النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: تصاعد الهجوم على التيار الإسلامي في مصر - مهاجر

  1. #1

    افتراضي تصاعد الهجوم على التيار الإسلامي في مصر - مهاجر

    ومن المسائل المطروحة الآن :
    تصاعد الهجوم على التيار الإسلامي حتى وصل الأمر إلى حد السخرية ببعض المظاهر الدينية على صفحات الفيس بوك التي كانت بالأمس معدن الثورة على السلطان الجائر ، ثم هي اليوم قد صارت ، أو صار بعضها فلا يحسن التعميم ، قد صار بعضها معدن الثورة على الدين الخاتم ، فأفعال ، كما ينقل بعض الفضلاء وقد حاول التماسك فنجح مع أن الأمر يخرج عن حدود الأدب واللياقة بل والديانة ، فأفعال من قبيل رسم ميكي ماوس باللحية والنقاب فهو رسم المرحلة الظلامية القادمة في تاريخ مصر الزاهرة ! ، تدل على ما يعتمل في نفس صاحبها أو المحرض عليها من بغض شديد للدين وأهله ، فليته سخر من شخص بعينه لسابق عداوة ، وإنما عمت عداوته الدين فاختار هديه الظاهر ليصيره محل سخريته ، وذلك ، بغض النظر عن الأعيان فليس المقام مقام حكم على الأفراد ، ذلك من نواقض الملة ، كما قد قرر ذلك من صنف في هذه المسألة ، فمستنده من الوحي المنزل فــ : (لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ) ، فضلا عن نبرة الاستعلاء الظاهرة ، فمصطلحات من قبيل النخبة ونحوه ، كما ينوه بعض الفضلاء ، تشي بتنقيص غيرهم ، فمفهوم قولهم : لم يقل : "لا" في الاستفتاء إلا المثقفون ، أن من قال : "نعم" هم الجهال السذج ، بغض النظر عن وجهة نظر الطرفين وحجته في القبول أو الرد ، فهناك من قال : "لا" لمجرد المخالفة فلها بريق ، كما يقول ذلك الفاضل ، عقيب سنين من القهر بــ : "نعم" الإجبارية ! ، فالمنظومة الإعلامية لا زالت كما كانت زمن المخلوع ، ففسادها ، كما يقول بعض الفضلاء ، يضارع فساد المنظومة الأمنية في عهده ، وهذا ما يفتح الباب مجددا لظنون سيئة ، حول أهداف فئام من الثوار ، فلا ينكر أحد أن ثم نوع تلاق في المصالح ، لا برسم التآمر ، كما أرجف النظام السابق ، أن ثم نوع تلاق بين مصالح قوى الثورة وقوى خارجية تريد إعادة تشكيل المنطقة وفق مخططات سرية ، كمخطط برنارد لويس ، كما ينوه بذلك بعض الفضلاء :
    http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%...88%D9%8A%D8%B3

    وقد بدأ ذلك بالفعل زمن المخلوع ، فكان يمهد بسياساته الجائرة لمخططات تقسيم البلاد ، وإن لم يرد ذلك بداهة ، ولكن ظلمه قد أعطى الضوء الأخضر لقوى التقسيم الكنسي إن صح التعبير ، فقد استعمله الرب ، جل وعلا ، بقدره الكوني في إضعاف مؤسسات الدولة فطمع فيها الطامعون ، فضلا عن كونه كنزا استراتيجيا لكيان يهود فبكاه القوم بصدق ! ، وذلك ما ينفي تهمة الخيانة أو العمالة الجائرة عن عموم الثوار ، ولكنه لا ينفيها بداهة عن آحاد منهم ، لا سيما من قفز فجأة إلى واجهة الأحداث برسم الزعامة الوافدة من الخارج ، أو النابتة في الداخل ، فكانت بالأمس من أبرز حلفاء النظام ثم انقلبت فجأة فصارت من حكماء الثورة ، مع أن بعض مهربي السلاح الذي راج في جنوب البلاد وغربه قد اعترف لبعض ضباط حرس الحدود بأنه يعمل لحساب تلك الزعامة الحكيمة فهو : ملياردير معروف علائقه المشبوهة بدولة جنوب السودان النصرانية وثيقة فهو يشاطرهم الملة وإن خالفهم النحلة فالمصلحة في إضعاف البلاد وتقسيمها واحدة ، وليس المراد إلقاء التهم قبل انتهاء التحقيقات في تلك النازلة الخطيرة التي غفلنا عنها في معرض الاشتغال بالنوازل المتتالية من فتن وإضرابات يخطط لها ويحرض عليها أذناب المخلوع ، وإنما المراد التنبه إلى ما قد سبقت الإشارة إليه من انحلال صف الثورة فلم يكن واحدا في فكره من اليوم الأول ، فالصف في عمومه كان مصريا خالصا ، تغلب على أفراده الديانة فذلك معهود الشعب المصري المتدين بالفطرة ، مع أنهم لم يثوروا برسم الديانة المحضة فتلك أشرف رسوم الإنكار على الجائر المعطل للشرائع ، ولكنهم مع ذلك قد أنكروا عليه طلبا لحقوق مشروعة ، ولكن الإعلام ، كعادته في السحر والتمويه ، نجح في قصر الثورة على شباب الفيس بوك ، ولا ينكر أحد أنهم كانوا منشأ الأمر بقدر الرب ، جل وعلا ، ولا ينكر أحد أن كثيرا منهم أهل خير ، وإن لم يكن تصورهم الشرعي كاملا ، فقد ثاروا برسم الشبيبة التي تتوق دوما إلى التغيير ، وذلك ما قد يستعمل دون وعي صاحبه لتحقيق أهداف خارجية برسم الحرية المطلقة التي تكافئ عند التدبر والنظر الفوضى التي قيدتها "رايس" بقيد : "الخلاقة" ، وهو قيد كاذب ، فالفوضى لا تكون إلا هدامة للأديان والأبدان معا ، فلم تخل الثورة رغما عن أصحابها من إفرازات صديدية برزت بل وتصدرت ، ولعل يحيى الجمل خير مثال على ذلك مع أنه معدود في جملة المداهنين للمخلوع ، وإن أظهر في زمنه نوعا من المعارضة الأنيقة في اللقاءات التليفزيونية على شاشات الفضائيات الساخنة كالجزيرة ، فاستوديوهات الفضائيات هي الميدان الوحيد الذي يجيد القوم فنون القتال فيه ! ، فلم ينله من عسف المخلوع ما قد نال أهل الحق فليس منهم وإن وافقهم فأجرى الرب ، جل وعلا ، على لسانه ما قد يوافق مقالهم ، فذلك ، أيضا ، من جنس تلاقي المصالح لا برسم التآمر ، كما تقدم ، ومن تلك الإفرازات أيضا : ما سبق التنويه به من فعل أولئك السفهاء ، وإن لم يسلم لمن عمم ، فجعل ذلك نمط جميع شباب الثورة ، ولكنه نمط شاذ ينبئ عن تأثر مباشر أو غير مباشر بدعاية محرضة على الديانة ، تحاول اقتناص مكاسب الثورة بعد أن وقعت رغما عنها ، والإعلام خير من يمثل هذا الصنف ، أو بعد أن وقعت في التوقيت الذي لم تكن تتوقعه ، وأمريكا خير من يمثل هذا الصنف ، فلم تكن قد أعدت البديل بعد ! ، وهذا ما يفسر ترددها في إقصاء المخلوع أو بقائه ، حتى حسم الرب ، جل وعلا ، الأمر ، فألهم الثوار الصبر حتى رحل المخلوع برسم الفرار ، فالخيوط متشابكة ، والرؤى ضبابية لما تتضح بعد ، وهذا أمر معتاد عقيب أي حراك سياسي وفكري عظيم كهذا الحراك ، وهو ما قد يفسر توقف كثير من الأفاضل في هذا الأمر إلى الآن ! ، فالأمر مشكل عنده ، ولعل ما يقع الآن من تضارب وتعارض بين أقوال بعض شرائح التيار الإسلامي لا برسم الاختلاف السائغ وإنما برسم التطاحن ، وهو ما ينذر كما يقول بعض الفضلاء بمزيد انشقاق في الصف الإسلامي المنشق ابتداء من آثار الاختراقات الفكرية لأجهزة الأمن زمن المخلوع وهو أمر يثير الضيق ، لعله من آثار ذلك الضباب ، ولعل ما يمارسه الإعلام الآن من محاولات الدس والوقيعة بين التيارات الإسلامية ، وإبراز الخلافات هو من جنس ما قد كان النظام السابق يمارسه من بذز الفتنة بين عموم شرائح المجتمع ومؤسسات الحكم .

    والقوى العلمانية والليبرالية قد اجتمعت في تكتل رسمي لمواجهة التيار الديني الذي يحظى وحده بعناية الإعلام ! ، فالسلفيون قد أقاموا الحد بقطع أذن نصراني وتلك دعاية "الرجالة اللي ورا يحيى الجمل" كما يقول بعض المحللين متندرا ! فتلك بشائر الدولة الدينية الثيوقراطية المتطرفة التي تحكم برسم السفك والقطع باسم الرب جل وعلا ! ، والحرية المزدوجة المعايير قد أعطت القوى العلمانية والليبرالية حق تشكيل جبهة والتصريح بأهدافها ، ولم تعط التيار الإسلامي ذلك الحق بل ثارت عليه لما أيد القول بنعم فنصح أهل البلاد أيا كانت توجهاتهم ، بالتصويت بنعم ، مع قصور ظاهر في أدائه الإعلامي فليس له من الآليات وليس له من الخبرة الدعائية ما لأجهزة الإعلام المحترفة التي تبنت القول بلا فجندت له طاقاتها ، ولم يثر عليها أحد ولم تتهم بالسطوة الفكرية .

    ولعل ذلك ما يفسر ما قد وقع من الشيخ الفاضل من نوع تجاوز في إظهار الفرحة ، فهو رد فعل تلقائي لشراسة حملة منظمة تستهدف التمهيد للقضاء على هوية مصر الإسلامية ، وهو ما لم يفطن له كثير من الفضلاء ممن صوتوا بــ : "لا" فلم يكن كلهم بداهة عملاء وخونة ! ، والأمر أهون من ذلك بكثير فالخلاف فيه سائغ والاجتهاد فيه وارد فليس من قطعيات الدين التي يضلل المخالف فيها .

    وتلاقي المصالح لا يعني العمالة والخيانة ، كما كان النظام السابق يروج فشباب الثورة عملاء للموساد ! ، وكما يروج النظام في اليمن فأمريكا هي معدن الفتنة لا ما يرتكبه من انتهاكات ، وسوريا فالموساد هو الذي يذكي نيران المذابح الوحشية في درعا والصنمين ! كما يروج ، والقوى الأجنبية سيتم الكشف عنها قريبا كما يقول مفتي النظام في فضائية : "الجزيرة" اليوم ! ، فتلاقي المصالح لا يعني العمالة والخيانة ولكنه يستوجب الحذر من توجيه العقل الجمعي إلى تبني نمط فكري يباين النمط الفكري السائد في مصر ، فهو مسلم متدين بطبعه ، لا تناسبه أطروحات الحرية المنفلتة التي استجازت السخرية من الدين بهذا الشكل الفج ، فقد بدت البغضاء من أفواههم مع أول اختبار لديمقراطيتهم الزائفة ، التي لا تقبل إلا رأيهم ، فلم تطق صبرا على نتيجة استفتاء أولي فلما تبدأ المعركة بعد ، كما ينقل بعض الفضلاء عن ساويرس الحكيم ! ، فكيف ستكون الحال ، والله أعلم ، إن وقع الصراع على مقاعد المجالس النيابية ، وذلك أمر حتمي بمقتضى سنة التدافع الكوني ، فالمعركة الفكرية قد احتدمت من الآن ، وكل يريد استقطاب جمهور الرأي العام في مصر ، ولن يفلح في آخر الأمر ، بمقتضى سنة الشرع ، إلا المخلصون ، فالأمر يفتقر إلى تصحيح النية وتجديدها باستمرار بنبذ حظ النفس من مكاسب حزبية ضيقة ، لتفويت الفرصة على من يتربص بالتيار الإسلامي ببذر الشقاق بين شرائحه الرئيسة ، كالإخوان والسلفيين مثلا ، بل وبين شرائحه الفرعية كما هي حال التيار السلفي زمن المخلوع وهو أمر قد استمر ، للأسف الشديد ، بعد رحيله ، فهو من رواسب الماضي وجراحه الغائرة ، وإن لم يحسم الخلاف برسم الشافعي رحمه الله : "ألا يستقيم أن نكون إخوانا وإن لم نتفق في مسألة ؟" ، فليحسم بالصمت فترك الكلام فيما يثير النفوس خير من الجدال في أمر قد وقع وانتهى ، فالمصلحة الشرعية تقضي بالنظر إلى ما بعده ، فلو سلم بأن الأمر من أوله إلى آخره مؤامرة أجنبية ! ، فقد نجحت المؤامرة بامتياز ! ، فما السبيل الآن إلا العمل وفق معطيات الواقع ، فيباشر المكلف السنة الشرعية وفق معطيات السنة الكونية التي قضت برحيل المخلوع سواء أكان طاغية أم أميرا للمؤمنين على قول لم يسبق إليه أصحابه ! . والجدال ، ولو كان الحق معك ، مما يوغر الصدور ويضيع الأوقات بلا طائل ، فيحسن استحضار الوعد لعله يكف النفس التي جبلت على حب الظهور والانتصار على الخصم في ميدان الفكر أو ساحة الحرب ، فــ : "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة ، لمن ترك المراء وإن كان محقاً" .


    ومما يلفت النظر :
    رد الفعل المبالغ فيه من بعض الأفاضل على تعليق الشيخ الفاضل على نتيجة الاستفتاء ، فإنكار شديد فذلك مما يذكي نار الفتنة الطائفية مع أنه قول قد صدر بداهة برسم المداعبة فالعذر فيه ظاهر بل ومتعين لسابقة الشيخ ، فأين أولئك الأفاضل من جهر النصارى بالسوء ، ودعايتهم الطائفية العلنية في الاستفتاء وقبله ، وقدحهم في ثوابت الديانة واستفزازهم لمشاعر الأغلبية المسلمة ، وأين هم من تصريحات يحيى الجمل عن الذات الإلهية القدسية ، أليس كل ذلك ، كما يقول بعض الفضلاء ، أحق بالإنكار فهو معدن الفتنة فعلا ؟! .

    وارتفاع سقف مطالب الكنيسة فذلك مما يسهل مهمة مفجري الثورة المضادة ، كما قد وقع في حادث أطفيح فمطالب مستفزة من قبيل :
    عودة جلسات المناصحة التي يتم فيها غالبا إرهاب من يريد الإسلام وتهديده في نفسه وولده بأعمال السحر وربما القتل ..... إلخ ، كما يذكر بعض الفضلاء ، وهي الجلسات التي ألغاها وزير الداخلية السابق بعد واقعة تسليم الأخت وفاء قسطنطين ، فكان ذلك من حسناته النادرة ! .
    والترخيص لبناء الكنائس بلا قيد أو شرط ! ......... إلخ من المطالب المستفزة .
    وهو أمر يثير الحفيظة ، وليس ثم نظر إلى مصلحة البلاد العامة ، بل نظرهم قد اقتصر على مصلحة الطائفة ، وإن شئت الدقة فقل الدولة الوليدة طبقا لمخطط برنارد لويس ! .

    ومحاولات الالتفاف على الثورة كثيرة فمنها ما هو :
    خارجي ، ومنها ما هو داخلي من بقايا النظام السابق ، ومنها ما هو ديكتاتوري يتزيى بزي الديمقراطية وهو لا يحسن استعمالها ، مع عوارها ونقصانها ، فيصادر رأي المخالف برسم التسفيه والانتقاص حتى وصل الأمر ، كما تقدم ، إلى حد السخرية من الدين وأهله ، فلا سقف لحرية اللبيراليين في النقد ، وذلك هو النموذج الذي يروم الغرب العلماني تصديره إلى دول الشرق المسلم ، فأولئك علموا أو جهلوا رأس حربة ماض في الجسد المسلم ذي الثوابت الأصيلة ، فليست ثوابته ضائعة فــ : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ، وليست ثوابته مائعة تقبل الآخر المزعوم برسم التسليم والإقرار بما يعارض الوحي المنزل ، وإنما تقبله برسم التعايش ، فذلك من سماحة الوحي التي يفتقر إليها القوم ، فلا يقبلون التعايش معه وإن قبل ، لتجري سنة الرب ، جل وعلا ، في تدافع القبيلين ، فحال أهل الدين فيه : (لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) ، وحال أعداء الرسالة : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ) فتضخيم للهفوات والصغائر وعض للنظر عن العظائم برسم : "يَا ابْنَ آدَمَ ، تُبْصِرُ الْقَذَى فِي عَيْنِ أَخِيك وَتَدَعُ الْجِذْلَ مُعْتَرِضًا فِي عَيْنِك" ، ومنها ما هو داخل الصف الإسلامي ، فلن يخلو من بواك على المخلوع وخلافته الراشدة ! ، ولن يخلو ممن خلط في النية فجمع مصالح الدنيا إلى مصلحة الدين ، ولن يكون هذا الأمر إلا لمن حرر النية فخلصها من الشوائب والعلائق .

    وإن لم نخلص النية فسوف نكون من جملة الأسباب التي يستعملها الرب ، جل وعلا ، بقدره الكوني النافذ في تحقيق مخطط برنارد لويس في إشعال الفتن وتقسيم البلاد ! .

    والثورة ، كما تقدم ، كانت ثورة الشعب المصري كله ، وهو شعب أغلب أفراده مسلمون متدينون بالفطرة ، وإن لم يكن لهم انتماء إسلامي سياسي أو حركي أو دعوي ، فصبغة الإسلام التي تقض مضاجع العلمانيين كانت بادية في ساحات الثورة ، فصلاة تقام برسم الجماعة ، وهو ما أغاظ بعض العلمانيين في ثغر الإسكندرية ، كما يحكي بعض الفضلاء ، فالمسيرة التي بلغ عدد أفرادها نحو 450 ألف توقفت حال الصلاة لأداء الفريضة في الميدان فقدمت بعض الجموع إماما من أهل الأزهر بزيه الرسمي ، فتدخل العلمانيون برسم الاحتجاج : فلماذا تتوقف المظاهرة لأجل الصلاة ، من أراد أن يصلي فليذهب إلى المسجد فهو محل العبادة وصومعته ؟! ، على طريقتهم في حصر الدين في الشعائر في أماكن خاصة ، ولماذا يتقدم هذا الإمام دون غيره ، ولعل أحدهم كان يطمع أن يؤم المصلين مع أن معظمهم لا يحسن يصلي أو يتوضأ ، إن كان يصلي أصلا ! ، ولكنها مماحكة ومناكفة ، كما يقال عندنا في مصر ، فهي من جنس مماحكة قريش وحلفائها فــ : (قَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآَنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) .

    ورسائل التطمين تتوالى من التيار الإسلامي ، ومنها ما قاله الشيخ فلا يسعى إلى حكم فرد أو جماعة ، وإنما يسعى لحكم منهج بغض النظر عمن يكون الرئيس للدولة أو النائب في المجلس ، وهي على الطرف الآخر لا تقابل إلا بالريبة والتشكيك من العلمانيين ، فتلك مراوغة إلى حين استيلائهم على السلطة ثم ذبح الناس باسم الدين وسيف الشريعة ، فدولتهم أسوأ من الدولة البوليسية كما يشنع بذلك المخذول يحيى الجمل ، فلسان حالهم : لا يخدعنكم هذا التلطف وتلك المسالمة الظاهرة فهي مؤقتة ستنقلب إلى ديكتاتورية بل ووحشية ! .

    ويجدر بأهل الديانة عدم الاستجابة إلى هذه الاستفزازات فهي من باب استدراج الخصم إلى الخطأ بإثارته وشغله عن الأهم ، وهو واجب الوقت ، من العناية بشئون المسلمين بعد تحرير النية فيكون المراد الأول نصرة الديانة وإغاثة أهلها لا تحقيق مكسب سياسي أو حزبي ضيق ، فليس الآن إلا العمل في خدمة المسلمين لا سيما في هذه الظروف الحرجة التي تعيشها البلاد ، وليس إلا مزيد تقارب وتلاحم معهم برسم الدعوة الصادقة إلى الله ، جل وعلا ، فلا مكان للقعود في البيوت ، بل ذلك مما يدخل صاحبه ، كما يقول بعض الفضلاء في حد ابتلاء بني إسرائيل بالسعة عقيب الضيق ، فــ : (قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) ، فلما حصل الفرج بإهلاك عدوهم كان أول كلامهم : (يا موسى) ، فقد كان العذز السابق هو التضييق الأمني ، وكان عذرا معتبرا أيما اعتبار ! ، والآن قد امتن الرب ، جل وعلا ، بانفراجة ، قد لا تستمر ، بل قد تسلب ، لا قدر الله ، إن لم نقم بواجب شكرها بالقول والعمل .

    وما يجري الآن هو سياسة : عد الأنفاس على الخصم برسم الإرهاب الفكري من أدعياء الديمقراطية وحرية الرأي .

    وما يجري الآن كان سيقع حتما بمقتضى القدر الكوني النافذ ، فالظلم مظنة زوال الممالك سواء أكان زوالها برسم العدل الكلي ، أو الجزئي ، وهو ما يريده أهل الفضل الآن من إزالة ما تمكن إزالته من المنكر الذي عم وطم في الدين والدنيا معا فالتدرج سنة كونية وشرعية في التغيير ، أو حتى برسم ظلم آخر فيسلط الرب ، جل وعلا ، ظالما على آخر ، وأيا كان الأمر فقد صار لزاما على أهل الفضل استثمار الظرف لجلب أعظم مصلحة ودرء أعظم مفسدة .


    والله أعلى وأعلم .
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  2. #2

    افتراضي

    فقد صار لزاما على أهل الفضل استثمار الظرف لجلب أعظم مصلحة ودرء أعظم مفسدة .
    كلام في صميم المسالة
    اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عنا

  3. #3

    افتراضي

    تصاعد الهجوم على التيار الإسلامي حتى وصل الأمر إلى حد السخرية ببعض المظاهر الدينية على صفحات الفيس بوك التي كانت بالأمس معدن الثورة على السلطان الجائر
    أي صفحات تلك؟

  4. #4

    افتراضي

    التحريض على التيار السلفي
    جمال سلطان | 25-03-2011 23:16

    الأسبوع الماضي شهدت السفارة الأمريكية وعدة مراكز بحثية ، منها مركز تابع لمؤسسة صحفية قومية معروفة لقاءات بين نشطاء وباحثين ليبراليين وناصريين وبين باحثين وصحفيين أمريكيين بعضهم يعمل في مؤسسات بحثية ليست بعيدة عن مؤسسات أمريكية معلوماتية حساسة ، وكان محور الحديث هو إيصال رسالة إلى الطرف الأمريكي تحذر من تصاعد نفوذ الإسلاميين في مصر بعد ثورة 25 يناير ، وأن التيار السلفي تحديدا يمثل تهديدا لمدنية الدولة والنظام السياسي بعد ظهور قدرته الواسعة على الحشد والتأثير الانتخابي على النحو الذي ظهر في الاستفتاء الدستوري الأخير ، وكان واضحا أن أصداء هذه الحوارات وصلت بسرعة إلى الدوائر السياسية والإعلامية الأمريكية ، حتى أنك لا تفتح أي صحيفة أمريكية مهتمة بالشأن المصري الآن إلا وتجد صدى هذا التحذير واضحا جليا وكأن المتحدث هو فلان وفلان الذين تعرفهم هنا وتسمعهم يوميا في الفضائيات والصحف المصرية .

    وفي الأسبوع نفسه نشطت فضائيات مصرية رسمية وخاصة في اللعب على نفس الوتر ، وحرصت على إبراز المخاوف من التيار السلفي وبذلت جهدا واسعا في استغلال كلمة داعية سلفي معروف يبدي فيها سعادته بنتائج الاستفتاء وشماتته في القطاع الذي كان يرفض التعديلات بطريقة ساخرة ، واهتم الإعلامي يسري فودة في قناة الملياردير القبطي نجيب ساويرس بإذاعة الشريط من جديد واستضاف للتعليق عليه شخصية سلفية متطرفة ممن قادوا الثورة المضادة وكانوا يحذرون من الخروج على مبارك أو التظاهر ضده وكان يعتبر أن ابلاغ مباحث أمن الدولة عن المعارضين لمبارك من الإسلاميين فرض واجب لمعاونة ولي الأمر!! ، هذا الشخص دون غيره أتى به فوده لكي يعلق على أحوال الثورة المصرية الآن ، ويسري صاحب وقائع شهيرة عرضته للخطر بعد اتهامه من قبل قيادات إسلامية باستدراجه أحد القيادات الرفيعة في باكستان بداعي إجراء حوار تليفزيوني معه لتوقع به المخابرات الأمريكية وتعتقله بعد أن طاردته أشهرا طويلة بدون قدرة على الوصول إليه .

    وكتبت عشرات المقالات في الصحف الخاصة والقومية عن كلمة الشيخ حسين يعقوب باعتبارها خطيرة للغاية ، وقد ذهلت عندما شاهدت الكلمة للمرة الأولى أمس ، ولم أملك نفسي من الضحك تلقائيا عند سماعها، لأنها كلمة ساخرة وبادية للعيان أنها على سبيل المزاح ونكررها كثيرا في سلوكنا اليومي ، كما أن تعبير "غزوة" هو تعبير مجازي دارج يتداوله متدينون وغير متدينين في أمور كثيرة على سبيل المزاح مثل الزواج والسفر والرحلات وغيرها ، كما أن تعبيرات مرادفة تستعمل سياسيا أيضا على سبيل المجاز مثل : معركة وموقعة وعراك وصدام ، ولكن نزعة التصيد كانت واضحة ، والرغبة في التشهير المتكلف كانت صارخة ، وهي الطريقة ذاتها التي تحدثت بها نفس الصحف الحكومية والخاصة عن واقعة جريمة عادية حدثت في قنا بصعيد مصر في شجار بين جيران حول ساقطة وشقة للأعمال المنافية للآداب انتهت إلى اعتداء بعض الجيران على صاحب الشقة وهو مسيحي وضربوه في أذنه فقطعت ، ولو كان مسلما لحدثت نفس الواقعة ، فأصدر جهابذة إعلاميون بيانات تندد بإقامة "سلفيين" للحد على مواطن قبطي ، ودع عنك أنه لا يوجد في الإسلام شيء اسمه حد قطع الأذن أصلا ، إلا أن الأهم هو السؤال عن "ختم النسر" الذي صنفوا به الجيران الذين تشاجروا مع صاحب الشقة على أنهم "سلفيون"!!

    حملات التحريض الهستيرية ضد التيار الإسلامي والتيار السلفي بشكل أخص ، والتي تعاظمت بعد نتائج الاستفتاء ، تكشف عن إحباط شديد في أوساط الناشطين الليبراليين واليساريين ومعهم حفريات الأحزاب والصحف القديمة ومناضلو الميكروفونات والفضائيات ، الذين أغوتهم شاشات الفضائيات وحلقت بهم في الخيال بنعومتها وسرعة انتشار خطابها ، فتصوروا أنهم هيمنوا على العقول والقلوب من الاسكندرية إلى أسوان ، ففاجأتهم نتيجة الاستفتاء ، وأعادتهم إلى الواقع من جديد ، ومنحتهم درسا مبكرا بأن الوصول إلى قلوب الملايين وعقولهم له طريق آخر أقصر وأوثق وأعمق ، شاق جدا فعلا ، ومضني في مجهوده فعلا ، ولكنه الطريق الأساس للوصول إلى جذر الوطن وكسب ثقة ملايين المواطنين واحترامهم ، أن ينزلوا إلى الناس ويعايشوا واقعهم ومعاناتهم ويتواصلوا مع همومهم وأفكارهم وهواجسهم وأمنياتهم ، ويكونوا أقل غلظة وفجاجة عندما يتماسون مع مقدساتهم وحرماتهم ودينهم وكل ما يشكل عميق مشاعرهم الحميمة .

    الدرس الذي لم يتعلمه كثيرون حتى الآن ، رغم أنه أعظم دروس ثورة يناير ، أن قوة التغيير والإصلاح رهينة بهذا الشعب ، وليس بالأمريكان ، وبالتالي فالطريق إلى صياغة مصر جديدة وتطوير مسارات الإصلاح فيها يكون عبر تواصل جاد وفعال وصبور مع هذا الشعب وليس عبر تحريض المراجع الأمريكية ضد الشعب ، والذين يعاندون أشواق الغالبية الكاسحة من ملايين المصريين يمارسون انتحارا سياسيا حقيقيا ، كما أنهم يضعون أيديهم ـ دون أن يدروا ـ مع أيادي خفافيش الثورة المضادة .
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  5. #5

    افتراضي

    شيطنة التيار السلفي
    جمال سلطان | 30-03-2011 00:49

    فجأة ظهر في مصر طوفان أخبار لا ينقطع يوميا عنوانه "سلفيون يفعلون" ، لا تفتح قناة فضائية خاصة اليوم إلا وتجد في أحد برامجها تقرير أو خبر أو حوار عن مصيبة كبرى حدثت على يد بعض السلفيين ، ولا تفتح جريدة يومية خاصة إلا وتجد خبرا عن كارثة حدثت على يد سلفيين ، ولا تفتح موقعا إخباريا الكترونيا إلا وتجد فضيحة كبرى منسوبة إلى جماعة من السلفيين ، حتى أنه ليخيل إليك الآن أنك إذا خرجت من باب بيتك ستجد خلية مسلحة من السلفيين ينتظرونك ، ولن تسير امرأة سافرة في أي شارع إلا وتجد عددا من السنج والمطاوي تطاردها على يد سلفيين ، ولا تجد خناقة بين اثنين من سائقي الميكروباص إلا وتجد صحيفة تصنف أحدهما على أنه سلفي بدليل أن ذقنه كانت "منبتة" .

    هناك هستيريا الآن في الإعلام المصري يتم تصنيعها باستعجال للتخويف من التيار السلفي ، وليس من الصعب أن تلحظ الخيوط التي تقف وراء هذه الحملة ، التي بدأت أساسا من جهات كنسية ورجال مال مرتبطون بالكنيسة مثل الملياردير القبطي نجيب ساويرس الذي يتمدد إعلاميا عبر قنوات فضائية وملكية عدد من الصحف اليومية والمواقع الالكترونية المعروفة هو وشقيقه سميح ، إذ هناك انزعاج كنسي كبير من الضغوط التي يمارسها التيار السلفي على البابا من أجل الكشف عن مصير السيدات المختطفات ممن أسلمن وتم تسليمهن إلى الكنيسة حيث قامت باعتقالهن في بعض الأديرة وعزلهن عن العالم ، وهذه الحملة ، مثل حملة إطلاق كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين ، يتولى تحريكها في المجتمع التيار السلفي ، لذلك كان من الضروري إطلاق حملة كنسية ـ من وراء ستار ـ ضد التيار السلفي واستخدام كل أساليب التضليل والدعاية السوداء من أجل تشويهه والإساءة إليه .

    هناك أيضا التيار الشعوبي المتطرف ، الذي يدعو إلى الفرعونية ورفض أي مظهر إسلامي في مصر ، والذي جرف معه تيارا علمانيا متطرفا يتصور أنه كلما ابتعد عن الإسلام ومعالمه كلما كان مدنيا وحضاريا ، ومعهم تيار سياسي متغرب تم تهميشه في التعديلات الأخيرة ، وقد خاض هذا "الائتلاف" غير المعلن معركة ضارية من أجل وقف الاستفتاء على التعديلات الدستورية ، ومارسوا حملة غسيل مخ واسعة النطاق للمجتمع المصري من خلال برامج فضائية مكثفة جدا يوميا ، وحملات صحفية لا تتوقف ، حتى وصلت قناعتهم إلى اكتساح رفض التعديلات في التصويت ، ثم فوجئوا أن الاكتساح كان للموافقين ، وأذهلهم أن التيار السلفي ـ الذي لم يكونوا منتبهين لوجوده من قبل ـ هو الذي قاد الحملة الشعبية للموافقة على التعديلات ، وهو الذي نجح في كسب مصداقية عند الجماهير وتوجيه بوصلة التصويت ، فتضامنوا جميعا في حملة تشويه وتضليل مكثف للتيار السلفي ظنا منهم أن هذه الحملة ستضعف من وجوده وتقلص من نفوذه الشعبي وتجرح مصداقيته في الشارع ، ولكن الحقيقة أن هذه الحملة تتحول تدريجيا إلى دعاية حقيقية للتيار السلفي تكسبه تعاطفا أوسع ، بفعل الغباء منقطع النظير في الحملة واستسهال الأكاذيب التي يتحقق منها الناس بسهولة .

    وفي مقابل تلك الحملة الشرسة والعدوانية على التيار السلفي "الإسلامي" هناك حملة من نفس القنوات والصحف والمواقع تروج للتيار المتشدد "المسيحي" وتتبنى مطالبه بالكامل ، وبالجملة ، وبدون أي مراجعة أو تساؤل ، وتتعامل بحنو بالغ مع شخوصه ورموزه المتطرفة والمتشنجة ، وتتلمس الأعذار لسلوكياته العدوانية الخطيرة والمسلحة وتتستر عليها على النحو الذي حدث في مصادمات ماسبيرو وميدان عبد المنعم رياض ومنشية ناصر والسيدة عائشة وشارع النصر ، وفي الوقت الذي لم يضبط فيه أي مثقف مصري معروف يتجول ولو "سياحة" في مسجد من مساجد مصر ، نجد عشرات المثقفين وهم يتناوبون الزيارات والندوات داخل الكنائس المختلفة ويعلنون عن مشروعاتهم السياسية من داخل الكنائس ، ولو فعلها مسلم وأعلن مشروعه السياسي من داخل مسجد لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها على إقحام الدين في السياسة ولذرفوا دموع التماسيح على المجتمع المدني المهدد .

    بطبيعة الحال ليس هذه المقال معنيا بالدفاع عن السلفيين ، فهم لهم أدواتهم وقنواتهم وحضورهم الشعبي الكبير الذي يكفيهم ، ولكن قصدي من المقال هو توجيه الضوء إلى هذا العبث الجديد بالوطن وأمنه والبنية الدينية فيه ، والتي يمثل الاقتراب منها لعب بالنار ، وإذا كان بعض "المغفلين" يخوض في اللعبة بحسن نية ، وجريا وراء موجة ، أو بحثا عن مقعد على الهواء أمام فضائية ساويرس أو غيره ، حيث أصبح بعض الصحفيين يكتبون مقالاتهم وعينهم على صداها في برامج "التوك شو" ، وتشعر أنهم يكتبونها خصيصا للتسويق هناك ، حيث يأتيه الاتصال الهاتفي ظهرا يدعوه للمشاركة في برنامج الليلة ليشرح "عبقرية سيادته" في المقال للرأي العام ، إذا كان البعض يفعل ذلك بهذه النية ، إلا أن الآخرين يفعلونها وينفقون عليها بنوايا أخرى ، حتى لو انتهى الأمر بحريق الوطن ، وقطع مسار الديمقراطية وحرمان المصريين من أن يجنوا ثمار ثورتهم الكبيرة .
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  6. افتراضي

    حقيقة لا بد على التيار السلفي من القيام بحملات مضادة فمن الخطأ الكبير الوقوف موقف المدافع فقط وعليه يجب تسخير كافة الطاقات المنتمية لهذا التيار للقيام بحملات مضادة ولله الحمد للأخوة وسائل اعلام لها تأثيرها ليس على الداخل المصري فحسب بل على العالم العربي رغم القصور الواضح في الامكانيات

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    5,604
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    التيار العلماني عدو حقيقي لا يجب أن يستهان به و قدرته على التحريض و على إعطاء المبررات كبيرة جدا و هؤلاء سينقلبون على الديمقراطية و على الحرية و على العلمانية بمجرد هزيمتهم و الغرب سماع لهم لا يثق ولا يستشير سواهم فالحذر الحذر و هؤلاء لن يرضوا من الإسلاميين و لو بالقليل القليل و هم قد شكلوا عندنا في الجزائر لجنة إنقاذ الجمهورية بعدما صفعهم الصندوق صفعة مدوية و إستعانوا بالغرب و بالعسكر و بكل شيطان فهم يريدون ديمقراطية على مقاسهم رغم أن حجمهم الحقيقي في أي تجربة ديمقراطية حقيقية لن يتجاوز الصفر إلا بقليل حتى قال قائلهم عندنا أنه أخطأ في فهم الشعب و قال الأخر أن الشعب قاصر و قال الثالث بصراحة أن الشعب مجرد قطيع و لا يعترفون لا بصندوق ولا بأغلبية ..
    و لا يجب الركون إليهم أو الخوف منهم بتقليل حجم المشاركة الإسلامية بل يجب أن تكون المشاركة المقبلة قاضية لهم لعقود من الزمن فهؤلاء المنافقين يجب أن يدركوا أنهم جسم أجنبي على الأمة ..
    إذا كنتَ إمامي فكن أمامي

  8. افتراضي

    جزاك الله خيرا على كل تلك المقالات دكتور هشام وفعلا جريدة المصريون هى الجريدة الوحيدة التى أحترمها ولا أقوم بمتابعة غيرها الا قليلا
    شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. قـس الفاتيكان يرى انتحار أوروبا بفشلها في مواجهة المد الإسلامي
    بواسطة أبو يحيى الموحد في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-11-2011, 09:32 PM
  2. الرجل الأحول .. صاحب الببغاء الأحول ..!!
    بواسطة مالك مناع في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-10-2009, 03:24 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء