بسم الله الرحمن الرحيم
ساحاول ان اورد الاجابة على شكل نقاط محددة مستعيناً بما ذكرتُ من مراجع و بكتاب تاريخ القرآن للدكتور عبد الصبور شاهين
1- القرآن نزل عى سبعة أحرف هذا مؤكد لكن ما هى الأحرف السبعة. هذا ما اختلف فيه العلماء و لعل اصحها هى التفسير الظاهرى لمعنى الأحرف و هو انها أوجه مختلفة. و قد تتبع الدكتور عبد العزيز القارى اوجه الاختلاف بين القراءات الاربعة عشر ( العشر المتواترة و الاربع الشواذ) فوجد ان اوجه القراءات لا تزيد عن سبعة.
2- الأحرف السبعة شئ من قبيل الاداء و هذا بدليل حديث عمر بن الخطاب عندما سمع هشام بن حكيم يقرأ بطريقة مختلفة.
3- عندما قام ابو بكر رضى الله عنه بجمع المصحف، حُفظ فى دار الخلافة حتى عهد عثمان بن عفان و فى هذه الاثناء كان الصحابة يقرأون كما عُلموا و لم تحدث مشاكل.
4- بدأ ظهور المشاكل عندما تقابل المسلمون فى الغزوات بعد اتساع رقعة الدولة الاسلامية. حيث ان كل مصر من الامصار كان يتلقى القراءة من احد الصحابة.
5- كانت القراءة السائدة فى المدينة هى قراءة زيد بن ثابت و هى قراءة غالب المهاجرين و الانصار و كان شبيه بها قراءة اهل الشام المنقولة لهم عن طريق الصحابى الجليل ابى الدرداء.
6- قراءة أهل الكوفة و هى قراءة الصحابى الجليل كانت مختلفة الى حد ما و لم ينكرها الصحابة انما يبدو ان البعض كره الفرقة فى القراءة او الشذوذ عن التيار العام. لكن هذا لا يعنى انها غير صحيحة.
7- عندما تقابل حذيفة بن اليمان مع ابن مسعود و ابى الدرداء رضى الله عنهم تناقشوا فى هذا الأمر و لكن ما ان حان وقت الصلاة حتى صلوا جميعاً و هذا دليل على اعترافهم بهذا الخلاف. فكيف يوافق صحابى ان يصلى خلف من يبتدع فى القراءة؟.
8- انتقل حذيفة رضى الله عنه الى المدينة بعد فتوحات ارمينية حيث لمس هناك مدى خطورة الخلاف بين عامة المسلمين و حذر عثمان رضى الله عنه
9- جمع عثمان الصحف المجموعة فى عهد ابى بكر و تم نسخ المصاحف. و تم رسم المصاحف بأسلوب قريش.
10- وزعت المصاحف على الامصار و مع كل مصحف قارئ ليُعلم الناس
*** ربما كان من اهداف الصحابة هنا هو جمع الناس على قراءة واحدة و هى قراءة أهل المدينة.
11- التزم عامة المسلمين و كبار القراء بالقراءة بما يوافق المصحف و تركوا ما سواه حتى و ان صح، خاصةً و ان القراء الكبار فى كل مصر تلقوا قراءتهم عن طريق من بعثهم عثمان بالمصاحف. و عن طريق هؤلاء القراء تعلم عامة المسلمين.
هنا وقفة:
فكبار القراء تلقوا القراءة كما قلنا عن طريق من بعثهم عثمان رضى الله عنه لكن الكثير منهم تعلم عن طريق آخرين. فعاصم مثلا تلقى قراءته عن طريق ابى عبد الرحمن السلمى و هو مبعوث عثمان رضى الله عنه و عن طريق زر بن حبيش و هو تلميذ ابن مسعود و هنا بدأ الخلط بين القراءات و هو ما عُرف بالاختيار. فالقارئ يختار بين ما عُلم ليولف لنفسه قراءة محددة و ينقلها الى تلاميذه ، مع الحفاظ على عدم الخروج عن رسم المصحف العثمانى و الذى اتفق عليه عامة المسلمين.
12- بعض المسلمين كالحسن البصرى و الأعمش مثلاً تلقوا القراءة من طرق مختلفة و قد يخالف بعضها الرسم و قد يتفق مع الرسم و يخالف العامة. فبدأت هذه القراءات تفقد قوتها حتى و ان قرأ بها كبار مثل الحسن و الأعمش و زهد الناس فيها. و هؤلاء الكبار من الأئمة قرأوا كما عُلموا عن طريق الثقات الاثبات، لكن نظراً لمخالفته للعامة و وجود بعض الريبة الطبيعية لمخالفته لرسم المصحف المجمع عليه، فقدْ فقدَ قوته بمرور الوقت.
فنحن هنا عندنا نوعان من القراءات: الأول المتواتر المتفق عليه بين المسلمين و قراءات آحاد يتناقلها بعض العلماء.
13- تم الاعتناء بهذه القراءات المتواترة و ببعض الشواذ كالأربع و هى ما عليه الناس الآن.
Bookmarks