الحمد لله القائل "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون". والصلاة والسلام على من أوتي الكتاب ومثله معه..ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين
سئل الإمام الرباني المجاهد عبد الله بن المبارك رضي الله عنه : أما تخشى على هذا الحديث أن يفسدوه؟ قال: (كلا! فأين جهابذته؟) ثم تلا قول الله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" ..ففهم من الآية الشريفة أن حفظ القرآن يقتضي حفظ السنة ..أو جعَل السنة من مسمى الذكر ,فالحمد لله الذي أكمل الدين وأتم النعمة بحفظة الكتاب والسنة ..أما بعد ,فهذه سلسلة ميسرة مختصرة..تعين الغريب عن علم الحديث على تصورٍ ما ,مقاربٍ لقضية حفظ الله تعالى كلامَ نبيه صلى الله عليه وسلم..وهي التي أخذت بألباب بعض المستشرقين إلى حد الاندهاش وما هم ممن يمكن وصفهم بالحياد فضلا عن الانحياز إلى الإسلام..اعتبر مثلا بمرجليوث حيث يقول: (ليفخر المسلمون ما شاؤوا بعلم حديثهم).
على أن بعض المستشرقين فطن إلى ملمح آخر فهذا "روبسون" يقرّ أن لو كان المحدثون هم من اخترع الأسانيد وركبوا عليها المتون لكان بمقدورهم جعلها تعود إلى كبار الصحابة والحاصل أن معظم السنة نقلها صغارهم!..فكان هذا آية على صحة بلوغها إيانا وفق المنهج العلمي المحكم لأن مصلحتهم في عزو النقل إلى الكبار أعظم في تحقيق المصداقية من نسبتها إلى الصغار..وليس هذا مقام بسط الكلام في الرد على مزاعم المرجفين
يتبع بحول الله تعالى
Bookmarks