اخبار اخواننا في الاردن

[في سبيل الله]

احببت ان افتح شريط لاخواننا في الاردن لنقل اخبارهم والمستجدات التي تحصل في الاردن

ابدأ بالصور

[في سبيل الله]

الاعتصامات والمظاهرات

بمعدل اعتصامين في اليوم الواحد شهدتها البلاد منذ مطلع هذا العام وكلها اعتصامات مطلبية بالدرجة الاولى تتعلق بالاجور والامتيازات وهي مطالب لم تتخلق بفعل اللحظة لكن التعبير عنها اخذ بالظهور منذ العام الفائت عمال العقبة وحركة المعلمين، المعلمون على سبيل المثال للحركات المطلبية مطالبهم بالنقابة وغيرها كانت قائمة منذ سنوات وجميع القنوات بما فيها ممثلو الامة ادارت الظهور اليها ولم تعرها اهمية اي غاب عنها التعامل الموضوعي واكتفي في مرحلة من المراحل بالاجراءات الرادعة، حتى تفجرت بصورتها الراهنة مصحوبة بعدم الثقة بأي وعود قد تطلق من أي جهة كانت. وهذه المطالب ما كان لها ان تتنامى بهذه الوتيرة السريعة لولا الامتيازات التي حصل عليها عاملون في مؤسسات حكومية دون غيرها وتلك الامتيازات التي يحصل عليها العاملون في قطاع الدولة وغيرهم من المواطنين فهذه الفروقات شكلت المنعطف في سلوكيات الحركات المطلبية بدرجة اساسية ومباشرة لانها خلقت احساساً عاماً بالغبن وعدم الرضا. ودفعت بالعديد من القطاعات الى محاولة الكسب باي طريقة مكاسب جديدة سواء كانت على شكل تحصيل حقوق عادلة او على شكل كسب مزيد من الامتيازات حتى لو كان السبيل اللجوء الى الشارع على شكل اعتصام او مظاهرات، حتى بات الاعتصام يقترب ان يشكل جزءاً من الثقافة العامة في البلاد.

كما ان في مؤسسات الدولة على مختلف مستوياتها وبالدرجة الاولى في قيادتها بوناً شاسعاً ما بين سلوكياتها العملية فيما يتعلق بالمطالب العادلة وحقوق الناس وما بين توجيهات الملك التي تؤكد على الشفافية والعدالة وكرامة المواطن وحقوقه. وليس هناك من مدخل افضل سوى اعادة التوازن الطبيعي ما بين سلم الرواتب والامتيازات ما بين كافة العاملين في القطاع العام على مختلف اشكالها وتساوي المواطنين في كافة الفرص الحياتية على اساس من المنافسة العادلة والفرص في الوصول الى الوظائف والمواقع المتقدمة بعيدا عن منطق التوريث الذي لم يخلف كما هو ظاهرسوى الفساد وشخوص استطاعت ان تجير مواقعها لبناء امبراطوريات مالية على حساب اموال الدولة والناس وعلى حساب الاستقرار العام.

الناس تنامى وعيها تحت العديد من الايقاعات ولا يمكن الاستمرار بنفس المعادلات في التعامل معها، فهناك تشكيك ومازق في التعامل مع مختلف القضايا وفي تشكيل اللجان والحكومات، هناك حاجة اساسية وملحة لتغيير سلوكيات النظام في مختلف المواقع والتعامل من منظور اخر يعيد اللحمة حول توجهات الدولة واساليبها. فالمرحلة تتطلب رؤية عميقة مصحوبة باستراتيجيات جديدة وباجيال مختلفة للتعامل مع الواقع الراهن والمستقبل المنظور.

لا شك ان هناك ازمة قائمة في البلاد ولا بد من ادارتها بالشكل الحاسم خصوصا ان الاردن ليس دولة ريعية تستطيع ان تفي بجميع مطالب الحركات الاعتصامية المطلبية الامر الذي يتوجب العودة الى قاعدة المساواة بين الرعية حتى وان كانت قاسية فانها صورة من صور تعميم العدالة.

حدة الازمة القائمة ليست بالمظاهرات وشعاراتها السياسية ولكنها في الاعتصامات المطلبية وقضاياها ولولا هذه الاعتصامات لما كان لهذه المظاهرات بسقفها السياسي المشوب بالكثير من التشوهات اي اثر. المعادلة في ادارة الازمة واضحة وان كانت القرارات لادارتها صعبة.

د. اسامة تليلان-جريدة الرأي

[عابرة سبيل2]

الله يستـــر