النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: .. غروب الشمس في عينٍ حمئة ..

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي .. غروب الشمس في عينٍ حمئة ..

    الشبهة :.

    يزعم أعداء الإسلام أن القرآن الكريم يحتوى على خطأ علمي في قول الله سبحانه وتعالى (( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا )) ويقولون هذا مخالف للعلم الثابت ذلك لأن الشمس لا تغرب في عين !


    والجواب عن ذلك :.

    ففي هذا الكلام وامثاله وما يحاول اعداء الاسلام اثارته من شبهٍ واهيةٍ , تعدٍ على اللغة ,و العلم , وعلى كتاب الله . فما تقدم مخذول ليشكك فيه الا أخزاه الله, وفضحه , وهتك ستره

    فكتاب الله " لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ"

    اليك كلام اهل العلم في ذلك وبيانه الشافي ..

    قال الشنقيطي في الاية " قرأه نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم حمئة بلا ألف بعد الحاء، وبهمزة مفتوحة بعد الميم المكسورة. وقرأه ابن عامر وحمزة والكسائي وشعبة عن عاصم: حامية بألف بعد الحاء، وياء مفتوحة بعد الميم المكسورة على صيغة اسم الفاعل. فعلى القراءة الأولى فمعنى {حمئة} ذات حمأة وهي الطين الأسود، ويدل لهذا التفسير قوله تعالى: {ولقد خلقنا الأنسان من صلصال من حمأ مسنون} ،والحمأ: الطين كما تقدم.

    ومن هذا المعنى قول تبع الحميري فيما يؤثر عنه يمدح ذا القرنين:
    بلغ المشارق والمغارب يبتغى ... أسباب أمر من حكيم مرشد
    فرأى مغيب الشمس عند غروبها ... في عين ذي خلب وثأط حرمد
    والخلب ـ في لغة حمير ـ: الطين. والثأط: الحمأة. والحرمد: الأسود. وعلى قراءة حامية بصيغة اسم الفاعل، فالمعنى: أنها حارة، وذلك لمجاورتها وهج الشمس عند غروبها، وملاقاتها الشعاع بلا حائل. ولا منافاة بين القراءتين حق.

    قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره :{وجدها تغرب في عين حمئة} ، أي: رأى الشمس في منظره تغرب في البحر المحيط، وهذا شأن كل من انتهى إلى ساحله يراها كأنها تغرب فيه، إلى آخر كلامه. ومقتضى كلامه أن المراد بالعين في الآية البحر المحيط، وهو ذو طين أسود. والعين تطلق في اللغة على ينبوع الماء. والينبوع: الماء الكثير. فاسم العين يصدق على البحر لغة. وكون من على شاطىء المحيط الغربي يرى الشمس في نظر عينه تسقط في البحر أمر معروف. وعلى هذا التفسير فلا إشكال في الآية، والعلم عند الله تعالى."


    فالصحيح ان ذلك حقيقي , وليس من هذا الحقيقي انها تغرب داخل بركة طينية او ما شابه , بل هي منتهى الناظر للشمس , فالعندية لا اشكال فيها , ولكنّ القول بانها تدخل الارض خطأ!

    وقد روى الذهبي باسناده الى ابي ذر في كتاب العلو للعلي الغفار عن أبي ذر قال كنت مع النبي على حمار عليه برذعة أو قطيفة وذلك عند غروب الشمس فقال لي يا أبا ذر هل تدري أين تغيب هذه قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تغرب في عين حمئة تنطلق حتى تخر ساجدة لربها تحت العرش فإذا حان وقت خروجها أذن لها فتخرج فتطلع فإذا أراد الله أن يطلعها من حيث تغرب حبسها فتقول يا رب إن مسيري بعيد فيقول لها اطلعي من حيث غبت "

    ففي هذا الخبر , دلالة على انها تغرب في عين حمئة حتى تخر ساجدة تحت العرش , فالحالصل انها لا زالت في السماء ولم ولن تقع داخل الارض , ولا تكفي العين لأن تشمل محيط الشمس ولا نصفه !!

    اضافةً لكون الشمس أكبر جرماً من الارض فيكف تكون في عينٍ من عيونها ؟!

    وقد نقل القرطبي عن القتبي قوله " ويجوز أن تكون هذه العين من البحر، ويجوز أن تكون الشمس تغيب وراءها أو معها أو عندها، فيقام حرف الصفة مقام صاحبه والله أعلم."

    وقال أبو محمد ابن حزم في الفِصل في الممل والنحل 2-81-82 " وذكروا أيضا قول لله عز و جل عن ذي القرنين وجدها تغرب في عين حمئة وقرىء أيضا حامية . قال أبو محمد وهذا هو الحق بلا شك وذو القرنين هو كان في العين الحمئة الحامية حمئة من حماتها حامية من استحرارها كما تقول رأيتك في البحر تريد أنك إذ رأيته كنت أنت في البحر وبرهان هذا أن مغرب الشمس لا يجهل مقدار عظيم مساحته إلا جاهل ومقدار ما بين أول مغربها الشتوي إذا كانت من آخر رأس الجدي إلى آخر مغربها الصيفي إذا كانت من رأس السرطان مرئي مشاهد ومقداره ثمان وأربعون درجة من الفلك وهو يوازي من الأرض كلها بالبرهان الهندسي أقل من مقدار السدس يكون من الأميال نحو ثلاثة آلاف ميل ونيف وهذه المساحة لا يقع عليها في اللغة اسم عين البتة !

    لا سيما أن تكون عينا حمئة حامية وباللغة العربية خوطبنا فلما تيقنا أنها عين بإخبار الله عز و جل الصادق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه علمنا يقينا أن ذا القرنين انتهى به السير في الجهة التي مشى فيها من المغارب إلى العين المذكورة وانقطع له إمكان المشي بعدها لإعتراض البحار له هنالك وقد علمنا بالضرورة أن ذا القرنين وغيره من الناس ليس يشغل من الأرض إلا مقدار مساحة جسمه فقط قائما أو قاعدا أو مضطجعا

    ومن هذه صفته فلا يجوز له أن يحيط بصره من الأرض بمقدار مكان المغارب كلها لو كان مغيبها في عين من الأرض كما يظن أهل الجهل ولا بد من أن يلقى خط بصره من حدبة الأرض أو من نثر من أنشازها ما يمنع الخط من التمادي إلى أن يقول قائل أن تلك العين هي البحر فلا يجوز أن يسمى البحر في اللغة عينا ًحمئة ! ولا حامية وقد أخبر الله عز و جل أن الشمس تسبح في الفلك وأنها إنما هي من الفلك سراج

    وقول الله تعالى هو الصدق الذي لا يجوز أن يختلف ولا يتناقض فلو غابت في عين في الأرض كما يظن أهل الجهل أو في البحر لكانت الشمس قد زالت عن السماء وخرجت عن الفلك وهذا هو الباطل المخالف لكلام الله عز و جل حقا نعوذ بالله من ذلك فصح يقينا بلا شك أن ذا القرنين كان هو في العين الحمئة الحامية حين انتهى من آخر في البر وفي المغارب وبالله التوفيق لا سيما مع ما قام البرهان عليه من أن جرم الشمس أكبر من جرم الأرض وبالله تعالى التوفيق

    وبرهان آخر قاطع وهو قول الله عز و جل وجدها تغرب في عين حامية وقرى حمئة ووجد عندها قوما فصح ضرورة أنه وجد القوم عند العين لا عند الشمس"

    وقال القرطبي -رحمه الله- : ( قال القفال : قال بعض العلماء : ليس المراد أنه انتهى إلى الشمس مغربا ومشرقا ، ووصل إلى جرمها ومسها ؛ لأنها تدور مع السماء حول الأرض ، من غير أن تلتصق بالأرض ، وهي أعظم من أن تدخل في عين من عيون الأرض ، بل هي أكبر من الأرض أضعافا مضاعفة ، بل المراد أنه انتهى إلى آخر العمارة من جهة المغرب ومن جهة المشرق ، فوجدها في رأي العين تغرب في عين حمئة ، كما أنا نشاهدها في الأرض الملساء كأنها تدخل في الأرض ؛ ولهذا قال : "وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا" ولم يرد أنها تطلع عليهم بأن تماسهم وتلاصقهم ، بل أراد أنهم أول من تطلع عليهم)

    قلتُ : ولا ينفي هذا الكلام ان يكون للشمس محِلاً او باباً للغروب , وكذا للشروق , كما ان الصعود الى السماء يحتاج لذلك كما قال الله " ولو فتحنا عليهم باباً من السماء فظلوا فيه يعرجون * لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون" الحجر 14-15

    وقد روى ابن ماجه عن صفوان بن عسال قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من قبل مغرب الشمس بابا مفتوحا عرضه سبعون سنة فلا يزال ذلك الباب مفتوحا للتوبة حتى تطلع الشمس من نحوه فإذا طلعت من نحوه لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا . وحسنه الالباني

    فللشمس دورتها كما للارض " وكل في فلك يسبحون "


    وقد ذكر الحرانيّ في الفتاوى المصرية " { وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ } العين في الأرض ومعنى { تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ } أي في رأي الناظر باتفاق المفسرين؛ وليس المراد أنها تسقط من الفلك فتغرب في تلك العين؛ فإنها لا تنزل من السماء إلى الأرض، ولا تفارق فلكها.

    والفلك فوق الأرض من جميع أقطارها لا يكون تحت الأرض؛ لكن إذا تخيل المتخيل أن الفلك محيط بالأرض توهم أن ما يلي رأسه هو أعلاه وما يلي رجليه هو أسفله، وليس الأمر كذلك؛ بل جانب الفلك من هذا الجانب كجانبه من المشرق والمغرب، والسماء فوق الأرض بالليل والنهار، وإنما السفل هو أضيق مكان في الأرض وهو المركز الذي إليه تنتهي الأثقال. وكل ما تحرك من المركز إلى السماء من أي جانب كان فإنه يصعد من الأسفل إلى الأعلى. والله أعلم"

    وهذا كلام قويّ , فبـ الاتفاق لو تصفحت كلام المفسرين لوجدت ما قاله شيخ الاسلام , فلا يستقيم الا هذا , لكون الشمس لو اقتربت من الارض لاحترقنا ! فكيف يمن كانوا عند هذه الطين ؟!

    وفي كتاب رحلة في الكون لـ هارون يحيى" إنّ الشمس هي أكبر الأجرام السماوية ضمن النظام الشمسي والشمس شديدة الحرارة، وتتكون من بعض الغازات الملتهبة ولهذا السبب تحدث على سطحها في كل ثانية انفجارات هائلة تعادل انفجار ملايين القنابل الذرية وفي هذه الانفجارات يمتد لهيب يصل إلى ما بين أربعين وخمسين ضعفا من حجم الأرض التي نعيش عليها والشمس التي تشبه الكرة الملتهبة ترسل حرارة وضوءا شديدين ولو لم تكن الشمس موجودة لكان الزمن كله ليلا كما أن البقاء في الصيف لأشعة الشمس يمكن أن يسبب أضرارا كبيرة· بل إن هذه الأشعة يمكن أن تترك آثارا حقيقية والتهابات في الجلد تتطلب علاجا طويلا فالضوء المنبعث من الشمس، وبصفة خاصة في فصل الصيف يكون شديدا جدا هذا، والحال أن الشمس تبعد عن أرضنا ملايين الكيلومترات، ولا يصل إلينا من ضوئها سوى 2 بالألف حسنا، فإذا كانت الشمس على هذا القدر من البعد

    وإذا كانت حرارتها على الأرض بهذا القدر، فماهي حرارة سطح الشمس؟

    يعطي العلماء أرقاما تقريبية في هذا الموضوع غير أنه لا يمكن مقارنة حرارة الشمس بأي حرارة أخرى مما نعرفه في الأرض تأملوا جيدا! فحرارة الشمس على سطحها تبلغ 6 آلاف درجة، بينما ترتفع هذه الحرارة في داخلها إلى 12 مليون درجة فهل يستقيم أن نقارن هذه الحرارة بأية حرارة أخرى نعرفها؟ فنحن إذا لمسنا الماء بحرارة خمسين درجة لا نستطيع أن نتحمل ذلك وحتى أحر أيام الصيف تكون في حدود أربعين إلى خمسين درجة· ومن هنا نفهم أن الله تعالى جعل المسافة بين الأرض والشمس في غاية الاتساق فلو كانت الشمس أقرب إلينا بقليل لاحترق وتفحم كل ما على الأرض، أما لو كانت أبعد بقليل لتجمد كل شيء عليها وفي الحالتين تستحيل الحياة.."

    فالامر بدا جلياً ولله الحمد ..

    ولو نظرت في اي صورة او فيديو او حتى على الحقيقة عند بحر من البحور لو جدت مغيب الشمس كما وصف الله
    قال البغوي " وكذلك يتراءى غروب الشمس لمن كان في البحر وهو لا يرى الساحل كأنها تغيب في البحر والله أعلم."
    اضفافة الى ان سجودها تحت العرش , والعرش في السماء , فهذا لازمٌ لكونها باقيةً في السماء ولم تنزل الى الارض لما ذكرنا

    والله الهادي
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    تـونـس
    المشاركات
    55
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. حتى إذا بلغ مغربَ الشمس وجدها تغرب فى عينٍ حَمِئَ .... د. إبراهيم عوض
    بواسطة الجندى في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 01-21-2016, 03:56 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء