ولو قدر أن الأمر كما يقولون : (( وهو أن يترك العبد لزمام الإختيار يفعل ما يشاء
جرياً على رسوم طبعه المائل إلى لذيذ الشهوات ثم يجزل له العطاء من غير حساب ))
وظنهم أن هذا مستحسن للعقل وأفضل للإنسان ..فإن كلامهم هذا من أبطل الباطل ..
يبطل عقلاً ونقلاً
أما العقل فهو أقبح شئ وأعظمُ نقص فى الآدمى ..
ولو ترك لرسوم طبعه لكانت البهائم أكمل منه ..
ولم يكن مكرماً مفضلاً على كثير من خلقِ الله ..
ولصار شراً فى الطباع من الذئاب والخنازير والحيات ..
وأما الشرع فالله أنكر هذا الأمر فقال .. (( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )) ..
وأخبر أن الحكمة تقتضى الحساب فقال (( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ))
ثم أخبرقائلاً ((فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ))
لأن مقتضى حكمته وربوبيته وإلهيته عدم العبث ..
والخلق والإثابة بدون حساب ..
ومثيله قوله تعالى ((وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ
مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ))
والحق هنا هو إلهيته وحكمته وأمره ونهيه ووثوابه وعقابه ..
Bookmarks