الطفرات فى حد ذاتها عشوائية random وقاتلة ومشوهِة .. والله تعالى أحسن كل شىء خلقه .. فكيف يستقيم الأمر ؟ارى انها من الممكن ان تكون دليل على قصد لان كفه الاحتمالات تكون فى صالح القصد لانه احتماليه تكون مخلوقات عن طريق الطفرات العشوائيه صغيره جدا فلو ثبت يقينا صحه النظريه فهى ستدل على قصد اكثر منها على عشوائيه ( تطور موجه )
وهناك فرق بين حدوث الطفرة(1) والخلق بالطفرة (2).
فالطفرة تعرف من حدوثها كمال الخلق وروعته والتنظيم فيه . بالضبط كما ان عن طريق الشر تعرف نعمة الخير .
وعن طريق المرض تعرف نعمة الصحة ..بضدها تعرف الاشياء ..
لذلك هى امر عارض يُعرف به نعمة الخلق وكماله .
اما الخلق بالطفرة فمعنى هذا ان الله يخلق الكائنات عن طريق التشوهات ، ثم عن طريق التأقلم تصطفى الطبيعة الكائن الذى يستطيع ان يعيش بالتشوه وتقتل الذى لايستطيع .. فهل هذه طريقة حكيمة فى الخلق ؟ طبعا لا ولا دليل عليها اصلا .
مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ .ما معنى نظام خالى من الفطور ؟
المقصود بالفطور الخلل والوهى والضعف الى اخره من معانى .
لايمكن .ما انا اقول لحضرتك انه تطور موجه من الله .
ولاحظ ان هذه الحجة هى استدراج للمؤمن كخطوة اولية لنفى الخلق نهائيا .
التطور هو طفرات وانتخاب طبيعى يعنى ( عشوائية + لا أخلاقية ) فهل هذا موجه من الله تعالى ويليق بعظمته وقدرته ؟؟
طبعا انا افترض معك فقط ان التطور حقيقة .. فانا لا اؤمن بقدرة الطفرة والانتخاب على عمل تنوع ..
انظر مثلا ماذا تفعله الطفرات فى الكائنات الحية من تشوهات ، والطفرات هى المادة الخام للتطور! ، وللعلم نسبة كبيرة من الطفرات تحدث بسبب افساد الانسان فى الارض وليس لانها امر طبيعى ..
ثم انظر الى الفكرة غير الاخلاقية وهى الانتخاب الطبيعى و الصراع من اجل البقاء التى يروج لها الداروينيون ، وهى المادة الخام للتطور ايضا ولاتتوافق مع الدين ومع السلوكيات الغريزية التى خلقها الله فى الحيوانات ، فالصراع ليس هو الهدف الوحيد عند الحيوان وليس هو السلوك الوحيد كما يقولون ، بل ستجد بين الحيوانات مودة ورحمة وتعاون ودليل على وجود من يهديهم ويرشدهم برغم وجود صراع ولكنه ليس الاصل .
ثم انظر الى قوله تعالى :
وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
فدلت الاية على ان الله يخلق ما يشاء اى يتدخل فى الخلق ويصوره كيف يشاء ..
كقوله تعالى ( وهو الذى يصوركم فى الارحام كيف يشاء) .
وقد تقول سبحان الله وليس صدفة! . المثال غير منطبق .و بهذا تترجح فكره انه تطور موجه من الله , فى بعض الاحيان يقابل مثلا شخص شخص اخر و يقول ان ذلك صدفه لانه يرى ذلك حدث صدفه ولا يرى تدبير لذلك لكن الامر لم يكن صدفه بل الله هو الذى جمعهم بقصد .
خلق الله تعالى الانسان شبيه بالحيوانات فى التركيب الى حد كبير ، ولكن كُرم بالعقل والشعور الى اخره ..كنت افكر انه من الممكن ان يكون خلق الله ادم دفعه واحده و باقى المخلوقات فيها تطور .
فالفصل هنا غير منطقى ..
فاما تقول حدث للانسان والحيوان .. واما لا ..
فمادام هناك تشابه ، فمن غير المنطقى ان تقول ان ادم -عليه السلام- خلق منفصلا وخلقت الحيوانات بالتطور!
الطريقتين واحدة والتركيب واحد ..
لو الانسان مخلوق بطريقة اخرى كالملائكة او الجن كنت اتفقت معك لاختلاف طرق الخلق!
ولكن الله يخلق بيده ، وماتراه من تنوع هو نتيجة هذا الخلق ..
قد يتكيف الكائن مع بيئته فتجد الانسان الافريقى والانسان الاوربى ..
ولكن اللونين لايتحولان الى كائن ثالث .. بل يظلان داخل النوع او قريب منه ..
هذا الكلام متضارب فتارة يقول لاحرج فى اعتقاده ، وتارة يرد على شبهة العشوائية التى هى أصل النظرية اصلا !و كنت قرات ان بعض العلماء لم يرفض نظريه التطور و انها لا تتعارض مع القران
جاء في فتاوى الأزهر ( ج7 ص399): "ورد أن اللّه خلق الإنسان نوعًا مستقلا لا بطريق النشوء والاشتقاق من نوع آخر؛ وإن كان كلا الأمرين من الجائز العقلي الذي يدخل تحت قدرة اللّه تعالى، قال بعض العلماء: إنه لا يوجد فى النصوص أن الله خلق الإنسان الأول من تراب دفعةً واحدةً أو بتكوين متمهل على انفراد, فسبيل ذلك التوقُّف وعدم الجزم بأحد الأمرين حتى يقوم الدليل القاطع عليه فنعتقده؛ ما دام أن الذي فعل ذلك كله هو الله تعالى, ثم إن النواميس المذكورة فى مذهب داروين ظواهر واضحة في الكون, ولا حرج في اعتقادها؛ ما دام أن الله هو الذي خلقها ووجهها, فهي لا تحقق وجودها من نفسها: ﴿ذَلِكُمُ اللّهُ رَبّكُمْ لآ إِلََهَ إِلاّ هُوَ خَالِقُ كُلّ شَيْءٍ﴾ الأنعام 102، فهو خالق المادة والنواميس", ولكن (ج7 ص412): "قولهم أن المخلوقات خُلقت عشوائيًّا بغير تدبير سابق وعلم محكم يرده قول اللّه سبحانه: ﴿إِنّا كُلّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ القمر 49".
http://www.quran-m.com/container.php...rtview&id=1051
والرابط يرد على نظرية التطور وعلى العشوائية !
هذا التضارب والتخبط يدل على عدم علم بالنظرية فيظن المفتى انها صحيحة ولذلك يحاول التوفيق.
بالمناسبة قناة أزهرى للأسف الشديد شاهدت فيها حلقة عن الحيتان تدعم النظرية ..
كل انسان له الحق فى الاعتقاد فيما يشاء ..ولكنى لا اجد خيرا فى الركون الى التطوريين .
تعرف اخى ان الطفرة تسبب تشوهات كحالات المنغولية والاقزام وظهور اعضاء فى غير المكان المخصص له الى اخره من تشوهات معروفة .لماذا ؟
اما الانتخاب الطبيعى فهو يعتمد على الطفرات ولكن المبدأ فى حد ذاته لايقدم جديدا ، فمعروف ان الضعف والمرض يقتلان! ولكن الدليل على عدم حدوثه على ارض الواقع بالطريقة التى يقدمها هؤلاء هو ان المسألة لو اصطفاء بيئى لكنا وجدنا جميع الكائنات القوية فقط .. ولكننا نجد تنوع هائل فى مختلف انواع الكائنات الحية سواء قوية او ضعيفة او جميلة او كبيرة او صغيرة .. وطبعا الاسباب كثيرة. ولكن هنا البينة على من ادعى .. ان كنت ترى انهما يفسران اى شىء فاثبت ذلك .
كل الود والتقدير ..
Bookmarks