وجود الله سبحانه وتعالى بصفات الكمال هو أمر واجب الوجود ولايستطيع العقل البشري تصور غير ذلك, فليس وجوب الوجود يكون فقط لذات إلهيه خلقت الكون , وإنما يكون الوجود للإله المتصف بصفات الكمال النهائي وهو خالق الكون أيضاً, , وبرهان الكمال هو البرهان الأنطولوجي , وأول من قال بهذا البرهان هو الراهب أنسلم , ثم اعتنى به ديكارت وأخرجه في صورته النهائية , وفحوى البرهان كما قال عنه العقاد : أن العقل الإنساني كلما تصور شيئاً عظيماً تصور ماهو أعظم منه , لأن الوقوف بالعظمة عند مرتبة قاصرة يحتاج إلى سبب, وهو - أي العقل الإنساني- لايعرف سبب القصور. فما من شيء كامل إلا والعقل الإنساني يتطلع إلى ماهو أكمل منه , ثم أكمل منه , ثم نهاية النهايات, وهي غاية الكمال المطلق التي لامزيد عليها ولانقص فيها. وهذا الموجود الكامل الذي لامزيد على كماله موجود لامحالة , لأن وجوده في التصور أقل من وجوده في الحقيقة , فهو في الحقيقة موجود, لأن الكمال ينتفي عنه بسبب عدم وجوده , ولايبقى له شيء من الكمال بل نقص مطلق هو عدم الوجود, فمجرد تصور هذا الكمال مثبت لوجوده , ومن هنا يتبين لنا الضرورة الفكرية التي تجعل العقل يتصور إله خالق للكون متصف بصفات الكمال المطلق وهو الله عز وجل.
Bookmarks