منقول عن مدونة الاستاذ عشرى علام
-------------------
امريكا وحربها للاسلام والمسلمين (1)
الاليات والخطط :
هذه هى الحلقة الاولى من نحو وعى سياسى اصيل والذى ستتراوح بين رؤيتى للقضايا المهمة المثارة والتى تمس الواقع ، وبين الحديث عن اهم كتب التراث السياسى الاسلامى ومنهجها فى معالجة كافة قضايا المجتمع بتميز شديد يفوق كافة الاطروحات الوضعية وفلسفاتها المتناقضة فى انساقها وبنيانها الداخلي والذى أنعكس فشلا فى تحقيق السلام والامن بين دول العالم ، ولم يحقق الامن النفسى للانسان وفق منظور الحضارة الغربية وسياستها ، كما تاتى هذه السلسلة للرد على الببغاوات العربية فى ترديد كل ما تقوله القوى الصهيو صليبية ضد الاسلام والمسلمين من اننا نحتاج الى تقليد الغرب سياسة وسلوكا وثقافة الخ حتى نتقدم ؟ وسنقدم الادلة على أننا حتى لو اخذ نا بكل فكر الغرب وثقافته لن ينتهى الصراع حتى لو اصبحنا جميعا ليبراليين علمانيين الخ ما دمنا نحمل أسما اسلاميا وديانة الاسلام فلن يشفع لنا كل هذا بل سيظل الصراع قائما وهذ ا ما ا كداته كافة القيادات السياسية والمركز البحثية المؤثرة فى صناعة القرار كمؤسسة ـ راند ـ ومعهد كارينجى ـ وبروكنيجز ـ وباقى الموسسات . فى هذه الحلقة ناخذ مركز ـ راند ـ ورؤيته فى محاربة الاسلام والتيار الاسلام كنوذج والسبب فى الاختيار انه من اكثر المراكز تاثيرا فى القرار الامريكى . واكثرها وضوحا فى الاعلان عن الخطط والاهداف والاليات فماذا قال تقرير ـ راند ـ ولكن لماذا الحرب على التيار الاسلامى والاسلام ؟ يجيب التقرير :

1ـ لانهم يعادون الديمقراطية والغرب ؟
2ـ يتمسكون بالجهاد فى سبيل الله .
3 ـ ولانهم متمسكون بالتفسير الدقيق للقراءن والسنة .، يعنى مش حداثيين ؟
4 ـ يطالبون ويعملون على عودة الخلافة الاسلامية ؟
ومن هم أول الناس الذين يجب التخلص منهم بحسب التقرير السلفيين والوهابيين والقاعدة . اربط هذا بما يتناوله الاعلام الان فى مصر والعالم العربى ضد السلفيين .. لتعرف ما المقصود من هذه الحملة ؟
وقد اعتمد ت خطة الحرب على عدة محاور الاول : اعلامى من خلال دعم الاعلاميين والصحفيين وكافى الاجهزة الاعلامية التقليدية وغير التقليدية من خلال الانترانت بكافة وسائله ، وتوفير البيانات اللزمة لتشويه صورة التيار الاسلامى هذا بالاضافة الى الدعم المالى والادبى بل وتطويرهم ليصلوا فى مستوى الخطاب الاعلامى لحجة السلفيين وباقى التيارالاسلامى وان يركز الاعلام والاعلاميين على التشويه السياسى المتعمد واظهارهم بانهم متخلفون وغير جديرين بادارة الحكم ، هذا من جانب جانب اخر وهو مهاجمة عقيدة الجهاد الاسلامية ووصمها بالارهاب والتطرف .
وحدد التقرير بشكل واضح الهد ف وطبيعة الصراع بانه صراع عقائدى سياسى فيقول اهم معد للتقرير ويدعى ـ رابا سا ـ الحركة الاسلامية الجهادية العالمية حركة ايدلوجية متطرفة ، والحرب عليها فى ابسط مستوى تكون من خلال الافكار .. الى أن أكد على منع الاسلاميين من الحديث عبر الاعلام لماذا ؟
1- لانهم يجيدون ببراعة الخطاب الدينى والسياسى . ؟
2ـ الاستضافة وبكثافة لهولاء الاعلاميين من صحفيين وكتاب فى الاذاعة والتلفزيون والفضائيات وعبر مواقع الانتر نت لتشويه صورة الاسلاميين وافكارهم ومعتقداتهم بل والايقاع بين الاسلاميين انفسهم من خلال عدة وسائل منها تقسيمهم الى معتدل ومتطرف وارهابى الخ . بل تجاوز الامر الوقيعة بين الاسلاميين الى الوقيعة بيين الدول الاسلامية واشعال الصرعات فيما بينهم بغرض تقسيمها فلا يكفى لتقسيم المسلمين الى ليبراليين وعصريين وعلمانيين الخ بل صراعات داخل الدولة الواحدة عرب ضد امازيغ او اكراد ضد عرب وشيعة ضد سنة وهكذا دواليك والغرض شق وحدة الامة ضد الهيمنة الامريكية وكمبرر للتدخل فى شؤنها الداخلية .
ـ كما اعتمدت الخطة وفق تقرير راند ـ الى الاستعانة فى مواجهة التيار الاسلامى على العلمانيين ، وما يسمى الاسلاميون العصريون .
3ـ وكذلك ما يسمى التيار التقليدى المعتدل .
4ـ وركز معى اعتمد على الدعاة الجدد ، واشبههم ودعمهم ليكونوا قادة جدد للتيار الاسلامى مستقبلا . .
5 ـ الاستفادة من القيادات الليبرالية و العلمانية الاكاديمية واستخدامهم فى المراكز البحثية كاحد اهم طرق بناء شبكات معتدلة ؟ وسوف نوضح مفهوم الاعتدال الذى يقصدونه .
6 ـ الاستفادة من القيادات الشعبية لتلعب دور المساندة للاتجاه الليبرالى والعلمانى من خلال ما يسمى المجتمع المدنى المرتبط بالاستراتيجية الامريكية .
7ـ جمعيات حقوق المراءة التى تنادى بالمساوة الكاملة مع الرجل فى كل شىء .
8ـ الاستعانة بالاقليات الدينية بحجة تضررهم من الاسلام وتطبيق الشريعة ، افهمت لماذا تتبنى اليوم السابع والمصرى اليوم هذا الخط الطائفى ومعهم عشرات الاصدرات الاخرى من خلال الشبكة الالكترونية وبدعم معلن من ساويرس بل حتى للاحزاب كحزب الدكتور اسامة الغزالى حرب ، حيث صرح ساويرس انه يموله لو فعل هذا رجل اعمال مسلم لقامت الدنيا فى وجهه متهمة اياه بدعم الارهاب ؟ ولم تنتهى آليات حربهم للاسلام والتيار الاسلامى عند هذا الحد بل يوصى التقرير بالضغط على الدول الاسلامية لتغيير مناهج التعليم لتتماشى مع الخطة الامريكية تحت ستار التعليم الديمقراطى ؟ اى ديمقراطى بل والغاء النصوص الدينية التى وصفوها بالتطرف بل يريدونها نصوص ليبرالية معتدلة وسطية بحسب فهمهم . والتقرير دعى الى الاستفادة من خطة المواجهة مع الشيوعية وتطبيقها ضد الاسلام سواء من حيث الاحتواء او المواجهة .
9ـ وفى اطار اهمية الاعلام قامت الادارة الامريكية من خلال وزارة الخارجية بانشاء وحدة التدخل السريع الاعلامية مهمتها التدخل السريع ودون الرجوع لاحد فى الخارجية فى مراقبة كافة الوسائل الاعلامية والالكترونية فى العالم العربى والاسلامى وتقديم التقرير للادارة الامريكية ، والاخطر تقديم وجهة النظر الامريكية للاعلام العربى والتاكد من وصولها للمتلقى العربى والاسلامى ، وتقدم للجهات الاعلامية والسياسة التابعة لها من الليبرليين والعلمانيين الملفات الشخصية عن الاسلاميين من دعاة وسياسيين ومثقفيين للاستعانة بها فى مواجهتهم ، كما ساعدت هذه الوحدة فى انشاء قناة الحرة وقناة سوا لكنهما فشلا فى المهمة رغم ضخامة الراصد المالى الذى انفق عليهما والذى بلغ سنة 2007 م حوالى 971،9مليون دولار واحتياطى بلغ 50 مليون دولار .
وفى اطار سياسة الاحتواء التى اعتمدت على :
1 ـ دعم الافكار والموسسات البديلة المعادية للتيار الاسلامى وانشاء شبكات منها ودعمها وتطويرها بتقديم الخطط والمال والبرامج ومساندة العاملين من اجل انجاح الرؤية الا مريكية وتقييم وتطوير الاداء وبشكل دورى .
2ـ استخدام القطاع الخاص وما يسمى المجتمع المدنى فى سياسة الاحتواء .
3ـ ودعى الى احياء التراث واللغات القديمة التى مضى عليها الاف السنيين فى العا لم العربى والاسلامى كاحياء لغة البربر واللغة القبطية وهو ما فعلوه مع الشيوعية من خلال تولستوى وغيره والحقيقة ان الصراع حول باى نمط حضارى وقيمى ومحتوى عقدى يريدوننا ان نعمل به ، هذه حقيقة الصراع التى تدركها القوى الصهيوصليبية اكثر من غيرها من العملاء والببغاوات عندنا من اعلاميين وسياسين ومثقفين .. والغريب ان التقرير تكلم بصراحة عن هؤلاء وانهم يجب ان يتحملوا الاتهام لهم بانهم يعملون وفق الرؤية الامريكية والغربية فهذا الامر لا يمكن تجنبه . بقى امران مهمان فى هذا المقال الاول ما هو معيار الاعتدال وفق الرؤية الامريكية ؟ . ثانيا : هل امريكا تريد لنا الديمقراطية ؟
اولا : مفهوم الاعتدال من المنظور الامريكى : من خلال مجموعة من الاسئلة يتم تحديد الاعتدال بحسب المفهوم الامريكى
1ـ هل تؤيد الديمقراطية؟ وان كان كذلك فهل يتم تعريف الديمقراطية بمعناها الواسع من حيث ارتباطها بحقوق الافراد ؟
2 ـ هل تقبل تبديل الاديان كحقوق فردية ؟
3 ـ هل تؤمن بحق اعضاء الاقليات الدينية فى بناء وادارة دور العبادة الخاصة بدينهم <كنائس او معابد يهودية > فى دول ذات اغلبية مسلمة .
4 ـ هل تؤمن بامكا نية ان يتولى احد افراد الاقليات الدينية مناصب سياسية عليا فى دولة ذات اغلبية مسلمة ؟
5 ـ هل تؤمن بأن يحصل اعضاء الاقليات الدينية على نفس حقوق المسلمين ؟
6ـ هل تؤمن بأن على الدولة ان تفرض تطبيق الشريعة الاسلامية ؟ وببساطة كما ترى من خلال هذه الاسئلة ان يتحول المسلمون بعيدا عن دينهم بدعوى الاعتدال بحسب راءى الدكتور باسم خفاجى مترجم التقرير والمعلق عليه . واضيف هل اختلف طرح ألاتجا هات السياسية المحتشدة لدعم أمركة الاسلام ومعهم بعض دعاة التنوير الخ عن هذا بل زادوا عليه ؟ ا ويوضح التقرير بشكل دقيق من هم المعتدلون الذين يجب دعمهم
1 ـ العلمانيون وهم العلما نيون الليبرليون فهم الافضل من وجهة نظر التقرير؟ لانهم يعارضون بشكل كامل تدخل الدين فى شؤن الحياة .ومعهم الكتاب والاعلاميين الذين يعادون علماء الدين ويرفضون الوجود الدينى بمختلف صوره فى المؤسسة الحاكمة وحذر التقرير من التعامل مع العلمانيون الذين لا يجاهرون بالعداء للاسلام لماذا بحسب راءى معدوا التقرير لانهم قد يتعاونون مع التيار الاسلامى فى مقاومة المشروع الامريكى ؟ ا يعنى لازم تبقى عميل حتى النخاع فكرا واداء سياسى ولا عزاء لحرية الفكر والتنوير الا بالفهوم الامريكى .
2 ـ التيار الثانى المسمى العصرانى المسلم وهم الذين لايرون عدم التعارض بين الاسلام والديمقراطية التعددية والحقوق الفردية ثم اسمع لهذا الشرط المفاجاءة ان يكون ماذا يا داعاة الحرية الامريكية النابذين للعتعصب والعنف هاهى الحرية فى ثوبها القشيب ـ الشرط ان يكون متعصبا وضد فكرة قيام الدولة الاسلامية هذه حقيقة الهدف باوضح صورة ؟ ا
3 ـ ياتى ضمن أدوات الخطة لحرب الاسلام من الصوفية بحسب التقرير وحددهم بانهم الذين يقدسون الاولياء ويصلون فى الاضرحة وماذا من مهمة التيار الصوفى والاسلام التقليدى حربهم للسلفية لماذا لانهم بحسب التقرير هدف مشترك يجب محاربته ؟ ا انظر حولك لتفهم ما يجرى ولمصلحة من بل كتب احد رموز التصوف منذ ايام فى الوشنطن بوست رسالة اشبه بالاستغاثة تدعوا امريكا لحرب السلفية يا الله الى هذا الحد ؟اورفض التقرير بعض القائلين بالحوار مع التيار الاسلامى والتعامل حتى مع العصريين من الاسلامين ؟ اكتفى بهذا القدر فى هذه الجزئية وانتقل الى امريكا لاتريد الديمقراطية ؟ فشروط الديمقراصية الامريكية اولا : رفض التقرير دعم ونشر الديمقراطية فى العالم الاسلامى والعربى لانها ليست من صالح امريكا وتأمل السبب الاخر ولانها تضعف الحكومات الحليفة ـ العميلة ـ التى تشكل جزء ا من البنية الامنية للولايات المتحدة فى المنطقة والتى تدعمها امريكا وزاد التقرير الامر وضوحا بان الديمقراطية ستاتى بالاسلاميين الى السلطة وهو ما يتعارض مع المصالح الامريكية واستراتجيتها فى المنطقة ؟ يعنى لو الديمقراطية ها تجيب العملاء الامريكيين اهلا بها لكن اذا اختارت الامة او اغلبها ممثليها ونظامها يبقى بلاش ديمقراطية خليها فى الثلاجة متجمدة لحين تصنيع واقع جديد يقبل بخدمة الاستراتجية الامريكية مش خدمة الامة ولا مصالحها الا من خلال الدعاية الاعلامية البلهاء ومصدقوها الابله منهم ودعونى اطرح سؤال هل منع احد من التيار الاسلام الانظمة المتعاقبة فى عالمنا الاسلامى من تحقيق منجزات فى كافة المجالات العلمية والحضارية وتحقيق الاستقلال الاقتصادى والسياسى لدولهم وهم اصحاب الحكومات منذ ما اسموه الاستقلال ؟ ا وقد تقلبوا بين الاشتراكية ومازلوا يتقلبون فى الرأسمالية وفوق هذا حاربوا الاسلام فى شخوص ما يسمى التيار الاسلام بكل عنف وقوة فاقت حربهم للمحتل وبكل وسيلة ؟ ومن اعترض علينا فليقدم أدلته الموثقة بالواقع أين التنمية بصورها المختلفة واين التقدم وقبل هذا أين كرامتنا الوطنية التى تاجر بها الحكام فى سوق النخاسة السياسية ؟ تارة للشرق واخرى للغرب وما زالت محاولات التمرد على اعظم نظام عرفته الدنيا ومعادته مستمرا ؟ا ولست ارى حماقة اكبر من ان يعادى احدا عقيدة او فكرة أ او شخصا دون معرفة حقيقته من مصادره الاصلية او من لسانه هو دون كتابة الاخرين عنه ؟ا واخيرا ياتى دور الوسيط الكميائى مع ما سبق من آليات وهو المسمى المجتمع المدنى وهذا المصطلح اختير بعناية لاحداث جدل فهو يحمل مضامين مشتركة فلا يمكنك رفضه لانه من حضارتنا التى اعتمدت عليه بل كان العمل الاهلى التطوعى الذى عرف فى أغلب انشطتة بالاوقاف والاعمال الخيرية خارج عن اطار السلطة الرسمية بل ساهم وما زال للان فى حفظ المجتمعات الاسلامية لهذا حاربته امريكا والغرب بقانون دولى ظالم ووصفته بالجمعيات المساندة للارهارب الخ لكن حين يتعلق الامر بالمجتمع المدنى وفق المفهوم والهدف الامريكى ودوره فى اختراق المجتمعات وتمزيقها فيرحب به ؟ وعندها يسيل المال بلا حساب لدعم كافة مجالات المجتمع المدنى لتنفيذ خطة المخابرات الامريكية وفى المقابل تجفيف المنابع لكل مال للتيار الاسلامى بل ومنعهم من تقديم الخدمات للشعوب ما دامت تحت شعار الاسلام بل لقد دعى المدعو,, دينيس روس ،، بدعم العلمانية واخواتها لتقوم بالعديد من الاعمال الاغاثية والخيرية من التى تقوم بها الجمعيات الاسلامية وعدم الاخذ بالاعتبار لسيادة الدول . اكمل معكم باذن الله خلاصة التقرير مع خلاصة عملية لكيفية التعامل معه فى المقال القادم . والله المستعان
--------------------