الأخ العزيز
المرسي : بارك الله فيك ..
موضوع جد مفيد ...
ويا حبذا لو شمل صورا ًللإلحاد
أكثر من ذلك ......
فأنت قد ذكرت مشكورا ً:
خمس صور رئيسية من التي قد تتسبب بالفعل في
نفور البعض من الدين الذي
نشأ فيه وفي مجتمعه ....
ورغم أن لي بعض
المؤاخذات في طريقة طرح بعض النقاط : إلا أنه : ليس وقتها
الآن لعدم تشتيت أو تشويه الموضوع ...
وإنما كنت أود لو أ ُضيف لموضوعك القيم
نقطة ًسادسة ً:
والتي ربما تفرع عنها
نقطتين أو
ثلاث : لأهميتها في الإضلال في ذلك
العصر .....
ألا وهي :
------
6.. (( جهل عوام المسلمين بالإسلام )) .......
وهو ذاك الجهل الذي ينتج من شيئين :
الأول :
مُخططات سياسية وإعلامية دقيقة لتهميش العلم الديني في البلاد الإسلامية ..
الثاني :
تغافل الكثير من الأسر الإسلامية عن أهمية طلب العلم الديني للأسف الشديد !
تجد إحدى تلك الأسر :
تلهث وتشقى وتضحي بالغالي والنفيس : في سبيل نول
أحد أولادها أو إحدى بناتها :
أعلى الشهادات الجامعية ..
وأسمى المراكز الاجتماعية ..
وهذا كله : لا يكرهه الدين ولا يُحاربه ..
وإنما الذي
يُكره منه هو :
إهمال جانب العلم الديني
تماما ًعند أمثال هؤلاء !!!!..
فلا هم صرفوا عليه
يسير مال ٍوجهدٍ : ليناله أبناؤهم
خارج البيت والمدرسة !..
ولا هم قد عوضوا ذلك
بمجهودٍ أسري من الأب والأم داخل البيت لتحصيله !
ثم تأتي
الفاجعة !!.. وهي أن الواحد من أولادهم أو بناتهم قد صار :
يعلم أغلب ما حوله من
أمور الدنيا : وإذا هو عند أمور الدين :
أجهل من الطفل
الصغير !!!!...
تعجب أنه
لا يستطيع الوضوء الصحيح !!!!..
تعجب أنه يستطيع قراءة الكتب والأبحاث العلمية الطوال : ولكنه
لا يستطيع
الصبر على قراءة كتيب صغير في دينه !!!..
تعجب أنه لو قرأ كتابا ًفي الدين : يفهمه بالخطأ !.. وقد خالطت
دكاترة جامعات :
قرأ أحدهم حديث أن المني : لا يجب غسله بالماء (
والحديث كان يدور حول إصابة
المني للملابس وجفافه) : فخرج هذا الدكتور في الجامعة بأن
الجُنب :
لا يجب عليه
أن يغتسل !!..
وتعجب أن المسلمين كل هذه
القرون : كانوا يُعلموننا أنه
يجب الغسل
من الجنابة !!.. فحمدت الله تعالى أنه
لم يقرأ سوى هذا الكتب الصغير في الفقه !!!..
وإلا : الله وحده فقط يعلم ماذا كان يمكن أن يستنبط لنا من
جديد الدين !!!..
وأمثال هؤلاء (
وقد صاروا هم السواد الأعظم من عامة المسلمين اليوم للأسف) :
قد شابهوا في هذا (
ويا لأسفي) : مَن قال فيهم الله عز وجل :
"
يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا : وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ : هُمْ غَافِلُونَ " الروم 7 ..
----
فهذا هو ((
الجهل بالدين )) :
تلك النقطة
السادسة التي أحببت إضافتها إلى موضوعك أخي الحبيب
المرسي ...
وأما إذا سألتني :
وعن ماذا يمكن أن تتفرع هذه النقطة كما أخبرتكم ؟..
فأقول ...
سأكتفي
بصورتين : من أكبر صور التأثير على الجاهلين دينيا ً: ودفعهم للإلحاد ..
----
الصورة الأولى ...
---------
وهي وقوع المسلم الجاهل بدينه : في براثن
الشبهات ...
سواء الشبهات
النصرانية أو
الإلحادية أو غيرهما ....
وسواء كان ذلك باختياره وعن عمد (
كأن يذهب لمواضع هذه الشبهات بنفسه) ..
أو سواء عَرضت له عن غير عمدٍ منه .....
فيصطدم في كلتا الحالتين بكلام ٍعن دينه :
يسمعه
لأول مرة .. ويطعن فيه
طعنا ًشديدا ً: لم يعهده صاحبنا من قبل !!..
فيتزلزل كيانه !!..
ويحمر وجهه !!..
وترتفع درجة حرارته :
وكأن هناك مَن يقول له :
يا غبي :
أنت قد انخدعت طوال عمرك وحتى اليوم في الإسلام !...
ومن هنا :
تختلف
ردود فعل صاحبنا الجاهل بدينه ......
فإما أنه من الكياسة : أن يتوجه بهذه الشبهات لمَن هو
أعلم منه : فيفندها له :
ويُبين له
تفاهتها وعوارها .. وأنه
لولا جهله بدينه : لما كانت
نالت منه ما نالت !
فيرتدع صاحبنا ..
وينصلح حاله مع دينه ومع ربه .. وتكون هذه الحادثة
فاتحة خير ٍ
عليه لطلب العلم الديني الشرعي الذي
لا غنى عنه لأي مسلم ..
ويعلم أنه مُطالبٌ بالزيادة في العلم من دينه مهما طال به العمر : وكما قال رسوله الكريم :
"
طلب العلم فريضة : على كل مسلم " .. رواه ابن ماجة وغيره وصححه الألباني ..
وإما
ينعزل :
ويتقوقع على نفسه .. ولا يُحدث أحدا ًأبدا
ًبما وقع له ..
ولا عما يعتمل
في رأسه وفي عقله ...!
وهذا هو
الضعيف بعينه .. لم يقو على
المقاومة .. ولم يقو حتى على
ضدها ...
ويبقى هكذا
تائه ٌضائعٌ مُشتت : قد فقد هدف حياته : وهو ينتظر الفرج ........!
وإما يتخذ
رد الفعل العكسي للدين .. وينساق مع
الشبهات التي أضلته .. وهذا
هو
مَن لم يجد أي غضاضة في إعلان تنصره أو إلحاده أو أو أو أو ..................
وربما مع الوقت (
وهو حال معظمهم للأسف) :
يستلذ هذا الشعور المُتوهم بـ (
التميز) على مَن حوله من (
المسلمين) :
فيرفض
أي فرصة بعد ذلك لمحاولة دحض أو تفنيد شبهاته !!.. لأنه ببساطة :
قد وجد في
مخالفة الحق : لذة ًتتوافق مع فساد
نفسه وعقله !!!!...
----
الصورة الثانية ...
---------
وهي وقوع المسلم الجاهل بدينه في
فخ ٍسمج : ذلك الفخ هو :
مواجهته بحقائق وثوابت من دينه بالفعل ولكن : قد سبق له
عدم الاعتياد عليها !
(
وبعضهم يتعرف عليها لأول مرة في حياته رغم وجودها في القرآن والسنة) !
فيجد في نفسه :
صدودا ًمنها : قد يدفعه
لنكرانها بالكلية : ولو أدى به هذا النكران
للخروج من الإسلام (
ولو عنادا ًوتمردا ًعما يظنه في دينه من الجهل والرجعية والتخلف
والتشدد والتزمت) !!!!!...
ولا شك أن هذا الفخ :
تتضافر فيه
جهودٌ كثيرة :
خارجية وداخلية ...
ويزيده مرور السنين والأجيال للأسف :
اتساعا ًلحفرته !!!...
وأما أخطر هذه الجهود من وجهة نظري :
فهي الجهود (
الداخلية) التي :
تتعمد نشر الجهل الديني بين عوام المسلمين !..
حتى إذا ما عُرض عليهم الدين يوما ًما :
كان
غريبا ًمُستنفرا ً: وخصوصا ًمع
دناءة الإعلام المُصاحب لهذا العرض ...
------
----------
هذا ما حضرني في عُجالة ...
وأعتذر على تطفلي على موضوع الأخ العزيز
المرسي ......
ولكن يتبقى لي
سؤال واحد فقط قبل المغادرة وهو :
تلك المرأة المنتقبة ذات الطفل الصغير أخي المرسي :
هل هناك
احتمال أن تكون ............................>>
خرساء ؟!!!.....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
Bookmarks