سمع كسرى الأعشى يقول:
أرقتُ وما هذا السهاد المؤرقُ ... وما بي علةٌ ولا بي تعشق
فقال: ما يقول العربي؟
قالوا له: يتغنى.
قال: بم؟
قالوا: يزعم أنه سهر من غير مرضٍ أو عِشق.
قال: اذاً فهو لص.
--------------------------
يذكر أن شوقي وحافظ إبراهيم كانا في أحد جلسات السمر فأحبا أن يتبارزا شعريا
فقال حافظ :
يقولون أن الشوق نار وحرقة
فما بال شوقي أصبح باردا
فرد شوقي المتوقد الذهن والبديهة:
استودعت إنسانا وكلابا أمانة
فضيعها الإنسان والكلب حافظ
--------------------------
سأل أحدهم - وكان أسمه محمود - صديقاً له (وكان أسوداً) من بابِ المداعبة: ما رأيك في قصيدة المتنبئ
عيد بأية حال عدت يا عيد ### بما مضى أم لأمر فيك تجديد
وكان قد أراد -في خبث- أن يشير إلى قوله:
لا تشتر العبد إلا والعصا معه ### إن العبيد لأنجاس مناكيد
ففطن الرجل لما أراده صديقه فرد قائلا: هي بلا شك قصيدة رائعة جميلة وبخاصة قوله فيها
ما كنت احسبني أحيا إلى زمن ### يسيؤني فيه كلب وهو [محمود].
--------------------------
قدم أديب على أحد الملوك في قصره ، وعندما وقف على باب القصر منعه الحاجب من الدخول ، فطلب رقعة وكتب فيها :
إن شئت سلَّمنـا فكنَّا كريشةٍ *** متى تلقها الريحُ في الأجواءِ تذهبِ
فدخل الحاجب بالرقعة على الملك وبعد أن قرأها قال له : قل له قد خففت جداً .
فرجع الحاجب إلى الأديب وأخبره بما قاله الملك ، فكتب عليها :
وإن شئت سلمنا فكنا كصخرةٍ *** متى تلقها في حومة الماء ترسُبِ
فدخل الحاجب مرة أخرى بالرقعة على الملك فقال له الملك : قل له قد ثقلت جداً
فعاد أدراجه إلى الأديب فأخبره بكلام الملك ، فكتب عليها :
وإن شئت سلمنا فكنا كراكبٍ *** متى يقض حقاً من لقائك يذهبِ
وعندما دخل الحاجب على الملك أمره بأن يأذن له بالدخول وقضى له حوائجه وانصرف .
----------------------------
دخل إعرابي على الخليفة العباسي المأمون وأنشأ يقول :
رأيت في النومِ أني مالكٌ فرساً *** ولي وصيف وفي كفي دنانيرُ
فقال قومٌ لهم علمٌ ومعـرفةٌ *** رأيت خيراً وللأحلامِ تفسيرُ
أقصص رؤياك في قصر الأمير تجد *** تحقيق ذاك وللفأل التباشيرُ
فقال المأمون : أضغاث أحلامٍ وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين
Bookmarks