قاعدة :إدراك الإنسان لمعنى اليقين وما دونه من مراتب المعرفة :كالظن الغالب والشك والوهم والباطل , يدل على حتمية وجود مرجع معياري مطلق أو إطار إسنادي مصدّق على القطع يُعرف به هذا الحق اليقيني* ,هذا أمر ينبغي أن يفطن له كل امريء لكونه حقيقة هي كالطريق اللاحب المستقيم الموصل إلى اليقين بأقصر المسافات ,وهو مأنوس بالفطرة وحافزه القوي في النفس يغني عن أن يدلل عليه ,وليت شعري ;كيف يطلب الدليل على الدليل؟! أو يقال إذا جيء بالبرهان :هاتوا البرهان؟!..فإذا فهم الملحد هذا المعنى جلياً وتفكر فيه ملياً من يقول إنه بغير دين ..عرف الأول أنه لابد من جهة علوية ليست من جنس العالم المصنوع..وأدرك الثاني أنه لابد لهذا الحق من تمثيل حقيقي على الأرض..فإذا أيقن الأول ذلك لحق بركب الثاني ..فلم يبق على التحقيق سوى أن يفتش في كل الأديان التي يدعي أصحابها أنها رسالة من الله جل ثناؤه..وبكلمة: يمتهن وظيفة "باحث عن الحق" , ولكن بصدق!
1-أهل الكتاب (يهود ونصارى)
2-الإسلام ..
ولا مانع من باب القسمة الذهنية أن يضاف إليها حتى لا يبقى لمعترض مستدرَك :
3-الوثنيات (بوذية -هندوسية-عباد شمس وكواكب..إلخ))
4-اللادينية(بمعنى معاداة الأديان كلها أو نبذها والكفر باسم "الدين" أيا كان )
السؤال الآن موجه للصنف (4): أي الأديان المذكورة أقرب للعقلانية والمنطقية بالنسبة إليك ؟
المنصف فيكم سيقول: (2)..والأقل إنصافاً سيجيب بـ : (4)
فالأول نسأله : فما يمنعك أن تسلم وليس ثم دين آخر أقرب للحق باعترافك؟ أفيلزمك حتى تقبل الحق الكلي ..أن تحيط علماً بتفاصيله الدقيقة؟ ..إن قلت نعم :ثبت عليك التلاعب ومخالفة المنهج العلمي واتباع الهوى..أليس الأولى هنا :أن تتهم فهمك بالقصور عن درك هذه الجزئيات بدل العود بالنقض على الكليات الكبرى التي تقرّ بها ووفق القاعدة لاسيما مع ما تراه من براهيم لطالما تحاول التعامي عنها ؟
وإن قلت لا:فقد قامت عليك الحجة البالغة ولا معنى لأن تبقى متمثلا حال الحيران متعللا بما لا ينهض قدام البرهان
والثاني نسأله : قد تناقضت مع ما أقررت من التسليم بمرجع للحق مطلق , فجعلت من رأسك مصدراً لهذا الحق, والحق أن وظيفة العقل فهم الرسالة الواصلة من السماء..لا خلقها !
--------
*نضّر الله تعالى وجه أخي الأستاذ المبجل عبد الواحد فقد نبّه إلى هذا المعنى المهم في بعض مناظراته, وهو في الأصل فطري وينبغي أن يكون من جنس البدائه ,ولا يفطن له مع هذا كثير من الناس ولا يعقله أكثرهم ,ولو عقلوه ووعوه لأسلموا دون تردد قط
Bookmarks