النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: الواح موسى وتفنيد شبهة حمقاء من شبه الملاحدة

  1. افتراضي الواح موسى وتفنيد شبهة حمقاء من شبه الملاحدة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    القا أحد الزملاء شبهة غريبة في نوعها, مستحدثة لم يسبقه عليها أحد !! وهذا من غرائبها, إذ يتضح من زميلنا أنه يريد أن يأتي بشيء جديد, لم يسبقه عليه أحد, وقد طرح مواضيع من هذا النوع, وهي لا تخلوا من جهل قائلها وحمقه, فهو يطرح مواضيع يعتقد أن فيها قدحا في الإسلام, وهي إنما تدل على فهمه السقيم, إذ لو كان فيها مدخل لم يفت على من كان قبله من الزنادقة والمعادين لرسالة الإسلام, وفيهم من كان على دراية كبيرة بالدين الإسلامي واللغة العربية, أن يتخذوا منها اسبابا للقدح في كتاب الله تعالى.

    حيث يزعم زميلنا, أن الله تعالى قال: ((وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك .. الآية

    قال: فكيف لألواح موسى, والتي من المعتبر أن تكون من الخشب, أن تضم تعاليم الشريعة اليهوديّة, وتكون تفصيلا لكل شيء يخصّ هذه الشريعة ؟؟ وزعم أن موسى يحتاج إلى شاحنة لحمل هذه الألواح, إن كانت حقا فيها تفصيل لكل الشريعة اليهودية !!!!

    والجواب يحتاج إلى عدّة وقفات, وقفة في معنى الألواح, ووقفة في عدد هذه الألواح, ووقفة في نوع هذه الألواح, وما صحّ عن طريق حملة الشريعة فيها, وما لم يصحّ, ثم الاستنتاج.

    الوقفة الأولى:
    اللوح: كل صفيحة عريضة خشبا كانت أو عظما أو غيرهما وما يكتب فيه من خشب ونحوه, القاموس المحيط.

    من خلال التعريف السابق, نجد أن معنى اللوح في اللغة, هو كل صفيحة عريضة, سةاء كانت من خشب أو عظم أو حجر أو ورق. ويطلق على الورق العريض: صفحة, وعلى المعدن العريض, صفيحة.

    الوقفة الثانية: عدد الألواح؟

    جاء في النسخة التي لدي من التوراة: " ثم أعطى موسى عند فراغه من الكلام معه في جبل سيناء لوحي الشهادة لوحي حجر مكتوبين بإصبع الله"
    ثم قال بعد ذلك: "ثم قال الرب لموسى انحت لك لوحين من حجر مثل الأولين فاكتب أنا على اللوحين الكلمات التي كانت على اللوحين الأولين الذين كسرتهما"

    لكن التوراة لا تعد مصدراً موثوقاً به, لسببين:
    الأول/ أنه ثبت بالأدلة القطعيّة, أن التوراة, دخلها التحريف ولا حاجة هنا لإعادة, ما قاله العلماء حول تحريف التوراة.

    الثاني/ أننا لا يمكن أن نقول أن التوراة, ذكرت قصّة موسى, وحياته, لكونها نزلت عليه, والأصل أن تكون التوراة, كالقرآن, تحتوي على تعظيم الله تعالى وذكر اسماءه وصفاته, وذكر مبدأ الكون ونهايته, وبعض قصص الأمم الخالية, للعظة والعبرة, والترغيب والترهيب, وذكر الأحكام التي يجب على الناس أن يتقيدوا بها, لا أنها كتب تاريخ. ولم يأتي في القرآن ذكر لأي خبر من اخبار النبي صلى الله عليه وسلّم, إلا على سبيل التذكير بنعم الله على المسلمين, أما السرد القصصي لحياة موسى على النحو الذي جاء في التوراة, فينفي أن يكون من الله قطعاً. وهذا يدل على أن من كتب التوراة, هو من زعم أن الواح موسى كانت لوحين من حجر !!

    الثالث/ أنه ورد في بعض المصادر الإسلاميّة, ذكر عدد ونوع هذه الألواح, إليك ما يلي:
    جاء في تفسير الطبري: حدثني المثنى قال ، حدثنا محمد بن خالد المكفوف قال ، حدثنا عبد الرحمن ، عن أبي جعفر ، عن الربيع بن أنس قال : أنزلت التوراة وهي سبعون وقر بعير ، يقرأ منها الجزء في سنة ، لم يقرأها إلا أربعة نفر : موسى بن عمران ، وعيسى ، وعزير ، ويوشع بن نون ، صلوات الله عليهم .

    واختلفوا في "الألواح" .

    فقال بعضهم : كانت من زمرد أخضر .

    وقال بعضهم : كانت من ياقوت .

    وقال بعضهم : كانت من برد . (أي ورق البردي, وكان يستعمل قديماً عند المصريين)

    ذكر الرواية بما ذكرنا من ذلك .

    15137 - حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي قال ، حدثنا حجاج بن محمد ، [ ص: 127 ] عن ابن جريج قال ، أخبرني يعلى بن مسلم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : ألقى موسى الألواح فتكسرت ، فرفعت إلا سدسها قال ابن جريج : وأخبرني أن الألواح من زبرجد وزمرد من الجنة .

    15138 - وحدثني موسى بن سهل الرملي ، وعلي بن داود ، وعبد الله بن أحمد بن شبويه ، وأحمد بن الحسن الترمذي قالوا ، أخبرنا آدم العسقلاني قال ، حدثنا أبو جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية قال : كانت ألواح موسى عليه السلام من برد .

    15139 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا حكام ، عن أبي الجنيد ، عن جعفر بن أبي المغيرة قال : سألت سعيد بن جبير عن الألواح ، من أي شيء كانت؟ قال : كانت من ياقوتة ، كتابة الذهب ، كتبها الرحمن بيده ، فسمع أهل السماوات صريف القلم وهو يكتبها .

    15140 - حدثني الحارث قال ، حدثنا القاسم قال ، حدثنا عبد الرحمن ، عن محمد بن أبي الوضاح ، عن خصيف ، عن مجاهد أو سعيد بن جبير قال : كانت الألواح زمردا ، فلما ألقى موسى الألواح بقي الهدى والرحمة ، وذهب التفصيل .

    15141 - قال ، حدثنا القاسم قال ، حدثنا الأشجعي ، عن محمد بن مسلم ، عن خصيف ، عن مجاهد قال : كانت الألواح من زمرد أخضر .

    هذه الأخبار التي نقلتها من المصار الإسلاميّة, بغض صحتها من ضعفها, لا تجد فيها حديثاً واحداً مسنداً إلى النبي صلى الله عليه وسلم, بل تجده مسند إلى تابعي أو صحابي كابن عباس, وقد عرف أن مثل هذه الأخبار, كانت تنقل من مسلمة اليهود, الذين اسلموا ككعب الأحبار, وقد نقل عنه ابن عباس الكثير من أخبار التوراة, وفي هذا دلالتين:

    الأول/ شدّة تحريف الكتاب المقدس الذي بيد يهود, واختلافهم في عدد ونوع الواح موسى, وعدم مطابقة التوراة التي كانت بيد كعب الأحبار للتوارة المعاصرة.
    الثاني/ أنه لا يثبت بأي طريق, عدد ونوع الواح موسى, فالاختلاف كما ترى واضح ومتباين, ولا يمكننا الجزم والقطع بصحة شيء من هذا.
    الثالث/ أنه ليس الخبر كالمعاينة, فالله تعالى, أخبرنا أنه أعطى موسى الألواح فيسها تفصيل لكل شيء, وهدى وموعظة, ولم يخبرنا أكثر من ذلك, فلا عدد ولا نوع هذه الالواح مذكورتان في القرآن, ويبقى عددها ونوعها مبهماً, وهذه طريقة القرآن, إذ أنه لا يحدثك من الأخبار, إلا بما يفيد وحسب, ويختصر فيما عدا ذلك.


    الاستنتاج:
    عدد ونوع الواح موسى, مجهولة غير معلومة, فكيف لهذا الشقي, أن يقدح في هذه الآية, في أمر لا يعرف عن حقيقته شيئاً, شيء لم تقف عليه ولم تعاينه, لا في عدد هذه الألواح, ولا في نوعها, ولا في كتبتها!!!!

  2. افتراضي

    أين هي الآن وهل هي حقا ليست من كتابة بشر ؟

  3. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بو عبدالله مشاهدة المشاركة
    أين هي الآن وهل هي حقا ليست من كتابة بشر ؟
    لحقت بالتابوت ولا يعرف عنها شيء
    وكما هو واضح من الآية, الله أنزلها إليه مكتوباً فيها كل شيء ..

  4. افتراضي

    (وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة و تفصيلا لكل شيء...الآية).

    أخي فلق :
    (كل شيء) هل هذا من العام الذي أُريد به الخصوص أم من العام المخصوص؟ (أبحث في المسألة و أجبني).
    يطلق العرب كلمة كل شيء و لا يقصدون بها كل شيء في الوجود ...مثل عندما تريد أن تذهب لرحلة مع مجموعة من أصدقاءك فتسألهم : هل كل شيء جاهز؟ فيجيبون أن نعم.
    لماذا فهم أصحابك أنك تريد كل شيء يتعلق بالرحلة لا كل شيء في الوجود ؟ و ماهي القرينة التي جعلتهم يفهمون ذلك حتى أصبحت من الأمور البديهية ؟ (أتمنى أن تبحثها و نناقشها مع الإخوان إن أرادوا مشاركتنا).



    و تقبل مروري

  5. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فلق الصبح مشاهدة المشاركة
    لحقت بالتابوت ولا يعرف عنها شيء
    وكما هو واضح من الآية, الله أنزلها إليه مكتوباً فيها كل شيء ..
    جزيت خيرا

  6. افتراضي

    أخي سيف بلا غمد
    ليس المعنى أن كل شيء في الكون موجود في هذه الألواح.
    بل ما يخصّ التذكير والتنبيه على عظمة الله وعز سلطانه, والمواعظ لبني إسرائيل, وتفصيلا لكل شيء من الحلال والحرام, وأوامر الله ونهيه.
    كيف يكون كتاب هداية وتشريع, ويذكر فيه كل شيء في الكوان, وما الحاجة إلى ذلك؟! وإنما المقصود كل شيء يحتاج الناس معرفته من أمور دينهم.

    راجع تفسير الطبري:
    http://islamweb.net/newlibrary/displ...no=7&ayano=145

  7. افتراضي

    لا نختلف يا فلق :
    (كل شيء) هل هذا من العام الذي أُريد به الخصوص أم من العام المخصوص؟ (أبحث في المسألة و أجبني).
    عزيزي أردت فقط تنبيهك عندما يقول لك أحد الملاحدة أو النصارى أو غيرهم (كل شيء) تعني كل شيء في الوجود فهل في الألواح كل شيء في الوجود؟

    الجواب : لا , لأن هذا من العام المراد به الخصوص مثل قوله تعالى (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فأخشوهم)
    فالذين قالوا : ليسوا كل الناس و إنما المراد من قال ذلك.
    إن الناس قد جمعوا لكم : ليس المراد كل الناس و لكن المراد فئة منهم .

    قال الشافعي: "فإذا كان من مع النبي صلى الله عليه وسلم ناس غير من جمع لهم من الناس، وكان المخبرون لهم ناسا غير من جمع لهم وغير من معه ممن جمع عليه معه، وكان الجامعون لهم ناسا، فالدلالة بينة مما وصفت من إنه إنما جمع لهم بعض الناس دون بعض، والعلم يحيط إنه لم يجمع لهم الناس كلهم، ولم يخبرهم الناس كلهم، ولم يكونوا هم كل الناس، ولكنه لما كان اسم الناس يقع على ثلاثة نفر وعلى جميع الناس وعلى من بين جمعهم وثلاثة منهم، كان صحيحا في لسان العرب أن يقال: {الذين قال لهم الناس} وإنما الذين قالوا ذلك لهم أربعة نفر {إن الناس قد جمعوا لكم} يعني: المنصرفين عن أحد".


    وهذه الآية مثلها مثل (تدمر كل شيء بأمر ربها).

    و القرينة عقلية لا لفظية : أي أنها تُعرف بالعقل لا باللفظ.




    و هناك العام المخصوص , و الفرق بين العام الذي أريد به الخصوص و العام المخصوص عدة أمور , ابحث في النت أو اكتب في قوقل ستجدها.

    و هذا من الخاص و هو المخصص المنفصل : و يوضح لك هذا الرابط : http://www.ibnothaimeen.com/all/book...le_17740.shtml


    يطلق العرب كلمة كل شيء و لا يقصدون بها كل شيء في الوجود ...مثل عندما تريد أن تذهب لرحلة مع مجموعة من أصدقاءك فتسألهم : هل كل شيء جاهز؟ فيجيبون أن نعم.
    لماذا فهم أصحابك أنك تريد كل شيء يتعلق بالرحلة لا كل شيء في الوجود ؟ و ماهي القرينة التي جعلتهم يفهمون ذلك حتى أصبحت من الأمور البديهية ؟
    هذا مثال نعيشه واقعا فنحن استدللنا بقرينة عقلية و حسية أن المقصود ليس كل شيء في الكون و إنما ما يخص الرحلة.

    فأوردته لك كمثال واقعي تحاج به الملحد !!!




    المقصود أن الله فصل كل شيء يحتاجه بني اسرائيل في أمر دينهم من المواعظ و الحلال و الحرام و الأحكام.
    فالمواعظ فصلها بقوله (من كل شيء موعظة)

    و الأحكام فصلها (و تفصيلا لكل شيء) ففصل لهم ما يحتاجونه من أمر دينهم كأحكام الصلاة و الصيام و الحلال و الحرام و الحدود.



    فهي عام أريد به الخصوص , أو قل مخصوص منفصل.

    أي فصل لهم ما شرع لهم من أمر دينهم .

    فعلينا أن نفهم هذا و نضرب عليه أمثله من الواقع و لغة العرب و أشعارهم .



    أتمنى أن تكون فكرتي وصلت إليك يا أخي فلق .


    و أتمنى التفاعل حول هذه النقطة منك و من بقية الأعضاء , فاليد الواحدة كما يقال لا تصفق.
    التعديل الأخير تم 06-11-2011 الساعة 10:40 AM

  8. افتراضي

    فكرتك وصلت يا أخي الكريم

    وجزاك الله خير على هذا التنبيه.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. شبهة حول الدعاء و الاجابة عند الملاحدة
    بواسطة رشيد الجزائري في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-19-2013, 05:53 PM
  2. ما هى ملَّتك يا خلقان
    بواسطة أبو مريم في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 05-31-2006, 10:56 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء