اظن انكم توافقوني جميعا انه من الطبيعي جدا ان يكون ما نراه في منامنا ليلا هو ما عايشتناه نهارا من احداث سواء كانت احداث حدثت بالفعل او لم تحدث ولكن فكرنا فيها .
هل علم النفس يفسر لنا هذا ؟
نعم بكل تأكيد .
اظنك عزيزي القارئ تظن اني سأتحدث عن الرؤيا الصالحة او حلم التحزين الذي هو من الشيطان كما جاء في الحديث .
نعم ربما هي اشياء جديرة بالتأمل ولكن كعادة الملاحدة يتهربون منها ويعزونها لاسباب نفسية بحتة ، لذا سيكون سؤالي عن الجزء الاول التي يتفق عليه المسلم والملحد على حد السواء حتى أمعن في انصاف الملحد .
هل هناك شيء محرم في عالم الاحلام ؟
لا .. تستطيع ان تحلم بكل شيء بلا شروط ولا حدود ، تستطيع ان تحلم بإمتلاك سيارة فخمة جدا رغم انك نمت بلا عشاء لعدم توفر ثمن الفول ولا حرج .
تستطيع ان تحلم بأنك اصبحت رئيس دولتك والشعب مبسوط برئاستك ولا يريد تغيير النظام ولا حرج .
لكن ... عذرا هناك شيء لا يدخل في هذا النوع من الاحلام .
ما هو ؟
رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم .
لماذا ؟
لسبب بسيط لانه لو كانت الاحلام هي نتاج لما تحدث به نفسك او تلبية لرغبات عجزت عن تحقيقها في الواقع لكان رؤيته امراً يومياً حتمياً لازماً ، فمن منا لا تهفو نفسه لذكره صلى الله عليه وسلم ومن منا لا يتمنى رؤيته ولا يفكر فيها ؟ لا احد . ولكن مع هذا تندر رؤيته بصورة تثير التساؤل ! . كثيرا ما ترى عائلات تتفاخر بأن جدهم رآه في المنام !!
كثيرا ما تجد رجل فوق الستين افنى كل عمره في الذكر والصلاة ومع ذلك لم يحظ برؤيته مع انه لديه استعداد لدفع جميع ما يملك مقابل هذه الرؤية !! اذا كانت الرؤيا هي بالتفسير الذي يقول به علم النفس فهذا الرجل استوفى الشروط وزاد عليها فما الذي منعه ؟
ربما يقول قائل هناك من رآه . اقول : نعم ولكنها حالات نادرة جدا لا تتناسب مطلقا مع واقع الحب والرغبة المكنونين له صلى الله عليه وسلم .
على فكرة حتى الملحد نفسه ليس بمعزل عن هذه الظاهرة . ولا اعتقد ان ملحدا لم يفكر في محمد صلى الله عليه وسلم ، لانه في نظره شخص استطاع التاريخ ووصل الى ما لم يصل اليه احد . وهذا وحده يكفي لاحتلال جزء من الذاكرة .
اليس هذا مدعاة للتأمل في قوله صلى الله عليه وسلم ( من رآني في المنام فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتمثل بي ) ؟ وانه يقول الحق بلا ريب ؟
اسأل الله ان يرزقني واياكم اخوتي المسلمين رؤيته صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة .
Bookmarks