُم مَن حَملوا على الرّومِ، مَعَ طارِق بن زيادٍ البَربَري، وموسى بن نُصيرٍ العربيّ..

أيُّها الشّعبُ الحبيبُ!

لتَعلَم أنّ الثّوراتِ إنّما تَنتَصِرُ إذا قَويَ الإيمانُ بِعَدالَتِها وتَعَمّقَ اليقينُ بضرورَتِها.. إنّ أعدَلَ ثَورَةٍ على حاكِمٍ اليَومَ هي ثَورَتُكم على ظالِمِكُم المَجنون، الّذي لا يرقُبُ في ضِعافِكُم إلاّ ولا ذِمّة... وإن يَسلُبُكُم شيئا لا تَستَنقِذوه مِنه.. ضاعَت حُقوقُكم تحت نَظّارَتِهِ وبينَ شعرات شارِبِه...
إنّ الثّورَة اللّيبيّةَ –اليَومَ- هيَ فريضَةٌ دينيّةٌ، وضَرورَةٌ وَطَنيّةٌ ومُهِمّةٌ قوميّةٌ، ونِداءُ أهلِ السّماءِ لأهلِ الأرضِ، وأمانَةُ الشُّهداءِ للأحياء، وواجِبُ الآباءِ نَحوَ الأبناءِ، والأقوياءِ نَحوَ الضُّعفاءِ، والأحرارِ نَحوَ السُّجناء...

يا أحفادَ سيدي عُمرَ!

أيُّها الأحرارُ! أيُّها الأبرارُ! أيُّها الأطهارُ! إنّما أنتُم أحدُ اثنينِ: حانِقٌ غاضِبٌ انتُهِكَت حُرمَتُه أو سُلِبَت حُرّيّتُه أو دِيسَت كرامَتُه... وآخرُ: مُنتَفِعٌ، أفاضَ عليهِ الحُكمُ مِن عطاياهُ ونَعمائِهِ...
فإنْ كُنتَ مِنَ الأوّلِينَ، فاعلَم أنّ هؤلاءِ لو قَدّموا الدّماءَ والأرواحَ دونَ حُرُماتِهم وحُرّياتِهم، لَما كانوا مُبالِغينَ ألبتَةَ... بل لكانوا في كغيرِهم مِمّن سَبَقَهُم مِن الأحرارِ والشُّرفاءِ... وإن كُنتُم مِن الصّنف الآخر، فاعلموا أنّما الحياةُ مواقِفٌ، وأنّ يومًا يُسجّلُ لَكَ خيرٌ مِن سَنَةٍ تُسجّلُ عليكَ، واعلموا أنّ آخِرَ مَورِدٍ للماءِ الطّهورِ يُمكِنُ أن ترِدوهُ فيُطّهّرَكُم هو هذا المّنبَعُ الطّهورُ... نَهر الثّورَة.. فـردوهُ وارتووا من معينِه، وأريدُوه يُرِدكُم، واغسلوا وُجوهَكُم بِه تُشرِق.. فإنْ فَعلتُم... طابَ ذِكرُكُم، وضوّع نَشرُكُم وشاعَ في الأقطارِ خَبَرُكم فَصِرتُم عِبرَة للمُعتَبرين ومَدرَسَة للمُتَعلّمين وأنموذجًا للباحِثين وحِكاية للأطفالِ اللاهين.

أيهُّا الأبطالُ اللّيبيّونَ!

أقدِموا فَدونَكُم الجَنّة...
أقدِموا واقرعوا برؤوس الطّغاتِ بواباتِ الكرامِة والمَجد...


وهاتوا آذانُكم أحبّتي أدندِنُ فيها، وأسكُب الأفراحَ في يَمينِكُم...

تَقَدّموا فَكُل أرضٍ تَحتَكُم تُحبُّكُم
صحراؤكم تُريدُكم.. تُودّكُم ... تُحِبُّكم
رِمالُكُم تُحبّكُم
سماؤكم
نُجومُكم
ديارُكم
خيامُكم
رِجالُكم
نساؤكُم تُحِبُّكم... تُودّكُم تُريدُكم
أئمّة في الحَربِ والميدانِ
في الحُبِّ والنّزال
في الموتِ في الحِراب
تَقدّموا
تَقدّموا
فَجُندُكُم.. جُنودُنا
وَحربُكم حِرابُنا
ومَجدُكم لِمَجدنا
ويومُكُم كأمسِنا

تَقدّموا.. تَقدّموا

بثائراتِ شَعبِكُم...
وناثِراتِ شِعرِكُم
وحارِساتِ شَعرِكُم
ولابِساتِ مَجدِكُم
وراسِماتِ عِزّكُم
بأُمِّنا بأُمّكُم
بأُختِنا بأختِكم
بِشعبِنا وشَعبِكُم

تَقدّموا... تَقَدّموا...

المصدر : http://www.dr-raeed.com/2011/02/blog-post_289.html

| |