هل يُعَدّ د.موراني مبشِّرًا نصرانيًّا؟!
لا زلنا نُمَهِّد لموضوعنا الذي قصدنا لبيانه، وهو إزالة شبهة د.موراني المذكورة حول القرآن الكريم، ولكن كان علينا كما سبق أن نتعرف أولاً على د.موراني، وأفضل من يُعَرِّفنا به هو كلامُه الذي وقفنا عليه، ثم علينا بعد ذلك أن نتعرَّف على هذا الكتاب الذي قرَنَه د.موراني بالقرآن الكريم، وأراد عبثًا أن يُسوّي بينهما، وإِنْ لم يقلها صراحةً؛ لكنها فاحتْ من بين السطور، وما بين السطور يهتك خبايا المستور!!
لا زلنا نتعرف على د.موراني، وجوانب شخصيته!!
وقد أثبتنا في المداخلة السابقة بما لا يدع مجالا للشك، ومن خلال كلام د.موراني
انطلاقه في بحثه ودراسته حول القرآن وغيره من علوم الإسلام من أسسٍ دينيةٍ بحتةٍ، وأشرنا إلى تلك الإهانات التي وجهها للقرآن الكريم، وللدين الإسلامي.
كما أشرنا إلى أسلوبه الملتوي في الاستخفاف بعقول القراء والتلبيس عليهم، لتنطلي عليهم حيلته!!
وإِذْ وصلنا إلى هذا الحد: علينا الآن أن نسأل: هل كان د.موراني مبشرًا نصرانيًّا؟
نسأل د.موراني عن هذا الأمر وننتظر جوابه كعادتنا فإذا به يقول لنا:
((ومن يتساءل ويشك فيما يؤمن المسلم به أو يرفض علانية ان هذا الكتاب غير منزل ويخوض حوارا ومجادلة من زاوية دينه وايمانه ضد (أهل القرآن) فهو ليس من المستشرقين . قد يكون (مبشرا) أو داعيا الى فرقة من الفرق الدينية الكثيرة)) [مستند 6].
فالمبشر عند د.موراني هو من رفض أن الكتاب (يعني القرآن) غير منزل، وهو من خاض حوارًا ومجادلة من زاوية دينه وإيمانه ضد أهل القرآن كما يقول، ففي هذه الحالة:
ليس من المستشرقين
قد يكون مبشرًا
أو داعيًا إلى فرقة من الفرق الدينية الكثيرة..
هذه هي النتائج الثلاثة التي ذكرها لنا د.موراني.
وأقول: قد سبق بيان انطلاق د.موراني في بحثه من أسسٍ دينيةٍ، كما سبق ما يدل على متابعته لأسلافه في الطعن في القرآن وعدم الإيمان بإلهيته أصلا؛ لأنهم هكذا كانوا يؤمنون به ـ يعني أسلافه ـ ثم جاء د.موراني ليقرر كما سبق في المداخلة السابقة أن موقف الاستشراق من القرآن لم يتغير، في الوقت الذي أشاد فيه د.موراني بأمثال جولدزيهر وغيره ممن أنكر أن يكون القرآن وحيًا، فهذا يعني لدى أقل العقول فهمًا أن يكون د.موراني متابعًا لهم حذو القذة بالقذة..
ثم يعني ذلك لدى أقل العقول ممارسةً للفهم:
أن يكون د.موراني مبشِّرًا نصرانيًّا حتى النخاع!!
ولسنا في حاجة للإطالة بعد كلام د.موراني السابق نقله عنه في المداخلة السابقة، فقد قطع قولَ كلِّ خطيب!!
وما هي أوصاف هؤلاء المبشِّرين لدى د.موراني؟ وهل تعرفها وتبينها لنا أيها الكاتب؟
أقول: نعم وقفتُ على بعض الأوصاف في كلام د.موراني للمبشرين أو لمن يقوم بتحريف القرآن.
فيقول لنا في وصفه لجماعة قاموا بإصدار مصحف اسمه مصحف الفرقان، حرفوا فيه تحريفًا عظيمًا، واخترعوا سورًا من عندهم، وحشوه بالتنصير والنصرانية، وسموا بعض سوره بأسماء سور القرآن تلبيسًا وتزويرًا منهم للحقيقة، فقال د.موراني:
((هذا مثل آخر لتلك الفرق الكثيرة المنتشرة في الغرب خاصة في أمريكا كان من المستحسن تجاهلهم تماما وعدم ذكرهم لان ذكرهم بمثابة اشهار لهم وهذا ما يريدون......وهم شرار خلق الله
الـدكتور م . مــورانـي
مستشرق . كلية الآداب . جامعة بون . ألمانيا)).
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=2683
وقال موراني في موضع آخر أثناء كلامه عن كتاب (جمع القرآن) لبعض المستشرقين [مع ملاحظة عدم الانخداع بتفريقه بين المبشرين والمستشرقين هنا]، حيث قال:
((الى من بصدد هذا الأمر :
لقد صدر هذا الكتاب عام 1989
ولم اسمع به الى يومنا هذا ( والحمد لله !)
أما المؤلف فلم اجد اسمه مذكورا في الدراسات الاستشراقية حتى اليوم
ولم أعثر على اسمه مشاركا في المؤتمرات والندوات الاكاديمية حتى يومنا هذا أيضا
كل ما يقلقني في هذا الأمر أن كل من يغمس لسانه في الحضارة الاسلامية
دينا كان قرآنا او حديثا تفسيرا أو أدبا أو شعرا ...الخ فهو يسمى ب(مستشرق).
هذا أيضا من الشبهات ! هذا المؤلف قام بشيء مرفوض رفضا تاما
وينبغي ألا نعالج أسلوبه بأساليب العلم أو بأساليب الايمان
لأن كل ما وراء كلامه لا يدخل من باب الاستشراق بل مكانه في دار النصارى المتعصبين والمبشرين .
وأرجو من الجميع أن يتفضلوا بالتفريق بين هذا وبين الاستشراق مشكورين لأن هذا في واد والمستشرق في واد آخر تماما
موراني
الـدكتور م . مــورانـي
مستشرق . كلية الآداب . جامعة بون . ألمانيا))
وقال في موضع آخر أثناء الكلام عن ((الاختلافات اللفظية في استشهادات قرآنية... شبهات تنصيرية)):
((الاخ الكريم ش . م .
ربما كنت أنا متفاءلا أكثر منكم عند معالجة المسألة المطروحة هنا .
لأنني لا أظن أنّ هناك مسلما واعيا معتصما بدينه يتعرض لفتنة بسبب ما يزعم هؤلاء أذلة وأقلة من الناس .
السبيل الوحيد لايقاف هذه الآراء الفاسدة من جانب هؤلاء الضالين هو عدم ذكرهم وعدم الرد عليهم . هذا الطريق نافع جدا في الانترنيت على الأقل .
عندما تجيب عليهم بما هو أحسن وأصح , بل الصحيح , فدخلت معهم في الحوار والمجادلة . وهذا هو بالضبط ما يريدون !
التجاهل الكامل في هذه الحالة خير من مجادلتهم .
وفقكم الله
موراني
الـدكتور م . مــورانـي
مستشرق . كلية الآداب . جامعة بون . ألمانيا)).
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=7471#post7471
ولا شك أن دعوة د.موراني لتجاهلهم هنا المراد منها أن يتجاهلهم أولوا العلم والنهى، ليُتْرك لهم المجال الرحب الفسيح مع عامة الناس وضعفاء العلم يلبسون عليهم دينهم ويفعلون ويفعلون!!
وبهذا الذي سبق عن د.موراني أختتم لقاء اليوم مع القراء الكرام، آملاً أن ييسر لي الله عز وجل العودة القريبة لاستكمال الموضوع بكافة جوانبه إن شاء الله.
خاصةً وأننا لا زلنا في بداية الطريق، ولا زلنا نمهد للكثير والكثير!!
وآسف لاستعجال كشف هذه الحقيقة التي ربما طالبني بعض الأفاضل بتأخيرها حينًا؛ لكني ممَّن يؤمنون بالحكمة القائلة: ((لا تؤخِّر عمل اليوم إلى الغد))!!
وإلى لقاءٍ قادمٍ إن شاء الله تعالى..
بعد أن نُذَكِّر القراء الكرام بحصاد اليوم الإخباري!!..
Bookmarks