بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحمد لله تعالى احمده واستعين به واستغفره واعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا ومن سيئات اعملنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هدى له واشهد ان لا اله الا الله وان محمد عبده ورسوله أما بعد
وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ
(وكَذَلِكَ جعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُون
(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خزلهم ولا من خالفهم حتى يأتى أمر الله تبارك وتعالى وهم على ذلك)
نسأل الله ان يجعلنا منهم


اللهم ارزقنا فهم رسولك صلى
الله عليه وسلم ومن اتبعه بإحسان

[*]للتوحيـــــــــــــــــــيد
أقدم بحثي هذا

للرد على من أنكر تقسيم التوحيد إلى توحيد ربوبية وتوحيد ألوهيه وتوحيد الأسماء والصفات

لماذا إنحرف هؤلاء عن فهم التوحيد واتهموا السلفيين بالباطل ؟
اخوانى ان بداية المعركه خرجت من هنا نحن فى اوقات لو خرج عمر رضى الله عنه لتعجب عجبا شديدا بل اوحذيفه رضى الله عنه لو خرج لنا لقال صدق فيكم سؤالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم . عرفت الان يا حذيفه رضى الله عنك لماذا كنت تسأل رسول الله عن الشر عندما كانوا الناس يسألونه عن الخير نعم يا حذيفه اخذت فتواك من الحبيب صلى الله عليه وسلم وهذا ولكن بعض المسلمون الان لا يسألون ولم يسمعون همستك ولم يفهموا قصدك
اقدم بحثى هذا والله الموفق حيث انى اعلم انهم لن يستطيعوا الرد عليه وللبحث بقيه فهذه نبذه بدايه
قال الشيخ الألبانى فى شريطه ضرورة التوحيد :
دعوة أتباع الرسل هي دعوة من حولهم إلى هذه الكلمة وان المسلمين بسبب بعدهم عن إسلامهم وعن دينه الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم طاهرا نقيا كما جاء في الحديث ليلا كنهارها بسبب هذه المسافة الشاسعة وبين تلقيهم الإسلام غضا طريا دخل في الإسلام في أصوله قبل عن فروعه مالم يكن من قبله له ذكر عند المسلمون الأوائل يضاف إلى ذلك أن المسلمون الأولين كما يعلم انزله على قلب رسول الله بلسان عربي مبين وعلى العرب فكان ميسر لديهم أن يفهموهم دون أن يتولى الرسول بيان الكثير منه إلا ما كان له علاقة ببيان الإحكام التي نكون أصولها موجودة في كتاب الله عز وجل إما نحن اليوم دخول العلم( المحدث) في ألسنتنا نحن العرب أصبحنا لا نفهم من القران الكريم من حيث اللغة العربية على الأقل ما كان يفهمه العرب الأولون ومنهم المشركون الذين حاربوا دعوة التوحيد كأبو جهل فكانوا بألسنتهم يفهمون كل ما يقوله رسول الله أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله إلا الله فهموا بأنه الكفر بكل ما سوى الله مما عبد من دونه
كلمة الإله في اللغة العربية وفهما العرب لم يفهما بكثير من مسلمين اليوم إنما قد يفهمونها بمعنى أخر ليس مرادف للفظ الإله إنما هو جزئ من المعنى الذي هو يدل عليه لفظ الإله
من شهد أن لا اله إلا الله بمعنى أن لا رب إلا الله فقط وارجوا أن تنتبهوا إلى قول فقط بل أريد إن أقول لا اله بمعنى لا رب وشئ أخر أي بمعنى لا رب إلا الله عز وجل وبحق
كثير من الناس يتوهمون بان العبادة هي الصلاة وان إذا ركعت أو سجت أو استغثت في الشدائد غير الله عز وجل أو استعنت بغير الله في شدائد لا يناقض كلمة التوحيد هذا خطأ واضح جدا وان هذه الشهادة بمعنى لا معبود بحق إلا الله
ايضا قال الشيخ الألبانى رحمة الله : الله في كتاب الأجوبة النافعة
إن مما يجب العلم به أن معرفة البدع التي أدخلت في
الدين أمر هام جدا ، لأنه لا يتم للمسلم التقرب إلى الله تعالى إلا باجتنابها ، ولا يمكن ذلك إلابمعرفة مفرداتهاإذا كان لا يعرف قواعدها وأصولها ، وإلا وقع في البدعة وهو لا يشعر فهي من باب " ما لا يقوم الواجب إلا به فهو واجب " كما يقول علماء الأصول رحمهم الله تعالى.

أيضا قال الشيخ الألباني رحمة الله :
عليكم أن تسألوا عن الشركيان والوثنيات التي تنافى كلمة التوحيد حتى يكون توحيدكم واضح في أذهانكم ومستقرا في قلوبك وظاهر انتلاقكم على هذا الفهم الصحيح والإيمان الصحيح فلبد من الجمع بين الإيمان بعبادة الله وحده لا شريك الله وبين معرفة ما يناقض هذا التوحيد من الشركيان والوثنيات وأقول : إن المسلمين اليوم واعني بهم الخاصة منهم والدعاة لا يدندنون مطلقا حول تفهيم المسلمين شهادة لا اله إلا الله وما يلزمها ويعارضها يتوهمون إن المسلمين كلهم والحمد لله موحدون ولا يتذكرون إن التوحيد ينقسم إلى ثلاث أقسام عند العلماء الموحدين الذين فهموا الكتاب والسنة فهم صحيح بعد إن دخل العلم إلى لسان العرب ودخل فيهم من الوثنيات والشركيان مالم يكن في السلف الأول هؤلاء العلماء جعلوا التوحيد ثلاث أقسام
قلت :

يتضح لنا انه بالضد تتبين الأشياء وإن الشيطان أتى هؤلاء من سوء فهم حقيقة توحيد الكفار وتأكدت أهمية كلمة حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم قال: كانوا الناس يسألون رسول الله عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يُدركني . وقول الشاعر :
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه
فكيف نعرف ما هى حقيقة كفر مشركين العرب ؟
فإن تنزعتم فى شئ فردوه إلى الله والرسول فلنذهب إلى القران ليحكم بيننا في حقيقة الأمر
فكل مسلم لا يصح صلاته إلا إذا قرأ فاتحت الكتاب ويخاطب ربه بقوله إياك نعبد وإياك نستعين كثير من الناس يقول انه لا يجوز العبادة لغير الله وهو الأصل الأول ولكن لا ينتبهون إلى إن تمام الآيه وإياك نستعين تعنى أن الاستعانة بغير الله تناقض عبادة الله وان حينما نسمع أناس يستغنون ببعض الأولياء وهم يعلمون أنهم لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا حينئذ لا يكون فهموا معنى لا اله إلا الله
ما هو فهم مشركين العرب لقول لا اله إلا الله ؟
يقول الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فى كتاب( كشف الشبهات ):
فَإِنَّ الإِلَـهَ عِنْدَهُمْ هُوَ الَّذِي يُقْصَدُ لأَجْلِ هَذِهِ الأُمُورِ ، سَوَاءً كَانَ مَلَكًا ، أَوْ نَبِيًّا ، أَوْ وَلِيَّا، أَوْ شَجَرَةً ، أَوْ قَبْرًا ، أَوْ جِنِّيًّا، لَمْ يُرِيدُوا أنَّ (الإِلَـهَ) هُوَ الْخَالِقُ الرَّازقُ الْمُدبِّرُ ، فَإِنَّهُمْ يَعْلَمُونَ أنَّ ذلِكَ لِلَّهِ وَحْدَهُ كَمَا قَدَّمْتُ لَكَ ، وَإِنَّمَا يَعْنُونَ بِـ (الإِلَـهِ) مَا يَعْنِي الْمُشْرِكُونَ فِي زَمَانِنَا بِلَفْظِ السَّيِّدِ
فَأَتَاهُم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدْعُوهُمْ إِلَى كَلِمَةِ التَّوْحِيدِ ، وَهِي (لاَ إِلَـهَ إِلاَّ اللَّهُ) . والْمرَادُ مِنْ هَذِهِ الْكَلِمَةِ مَعْنَاهَا لاَ مُجَرَّدُ لَفْظِهَ
وَالْكُفَّارُ الْجُهَّالُ يَعْلَمُونَ أَنَّ مُرَادَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ هُوَ إِفْرَادُ اللَّهِ - تَعَالَى - بِالتَعَلُّقِ ، وَالْكُفْرُ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِهِ ، وَالْبَرَاءَةُ مِنْهُ ؛ فَإِنَّهُ لَمَّا قَالَ لَهُمْ : [ ُقولُوا : لاَ إِلَـهَ إِلاَّ اللَّهُ ] قَالُوا : { أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَـهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ } .
وقال ابن عباس رضي الله عنهما أنه: الله ذو الإلوهية والعبودية على خلقه أجمعين
رواه ابن جرير في تفسيره وقال : الله المألوه المعبود الذي لا إله إلا هو ،
قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى :
ليس المراد بالإله هو القادر على الاختراع كما ظنه من ظنه من أئمة المتكلمين ، حيث ظن أن الألوهية هي القدرة على الاختراع ، وأن من أقر بأن الله هو القادر على الاختراع، دون غيره فقد شهد أن لا إله إلا الله ، فإن المشركين كانوا يقرون بهذا التوحيد ، كما قال تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله) [الزمر: 38] وقال تعالى: (قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون، سيقولون لله قل أفلا تذكرون) الآيات وقال تعالى : وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون)
قال ابن عباس: تسألهم، من خلق السماوات والأرض ؟ فيقولون : الله ، وهم مع هذا يعبدون غيره .
وهذا التوحيد، من التوحيد الواجب ، لكن لا يحصل به الواجب ، ولا يخلص بمجرده عن الإشراك، الذي هو أكبر الكبائر، الذي لا يغفره الله ، بل لابد أن يخلص لله الدين ، فلا يعبد إلا إياه ، فيكون دينه لله ، والإله ، هو المألوه ، الذي تألهه القلوب ، فهو إله بمعنى مألوه لا بمعنى آله

وقال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في شرحه لكتاب التوحيد

: " المتكلمون الأشاعرة والمعتزلة ومن ورثوا علوم اليونان قالوا: إن كلمة (إلـه) هي بمعنى فاعل؛ لأن فِعَال تأتي بمعنى مفعول أو فاعل، فقالوا هي بمعنى آلِـهْ والآلِـهُ هو القادر، ففسروا الإلـه بأنه القادر الاختراع، ولهذا تجد في عقائد الأشاعرة ما هو مسطور في شرح العقيدة السَّنوسية التي تسمى عندهم بأم البراهين قال مانصه فيها: الإله هو المستغني عما سواه المفتقر إليه كل ما عداه. قال فمعنى لا اله إلا الله لا مستغنيا عما سواه و لا مفتقرا إليه كل ما عداه إلا الله، ففسروا الألوهية بالربوبية، وفسروا الإلـه بالقادر على الاختراع أو بالمستغني عما سواه المفتقر إليه كل ما عداه.


قلت :دندقق فى لفظ الأشاعرة في تفسيرهم بأنه المستغنى عن ما سواه المفتقر إليه كل ما عداه وهذه هي صفات الخلق والرزق والتدبير أي الربوبية
نقل الشيخ عبد الرحمن بن حسن عن شيخ الإسلام قوله
: وليس المراد بالتوحيد : مجرد توحيد الربوبية ، وهو اعتقاد أن الله وحده خلق العالم ، كما يظن ذلك من يظنه من أهل الكلام والتصوف. ويظن هؤلاء أنهم إذا أثبتوا ذلك بالدليل فقد أثبتوا غاية التوحيد. وأنهم إذا شهدوا هذا وفنوا فيه فقد فنوا في غاية التوحيد. فإن الرجل لو أقر بما يستحقه الرب تعالى من الصفات، ونزهه عن كل ما ينزه عنه، وأقر بأنه وحده خالق كل شيء، لم يكن موحدا حتى يشهد بأن لا إله إلا الله وحده، فيقر بأن الله وحده هو الإله المستحق للعبادة: ويلتزم بعبادة الله وحده لا شريك له. و " الإله " هو المألوه المعبود الذي يستحق العبادة. وليس هو الإله بمعنى القادر على الاختراع. فإذا فسر المفسر " الإله " بمعنى القادر على الاختراع، واعتقد أن هذا المعنى هو أخص وصف الإله، وجعل إثبات هذا هو الغاية في التوحيد كما يفعل ذلك من يفعله من متكلمة الصفاتية ، وهو الذي ينقلونه عن أبي الحسن وأتباعه لم يعرفوا حقيقة التوحيد الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم . فإن مشركي العرب كانوا مقرين بأن الله وحده خالق كل شيء .... انتهى من فتح المجيد.
قال شيخ الإسلام، أحمد بن تيمية: وقد غلط في مسمى التوحيد، طوائف من أهل النظر، ومن أهل العبادة، حتى قلبوا حقيقته، وطائفة ظنت : أن التوحيد نفى الصفات، وطائفة ظنت أنه : الإقرار بتوحيد الربوبية.
ومنهم: من أطال في تقرير هذا، وظن أنه بذلك قرر الوحدانية، وأن الألوهية : نفي القدرة على الاختراع، ونحو ذلك، ولم يعلم: أن مشركي العرب مقرون بذلك، وساق الأدله، كقوله : ( قل من يرزقكم من السماء والأرض
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد:
وقال أبو عبد الله القرطبي في تفسير ( لا إله إلا الله ) أي : لا معبود إلا هو .... وقال البقاعي : " لا إله إلا الله " ، أي : انتفاء عظيما أن يكون معبود بحق غير الملك الأعظم .... وقال الطيبي : ( الإله ) فِعال بمعنى مفعول ، كالكتاب بمعنى المكتوب ، من أله إلهة أي : عبد عبادة
قالتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ والإيمان لا يحصل إلا بشيئين الأول هو الفهم الصحيح والثاني هو الإيمان الصحيح
لذلك نعى الله أقوام يقرؤنا الفران لكن لا يفقهونه قال تعالى ( أفلا يتدبرون القران أم على قلوب أقفلها )
أنهم كانوا يعلمون إن ا لنطق بها القيام بحقائقها ومقتضيتها لذلك إلا يعبد إلا الله تبارك وتعالى وهذا ما كونا يصرحون به لا يؤمنون به ( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) وما هى عبادة المشركين الذى صرح القران انهم عبدوها وما عبدهوها لخصوصا ولكن تقربهم الى الله زلفى
كانو يذبحون لهم ينذرون لهم كانوا يطفون ويتصدقون والدعاء لهم
واستفاض فى هذا الأمر الشيخ محمد إسماعيل المقدم حيث قال :
إنها سنة الخلق وهى معاداة الحق للباطل وهذا مما اتهمت به دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب وهذا من البلاء

الشبهة الأولى :
وهى ينسبوها للسلفيين وانه استحدث شئ منكر حينما ادعى بتقسيم التوحيد وفرق وساق الخصوم في مقام المخالفة وذالك لان اعتراضهم لا يخلوا من تلبس وتزوير وهذا من الدجل الرد عليهم بكلمة واحده وهى الاستقراء ، ثم إن موضوع الاصطلاحات يقصد بها التبسيط فإما التوحيد عملي أو توحيد علمي خبري قل هو الله احد أو يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء وهذا تقسم واقعي
نفس الشئ كلها تسميات باعتبار المسمى والحقائق موجودة

الخصوم دائما مفلسين في تقديم الأدلة لان الإنسان إذا كان مشكلته الجهل في تداوى بالعلم أم من مشكلته في الهوى فهذا يحتاج إلى هداية الله
فوصل التشنيع بأنه يتهم السلفيين بأنهم يثلثون التوحيد ويشبههم بالنصارى

كتاب دعوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد ابن عبد الوهاب واستقرا الشبهات يقول إن سبب الاعتراض من قبل الخصوم هو اعتراضهم إن الله هو المحي الميت المدبر هو غاية التوحيد وليس معنى كلمة التوحيد معنى لا اله إلا الله إلا إن لا خالق إلا الله لذلك رفضوا هذا التقاسيم واعترضوا على التقسيم والغاية عندهم هي توحيد الله بأفعاله
إما توحيد الألوهيه هو توحيد الله بأفعال العباد ينبغي إلا يعبد إلا الله
لذلك كلمة النجاة كانت لا اله إلا الله ولم تكن لا رب إلا الله وهذا خلل خطير في لب الرسالة

ونجد بعض الناس يعتمد إن المؤمن هو إن يعترف بوجود الله وان المؤمن هو مقابل الملحد وهذا خطأ لم يحكى القران عن أمه من الأمم تنكر وجود القران إنما النزاع كان في توحيد الالوهيه حتى المجوس الذين يعبدون الهين احدهما الخير والشر ودائما يتغلب الخير على الشر
حتى النصارى لا يساون بين الأقانيم حتى فرعون نفسه (اثبت انه يثبت وجود الله قال لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السموات بصائر )
ولما كان ينزل عليهم باس الله وعذابه كانوا يهرعون الى موسى قائلين وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ ) كلمة الساحر هنا فخر عند القدماء المصرين
معنى لا ا اله الا الله اعبدوا الله ما لك من اله غيره


يقول علوى الحداد :
توحيد الالوهية داخلا في عموم توحيد الربوبية مستدلا بقوله تعالى ( الست بربكم ) مستشهدا انه لم يقل الست بإلهكم ومن المعلوم إن من اقر بالربوييه اقرا بالالوهيه إذا ليس الرب غير الإله بل هو الإله بعينه
ومن عجب العجاب قول المدعى الكذاب (_ يقصد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ) لمن يشهد إن لا اله إلا الله وان محمد رسول الله أن تعرفه التوحيد نوعان توحيد الربوبية الذي أقرت بة الكفار وتوحيد الالوهيه الذي اقر بيه الحنفاء وهو الذي يدخلك في الإسلام أم توحيد الربوبية فلا يدخل في الإسلام فيا للعجب هل للكافر توحيد صحيح فان كان له توحيد صحيح لأخرجه من النار كما دلت الأحاديث الصحيحة إذا لا يبقى فيها موحد انتهى كلام علوي الحداد


يقول محسن عبد الكريم :

قول لأحد أسلافه عبد الله ابن عيسى ( ثم إن المخالف )( يقصد شيح الإسلام محمد ابن عبد الوهاب ) جعل التوحيد نوعين توحيدا للربوبية والالوهيه جعل الأول لمشركون وإما الثاني فلم يعترفوا به وجعل توحيد الالوهيه راجع للعبادة لا نعلم سلف له في هذا ونحن لا نسلم الفرق بل توحيد الربوبية هو توحيد الالوهيه بل الصفة لا تزول هنا بالموصوف لأن من الصفات انه رب السموات والأرض إلههما
ثم ينكر ابن عيسى إقرار مشركي العرب بتوحيد الربوبية (وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا ) ثم قال فلم يكن مشركى العرب مقرين بالأحادية والربوبية كما زعم

ويقول داود ابن جرجس

حول هذا التقسيم إن هذه الشبهة هي التي غر بها إبليس إتباع وان الكفار كانوا مشركين بالله أصنامهم في الربوبية والالوهيه فمن قال إن هم كانوا يوحدون الله توحيد الربوبية من ظاهر الآيات أخطا ولم يتدبر فان الربوبية والالوهيه متلازمان الرب والإله معناه واحد

ويدعى السمنودي:
.
إن مشركي العرب وقعوا في الكفر بسبب اتخاذهم ربا من دون اله وإنهم كانوا غير مقرين توحيد الربوبية لقد جاء مشركى العرب الكفر من جهة اعتقادهم استحقاق العبادة غير الله إما الجاهلون المكفرون للمسلمين تخبطوا وقالوا إن التوحيد نوعين

ويقول أيضا أما المشركون الذين نزلت فيهم الآيات ا لقرانيه فكانوا يعتقدون استحقاق أصنامهم الالوهيه والعبادة ويعظمونها تعظيم الربوبية وان كانوا يقولون أنها لا تخلق شئ

ويرد احمد دحلان

تقسيم التوحيد إلى توحيد ربوبية والوهيه ويستنكر هذا التقسيم ثم يورد أدلته على إبطاله يقول دحلان
: وقالوا إن التوحيد نوعان توحيد الربوبية و والالوهيه هو الذي يدخلك في الإسلام وإما توحيد الربوبية فلا يكفى وكلامهم باطل فان توحيد الربوبية هو توحيد الالوهيه ثم قال ( الست بربكم ) لم يقل الست بإلهكم واكتفى بتوحيد الربوبية ثم قال من المعلوم إن من اقر بالربوبية اقر بالألوهيه وفى الحديث لأن الملكين يسألن في القبر يقولان له من ربك ولا يقولان له من إلهك واستند على إن توحيد الربوبية هو توحيد الالوهيه ثم قال وهل للكافر توحيد صحيح وان كان هذا لما ادخله النار فهل سمع المسلمون في إسلاف العرب في السير إذا قدمت علي رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلاف العرب ليسلموا على يده يفصل لهم توحيد الالوهيه وتوحيد الربوبية ويخبرهم إن توحيد الالوهيه هو الذي يدخلهم في الإسلام أم يكتفي منهم بالنطق بالشهادتين ويحكم بإسلامهم فما هذا الافتراء والزور على الله ورسول فمن وحد الله فقد وحده ربا ومن أشرك بالإله فقد أشرك به ربا فإذا قالوا لا اله إلا الله إنما يعتقدون انه لا رب إلا الله فينفون الربوبية عن غيره كما ينفون الالهيه عن غيره

وأتى كلام الزينى دحلان

رد عليه فى كتاب صيا نة الإنسان عن سوسة الشيخ دحلان الشيخ محمد بشير الهندي وقد تحدث يوسف الدجوى عن هذا الاعتراض واسنتكر التقسيم السابق وذكر أدلته وحججه (وأكثر من رد على الدجوى القصيمي)
وذكر أدلته بعد ان استنكر وقال تقسيمهم للتوحيد ربوبيه والهويه تقسيم لا يعرفه احد قبل ابن تيميه وغير معقول وما كان رسول الله عندما يدخل فى الاسلام ان هناك توحيدين حينما دخل في الإسلام إلا بهو ولا اشاره بكلمة واحده ولا سمع بذالك من احد من السلف الذين يتبجحون فى اتباعهم فى كل شئ ولا معنى لهذا للتقسيم فان الحق هو الرب الحق والاله الباطل هو الرب الباطل والا يستحق الاله ولعباده الا اذا كان ربه ثم ساق وقال (ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا) فصرح بتعدد الأرباب عندهم وعلى الرغم من تصريح القران أنهم جعلوا الملائكة أرباب يقول ابن تيميه ومحمد بن عبد الوهاب أنهم وحدوا توحيد الربوبية وليس عندهم إلا رب واحد إنما أشركوا توحيد الالوهيه ويقول يوسف عليه السلام ( يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) (كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب)) إما مشركي العرب فلم يجعلوه ربا ومثل ذلك ( لكن هو الله ربى ) لمن أنكر الربوبية
إلى إن قال فليس عند هؤلاء الكفار توحيد الربوبية كما قال ابن تيميه وما كان يوسف يدعوهم إلا إلى توحيد الربوبية لأنه ليس هناك توحيد الربوبية وتوحيد أخر الالوهيه فهل هم اعرف بالتوحيد منه أم يجعلونه م خطأ بالتوحيد بالتوحيد بالأرباب من دون الالهه ويقول الله تعالى ( الست بربكم فيقولون بلا ) فلو كان الإقرار بالتوحيد بالربوبية لا يكفى ولكنه لا ينفعهم كما يقول ابن تيميه ما صح إن يا خذ الميثاق عليهم بهذا ولا صح إن يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين وكان الواجب إن يغير عبارة الميثاق إلى ما يوجب عندهم إلى توحيد الالوهيه حيث إن توحيد الربوبية كما يقول هؤلاء إلى أخر كل ما يمكن إن يتوسع فيه وعلى كل حال فقد اكتفى بتوحيد الربوبية

يقول الدجوى

في مقالته فهل ترى للمشركين توحيد بعد ذلك يصح إن يقال له عقيدة
أم التييميون فيقلون بعد هذا أنهم موحدون توحيد الربوبية وان الرسل لم يقاتلوهم إلا على التوحيد الالوهيه الذي لم يكفروا إلا بتركه ولا ادري ما معنى هذا الحصر مع أنهم كذبوا الأنبياء واستحلوا المحرمات وأنكروا البعث واليوم الأخر وزعموا إن لله صاحبة وولد وذلك كله لم يقاتلوهم عليه الرسل بل أنهم قاتلوهم على عدم توحيد الالوهيه إذ كما يزعمون
ويتعجب الدجوى
مره أخرى فيقول واني أعجب على تفريقهم بين توحيدهم الربوبيه والالوهيه وجعل المشركين موحيدين توحيد الربوبيه مع قول ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) وهل الأرباب الا معبودون


ويقول العاملى الرافضى

وقسموا التوحيد الى توحيد الربوبيه وهو الاعتقاد ان الخالق الرازق المدبر هو الله وتوحيد العبادة وهو صرف العبادة كلها إلى الله قالوا ولا ينفع الأول دون الثاني لان مشركى قريش كانوا يعتقدون بالأول فلن ينفعهم لعدم إقرارهم بالثاني كذلك المسلمون لا ينفعهم الإقرار بتوحيد الربوبية لعبادتهم الصالحين وقبورهم بنفس الأشياء التي كانوا يعبدون أصنامهم بها

حسن خذبك
يورد في كتابه( المقالات الوفية ) بحث بعنوان العقيدة المستحدثة التفريق بين توحيد الربوبية والالوهيه وكان مما قاله وعقيدتهم الجديدة هي التفريق بين توحيد الالوهيه وتوحيد الربوبية فقالوا إن الكفار وحدوا توحيد الربوبية مع اعترافهم بتوحيد الالولهيه وقالوا إن الله هو الخالق الرازق عبدوا الأصنام ثم نقل حسن خذيك كلام دحلان فأنكر هؤلاء الخصوم تقسيم التوحيد ولم يفرقوا وجعلوا توحيد الربوبية هو الغاية وادعوا إن العرب لم يقرون بان الله المحي المميت

ثم يقول الطبطبائى

انه سبحانه حكم بشركهم لاتخاذهم فيك الأصنام شريكك لله في خلق وتدبر العالم وجوزوا عباتها خلاف لله تعالى فيما نهاهم عنه على لسان أنبيائهم ( لا تجعلوا لله أندادا ) وأين هذا فيما يعتقد في الأولياء والأنبياء الخلق والتدبير ولا يعتقد عباتهم إذا الخصوم فهموا إن العبادة لله هي مجرد الخضوع للرب والاعتراف بأفعال الرب مثل الرزق


يقول محمد بن عبد المجيد

في كتابه الرد على بعض المبتدعة من الطائفة الوهابية فى تعريف العبادة فالعبادة شرعا غاية التذلل والخضوع لمن يعتقد له الخاضع بعض صفات الربوبية كما ينبه عنه مواضع استعمالها في الشرع فغاية الخضوع لا تكون عباده بمجردها بل حتى تكون على وجه خاص وهو اعتقاد اخاضع ثبوت صفه من صفات الربو ببيه للمخضوع له






وإذا انتقلنا إلى مناقشة السابق



يقول شيخ الإسلام محمد عبد الوهاب

فإذا تحققت أنهم مقرون بهذا ولم يدخلهم في التوحيد وعرفت إن التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة وعرفت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قاتلهم على هذا الشرك ودعاهم إلى إخلاص العبادة لله وحده كما قال تعالى( فلا تدعوا مع الله أحدا ) فإقرارهم بتوحيد الربوبية لم يدخلهم في الإسلام إنما قصدهم الملائكة والأنبياء والأولياء يريدون شفعتهم والتقرب إليهم هذا الذي احل أموالهم ودمائهم
يتضح إن حقيقة جريمة محمد ابن عبد الوهاب هو اعبدوا الله وحده وهذا ما تهمه به أعدائه
والفريق الاخر يدافع عن اقوام تصرف العبادة لغير الله
يقول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب فإذا قيل لك ما الفرق بين توحيد الالوهيه والربوبية فقل توحيد الربوبية فعل الرب مثل الخلق والرزق والاحياء والاماته وانزال المطر وإنبات النبات وتدبير الأمور وتوحيد الالوهيه فعلك ايها العبد مثل الخوف والرجاء والنابه والرغبة والرهبة والنذر والاستغاثة
2/ويويضح الشيخ اجتماع الربوبية وافتراقهم فيقول اعلم إن الربوبية والالوهيه يفترقان كما قال الله تعالى قل ااعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس كما يقال رب العالمين واله المرسلين ) وعند الإفراد يجتمعان مثل الإيمان والإسلام و مثل الفقير والمسكين اذا اجتمع افترقا وإذا افترق اجتمعا
وعند الافراد يجتمعا كما هو في سؤال القبر لان الربوبية التى اقر بها المشركون ما يمتحن بها احد وان نوع الامتحان هو الالوهيه قطعامعنى ( من ربك) المراد من إلهك ماذ ا كنت تعبد وكذلك قوله تعالى (الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) ( قل أغير الله ابغي ربا ) (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا )
فالربوبيه هى الالوهيه ليست قسيمتاً لها كما تكون قسيمتاً لها عند الاقتران وفى هذه المقالة رد على هؤلاء الخصوم
حينما اظهر وأوضح
متى يجتمعا ومتى يفترقا واثبت صواب هذا التقسيم والتفريق بيمهما

ويرد صاحب التوضيح ( التوضيح عن توحيد الخلاق )
على من ادعى الالوهيه هي القدرة على الاختراع فيذكر مقالته ثم يجيب عليها فمن قال لا اله إلا الله ويعتقد إن لا شريك في الخلق والتدبير كان معنى ذلك هو لا اله إلا الله ولم يعلم إن مشركى العرب كانوا مقرين معترفين بهذا النوع ولم يقال إن هذا العالم له مدبران أو خالقان
فهذا التوحيد من الواجب على العبيد لكن لا يحصل به توحيد كل العبيد ولا يخلص بمجرده عن الشرك الذي هو اكبر الكبائر ولا يغفره الله يوم تبلى السرائر بل لبد إن يخلص الدين كله لله فلا يتجه بقلبه إلا لله ولا يعبد إلا إياه

ويرد صاحب التوضيح
زعمه إن المشركين كنوا يعتقدون النفع والضر ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )

ويذكر الحازمى

الغاية من إرسال الرسل اعلم إن الله لم يبعث رسله وينزل كتبه ليعرف خلقه انه هو الخالق لهم الرازق لهم ونحو ذلك فان هذا يقر به كل مشرك قبل بعثة الرسل بل بعث رسله وانزل كتبه لإخلاص توحيده وإفراده بالعبادة لا يتم إلا بان الدعاء كله لله والنداء والاستغاثة والاستعانة واستجلاب الخير وإستدفاع الشر وقد تكرر إن شرك المشركين لم يكن إلا باعتقادهم إن الأنداد تنفعهم وتقربهم إلى الله زلفى مع اعتقادهم إن الله خالها وخالهم

ثم يوضح الحازمى

أوجه الشبه بين المشركين الأولين وبين القبو رين يعتقدون الله الضار النافع إنما استغاثوا بهؤلاء قصدا للتقرب إليهم وإنجاد ما يطلبونه من الله قلت هكذا كانت الجاهلية إنما عبدوا الأصنام لتقربهم إلى الله زلفى كما حكاه الله عنهم
عبد الله ابن عبد الرحمن أبو بطين
يوضح وأما الإقرار بتوحيد الربوبية فهذا يقر به المسلم والكافر لكن لا يصر به الإنسان مسلم إلا إن ياتى بتوحيد الالوهيه الذي دعت إليه الرسل وأبى عن الإقرار به المشركون



قل من يرزقكم من السماء والأرض أم من يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون (

قال البكري الشافعى
معلقا على تفسير هذه الآية إذا اقروا بهذا فكيف عبدوا الأصنام قلت كانوا يعتقدون بعبادتهم الأصنام عبادة الله وتقربهم إليه لكن في طرق مختلفة
1/ وفرقه قالت ليست لنا أهليه لعبادته بلا واسطة لعظمته فهذا يذكرنا بحال المشركين بأنهم كانوا يتفلسفون ويطفون عراه( وإذا فعلوا فاحشه قالوا وجدنا عليها أبائنا قل الله لا يأمر بالفاحشة )
لا نطوف بثياب عصينا الله فيها وكان هذا مبررهم

2/وفرقة قالت أن الملائكة ذو وجهة عند الله أخذنها لتقربنا إلى الله زلفا
كما قالت طائفة اتخذنا أصنامنا قبلة لنا في عبدتنا كما إن الكعبة قبله لنه في عبادته 3/فرقه اعتقده إن ذلك صنم شيطان متوكلا بأمر الله فمن عبد الصنم حق عبادته قضى الشيطان حوائجه بأمر الله كما أن أصابه الشيطان نكبه بأمر الله



وقال ابن كثير رحمة الله (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )
إنما يحملهم على عابتهم أنهم عبدوا الأصنام اتخذوها على صور الملائكة المقربين في زعمهم فعبدوا تلك الصور تنزيلا لذلك منزلة عبادتهم الملائكة ليشفعوا لهم عند الله في أمرهم
فقال تعالى (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) قال ابن عباس إذ سألتهم من خلق السماوات والأرض قالوا الله وهم يعبدون معه غيره
ففسروا الإيمان في هذه الآية بإقرارهم بتوحيد الربوبية والشرك بعبادتهم غير الله وهو توحيد الالوهيه

ويبين الشيخ الشثرى
الفرق من خلال إقرار المشركين بتوحيد الربوبية دون توحيد الاولوهيه قائلا توحيد الربوبية لم ينكره المشركون بل اقرهم به فلو أشرك احد فيما يختص بالرب من ذالك لكان شرك في توحيد الربوبية
والرب سبحانه وتعالى يأمر نبيه إن يحتج على المشركين في توحيدهم بتوحيد الالوهيه بإقرارهم بتوحيد الربوبية احد أساليب الدعوة إلى الله
كما شرحها الدكتور هراس في كتابه دعوة التوحيد
ثم قال الشثرى أتراهم مشركين في ربوبيته التي اقروا بها من شركهم في توحيد ا الالوهيه أم جعلهم وسائط بين العبد وبين الله تعالى

وقال موضحا شرك كفار العرب الأولين فإذا عرفت إن كفار الأولين لم يجعلوا لأصنامهم صفات الربوبية بل جعلوهم وسطاء بينهم وبين الله تعالى يحبونهم كحب الله يدعونهم ويتذللون لهم
وقال السهسهاونى

ومما أورده السهسهاونى في اعتراضه على الشيخ الشثرى
قوله لا مريه في إننا مأمورون في اعتقاد إن الله وحده هو ربنا ليس لنا رب غيره باعتقاده إن الله وحده هو معبودتا ليس لنا معبود غيره

وقال السهسهاونى
رحمه الله ( وهو من نسل الفاروق وأحينا ينسب الفاروقي ) ولا أظنك شاك إن مفهوم الرب ومفهوم الإله متغايران وان كان مصدقهم في نفس الأمر وفى اعتقاد المسلمين الخالص واحدا
وذلك يقتضى تغاير مفهوم التوحيد فمكن إن يعتقد اى من الموحدين إن يكون موحد المتوحدين أم المنحرفين فقد يشرك احد في الالوهيه ويوحد في الربوبية أو يشرك في الربوبية ويوحد في الالوهيه
ويكشف عن تنبيه مفيد إن مصداق الرب ومصداق الإله واحد عند توحيد المخلصين

يقول السهسهاونى فى صيانه الانسان
فعباد القبور يقرون بتوحيد الرازق المدبر الخالق ومع ذلك يدعون الأموات ويذبحون لهم ويحلقون لهم وكون مصداق الرب عين مصداق الإله في نفس الأمر لا يقتضى اتحاد مفهوم الرب ومفهوم الإله عند المشركين من الأمم الماضية
وان لفظ توحيد الالوهيه ولفظ توحيد الربوبية كلاهما مركبان إضافيان والمضاف فى كليهما كلى وهذا غنى عن البيان وكذلك المضاف إليه في كليهما منتزعان من الرب والإله فهما كليان أم الرب معناه المالك واليد والمتصرف والقائم والمعبود أم الإله معناه المعبود بحق وبباطل معنى كلى فلذلك المنتزع منتزع كلى
ويمكن إن يوجد في ماده توحيد الالوهيه ولا يوجد توحيد الربوبية لمن يعتقد إن المستحق للعبادة واحد بل يقول إن الأرباب كثيرة متفرقة ويمكن إن يجتمع في ماده واحد كما يعتقد أن الرب والإله واحد فثبت أن توحيد الالوهيه مفهومه وغاير لتوحيد الربوبية


يقول السهسهاونى
لو أن قطعنا النظر عن بحث تغاير مفهومي التوحد ين فمطلوبنا حاصل إن توحيد الالوهيه لا يتأتى أنكره من احد من المسلمين وهو كاف لأشرك عباد القبور فأنهم لو دعوا الله رغبه ورهبه وطلبوا منه مالم يقدر عليه إلا الله ونحرو له ونذرو لهم فقد عبدوا غير الله


ثم يسوق السهسهاونى على ما استدل به دحلان على اتحاد توحيد الالوهيه والربوبيه ثم يرد عليه بالجواب

إن ادعى دحلان قول الله جل وعلى ( الست بربكم ) دليل ان الله اكتفى من البشر بتوحيد الربوبية لأنه لم يقل الست بإلهكم
يرد السهسهاونى قائلا
ان غاية ما يثبت من الايه إن الله تعالى لم يذكر في هذه الايه توحيد الالوهيه وهذا لا دلاله عليه بشئ من الدلالة على اتحادهم فتوحيد الالوهيه
وانه مذكور في آيات أخر فرب حكم يذكر في إيه دون أخرى
وتوجيه الاكتفاء بتوحيد الربوبية ليس منحصرا في إنهما لما كان متحدين اكتفى بذكر احدهما بل هناك احتمالات أخر
إن الإقرار بتوحيد الربوبية مع ملاحظة قضيه بديهيه إن غير الرب لا يستحق العبادة من كان عنده فهم مستقيم
يقول ابن كثير فى قوله تعالى ( امن يرزقكم من السماء والأرض .........) يحتج تعالى على المشركين باعترافهم بوحدانية ربوبيته على وحدانية بالهويته فهنا في تغاير بين المتوحدين
الاحتمال الثاني
إن في الآيات اختصار وان المقصود الست بربكم وألهكم يدل عليه اثر ابن عباس
وقد روى ابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنهما موقوفا قال: إن الله مسح صلب آدم فاستخرج منه كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة، فأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وتكفل لهم بالأرزاق، ثم أعادهم في صلبه، فلن تقوم الساعة حتى يولد من أعطى الميثاق يومئذ، فمن أدرك منهم الميثاق الآخر فوفى به نفعه الميثاق الأول، ومن أدرك الميثاق الآخر فلم يقر به لم ينفعه الميثاق الأول، ومن مات صغيرا قبل أن يدرك الميثاق الآخر مات على الميثاق الأول على الفطرة
وهذا شرح ابن عباس

قلت : وهذا دليل على ان هناك علم مسبق فطرى داخل كل انسان بالربوبيه


الاحتمال الثالث
المراد بالرب هو المعبود وهذا واضح في سؤال القبر من ربك الحال يقع على الالوهيه
قال القرطبي الرب المعبود وعن عكرمة فى تفسير قوله تعالى (ولا يتَّخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون اللّه فإن تولَّوا فقولوا اشهدوا بأنَّا مسلمون)قال يسجد بعضنا لبعض
(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) والأرباب هنا المعبدون

ويرد الشيخ ابن سحمان
دعوى الحداد في اعتراضه على ذلك التقسيم
أم قوله فيا عجبا هل للكافر توحيد صحيح فان كان له توحيد صحيح لا خرجه من النار .... الى اخر كلامه
لم يقل الشيخ أن للكافر المشرك توحيدا صحيح وإنما اخبر الله عن العرب أنهم كانوا مقرين بان الله وحده خالق كل شئ وكانوا مع هذا مشركين

ويؤكد عبد الكريم بن فخر الدين
على ضرورة التأكيد في التفريق بين نوعى التوحيد قال الله ( قل من رب السموات السبع و رب العرش العظيم سيقلون لله قل أفلا تتقون ) (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا اله إلا الله يستكبرون ) فتبين لك أن المشركين كانوا يقرون بربوبيته تعالى وينكرون وحدانيته في الالوهيه ويقولون( أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشئ عجاب) فانكرا التفريق انكار الحس لان هذا واضح في القرآن

وقد اجابى القصيمى

على دعوى الدجوى وتتبعها من نقاش ثم اتبعها من برهين داله على خلاف تلك الدعوى فلما زعم الدجوى أن المشركين كانوا ينكرون وجود الله مستدلا بالآيات وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن
هذا فهم سقيم بأنه بمعنى لا اله وهم كانوا يستنكرون أن يسموا الله الرحمن في حامية الجاهلية بأنه عندما أنكروا إن يكتب في الصلح بسم الله الرحمن الرحيم
فهم يؤمنون بالروح وقالوا وما الروح لأنهم يسألون عن مهيتها ليس أنكرها فانك تقول ما الجاذ بيه بمعنى ما هيتها
الجواب الثانى
هب بان ذلك جحودا ولكن هل هو جحود لذاته تعالى أم لجحود بتسميته الرحمن هو لم يدلل على ما قال قد سمع العربي لفظ عقار وخندريس وكمي من أسماء الخمر فهو يقول ما الخندريس والكمي فهو مؤمن بها وقد يكون شربها فهو يجهل تسميتها بهذا الاسم وقد يكون شربها

الثالث فى خبر صلح الحديبيه لما امر النبى صلى الله عليه وسلم يكتب بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم فقال صهيل ابن عمر نائب المشركين في الصلح : إما الرحمن فلا نعرفه وقال اكتب بسمك اللهم فقول صهيل اكتب بسمك اللهم دليل على أمرين أنهم يقرون بالله ويستغنون به في أمرهم والباء تدل على الاستعانة وان الذي ينكرونه وصفه بالرحمن ويوضح قولهم وما الرحمن فأنهم جحدوا الاسم ولم يجحدوا المسمى

الوجه الرابع
المفسرون قاطبة اجمع على أنهم أنكروا هذا الاسم ليس المسمى
الخامس
هذه الايه على تسميتهم مخالفه على إن العرب مشركين بالله والناس قاطنتا يقولون أنهم مشركون بالله فلو كانوا جاحديه لما كانوا مشركين به فكلمة الشرك منعها
يعبدون الله ويشركون معه غيره
ثم رد القاصمى مقالة الدجوى

بان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يذكر الفرق بين التوحد ين
قال نقول : إما إن يريد أنهم لم يذكروه باللفظ المذكور وإما أنهم يذكروه لا باللفظ ولا بالمعنى (أن العبرة بالمعنى ) ولم يفهموا لمن دخل في الدين أن هناك توحدين أن أراد الأول فلا يضرنا ولا ينفعنا وان أرد الثاني أنهم لم يذكروه لفظا ولا معنى نزعناه وقلنا انك لم تقم دليل عليه بل أن الرسول اعلم الداخلين في الدين إن هناك توحيد الالوهيه وتوحيد الربوبية بقوله لهم قولوا لا اله إلا الله ولا تعبدوا إلا الله ولا تدعوا إلا إيه مع إن هؤلاء لا يقولون أن لا خالق ولا رزاق إلا الله وهؤلاء يريدون أن يكون كلام رسول الله بان يقول إن التوحيد ينقسم إلى قسمين

ثم ذكر القصيمى
بان هناك فروق بين الوحيدين وقدم البراهين وقال البرهان الأول : فرقت كتب اللغة والتفسير بين معنى كلمة الإله وكلمة الرب بان الإله : المعبود والرب المالك للشيء وصاحبه
البرهان الثاني
: قل أعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس ذكر الرب ثم المالك ثم الإله لو كانت الرب هي الإله لكانت الآيات تكرار ينبوا بها عن حد البلاغة وهذا يتناقض مع عظمة القران

البرهان الثالث
: الإله بمعنى المالوه والرب بمعنا راب اى اسم فاعل رب الناس اى مالكهم فلا يصح تفسير اسم الفاعل باسم المفعول
البرهان الرابع
: اخبر القران ان الكفار كانوا يسمون أصنامهم ألهه قالوا وما نحن بتاركي ألهتنا عن قولك ولم يخبر في إيه أنهم قالوا لها أربابا
فانه كان لا فرق بين اللفظين لسموها أربابا كما سموها إلهه

البرهان الخامس :
الذي يحقن دم المشرك أن ينطق بكلمة الإخلاص على إلا يأتيه بما ينقضها وهذه الكلمة التي تحقن الدم هي لا اله إلا الله باتفاق المسلمين ولا يعصمه أن يقول لا خالق إلا الله ولو كان لفظ الإله بمعنى الرب لما عصم احد اللفظين دون الأخر
وهذا يظهر عبر تلك التقول لائمة الدعوة وأنصارها أن تقسيم التوحيد إلى توحيد الالوهيه وتوحيد الربوبية إن ذلك تقسيم تثبته الادله وتقره النصوص ويشهد له أئمة العلم والهدى

ونكرر العبارة التي ذكرها الشيخ عبد الكريم بن فخر الدين
فلأجل ذلك تنوع التوحيد إلى نوعين توحيد الالوهيه وتوحيد الربوبية فإنكار هذا انكار الحس فليس هذا تقسيم محدث كما يدعى هؤلاء بأنه استحدثه ابن تيمه أو ابن عبد الوهاب بل الصواب والحق في هذا التقسيم والتفريق والزيف في الإعراض عنه والاعتراض عليه ومن ثم ظهر ما يعترض عليه الخصوم من الجهل بحقيقة التوحيد وقصر التوحيد على توحيد الربيوبيه الذي يعتبرونه هؤلاء الخصوم غاية التوحيد


ونذكر ما كتبه حسين ابن مهدي النعمى

حول إقرار مشركى العرب بتوحيد الربوبية دون الإقرار بتوحيد العبادة
ولقد تتبعنا كتاب الله فصول تراكيبه وأصول أساليبه فلم نجده تعالى حكي عن المشركين أن عقيدتهم في إبائهم وشركائهم التي عبدوها من دونه انه تخلق وترزق وتحي وتميت وتنزل من السماء ماء وتخرج الحي من الميت والميت من الحي بل إذا ضاق عليهم الأمر واشتدت بهم القرب فزعوا إلى الله وحده فإذا سئلوا عن حقيقة دينهم هل هو شرك في الربوبية دانوا واذعنوا للرب وحده بالاختصاص ذلك والانفراد
(قل لمن الأرض ومن فيها سيقولن لله ....) ومن امنع النظر في آيات الكتاب ومن أمعن النظر في محورات الرسل مع افوامهم وجد إن أس الشأن
ومحقر حال القصد هو الإخلاص لله وحده وان الغافلين كانوا بنقيض هذه الصفة دون إن يضيفوا لما عبدوا شئ من صفات الربوبية كخلق وكرزق وكغيره أو يجعلوا لها من صفتها مقتضيا وملزما للعبادة بل اعرضوا عن اتخاذها إلهتا لتقربهم إلى الله ولشفاعتها عنده تعالى الله عما يقلون

إن العلماء رحمهم الله قد سهَّلوا العلوم الشرعية على الناس بتبويبات وتقسيمات وتفريعات مختلفة وذلك حتى يكمل الفهم ويتم الاستيعاب ، وتعبد الأمة ربَّها على علمٍ وبصيرة . فعلى سبيل المثال : قسَّم علماء الأصول الأحكام الشرعية إلى خمسة أحكام : الواجب والمندوب والمباح والمكروه والمحظور . وذلك بالنظر إلى الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة ، فوجدوا أن الأحكام تنحصر في هذه الخمسة . فهل نحكم عليه بالبدعة لأن الصحابة لم يعرفوا هذا التقسيم الخماسي ؟ أم نقدِّر جهودهم في تسهيل وتيسير العلوم للأمة الإسلامية ؟ . فإذا كان الجواب : أننا نحكم ببدعيَّة هذا العمل فإنه يلزمنا أن نبدِّع جميع علماء المسلمين . وإذا كان الجواب : أننا نقدِّر جهودهم ، فنقول : كذلك يدخل ضمن جهودِهم هذا التقسيم الثلاثي للتوحيد والذي نحن بصدده
(فالكلام في باب التوحيد والصفات هو من باب الخبر الدائر بين النفى والإثبات ، والكلام في الشرع والقدر هو من باب الطلب والإرادة الدائر بين الإرادة والمحبة وبين الكراهة والبغض نفياً وإثباتاً ، والإنسان يجد فى نفسه الفرق بين النفى والإثبات والتصديق والتكذيب وبين الحب والبغض والحض والمنع حتى إن الفرق بين هذا النوع وبين النوع الآخر معروف عند العامة والخاصة ومعروف عند أصناف المتكلمين فى العلم ، كما ذكر ذلك الفقهاء فى كتاب الأيمان وكما ذكره المقسِّمون للكلام من أهل النظر والنحو والبيان، فذكروا أن الكلام نوعان : خبر وإنشاء . والخبر دائر بين النفى والاثبات والإنشاء أمر أو نهى أو إباحة ..)
هذا والحمد لله رب العلمين وسلام على المرسلين
وللعلم ان شاء الله للبحث بقيه
اللهم ارزقنا علماً نافعا ورزقا طيباً وعملاً متقبلاً
اخوكم / محمود الأسيف