« فعاليات ارشدني» 77 % من مرتكبي سوء المعاملة هم الوالدان ..
حصة عبدالله:"الصرامة"
مع الأبناء تسبب الكثير من الأضرار النفسية

53 % من أطفال العالم يعانون
من إهمال مادي ونفسي
د. البريكي: وقاية الأبناء وحمايتهم
من الوقوع في المخاطر

وسيلة للحفاظ على كيان الأسرة
الدوسري: "الرقابة الذاتية"

وسيلة فاعلة لتقويم النفس وتصحيح أخطائها وهفواتها
الكبيسي: "الرفاهية الزائدة"
للأبناء سبب في الانحرافات السلوكية



















شدد المشاركون في ندوة "أبناؤنا بين الرفاهية والإهمال"
التي نظمتها مدرسة البيان الإعدادية للبنات
ضمن فعاليات حملة "أرشدني"،
على ضرورة حماية الأبناء من الانحرافات الفكرية
بتعزيز ثقافة الحوار،
وخلق فرص التواصل بين الآباء والابناء،
مؤكدين أن مسؤولية
تربية الأبناء تقع على الوالدين في المرتبة الأولى،
وأن "الرفاهية" الزائدة للأبناء تؤدي إلى الانحراف،
في حين أن إهمال أولياء الأمور وعدم متابعتهم لأبنائهم يشكل عامل خطورة ليس على الأبناء فقط،
بل على أسرهم وعلى النسيج الاجتماعي بشكل عام..



ولفت المشاركون إلى أن التقارير العالمية
تشير إلى أن هناك زيادة مفزعة في عدد الأطفال
ضحايا سوء المعاملة والإهمال،
وأن نسبة أكثر من 53 % من أطفال العالم يعانون من الإهمال بأنواعه المادية او النفسية،
وأن نسبة 77 % من مرتكبي
سوء المعاملة والإهمال هم الوالدان،
موضحين أن تربية الأبناء ليست بالأمر السهل،
بل هي مسؤولية كبيرة مشتركة بين الأسرة والمجتمع،
ويتطلب الأمر الكثير من الجهد والتخطيط وتحديد الأهداف،
للحصول على تلك الأهداف في تكوين شخصية الأبناء،

وتوجيه سلوكهم، وإعدادهم للمستقبل.







الرفاهية والإهمال
وقد أوضحت السيدة أسماء الكبيسي
(مديرة مدرسة البيان الإعدادية للبنات)
خلال كلمة ألقتها بداية اللقاء بأن للبيت دوراً كبيراً
في غرس القيم والأخلاق الحميدة في نفوس الأبناء،

قائلة: "المتأمل في ما طرأ مؤخراً
من تغيرات في ضوء معطيات العصر الحديث،
وما طرأ على الحياة الاجتماعية للأسرة في مجال التواصل الثقافي والاجتماعي بين شعوب العالم،
يدرك حجم المسؤولية الواجبة
على الأسرة والمدرسة
وعلى كل عضو في المجتمع
للحفاظ على قيمنا الإسلامية وترسيخها قولا وعملا،
وتحصين الناشئة ذاتياً بما يحقق لهم الوقاية،
ضد أي سلوكيات سيئة تنبعث من جلساء
سوء أو وسائل إعلام أو اتصال،
فالآباء تقع على عاتقهم المسؤولية الأولى في تربية الأبناء،
لذا رأينا في مدرسة البيان الإعدادية،
أن نختم فعاليات برنامج حملة أرشدني التي تشارك المدرسة
فيها بهذا الملتقى الذي اخترنا عنواناً له
(أبناؤنا بين الرفاهية والإهمال)
لأهمية دور البيت في
غرس القيم والأخلاق الحميدة في نفوس الأبناء"،
مشددة على أهمية التواصل بين الآباء والأبناء..







التوعية والنصح

السيدة حصة عبدالله (مديرة مجمع البيان التربوي)
أكدت أن الطلاب والطالبات في
مرحلتي الإعدادية والثانوية
تواجههم الكثير من المشاكل
نتيجة التقلبات النفسية والفسيولوجية في هذه المرحلة،
مما قد ينتج على ذلك العديد من الأضرار
إذا ما تم توعيتهم ونصحهم بالكلمة الطيبة،
مستنكرة لجوء بعض أولياء الأمور
إلى القسوة والصرامة مع أبنائهم عند وقوعهم في مشكلة ما..
وقالت: "كثيراً ما يفتقد ابناؤنا إلى لغة الحوار،
مما نجدهم ينجرفون خلف أهوائهم دون وعي وإدراك"،
لافتة إلى أن اغلب الطلاب والطالبات
في هذه المرحلة العمرية يسعون إلى إبراز ذواتهم
من خلال التناقض في الأدوار،
وممارسة بعض الانحرافات السلوكية الخاطئة
من أجل إثبات أنفسهم في المجتمع،
مطالبة الأهالي بعدم إهمال أبنائهم،
وعدم الإفراط في دلالهم،
من أجل خلق جيل واع ومثقف..
الوقاية من الانحرافات
من جانبه شبه الدكتور حسن البريكي
(مستشار أسري بمركز الاستشارات العائلية)
تربية الأبناء كبحيرة الأسماك التي
تحيط بها الكثير من البيوت مما
قد تكون بؤرة للقاذورات والأوساخ،
منوها إلى أن البيئة تلعب دوراً بارزاً
وفعالاً في تربية الابناء وتنشئتهم نشأة صحيحة.
وقال د. البريكي: إن وقاية الأبناء
وحمايتهم من شرور الوقوع بالمخاطر
أهم وسيلة للحفاظ على كيان الاسرة وحمايتها
من أي انحرفات، لافتا إلى أن
"الوقاية خير من العلاج"،
وأنه من الضروري جداً تحصين الأبناء
من خلال ثلاثة مناهج أساسية:
المنهج الوقائي،
والعلاجي، والإنمائي،
مع مراعاة عدم الاستغناء عن أي واحد منها،
وأوضح د. البريكي أن "الترفيه"
مَعْبَر للهلاك، مستشهداً بقول الرسول صل الله عليه وسلم
"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"،
مما يتوجب على الأهالي تربية أبنائهم
على القيم النبيلة والصفات الحميدة.













أهمية الرقابة الذاتية
السيد درع الدوسري
(مدير مدرسة التجارة الثانوية للبنين)
شدد على ضرورة الرقابة الفردية
وفهم الآباء لحاجيات أبنائهم بعيداً عن التعصب والقسوة،
وأكد أنه في ظل العولمة
والانفتاح العالمي فإن مشاكل الشباب قد زادت حدة وتنوعت الانحرافات السلوكية
ما بين البسيطة والشديدة،
منوها إلى أن
"الرقابة الذاتية"
وسيلة فاعلة من الوسائل العديدة والمتنوعة
لتقويم النفس وتصحيح أخطائها وهفواتها،
وأوضح أنّ إهمال الأبناء
والصرامة الزائدة لا يجديان نفعاً
بل يزيدان من حدة المشكلة التي قد تواجه الابن،
لافتاً إلى أنه قد تم رصد سلوكيات خاطئة
بين صفوف الطلاب
ركزت أغلبيتها في عدم انتظام الطلاب
بالدوام الدراسي بسبب ضعف تطبيق المناهج،
فضلاً عن افتقاد المعلم لهيبته أمام طلابه،
مما أسهم بشكل كبير في عدم التواصل بينهما،
إضافة إلى إدمان بعض الطلاب على السويكة،
وبعض الطالبات على التدخين،
مشيراً إلى أن بعض النفوس
الفاسدة تستغل طالبات المرحلتين الإعدادية
والثانوية لترويج المخدرات،
مما يتوجب النظر في ذلك،
وأضاف الدوسري قائلاً: "كما قد تبين أن الطلاب في هذه المرحلة العمرية يتعرضون
للكثير من المشكلات النفسية نتيجة فقدانهم للصديق الأمثل،
ومصاحبة رفقاء السوء"
موضحاً أن 70 % من الطالبات من المستوى الاقتصادي
المتوسط متفوقات في دراستهن.













الرفاهية والتقليد الأعمى
ورأت السيدة بدرية الياقوت
(عضو مجلس الأمناء بمجمع البيان التربوي للبنات)
أن للأسرة دورها في تحفيز الأبناء،
وتشجيعهم بالكلمة الطيبة،
والتوجيه السديد قائلة:
"يتمثل دور الأسرة في تهيئة البيئة الصالحة لنمو شخصية أبنائها، بما تمنحهم من الدفء العاطفي والشعور بالأمن والطمأنينة،
وللأسرة دورها في تحفيز الأبناء وتشجيعهم بالكلمة الطيبة،
والتوجيه السديد، فالأسرة الواعية تعمل
على بناء الثقة في نفوس أبنائها،
وإثارة التفكير العلمي لديهم بحرية عن طريق الحوار والمحادثة ومحاكمة الأمور والإقناع
وتدربهم على الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية ومواجهة الأمور الصعبة وتحمل المشاقّ والصبر عليها، وعلى الطريقة السليمة في حل المشكلات"،
لافتة إلى أنّ إهمال الوالدين لأبنائهم
يؤدي إلى ضياع الأبناء
وحرمانهم من التعليم وسلوكهم طريق الانحراف،
وأكدت الياقوت خطورة وسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة،
موضحة أن الرفاهية
والتقليد الأعمى وعدم وجود القدوة الصالحة
تؤدي إلى عقوق الوالدين..
مشددة على ضرورة تشجيع العمل التطوعي
واستثمار أوقات فراغ الأبناء بما يعود عليهم















بالنفع والخير.
رعاية الأبناء
من جانبها قالت السيدة مريم أحمد الدوسري
(ناشطة اجتماعية في العمل التطوعي ومجال حقوق الطفل والرعاية الأسرية والاجتماعية)
: إن حملة "أرشدني"
حققت الكثير من أهدافها
من خلال نشر التوعية بين صفوف الطلاب والطالبات،
حيث أسهمت الحملة في إبراز قدرات الطالبات وإمكاناتهن،
بل فجرت فيهن الكثير من الطاقات الكامنة،
موضحة أن مشاركة الطالبات في الحملة دليل واضح على نجاح أهدافها المنشودة،
وأضافت: "أبناؤنا هم أغلى وأعز ما نملك،
وهم نعمة عظيمة من نعم الله،
وواجبنا كآباء وأمهات ومعلمين
أن نحافظ على هذه النعمة ونصونها من الفساد،
ولن يتحقق ذلك إلا في ظل وجود مسؤولية
واعية للقائمين على رعاية الأبناء،
سواء أكان ذلك في المنزل أم المدرسة"،
لافتة إلى أن الملتقى أهميته من أهمية موضوعه،
وهو "أبناؤنا فلذات أكبادنا"
ودورهم الفاعل والمأمول
ومساهمتهم في التنمية المستدامة التي
تسعى لها المجتمعات، فهم الاستثمار الحقيقي في حاضر ومستقبل الأمة..
وتجدر الإشارة إلى أنّ حملة "أرشدني"
أطلقتها وزارة الشؤون الاجتماعية بالتعاون مع "مؤسسة عيد الخيرية"،
وهي حملة وقائية خاصة بحماية الطلاب
والشبان من كافة مخاطر الانحرافات السلوكية،
وتأهيل الاختصاصيين التربويين
للتعامل معهم بشكل مبكر،
تهدف إلى التوعية الاجتماعية
والكشف عن المظاهر أو العلامات المبكرة للانحراف أو الإدمان بأنواعه، والتأكيد على دور الأسرة والمدرسة
والتوازن بين التسلط الزائد
والإهمال أو الرفاهية السلبية،
التي تعد من أهم عوامل البيئة المحفزة على الانحراف والإدمان.