صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 51

الموضوع: حوار مع مسلم - كامل بإذن الله ..

  1. #16

    افتراضي

    14)) تفرق اليهود والنصارى والمسلمين ..

    وهنا .. أحب الشيخ (عبد الله) أن يتلاعب بمشاعر مسز (دوري سبنسر) الرافعة يدها في الصف الأول !!!..
    وذلك : جزاء جرأتها في (عدم احترام) طلبهم في إعلانات الندوة ..
    فقال الشيخ (عبد الله) :

    أعتقد أن علينا أن نختار في هذه المرة : إحدى السيدات شيخ (محمد) ...
    وذلك : حتى لا يتهمنا أحد الناس بتهمةٍ : نحن بريئون منها !!!....
    وسوف أختارها أنا في هذه المرة إذا سمحت ...

    وفي هذه اللحظة : تعمد الشيخ (عبد الله) أن يختار امرأة قريبة جدا ًمن موضع مسز (دوري) :
    بدون الالتفات إليها !!!...
    وبالفعل .. قال وهو يشير بيده :
    فلتتفضل الأخت التي في جانب الصف الثالث من هذه الناحية ..

    وما هي إلا ثوان : حتى انتقل الميكروفون إلى سيدة : يبدو أنها قد تجاوزت الخمسين من عمرها بقليل ... حيث أخذت الميكروفون وقالت :

    اسمي (ساشيتا كيرك فين) .. وبالطبع : أنا أ ُسجل لك أيها الشيخ المسلم : نجاحك الباهر في (زعزعة إيماننا بديننا) كمسيحيين منذ المولد !!!...
    بل وأتوقع أيضا ً: أن العديد من الحاضرين هنا في القاعة الآن : يُـفكر جديا ًفي مسألة الدخول في دينكم الإسلام !!!..
    ومن هنا : وبحكم درايتي بالكثير عن الإسلام .. فأرغب في سؤالك سؤالا ًواحدا ً: سوف يساعد كل مَن يفكر في دخول الإسلام على اختيار (مذهبا ً) من (المذاهب العديدة) لديكم !!!..
    فسؤالي هو :
    إذا رغبت مثلا ًفي دخول دينكم ... فإلى أي (مذاهبكم وفرقكم) المختلفة الكثيرة سأنتمي ؟؟!!..
    هل سأكون من : أهل السنة !!.. أم من الشيعة !!.. أم من الصوفية !!.. أم من الإخوان !!.. أم من القرآنيين !!.. أم من الخوارج !!.. أم من المعتزلة !!.. إلى آخر ذلك من الفرق : والتي لا تخفى على عالم خبير مثلك بالطبع ..!
    مع العلم بأن كل فرقة من هذه الفرق :
    قد تنقسم أيضا ًللعديد والعديد من (الفرق الداخلية) فيما بينها !!!!...
    فما هي نصيحتك لي وللحاضرين في هذا الشأن ؟؟..
    وشكرا ً...

    بالطبع : لم يخف على الشيخ (عبد الله) الهدف الخفي من وراء سؤال مسز (ساشيتا) !!!...
    وهو : محاولة تشويه شكل الإسلام بإعطائه (نفس الصورة المهزوزة) التي أثبتها الشيخ في دينهم في هذه الندوة !!...

    ولهذا ... فقد ابتسم الشيخ قائلا ً:

    سؤالك بسيط جدا ًمسز (ساشيتا) !!!.. ولكن بالرغم من بساطته : فهو مهم جدا ًبالفعل :
    لكل من يُفكر جديا ًفي اعتناق الإسلام ....

    ولكن .. وقبل أن أبدأ في الإجابة عليه .. أود أولا ًأن أوضح (فارقا ًهاما ً) بين نوعين من الاختلاف في الدين :
    نوع (مقبول) .. ونوع (مرفوض تماما ً) ...

    فأما النوع المقبول من الخلاف :
    فهو كاختلاف : شكل وترتيب وحجم (أوراق) : نوع معين من الشجر !!!.. حيث مع اختلاف شكل وترتيب وحجم هذه (الأوراق) من شجرة إلى أخرى : إلا أنهم ما زالوا في النهاية : يُمثلون (نوعا ًواحدا ً) من الشجر !!.. ألا وهي : (شجرة الإسلام) : والتي يعرفها كل من يراها : مهما اختلف شكل وترتيب وحجم (أوراقها) !!!..

    وهذا الاختلاف يُمثله في الإسلام :
    بعض الاختلافات : (الفقهية) في بعض الأمور والأحكام ..
    فعندنا مثلا ً: نوع من (الزكاة) المفروضة مرة في العام : قبل العيد السنوي للمسلمين بعد انتهاء شهر الصوم ..
    فأما النبي الخاتم (محمد) : فكان يُخرجها دوما ًمن (الطعام) : فيعطيها للمساكين في ذلك العيد : حتى لا يُضطروا للسؤال في أيام عيد المسلمين .. وحتى يُطهر بها نفوس المسلمين ..
    وأما بعض (رجال الدين) بعد ذلك : وبعد انتشار الإسلام في (مدنيات) كثيرة : يختلف فيها نمط الحياة عن الذي كان يعيشه الناس في عهد رسول الله الخاتم (محمد) .. كما تختلف فيها أيضا ً: (معايير حاجات المساكين) في عيد المسلمين من بين حاجتهم (للطعام) أو لـ (اللباس الجديد) أو لـ (المال) نفسه :
    فقد خرج (رجال الدين) هؤلاء برأي ٍآخر : (بجانب) ما كان يفعله رسول الله الخاتم (محمد) ...
    ألا وهو : (إمكانية) إعطاء المساكين : قيمة (الطعام) من (المال) : لنترك لأحدهم (حرية اختيار) شراء ما (يحتاجه) بالفعل : فإذا احتاج (طعاما ً) : فسيشتري (طعاما ً).. وإذا احتاج (لباسا ًجديدا ً) : فسيشتريه ... وهكذا ..
    فمثل هذا الخلاف في ديننا : هو مقبول : ولا غضاضة أبدا ًفيه ...

    وأما الاختلاف الغير مقبول :
    فهو الاختلاف في : (العقيدة) نفسها !!!..
    أي الاختلاف في هذه المرة في (نوع الشجرة) نفسها (وليس في شكل وترتيب وحجم الأوراق فقط) !!!..
    مما يعني أنه ستكون أمامنا (شجرة) : مختلفة تماما ًعن شجرة (الإسلام) التي نعرفها :
    سواء في (الجذور) أو (الساق) أو (الفروع) أو (الثمار) !!!..

    ومن هنا أقول لك مسز (ساشيتا) : أن ما قلتيه من وجود (مذاهب وفرق) كثيرة في الإسلام :
    هو شيء نعرفه بالفعل !!!..
    ولا يعني ذلك بالطبع أنه صوابا ً... لأن (الفرقة) دوما ًوالابتعاد عن (الحق) : هي من فعل (الشيطان) ...
    لأن (طريق الحق) دوما ً: واحد ...
    و(الشيطان) وحده : هو الذي يعمل على إبعاد وتشتيت الناس عن هذا (الطريق) : إلى (طرق أخرى كثيرة) تبعد عنه ....
    وأما العجيب : فهو أن نبينا الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم : قد نبأنا من قبل عن هذه الفرقة فقال :

    " افترقت اليهود على : إحدى وسبعين فرقة .. فواحدة في الجنة : وسبعين في النار !!..
    وافترقت النصارى على : اثنتين وسبعين فرقة .. فواحدة في الجنة : وإحدى وسبعين في النار !!..
    والذي نفسي بيده :
    لتفترقن أمتي على : ثلاث وسبعين فرقة !!!... فواحدة في الجنة : وثنتين وسبعين في النار !!.
    قيل يا رسول الله : من هم ؟؟.. قال : هم الجماعة
    " !!!...
    سلسلة الآحاديث الصحيحة للألباني (3/1492) ...

    فالذي وقع في رسالة (محمد) صلى الله عليه وسلم : هو نفسه الذي وقع في رسالة كل ٍمن :
    (موسى) و(عيسى) عليهما السلام !!!...

    ولكن مع فارق مهم جدا ً... وهو أن (الفرقة الناجية) من (اليهود) و(النصارى) : لم يعد لها وجود الآن !!!...
    حيث إن واحدا ًمن أهم شروطها هو :
    الإيمان بـ (النبي الخاتم) عند ظهوره !!!.. ولذلك : فيكون كاذبا ًمن يدّعي اليوم من اليهود والنصارى أنه من الفرقة الناجية : وهو لم يدخل الإسلام بعد !!!.. أو لم يؤمن حتى بالنبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم !!!....

    وأما الفرقة الوحيدة الناجية في الإسلام : فقد وصفها وبينها لنا رسولنا (محمد) صلى الله عليه وسلم ببعض الأوصاف التي لا تنطبق إلا عليها ...
    ففي الحديث الذي ذكرته لكم الآن .. قال عنها أنها هي : " الجماعة " .. وفي رواية أخرى صححيحة لنفس الحديث قال : " هي ما أنا عليه وأصحابي " ...
    أي أن هذه الفرقة : هي التي تتبع (الجماعة) التي كان عليها رسول الله (محمد) وصحابته من بعده ..
    وهي الفرقة التي : لم تغير شيئا ًمن (الدين) عما كانوا عليه : لا بالإضافة .. ولا بالترك ...

    ومن هنا يتبين لك مسز (ساشيتا) : أن مَن لديه أدنى دراية بـ (عقيدة وتاريخ الإسلام) بالفعل : يستطيع (وبكل سهولة) :
    أن يعرف الفرقة الوحيدة الناجية فيه : وينضم إليها ...
    ألا وهي فرقة : (أهل السنة والجماعة) ....

    ومن هنا يتبين لك أن كل مَن دخل الإسلام بـ : نية (إفساده) وبث (أفكار الكفر والشرك) فيه :
    فقد فضحه لنا رسولنا الكريم بوصفه للفرقة الناجية ...!
    بل ويفضحه أيضا ً: نوع الشجرة التي أخرجها لنا : لأنها حتما ً: مختلفة تماما ًعن شجرة الإسلام المعروفة !!!...

    فمن يقول مثلا ًأن الله تعالى : له (شريك في حكمه وقضائه) .. أو أنه : (يحل في بشر أو حيوان أو جماد) :
    فإسلامه مردود عليه !!!.. وذلك مثل الكثير من فرق (الشيعة الباطنية) كـ (الرافضة) و(الدروز) وغيرها .. وكبعض الطرق والفلسفات (الصوفية) الضالة أيضا ً..

    ومَن دخل الإسلام مثلا ً: ثم يدّعي أنه (يؤمن بالقرآن وحده) : ولا يؤمن بـ (آحاديث النبي) : فإسلامه أيضا ً:
    مردود عليه !!!.. لأن الله تعالى : قد قسم شرعه ودينه بين (القرآن) و(سنة) النبي (محمد) .. فمن كفر بأحدهما :
    فقد عصى الله تعالى !!!.. ويمثل ذلك فرق ٌمثل : (الشيعة الروافض) .. و(القرآنيين) ومن شابههم ...

    ومَن دخل الإسلام : ثم ادّعى أن القرآن الذي بين أيدينا : (ناقص أو محرف) .. أو أنه (ليس القرآن الحقيقي) :
    فأيضا ًإسلامه : مردود عليه !!!... وذلك مثل فرق (الشيعة) المختلفة ...

    ومَن يدّعي أيضا ً: ألوهية النبي (محمد) .. أو أحد أصحابه .. أو أي إنسان آخر .. أو حتى يصفهم بالأوصاف الإلهية مثل : (القدرة المطلقة) .. أو (العلم المطلق) أو (علم الغيب) .. أو (المغفرة للناس) .. أو (استجابة دعائهم) .... إلى آخر ذلك من الأفكار (الشركية) و(الوثنية) :
    فإسلامه أيضا ً: مردود عليه !!!.. وذلك مثل الكثير من فرق (الشيعة) و(الصوفية) وغيرهم ..

    وحفاظا ًعلى وقت الندوة الثمين ..
    فسوف أخبرك مسز (ساشيتا) بما يجب أن (يؤمن به) مَن يريد الالتحاق بـ (الفرقة الناجية) في الإسلام ...
    فهو أولا ً:
    يجب عليه الإيمان بأنه :
    (صنعة) الله تعالى !!!.. فهو (عبدٌ) لله تعالى الذي خلقه !!!.. و(العبد) دوما ً: مأمور بـ (طاعة) سيده ...
    ويؤمن بأن (الله) تعالى : (رب) و(إله) : (كامل) في جميع صفاته .. (مُنزه) عن أي نقيصة أو عيب :
    كما وضحت لكم من قبل ...
    فالله تعالى : لا ينام !!!.. ولا يغفل عن مخلوقاته قط !!!.. وهو وحده : الذي خلقنا !!!..
    وهو وحده : الذي يرزقنا !!!.. وهو وحده : الذي يحيينا ويميتنا !!!.. وهو وحده : الذي يستجيب دعاءنا .. وقادر على حمايتنا ونصرنا !!!... وهو وحده: العالم بجميع أحوالنا : الظاهر منها والباطن !!!..

    كما أنه لا يجوز لنا أبدا ً: أن نشبه الله تعالى بأحوالنا وصفاتنا ..
    فكل ما سنتخيله عن الله عز وجل : فلنعلم أنه ليس كذلك !.. بالضبط : كما شرحت لكم من قبل !!!..

    كما يؤمن بأن الله تعالى : قد فرض علينا عبادات : لا يصح الإسلام إلا بها !!!.. وهي :
    النطق بشهادة أنه : لا إله إلا الله .. وأن : محمد رسول الله ..
    وإقام الصلاة المفروضة : في اليوم خمس مرات في مواقيتها ...
    وإخراج الزكاة السنوية من الغني للفقير : كما بينها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
    وصوم شهر (رمضان) في كل عام : أيضا ًبالتفصيل الذي بينه لنا رسول الله (محمد) ..
    وحج بيت الله تعالى في (مكة) : لمن استطاع : ولو مرة واحدة في العمر ...

    وبالطبع : فإن أفضل حال لتأدية هذه العبادات : هو أن يؤديها المسلم : وكأنه يرى الله تعالى أمامه !!!... فإن لم يك ُيرى الله : فهو يقينا ً: يعرف أن الله تعالى يراه !!!.. فليؤديها إذا ً: على أحسن ما يكون !!!..

    ثم يؤمن بنبيه الخاتم (محمد) .. وأنه (وككل الأنبياء من قبله) : عبد لله .. ونبيه ورسوله : إلى الناس ... وأنه :
    لا يملك لنفسه ولا لغيره : نفعا ًولا ضرا ً.. ولا يعلم شيئا ًمن الغيب : إلا ما شاء الله أن يطلعه عليه ...
    ثم يؤمن بجميع الرسل الذين أرسلهم الله تعالى من قبل ... ويؤمن بجميع كتبهم التي أعطاها الله تعالى لهم (قبل التحريف بالطبع) ...

    ثم يؤمن بأن لله تعالى : (ملائكة) ... وأن له : (جنة) و(نار) : قد خلقهما الله تعالى : ليجازي بهما (المؤمنين) و(الكافرين) من عباده : بعد الممات وبعد الحساب ...

    كما يؤمن بأن لله تعالى : (قضاءً) و(قدرا ً) : بالغي الحكمة في تسيير حياة كل المخلوقات ..
    فيجب أن نؤمن دوما ًبوجود الحكمة من (قضاء) الله تعالى و(قدره) في كل شيء ...
    ونؤمن بأن أحكامه وشرعه وحلاله وحرامه في رسالته الخاتمة للبشر : هم (صالحين) لكل مكان ٍوزمان ٍمن بعد مكان وزمان النبي صلى الله عليه وسلم ..

    فهذا : هو منهج (الفرقة الناجية) في الإسلام باختصار .. وهي الفرقة الوحيدة التي : تعظم كلام الله عز وجل (القرآن) .. وتعظم (السنة) الصحيحة :
    وهي كلام رسول الله (محمد) وأفعاله وموافقاته التي صحت نسبتها إليه ...

    وبذلك : أرجو أن أكون قد أجبت على سؤالك مسز (ساشيتا) ...
    وعذرا ًلعدم التطويل بقدر استطاعتي : حفاظا ًعلى وقت الندوة ....

    وليختر لنا الآن الشيخ (محمد) : سائلا ًآخر ... فليتفضل ...


    15)) أمثلة للبشارات بالنبي (محمد) في العهدين القديم والجديد ..

    يُـــتبع بإذن الله ..
    التعديل الأخير تم 06-18-2011 الساعة 02:07 PM

  2. #17

    افتراضي

    15)) أمثلة للبشارات بالنبي (محمد) في العهدين القديم والجديد ..

    وهنا قال الشيخ (محمد) :
    الحقيقة شيخ (عبد الله) : أني قد استفدت كثيرا ًمن حديثك في هذه الندوة الليلة أنا أيضا ً...
    ففيها الكثير من الأسئلة : التي لم يتسن لي معرفة إجابتها أو فرصة طرحها عليك من قبل !!!..
    فجزاك الله عني وعن الحاضرين : خيرا ًإن شاء الله ...
    ثم رفع الشيخ (محمد) بصره لصفوف الدور العلوي من القاعة وهو يقول :
    أعتقد أنه من العدل أن نأخذ سؤالا ًأو سؤالين من الدور العلوي من القاعة .. أليس كذلك ؟؟..
    فضحك الحاضرون .....

    ثم اختار الشيخ (محمد) أحد الحاضرين من منتصف الصف الأول من الدور العلوي ...
    فتوجهت الكاميرات لتتركز على رجل ٍفي أواخر الأربعينات من عمره .. بدين ٌبعض الشيء .. وقد استقبل ميكروفون المنضدة وهو يقول بابتسامة صافية :

    مرحبا ًللجميع ...
    ومرحبا ًبالشيخ المسلم في مدينتنا ...
    والحقيقة : أني سعيد جدا ًبهذا اللقاء الذي أهداه الله تعالى لنا الليلة !!!...
    فقد عرفت فيه من المعلومات الثمينة جدا ً: ما سيغير مجرى حياتي بالفعل ما بقي لي من العمر !!!..
    ولكي لا أطيل عليكم ... فقد لفت انتباهي قول المستر (سلمان) :
    بأنه يعرف : (بشارات كثيرة) عن النبي (محمد) في العهدين القديم والجديد !!!...
    ولن أكذب عليكم إذا أخبرتكم بأني : لم أقرأ العهدين القديم والجديد كاملين في حياتي : إلا (مرة واحدة فقط) !!!..
    ولم أستطع بعدها (وإلى الآن) تكرار ذلك مرة أخرى ...
    ولكني أتذكر تماما ًبأني : لم أقرأ اسم (محمد) قط فيهما !!!...
    فكنت أرغب في أن تذكر لي شيخ (عبد الله) : بعض هذه (البشارات) ...
    وشكرا ً....

    وهنا .. ابتسم الشيخ (عبد الله) على هذا الأسلوب المهذب جدا ًفي الكلام ... ثم قال وهو يقلب إحدى مجموعات الورق التي أمامه على المنضدة :

    قبل أن أجيب سؤالك .. كنت أود أن أعرف اسمك أولا ً!!!...
    وهنا .. التفتت العيون مرة أخرى لذلك الشخص السائل ...
    والذي مال إلى الميكروفون وهو يقول بابتسام وخجل :

    آسف ... لقد نسيت كعادتي ... اسمي هو (هاري مايلز) ....

    وهنا ابتسم الشيخ (عبد الله) مرة أخرى وهو يقول :

    حسنا ًمستر (هاري) .. سوف أحاول أن أنتقي لك من (البشارات) : أوضحها وأقواها : اختصارا ًللوقت !!!.. مع العلم بأن هناك : غيرها الكثير والكثير : والذي سوف تجدونه في الكتيبات التي ستوزع عليكم بعد الندوة بإذن الله تعالى ..

    ولكن قبل أن أذكرها لك :
    فأرغب في لفت انتباهكم جميعا ًللـ (سكوت المتعمد) لرجال الدين عندكم ومفسري العهدين القديم والجديد :
    على العديد من (النصوص) التي تحدثت عن (أماكن بأسماءها) في منطقة (الحجاز) ..
    والتي هي الآن في (المملكة العربية السعودية) .. وخصوصا ً: النصوص التي ذكرت : ظهور (النبي المنتظر) هناك (وتسمونه عندكم بـ : الملك) : في بلاد (مكة) و(المدينة) !!!!...

    وهو ما يوافق بالفعل ما أخبرنا به الله عز وجل من (بشارة) جميع الرسل بـ (النبي الخاتم) !!..
    حيث قد وصفه الله تعالى لهم : بالاسم !!!.. وبالشكل والخِلقة !!!.. وبالأخلاق !!!.. بل وحتى بأسماء الأماكن التي سيظهر فيها : كما ذكرت لكم في قصة الصحابي (سلمان الفارسي) !!!..
    بل وأيضا ً: بأهم الأحداث التي سيمر بها !!!..
    وبذلك ترون معي : أنه من الصعب جدا ًأن نتخيل (جهل) رجال الدين عندكم بصفات هذا النبي .. والذين قال عنهم الله عز وجل :
    " يعرفونه (أي النبي الخاتم محمد) : كما يعرفون أبناءهم !!!.. وإن فريقا ًمنهم : ليكتمون الحق وهم يعلمون " .. البقرة – 146 !!!..

    فأين ذهب كل ذلك في كتبكم ؟؟!!...

    بل العجيب أنهم يُخبرونكم أيضا ًبتنبؤ الكتب المقدسة عندكم بـ : الكثير من أحداث العالم الجسام : إلى لحظة نزول المسيح (عيسى) عليه السلام في آخر الزمان !!!...
    ثم لا نجدهم مع ذلك : لم يشيروا بقريب أو بعيد إلى ظهور الدين (الإسلام) !!!.. أو حتى ظهور نبي الإسلام (محمد) صلى الله عليه وسلم !!!..
    أوليس من الغريب حقا ًأن لا نجد لهذا النبي ولا لدينه : ذكرا ًفي نبوءاتكم !!!...

    وهو الذي سيتساوى عدد المؤمنين بدينه في عام 2015م : مع نفس عدد النصارى في العالم كله !!!...
    ثم سيزيد عليهم بعد ذلك : وفق آخر الدراسات والإحصائيات العالمية الرسمية !!!.. هذا إن لم يك قد تعدوا هذا العدد بالفعل !!..


    هذا ما رغبت في الإشارة إليه أولا ً... وأما الآن : فإليكم بعض النصوص والبشارات بالنبي (محمد) الذي أخرجه الله تعالى من (العرب) : فنشأ في مدينة (مكة) : ثم هاجر إلى (المدينة) ....
    حيث سأقوم بالتعليق القصير عليها أثناء قراءتها عليكم : فأرجو منكم الإنصات باهتمام ....

    1))
    أولا ً: نحن نعرف أن (إبراهيم) عليه السلام كان له ولدين :
    (إسماعيل) عليه السلام : وجاء منه (العرب) ..
    و(إسحق) عليه السلام : وجاء منه (بنو إسرائيل) ..
    ولذلك : فيمكن أن نطلق على (العرب) و(بني إسرائيل) وصف : أبناء عمومه ..
    فكل منهم : أبناء لأخي الثاني ...
    ومن (بني إسرائيل) : جاء (موسى) عليه السلام ..
    والآن .. وبعد هذه المقدمة التعريفية الصغيرة :
    اقرأ عليكم النص التالي من سفر التثنية 18- 18 ..
    حيث (يبشر) الله تعالى نبيه (موسى) عليه السلام بخروج (النبي الخاتم) فيقول له :
    " أ ُقيم لهم (أي لبني إسرائيل) نبيا ً:
    1.. من وسط إخوتهم (أي من بني إسماعيل .. ولو كان من بني إسرائيل لقال : نبيا ًمنكم) ..
    2.. مثلك (ومحمد يتشابه مع موسى في الميلاد .. وفي الحياة .. وفي الممات .. وفي الحكم بالشرع مع كل منهما) ..
    3.. وأجعل كلامي في فمه (حيث لم يكن النبي محمد يعرف القراءة .. وإنما نطق بالوحي مباشرة بالتلقي) ..
    4.. فيكلمهم بكل ما أوصيه به (وقد أخبر النبي محمد بالفعل : بكل ما أوصاه وأوحاه إليه ربه) " !!..

    2))
    وأما أنا عن نفسي : فمتأكد ٌتمام التأكد : من أن رجال الدين عندكم على مر العصور :
    قد حذفوا وغيروا اسم النبي (محمد) الذي كان صريحا ًفي كتبكم !!!.. وما ذلك عليهم بجديد !!!..
    وذلك لأن كتبكم التي بين أيديكم الآن : ما هي إلا : (تراجم) لأقدم (تراجم) لأصول كتبكم !!...
    ونحن نعرف جميعا ً: مدى قدرة (المترجم) على : (الحذف) أو (الإضافة) أو (التغيير) :
    بما يراه موافقا ًلفهمه وهواه !!!..
    وهكذا ترون معي : أنه في الوقت الذي لم يتغير فيه كتاب المسلمين : طوال 1429 سنة :
    فإن (إصدارات) و(طبعات) كتبكم : تتغير كل بضعة من السنين !!!..
    وتستطيعون ملاحظة هذا التغيير بوضوح : في النصوص التي تتعلق بـ (نبوءة الإسلام) و(نبي الإسلام الخاتم) : (محمد) صلى الله عليه وسلم !!!..
    وأما دليلي على ذلك لمَن يشك في كلامي :
    فهو أني سأسوق لكم آيتين من العهد القديم : وأرجو منكم أن تتتبعوا : (ترجماتهما المختلفة) في كتبكم !!!..
    وذلك لأن هاتين الآيتين على وجه الخصوص : يتوافقان تماما ًمع ما جاء في الإسلام عن النبي (محمد) !!!..
    فأما الآية الأولى :
    فهي تؤكد ما جاء في البشارة السابقة لـ (موسى) عليه السلام .. وذلك عندما حكى الله تعالى عن هذا (النبي الخاتم) فقال :
    " وأجعل كلامي في فمه " ...

    حيث جاء في سفر إشعياء 29 – 12 :
    " أو يُدفع الكتاب لمن لا يعرف القراءة .. فيُقال له : اقرأ .. فيقول : لا أعرف الكتابة " !!!..

    ولعلكم تلاحظون معي : أن سياق الكلام كان يستوجب أن يقول :
    " لا أعرف القراءة " .. وليست : " الكتابة " !!!.. والتي ما زالت موجودة بالفعل في بعض الترجمات ..
    ولكن كالعادة : يرفض كثير من المترجمين وكـُتاب العهد القديم : أن يكتبوها " القراءة " .. وذلك لأنهم يعرفون أن النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم :
    قد حدث معه ذلك الموقف : بالضبط كما بشر به الله تعالى في كتبكم !!!...
    حيث جاء في الحديث الصحيح المتفق عليه :
    أن رسول الله الخاتم (محمد) : قد جاءه الوحي لأول مرة وهو في غار (حراء) ..
    فجاءه الملاك (جبريل) روح القدس عليه السلام فقال له :
    " اقرأ .. فقال له محمد : ما أنا بقارئ " !!!!...

    3))
    وأما الآية الثانية التي إذا تبعتموها في التراجم المختلفة لكتبكم :
    لعرفتم مدى (التحريف) الذي يرتكبه المترجمون والكتبة لديكم : بلا أي (مخافة) من الله :
    فمن المعروف أن النبي الخاتم (محمد) : قد ظهر في مدينة (مكة) في أرض (الحجاز) قديما ً.. وإلى الآن :
    وما زال ذلك اسمها : (مكة) أو (بكة) .. حيث (بكة) : هي أرض الحرم من (مكة) ..
    وهي التي يتوجه إليها المسلمون في صلاتهم : من مشارق الأرض ومغاربها !!!...
    وقد ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم باسم : " بكة " فقال :
    " إن أول بيت وضع للناس : للذي بـ (بكة) مباركا ًوهدىً للعالمين " .. آل عمران – 96 ..

    فماذا فعل المترجمون عندكم باسم " بكة " في ترجمتهم للعهد القديم ؟؟؟...

    إن النص الأصلي في سفر المزامير 84- 6 .. والذي يتحدث عن مكان ظهور (النبي المُنتظر) : كان يُقرأ هكذا :
    " عابرين في وادي بكة .. يُصيرونه ينبوعا ً" !!!...

    أي أنها كانت تكتب باللغة الإنجليزية هكذا :
    " through the valley of Ba'ca make it a well " !!!..

    وللوضوح الشديد لاسم مدينة النبي الخاتم (محمد) في هذا النص : بما لا يترك مجالا ًللشك في أنه هو (المنتظر) :
    فقد قاموا باستبدال كلمة : (بكة) أو (وادي بكة) بـ :
    (وادي البكاء) !!!.. أو (وادي البلسان) !!!..

    فطمسوا بذلك : (نبوءة قوية جدا ً) من كتبكم !!!.. حيث أنه لا يعرف الآن (إلا رجال الدين المتخصصين) أن شجر : (البلسان) : هو شجر : (لا يظهر إلا بمكة) !!!.. وأن له مادة صمغية : تشبه بالفعل (دموع الإنسان في البكاء) !!!..
    وذلك وفق ما جاء في :
    (قاموس الكتاب المقدس – صـ 507 – وانظروا أيضا ً: دائرة المعارف الكتابية (مادة بكا)) ..

    فاستبدل المترجمون بذلك : (الكلمة والاسم الصريح) : بـ (معناه المُشتِت) كعادتهم دوما ًفي التحريف !!!..
    وهذا هو ما أردت إثباته لكم ...

    4))
    فإذا فهمتم قصدي من المثالين السابقين :
    فستعرفون الآن : مدى صدق المسلمين عندما يخبرونكم بأن اسم النبي الخاتم (محمد) :
    كان مذكورا ً: (صريحا ً) في كتبكم !!!..
    ولكن رجال دينكم والمترجمون : إما أنهم (حذفوه) !!.. وإما أنهم (استبدلوه) بمعناه كما فعلوا مع اسم بلدته (بكة) !!..

    ففي سفر نشيد الأنشاد 5 – 16 :
    سنجد النص باللغة العربية هكذا :
    " ريقه : أعذب ما يكون .. وهو شهي كله .. هذا حبيبي .. هذا رفيقي يا بنات أورشليم " !!!...

    وترجمة النص بالإنجليزية : يحمل تقريبا ًنفس المعنى ....

    وأما الذي لا يعرفه إلا المُطلعون على النص باللغة (العبرية) : أنه قد تم استبدال اسم (محمد) من النص : وتم وضع معناه !!!... ألا وهو (المطلوب أو المُشتهى) !!!...
    ويمكنكم التأكد من هذا باقتباس النص المذكور من أي موقع للعهد القديم بالعبرية على النت مثل :
    http://www.hebrewoldtestament.com/index2.htm
    أو :
    http://mechon-mamre.org/p/pt/pt3005.htm

    ثم وبالذهاب به لأي موقع ترجمة عالمي موثوق به : ليرى المفاجأة الغريبة جدا ًبنفسه !!..

    وهنا .. رفع الشيخ (عبد الله) ورقة صغيرة في حجم نصف الكف : وفيها النص باللغة (العبرية) !!!.. وقد تم تظليل اسم (محمد) فيه بـ (اللون الأحمر) !!!... ثم قال :
    أرجو من المخرج أن يقوم بالتركيز على هذه الورقة : وعرضها بحجم ٍكبير ٍعلى الشاشة ...
    وبالفعل : ظهر النص (العبري) لجميع الحاضرين كالتالي :

    חכו ממתקים וכלו
    מחמדים זה דודי
    וזה רעי בנות
    ירושלם׃


    حيث بوضع الكلمة التالية في أي موقع ترجمة من اللغة العبرية إلى الإنجليزية كما أخبرتكم مثل :
    http://www.freetranslation.com
    أو :
    http://mymemory.translated.net

    تجدون :
    מחמד .........>> Muhammad !!..

    ثم واصل الشيخ (عبد الله) كلامه قائلا ً: كما نجد مثالا ًآخرا ًعلى ذلك (الخداع) : باستبدال اسم النبي (محمد) بمعناه أيضا ًفي النص (العبري) في سفر حجي 2- 6 : 9 والذي يقول :
    " لا تخافوا .. لأنه هكذا قال رب الجنود : هي مرة بعد قليل .. فأزلزل السماوات والأرض والبحر واليابسة .. وأزلزل كل الأمم .. ويأتي محماد (وفي كتابة أخرى : حمدت) :
    فأملأ هذا البيت مجدا ً.. قال رب الجنود .... مجد هذا البيت الأخير :
    يكون أعظم من مجد الأول .. قال رب الجنود .. وفي هذا المكان : أعطي السلام : يقول رب الجنود
    " !!!..

    فقام المترجمون كالعادة : بتغيير الاسم واستبداله .. وترجمته إلى معناه : تماما ًكما رأينا في المثال السابق !!!.. وذلك بالرغم من أنه معروف أن (الأسماء) في اللغة : (لا يتم ترجمتها) !!!..
    فاستبدلوا (محماد أو حمدت) وهي اسم (محمد) بـ (العبرية) بـ : (مشتهى كل الأمم) !!!...
    بالرغم من أنهم يعرفون تمام المعرفة أن (محماد) : هو الترجمة (العبرية) لاسم النبي (محمد) أو (أحمد) !!!..
    لأن اسم (أحمد) أيضا ً: هو من أسماء النبي الخاتم (محمد) التي بشر الله تعالى بها الأنبياء والأمم من قبل ..

    ومع كل هذا التحريف : تبقى معاني النبوءة أيضا ً:
    لا تنطبق إلا على النبي الخاتم (محمد) !!!.. حيث أنه بالفعل : هو المُنتظر من كل الأمم : حيث أن رسالته : جاءت للناس جميعا ً(وليس كالمسيح (عيسى) عليه السلام الذي أخبر أكثر من مرة بانحصار رسالته في : بني إسرائيل فقط) !!!...
    كما أن البيت الذي سيُحييه هذا النبي الخاتم من جديد : هو بالفعل : (أعظم) من بيت النبيين الأول :
    أي أعظم من (بيت المقدس) !!!.. بل وفيه بالفعل : (السلام) الذي لا نجده في (بيت اليهود) :
    ذلك (السلام) الذي لم يتحقق للأسف : لا في وقت (عيسى) عليه السلام .. ولا حتى بعده (وإلى الآن) !!!!...

    5))
    ومن المعروف أن (بيت الله) تعالى الذي في (بكة) في بلاد (العرب) : ظل خاليا ًمن النبوة : من وقت (إبراهيم) و(إسماعيل) عليهما السلام : وإلى أن جاء النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم !!!..
    ولعلكم بهذا الآن : ستفهمون المغزى من وصف مدينة النبي الخاتم (بكة) بأنها كانت : (عاقرا ً) !!!...
    حيث جاء في سفر أشعيا 54 – 1 : 4 :
    " ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد (أي لم يخرج منها نبي بعد) .. أشيدي بالترنم أيتها التي لم تمخض .. لأن بني المستوحشة : أكثر من بني ذات البعل .. قال الرب ...
    أوسعي مكان خيمتك .. ولتبسط شقق مساكنك .. لا تمسكي .. أطيلي أطنابك .. وشددي أوتادك .. لأنك تمتدين إلى اليمين والى اليسار .. ويرث نسلك أمما ً.. ويعمر مدنا ًخربة .. لا تخافي لأنك لا تخزين .. ولا تخجلي لأنك لا تستحين .. فإنك تنسين خزي صباك .. وعار ترملك : لا تذكرينه بعد
    " !!!..

    فكل قاريء لتاريخ (العرب والحجاز وبكة) : سيعرف انطباق هذه الأوصاف عليها تماما ً!!!.. وخصوصا ًمع ظهور رسالة النبي الخاتم (محمد) بها : واتساع رسالته حتى شملت الأمم بالفعل : يمينا ً ويسارا ً.. بل وشملت أيضا ًكما جاء في البشارة : الكثير من (المدن) و(الأمم) !!!..

    6))
    وبرغم أن النبؤات عن النبي الخاتم (محمد) : كثيرة جدا ًفي الورق الذي أمامي .. إلا أني أفضل أن أ ُركز لكم على النبؤات التي ذكرت : (مكان ظهور هذا النبي) !!!... حيث أنه بذلك :
    سيكون من الصعب كثيرا ًعلى (رجال الكنيسة) : نفيها أو تزويرها !!!...
    فأمامي الآن مثلا ً: نبوءة تتحدث عن ظهور الوحي عند : جبل (فاران) !!!.. وهو نفس المكان الذي نشأ فيه وترعرع نبي الله : (إسماعيل) عليه السلام في (بكة) !!!...
    حيث جاء في سفر التكوين 21 – 20 : 21 :
    " كان الله مع الغلام (أي اسماعيل عليه السلام) : فكبر .. وسكن في البرية .. وكان ينمو رامي قوس .. وسكن في برية فاران .. وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر " ..

    حيث من المعروف أن (جبال فاران) أو (برية فاران) : هي في مدينة (بكة) :
    أي نفس المدينة التي ظهر فيها النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم !!!...

    وأما النبوءة التي تتحدث عن ظهور (الوحي الخاتم) في (بكة) التي بها جبل (فاران) .. فنجدها في :
    سفر التثنية 33 – 1 : 3 .. وذلك عند بشارة الله تعالى لـ (موسى) عليه السلام قبل موته فقال :
    " هذه البَركة (أي البشارة) التي بارك بها موسى .. رجل الله في بني إسرائيل قبل موته .. فقال :
    جاء الرب
    (أي وحي الرب) من سيناء ..
    (وسيناء : هي مكان نزول التوراة على موسى عليه السلام )
    وأشرق لهم من سعير ..
    (وسعير : هي جبال في القدس .. والمقصود بها وحي الله لعيسى عليه السلام) ..
    وتلألأ من جبل فاران (والمقصود بها النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم) ..
    وأتى من ربوات القدس ..
    (وربوات في العهد القديم : تعني الأعداد الكبيرة : من كلمة : ربا : أي يزيد ويكثر .. والقدس تعني : المقدسة .. وذلك الوصف : كناية عن الأصحاب الكثيرين لذلك النبي الخاتم) ..
    وعن يمينه نار شريعة (أي ذلك الوحي الذي من جبل فاران : سيحكم بشرع الله بقوة) .. فأحب الشعب (أي وبرغم تلك القوة : لا يخلو دينه من محبة الناس له) ..
    جميع قديسيه في يدك (وهم أصحاب ذلك النبي الخاتم : كانوا طوع أمره) ..
    وهم جالسون عند قدمك : يتقبلون من أقوالك ..
    (حيث كانوا يحترمون نبيهم ويبجلونه ويستمعون لتعاليمه) " ..

    فيكون السؤال الآن لـ (رجال الكنيسة) و(علماء الكتاب المقدس) : هذه نبوءة كاملة : تتحدث عن (وحي الله) الذي سيلاتي من (جبل فاران) .. فما هو هذا الوحي : إذا لم يكن النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم ؟؟!!!..
    وخصوصا ًأنه لم يظهر غيره في هذه المنطقة من قبل ولا من بعد : وهو يدعي النبوة ...
    فلماذا إذا ً: (العناد) !!!.. و(التغطية) !!!.. و(التهرب من الحقائق وإخفائها) ؟؟؟!!!!...

    بل العجيب أن ذلك المعنى : يتكرر في أكثر من موقع في العهد القديم !!!.. فنجده أيضا ًفي :
    نبوءة حبقوق 3 – 2 : 3 : عندما علم أن (النبي الخاتم) : سوف يأتي من (العرب) من بلاد ونسل (إسماعيل) عليه السلام : وليس من (بني إسرائيل) من نسل (إسحق) عليه السلام !!!.. فجزع لذلك وقال :
    " يا رب : قد سمعت خبرك : فجزعت : الله جاء من تيمان .. والقدوس من جبل فاران (وهي المدينة التي ولد بها النبي محمد وجاءه الوحي فيها) " !!!...

    فما معنى ذكر (جبل فاران) في هذه النبؤات : إذا لم يكن لها أي علاقة فعلا ًبنبي الإسلام (محمد) ؟؟!!..
    والذي كان (ميلاده) .. وكان (نزول الوحي عليه) بالفعل : في (جبل فاران) في (بكة) ؟؟؟!!!..

    لماذا لم يُعطينا (خبراء) و(مفسرو العهد القديم) لديكم : أي تفسيرات لهذه النبوءات التي تتحدث عن هذا (النبي) الذي سيظهر في (الصحراء) ومن (بكة) تحديدا ً؟؟؟!!!...

    7))
    والسؤال الذي يتوجب على هؤلاء (الخبراء) و(المفسرين) إجابته هو :
    مَن هو المعني بنبوءات النبي (أشعياء) العديدة في سفره .. والتي تخبر بخروج (النبي المُنتظر) من (الصحراء) !!!...
    فإلى كل مَن يدعي بأن (النبي الخاتم) : كان هو (عيسى) عليه السلام : أسأله : هل خرج (عيسى) من (الصحراء) ؟
    ففي سفر أشعياء 30 – 4 يقول :
    " صوت صارخ : أعدوا في الصحراء طريقا ًللرب " !!!...

    8))
    كما أن نبوءات النبي (أشعياء) : قد تحدثت بكل دقة عن : (نجاح) هذا (النبي الخاتم) :
    وعن (ظهوره) و(نصرته) على الأمم !!!.. وأسأل مرة أخرى : هل تحققت مثل هذه (النبوءات) ومثل هذا (النجاح المطلق) لأي نبي : سوى النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم وأتباعه ؟؟؟!!!...
    أعتقد أننا سنجد إجابة ذلك فيما قاله الكاتب الأمريكي (مايكل هارت) : والذي سقته لكم والشيخ (محمد) من قبل !!!..

    وليس هو فحسب ... بل وكل (منصف) اعترف بأن (تاريخ البشرية) : لم يعرف (إنسانا ًناجحا ًدينيا ًودنيويا ً) بمثل نجاح النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم (وقد ذكرت ذلك الموسوعة البريطانية في حديثها عنه) !!!...

    بل وتتحدث نبوءات النبي (أشعياء) أيضا ً(وبكل دقة) : عن الأحداث التي مرّ بها النبي (محمد) منذ بداية دعوته في (بكة) : ثم اضطهاد أهلها له لأنهم كانوا يعبدون الأصنام والتماثيل !!!.. ثم هجرته إلى (تيماء) (أي المدينة) .. ثم نصر الله تعالى أخيرا ًله !!!...
    وإليكم هذه النبوءات : مع تعليقي السريع عليها :
    ففي سفر أشعياء 21 – 13 : 16 :
    " وحى من جهة بلاد العرب (ولا أعرف نبيا ًمن العرب إلا محمد كما قلت لكم) !!!..
    في الوعر في بلاد العرب :
    تبيتين يا قوافل الددانيين
    (وهو اسم لقوافل العرب : كما جاء في سفر التكوين 25) ..
    هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان أرض تيماء
    (وتيماء : هي المدينة التي هاجر إليها النبي محمد من اضطهاد أهل بكة له) .. فإنهم من أمام السيف قد هربوا .. من أمام السيف المسلول .. فإنه هكذا قال لي السيد الرب : في مدة سنة كسنة الأجير : يفنى كل مجد قيدار !!!.. لأن الرب تكلم " !!!...

    فإذا علمنا أن (قيدار) : هو أحد جدود العرب من أبناء (إسماعيل) عليه السلام (كما جاء في العهد القديم) .. وهو يُمثل في هذه النبوءة : أهل (بكة) الذين اضطهدوا النبي (محمد) !!!.. وأن الله تعالى بعد هجرة النبي (محمد) : قد نصره بالفعل على أهل (بكة) : بعد عام كعام الأجير !!!!... فهل يتبقى لدينا شك بعد كل ذلك :
    في أن هذه النبوءة : تتحدث (بكل دقة) عن النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم ؟؟!!...

    9))
    وإذا أردتم تفصيلا ًأكثر من ذلك .. فأرجو أن تفتحوا كتبكم وتقرأوا معي النبوءة الطويلة الآتية .. وهي في سفر أشعياء أيضا ً42 – 1 : 17 وتقول :
    " هو ذا عبدي الذي أعضده .. مُختاري الذي ابتهجت به نفسي .. وضعت روحي ليسوس الأمم بالعدل (ولم يدّع ِ أي نبي من قبل : أنه جاء للأمم كافة : إلا النبي الخاتم محمد) ..
    لا يصيح ولا يصرخ ولا يرفع صوته في الطريق
    (وهي نفس صفات النبي محمد التي أخبرتكم بها منذ قليل) .. لا يكسر قصبة مرضوضة .. وفتيلة مدخنة لا يطفئ (والجملتان كناية عن رفقه ورحمته وصبره وحلمه على الناس) .. إنما بأمانة يُجري عدلا ً..
    لا يكل ولا تثبط له همة : حتى يرسخ العدل في الأرض
    (وبالفعل لم يعرف النبي الخاتم محمد طعم الراحة منذ أوحى إليه الله بالرسالة : حتى تمكنت رسالته في الأرض) .. وتنتظر الجزائر شريعته (حيث أن كل العالم القديم كان ينتظر الشرع الخاتم من الله للبشر) .. أنا الرب : دعوتك لأجل البر .. وأخذت بيدك وحفظتك (وبالفعل حفظ الله تعالى نبيه محمد من كل أعدائه من المشركين واليهود وغيرهم) .. وجعلتك عهدا ًللشعب .. ونورا ًللأمم : لتفتح عيون المكفوفين (أي ليروا الحق) .. وتطلق سراح المأسورين في السجن (أي سجن الكفر والشرك بالله) ... لتهتف الصحراء ومدنها وديار قيدار المأهولة (وفي ذلك إشارة لانتشار الإسلام في ديار قيدار : وهي مكة .. وفي جميع البلاد فيما حولها .. وأما الهتاف المذكور : فهو إشارة لعلو آذان الصلاة في كل هذه الأماكن) ..
    ليتغن بفرح أهل سالع
    (وهي من بلاد الحجاز أيضا ً) .. وليهتفوا من قمم الجبال وليمجدوا الرب ويذيعوا حمده في الجزائر (وهذه الثلاث جمل : كناية عن موسم الحج السنوي للمسلمين : حيث يرتفع هتافهم وتمجيدهم وتحميدهم للرب في كل مكان بالآذان للصلاة وبالتهليل في الحج) ..
    يبرز الرب كجبار .. يستثير حميته كما يستثيرها المحارب .. ويطلق صرخة حرب
    ..
    (فالنبي الوحيد الذي : حارب ونصره الله تعالى نصرا ًكاملا ً: هو النبي محمد) .. وأقود العمى في سبيل لم يعرفوها من قبل (وهي سبل الإيمان بالله تعالى وحده وعدم إشراك به أي شيء من مخلوقاته) ..
    وأهديهم في مسالك يجهلونها .. وأحيل الظلام أمامهم إلى نور .. والأماكن الوعرة إلى أرض ممهدة .. هذه الأمور أضعها .. ولن أتخلى عنهم .. أما المتوكلون على الأصنام .. القائلون للأوثان : أنت آلهتنا : فإنهم يُدبرون مُجللين بالخزي
    " !!!!...

    فهل رأيتم بالله عليكم : وصفا ً: (أدق) ولا (أوضح) من ذلك للنبي الخاتم (محمد) : وما مر به من أحداث ؟؟!!..
    إن كل مَن له أدنى دراية بحياة النبي (محمد) :
    سيعرف حتما ً: انطباق مثل هذه النبوءات عليه تماما ً..!
    وأن كل مَن سيدعي غير ذلك :
    فهو (مكابر) و(كاذب) و(مخادع) !!!...

    10))
    ومثل هذه الأوصاف كما قلت لكم : تتكرر كثيرا ًفي سفر (أشعياء) .. ولن يعرف معناها حقا ً: إلا مَن له أدنى اطلاع على سيرة النبي الخاتم (محمد) وحياته كما قلت لكم ...
    بل وسيكتشف مَن له أدنى دراية بعبادات المسلمين : أنها أيضا ً: قد تم وصفها بكل دقة في هذه النبوءات !!!...
    فإذا أخذنا فريضة (الحج) مثلا ً:
    نجد أن الله تعالى : قد فرضها على كل مسلم أو مسلم قدر عليها : ولو مرة واحدة على الأقل في العمر ...
    وفيها : يجب على المسلم أو المسلمة : أن يرحل إلى بيت الله تعالى في (بكة) : ليقوم ببعض الطقوس المعينة في أيام معينة .. مثل الطواف حول البيت .. والسعي بين الجبلين اللذين سعت بينهما (هاجر) أم (إسماعيل) عليه السلام .. وذبح الكباش والجـِمال: إحياءا ًلذكرى فداء الله تعالى لـ (إسماعيل) عليه السلام في نفس هذا المكان : عندما أمر الله عز وجل أبيه (إبراهيم) بذبحه اختبارا ًله !!!...
    وفي أيام الحج هذه : يقوم المسلمون بترديد التلبية والتكبير والتسبيح بصوت مرتفع ..
    كما يرتدي الرجال فيها : اللبس الأبيض : فيبدو منظرهم كالحمام الطائر في وداعته !!!..

    وكل هذا : يفعله المسلمون في كل عام .. وتستطيعون متابعته على القنوات الفضائية والإخبارية إذا شئتم ....
    كما أن الله تعالى : قد أكرم (بكة) بأنه يأتيها من كل ثمار الأرض : كل شيء !!!..
    وأما الآن :
    فإليكم (الوصف الدقيق) لهذه العبادة في نبوءة النبي إشعياء 60 – 1 : 9 .. حيث يتحدث الله تعالى إلى مدينة النبي (الخاتم المُنتظر) فيقول لها مُبشرا ً(ولن أعلق على الكلام التالي لوضوحه الشديد بعدما قلته لكم) :
    " قومي استنيري .. لأنه قد جاء نورك .. ومجد الرب أشرق عليك .. لأنه ها هي الظلمة تغطي الأرض .. والظلام الدامس الأمم .. أمّا عليك : فيشرق الرب : ومجده عليك يُري .. فتسير الأمم في نورك .. والملوك في ضياء إشراقك .. أرفعي عينيك حواليك وانظري :
    قد اجتمعوا كلهم .. جاءوا إليك .. يأتي بنوك من بعيد .. وتـُحمل بناتك علي الأيدى .. حينئذ : تنظرين وتنيرين .. ويخفق قلبك ويتسع .. لأنه تتحول إليك : ثروة البحر .. ويأتي إليك : غني الأمم .. تغطيك كثرة الجـِمال : بكران مديان وعيفة : كلها تأتي من شبا : تحمل ذهبا ًولبانا ً.. وتبشر بتسابيح الرب .. كل غنم قيدار : تجتمع إليك .. كباش نبايوت تخدمك .. تصعد مقبولة علي مذبحي .. وأزين بين جـِمالي .. من هؤلاء : الطائرون كسحاب وكالحمام إلي بيوتها .. إن الجزائر تنتظرني .. وسفن ترشيش في الأول : لتأتي ببنيك من بعيد
    (حيث يُعتقد أن ترشيش هي ترتيسوس في جنوب أسبانيا) .. وفضتهم وذهبهم معهم : لاسم الرب إلهك .. وقدوس إسرائيل :
    لأنه قد مجدك
    " !!!!!......

    وأيضا ً.. لا أعرف بماذا سيتهرب خبراء العهد القديم ومفسريه عندكم من مثل هذه النبوءة .. والتي تصف بكل دقة : مشاعر المسلمين في موسم الحج السنوي في (بكة) : بلد قيدار !!!..
    والتي يأتيها في كل عام في موسم الحج : المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها !!!..
    ومعهم بالفعل : جميع (خيرات) بلاد الأرض المختلفة :
    من : البر .. والبحر .. والملابس .. والطعام .. والثمرات .. والفضة .. والذهب !!!...

    11))
    وإنه لعجيب حقا ًأن تقرأوا العديد من النبوءات التي :
    تتحدث عن هذا (النبي الخاتم) المُنتظر : فتصفه بأنه : (مَلِك) !!!..
    بل ويتكرر دوما ًوصفه بصفات : (النصر) و(الهيمنة) على أمم الأرض !!!..
    حتى أن (أعظم ملوك بني إسرائيل) أنفسهم من الأنبياء : كـ (داود) و(سليمان) عليهما السلام :
    يُبشران بهذا (النبي الخاتم) : يهذه الأوصاف العظيمة !!!...
    والتي لم تتحقق على يد أحد من بعدهم : إلا للنبي (محمد) صلى الله عليه وسلم بشهادة التاريخ !!!..
    ففي المزمور 45 – 1 : 9 من مزامير داود : يتكلم عن (أعظم نبي) سوف يأتي .. وقد أعلمه الله بصفات هذا النبي بالوحي فقال (مع بعض الاختصار) :
    " فاض قلبي بكلام صالح .. أتكلم بإنشائى للمَلِك (والمَلِك : صفة للنبي الخاتم) ..
    أنت أبرع جمالاً ًمن بني البشر
    (وكان النبي محمد فعلا ًأجمل الناس) .. انسكبت النعمة على شفتيك (إشارة إلى وحي الله المباشر له) .. لذلك : باركك الله إلى الأبد .. (حيث إلى الآن وإلى يوم القيامة : يُصلي المسلمون عليه ويباركونه كلما جاء ذكره صلى الله عليه وسلم) .. تقلد سيفك أيها الجبار .. بجلالك اقتحم .. (وهذه هي الصفات التي لم يجدها اليهود في عيسى عليه السلام عندما ظنوا أنه النبي الخاتم المنتظر) .. اركب من أجل الحق والدعة .. فتريك يمينك مخاوف .. وشعوب تحتك يسقطون .. كرسيك يا الله إلى دهر الدهور (والله هنا : هي من المترجمين العرب : إذ ليس لها وجود في النصوص الأجنبية) .. أحببت البر وأبغضت الإثم .. من أجل ذلك : مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك (أي اصطفاك الله لمنزلة ختم النبوة وأفضلها) .. بنات الملوك بين محظياتك (حيث تزوج النبي محمد بالفعل من بنات ملوك اليهود وعظماء العرب) " !!!...

    12))
    وقريب من الكلام السابق أيضا ً: يصف نبي الله (سليمان) ذلك النبي الخاتم فيقول في المزمور 72 – 3 : 17 مع بعض الاختصار أيضا ً:
    " تحمل الجبال سلاما ًللشعب .. يقضى لمساكين الشعب .. يسحق الظالم .. يشرق في أيامه الصديق (وهي إشارة واضحة لأبي بكر الصديق : أقرب أصحاب النبي إليه .. وخليفته من بعده) .. وكثرة السلام .. يملك من البحر إلى البحر .. ومن النهر إلى أقاصي الأرض (وفعلا ًتم ذلك في عصر النبي وخلفائه من بعده) ..
    أمامه تجثو أهل البرية .. ملوك يقدمون هدية له
    (مثل ملك الروم في مصر : المقوقس) ... ويُصلى لأجله دائما ً(وهي صلاة المسلمين عليه ومباركته كلما جاء ذكره صلى الله عليه وسلم) : اليوم كله نباركه " !!!!!!!!....

    فكما أخبرتكم : يستحيل أن تنطبق مثل هذه الصفات على أحد الأنبياء (أو حتى على من يدّعي النبوة من الناس) :
    إلا على النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم !!!!...

    13))
    ولكي لا يطول المقام بنا .. فأرى أن أختم معكم هذه البشارات الكثيرة الدقيقة عن النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم :
    ببشارة : قد ذكرت علامة (جسدية) له !!!...
    ألا وهي : وجود (خاتم النبوة) بين كتفيه !!!...
    وهي العلامة التي كانت سببا ًبالفعل في تأكد الكثير من اليهود والنصارى : من صحة نبوة (محمد) صلى الله عليه وسلم : وختمه لرسالات جميع الأنبياء من قبل : كما بشرهم الله تعالى بذلك !!!...
    ومن هؤلاء الذين كانوا يعرفون هذه العلامة : الصحابي الجليل (سلمان الفارسي) الذي ذكرته لكم عند حديثي مع الأخ المسلم (سلمان) منذ قليل ...

    حيث جاء في قصة إسلامه كما أخبرتكم : كيف أنه بحث عن الحق : منذ كان في بلاد فارس (عبدة النار) !!!..
    ثم سفره وملازمته لعلماء النصارى الصادقين : والذين أخبروه عن صفات (النبي الخاتم) .. وأخبروه بأنه سيظهر في (مكة) أو (المدينة) .. كما أخبروه أيضا ًبصفاته : (الخـُـلقية) و(الخـَـلقية) :
    فأقام هذا الصحابي الجليل في (المدينة) : ولكن كـ (عبد) للأسف : انتظارا ًمنه لظهور هذا (النبي الخاتم) ...
    إلى أن هاجر النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم فعلا ًإلى المدينة ...
    فيقول (سلمان) عند ذلك :
    " .... ثم أتيته .. فوجدته في البقيع : قد تبع جنازة وحوله أصحابه .. وعليه شملتان : مؤتزرا ًبواحدة .. مرتديا ً الأخرى .. فسلمت عليه .. ثم عدلت لأنظر أعلى ظهره .. فعرف أني أريد ذلك .. فألقى بُردته عن كاهله .. فإذا العلامة بين كتفيه : (خاتم النبوة) : كما وصف لي صاحبي .... " !!!..
    حديث صحيح رواه أحمد والطبراني وابن سعد عن ابن عباس ...

    كما ذكر ذلك أيضا ًالصحابي : (عبد الله بن سرجس) في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم والترمذي والنسائي ...
    والذي قال فيه :
    " فرأيت موضع (الخاتم) على نغض كتفه (أي أعلى كتفه أو طرف عظم الكتف) :
    مثل الجمع
    (أي في حجم الكف) حوله خيلان : كأنها الثآليل " !!!..

    وأما دليل ذلك من كتبكم :
    ففي العهد القديم .. وفي واحدة من النبوءات العديدة عن النبي الخاتم (محمد) في سفر أشعياء أيضا ً..
    نقرأ في الإصحاح 9 – 6 قوله :
    " لأنه يولد لنا ولد .. ويُعطى لنا ابن : يحمل الرياسة على كتفه " !!!...

    كما يُخبر بذلك أيضا ًنبي الله (يحيى) (والذي تسمونه عندكم : يوحنا المعمدان) ..
    وذلك عندما يقول في إنجيل يوحنا 6 – 27 :
    " لا تسعوا وراء الطعام الفاني .. بل وراء الطعام الباقي إلى الحياة الأبدية .. والذي يعطيكم إياه ابن الإنسان (أي النبي الخاتم الذي سيأتي بعد) .. لأن هذا (أي النبي الخاتم) : قد وضع الله ختمه عليه " !!!...

    واستكمالا ًلسلسلة التحريف والتشويش على بشارات ووصف النبي الخاتم (محمد) في كتبكم :
    فقد قال (الخبراء) و(المفسرون) عندكم : أن هذه (العلامة) وهذا (الخاتم) للنبي المُنتظر :
    هما من باب (الكناية) و(التشبيه) فقط !!!.. أي أن المقصود بهما : هو (معنويا ً) وليس (ماديا ً) !!!...

    وبرغم تصديق الكثيرين منكم للأسف لهذا الغش والخداع .. إلا أن : (مخطوطات البحر الميت) التي تم اكتشافها حديثا ًعام 1947م : تثبت أن هناك علامات على جسد (النبي المنتظر) : تشبه حبات العدس !!!... وذلك في المخطوطة التي برقم : (Messq 40 - 1 : 2) !!!!!...

    بل وكذلك أيضا ًجاء في إحدى كتب اليهود القديمة : (وهي الكتب المُركبة : Seper Assap) :
    أن هذه العلامات الجسدية : بعضها مثل حبات العدس .. أو مثل بذور الخيار !!!...
    وهو ما يماثل تماما ًما أخبرنا به الصحابي الجليل : (عبد الله بن سرجس) الذي نقلته لكم الآن !!!!..

    ثم دار الشيخ (عبد الله) ببصره في الحاضرين وهو يقول مبتسما ً:

    ولولا ضيق الوقت .. لشرحت لكم أيضا ً: كيف تم استبدال اسم النبي (أحمد) في الأناجيل عندكم : بمعناه !!!.. والذي هو : (كثير الحمد) !!!... ثم لإتمام عملية التمويه : ولإبعاد أي شبه عن اسم النبي (محمد) أو (أحمد) : فقد استبدلوا (كثير الحمد) أيضا ً(وهي كلمة (الباراقليط)) : بكلمات أخرى مثل : (المُعزي) أو (المُدافع) أو (روح الحق) !!!!.... إلى آخر هذه الألفاظ التي استجدت في أناجيلكم : ولم يقولها (عيسى) عليه السلام أبدا ً!!!...

    والحق أقول لكم : أنه كما أخبركم (عيسى) عليه السلام بخروج (أنبياء كذبة) كثيرون من بعده :
    فقط أخبركم أيضا ًأنكم : (من ثمارهم : تعرفونهم) !!!!...

    فوالله : لـ (نظرة عادلة) واحدة لـ (آثار الإسلام والمسلمين) على العالم (بعيدا ًعن التعصب) :
    لكافية لمعرفة : صدق نبوة النبي الخاتم (محمد) من عدمه !!!!....
    وأن (ثمار) رسالته : هي (أفضل ثمار) عرفتها البشرية على الإطلاق : في كل شيء !!!...

    وأترك لكم البحث والتحري في ذلك الأمر ..
    ولنأخذ سؤالا ًآخرا ً.......


    16)) الرد على المطالبين بحقوق المرأة ..

    يُـــتبع بإذن الله ..

  3. #18

    افتراضي

    16)) الرد على المطالبين بحقوق المرأة ..

    وفي هذه اللحظة :
    وأثناء ما كان يدير الشيخ (محمد) عينيه في القاعة بحثا ًعن سائل ٍجديد ٍ:
    لم تملك مسز (دوري سبنسر) الجالسة في الصف الأول نفسها هذه المرة من الغضب !!!...
    فقفزت واقفة من مقعدها وهي تصرخ في الشيخين بصوت مرتفع قائلة :

    إما أنكما : أعميان !!.. وإما أنني : المرأة الخفية !!!!...
    إذا سمحتم : هل أستطيع معرفة سبب عدم اختياري للسؤال منذ أكثر من ساعتين ؟؟!!..

    كان مشهد المرأة في غضبها وعصبيتها : كمشهد النمرة التي تستعد لافتراس ضحيتها !!!..
    حيث قام المخرج على الفور بالتركيز عليها وعرضها في الشاشة الكبيرة خلف القاعة ..

    وهنا .. التفت الشيخ (محمد) إلى الشيخ (عبد الله) وهو يقول له بصوت مسموع :
    هل ستجيب أنت عليها ؟؟.. أم أجيب أنا عليها ؟؟..

    وهنا قال الشيخ (عبد الله) بصوت مسموع أيضا ً: وهو يُشيح ببصره عنها بعيدا ًإلى الجهة المقابلة من القاعة :

    بل أخبرها أنت بأن الشيخ المسلم :
    لا يتحدث أبدا ًإلى (امرأة شبه عارية) : ترتدي مثلما ترتدي هي !!!.. لأن (النور) الذي جعله الله تعالى في (قلبه وبصره) : سينطفيء إذا شاهد مثل هذه المشاهد (الغير محترمة) !!!...

    في هذه اللحظة : وصلت مسز (دوري سبنسر) لأقصى درجات الغضب .. فاحمر وجهها وهي تصرخ قائلة :

    هل هذا اللبس : غير محترم ؟؟!!.. أتقول أن هذا اللبس : غير محترم ؟؟!!...

    وهنا : توقع كل مَن يعرف مسز (دوري) من الحاضرين : أن هناك مشاجرة سوف تحدث الآن حتما ًبينها وبين الشيخ المسلم !!!... فمثل هذه المرأة : لم تعهد من قبل أبدا ًمثل هذه المعاملة !!!.. بل ولم تسمح من قبل أبدا ًلرجل ٍفي أي حوار ٍأو نقاش :
    أن ينال منها بهذه الصورة !!!...
    والغريب أن الشيخ المسلم أيضا ً: وكما بدا للحاضرين أن لديه بعض المواقف والمباديء هو الآخر :
    والتي لن يقبل فيها المساومة أبدا ًأو التنازل !!!..
    إذا ً: فالصدام بينهما : آتٍ لا محالة !!!.....

    وفي هذه اللحظة : تدخل حاكم المدينة مستر (فيليب) قائلا ًبحزم وبلهجة قوية :

    مسز (دوري) : لقد سارت هذه الندوة على أفضل ما يكون : لمدة تزيد على الثلاث ساعات كاملة !!!... ولن أسمح لأي أحد كائنا ًمَن كان : أن يفسد ذلك الآن !!!...

    فأنت التي دفعتي الشيخ المسلم لتجاهلك !!!.. وذلك لأنك : أنت التي تجاهلتيه أولا ً!!!.. حيث لم تستجيبي لطلبهم : التزام النساء لـ (الستر) في حضور هذه الندوة : والذي أبرزوه بشكل واضح في كل إعلاناتهم المنشورة !!!..
    فتعمدتي الحضور للندوة بهذه (الجيبة القصيرة) .. وهذا (الجاكت المفتوح) !!!...

    فهل أخطأ الشيخ المسلم إذا ً: عندما وصف هذا اللبس بأنه (غير محترم) ؟؟!!...
    هل رأيتي (القديسة مريم) : أو إحدى (الراهبات) : يلبسن مثل هذا اللباس من قبل ؟؟؟!!!!..

    وهنا .. هدأت مسز (دوري) قليلا ً.. وقد بدأ الشعور بـ (الحرج) يتسلل إليها من هذا الموقف ..
    إلا أنها بالرغم من ذلك : قالت في جرأة غريبة :
    حسنا ًمستر (فيليب) .. فبالرغم من أن زوجتك مسز (نيس) : تلبس أحيانا ًمثل هذا اللبس (الغير محترم) :
    إلا أني : لا أريد أن أعرقل مسيرة هذه الندوة أو إفسادها كما قلت !!!...
    بل أنا في الحقيقة : في أمسّ الحاجة لأن (أتحاور) مع هذا الشيخ المسلم حول قضايا المرأة :
    لأفضح للناس الموقف الحقيقي لـ (إسلامهم) من المرأة !!!...

    ثم استدركت قائلة بجدية :
    فما هو الحل الآن : وهذا الشيخ المسلم ينظر للجهة المقابلة من القاعة هكذا !!!.. والآخر ينظر إلى الأرض ؟؟!!!.. هل منظري مقزز إلى هذه الدرجة !!!...

    وبرغم إساءة مسز (دوري) لزوجة مستر (فيليب) في كلامها : إلا أنه آثر ألا يسترسل معها في هذه النقطة ... لأنه يعرف جيدا ً: مدى عنادها وحدة ألفاظها التي قد تظهر في الكلام !!!..

    وهنا .. تدخل الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
    حفاظا ًعلى وقت الندوة ... فهناك حلين لهذه المشكلة .. الأول : هو أن تأخذ هذه المرأة : هذه (الغترة) التي أرتديها : فتغطي بها صدرها وقدميها !!!...
    وهنا بالفعل : خلع الشيخ (عبد الله) (غترته) : مادا ًبها يده تجاه المرأة !!!...
    وأما الثاني : فهو أن تستبدل هذه المرأة : مكانها مع أحد الأشخاص الآخرين من وسط القاعة : حتى لا أرى بذلك :
    (قدميها العاريتين) !!!.. مع طلبي لها أيضا ًبـ (إغلاق الجاكت المفتوح) الذي ترتديه !!!...

    لم يستطع مستر (فيليب) إخفاء ابتسامة خفيفة ظهرت على وجهه : وهو يتحاشى النظر لوجه مسز (دوري) ...

    في حين مرت ثوان معدودات على القاعة : مرت كالدقائق والجميع ينظرون في صمت إلى كل من :
    الشيخ (عبد الله) ومسز (دوري) ....

    إلى أن قطعت مسز (دوري) هذا الصمت فقالت في غيظ :
    حسنا ً... سوف أجلس في الصف الثاني هذا ... وسوف أغلق الجاكت كما يرغب هذا الشيخ المسلم ... ولكن بشرط :

    فقال مستر (فيليب) : وما هو ؟؟!!..
    فقالت : أن لا أكتفي بالاستماع فقط مثلما فعل السابقين ... ولكن : يكون الحوار بيني وبين الشيخ :
    مفتوحا ً: إلى أن أ ُقرر أنا الانتهاء !!!... موافقون ؟؟..

    وهنا : قال الشيخ (عبد الله) وهو يلبس (غترته) من جديد :
    لا بأس ..

    وعلى الفور : قامت إحدى النساء من الصف الثاني .. ومن خلف مقعد مسز (دوري) مباشرة (وكأنها صديقتها) : فاستبدلتا مكانهيما معا ً...

    وكان أول ما قالته مسز (دوري) في غضب عندما استقر الميكروفون في يدها هو :
    والآن : ألا تعتبر هذا الموقف أيها الشيخ : تعدِ على (حريتي) كامرأة في لبس ما أشاء ؟؟!!..

    فأجاب الشيخ (عبد الله) مبتسما ً:
    وهل حريتك (اللا محدودة) في نظرك : تعني (عدم احترام حرية الآخرين) ؟؟!!..
    ألا تعتبرين محاولتك لـ (فرض) رؤيتي لك على ما أكره : تعدِ أيضا ًعلى (حريتي) كمؤمن في رؤية ما أشاء ؟؟!!..

    ألم تقرأي أو تسمعي في حياتك (ولو مرة واحدة) قول المسيح (عيسى) عليه السلام في إنجيل متى عندكم :
    " قد سمعتم أنه قيل للقدماء : لا تزن ..
    وأما أنا : فأقول لكم : إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها : فقد زنى بها في قلبه !!!..
    فإن كانت عينك اليمنى تعثرك : فاقلعها والقها عنك !!!.. لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك : ولا يُـلقى جسدك كله في جهنم
    " !!!!!.. متى 5 – 27 : 29 ...

    فـ (الزنا) إن كنتي لا تعلمين طبيعة البشر : بدايته هو (النظر) إلى المرأة العارية أو وهي كاشفة بعض جسدها أو وهي في (زينتها) !!!... فعندها : تبدأ (فطرة) الرجال في العمل .. فـ (يشتهيها) الرجل في قلبه !!!.. أو وعلى حد قول المسيح (عيسى) عليه السلام :
    " يزني بها في قلبه " !!!..
    فإذا سنحت له الظروف : الخلو بهذه المرأة التي اشتهاها في قلبه : فسيزني بها حتما ً!!!..
    وخصوصا ًممَن ليس لديه وازع من دين ٍولا ضمير !!..

    وقد رحمنا الله تعالى في جميع شرعه لجميع أنبيائه : بأن أمر جميع المؤمنين به بأن : (يغضوا من أبصارهم) عن (العُري) و(الزينة) من النساء !!!..
    تماما ًكما أمر النساء أيضا ً: بـ (العفة) و(الستر) و(الحجاب) !!!..

    ومن هنا : يتبين لكِ أن (الشيطان وحده) : هو الذي يرغب في (تعرية) الإنسان !!!.. بل و(يُزين) له ذلك دوما ً: ليدفعه دفعا ًإلى الوقوع في (الحرام) !!!!!....
    لأن (العُري) و(التكشف) : هما من (أسرع الطرق) المؤدية إلى (زنا الرجل بالمرأة) !!!...
    ولأن انتشار (العُري) في أي مجتمع : يشغل رجاله وشبابه دوما ًبـ (الأفكار الجنسية) !!!.. ويستثيرهم في (جميع الأوقات) وفي (جميع الأماكن) !!.. حتى أن (كنائسكم) نفسها : لم تسلم من دخول النساء إليها وهن (متبرجات) !!!.. وذلك عكس ما جاء في كتبكم تماما ًمن التزام المرأة لـ (الحجاب) و(تغطية الرأس) في أماكن وأوقات الصلاة !!!...

    فهل فهمتي الآن : سر موقفي منكِ ومن تكشفك : كمسلم وكمؤمن بالله ؟؟!!..
    مع العلم بعدم استعدادي طبعا ًلأن : (أخلع إحدى عيني) هنا في بلادكم !!!....

    وهنا .. اعتدل معظم الحاضرين في مقاعدهم .. وقد تأكدوا بأنهم على وشك سماع (مناقشة فريدة) من نوعها بين هذا الشيخ المسلم (المُتمكن ذي المنطق القوي دائما ً) : وبين رئيسة لجان حقوق المرأة :
    (العنيدة جدا ً) في بلادهم : مسز (دوري سبنسر) ....

    حيث نقلوا أنظارهم جميعا ًإلى وجه مسز (دوري) ... والتي نقلت الشاشة الكبيرة ابتسامتها وهي تقول :

    يبدو أن انفعالي : قد جعلني أ ُخطيء في اختيار (بداية الحوار) معك أيها الشيخ !!!.. حيث أنني أدركت منذ بداية هذه الندوة : مدى قوتك في الاستشهاد بـ (نصوص الإنجيل المقدس) :
    ومهارتك الكبيرة في توظيف معانيها لخدمة ما ترمي إليه ...

    ولذلك ... فسوف أقوم بتصحيح هذه البداية ... حيث أريد منك : دفاعا ًعن (بعض التهم) التي يتهم بها النساء ُ: دينكم الإسلام ....!
    وكما اشترطت عليكم : سوف يكون الحوار : مفتوحا ًبيني وبينك ...
    مستعد ؟؟!!..

    وهنا ابتسم الشيخ في بساطته المعهودة قائلا ً:
    أنا على أتم الاستعداد دوما ًللدفاع عن (ديني) وعن (شرع ربي الحكيم) عز وجل !!!... تفضلي ...

    فقالت مسز (دوري) :
    بداية : اسمي هو مسز (دوري سبنسر) .. وذلك لكي لا تدعوني بلفظة (امرأة) !!!...
    وأما أول التهم فهي :
    أن دينكم : ينتقص دوما ًمن كيان المرأة !!!... فرسولكم مثلا ً: يصفها بأنها : (ناقصة عقل ودين) !!!.. ولا يجعل لها حقا ًمثل الرجل في تولي : (القضاء) ولا (الرئاسة) ولا ممارسة (أي عمل تشاؤه) !!!... كما أن ربكم أيضا ً:
    قد جعل لها (نصف نصيب الرجل في الميراث) !!!... وجعل شهادتها في القضاء : (نصف شهادة الرجل) !!!... وغير ذلك من أشكال التمييز الأخرى الكثيرة في (دينكم العنصري) !!!!...

    وهنا : أدارت مسز (دوري) رأسها في القاعة بحركة استعراضية شامتة : وهي تكاد أن تتذوق طعم النصر مبكرا ً.. حيث كانت تعتقد أنها : قد واجهت الشيخ المسلم أخيرا ً: بما لن يستطيع الخروج منه أبدا ً!!!.. فقالت في شماتة :
    فهل لديك إجابة أيها الشيخ المسلم : على كل هذه التهم ؟؟..

    وهنا .. انتقلت أعين الحاضرين إلى الوجه الهاديء المُبتسم للشيخ (عبد الله) .. والذي تتصدر صورته الشاشة الكبيرة الأخرى دوما ً... والذي علموا من هدوئه وابتسامته : خطأ مسز (دوري) حتما ًفي تذوقها لطعم الانتصار مبكرا ًبهذه الصورة !!!!...
    وعلموا أنه لديه (كعادته) : ردا ًمُفحما ًعلى هذه التهم ...
    فمعظم الحاضرين قد صاروا بالفعل : يثقون بقدرات هذا الشيخ المسلم : لدرجة كبيرة جدا ً!!!!...

    وهنا .. نطق الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
    حسنا ًمسز (دوري) ...
    فإنه عندي بالفعل : إجابات على كل هذه التهم !!!...

    وهنا .. بدأت ملامح الانفعال والقلق : تحل محل ملامح النصر على وجه مسز (دوري) !!!... فبدا عليها الإنصات والتركيز : للكلام الآتي من الشيخ المسلم ...
    والذي واصل قائلا ً:
    ولكن قبل أن أجيب عليكِ .. أريدك أن تجيبيني على بعض الأسئلة البسيطة في هذا (الحوار المفتوح) بيني وبينك كما تسمينه ...
    على أن تكون إجاباتك : مختصرة جدا ًبـ (نعم ٍ) أو (لا) .. فهل أنت مستعدة ؟؟..

    فقالت مسز (دوري) وهي تحاول إظهار ملامح الثقة في وجهها وصوتها :
    تفضل ...

    فقال الشيخ (عبد الله) :
    هل لديك أولاد ؟..
    >> مسز (دوري) : نعم ..!
    الشيخ : كم عددهم ؟..
    >> مسز (دوري) : اثنان .. ولد وبنت ..
    الشيخ : كم عمرهما ؟..
    >> مسز (دوري) : (جون) ست سنوات .. و(سيسيليا) سنتان ونصف ...
    الشيخ : هل كنت تحملين (سيسيليا) أحيانا ً: في حين كنتي تتركين (جون) ليمشي بجوارك ؟..
    >> مسز (دوري) : بالطبع .. حدث ذلك كثيرا ً!!!...
    الشيخ : لماذا كنت تحملينها : في حين تتركين الصبي يمشي ؟!!..
    >> مسز (دوري) : سؤال غريب !!.. لأنها صغيرة بالطبع .. وهو كبير ..
    الشيخ : هل يمكنني أن أصف هذا الفعل بـ : (العنصرية) أو (عدم المساواة) بين أبنائك ؟!!!.. أم أقول الصواب أنك :
    كنت تفعلين ذلك : مُراعاة منك لظروف وسن كل منهما ؟!!...
    مع العلم أن الوضع يُمكن عكسه أيضا ً لو كان (جون) هو الأصغر !!..
    فأنا لم أعني من سؤالي غير : وصف حال كل ٍمنهما فقط ...

    وهنا ...
    ضحكت مسز (دوري) في توتر .. وقد غمرها (شعورٌ أكيدٌ) بأن هذا الشيخ المسلم : سيستدرجها بطريقته تلك إلى (استغلال إجاباتها) بصورة ٍما في دفاعه عن نفسه ودينه ...
    ولكنه للأسف : لا يترك لها بهذه الأسئلة البسيطة المتتالية : أي فرصة للتفكير !!!...

    فقالت وهي تبتسم من المأزق الذي وضعها فيه الشيخ :
    )) بالطبع سأقول : أني كنت أفعل ذلك : مُراعاة لظروف وسن كل منهما !!!...
    الشيخ : هل كان تفريقك بينهما : مُقتصرا ًفقط على حمل (سيسيليا) وترك (جون) يمشي ؟؟.. أم كانت هناك مظاهر أخرى لهذه التفرقة : مثل تفريقك في (نوع الملابس والألعاب) التي يحظى بها كل منهما مثلا ً؟!!..
    >> مسز (دوري) : بالطبع كانت هناك فروقات في الملابس والألعاب : تناسب كل منهما ...!

    وهنا .. ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
    حسنا ً(مسز دوري) .. إذا كنتِ أنتِ (وأنتِ إنسان) : تفرقين بين (ابنك) و(ابنتك) : بما يناسب كل منهما ..
    وبالرغم من ذلك : ترفضين أن نسمي هذا الفعل : (عنصرية) أو (عدم مساواة) بينهما ..
    بل ونحن أيضا ً: متأكدون من أنك (تحبينهما بنفس الدرجة) : أليس كذلك ؟؟...

    ضحكت مسز (دوري) .. وقد بدأت تشعر بالإعجاب تجاه (ذكاء) هذا الشيخ المسلم و(سرعة تفكيره) وهي تقول :
    نعم أيها الشيخ .. نعم .. أوافقك على ما تقول ...

    وهنا قال الشيخ (عبد الله) بنفس هدوئه وابتسامته :
    إذا ً:
    أفنكون مخطئين إذا قلنا أن الله تعالى (وبرغم حبه لكل من الرجل والمرأة بنفس الدرجة) :
    إلا أنه يُشرع لكل منهما : ما يناسبه من الأحكام في كل مناحي الحياة ؟؟!!!..
    هل لديك اعتراض مسز (دوري) على ذلك ؟؟!!!...

    وهنا .. صمتت مسز (دوري) للحظة قصيرة .. ثم استدركت قائلة في حماس :
    كلامك ومنطقك قويين بالفعل أيها الشيخ المسلم .. ولكن : وبالرغم من اقتناعي به : إلا إنني أتساءل : لماذا نفترض أن الرجل والمرأة : مختلفين أصلا ً: ثم نقول بعد ذلك أن الله : سيفرق بينهما في الأحكام ؟؟!!!..

    وهنا ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
    أنا لا (أفترض) أن الرجل والمرأة (مختلفين) .. بل أقول أنهما (فعلا ً) : (مختلفين) !!!!...
    فهل تنكرين مثلا ًمسز (دوري) أن الرجل : من طبيعته أنه (لا يلد) ؟؟!!!..
    أو هل تنكرين أن المرأة : تأتيها بعض الأعراض والتغيرات العضوية (شهريا ً) : بما لا يأت للرجل أبدا ً؟؟!!!..
    هل تنكرين أن (شعر النساء) في الطبيعي : أطول من (شعر الرجال) ؟؟!!..
    وأن (جسم النساء) في الطبيعي : أضعف وأجمل وأكثر إثارة من (جسم الرجال) ؟؟!!..
    إلى غير ذلك من الاختلافات في (الميول والمواهب) : والتي يعرفها الناس جميعا ًولا ينكرها إلا مُخادع ٌلنفسه ؟؟!!..

    هل تستطيعين إلباس ابنك فستانا ًمسز (دوري) ؟!!..
    هل تنفين أن النساء : أكثر قدرة على البكاء واستحضاره من الرجال ؟!!..
    هل تنكرين أيا ًمن هذه الاختلافات مسز (دوري) ؟؟؟!!!!..

    اقتربت صورة الشاشة من مسز (دوري) وهي تضحك في عفوية : وقد بدأ الهدوء واللين يظهران في نبرات صوتها تدريجيا ًوهي تقول :
    لا أيها الشيخ المسلم .. لن أخدع نفسي أو أخدعكم لأنفي كل ما قلت !!!...

    وهنا .. استمر الشيخ قائلا ًبنفس لهجته الهادئة الواثقة :
    والآن :
    إليكم هذه (الحقائق الإسلامية) عن المرأة والرجل .. وعندما أقول (إسلامية) : فأنا أعني أنها حقائق : أبعد ما تكون عن (الزيف) أو (التصنع) أو (الكذب) !!!!... وذلك ببساطة لأنها :
    من الله تعالى : خالق كل شيء !!!... وخالق الرجل والمرأة !!..

    فالمرأة :
    قد خلقها الله تعالى لمهمة ثمينة جدا ًفي هذه الحياة .. ألا وهي : مهمة (حضانة الزوج والأبناء) .. وبما أن الله تعالى يخلق كل شيء : (على الصورة التي تناسب مهمته في الحياة) :
    فقد زاد الله تعالى للمرأة في : (عاطفتها) : على حساب (عقلها) !!!.. وذلك : لكي تستطيع بحق أن تحتضن الزوج : فتنسيه متاعب الحياة ومشقات العمل !!!...
    ولكي تتحمل أيضا ً(بالعاطفة : لا بالعقل والحسابات المادية) :
    متاعب تربية الأبناء ... والتي يعرفها كل أب وأم ...!!
    فالحاضرون هنا يعلمون أن المرأة (الأم) : هي وحدها القادرة مثلا ًعلى (تغيير ملابس الطفل الرضيع) بعد قضاء حاجته !!!.. وهي فقط التي لديها الصبر على (تغسيله) و(تنظيفه) !!!...
    بل وهي وحدها : التي تستطيع (تحمل بكاء طفلها) حتى يسكت !!!... في حين أن الأب : لا يستطيع تحمل هذا البكاء (ولو لدقائق معدودات) : برغم من محبته لأبنائه أيضا ً!!!!...
    وما قلته عن البكاء : يُقال حتى عن صراخ الأطفال وعلو صوتهم !!!..
    ففي حين يمكن للمرأة أن تتحمله : نجد الرجل أضعف منها في ذلك بمراحل كثيرة !!..
    أليس كذلك ؟؟!!...

    بدا الاقتناع على ملامح الحاضرين في القاعة وهم يستمعون لهذا الكلام ... في حين رجعت مسز (دوري) للخلف في مقعدها .. وقد بدا عليها الاسترخاء التام : وهي تستمع لمثل هذا الكلام (القوي المنطق) ... حيث رجحت بداخلها أنها ربما تعيش (أول خسارة) لها في حوار من الحوارات : أمام هذا الشيخ المسلم التي : لم تر أو تسمع بمثله من قبل !!..

    ولما رأى الشيخ (عبد الله) هذا الرضا البادي على وجوه الحاضرين .. استمر قائلا ً:

    فهل لو لم يزيد الله تعالى للمرأة في (عاطفتها) على حساب (عقلها) :
    هل كانت (زوجاتنا) و(أمهاتنا) سيصبرن علينا أبدا ً؟؟!!.. هل كنا سنرى منهن هذا الاهتمام البالغ الذي كثيرا ًما يطغى على راحتهن أنفسهن ؟؟!!!...

    بل والغريب أيضا ًأن العلم الحديث : يثبت لنا أن هناك اختلافات عديدة في (مخ) كل من الرجل والمرأة !!!.. أي ليست الاختلافات : (جسدية) فقط !!!!...
    وبدون التعرض للتفاصيل العلمية لهذه الاختلافات : يكفي أن أذكر لكم شيئا ًعن المرأة : لا تظهر أهميته بوضوح إلا بعد أن تصير (أما ً) !!!.. ألا وهو :
    (القدرة الذهنية العجيبة) للمرأة : على ممارسة (أكثر من شيء) في وقت واحد : وبنفس الكفاءة !!!!...
    حيث تستطيع المرأة مثلا ً: أن تهز بيدها طفلها الرضيع في سريره بانتظام :
    في نفس الوقت الذي تطعم فيه الآخر بيدها الأخرى بكل تمكن !!!..
    في حين (يصعب) ذلك على الرجل تماما ًإن لم يكن مستحيل !!!...
    وأما فائدة هذه الميزة : فلا تظهر بوضوح كما أخبرتكم : إلا عندما تراقبون عمل (الأم) في منزلها !!!.. حيث كثيرا ًما تقوم بـ (أكثر من عمل) في (وقت واحد) : مثل إعداد الطعام .. وغسل الثياب .. وإطعام الأطفال .. والقراءة .. والتنظيف .. وتنويم الأطفال !!!!...

    وهنا .. نقلت الشاشة صورة مسز (دوري) وهي تضحك ضحكة قصيرة : وكأنها استحضرت بالفعل : بعض المواقف العديدة التي مرت بها في حياتها : وتثبت صحة كلام الشيخ !!!...

    وهنا .. واصل الحاضرون استماع هذا الكلام الشيق من الشيخ .. والذي قال :

    وأما الرجل :
    فقد أعده الله تعالى : (جسديا ً) و(ذهنيا ً) و(عصبيا ً) : لـ (العمل) و(القيادة) في هذه الحياة !!!..
    وبما قد يتطلبه كل ذلك من اتخاذ قرارات صعبة أو مصيرية وفورية وحاسمة !!..
    وهي المشقات والأعمال والمهام : التي (رحم) الله تعالى منها المرأة !!!...
    ولهذا :
    فالرجل : في حاجة دوما ًلأن يجد : (الراحة) و(السكون) عند المرأة ..
    سواء كانت هذه المرأة هي : (أمه) أو (زوجته) ..
    ومن هنا : نعرف أهمية (التزام) كل من الرجل والمرأة : بدوره الذي أمره الله تعالى به ..
    والذي ألزمهما به على شكل : (أحكام وأوامر ونواهي دينية) : تحفظ على كل منهما : استقراره وراحته !!!..
    بل وتحفظ لـ (الأسرة) و(المجتمع) : استقرارهما أيضا ً...
    ولكن :
    إذا نجح (الشيطان) في تغيير هذه الأحكام : ونجح في دفع الناس لـ (الشك فيها) و(التنصل منها) :
    فلن نعرف إلا (البؤس والشقاء) الذي يعيشه الكثير من الرجال والنساء اليوم !!!... والذي جعل مجتمعات (الحيوان) التي تطيع الله وتلتزم بفطرتها والأدوار التي خصصها الله تعالى لها في الحياة : أسعد حالا ًمن مجتمعاتنا !!!!...

    وهنا .. سكت الشيخ للحظات وهو يتأمل وقع ما قاله على وجوه الحاضرين .. ثم انتقل ببصره إلى مسز (دوري) :
    فشاهد استكانتها أخيرا ً!!!.. ولاحظ هدوءها التام أمام هذا الكلام والمنطق المقنع !!!..
    فحمد الله تعالى في نفسه .. ثم واصل قائلا ً:

    فإذا فهمتي مسز (دوري) هذا الكلام وفهمه الحاضرون :
    فسأستطيع الآن أن أجيبك بكل سهولة عن : كل (تهمة) من (اتهاماتك) لديننا بـ (العنصرية) و(اضطهاد المرأة) ...

    1))
    فأما قولك أن رسولنا الخاتم (محمد) قد قال عن المرأة أنها : (ناقصة عقل ودين) ..
    فأ ُخبرك أن هذا : (صحيح) !!!.. ولكن دعيني أسألك سؤالا ًسريعا ً: مثل الأسئلة الماضية :
    مستعدة ؟؟...
    فابتسمت مسز (دوري) .. ولاحظ الحاضرون (زوال) مظاهر ومشاعر عدائها للشيخ وهي تقول : مستعدة ...
    فسألها الشيخ :
    عندما أصف ابنتك (سيسليا) مثلا ًبأنها : (صغيرة) و(قاصرة التفكير) .. ولا يُمكن تركها لـ (الاعتماد على نفسها) : فهل نعتبر ذلك : (سبا ًوانتقاصا ً) لها ؟؟!!.. أم أن الصواب نعتبر ذلك : (تقريرا ًووصفا ًدقيقا ً) لها :
    وأنه سوف يفيدنا جدا ًجدا ًفي معرفة : قدراتها جيدا ً: لنتعامل معها وفق ذلك ؟؟!!..
    فلا نحملها مثلا ًأكثر من طاقتها !!.. ولا نطالبها أيضا ًبما لا يتوافق معها ؟!!..

    فابتسمت مسز (دوري) وقد فهمت هي والحاضرون بالطبع : مغزى الشيخ (عبد الله) من الكلام .. فقالت :
    لا بالطبع .. لن أعتبر ذلك إهانة أو انتقاصا ًلها !!!....

    وهنا ابتسم الشيخ وقال :
    إذا ً.. فالنبي (محمد) صلى الله عليه وسلم : لم يقصد أبدا ًأن : (يُهن) المرأة أو (ينتقصها) بهذا الكلام عنها وبهذا الوصف لها !!!.. بل كل ما فعله : هو أنه قد قام بوصفها : (وصفا ًدقيقا ً) : يساعدنا على (فهمها) و(التعامل معها) بما يناسبها !!!...

    ومن ثمرات ذلك مثلا ً: أنكم تجدون نسبة : (ضرب الزوجات) أو(العنف المنزلي) في بلادنا بلاد المسلمين : لا قيمة لها أبدا ًبالمقارنة بالأعداد الضخمة لـ (الإحصائيات المفزعة) في بلادكم !!!..
    وذلك بالرغم من : كل ما تفعلونه من (قوانين) و(تشريعات لصالح المرأة) .. سواء هنا أو حتى في (أمريكا) !!..

    وأما سبب ندرة ذلك عند المسلمين فهو : معرفة الرجال بالفعل : للعديد من (الحقائق الإسلامية) عن النساء !!!..
    والتي قدمها لنا (الله) و(رسوله محمد) : بلا أي تزييف أو كذب أو مداراة !!!!...
    فالرسول الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم : عندما يقول أن المرأة (ناقصة عقل) : فهو يلفت نظر الرجال دوما ًلـ (الصفح) عن النساء : في كثير من المواقف الحياتية اليومية !!!.. بل وكأنه يُذكرنا دوما ًبفائدة (نقص العقل) هذا : والذي يوفر لنا نحن معشر الرجال : (الزيادة في العاطفة) التي نحتاجها من المرأة دوما ً!!!!...

    تماما ً: كما نصف أرض (سطح) المبنى بأنها : (مائلة) .. فهل هذا (الميل) : عيبٌ فيها ؟؟!!.. أم أن (العاقل) سوف يعرف أنه لهذا (الميل) : (فائدة عظيمة) في (تصريف مياه الأمطار) إذا نزلت ؟؟؟...
    فهل فهمتم الآن : أنه لن يُسيء الظن بكلام النبي (محمد) : إلا (جاهل) به و(برحمته بالنساء) !!!..

    وعندما يقول أيضا ًعن المرأة بأنها : (ناقصة دين) : فهو بذلك يبين لنا : خطأ كل من يريد تحميل المرأة من مهام الدعوة والدين : ما لا يتناسب معها أبدا ً!!!... ولذلك : فإن الكثير من (أوامر) و(مشاق الدين) في الإسلام : تقع على الرجل فقط : ولا تقع على المرأة !!!..
    مثل (فرض الجهاد في سبيل الله) .. و(وجوب الصلاة في المسجد) .. و(وجوب تبليغ ونشر الدين) وذلك في مجامع الناس المختلفة :
    بما يتوجبه ذلك من (السفر الكثير الطويل) أحيانا ّو(المُخاطرة بالنفس) وترك (الأسرة والعائلة والأزواج والأولاد) !!!...
    ولهذا السبب :
    لم يجعل الله تعالى : (النبوة) و(الرسالة) : في النساء !!!.. ولكن : جعلها في (الرجال) فقط !!!..
    وذلك لأن الله تعالى : قد جعل مهمة المرأة الأساسية : هي (في بيتها) ... ولو افترضنا أنه ألزمها بأمور الدين كالرجل تماما ً: فسوف يكون في ذلك : (ظلما ً) و(تحميلا ً) لها بما لا تطيق : فضلا ًعن (دمار) أسرتها !!!..
    وحاشى الله عز وجل أن يفعل ذلك بعباده ...! حيث يقول لنا دوما ًفي قرآنه الكريم :
    " لا يكلف الله نفسا ً: إلا وسعها " .. البقرة – 286 ..

    بل هو الحكيم الخبير كما قلت لكم من قبل .. بل هو : (الكمال المطلق) في الحكمة والخبرة ..
    ولذلك .. فهو يقول عن نفسه في القرآن الكريم :
    " ألا يعلم مَن خلق : وهو اللطيف الخبير " ؟؟!!.. الملك – 14 ...

    ومن هنا .. نستطيع أن ندرك جميعا ًأن تفرقة الله تعالى في بعض الأحكام بين (الرجل) و(المرأة) : هو رحمة بكل منهما بما يناسبه .. بالضبط كرحمة مسز (دوري) بكل من (سيسيليا) و(جون) : بمعاملة كل منهما بما يناسبه !!!...

    فإذا فهمنا هذا المنطق : فسنستطيع فهم بكل سهولة أسباب وتفاصيل هذا الاختلاف الذي ألقته علينا مسز (دوري) ...

    2))
    فعندما يتولى الرجل (القضاء) مثلا ً: في حين لا يُسمح بذلك للمرأة ذلك في الإسلام :
    ففي ذلك : مراعاة لقدرات كل منهما ... حيث أن الرجل : أكثر اتزانا ًوعقلانية من المرأة في إدراك (معطيات) و(ظروف القضية) ... كما أن أحكامه التي سيطلقها : لن تتأثر بأية مؤثرات (عاطفية) أخرى جانبية كالمرأة مثلا ً... والتي يمكن أن تؤثر (عاطفتها) للأسف على حكمها ..
    فهي قد تتأثر مثلا ًببعض (الدموع الكاذبة) من (الجاني) !!!...
    أو تتأثر بالطرف الأضعف : على حساب الطرف الأقوى : حتى ولو كان هو المخطيء !..

    كما أن خبرتها بجوانب الحياة المختلفة :
    أقل بكثير من الرجل : وذلك بحكم (مساحة دائرة حركة واحتكاك) كل منهما في الحياة !!!...
    والتي هي عند الرجل : أوسع بكثير من مثيلتها عند المرأة غالبا ً!!!..

    فإذا أضفنا إلى كل ذلك : (التأثير النفسي والذهني) لبعض (التغيرات الفسيولوجية) التي تصيب المرأة شهريا ً: فسنعرف عندها : مدى صدق الإسلام مع الطبيعة البشرية : وذلك عندما لم يجعل (القضاء) : واحدا ًمن المجالات التي يمكن للمرأة المشاركة فيها !!!!...
    فإذا ختمنا كل ذلك بأن (غياب) المرأة عن بيتها لـ (القضاء) : سوف يكون له التأثير السيء على ذلك البيت :
    فسوف تكتمل لنا الرؤية : أكثر وأكثر عن (حكمة) الإسلام في : (شرعه) و(توجيهاته) !!!...

    وهنا : نظر الشيخ (عبد الله) مرة ًأخرى في وجوه الحاضرين ليلمس مدى اقتناعهم بما يقول ... فوجد مظاهر القبول بادية على ملامحهم والحمد لله ... فواصل قائلا ً:

    3))
    فإذا استوعبنا هذه الأسباب التي ألقيتها عليكم الآن : فسوف تجدون أنها أيضا ً: نفس الأسباب التي تمنع المرأة في الإسلام من تولي (رئاسة البلاد) !!!... والتي تحتاج لـ (تفرغ ٍكبير ٍ) : لن نجده أبدا ًعند المرأة السوية !!!...
    والتي أعدها الله تعالى : لوظائف أخرى (في المنزل) : تختلف تماما ًعن وظائف (خارج المنزل) كالرجل !!!...

    ومن المناسب هنا أيضا ً: ذكر سمة من أهم سمات المرأة : والتي نعرفها عنها جميعا ً.. بل وحتى المرأة المُنصفة : لا تستطيع إنكار هذه السمة في نفسها : ألا وهي : (طغيان العاطفة) كثيرا ًعلى (قرارات) المرأة : لدرجة أنك يمكن أن تسمع لها : بضعة قرارات مختلفة : في الموقف الواحد : في فترة عشر دقائق فقط !!!!...
    أليس كذلك ؟؟؟!!...
    ألم تلاحظوا مثل هذه الحقيقة في مواقف عديدة من حياتكم ؟؟.. ولا سيما في وقت (شراء المرأة لملابسها) مثلا ًأو (ملابس زوجها وأولادها) ؟؟!!.. وذلك على عكس الرجل الذي يكون دوما ً: أكثر (حزما ً) و(تحديدا ً) في مثل هذه الأمور !!!.. ولعل ذلك : هو أحد أقوى أسباب الخلاف دوما ًبين الزوج والزوجة عندما يذهبون لشراء شيء ما !!!..

    فضحك معظم الحاضرين (بما فيهم النساء) من ذكر الشيخ لهذه السمة الأساسية بالفعل في المرأة ...
    والتي لفت نظرهم جميعا ًإليها بقوة بالفعل ...

    فواصل الشيخ (عبد الله) كلامه قائلا ً:
    فهل تتخيلون معي الآن : ماذا يمكن أن يحدث في مُقدرات الأمم : إذا ما تولت رئاستها النساء بالفعل : لا صوريا ًكما يحدث في بعض الدول ؟؟!!.. هل يمكن أن تتخيلوا معي : حجم (الاضطراب) في شئون هذه البلاد : والذي يمكن أن يُسببه : (التردد) المعروف في (قرارات) المرأة ؟؟؟!!... مثل : أفعل ؟؟.. لا أفعل !!.. أفعل ؟؟.. لا أفعل !!.... وهكذا ....

    وهذا بالطبع : عكس الرجل كما قلت لكم .. والذي وهبه الله تعالى من (صفات القيادة) : ما يناسب وظيفته في هذه الحياة !!!.. حيث بإمكانه مثلا ً: (ضبط قراراته) : حتى في حالات الغضب والانفعال أكثر بكثير من المرأة !!!... رغم تفاوت كل ٍمن الرجل والمرأة في ذلك : حيث لا تنسون أني أبني كلامي كله على الغالب وليس القليل أو النادر أو الشاذ من الجنسين ...

    وهذا أحد الأسباب أيضا ًالتي نفهم بها : لماذا لم يجعل الله تعالى (قرار الطلاق) في الإسلام : بيد المرأة !!!.. وإلا لكنا رأينا في ذلك :
    (عجيب القرارات) مثل : طلاق .. لا !!.. رجوع .. لا لا !!.. طلاق .. لا !!.. رجوع .. لا لا !!.. وهكذا !!!...

    وهنا : انفجر العديد من الحاضرين في الضحك : بسبب الطريقة الفكاهية التي قال بها الشيخ عباراته الأخيرة ....

    فقطع ذلك الشيخ قائلا ً:
    ولا يغرنكم أو يخدعنكم في هذه المسألة : وجود الكثير من : (الأميرات) و(الملكات) في تاريخكم وفي بلادكم ..
    لأن الذي يعرفه بعضكم (ولا يعرفه الكثير منكم) : أن رئاسة النساء للبلاد في هذه الحالة : يكون معظمها كما قلت لكم : رئاسة (صورية) !!!.. أي : لا فعل لها في الحقيقة !!!.. وإنما الذي يصدر الأوامر في الحقيقة ويتفقد البلاد :
    يكون هو رئيس وزرائها : أو كبير الوزراء .. أو حتى زوجها !!!...

    كما أن من طبيعة المرأة كما أخبرتكم منذ قليل : أنها ماهرة في التعامل مع الجزئيات المختلفة في (نفس الوقت) بكفاءة تامة ...!
    وهو ما لا نجده في الرجل : بل : وقد يكون عيبا ًفينا نحن الرجال في بعض المواقف الحياتية بالفعل !
    والتي نفتقد فيها (قوة الملاحظة) و(سرعة الاستجابة) كثيرا ًعن النساء !!..
    ولكن تلك الطبيعة في المرأة : وعلى قدر مناسبتها لوظيفتها كأم وزوجة ومُربية وحاضنة :
    إلا أنها لا تتناسب مع المهارات المطلوبة في (القيادات العامة) ..! والتي يكون الأنسب لها دوما ًهم الرجال .. وذلك لأن من طبيعة الرجل : أنه يقوم بالتركيز على (الشيء الكلي الواحد) :
    وهو بذلك : أفضل من المرأة في الوصول لأفضل النتائج لقيادة الشيء الواحد .. وذلك من غير أن (يتشتت) تفكيره في تفاصيل أخرى جانبية مثلما يفعل (عقل) المرأة !!!....

    4))
    ثم تنهد الشيخ (عبد الله) وهو يقول :
    ثم نأتي الآن إلى اتهام مسز(دوري) لله تعالى : في أنه جعل (شهادة المرأة) أمام القضاء : نصف شهادة الرجل ... وهي بذلك : تشير إلى الآية التي يقول فيها الله عز وجل :
    " واستشهدوا شهيدين من رجالكم .. فإن لم يكونا رجلين : فرجل ٌوامرأتان ممن ترضون من الشهداء : أن تضل إحداهما : فتذكر إحداهما الأخرى " !!!... البقرة – 282 ...

    وكما قلت لكم من قبل : أن الله تعالى عندما يُفرق في تشريع أو حكم بين الرجل والمرأة : لا يعني ذلك أنه ينتقص منها !!!.. ولكن : يُبين لنا ويصف لنا : (التصرف الأمثل) معها في ذلك الأمر أو تلك المسألة !!!....
    بالضبط كأن تقول مسز (دوري) مثلا ًلإحدى صديقاتها : لا تصدقي ما ستقوله لك ابنتي (سيسيليا) : وذلك لأنها صغيرة : وقد تختلط الأمور في رأسها !!!.. ولكن : إذا وافق كلامها : كلام أخيها الأكبر (جون) : فصدقيه !!!..
    وهكذا الأمر أيضا ًبالنسبة لـ (جون) : لا تصدقيه إلا إذا وافق كلامه : كلام الأكبر منه ... وهكذا ..

    فلا نستطيع في هذه الحالة : القول بأن مسز (دوري) : تنتقص ابنتها أو ابنها !!!.. ولكن الصواب هو أن نقول : أن مسز (دوري) : تعرف جيدا ًكيف تتعامل مع (عقلية ابنتها الصغيرة أو ابنها) .. والتي : قد تختلط لديهما بالفعل : (الأحداث الحقيقية) في ذهنيهما : بـ (الخيال المعروف عند الأطفال في ذلك السن) !!!...
    أو بالعاطفة والرغبة في شيءٍ ما بعينه : والتي قد تسيطر على التفكير لديهما : فيخلطان بين ما لم يقع بعد : وما قد وقع !!..

    فإذا فهمنا ذلك :
    فسوف نفهم بعض الأسباب التي من أجلها :
    جعل الله تعالى في شرعه : شهادة المرأة : تعدل نصف شهادة الرجل !!!...
    فمن تلك الأسباب مثلا ً: أن عاطفة المرأة (الزائدة عن الرجل) : قد تدفعها في بعض الأحيان لـ (خلط) الأمور لصالح ما تميل إلى تصديقه بقلبها !!!... وفي هذه الحالة : فإن الله تعالى : جعل معها امرأة أخرى :
    تذكرها فقط بالحقيقة : وليس بما (تميل إليه) أو بما تميل إلى (تصديقه) !!!...

    كما أن العلم الحديث الآن أيضا ً: بدأ يدرس مثلا ً: علاقة (الحمل والولادة) بـ (تناقص ذاكرة المرأة) !!!... وعلى سبيل المثال : اسمعوا معي النتائج التالية :

    ففي دراسة حديثة قام بها علماء في (سيدني - أستراليا) : تم تقديم بحث من جامعة (نيوساوث ويلز – بسيدني) .. وتم نشر نتائجه على شبكة CNN وشبكة BBC الإخبارية بعنوان الدراسة : Pregnancy does cause memory loss, (أي الحمل : يجعل الذاكرة أقل !!!) .. حيث أثبتت الدراسة أن الحمل : يتسبب بضعف ذاكرة النساء !!!.. وأن هذه الحالة : تستمر لفترة ما بعد الولادة أحيانا ً.. حيث يتسبب الحمل في : تناقص طفيف في عدد خلايا الذاكرة لدماغ الأم الحامل !!!...
    وقالت (جوليا هنري) (وهي إحدى العاملات على البحث) لشبكة CNN :
    " ما وجدناه هو أن : المجهود الذهني المرتبط بتذكر تفاصيل جديدة أو أداء مهام متعددة المراحل : يصاب باضطراب " !!!.. وأضافت أيضا ً:
    " قد تعجز المرأة الحامل مثلا ًعن تذكر رقم جديد !!!... لكنها ستستعيد بسهولة الأرقام القديمة التي كانت تطلبها على الدوام
    " !!!!...

    وهنا .. تفقد الشيخ (عبد الله) ملامح الدهشة التي ارتسمت على وجوه الحاضرين (وبخاصة مسز (دوري)) .. والتي ابتسمت وهي تقول للشيخ :

    لا تنظر إليّ ..! فلن تجد سوى نفس ملامح الدهشة التي ارتسمت على وجه القس (جوزيف) عندما أخبرته بحقائق (الذبابة) !!!!...

    فضحك الشيخ .. وضحك الحاضرون ...
    في حين أدرك مستر (فيليب) في هذه اللحظة : أنه يرى (ولأول مرة) : مسز (دوري) وهي تلين في الكلام مع أحد الرجال الذين يخالفونها في الرأي !!!...
    فعرف ساعتها : إلى أي مدى يمتلك هذا الشيخ المسلم : (قدرة على المحاورة والإقناع) بحق !!!...

    5))
    وهنا .. واصل الشيخ كلامه قائلا ً:
    أما بالنسبة لـ (مجال العمل النسائي) في الإسلام : فقد وضع له الله تعالى ورسوله الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم : شروطا ًعديدة ...
    فإذا سمعتوها : فاحكموا أنتم بأنفسكم على (موقف الإسلام) من هذه التهمة !!!...

    فالمرأة مأمورة في ديننا أولا ً: (بلزوم بيتها) !!!.. وذلك لأنها بخروجها لـ (مزاحمة الرجل) في مختلف الأعمال : فسوف تترك بذلك أعمالا ًأخرى في بيتها : (لن يستطيع القيام بها أحدٌ مثلها أبدا ً) !!!... أليس كذلك ؟؟...
    ولعلكم لاحظتم في مجتمعاتكم وبلادكم بالفعل : مدى (الاضطراب) الحادث في عائلاتكم :
    بسبب (خروج المرأة للعمل) !!!..
    فالأطفال الصغار : فقدوا (حاضنتهم الحقيقية) : في أهم سنوات عمرهم الأولى !!!.. حيث فقدوا معها :
    (الحنان) الذي لا يمكن أن يُعطيه لهم أحدٌ بصدق ٍ: إلا (الأم) !!!!...
    فإذا كبروا بضع سنين : لم يجدوا أيضا ً: من يهتم بهم الاهتمام الكافي في المنزل !!!.. بل صار كل واحد في المنزل للأسف : يمتلك مفتاحا ً!!!... لأنه صار لكل واحد منهم : (مواعيده الخاصة) و(حياته المنفصلة) عن الآخرين :
    فلا نراهم يجتمعون إلا في المناسبات !!!..
    وأما في سن المراهقة : فالأم التي من المفترض أن تكون بجوار أبنائها في هذا السن الحرج (وخصوصا ًالفتيات) : صارت أيضا ً: أبعد ما تكون عنهم وعن اهتماماتهم ومشاكلهم !!!!...

    ناهيكم بالطبع عن (حق الزوج) المهضوم في (الراحة والسكن) إلى زوجته وفي بيته والاستمتاع بوقته معها متى شاء !!!.. لأنه عندما يرجع متعبا ًمرهقا ًإلى البيت : يجد زوجته أيضا ً: (في نفس الحالة إن لم يكن أكثر) !!!..
    بل وربما كانت أيضا ً: تعود للبيت في وقت ٍمتأخر عنه !!!!...
    ولذلك :
    فالنساء العاقلات والحكيمات في مجتمعاتكم : لا يملكن إلا (الإعجاب الشديد بالشرع الإسلامي) : والذي أرشد المرأة إلى أن (بقائها في المنزل) : أفضل (لها) و(لزوجها) و(لأبنائها) من الخروج منه !!!..

    ولا ننفي بالطبع وجود حالات : تستدعي خروج المرأة للعمل ... مثل حاجة المجتمع المسلم مثلا ً: لـ (طبيبة) أو (مُعلمة للفتيات) .. أو حت (مُعلمة دين للنساء) !!!...
    كما يمكن أن (تضطر) المرأة أيضا ًللخروج ولغير ذلك من الأعمال بسبب : (فقرها الشديد) !!!.. أو عدم وجود مَن ينفق عليها أو على أولادها !!...
    ولكن الخطأ كل الخطأ : هو أن نفتح (جميع) مجالات العمل أمام (كل) النساء : فتنهار بذلك الأسرة والمجتمع !!!...

    وبذلك : يجب أن ننظر باحترام شديد : للأسس والقواعد الإسلامية التي تتعلق بهذه المسألة ...
    فالإسلام مثلا ً: قد ألزم الرجل بـ (الإنفاق) على المرأة .. وقضاء حاجاتها المختلفة .. فإذا غاب عنها هذا الرجل (سواء كان زوجا ًأو أبا ًأو ابنا ًأو أخا ً) : فلها الحق ساعتها في الخروج والعمل .. ولكن بشروط أيضا ً:
    مثل اختيار (نوع العمل) نفسه .. وذلك بألا يكون فيه مثلا ً:
    (ابتذال) للمرأة !!!.. أو (كشف لجسدها) !!!.. أو (اختلاطها بالرجال) وحدها : مما يُعرضها وشرفها للخطر !!!..
    كما أن على المرأة التي ستخرج للعمل : أن تلتزم بـ (حجابها) الذي بينه لنا الله تعالى ورسوله الخاتم (محمد) .. وذلك حتى لا تصبح المرأة : (مصدرا ًدائما ًلاستثارة الرجال) في كل مكان ٍتتواجد فيه (للأسف مثل بلادكم ومجتمعاتكم) !!!..

    لأن (تبرج) المرأة و(عُريها) : يجعلها دوما ً: (أداة جذب لأنظار واهتمام) الشباب والرجال !!!!..
    وهذا فيه من الضرر الدائم (عليها) و(عليهم) : ما لا يخفى أبدا ًعلى كل (عاقل) !!!..
    وبالطبع : إحصائيات (جرائم التعدي على النساء) في بلادكم و(اغتصابهن) :
    تثبت لكم صحة هذه (الحقائق الإسلامية) !!!...
    والتي للأسف بدأت بعض بلاد المسلمين : تقلدكم في تلك الأخطاء الجسيمة : وفي ترك شرع الله الحكيم !!!..
    وهي المجتمعات التي انتشرت فيها : (العلمانية) و(الليبرالية) بجميع صورها للأسف !!!..

    وهنا .. توقف الشيخ لحظة .. ثم عاد فقال :

    فهل رأيتم الآن : إلى أي مدى يهتم الله تعالى بـ (تفاصيل حياة المؤمنين به) كما أخبرتكم من قبل ؟!!..
    بل هل رأيتم : كيف يجعل من (المرأة المسلمة) في شرعه :
    (جوهرة ثمينة) : لا مكان لها : (أءمن) من (منزل أهلها) أو (منزل زوجها) لحمايتها من كل سوء !!!!...
    أما تعلمون أنه كلما : (غلا الشيء) وصار (ثمينا ً) : فإنه يزداد (اهتمام صاحبه به) و(خوفه عليه) !!!.. بل ويبحث له دوما ًعن : (أءمن الأماكن) ليحتفظ به فيها !

    وأما المرأة عندكم : فبجانب تدميركم لـ (عائلتها) بسبب إخراجكم لها من بيتها (بغير قيد ولا ضابط) : إلا أنكم أيضا ً: لم تهتموا بها خارج هذا البيت !!!.. بل صرتم تعاملونها من كثرة خروجها : كما تعاملون الرجال !!!.. أي :
    بلا أدنى اهتمام بـ (عواطفها) أو حتى بـ (طبيعتها الرقيقة) كامرأة !!!!..

    واسمعوا لهذا الكلام التالي والصادق والقيم جدا ًجدا ً... والذي تخبركم به : امرأة : يعترف الجميع بذكائها !!!.. ألا وهي المؤلفة الشهيرة : (أجاثا كريستي) !!!... حيث تقول (وأرجو تدبر كل كلمة من كلماتها) :
    " إن المرأة الحديثة : مغفلة !!!..
    لأن مركز المرأة في المجتمع : يزداد سوءا ًيوما ًبعد يوم !!!..
    فنحن النساء : نتصرف تصرفا ًأحمقا ً.. وذلك لأننا بذلنا الجهد الكبير طوال السنين الماضية : للحصول على حق العمل .. والمساواة في العمل مع الرجل !!!.. وأما الرجال
    (وهم ليسوا أغبياء) : فقد شجعونا على ذلك مُعلنين أنه : لا مانع مطلقا ًمن أن تعمل الزوجة وتضاعف دخل الزوج !!!..
    إنه من المؤسف أن نجد نحن النساء
    (الجنس اللطيف الضعيف) :
    أننا قد أصبحنا اليوم نتساوى في الجهد والعرق : والذي كان من نصيب الرجل وحده !!!..
    لقد كانت المرأة في الماضي : تعمل في الحقل وفي المنزل : من أجل إرضاء الزوج .. ونجحت المرأة بعد ذلك في إقناع الرجل أن : مكانها في المنزل وضعفها الجسماني : لا يسمحان لها بالجهد والنضال !!!..
    كما أقنعت الرجل أنها : في حاجة دائمة لعطفه وحنانه .. طالبة منه : تدليلها وإرضائها دائما ً..
    وفي عهد الملكة فكتوريا : كانت المرأة في أسعد حالتها .. وما يقال عكس ذلك : كذب !!!.. كانت المرأة في هذا العهد : تحترم الرجل ورجولته ومسئوليته تجاه منزله العائلي !!!.. كانت الحياة :
    سعيدة عندما كان الرجل سيد البيت والمسئول الأول عن رفاهية الأسرة !!!.. أما اليوم :
    فالمرأة تطالب بحريتها .. فحصلت بالفعل عليها .. ولكنها : أصبحت مضطرة إلى العمل المضني والتنافس مع الرجل في كل الميادين !!!.. وبذلك :
    فقدت سعادتها المنزلية .. وفقدت أنوثتها التي كانت تسحر الرجل في الماضي
    " !!!!...

    فهل رأيتم كلاما ً: أصدق من هذا الكلام كما أخبرتكم ؟؟!!...
    إنه كلام صادر بالفعل من (امرأة عاقلة) : لم تخدع نفسها أو تخدع بنات جنسها بـ (الأكاذيب) !!!..
    (امرأة عاقلة) : عرفت الحقيقة المؤسفة عن (حال المرأة) من وراء (الشعارات الزائفة) و(القوانين الظالمة) !!!..

    ولذلك .. فكثير من العاقلات في بلادكم قد (اعترفن) بـ : (علو قدر) المرأة و(علو منزلتها) في بلاد الإسلام !!.. ومن هؤلاء الكثير مثلا ً:
    الكاتبة الإنجليزية : مس (آني رود) .. والتي تخبركم بكل صراحة فتقول (وأرجو أيضا ًتدبر كل كلمة من كلماتها) :
    " لأن تشتغل بناتنا في البيوت : خير وأخف بلاء من اشتغالهن في المعامل !!!..
    حيث تصبح البنت : ملوثة بالعديد من الأدران : التي تذهب برونق حياتها إلى الأبد !!!..
    ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين :
    فيها الحشمة .. والعفاف .. والطهارة .. وتتنعم المرأة فيها بأرغد عيش !!!..
    تعمل : كما تعمل بنات البيوت !!!.. ولا تمس الأعراض بسوء !!!.. نعم .. إنه لعار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها : مثالا ًللرذائل بكثرة مخالطة الرجال !!!..
    فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يوافق فطرتها الطبيعية : من القيام بأعمال البيت .. وترك أعمال الرجال للرجال ؟؟؟!!.. ففي ذلك : سلامة لشرفها
    " !!!!!!!!!!!!..

    ووالله : لقد صدقت مس (آني) في وصف هذه (الحقائق المُرة) في بلادكم !!!...
    وآخر ما أختم به هذه النقطة معكم : هو (الخبر الغريب) التالي : والذي نشرته جريدة (ذا جارديان) البريطانية منذ فترة ليست ببعيدة فقالت :
    " البريطانيون : يتبرعون لمساعدة الحمير : أكثر من مساعدة النساء اللاتي يُساء معاملتهن " !!!!!...

    حيث أن اهتمام البريطانيين بـ (12 ألف حمار) في دار رعاية الحمير بـ (ديفون - جنوب غرب انجلترا) : زاد عن اهتمامهم بـ (7.5 مليون امرأة بريطانية) : يُعانين من (العنف) و(الاغتصاب) و(الإكراه على العمل في الزنا) : (وهو ما يُسمى بالرقيق الأبيض) !!!!...

    فهذا مثال بسيط فقط : وبإحصائية واحدة فقط : تتحدث (بصراحة) عن حقيقة (وضع المرأة) في مجتمعاتكم !!!..
    ولمَن لا يفهم علاقة ذلك (الوضع المتدهور للمرأة) بـ : (التساهل) في خروج المرأة للعمل : بداع ٍوبدون داع :
    فإليه المثال البسيط جدا ًالتالي : وهو من بلادي : بلاد الإسلام للأسف !!..

    فعندما كانت المرأة المسلمة عندنا : تلتزم بـ (البقاء في بيتها) كما أمرها الشرع الحكيم :
    كانت ساعتها : تحظى في ذلك الوقت بـ : (اهتمام) و(تقدير) و(احترام) الجميع لها ...
    والذين لو شاهدوا مثلا ًفي أحد الأيام : أنها خرجت لتركب (الأوتوبيس) المزدحم : لعلموا (يقينا ً) : أن ذلك نتيجة (ضرورة وحاجة فعلية) : هي التي : (أخرجتها من بيتها) !!!..
    فكان الجميع لذلك : يفسحون لها الطريق .. بل ويتسابقون لأن يقف كل واحد ٍلها : (لتجلس هي مكانه) !!!!...
    وإذا استطاعوا تيسير حاجتها لها بشتى الطرق : لفعلوا ...

    وأما الآن :
    وبسبب اتباع الكثير من (مجتمعاتنا) لكم للأسف : فقد صارت المرأة : (تزاحم) الرجل في كل مكان !!!!..
    في الشارع .. والمدرسة .. والجامعة .. والعمل ...
    بل وحتى زاحمته في (الأوتوبيس المزدحم) أصلا ً!!!!..
    فهل تتوقعون لمثل هذا الرجل : أن يُـفسح للمرأة مكانه في (الأوتوبيس) لتجلس فيه : كما كان يفعل لها من قبل ؟؟!!..
    أو هل تتوقعون له أن يُقدم لها حاجتها عن حاجته ؟؟..
    هل تتوقعون أن يعود الحال كما كان قبل سنوات مضت ؟؟!!.. أم أن المرأة للأسف : قد (أرخصت) من نفسها و(استنقصت) من قدرها : بـ (استسهالها) مزاحمة الرجال في المجتمع : (بغير ضرورة) ؟؟!!..

    وهنا .. التفت الشيخ (عبد الله) لمسز (دوري) وهو يقول :
    أرجو أن يكون الله تعالى قد وفقني في الإجابة على المجموعة الأولى من اتهاماتك مسز (دوري) ؟؟..
    فهل أنا مُحق ؟؟!!..

    وهنا .. انتقلت العيون لتلتقي على صورة مسز (دوري) : والتي ركز عليها مخرج الندوة في الشاشة الكبيرة خلف المنصة وهي تبتسم قائلة :

    همممم .. الحق : أن هذه هي (المرة الأولى) في حياتي التي أعرف فيها أنه :
    من السهل جدا ًأن تتغير وجهات نظر الشخص وأفكاره : في لحظات معدودات !!!!....

    ثم رفعت يدها بورقة صغيرة أمام الكاميرا وهي تقول للشيخ :
    وأما باقي الأسئلة التي كنت أنوي إلقائها عليك : فقد كنت سألقيها عليك من باب : (التهم) الموجهه إلى الإسلام !!!.. وأما الآن :
    فسوف ألقيها عليك لأعرف فقط : رأي الإسلام (الحكيم) فيها !!!!...
    فقد صرت أكثر شوقا ًبالفعل لمعرفة رأي الإسلام في هذه القضايا الشائكة .. وهذه (التهم) التي تثار في وجهه !!!..
    فأنت أيها الشيخ المسلم : لا تدري : كم مسألة كنت أحتار دوما ًعند مجرد التفكير فيها :
    ثم ها أنت تفسرها وتشرحها أمامي الآن : بأسلوب بسيط ومنطقي جدا ً:
    لا أعتقد أن هناك ما هو أفضل ولا أوضح منه قط !!!..

    وهنا .. ضحك الشيخ (عبد الله) وقال :
    لا أحمد سوى الله تعالى على هذا التوفيق الليلة .. ولا أنسى بالطبع : فضل (جون) و(سيسيليا) في تبسيط هذه المسائل المعقدة لكم وشرحها !!!.. فأرجو أن تشكريهما : نيابة عني !!!...

    وهنا .. ضحك الحاضرين في القاعة (بما فيهم مسز دوري) ... والتي قالت في سرعة :
    ولكن .. وقبل أن أطرح عليك باقي (الاستفسارات) :
    فقد نسيت أن تفسر لي : لماذا جعل الله نصيب المرأة في (الميراث) : هو نصف نصيب الرجل ؟؟.. هل لهذا علاقة بعقلها أو عاطفتها أيضا ً؟؟!!!.. أرجو الإفادة ....

    وهنا .. رجع الشيخ (عبد الله) بظهره إلى الخلف وهو يقول :

    6))
    آه .. نسيت هذه النقطة .. آسف ...!
    بالنسبة للميراث : فتفسير ذلك عندي : هو أسهل بكثير من التفسيرات السابقة !!!...
    حيث أن نسبة (النصف) هذه التي ذكرتيها مسز (دوري) بين الرجل والمرأة : ليست إلا (حالة واحدة فقط) في الميراث في الإسلام !!!... أو بمعنى آخر :
    هي (الحالة الوحيدة) التي اختارها أعداء الإسلام : لإبرازها للناس على أنها :
    (الحالة السائدة) دوما ًلميراث المرأة في الإسلام !!!..
    فقد تعمدوا (كعادتهم) : عدم ذكر (باقي الحالات) التي تتساوى فيها المرأة مع الرجل في الميراث أو تزيد عنه !!!.. والتي (ويا للغرابة) : مذكورة في (نفس الآيات) التي استقطعوا هذا الجزء منها !!!...
    أو مشتقة منها كما بين الرسول الخاتم (محمد) وعلماء الأمة !!..
    وقد نصّ الله تعالى على أساسيات (أحكام المواريث) تلك في القرآن : في ثلاث آيات فقط !!!.. وجميعها في سورة واحدة : تحمل اسم : سورة (النساء) !!!... وذلك لأن بها أحكاما ًكثيرة : تتعلق بأحكام النساء في الإسلام : واللاتي رفع الله تعالى من شأنهن ..!
    فبعد أن كان الناس : (يتوارثون نساء الميت) : بالضبط كما (يتوارثون أثاث بيته وممتلكاته) :
    فقد أعز الله تعالى النساء بأن جعل لهن : (حياتهن الخاصة ورأيهن الخاص) .. بل وجعل لهن نصيبا ًمن الميراث : لا يجوز لأحد ٍأن يجور أو يستحوذ عليه !!!...

    فإذا قلنا مثلا ًأن هناك (4) حالات : ترث فيها المرأة (نصف الرجل) :
    فأ ُحب أن أذكر لكم مسز (دوري) أن هناك في المقابل : (8) حالات أخرى : ترث فيها المرأة : (مثل الرجل تماما ً) !!!..
    كما لو مات ميت ٌمثلا ًعن : أب وأم وابن !!..
    بل والأعجب : أنه هناك (10) حالات أو تزيد : ترث المرأة فيها (أكثر من الرجل) !!!..
    كما لو ماتت مثلا ًعن : زوج وأب وأم وابنتان !!!..
    بل والأعجب والأعجب (وكل ذلك يجهله أو يخفيه أصحاب العقول المريضة والتشويه على الإسلام) :
    أن هناك حالات : ترث المرأة فيها : ولا يرث نظيرها من الرجال !!!..كما لو ماتت مثلا ًعن زوج وأبو أم وبنت وابن ابن !!..

    فهل بعد ذلك تكريم للمرأة ورد كيانها لها كإنسان يملك ويتصرف ؟؟!!!...
    وسوف أذكر لكم الآن : نص الآية التي أخذ منها أعداء الإسلام (جزءا ً) : و(تركوا باقيها) !!!..
    حيث يقول الله تعالى في سورة النساء – 11 :
    " يوصيكم الله في أولادكم (أي إذا مات الرجل وترك أبناءا ًذكورا ًوإناثا ً) : للذكر مثل حظ الأنثيين .. فإن كن نساءا ًفوق اثنتين (أي أبنائه كلهن إناث) : فلهن ثلثا ما ترك (والثلث الباقي يقتسم فيه باقي الورثة) .. وإن كانت واحدة : فلها النصف .. ولأبويه : لكل واحد منهما السدس مما ترك : إن كان له ولد .. (وهنا حالة مساواة بين الأب والأم : ولكن لا يذكرها أعداء الإسلام) .. فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه :
    فلأمه الثلث .. فإن كان له إخوة : فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بها أو دين .. آباؤكم وأبناؤكم : لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا ً.. فريضة من الله : إن الله كان عليما ً حكيما ً
    " ..!!

    فكما رأيتي مسز (دوري) : حيث في (آية واحدة) من آيات المواريث في القرآن : استمعنا معا ًلـ (أكثر من حكم) للرجل وللمرأة : أبناءا ًكانوا أو أباءا ًأو إخوانا ً!!!... ولكن مَن يطعنون في الإسلام للأسف (وكما قلنا) :
    قد احترفوا دوما ًاختيار فقط : ما يؤيد (اتهاماتهم الباطلة) !!!...

    وأما الحكمة في أن الله تعالى جعل نصيب (الابن) : ضعف نصيب (البنت) :
    فهو أن الله تعالى : قد جعل المرأة في الإسلام كما قلت لكم : (عزيزة الشأن) .. (كريمة القدر) .. ولذلك : فقد جعلها دوما ًفي : (كفالة أحد الرجال) :
    هو الذي يرعاها ويقوم على شؤونها ويُنفق عليها !!!..

    إما في كفالة أبيها أو أخيها : قبل الزواج !!!...
    وإما في كفالة زوجها أو حتى ابنها : بعد الزواج !!!...
    فعلى هؤلاء جميعا ًأن يُنفقوا عليها بما أمرهم الله به ..
    كما أنها عند الزواج : لا يُكلفها الله تعالى بأي شيءٍ مطلقا ًأو حتى بأي نفقة !!!.. وذلك عكس الرجل تماما ً!!!.. والذي كلفه الله تعالى بدفع : (مهر) للزوجة !!!.. وتوفير (بيت الزوجية) أيضا ًلها .. وغير ذلك !!!..
    والآن :
    ومع كل هذه (الامتيازات) للمرأة .. والتي جعلتها : (غير مُـلزمة بأي نفقات) في حياتها : لا قبل الزواج .. ولا في الزواج .. ولا بعده !!!.. مما يحفظ عليها (مالها) دوما ًمعها : بلا أي نقصان إذا أرادت !!!..
    أفلا يكون من (العدل) بعد كل ذلك : أن يجعل الله تعالى لـ (الأبناء وللرجال) الذين تقع على عاتقهم كل هذه النفقات : (ضعف) ما تأخذه هي من الميراث ؟؟!..

    وهنا ردت مسز (دوري) على الشيخ قائلة :
    بالطبع !.. وخصوصا ًمع شرح (رائع) كالشرح الذي قلته : فلم تترك لنا خيارا ًفي أي إجابة ٍأخرى !!!...

    وهنا .. مال مستر (فيليب) على أذن الشيخ (محمد) وهو يقول بصوت منخفض :
    سبحان الرب القدوس : إن هذا الشيخ الذي أحضرته لنا : مؤيدٌ من قِـبل الرب بالفعل شيخ (محمد) !!!.. فلم أر مسز (دوري) أبدا ً: تثني على رجل ٍقط منذ عرفتها !!!..

    وهنا .. أكملت مسز (دوري) حديثها قائلة :
    والحق شيخ (عبد الله) : أني قد سمعت بالفعل : عدة أخبار من قبل : تؤكد أن (الفاتيكان) نفسه : قد قام بطلب المعونة من (جامعة الأزهر – مصر) أكثر من مرة بخصوص بعض حالات المواريث !!!..
    ولم أعرف ساعتها : لماذا هذا الطلب الغريب !!!.. لدرجة أني (استنكرت) الخبر نفسه ولم أصدقه !.. وذلك بالطبع : بسبب كثرة (الأكاذيب) التي ينشرونها عن دينكم !!!...
    وأما الآن :
    فلم أتخيل أن كتاب (القرآن الكريم) لديكم : فيه مثل هذه (التفاصيل الدقيقة) في معاملات الناس !!!..

    ثم صمتت مسز (دوري) لحظة وهي تنظر في الورقة التي بيدها ثم قالت :
    والآن : أعرض عليك مسألة : (الحجاب) أو (لباس المرأة) في الإسلام : فأريد أن أعرف بالضبط : (حدوده والحكمة منه) .. كما أريد أن أعرف على وجه الخصوص : لماذا تبالغون في بعض البلدان الإسلامية : فتأمرون المرأة حتى بـ :
    (تغطية وجهها) أيضا ً؟؟!!..
    فلتتفضل بالإجابة ....
    التعديل الأخير تم 06-19-2011 الساعة 11:42 PM

  4. #19

    افتراضي

    7))
    وهنا .. ابتسم الشيخ (عبد الله) وهو يقول :
    أولا ً: أريد أن أوضح لكِ مسز (دوري) : مفهوما ًهاما ًجدا ًلدى الرجال : لا تشعر بأهميته المرأة (للأسف) مثلما يهتم به الرجل !!!...
    ألا وهو مفهوم : تأثير (التكشف) في النساء : على (سلوك وأفكار) الرجال !!!....

    ولتقريب هذا المفهوم إليك : اسمحي لي أن نعود إلى أسلوب السؤال والجواب السابق ..
    حيث سأسألك (سؤالا ًجريئا ً) الآن : ولكنه هام جدا ًبالفعل .. فأرجو منك الإجابة عنه بصدق وبلا حرج :
    فأجابت مسز (دوري) باستغراب : تفضل ....

    فقال الشيخ (عبد الله) :
    هل هناك بعض (المناطق) أو (الشوارع) في بلدتك : والتي (تعرض) النساء فيها أنفسهن لـ (الزنا) مع الرجال ؟؟..
    وهنا : احمر وجه مسز (دوري) من (الحياء) فطريا ًوهي تقول في تعجب (حيث فاجأها مثل هذا السؤال بالفعل من مثل هذا الشيخ) :

    >> لم أتوقع هذا السؤال حقا ً!!.. وخصوصا ًمنك أيها الشيخ المسلم !!!.. ولكن لا بأس ...
    نعم .. هناك (شارع مشهور) في بلدتي للأسف : يتم فيه مثل هذا الأمر ..!
    الشيخ : حسنا ً: هل تتوقعي أن (ترتدي) هؤلاء النسوة : (نفس الملابس العادية) التي ترتديها أي امرأة في أي مكان آخر في بلدتك ؟؟؟..
    >> فأجابت مسز (دوري) : لا بالطبع !!!... بل يرتدين ملابس : (مُغرية إلى حد كبير) لهذا الغرض !!!..
    الشيخ : إذا ً: أنت تتفقين معي في أن (لبس المرأة لهذه الملابس) : هو بمثابة رسالة (بغير كلام) إلى الرجال !!!.. أليس كذلك ؟؟...
    >> فأجابت مسز (دوري) : نعم !!!....
    الشيخ : إذا ً: يمكننا أن نقول أن (الملابس المُغرية) التي ترتديها المرأة : تحمل دعوة للرجال لممارسة (الجنس) معها : حتى ولو لم تطلب ذلك بالكلام !!!... هل تتفقين معي في هذا أيضا ً؟؟!!..
    >> فأجابت مسز (دوري) وقد بدأت تفهم ما يرمي إليه الشيخ : همممم ... نعم ...!
    الشيخ : والآن .. وبرغم وجود أطفال في القاعة (وأنا آسف جدا ًلأن يسمعوا مثل هذا الكلام) ولكنهم سيستفيدون كثيرا ًمنه في حياتهم ... فأنا أسألك مسز (دوري) :
    هل تستطيعي أن تحددي لنا : (الحد الفاصل) في ملابس المرأة : والذي إذا تجاوزته : نستطيع أن نصف ملابسها ساعتها بأنها : (مُغرية) !!!.. وأنها تحمل : (دعوة صامتة) للرجال : لممارسة (الزنا) معها ؟؟؟!!..

    وهنا .. لاحظ الجميع : (إحمرارا ًشديدا ً) من الحياء في وجه مسز (دوري) بأكمله !!!...
    حيث فوجئت (هي وكل مَن بالقاعة) بهذا السؤال الغريب للمرة الثانية من هذا الشيخ المسلم !!!..
    والذي أردف قائلا ً:

    هل تستطيعين تحديد ذلك مسز (دوري) كـ (امرأة) من (النساء) ؟؟... أم أنه سيكون من (العقل) و(الصواب) أن يُحدده لنا مثلا ً: (رجل ٌ) من (الرجال) ؟؟؟!!!....

    فقالت مسز (دوري) وقد بدأت تشعر بـ (الخجل الشديد) من الملابس (المكشوفة) التي ترتديها :
    أعتقد أنه من الصواب والعقل بالفعل : أن يُحدد ذلك (الرجال) أنفسهم !!!.. فهم وحدهم الذين (سيشعرون) بهذه الرسالة من وراء هذه الملابس (المُغرية) !!!....

    وهنا .. ابتسم الشيخ (عبد الله) وهو يرى مسز (دوري) تضم طرفي الجاكت على صدرها ورقبتها .. فقال :

    حسنا ًمسز (دوري) ... فسوف أذكر لكِ الآن :
    ستة صفات لـ (ملابس المرأة) الـ (غير محتشمة) .. والتي إذا لبستها المرأة لغير (زوجها) أو (أهلها) و(خاصة خارج بيتها) :
    لكانت بمثابة : (رسائل سيئة المعنى) لأي رجل !!!!.... وثقي تماما ًفي كلامي هذا كرجل !!!...

    بل : وأرجو ألا تتهمينني بـ (الكذب) أو حتى (المبالغة) في إحداها !!!.. لأن ما سأذكره لكم الآن : يتساوى في درجة الانفعال به : (كل الرجال) بلا استثناء !!!!.. وذلك لأنه : من (الغريزة) و(الفطرة) التي وضعها الله تعالى في الرجل !!!....
    وأما الصفات الستة فهي :
    أولا ً: اللبس العاري .... وذلك في أي جزء من الجسد : مثل (الذراعين .. الصدر .. القدمين .. الظهر) :
    فهل تتفقون معي على ذلك ؟؟!!.. (فقال معظم الحاضرين في لهجة مرحة وخاصة الشباب : نععععم) !!!..

    فابتسم الشيخ لهذا التجاوب الذي يُثبت لـ (النساء) بالفعل : صدق ما يقول .. فواصل قائلا ً:
    ثانيا ً: اللبس الضيق ... والذي برغم تغطيته لأعضاء جسم المرأة : إلا أنه (يُبرز) تلك الأعضاء المثيرة و(يُجسمها) !!..
    فهل تتفقون معي على ذلك ؟؟!!.. (فقال معظم الحاضرين مرة أخرى وخاصة الشباب : نععععم) !!!..

    ثالثا ً: اللبس الشفاف ... والذي برغم تغطيته لجسم المرأة : إلا أنه (يُظهر ما تحته بوضوح) :
    بل : وبصورة أكثر إغراءً : وتحفيذا ًللرغبة على كشف المستور !!..
    فهل تتفقون معي على ذلك ؟؟!!.. (فقال معظم الحاضرين أيضا ًوخاصة الشباب للمرة الثالثة : نععععم) !!!..

    رابعا ً: اللبس ذو القماش الناعم الخفيف ... والذي يُظهر ويُركز دوما ً: أعضاء جسم المرأة عند حركتها :
    فهل تتفقون معي على ذلك ؟؟!!.. (فقال معظم الحاضرين أيضا ًوخاصة الشباب : نععععم) !!!..

    خامسا ً: تعطر المرأة في (جسدها) وفي (لبسها) بالروائح (المُغرية والمثيرة) الفواحة :
    حيث إن ذلك من شأنه أن : يجذب نظر الرجال والتفاتهم إليها : كلما تحركت أو مرت بهم أو جلست معهم !!..
    فهل تتفقون معي على ذلك ؟؟!!.. (فقال معظم الحاضرين أيضا ًوخاصة الشباب : نععععم) !!!..

    سادسا ً: لبس الأشياء التي تصنع صوتا ًمع الحركة والاهتزاز !!..
    مثل (الخلاخيل) أو حتى (الكعب العالي) !!.. واللذان يلفتان مثلا ًالنظر والانتباه إليها بصوتيهما !!!..
    فإذا أضفنا إلى ذلك أيضا ً: لبس (الملابس الشاذة أو الفريدة) التي تصير بها المرأة : (مُميزة) و(ملفتة للنظر) من بين باقي النساء :
    لاكتملت لدينا الآن كل وسائل جذب المرأة لنظر الرجال إليها بصورة غير مباشرة !!..
    فهل تتفقون معي على ذلك ؟؟!!.. (فقال معظم الحاضرين أيضا ًوخاصة الشباب للمرة الأخيرة : نععععم) !!!..

    فقال الشيخ في ثقة :
    والآن : هل علمتي مسز (دوري) : لماذا ينتشر (الزنا) بين رجالكم ونسائكم وشبابكم وشاباتكم ؟؟؟.. ولماذا تنتشر أيضا ً: (الخيانة الزوجية) عندكم ؟؟؟!!.. وكذلك أيضا ًحوادث (الاغتصاب) العديدة في بلادكم ومجتمعاتكم ؟؟؟!!!..
    والتي قد تصل لحد الاعتداء والقتل !!!..

    فكل ذلك للأسف : هو بسبب (ملايين الرسائل سيئة المعنى) : والتي ترسلها النساء للرجال يوميا ًفي مجتمعاتكم : في كل مكان يجتمعان فيه : سواء (علمت) ذلك : أم (لم تفكر فيه أصلا ً) !!!!..
    حيث في جهلها بذلك هي أشبه بمَن يلبس تي شيرت مكتوب عليه : (اقتلني بكل سعادة) !!..
    سواء كان يعرف معناها أم لا !!..

    ومن هنا مسز (دوري) : يمكننا تلخيص مواصفات (اللباس المحترم) و(الحجاب الساتر) الذي أمر به الله تعالى المرأة بالآتي :
    1)) أن يستر جميع جسدها : بما في ذلك شعرها ....
    2)) أن لا يكون ضيقا ً...
    3)) ألا يكون شفافا ً...
    4)) ألا يكون قماشه ناعما ًخفيفا ًكالحرير وغيره : إلا إذا لبست تحته لباسا ًآخرا ً...
    5)) ألا تتعطر المرأة في جسدها ولا في لباسها بالعطور (المُغرية) (الفواحة) ...
    6)) ألا تلبس كل ما من شأنه لفت الانتباه والنظر إليها مثل (الكعب العالي) أو الملابس (الفريدة المُميزة) ...

    فهذه هي الصفات التي لو التزمت بها المرأة في دين الإسلام :
    حفظت نفسها : وحفظت الرجال من فتنتها : ومن التفكير الآثم في الزنا بها : لكل صاحب قلب ٍمريض !!..

    وهكذا أخيرا ًمسز (دوري) : تستطيعين وبكل سهولة : أن تراجعي نفسك في آرائك تجاه لبس المرأة في بلاد الإسلام !!!.. لأنك سوف تعرفين ساعتها : أن ذلك (اللباس المحترم) و(الحجاب) الإسلامي عندنا :
    هو من أعظم الوسائل التي (حفظ) الله تعالى بها : (كرامة المرأة) وسط الرجال .. ووسط المجتمع !!!..
    لأنها لو (تخلت عنه) .. وارتدت أمثال ملابسكم (المكشوفة) : (وهو ما بدأ ينتشر للأسف في عدد ٍمن نساء البلاد الإسلامية) : فسوف تجعل من نفسها بذلك :
    عرضة لكل (فكر سيء) : بما يتناسب مع هذا (اللباس السيء) !!!!...

    لأن الذي يرتدي لبس (الطبيب) مثلا ًوهو ليس طبيب : فلا يلومن الناس إن عاملوه كطبيب !!!..
    وكذلك إذا لبس أحدنا لبس (الشرطة) مثلا ً: فلا يلومن الناس إن عاملوه كشرطي أيضا ً!!!..

    فهل فهمتي الآن مسز (دوري) : الحكمة من وراء أمر الله تعالى المرأة في الإسلام بالتزام (الحجاب) ؟؟..

    وهنا .. ضحك مستر (فيليب) قائلا ً:
    جميل جدا ًأيها الشيخ ما فعلته الليلة في مدينتي !!!.. لقد (استعديت) أولا ً:
    (الملحدين) !!!.. ثم (الشيوعيين) !!!.. ثم (رجال الدين المسيحي) !!!.. ثم استعديت (اليهود) !!!.. والآن : أضفت إلى قائمتك أيضا ً: أصحاب شركات ومؤسسات (الموضة والملابس) في بلادنا !!!!...
    صدقني : سيكون من العجيب حقا ً: وصولك إلى بلادك (سالما ً) بعد هذه الندوة !!!...

    وهنا .. ضحك الحاضرون في القاعة (بما فيهم مسز دوري) على هذا التعليق المرح من مستر (فيليب) ... في حين قال الشيخ مُبتسما ً:
    هكذا هو الحق دوما ًمستر (فيليب) !!!.... هكذا هو دوما ً: (يستعدي) كل قوى الباطل من حوله !!!.. ثم أضاف ممازحا ًبدوره :
    وجيد أنك بنظرتك الثاقبة قررت أن تكون الندوة كلها الليلة : بلا تقسيم !!..

    ثم التفت الشيخ إلى مسز (دوري) قائلا ً:
    وأما الآن مسز (دوري) : وإذا كنت استوعبتي كلامي السابق جيدا ً:
    فسوف تدركين أن : (أفضل) و(أعلى) درجات الحفاظ على المرأة من الرجال .. و(أعلى علامات) علو قدرها ومنزلتها في أي مجتمع هي أن :
    (تغطي المرأة وجهها) !!!!...
    لأنها بذلك : تعلن عن إغلاقها الطريق تماما ً: على كل الرجال للطمع حتى في محادثتها بغير ضرورة !!!..

    وذلك لأن بعض النساء : (وبالرغم من التزامهن بالحجاب الذي شرحته لكم) : إلا أنهن للأسف : يستغلون (جمال وجوههن) في توصيل : نفس (الرسائل السيئة المعنى) للرجال !!!..
    وإلا : فما الهدف من وراء (تزينهن في وجوههن) خارج المنزل لـ (غير أزواجهن) !!!..
    ومن هنا أيضا ً:
    يمكنك أن تلاحظي أنه كلما : (زاد قدر المرأة) عند أبيها أو زوجها أو أهلها : زاد حفظهم لها بـ (الحجاب) من أدنى ضر ٍمن عبث العابثين !!!...
    بل ولا أكذب إن أخبرتك أن (مستورات الوجه) دوما ًعلى مر التاريخ من النساء :
    هم من أعلى النساء قدرا ًعند أهليهن أو شعوبهن أو أممهن !!!..
    ولو تفكرتي قليلا ًفي ذلك : لاستطعتي أن تتذكري أيضا ً: العديد من المشاهد التي تؤيد لك كلامي !!..
    وذلك كـ (الأفلام السينمائية التاريخية) والتي تشاهدين فيها مثلا ً: (أميرات) و(نبيلات) أوروبا أو العرب أو الصين ...!
    والسؤال : ألم تلاحظي في عددٍ منهن أنهن كن : (يُغطين وجوههن) !!!.. وأن ذلك كان علامة على : (علو شأن) الواحدة منهن !!!...

    بل والعجيب أيضا ً.. أنه (وإلى وقت قريب جدا ً) : كانت (الراهبات) عندكم هنا في (أوروبا) يغطين وجوههن !!!..
    حيث صرح بذلك منذ عامين تقريبا ً: الأسقف الهولندي (موسكينيس) في مدينة (بريدا) !.. وإليكم ما قاله حرفيا ًوأرجو الإنصات جيدا ً:
    " إن قرار حظر (النقاب) في هولندا : لا ضرورة له على الإطلاق !!..
    وأن وزيرة الهجرة
    (ريتا فيردونك) : قد بالغت في التخويف من خطورة تأثير (النقاب) على المجتمع الهولندي !!.. وعلى التعايش والاندماج " !!..

    وقال أيضا ً :
    " إن ارتداء المسلمات لـ (النقاب) : لا يختلف عن ارتداء (الراهبات) في (العقود الماضية بهولندا) لـ (أغطية رأس ووجه) !!!!.. بحيث لم تكن تبدو إلا العينان بصعوبة بالغة " !! ..

    ثم أضاف أيضا ً:
    " أنه كانت (الراهبات) من (الروم الكاثوليك) يسرن في الشوارع بالآلاف : ولم يصدر قرار في هولندا بحظر هذا الزي !!.. ثم قامت (الراهبات) من تلقاء أنفسهن بالتخلي عن (غطاء الوجه) !!!.. وأعتقد أن (المسلمات) سيفعلن ذلك من أنفسهن مستقبلا ً.. ولا يوجد أي ضرورة لحظره على هذا النحو " !!!...

    وأقول أنا لكم :
    بالطبع : فإن الأسقف الهولندي (موسكينيس) : لا يعرف أن (غطاء الوجه) في الإسلام : هو (ليس عادة) !!!.. وإنما هو من (مأمورات الحجاب) في دين الله عز وجل !!!.. بل هو من : (أعلى درجات الحجاب) كما قلت لكم !!!... ولذلك : فإنه لا يلتزم به عادة إلا (النساء الفضليات) في الإسلام اللاتي يبحثن عن الحجاب الكامل !!!.. وذلك مثل : (زوجات وبنات النبي محمد نفسه) !!.. و(زوجات وبنات الصحابة) !!!.. بل وكل (مسلمة) أتت بعد ذلك وإلى اليوم :
    اتبعت هؤلاء (النساء الصالحات) في التزام تغطية الوجه ....!

    ولكي تتأكدي أكثر مسز (دوري) من أن (الحجاب) أو (النقاب) أو (البرقع) : ليسوا (اختراعا ًإسلاميا ً) !!!.. وإنما عرفهم الناس قديما ً: حتى في زمن (العبرانيين) في زمن (إبراهيم) عليه السلام !!!..
    فإليكي بعض النصوص من العهدين القديم والجديد لديكم :
    والتي تؤكد لكِ : مدى التزام النساء في (زمن الأنبياء) بتغطية وجوههن من (الرجال الغرباء) عنهن :

    1))
    ففي سفر التكوين 24 – 64 : 65 : جاء عن (رفقة) : أنها رفعت عينيها فرأت (إسحاق) عليه السلام قادما ًمن بعيد ..
    " فنزلت عن الجمل وقالت للعبد : من هذا الرجل الماشي في الحقل للقاءنا ؟..
    فقال العبد : هو سيدي .. فأخذت البرقع وتغطت
    " !!!..

    وذلك لأن نبي الله (إسحق) في ذلك الوقت كان : غريبا ًعنها !!!..

    2))
    وفي سفر التكوين 38 - 14 أيضًا جاء أن (ثامار) :
    " مضت وقعدت في بيت أبيها .. ولما طال الزمان : خلعت عنها ثياب ترملها : وتغطت ببرقع وتلففت " !!!..

    3))
    وفي النشيد الخامس من أناشيد النبي (سليمان) عليه السلام : تقول المرأة :
    " أخبرني يا مَن تحبه نفسي :
    أين ترعى عند الظهيرة ؟.. ولماذا أكون كمقنعة عند قطعان أصحابك ؟
    " !!!..

    4))
    وفي الإصحاح الثالث من سفر النبي (أشعياء) أيضا ً:
    " إن الله سيعاقب بنات صهيون على تبرجهن ... والمباهاة برنين خلاخيلهن : بأن ينزع عنهن زينة : الخلاخيل والضفائر والأهلة والحلق والأساور والبراقع والعصائب " !!..

    5))
    وأما في العهد الجديد ... فقد أشرت لك مسز (دوري) في بداية ردي عليك : لقول المسيح (عيسى) عليه السلام :
    " قد سمعتم أنه قيل للقدماء : لا تزن ..
    وأما أنا فأقول لكم : إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها : فقد زنى بها في قلبه !!!..
    فإن كانت عينك اليمنى تعثرك : فاقلعها والقها عنك !!!.. لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك : ولا يُـلقى جسدك كله في جهنم
    " !!!!!.. متى 5 – 27 : 29 ...

    فإذا كان هذا : هو حرص (المسيح) عليه السلام : في تجنب وجود (أي شهوة) بين النساء والرجال الغرباء عنهن .. فهل تتوقعون أن تأتي تعاليمه أو تعاليم أتباعه : بما يخالف ذلك ؟؟!!..
    والحق أقول لكم : إن المسلمين بحق : هم الوحيدون السائرون على الفطرة كما أخبرتكم من قبل !!!.. حيث أنهم وإلى الآن : يتمسكون بـ (فرض حجاب تغطية المرأة لرأسها وشعرها) أمام الرجال : وخصوصا ًفي الصلاة : خمس مرات في اليوم والليلة !!!..
    لأن المرأة في الإسلام : تعلم أن صلاتها باطلة : إذا ما كانت مكشوفة الرأس !!!... حتى ولو كانت وحدها !!!...
    لأن تغطيتها لجسدها وشعرها هنا : هو من باب (احترام وتوقير) الله تعالى في الصلاة !!!..
    وهذا بالضبط : هو نفس الحُـكم المذكور في كتبكم ولا يعرفه أكثركم اليوم !!!...
    والعجيب : أن قائله هو : (بولس) نفسه الذي أفسد عليكم دينكم !!!.. ولكنه حتى في ذلك العصر القديم :
    لم يستطع (إنكار) هذا الخلق العظيم : والذي كانت تتحلى به (المرأة المؤمنة) في ذلك الوقت من اليهود !!!..
    والذي كان السبيل الوحيد لوقاية المجتمع من شرور الزنا !!.. فلا عجب ألم يجد مناصا ًمن ذكره في رسالته كورنثوس الأولى :
    " 11-5 وأما كل امرأة تصلي أو تتنبأ : ورأسها غير مُغطى : فتشين رأسها !!.. لأنها والمحلوقة شيء واحد بعينه " !!!...
    (وأرجو هنا أن تسألوا قساوستكم : لماذا لا يأمرون النساء بتغطية رؤوسهن : عند الصلاة على الأقل !.. أو حتى في الكنائس ؟!) ...

    " 11- 6 : إذ المرأة إن كانت لا تتغطى : فليُـقص شعرها !!!... وإن كان قبيحا ًبالمرأة أن تقص أو تحلق : فلتتغط " !!!...
    (وهذا نص ٌآخرٌ : أهديه لدولة مثل (فرنسا) خصوصا ً: والتي تتعمد : منع المسلمات من تغطية رؤوسهن !!!) ...

    " 11- 10 : لهذا : ينبغي للمرأة أن يكون لها سلطان على رأسها من أجل الملائكة " !!!..
    (وذلك لأنه كما أخبرنا رسولنا (محمد) : فإن ملائكة الصلوات والوحي : لا تحضر أبدا ًفي وجود امرأة : شعرها مكشوف !!.. فما بالكم إذا ًبـ : صلواتكم في كنائسكم !!!.. والتي تكشف فيها النساء : أكثر من ذلك للأسف !!!) ..

    " 11- 13 : احكموا في أنفسكم : هل يليق بالمرأة أن تصلي إلى الله وهي غير مُغطاة " ؟!!!!..

    وأما أنا :
    فأترك (لكم) ولـ (رجال دينكم) الإجابة على هذا السؤال !!!...

    وهنا .. لاحظ الحاضرون : انصراف (رجلين) من (رجال الدين) من الصف الأول !!!...
    ولم يستطع أحد أن يستشف من ملامحهما : سبب انصرافهما !!!.. أهو (الغضب) ؟؟!!.. أم (الخجل) من هذه الحقائق المريرة التي أوضحها الشيخ (عبد الله) من كتبهم تباعا ً؟؟!!..
    لم يستطع أحد استشفاف ذلك : وذلك لأنهما كانا (ينظران إلى الأرض) : إلى أن خرجا من القاعة في صمت !!!...

    وهنا قالت مسز (دوري) بدورها :
    الحق أيها الشيخ المسلم : أنك بقدر ما أفدتني الليلة بمعرفة العديد من (الحقائق الدينية) التي لم أسمع بها أبدا ًمن قبل : بقدر ما جعلت خروجي هنا من هذه القاعة الليلة بملابسي تلك : (شيئا ًمُحرجا ًجدا ًلي) بعد كل هذا الكلام !!!.. بل حتى إني لأخجل الآن : من مجرد وقوفي في مكاني بهذه الملابس أمام أنظار الرجال الحاضرين !!!..

    وهنا .. ابتسم الشيخ (عبد الله) لتعليقها الصادق هذا قائلا ً:
    الله أكبر .. والحمد لله وحده ...! فما قلتيه الآن مسز (دوري) : يؤكد لي : استيقاظ خـُلق (الحياء الأنسوي) عندك !!.. ذلك الخـُلق (الفطري) في المرأة : والذي قضت عليه حضارتكم (العلمانية) للأسف تماما ً!!!!...
    وأرجو ألا تحزني كثيرا ًمن موقفك هذا .. لأنه عندما يدخل الإنسان في دين الإسلام : فإن الله تعالى : يغفر له كل ما سبق من ذنوبه : مهما كانت !!!.. بل ومن (كرم) الله تعالى (اللا محدود) أيضا ً: أنه يُبدل له مكان كل هذه الذنوب : حسنات !!!... وكأنه يعوضه عن سنين حياته التي ذهبت من قبل : بلا فائدة : بعيدة ًعن الحق !!!..

    وهنا .. تدخل الشيخ (محمد) قائلا ً:
    لا تقلقي مسز (دوري) .. فزوجتي معها (معطفا ًطويلا ً) هنا في القاعة .. وسوف تعطيه لكِ ...
    فلا تقلقي بهذا الشأن ....

    وهنا .. نظرت مسز (دوري) للورقة التي في يدها للحظة .. ثم قامت بطيها وهي تقول :
    والآن شيخ (عبد الله) : أوجه لك آخر استفسار لدي بشأن وضع المرأة في الإسلام .. ألا وهو :
    الاستفسار عن مسألة : (تعدد الزوجات) للرجل الواحد في دينكم ...!
    هل هو بالفعل بالقتامة التي بلغتنا هنا في الغرب ؟.. أم أن هذا أيضا ًفيه من المبالغات ما فيه ؟!!..
    فأرجو أن توضح لي وللحاضرين : ما (حكمة) الله في ذلك التشريع في الإسلام ؟؟..
    وشكرا ً...

    8))
    وهنا تنهد الشيخ وقال :
    بداية : أشكر لك هذا الأدب في وصفك لله تعالى بـ (الحكيم) .. لأن ذلك بالفعل : هو (أول خطوة صحيحة) للتفكير في شرع الله تعالى وفهمه !!!!...
    لأنه إذا اعترفنا بأن (صانع الشيء) : هو بالفعل : (أعلم الناس) بما يُصلحه ويحافظ عليه :
    فسوف يسهل علينا كثيرا ًبعد ذلك التيقن من (فائدة) شرع الله تعالى الذي (خلقنا) ؟؟؟!!!..
    حيث نؤمن ساعتها بأن الله بالفعل : (أعلم بصالحنا) من أي أحدٍ كائنا ًمَن كان !!..

    ومن هنا أيضا ً: وقبل أن أ ُحدثكم عن (الحكمة) من (تعدد الزوجات) في الإسلام :
    فأود أن تعرفوا أيضا ًأن تعدد الزوجات : ليس (اختراعا ًإسلاميا ً) هو الآخر !!!...
    بل تمتليء نصوص العهد القديم لديكم : بعشرات حالات (تعدد الزوجات) !!!... وذلك في (الأنبياء) و(الرسل) وسائر ملوك الأرض والبشر !!!...
    ففي الأنبياء : تجدون (تعدد الزوجات) قد تراوح مثلا ًبين (زوجتين) : وحتى (700 زوجة) غير (السراري) !!!!.. فهل تصدقون ذلك ؟؟؟!!...
    فإذا كنتم لا تصدقون :
    فاقرأوا معي ما جاء عن نبي الله (سليمان) عليه السلام في العهد القديم لديكم .. وفي سفر الملوك 11 – 3 :
    " وكانت له : سبع مائة من النساء السيدات .. وثلاث مائة من السراري " !!!..

    وبغض النظر عن صحة ذلك الخبر والعدد الضخم في (كتبكم المُحرفة) : فنحن نخرج منه بأن التعدد في الزوجات : كان معروفا ًمنذ القديم جدا ً!!!... بل ولم يكن محدودا ًبعدد معين !!!..
    والآن :
    ماذا جاء في شرع الله الخاتم للبشرية ؟؟!!..
    والذي علم (بسبب كمال حكمته وتقديره) : أن الرجال : لن يستطيعوا في العصور المتقدمة أن يعدلوا ويستقيموا على مثل هذا (العدد المفتوح) من الزوجات ؟؟!!..

    لقد حدد الله تعالى : أقصى عدد زوجات للرجل الواحد بـ (أربع زوجاتٍ) فقط !!!.. مهما كان ذلك الرجل !!!...
    وبذلك يكون الإسلام : قد حدد التعدد : من (الإباحة المطلقة) في الأمم السابقة : إلى (أربعة فقط) في البشرية الحديثة وإلى اليوم ...!

    كما أنه عز وجل قد ربط ذلك التعدد بـ (شرطين) : سيحاسب الله عليهما : كل رجل قام بالتعدد في يوم القيامة ..! وأما ذلكما الشرطان فهما :
    1)) أن يستطيع (النفقة) على كل زوجاته (سواء كن اثنين أو ثلاث أو أربع) ..
    2)) وأن (يعدل) بينهن في كل شيء يقدر عليه ...

    وقد جعل الله تعالى (الرقيب) على الزوج في كل ذلك : ينبع من داخله نفسه !!!.. من دينه وضميره !!!..
    وهذا هو بالفعل : (أقوى ضمان) يقدمه الدين الحق للبشرية !!!!....

    وأما سبب إباحة الله تعالى للتعدد في الزوجات والحكمة منه ... فيمكن تلخيصه في النقاط التالية :

    1))
    القلة الغالبة لعدد الرجال عن النساء !.. إما بسبب الحروب كما نعلم .. وإما بسبب أن ذلك هو من سمات البشر :
    (أي أن تكون نسبة مواليد الإناث أحيانا ً: أكبر من الذكور) !!!..

    وإليكم دليل ذلك من بعض الإحصائيات السريعة من عالمنا المُعاصر :
    فبسبب الحرب مثلا ًالتي دارت بين (العراق) و(إيران) منذ الثلاثين عاما ًتقريبا ً:
    فقد اختل التوازن العددي بين الرجال والنساء بصورة مفزعة !!!.. حيث تراوحت النسبة بين :
    (رجل لكل 5 نساء) !!!!.. إلى : (رجل لكل 7 نساء) في مناطق أخرى !!!!..
    بل ويمكن أن تقفز هذه النسبة إلى أرقام (دراماتيكية) : وذلك كما حدث بعد مجازر (الصرب والكروات) في (البوسنة والهرسك) المسلمتين !!!.. حيث تشير الإحصائيات إلى وصول النسبة إلى : (رجل لكل 27 امرأة) !!!!!...

    فهل تتخيلون معي : (حجم مأساة النساء) في مثل هذه البلدان ؟؟!!!...
    وللعلم :
    فقد اضطرت أيضا ًدولة ٌأوروبية ٌمثل (ألمانيا) لقبول (تعدد الزوجات) على أرضها : وذلك بعد أن تناقص عدد الرجال لديها بشدة مع نهاية الحرب العالمية الثانية .. إلى أن وصل إلى : (رجل لكل 4 نساء) !!!.. بل وهناك بعض (الحركات النسائية) الآن في (أوروبا) هنا و(أمريكا) :
    تدعو بشدة لتعميم وتطبيق (تعدد الزوجات) بين مواطنيها !!!!..
    ولا شك أن هؤلاء النسوة :
    ترفض الواحدة منهن بشدة : أن تعيش حياتها كـ (عشيقة) طوال عمرها : بلا أية حقوق مع مَن تحب !!!..
    كما أنها أيضا ً: لا ترغب في إنجاب (طفل) : (يتنصل من مسئوليته والده) !!!.. فتشقى به طوال عمرها بدون أب : أو تلقيه إلى حياة (اليتم) و(التشرد) : فيشقى هو طوال عمره !!!..

    وللعلم أيضا ً:
    ففي دولة كبيرة مثل (الولايات المتحدة الأمريكية) : فيزيد عدد النساء عن الرجال بـ :
    (8 ملايين) امرأة !!!..
    ولذلك : ففي (أمريكا) وحدها : يولد (طفل غير شرعي) :
    من بين كل (6 أطفال) سنويا ً في مدينة مثل (نيويورك) !!!!!... فهل تخيلتم (ضخامة العدد) !!!.. وفداحة الجـُرم المتراكب !!..
    هذا بالطبع : غير مُضافا ًإليه : عدد الأطفال الذين تم (إجهاضهم) !!!!..
    فإذا كان هذا العدد الضخم : هو في مدينة أمريكية واحدة فقط مثل (نيويورك) !!!..
    فهل تخيلتم الآن : كم (مليونا ً) من الأطفال (الغير شرعيين) في (أمريكا) وحدها !!!!!..

    أما فى (بريطانيا) .. فتبلغ الزيادة : (5 ملايين) امرأة عن الرجال !!!!..
    وأما فى (ألمانيا) .. فتبلغ نسبة النساء إلى الرجال : الـ (3 أضعاف) الآن !!!!..
    وهذه كلها أمثلة فقط ..

    2))
    وأما عن السبب الثاني لـ (تعدد الزوجات) في الإسلام : فهو : (رحمة الله تعالى) بالنساء اللاتي لم يتزوجن ....!
    حيث أنهن (وبالرغم من وقوع بعضهن في الزنى كعشيقات) : إلا أن (الدراسات النفسية) :
    تثبت أن حرمان المرأة من (العواطف) :
    أشد خطورة من حرمانها (الجنسي) !!!.. أي أن متعة الإشباع الجنسي (بدون عواطف) (أي بدون زوج واستقرار) : ليس لها أي تأثير فعلي في (إسعاد المرأة) في الحقيقة !!!!..
    فإذا كان هذا هو من باب : (الدراسات النفسية) ...
    فإن باب (الدراسات الطبية) تؤكد لنا للأسف أيضا ًأن :
    عدم الزواج أو تأخيره : يُعرض المرأة لـ : (أمراض الثدي) : أكثر من المتزوجة !!!...
    بل وقائمة الأمراض والأعراض العضوية الناتجة عن عدم الزواج مقارنة ًبمثيلاتها عند المتزوجات : طويلة جدا ًجدا ً.. وإليكم بعضها :

    (سرطان الرحم) .. و(الأورام الليفية) .. و(الصداع النصفي) .. و(ارتفاع ضغط الدم) .. و(التهابات المفاصل) .. و(قرحة المعدة والأثنى عشر) .. و(القولون العصبي) و(اضطرابات الدورة الشهرية) .. و(سقوط الشعر) ..
    وأخيرا ً(وكمرض نفسي قد يكون له معكوس عضوي) :
    (الانحراف الخلقي) بالطبع !!!..
    حيث تضطر الكثير منهن بالفعل : للارتباط برجل من غير زواج :
    سواء كان هذا الرجل : متزوجا ً.. أو غير متزوج !!!..

    ففي إحدى المؤتمرات في (ألمانيا) .. وتحديدا ًفي الثلث الأخير من القرن الماضي .. وعندما تم طرح حُكم :
    (تعدد الزوجات) في الإسلام للدراسة وإبداء الرأي :
    فلما سمعت إحدى الحاضرات الألمانيات : هجوم بني جنسها ودينها على هذا الشرع الحكيم ..
    فماذا فعلت ؟؟؟...
    لقد قامت وقالت :
    " إني على استعداد تام : لأن أكون الزوجة (الرابعة) لرجل .. لا .. بل (الرابعة والثلاثين) لرجل : وذلك مقابل شيئ واحد فقط : وهو أن أجد (الأمان) و(الاطمئنان) حين أدخل لمنزلي وحدي ليلا ً" !!!..

    فهل علمتم الآن : مَن (الأكثر رحمة) في هذا العالم بالمرأة :
    أهو : الله ؟؟.. أم (المنظمات النسائية) ؟؟؟!!!!..

    وهل شعرتم بعد هذه الاحصائيات (ومن بلادكم نفسها) :
    أن (السعادة المزيفة) لهؤلاء النسوة الزائد عددهن عن الرجال : في أن تعيش إحداهن كـ (عشيقة) : لا تساوي شيئا ًأبدا ًإذا ما قارناه بـ (السعادة) التي سيحصلن عليها : إذا ما رضيت إحداهن أن تكون زوجة (ثانية أو ثالثة أو حتى رابعة) !!!...

    3))
    فإذا كان السببان الأوليان : هما خاصان بفائدة التعدد (للمرأة نفسها) .. فإن السببين القادمين : خاصين بالرجل !!!...
    حيث أنه قد يقع أحيانا ً: مرضٌ للزوجة : يمنع زوجها مثلا ًمن (جماعها) !!!..
    أو قد تقع بعض الأسباب الأخرى : والتي تماثل إلى حد كبير : هذا السبب !!!.. وذلك مثل : الفترات التي تتعرض فيها الزوجة لسبب طبيعي : يمنع من جماع الزوج لها : فترة معينة كما هو معروف في كل شهر !!!... والتي قد تتراوح ما بين (أسبوع ٍ) واحدٍ إلى (10 أيام) في بعض النساء !!!..
    بل وهناك أيضا ً: فترة الـ (40) يوما ًتقريبا ًبعد الولادة : والتي لا يصح لزوجها جماعها فيها !!!!...
    فكان علينا إدراك أنه هناك من الرجال : مَن لا يستطيع الصبر على نفسه في كل هذه الفترات !!!...
    فهل في هذه الحالة : (يطلقها) الرجل أو (يتركها بلا رعاية) ؟؟!!!.. أم نحكم على الرجل بـ (الحرمان) باقي عمره من (حق استمتاعه الفطري) ؟؟!!.. أم نرضى له أخيرا ًبأن (يزني) هذا المسكين بـ : عشيقة .. وثلاث .. ومائة !!!...

    أم يكون الصواب هو : ألا نعاند !!!.. بل نقر ونعترف أن الحل (السهل البسيط الحلال) هو : (الزواج بأخرى) ؟!!..

    فإذا أضفنا إلى ذلك : ما يحدث كثيرا ًمن (انشغال) المرأة عن زوجها وحاجته للجماع :
    بتربيتها وعنايتها بالأطفال والبيت !!!..
    ففي هذه الحالة : نؤمن أن (أكثر من زوجة) : هو الحل المناسب فعلا ًلهذه النقاط بالنسبة لهذا الزوج !!!....

    كما يُضاف إلى ذلك أيضا ًمن الزوجات : مَن تكون غير قادرة أبدا ًعلى (الإنجاب) مثلا ً!!!..
    وكل ذلك كما قلت لكم : يجعل من (تعدد الزوجات) بالنسبة للزوج : (حلا ًمثاليا ً) لكل هذه المشاكل !!!!...
    بل و(حلا ًمثاليا ً) للزوجة الأولى أيضا ً!!!..

    4))
    وأما الأسباب الأخيرة الأخرى .. فهي أن الله تعالى (وبرغم أنه أباح للرجل (تطليق) زوجته) : كحل نهائي لمشاكلهما معا ً.. إلا أنه : جعل ذلك في (أضيق الحدود) .. بل ويقول للزوج الذي قد (كره زوجته) من كثرة مشاكلهما معا ً:
    " وعاشروهن بالمعروف .. فإن كرهتموهن :
    فعسى أن تكرهوا شيئا ً: ويجعل الله فيه : خيرا ًكثيرا ً
    " !!!!.. النساء – 19 ..

    فهل رأيتم (دينا ً) من قبل : يُحافظ على (حياة المرأة) و(أسرتها) من التفكك والإنهيار :
    إلى هذا الحد ؟؟!!!...
    ومن هنا .. فيمكن للزوج أن يستبقي زوجته (برغم مشاكلهما معا ً) :
    على أن يتزوج بأخرى : يجد معها : ما يفتقده في زوجته الأولى !!!..
    وذلك بدون أن ينتقص من حقوق الأولى شيئا ً(وهو شرط التعدد كما قلنا من قبل) .. بل وبدون أيضا ًأن :
    (يهدم بيته) بيده مع زوجته الأولى (وخصوصا ًفي حال وجود أبناء) !!!!...

    فهل رأيتم شرعا ً(حكيما ًرحيما ً) : مثل شرع الله تعالى الذي خلق الإنسان ويعلم مصلحته في كل شيء ؟؟!!!...

    وهنا .. التفت الشيخ (عبد الله) لمسز (دوري) وهو يسألها قائلا ً:
    فهل شرع الله تعالى للرجال والنساء في التعدد (حتى ولو تعارض في ظاهره مع غيرة الزوجة من الزوجة الأخرى) : هل مازلت تعتبرينه :
    (تزمتا ً) و(جهلا ً) و(تعصبا ً) و(تعديا ً) على حرياتهن ؟؟؟..
    أم أنه بذلك : يحمي كلا ًمن (الرجال والنساء) من المساويء والمصائر المظلمة التي يجهلونها ؟؟!!..
    أو من الأذى والانانية في النظر لمصلحة النفس : وإهمال النظر لباقي المجتمع ؟!!..

    هل عندما تعترض عليك ابنتك الصغيرة (سيسيليا) مسز (دوري) في شيء من الأشياء (رغم أنك لا تريدين إلا مصلحتها) :
    (كأن تضع يدها في الكهرباء مثلا ً) :
    هل نقول لك في هذه الحالة أنك : (يجب) أن تسمعي كلامها ؟؟؟!!!..
    أم أنك لو سمعتي كلامها في هذه الحالة : تكونين قد عرضتيها وربما غيرها للخطر ؟؟؟!!!..

    وهنا صمتت مسز (دوري) .. وهي تنظر بـ (امتنان حقيقي) لهذا الشيخ المسلم الذي : (فتح أعينها) على الكثير من الحقائق الخفية في حياتها وحياة كل امرأة !!!!...

    فواصل الشيخ قائلا ً:
    ووالله : إنه لو آمن أحدنا بحق : بأن الله تعالى : (حكيم) .. بل بأنه هو الوحيد صاحب (الحكمة الكاملة) :
    لما تخيل أحدنا أبدا ً: أن الله تعالى سيظلمه !!!..
    ولأعطيكي مسز (دوري) مثالا ًآخرا ًرائعا ًعلى ذلك ...

    فالله تعالى مثلا ً: يعلم أن الأبناء : سيشاهدون دوما ً(أبيهم) وهو : (يعمل) و(يكد) من أجلهم .. في حين أنهم :
    لم يشاهدوا ويعاصروا أبدا ً: تعب (أمهم) معهم في : (حملهم) .. وفي (ولادتهم) .. وفي (رعايتهم في صغرهم) ..
    فكان من حكمته وعدله :
    أن جعل في الإسلام : (حق الأم) : يفوق (حق الأب) بـ (ثلاثة أضعاف) كما أخبر بذلك النبي الخاتم (محمد) !!!!.. ففي الحديث الصحيح في البخاري ومسلم :
    أن رجلا ًجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له :
    " يا رسول الله .. مَن أحق الناس بحسن صحابتي ؟؟.. قال : أمك !!!...
    قال : ثم مَن ؟؟.. قال : أمك !!!..
    قال : ثم مَن ؟؟.. قال : أبوك
    " !!!..

    فهل رأيتي مثل هذا العرفان للمرأة الأم مسز (دوري) من قبل ؟!!..
    هل مثل هذا الإله يمكن أن يوصف بالظلم قط ؟!.. أو بنسيان حق أحدٍ من خلقه ؟!!..
    بل أن النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم : ولعلمه بمدى حب وميل الآباء لـ (الأولاد الذكور) مثلا ًفي أغلب الأوقات عن (الإناث) : فقد قال عن حق (البنات) و(الأخوات) في الآحاديث الصحيحة :
    " مَن عال ابنتين .. أو ثلاث بنات .. أو أختين .. أو ثلاث أخوات .. حتى :
    يمُـتـن .. أو يبن
    (أي يتزوجن) .. أو يبلغن .. أو يموت عنهن :
    كنت أنا وهو : كهاتين
    (أي متجاوران في الجنة) : وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى " !!!!...
    سلسلة الآحاديث الصحيحة (1/269)

    وأشار الشيخ (عبد الله) بأصبعيه السبابة والوسطى وهو يقول للحاضرين :
    فهل يعلم أي من الحاضرين أمامي هنا في هذه القاعة :
    أي دين من الأديان .. أو مذهب من المذاهب : فيه مثل هذه (الرحمة والاهتمام بالمرأة) :
    (أما ً) !!!.. و(بنتا ً) !!!.. و(أختا ً) !!!.. بهذه الطريقة ؟؟؟!!!..
    هل علمتم الآن : لماذا نسبة (النساء) اللاتي يدخلن في الإسلام : أكبر دوما ًمن نسبة الرجال في (بلادكم ومجتمعاتكم الغربية) ؟؟!!!...

    فسكت الشيخ للحظة .. ليترك للحاضرين فرصة للتفكير في هذه الحقائق المتتالية .. ثم قال :
    ولعل سائل يسألني فيقول : ولماذا لا يعطي الله تعالى أيضا ًللمرأة : حق (تعدد الأزواج) مثل الرجل ؟؟!!..
    فأقول له :
    لمّا اقتضت حكمة الله تعالى : تقسيم الأدوار بين الرجل والمرأة في هذه الحياة :
    فقد جعل (فطرة) و(طبيعة) كل من الرجل والمرأة كما قلنا : تناسب الدور الخاص به ...
    فالرجل مثلا ً: من طبيعته أنه يحب (التعدد) في الزوجات : ويميل إليه نفسيا ًوجنسيا ً!!!... كما أنه بحكم سعيه وعمله وحركته في الحياة : يمكنه من الإنفاق عليهن جميعا ً!!!...
    وأما المرأة : فمن طبيعتها عاطفيا ًوجسديا ً: الاكتفاء بزوج واحد فقط : يبثها عاطفته ويحميها وينفق عليها !!!...

    كما أن هناك عائق هام جدا ًأيضا ً: يمنع المرأة من (تعدد الأزواج) .. ألا وهو :
    (اختلاط الأنساب) !!!.. إذ بمعاشرة المرأة لأكثر من زوج : فسوف ينتج عنه حتما ًأطفال : (مجهولي الأب) !!!..
    إذ لن تعرف الأم : (الوالد الحقيقي) لكل ابن من أبنائها !!!...
    مما سينتج عنه : تهاون (كل أزواجها) في رعاية الأبناء جميعا ً!!!!...
    ناهيكم بالطبع عن أن الرجل السوي الفطرة كما قلنا كرجل : (لا يقبل أبدا ًمشاركة رجل آخر له في زوجته) !!!..
    بل قد يجره ذلك مع الوقت إلى التفكير جديا ًفي (قتل) الذين يشاركونه المتعة في زوجته !!!!..
    ذلك لأن اشتراك أكثر من ذكر في أنثى واحدة : هو فعلٌ مستقبح جدا ً: حتى في عالم الحيوانات !!!..
    والذي لن تجدوه إلا عند حيوان (منزوع الغيرة) مثلا ًمثل : (الخنزير) القذر !!!..

    مما يضيف لنا : (سببا ًجديدا ً) من أسباب تحريم الله تعالى لأكل (الخنزير) !!!.. لأنه بالإضافة إلى (قذارته) :
    فإن جسده يحمل هرمونات : (عدم الغيرة) بالتأكيد !!!.. مما قد يفسر لنا بوضوح : الكثير من (الإنحرافات الجنسية) في بلادكم !!!.. وذلك كـ (جماع الصديق) لـ (زوجة صديقه) أمامه !!.. أو حتى (رقصه معها) أمام (زوجها) للأسف !!!..

    سكت الشيخ (عبد الله) للحظة : وقد بدت عليه أولى أمارات التعب من كثرة الكلام المتواصل ثم قال :
    وسوف أختم معك مسز (دوري) هذه الفقرة الطويلة جدا ًمن هذه (الندوة) :
    بأن أطلب منك طلبا ًواحدا ًفقط : سيوضح لكي بحق : (لمصلحة مَن تعملين وأنت لا تدري) !!!..
    هل لصالح (المرأة) فعلا ً؟؟!!.. أم لصالح (قوى أخرى دينية وسياسية) : تخدعك أنت وزميلاتك منذ زمن ٍبعيد !!!!..

    حيث أريدك فقط أن : (تعقدي بضعة مقارنات) بين عمل : (منظمات المرأة) في بلادكم مثلا ً: ثم في بلاد المسلمين ... فستكتشفين ساعتها : (أعاجيب وتناقضات) : لا تفسير لها أبدا ً: إلا ما قلته لك !!!.. وسأعطيكي بعض الأمثلة :

    >> ففي الوقت الذي تثير فيه جمعياتكم : (الشبهات العديدة) حول بعض النصوص في الإسلام عن المرأة :
    فهم يتعمدون : (إخفاء) الكثير من النصوص الإسلامية الواضحة في (حق المرأة) لدينا وتكريمها :
    بنتا ً.. وأختا ً.. وزوجة ً.. وأما ً: كما ذكرت لكم منذ قليل !!!!.. فبماذا تـُسمين ذلك الفعل ؟؟!!!..

    >> وفي الوقت الذي تحاربون فيه مثلا ً: (تعدد الزوجات) في بلادنا :
    تنادي به الآن : الكثير من (الجمعيات النسائية) في بلادكم !!!..

    >> وفي الوقت الذي تنادون فيه بـ (شيوع الزنا) بين النساء والرجال في بلادنا و(تسهيله) والقضاء على (تجريمه) :
    فأنتم تنادون بمحاربته الآن في بلادكم : بعد أن ذاقت مجتمعاتكم ثمراته الخبيثة : (إجتماعيا ً) و(صحيا ً) !!!!..

    >> وفي الوقت الذي تهاجمون فيه : (تبكير زواج المرأة) وتدّعون (أضراره) في بلادنا :
    تنادون بـ (الزواج المبكر للمرأة) وبيان (فائدته) في بلادكم !!!..
    بل ونجد الفتاة تتحمل وتلد عندكم في سن الرابعة عشرة أو أقل : وربما اعتبرتم ذلك حرية !!!..

    >> وفي الوقت الذي تنادون فيه بـ (اختلاط المرأة مع الرجل) في الدراسة في بلادنا :
    فهناك العديد من الدراسات والجمعيات الآن : تنادي (بالفصل الجنسي وفوائده) في الدراسة في بلادكم !!!..

    >> وفي الوقت الذي تعملون فيه جاهدين لـ (نزع المرأة من بيتها) في بلادنا تحت ستار ذريعة (العمل) :
    تتمنى المرأة في بلادكم : لو أنها تبقى في المنزل (بدون عمل) : ليصرف عليها أبوها أو زوجها !!!..
    بل : وبعض البلاد هنا تـُخصص وتعرض مقابلا ًماديا ًلأي ٍمن الزوجين : يجلس في البيت لرعاية الأولاد !!..

    >> وفي الوقت الذي تحارب فيه (المؤتمرات والمنظمات النسائية) عندكم : لبحث تحقيق (حرية المرأة المسلمة والعربية) في بلادنا .. وادعاءاتكم أنكم تريدون (حصولها على حقوقها) :
    لا نجد من كل هذه (المؤتمرات والمنظمات النسائية) : مَن كان له أدنى مجهود ٍيُذكر تجاه مثلا ً:
    الحقوق المهدرة لـ (المرأة العربية والمسلمة) في (فلسطين) أو في (العراق) !!... وباقي مآسيهن هناك : والتي باتت لا تخفى على أحد !!!..

    إلى آخر ذلك من (المقارنات والتناقضات) مسز (دوري) .. والتي إن تفكرتي فيها بتمعن :
    فستعرفين بحق : مَن هو (عدو المرأة الحقيقي) في هذا العالم !!!!...

    ثم توجه الشيخ (عبد الله) بكلامه إلى الحاضرين قائلا ً:
    وآسف جدا ًللتطويل في حواري مع مسز (دوري) .. ولكن أرجو من الله تعالى : أن تكون كل امرأة (داخل هذه القاعة) : قد استوعبت ما جاء في حديثي معها من نقاط هامة !!!!.....

    وليختر لنا الآن الشيخ (محمد) : سائلا ًآخرا ً...
    فليتفضل ...


    17)) حق الاعتراف بالمخنث ..

    يُـــتبع بإذن الله ..

  5. #20

    افتراضي

    17)) حق الاعتراف بالمخنث ..

    أدار الشيخ (محمد) رأسه في القاعة ... ثم قال مبتسما ً:
    أعتقد أننا لو اخترنا (امرأة) الآن للسؤال : لكان أنسب وأكثر فائدة بعد حوار مسز (دوري) الشيق ....
    ولنأخذ الآنسة التي في وسط القاعة هناك .... نعم ... تفضلي ..

    وهنا .. التفتت الأنظار وعدسات الكاميرات إلى آنسة : في منتصف العشرينات تقريبا ًمن عمرها .. يبدو على ملامحها الاتزان والثقافة ...
    والتي قالت بعد أن وصل إليها ميكروفون المنضدة :

    شكرا ًشيخ (محمد) على اختياري ... وشكرا ًللشيخ (عبد الله) الذي أرسله الله لنا الليلة !!!..
    والحقيقة .. أنه كان هناك سؤالا ًفي رأسي منذ بداية الندوة .. ولكن مع الإجابات الرائعة للشيخ (عبد الله) على مسز (دوري) :
    قفز لذهني سؤالٌ جديدٌ ... وهذا السؤال هو :
    هل هناك في دين الإسلام العظيم .. وفي شرع الله الكامل الحكيم .. وفي شرع النبي الخاتم (محمد) :
    أي أحكام خاصة بالـ (مُخنثين) ؟؟؟!!!....
    أعرف أنه قد يبدو سؤالي (غريبا ً) بعض الشيء !!!.. ولكنه الفضول الذي دفعني إليه ....
    وبالمناسبة :
    اسمي هو (جوليا سيربرانو) ..
    وأنا في طريقي لاعتناق الإسلام عن قريب جدا ًإن شاء الله .... وذلك بسبب كثرة ما قرأت وسمعت عنه ... وخصوصا ًمنك أيها الشيخ (عبد الله) الليلة ....

    ومع انتهاء الآنسة (جوليا) من طرح سؤالها ... انتقلت عيون الحاضرين من الشاشة الكبيرة الأولى : إلى الشاشة الأخرى الثانية خلف القاعة .. والتي ملأتها صورة الشيخ (عبد الله) وهو يبتسم قائلا ً:

    في البداية : أدعو الله تعالى لك آنسة (جوليا) بأن يتم عليك (نعمته) بدخول الإسلام .. وأدعوه أن يعينك على الاستقامة على الدين بعد ذلك ....
    أما عن سؤالك .. فكما قلت لكم من قبل :
    إن الله تعالى ورسوله : لم يدعا في هذا الدين مسألة (تهم البشر) : إلا وقد وضعا لنا :
    أصولها .. وأسس التعامل معها .. والحكم عليها ....

    ولكني أود أولا ً: أن أوضح لكم (بعض المفاهيم والأحكام الإسلامية) الخاصة بـ (المخنثين) ..

    1))
    حيث يقول لنا نبينا الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم :
    " لعن الله : المخنثين من الرجال .. و: المترجلات من النساء .. وقال : أخرجوهم من بيوتكم " !!!..
    حديث صحيح رواه البخاري وغيره ...

    والذي يقصده رسول الله الخاتم (محمد) هنا :
    هو ليس (المخنثين) خــَـلقا ً... لأن أولئك : (لا ذنب لهم في خلقتهم) والتي ابتلاهم الله تعالى بالولادة عليها .. ولكنه يقصد : الذين (يتعمدون) خـُـلقيا ًمشابهة النساء من الرجال !!!.. أو حتى مشابهة الرجال من النساء !!!.. وذلك سواء كان هذا التقليد في طريقة الكلام .. أو المشية .. أو الشعر .. أو الملابس .. أو الحركات .. أو الزينة !!!.......
    لأن كل ذلك : ينمّ عن فساد وزيغ نفسي : (يجب تقويمه) : قبل أن يُـفسد باقي رجال ونساء المجتمع الحقيقيين !!!!...
    ولأن مَن يتشبه أيضا ًمن الرجال بالنساء ومن النساء بالرجال : فكأنه يعمل على :
    (تغيير خلق الله) تعالى : والذي خلق الناس عليه !!!....

    2))
    وأما (المخنث) الحقيقي : والذي يكون غالبا ًأنثى :
    ولكن تحورت أعضائها ظاهريا ًفي صورة الذكورة لزيادة هرمون الغدة الكظرية : فله عدة أحكام في الإسلام :
    مع استبعاد بالطبع عمليات (تحويل الجنس) التي لم تعرف إلا مؤخرا ً: وسوف أ ُشير إليها في آخر كلامي ..
    ولكني أتحدث هنا الآن عن المخنث الذي تعرفه المجتمعات من القديم وحتى اليوم .. فأحكامه في الإسلام هي :
    أولا ً: له أن يرث من المتوفي : بأقرب ما يكون إلى الذكورة أو إلى الأنوثة !!!...
    ثانيا ً: يُسمح له بالجلوس والدخول على النساء :
    إلا إذا ظهر منه : ما يدل على فكره وشهوته (الرجولية) !!!... سواء كان ذلك منه بالأقوال أو الأفعال !!!...
    ففي هذه الحالة : يُمنع من : الدخول على النساء .. أو الانفراد بهن .. أو مخالطتهن : نهائيا ً!!!...
    ففي الحديث الصحيح عن زوجة النبي (أم سلمة) : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عندها : وفي البيت (مخنث) .. فسمع النبي الخاتم (محمد) : هذا (المخنث) يقول لـ (عبد الله بن أبي أمية) أخي (أم سلمة) :
    " يا عبد الله .. إن فتح الله لكم غدا ًالطائف : فإني أدلك على ابنة غيلان .. فإنها : تقبل بأربع !!.. وتدبر بثمان !!.. (أي يصف جسدها من الأمام والخلف) ... فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يدخلن هؤلاء عليكم " .. حديث صحيح متفق عليه ....

    ويقصد النبي بهؤلاء هنا : أي المخنثين الذين تظهر من أقوالهم أو أفعالهم بعض الأفكار الرجولية كما قلنا ..

    3))
    وأما ما يجب على (المخنث) فعله :
    فأولا ً: يجب أن يعرف أن ما به فهو : (ابتلاء ) من الله تعالى للبشر .. تماما ًكما يخلق الله تعالى : (الأعمى) و(الأصمّ) منذ الصغر !!!.. وقد حدثتكم عن (الحكمة) من ذلك من قبل في حواري مع مستر (ديفيد) ...
    فعلى (المخنث) أن يعلم جيدا ً: أنه إذا (صبر) و(احتسب) : فله (عظيم الأجر) عند الله تعالى ...

    وأما ثانيا ً: فهو عليه أن يجتهد للالتزام بتصرفات وحركات (الجنس الظاهر عليه) : (ذكرا ًكان أو أنثى) !!!.. وأن يحاول الابتعاد عن تصرفات وحركات : (الجنس الأقل ظهورا ًلديه) بقدر الإمكان !!!...

    وأما ثالثا ً: فهو أن له أن يُجري (عملية جراحية) لتحويله إلى (رجل تام) أو (أنثى تامة) : إذا أمكن له ذلك ..
    حيث استطاع الطب الحديث منذ أكثر من ثلاثين عاما ًتقريبا ً: أن يقوم بإظهار (الأعضاء والصفات الكامنة) في (المخنث) : لتحويله إلى الجنس الأكثر ظهورا ًلديه !!!..
    مع الإشارة بالطبع إلى : (عدم جواز) مثل هذه العمليات التحويلية : لـ (الناس العاديين) : (رجالا ً أو نساءا ً) !!!.. لأنها كما قلت لكم من قبل : ستكون من باب (تغيير خلقة الله تعالى) بدون ضرورة ..

    وبهذا قضى الفقه الإسلامي الحديث بأن :
    1..
    عمليات تحويل ذكر تام إلى أنثى .. أو أنثى تامة إلى ذكر : حرام : لأنها تغيير ٌلخلق الله بلا ضرورة ..!
    ولكنها من باب العبث أو الترف النفسي أو الاعتراض على خلق الله عز وجل والتمرد على خلقته ..!!
    2..
    عمليات تحويل الخنثى الأنثى الكاذبة إلى أنثى تامة : تجوز للحاجة وللضرورة ولا شيء فيها ..
    ونعني هنا ما عرفه الأطباء غالبا ًمن : ولادة أنثى : ولكن : قد تحورت أعضائها التناسلية : إلى ما يشبه أعضاء الذكر ..!
    3..
    عمليات تحويل الخنثى الحقيقي (أي الذي يحمل جسده أجهزة الذكورة والأنوثة معا ً- وهو حالة نادرة وتكون الأعضاء لديه هامدة) :
    فتجوز أيضا ًلتحويل هذا النوع لجنس ٍمعين : يغلب عليه أو يميل إليه أو يُرشحه له المختصون أو الأطباء ..

    ومن كل ذلك يتضح لك آنسة (جولي) : أن الشرع الإسلامي : لا يرفض (المخنثين) في مجتمعه ولا يُضيق عليهم :
    إلا إذا ظهرت منهم (خطورة) كما رأينا !!!...
    بل هو يشجعهم على مواجهة ما هم فيه .. ويمد لهم يد المساعدة بقدر الإمكان .. ولا يحرمهم حقوقهم في الميراث ونحوه ..

    والآن .. هل هذه الإجابة : جاءت كافية للرد على تساؤلاتك في هذا الموضوع ؟؟..

    وهنا .. نقلت الشاشة الكبيرة خلف المنصة : ابتسامة الآنسة (جولي) وهي تقول :
    نعم أيها الشيخ ... شكرا ًعلى هذا التوضيح والتفصيل الرائع ..

    وهنا التفت الشيخ (عبد الله) للشيخ (محمد) وهو يقول :
    حسنا ً.... فلنأخذ سؤالا ًآخرا ً...


    18)) المسلمون : لم يتخلفوا أبدا ًوالقرآن بين أيديهم ..

    يُــتبع بإذن الله ..
    التعديل الأخير تم 06-20-2011 الساعة 06:35 PM

  6. #21

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

    شكراً لك أخي أبو حب الله، بإنتظار بقية الموضوع بإذن الله.

  7. #22

    افتراضي

    18)) المسلمون : لم يتخلفوا أبدا ًوالقرآن بين أيديهم ..

    لاحظ في هذه المرة الشيخ (محمد) : انخفاضا ًملحوظا ًلعدد الذين يرفعون أيديهم من الحاضرين ..
    فقال للشيخ (عبد الله) مبتسما ً:
    يبدو أننا قد اقتربنا على نهاية الندوة أخيرا ًشيخ (عبد الله) ....

    ثم رفع الشيخ (محمد) رأسه للدور العلوي من القاعة وقال :
    أعتقد أنه يجب علينا أخذ سؤالا ًأو اثنين من أعلى القاعة .... فليتفضل ذلك الأستاذ هناك ..
    لا .. لا ليس أنت .. أسف .. الأستاذ الذي بخلفك .. نعم .. تفضل ..

    وهنا .. انتقلت الكاميرا للشخص المطلوب ..
    والذي بدا كبير السن حقا ًمع اقتراب الكاميرا من وجهه .. حيث بدا وكأنه : قد تعدى الستين بقليل ...

    وهنا .. أمسك ذلك الشخص ميكروفون المنضدة : برزانة من اعتاد على التحدث في الميكروفون وهو يقول بهدوء :

    أهلا ًبك شيخ (عبد الله) في مدينتنا الليلة .. وبرغم اختلافي في كثير من الآراء مع كل الأديان عموما ً... إلا أني :
    لا أستطيع إخفاء إعجابي بقدرتك الكبيرة على (الحوار) .. وعلى استحضار (الأمثلة) وسهولة الشرح !!!...

    أنا مستر : (ليستر لاوسون) .. بروفيسور الفلسفة والمنطق بجامعة المدينة ...
    ولي باع طويل في دراسة الأديان عموما ً.. ودراسة دينكم الإسلام خصوصا ً...
    ولا أنكر احتواء دينكم على الكثير مما يبعث على الاحترام والإعجاب بالفعل ...
    ولكنه يشترك مع غيره من الأديان الأخرى في (واعذرني في وجهة نظري) :
    (إعاقته لمسيرة البشرية نحو التقدم والرفاهية) !!!!..
    حيث يحث أتباعه دوما ًعلى تذكر (الموت) !!!.. ويجعل من هذا العمل لما بعد (الموت) : شماعة يُعلق عليها (المتدينون) أسباب تخلف مجتمعاتكم حضاريا ً!!!....
    وليس أدل على ذلك : من حال أمتكم الإسلامية الآن ...
    حيث أن معظمها يُعاني بالفعل من : الفقر .. والجهل .. والتخلف !!!..
    ولا أقول كلها : وذلك لأن هناك القلة القليلة منكم بالفعل : والتي تخلت عن التمسك بنصوص (القرآن) و(السنة) : لتفسح المجال لـ (الفكر المُبدع) الغير محدود : في كل المجالات !!!...
    فبدأت تلحق بالفعل : بركب التقدم والحضارة ...

    فهل تستطيع أيها الشيخ المسلم : أن توضح لنا : (سر تمسككم) بكتابكم (القرآن) و(السنة) بهذه الصورة الغريبة : حتى مع وضوح الفارق الحضاري والتكنولوجي : بيننا وبينكم !!!.. والذي أوقعكم فيه :
    تمسككم بمثل هذه الكتب ؟؟!!..

    فإذا استطعت أن تجيبني على هذا السؤال بـ (أسلوب مُـقنع) :
    فتأكد أنك سوف تغير الكثير من (مفاهيمي ومعتقداتي) عن دينكم خصوصا ً!!!.. وعن الأديان عموما ً!!!...
    والكلمة لك الآن .... تفضل ..

    كان يبدو بالفعل على بروفيسور (ليستر) : (الأسلوب الأكاديمي) في كلامه وحركاته ..
    مما جعل الحاضرين : يتأكدون من تمثيله للجانب (العلماني) البحت في هذه الندوة !!!.. فدفعهم ذلك لمزيد الاهتمام والإنصات : للكلام الذي سيرد به الشيخ (عبد الله) عليه ...
    والذي أخذ بالفعل نفسا ًعميقا ًثم قال :

    بداية ً: أشكر لك أسلوبك المهذب في الإطراء عليّ بروفيسور (ليستر) ...
    وكونك من الدارسين للفلسفة والمنطق .. فذلك سيسهل عليك بالطبع : فهم كلامي القادم .. بل وفهم أيضا ً:
    (ما وراء الكلام) إذا صح التعبير !!!...

    وأما بداية الرد ...
    فهي تنحصر في بيان هام ٍجدا ًلك وللحاضرين .. وهو أن :
    المسلمون : لم يتخلفوا أبدا ًو(القرآن) بين أيديهم !!!!!!!...

    بل ما أشرت أنت إليه الآن من مظاهر (تخلف) و(فقر) و(جهل) :
    هو من نتاج : (تخليهم بالفعل) عن : (كتاب ربهم) !!.. و(سنة نبيهم) !!.. وتركهم الاحتكام إليهما :
    بالرغم من احتواءهما على كل شئون الحياة : كما أوضحت لكم في هذه الندوة أكثر من مرة !!!..
    ولكي تتأكد من (صحة كلامي) بروفيسور (ليستر) .. ومن أنني لا (أخدعك) أو الحاضرين :
    فأرجو أن تقرأوا بتمعن : (التاريخ الإسلامي الصحيح) : منذ القرون الأولى لظهوره لهذا العالم !!!!..
    والذي أسمعتكم منذ قليل :
    (البشارات العديدة) التي تحدث فيها الله تعالى عن : (نصرة هذا الدين) و(انتشاره) و(ظهوره) على جميع الدول والأديان المحيطة به !!!.. وهو الذي حدث بالفعل : منذ ظهور الإسلام !!!!....

    وأما الذي يبالغ (العلمانيون) في إخفائه في بلادكم ويعاونهم في ذلك : بعض (الأتباع) أيضا ًفي بلادنا :
    فهو أنه : وبالإضافة إلى نور (الإسلام) .. ونور (التوحيد) الذي نشره المسلمون في أمم الأرض :

    فقد شهد العالم أيضا ًعلى أيدي المسلمين :
    (أعظم نهضة) و(أعظم قفزة علمية) في تاريخ البشرية إن صح التعبير !!!!..
    ليس ذلك فحسب .. بل وقد قام المسلمون أيضا ًبـ (تنقيح) عشرات الآراء والفلسفات التي توارثتها (أوروبا) والعالم عن علماء وفلاسفة (الرومان) و(الإغريق) القدماء !!!!..
    فاستفادوا بما فيها من (الصواب) : وزادوا عليه !!!..
    وتجنبوا ما فيها من (الضلال والخطأ) : فبينوا وجه الزيغ الذي فيه .. وحذروا الناس منه !!!..
    بل ويكفي المسلمين فخرا ً: أنهم هم : المؤسسون الحقيقيون للمناهج العلمية (الاستقرائية) و(التجريبية) :
    والتي تعتبر بحق : هي سبب كل الفتح (العلمي) الذي تلى ذلك من العصور : وحتى وقتنا الحاضر !!!!...

    ولكي لا أطيل عليكم ..
    فسوف أعرض عليكم فقط :
    ما ذكرته إحدى (المؤسسات العلمية البريطانية) منذ وقت قريب :
    في معرضها العلمي التاريخي للتذكير بـ : (مآثر المسلمين العلمية) التي غيرت وجه العالم (وذلك حسب عنوان صحيفة الإندبندنت) .. حيث لخص الكاتب : (بول فاليلي) تلك الإنجازات العظيمة في :
    (عشرين إنجازا ًومُخترِعا ًمُسلما ً) :
    والذين لولاهم : لما كان (العالم المُعاصر) على ما هو عليه الآن من (التقدم والحضارة والازدهار) التي ذكرها بروفيسور (ليستر) !!!!..

    وبالرغم من أن ما اختاره الكاتب (بول فالليلي) : لا يُعد شيئا ًبجانب : مآثر وأفضال المسلمين (العلمية) بالفعل على (العالم الحديث) ...
    إلا أنها : فرصة جيدة لتلمسوا بها : مدى الجميل الذي (في أعناقكم) لعلماء المسلمين :
    عندما كانوا (مُتمسكين) بالفعل بدينهم .. وبالعمل حقا ًبما في كتبهم (القرآن) و(السنة) !!!!...
    وليس مجرد اقتنائهما كما هي عليه الآن : معظم البلاد الإسلامية للأسف !!!...

    فأصحاب الإنجازات التي سأخبركم عنها الآن : قد عاشوا وماتوا بالفعل منذ (قرون عديدة) :
    تزيد عند بعضهم على (الألف عام) مضت !!!!!...

    فإليكم هذه الإنجازات والمآثر باختصار (والتي ستلاحظون أنها : اشتملت على جميع مناحي الحياة) :

    1))
    فهل تعلمون أن المسلمين : هم أول من اكتشف (القهوة) وجعلها مشروباً عالميا ً؟!!..
    وذلك عندما اكتشفها راعي عربي اسمه (خالد) : يرعى أغنامه في منطقة بـ (جنوب إثيوبيا) !!!..
    ثم مع نهاية (القرن الخامس عشر) : وصلت القهوة إلى (مكة) و(تركيا) !!!.. ومن ثم إلى (البندقية) في (إيطاليا) !!.. وفي منتصف (القرن السابع عشر) : وصلت إلى (إنجلترا) بواسطة شخص تركي !!!.. حيث فتح أول محل لبيع القهوة في (شارع لامبارد بلندن) !!!.. ومن ثم : أصبح اسم (القهوة) الإسلامية :
    بالتركية : (كهفي) !!.. وبالإيطالية : (كافا) !!.. وبالإنجليزية : (كافي) !!...

    2))
    وهل تعلمون أن (ابن الهيثم) عالم الرياضيات والفلك والفيزياء : هو مخترع (الكاميرا) : والتي تعتبر بحق : عماد كل الحياة الإعلامية الحديثة !!!..
    وقد تم اشتقاق اسم (كاميرا) من كلمة (قمرة) العربية !!!.. والتي تعني :
    الغرفة المظلمة أو الخاصة !!!..

    3))
    هل تعلمون أن العلماء المسلمين : هم أول من استخدم (البارود) للأغراض العسكرية بإضافة (البوتاسيوم) له !!!.. وأنهم هم أول من صنع (صاروخا ً) : ينفجر في سفن الأعداء عند إصابتها ؟!!!...
    هذا في (الحرب) ... وأما في (السلم) : فهم أول من (صمم الحدائق) للتمتع بجمال الطبيعة والاسترخاء !!!..
    بينما كان الغربيون يستخدمونها فقط : لزراعة الأعشاب والخضار للطبخ !!.. بل والمسلمون أيضا ً:
    هم أول من زرع (الزنبق) و(الفل) الذي يزين أجمل الحدائق الأوروبية الآن !!..

    4))
    وهل تعلمون أن الفلكي والشاعر والمهندس (عباس بن فرناس) : قد سبق (الأخوين رايت) بألف عام تقريبا ًفي صناعة والتفكير في (آلة للطيران) ؟!!..

    5))
    وهل تعلمون أن المسلمين أيضا ً:
    هم أول مَن طور (الصابون) الذي نستخدمه اليوم و(الشامبو) !!!.. وهم الذين أضافوا له الزيوت النباتية وهيدروكسيد الصوديوم والعطورات كعطر الزعتر .. بينما كانت تفوح من أجساد الصليبيين الذين غزوا الأرض العربية : روائح كريهة للغاية حسبما يقول مسلمو ذلك الوقت ؟!!.. وقد جلب (الشامبو) إلى (إنجلترا) لأول مرة شخص مسلم !!!.. وقد عـُين فيما بعد في بلاط الملكين (جورج) و(ويليام الرابع) لشؤون النظافة والشامبو !!!...

    6))
    وهل تعلمون أن (جابر بن حيان) : هو مخترع (الكيمياء الحديثة) !!!.. بل وإليه يعود الفضل في صناعة (كل أجهزة التقطير والفلترة والتبخير والتطهير والأكسدة) المستخدمة في معاملنا اليوم ؟؟!!!!...

    7))
    وهل تعلمون أيضا ًأن الفضل يعود إلى المهندس (الجزاري) في تصميم أهم الاختراعات الميكانيكية في تاريخ الإنسانية !!.. فهو الذي صمم أول (صمامات) عرفها الإنسان !!!.. كما أنه مخترع (الساعات الميكانيكية) أيضا ً!!... بل وهو يعد أبو (علم الآليات) و(التسيير الذاتي) : والذي تقوم عليه الصناعات الحديثة الآن كلها تقريبا ً!!!... وللتذكير أيضا ً: فهو أول من اخترع (القفل الرقمي) الذي نراه الآن مستخدماً في الحقائب والخزائن !!!..

    8))
    وهل تعلمون أن أول من صنع (المواد العازلة) هم المسلمون !!!.. وهم الذين ابتكروا (الألبسة المحشوة بمواد عازلة) التي كان ومازال يرتديها العسكريون الآن !!!..

    9))
    وهل تعلمون أن المهندسين المسلمين هم أول من صمم (الأقواس الهندسية المعمارية) والتي أخذها عنهم الغرب فيما بعد في علم هندسة البناء !!!.. وأنه لولا العلوم الهندسية المعمارية الإسلامية : لما شاهدنا الكثير من القلاع والقصور المنيفة والأبراج الهائلة في عالمكم الغربي اليوم !!!...

    10))
    وهل تعلمون أيضا ًأن كل الأدوات المستخدمة في (الجراحة والتشريح) اليوم : هي نفسها التي اخترعها العالم المسلم (الزهراوي) في القرن العاشر ؟!!!... وأن (المائتي أداة) التي يستعملها الأطباء والجراحون اليوم : هي كلها من تصميم (الزهراوي) ؟!!.. بل هل تعلمون أيضا ًأنه أول من اكتشف (الخيوط) المستخدمة في العمليات الجراحية : والتي تذوب في الجسم بعد العملية بفترة ؟!!!..

    11))
    بل وهل تعلمون أن الطبيب العالم (ابن النفيس) : هو الذي اكتشف (الدورة الدموية) في القرن الثالث عشر : وذلك قبل العالم (هارفي) بثلاثمائة سنة ؟!!!...

    12))
    وأيضا ًهل تعلمون أن العلماء المسلمين : هم أول من اخترع : (المخدرات الطبية - البنج) الذي يعطى للمرضى قبل العمليات !!!!... وأنهم أول من مزج (الأفيون بالكحول) للغرض نفسه ؟!!!...

    وفي هذه اللحظة : توقف الشيخ (عبد الله) قليلا ًليرى تأثير هذه الحقائق الكثيرة المتتالية على وجوه الحاضرين ... والذين لم يتوقعوا وجود مثل هذه (العظمة) عند المسلمين بالفعل !!!.. وذلك من كثرة ما انطبع في أذهانهم بسبب (الإعلام اليهودي العالمي المُضل) !!!!...
    والذي كثيرا ًما كان يصور لهم العرب والمسلمين في (الأفلام) و(البرامج) : في صورة (الهمج) (الشهوانيين) (المتخلفين) : والذين يتعطشون دوما ًللدماء والنساء !!!!...

    فابتسم الشيخ (عبد الله) وواصل قائلا ً:

    13))
    وهل تعلمون أيضا ًأن المسلمين هم أول من اخترع (الطاحونة الهوائية) لطحن الذرة والري ؟!!. والتي لم تنتقل فكرتها إلى (أوروبا) : إلا بعد خمسمائة عام ؟!!!..

    14))
    وهل تعلمون أيضا ًأن أول مَن اكتشف (التلقيح) و(التطعيم الطبي) : هم المسلمون !!!.. وليس كما هو مشهور أنه العالم (باستير) الفرنسي !!!.. حيث أخذت فكرته من (المسلمين) إلى (أوروبا) : زوجة السفير البريطاني في (استنبول – تركيا) عام 1724م !!!!..

    15))
    بل وهل تعلمون أنه حتى (قلم الحبر) الذي يستعمله الآن : كل العالم المتحضر : هل تعلمون أن الفضل في اختراعه يعود إلى أحد السلاطين (المصريين) !!!.. والذي طلب تصنيع (قلم حبر) : لا يتسبب في :
    (توسيخ) الأيدي والملابس !!!.. فجاء اختراع (أقلام الحبر الناشف) !!!..

    16))
    بل وهل تعلمون أن (الأرقام) التي تستخدمونها الأن : هي من وضع العلماء المسلمين ؟؟!!.. حيث أن واضعي (نظام الترقيم) هما العالمان : (الخوارزمي) و(الكندي) ؟!!..
    بل وهل تعلمون أن (الخوارزمي) هو واضع (علم الجبر) أيضا ً!!!.. وأن الذي نقل (العلم الحسابي العربي) إلى (أوروبا) : هو العالم الإيطالي (فيبوناتشي) بعد أكثر من ثلاثمائة عام على اكتشافه (عربيا ً) !!!... وأنه للأسف الشديد : ينتشر في الغرب على أن (فيبوناتشي) : (مكتشفه) لا (ناقله) !!!...
    بل وللعلم أيضا ً: فإن عالما ًمسلما ً: هو مكتشف (اللوغاريتمات) !!!.. بل وأن أصل علم (المختصرات) : عربي إسلامي بحت !!!....

    17))
    بل وهل تعلمون أن (علي بن نافي) الملقب بـ (زرياب) : هو الذي وضع (أسس التغذية الحديثة) ؟؟!!!.. بل وهو أيضا ًالذي طور للعالم : (كؤوس الكريستال) التي عمل على اختراعها في البداية العالم الأندلسي المسلم (عباس بن فرناس) !!!..

    18))
    وهل تعلمون أن المسلمين أيضا ً: هم مَن وضع (علم النسيج والحياكة ) والسجاد تحديدا ً: بينما كانت (أرض المنازل) عندكم هنا في (أوروبا) : من التراب والسطوح البدائية ؟!!!..
    ثم انتشرت بعد ذلك السجاجيد فيما بعد : بصورتها الحديثة في كل العالم !!!..

    19))
    بل وهل تعلمون أن كلمة (شيك) الإنجليزية : أصلها عربي !!!...
    وأنها مأخوذة عن كلمة (صك) : أي التعهد بدفع ثمن البضائع عند تسلمها .. وذلك تجنبا ًلتداول العملة في المناطق الخطرة ؟!!!.. لدرجة أنه في القرن التاسع : كان رجال الأعمال المسلمون : يأخذون (الكاش) مقابل (شيكاتهم) في (الصين) : والمسحوبة على حساباتهم في (بغداد – العراق) !!!!.. أي بعبارة أخرى : فالمسلمون هم أول منَ وضع : (أسس الاقتصاد المالي الحديث) أيضا ًللعالم !!!!...

    20))
    وأخيرا ً:
    هل تعلمون أن (ابن حزم) الأندلسي : قد اكتشف أن الأرض : (كوكب يدور) !!!.. وذلك قبل العالم الغربي (جاليليو) بخمسمائة عام تقريبا ً!!!...
    وأن الفلكيين العرب : كانوا يحسبون حركة الأفلاك بدقة متناهية !!!...
    بل وقد قدّم العالم الإسلامي (الإدريسي) للملك (روجر) في (صقلية الإيطالية) :
    نموذجا ًمُجسما ًلـ (الكرة الأرضية) : مرسومٌ عليه : أقاليم وبلدان العالم في القرن الثاني عشر؟!!!...

    وكل هذه العشرين إنجازا ً: وكما قلت لكم :
    فما هي إلا أقل القليل : بجانب ما خدم به المسلمون بالفعل (البشرية) و(العلم الحديث) !!!..
    والذي (وكما لاحظتم) من خلال النقاط العشرين السابقة :
    قد تم نسبتها للأسف إلى : مَن نقلوها منا إليكم !!!.. وذلك بعد التجاهل والتعتيم على الأصل !!.. وبعد تجاهل فضل أصحابها الحقيقيين !!!...

    فهذا بروفيسور (ليستر) : هو حال المسلمين وقت أن تمسكوا بدينهم الصحيح !!!...
    حيث تحولوا في أقل من قرن ٍمن الزمان :
    من أمة (همجية) (جاهلة) : لا وزن لها في العالم :
    إلى أمة : (سادت) العالم في كل الميادين !!!..
    فهل ترى أو تعرف سببا ًلهذا التحول برفيسور :
    غير (كتاب ربها) و(سنة نبيها) اللذان تم إلصاق تهمتي (الجهل) و(التخلف) بهما زورا ً؟؟؟؟!!!..

    وهنا .. نقلت الشاشة الكبيرة صورة بروفيسور (ليستر) وهو يهز رأسه في تعجب قائلا ً(وبنفس لهجته الهادئة) :
    الحق أيها الشيخ المسلم : أنه يبدو أن الكتب التي استقيت منها معلوماتي عن دينكم :
    لم تكن (محايدة) أبدا ً!!!.. ولا حتى (نزيهة) !!!..
    وأعترف أن هذا خطأ ٌمني : وأني قد وقعت فيه للأسف بالرغم من علمي لهذا (العداء) الذي يكنه بعض مؤلفي الكتب للإسلام !!!!...
    ولكني لم أتخيل للحظة واحدة : أن يصل (طمس الحقائق) و(تزييفها) و(تشويهها) أو (إخفاءها بالكلية) :
    إلى هذه الدرجة من الكذب والخداع !!!..

    ومن هنا :
    فأنا أعلن اعتذاري لك .. ولدينك العظيم : أمام كل الحاضرين !!!...
    وأعدك أني سأتحرى من الآن : جميع الحقائق بنفسي في المرات القادمة : من المصادر الموثوقة المحايدة :
    ثم سأقوم بنشرها على الملأ : مهما كانت الصعوبات والعقبات !!!...

    ولكن ائذن لي أيها الشيخ المسلم في استفسار منطقي أخير :
    إذا كان دينكم يحمل بالفعل : كل هذا الكمال في أمور (الدنيا) و(الدين) : فلماذا تخلفتم عن ركب الحضارة الآن ؟؟.. لماذا لم تستمروا بنفس هذا المستوى من الإنجازات العظيمة التي ذكرت لنا جانبا ًمنها ؟؟!!.. وشكرا ً.........

    وهنا .. فوجيء الجميع بالرد السريع من جانب الشيخ (عبد الله) : والذي بدا وكأنه كان متوقعا ًلهذا السؤال !!!.. حيث قال على الفور :
    أنت بنفسك بروفيسور (ليستر) : يمكنك الإجابة عن هذا السؤال بصفتك خبيرا ًفي علوم (الفلسفة والمنطق) التي تحرص وتعمل على نشرها في بلادنا : لإنقاذنا من (الجهل) و(التأخر) على حد قولك !!!...
    حيث سأعقد لك مقارنة بسيطة جدا ًبين :
    ما أعطيناه لكم نحن المسلمون .. وبين :
    ما أعطيتموه لنا كعالم غربي : لم ينهض من رقاده العميق ومن (عصوره المظلمة) : إلا (بفضلنا عليه) كما رأيت الآن !!!!..

    فأما الذي أعطيناه لكم فهو :
    (التوحيد الخالص في العبادة لله) .. و(نبذ الخرافات) .. و(النقد والتنقيح لفلسفاتكم القديمة) ... ونقلها من الحكم على الأشياء بالأساليب (العقلية أو الظنية البحتة) إلى الحكم على الأشياء بأساليب (التجربة والاستقراء) : وهما أساس نهضة كل (العلوم الحديثة) كما تعرف ...
    كما أعطيناكم أيضا ً: (الأدب) و(النظافة) و(مكارم الأخلاق) وأخلاق (الفروسية) .. و(الطب) و(الهندسة) و(الرياضيات) و(الفلك) و(الجغرافيا) و(البصريات) .... وإلى آخر ذلك مما ذكرته لكم منذ قليل ...

    فماذا أعطيتمونا أنتم مقابل كل هذا ؟؟...
    لقد (استعمرتم بلادنا) :
    لتنشروا فيها (الكفر) و(الشرك) و(الخرافة) و(القتل) و(التدمير) و(إهلاك الثروات ونهبها) وإهلاك (العلم والعلماء) !!!..

    فكانت حروبنا لكم : لنشر (الدين .. والعلم .. والخير .. والعدل) !!!..
    وكانت حروبكم لنا : لنشر (الكفر .. والشرك .. والجهل .. والدمار .. والتخلف .. والفقر) !!!!...

    وما زال هذا هو ديدنكم معنا حتى الآن للأسف !!!!...
    حيث ما لبثتم أن أعدتم إلينا : (فلسفاتكم القديمة الفاسدة المغلوطة) : ولكن : في زي مُبهر ٍجديد !!!.. فخدعتم بها الكثيرين للأسف والجُهال !!.. واستطعتم بمساعدة الاستعمار وبمساعدة الخونة من بلادنا : أن تنشروا هذه الفلسفات والأفكار بيننا !!.. وخدعتم المسلمين حتى استبدلوا (كتاب الله) و(سنة رسوله) : بهذه الأفكار والفلسفات القديمة المغلوطة !!!..
    بل وزدتم عليها أيضا ً:
    جميع الفلسفات الحديثة الفاسدة كـ : (العلمانية) و(الإلحاد) !!!..
    والتي صورتم للناس أنهما : قمة هرم التفكير الإنساني : ولا غيرها !!!..
    واتخذتم من (نبذكم لدينكم) (المُحرف أصلا ً) : مثالا ًيُحتذى : دفعتم جهال المسلمين لتقليده على عمى ًللأسف !!!..
    حيث استطعتم أن تنسوهم فعلا ً: الفارق الشاسع بين (دينكم المحرف الناقص) : وبين (ديننا الخاتم الكامل) :
    والذي لم يترك الله تعالى في حياتنا شيئا ً: إلا وذكره فيه قرآنا ًوسنة !!!!...

    وأغريتم أيضا ًالكثير من رجال بلادنا الإسلامية : للسفر إلى بلادكم في شكل بعثات : فدسستم في عقولهم الفلسفات (الإلحادية) و(العلمانية) و(الوجودية) وغيرها !!!....
    فزاد الوضع في بلادنا للأسف : سوءا ًعلى سوء !!!...
    ولكننا ولله الحمد : قد جعل الله تعالى قوتنا : في أصل ديننا ...!
    ولذلك : فديننا : سيبقى قويا ًمتماسكا ًبفضل الله : حتى ولو كان الذي يحمله هو : بضعة رجال فقط !!!..

    فهل رأيت الآن بروفيسور (ليستر) : الفرق الشاسع بين (ما أعطيناكم) : وبين (ما أعطيتمونا) !!!..

    وسبحان الله :
    لعل من (حكمة) الله تعالى في (ضعف) المسلمين الآن على الصعيد العالمي :
    هو أن في ذلك : ردٌ من الله تعالى على من يتهم الإسلام دوما ًأنه : قد انتشر بالسيف !!!..
    أو حتى بالرشوة وشراء الذمم والإغراء بالمال !!..
    إذ أنه : وبالرغم من (ضعفنا) و(تخلفنا) الآن على حد قولك بروفيسور (ليستر) :
    إلا أن الإسلام وكما أخبرتكم : هو (أكثر) و(أسرع) الأديان انتشارا ًالآن : في جميع أنحاء العالم !!!..

    وقبل أن أنهي حديثي معك ...
    أود أن أخبرك أن (الدين) و(الدنيا) : كلاهما مطلوبٌ في الإسلام !!!...
    ولكن إذا تعارض ذلك مع ذاك : فإننا نقدم (الدين) على (الدنيا) !!!.. ونقدم العمل لما بعد (الموت) : على العمل لهذه (الحياة) الفانية !!!...
    وذلك لأن كل مسلم : يعلم أن الحياة الدنيا مهما طالت به : فلا تعتبر شيئا ًقياسا ًبالحياة الأخرى الأبدية !!!..
    والتي سيعيشها كواحد من اثنين : لا ثالث لهما :
    إما في (نعيم أبدي) !!... وإما في (عذاب أبدي) !!!!...

    وأنه لن تنفع أحد ٌ: مكانته في الدنيا (مهما عظمت) : ذلك إذا مات (كافرا ً) مثلا ًأو (مشركا ً) أو (عاصيا ً) لله تعالى !!!..
    فـ (العالِم) الفذ الذي قدم للبشرية الكثير برغم كفره بالله :
    (الرجل المؤمن العادي) : سيكون أسعد منه حالا ًفي الآخرة !!!..
    وذلك بالضبط كالفرق بين (تكريم) (الجندي الصغير) : الأمين على أسرار بلده ...
    وبين (تعذيب) (الضابط الكبير) : الذي خان بلده !!!..

    فالعبرة هي فقط : بـ (المقياس) الذي حدده الله تعالى !!!... لأنه هو الذي خلقنا .. وهو الذي سيحاسبنا !!!..

    وأما (المجتمع) الذي يعيش (بلا دين) كما كنت مخدوعا ًأنت في أمنياتك بروفيسور (ليستر) :
    فهو مجتمع ٌ: (بلا أخلاق) !!!.. وعندما تختفي الأخلاق : يأكل الناس بعضهم بعضا ً!!!.. ويأكل القوي الضعيف !!!..
    وقد لخص كل تلك الحقائق : أحد كبار قضاة القرن السابع عشر في (أوروبا) ....
    وهو القاضي : (ماثيو هالوس) عندما قال :
    " إن القول بأن الدين خدعة :
    هو بمثابة إبطال لجميع المسؤليات التي تقع على عاتقنا لاستقرار النظام الاجتماعي
    " !!!..

    فالمجتمع : يستطيع العيش بـ (دين ٍ) بغير (علم) ... حتى ولو واجه بعض المتاعب !!!..
    ولكنه أبدا ً: لن يستطيع العيش بـ (علم ٍ) بغير (دين) !!.. وذلك لأن (الدين) هو الذي سيحفظ له : أمنه واستقراره !!..
    فمجتمع ٌبدون (دين ٍ) : هو بدون (ضمير ٍ) يحكمه !!!....

    فأرجو أن أكون بهذه الخاتمة : أكون قد أوضحت لك الكثير من المعاني التي يقصر وقت الندوة عن توضيحها لك بروفيسور (ليستر) ...
    ولكني كما أخبرتك من قبل :
    أثق بقدرتك على (فهم الكلام) ... وفهم أيضا ً: (ما وراء الكلام) بحكم دراستك وعملك !!!....

    وفي هذه اللحظة : تنهد الشيخ (عبد الله) ثم قال :
    ولنأخذ الآن سؤالا ًآخرا ً.. وليكن من امرأة هذه المرة ....
    فليتفضل الشيخ (محمد) بالاختيار ...
    ويا حبذا من الحاضرين في أقصى القاعة من هذه الجهة ...
    حيث لم نختر منهم أحدا ًمن قبل ..
    تفضل .........


    19)) تعظيم أنبياء الله في الإسلام وجعلهم قدوة ..

    يُــتبع بإذن الله ..
    التعديل الأخير تم 06-21-2011 الساعة 02:27 PM

  8. #23
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الدولة
    السعوديه
    المشاركات
    4
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ::

    أكمل يا رعاك الله ..
    " اللهم لك الحمد أن أكرمتني بهدايتك لي لدينك "
    ::

  9. #24

    افتراضي

    19)) تعظيم أنبياء الله في الإسلام وجعلهم قدوة ..

    وهنا ....
    وقبل أن يقوم الشيخ (محمد) باختيار أحد الحاضرين للسؤال ...
    فوجيء بحاكم المدينة مستر (فيليب جونز) وهو يقول له :

    أعتقد أنه من حقي أيضا ًأن أسأل في هذه الندوة شيخ (عبد الله) !!.. أليس كذلك ؟؟!!..

    وهنا ابتسم الشيخ (عبد الله) وقد انحنى للأمام قليلا ًلينظر لمستر (فيليب) قائلا ً:
    بالطبع من حقك ذلك مستر (فيليب) !!!... تفضل ...

    وهنا .. نظر مستر (فيليب) لـ (أحد القساوسة الكبار) في الصف الأول برهة ًثم قال :
    برغم ما قد يعتقده البعض من (ابتعادي عن أمور الدين) في حياتي .. وذلك باعتباري رجل سياسي :
    و(ذو مسئوليات عديدة) كحاكم مدينة : إلا أنهم أخطأوا في ذلك خطأ كبيرا ً!!!!...

    ثم التفت مستر (فيليب) للحاضرين وهو يواصل قائلا ً:
    فالذي لا يعرفه الكثيرون هنا : هو أنه كانت لي (تربية دينية) في الكنيسة : قضيتها لمدة تزيد عن سبع سنوات !!!...
    وللأسف .. كنت في هذه السنوات منذ الصغر : كنت أنظر لجميع (الأنبياء والرسل) في قصص العهد القديم على أنهم : (من أكمل البشر) أخلاقا ً!!!..... وذلك مما كان يُروى لي عنهم !!!..
    إلى أن كبرت قليلا ً.. وبدأت أقرأ وأ ُطالع بنفسي : العديد من نصوص العهد القديم ...
    فصدمتني ساعتها : الكثير والكثير من النصوص التي أظهرت لي :
    أنه حتى هؤلاء (الأنبياء والرسل) : كانوا يقارفون ما يُعرف بـ : (أكابر الذنوب) !!.. حيث جاء في العهد القديم أنهم كانوا : (يزنون) !!.. و(يشربون الخمر) لدرجة الإغماء !!!.. بل وحتى كانوا (يكذبون) و(يخدعون) و(يغشون) !!!!..
    مما أثر في .. نفسيتي .. وشخصيتي .. ورؤيتي للدين كثيرا ًفي ذلك الوقت !!!...
    لدرجة أني ظللت أسأل عن (أصح تفسير) و(أفضل تأويل) لمثل هذه النصوص لمدة عامين كاملين :
    قبل أن أترك دراستي الكنسية لهذا السبب !!!....
    وفي كل مرة كنت أتوجه فيها بالسؤال لـ (رئيس الأساقفة) في ذلك الوقت :
    كان لا يزيد عن قوله أن الله تعالى :
    له (حكمة عظيمة) من أن يُخطيء (الرسل والأنبياء) مثلنا !!!.. بل ومثل (شِرار الناس) أحيانا ً!!!..
    ومن تلك الحكم :
    أن يضربوا لنا بـ (المثل العملي) أنه : مهما بلغت ذنوب الإنسان : فذلك لا يعني أبدا ً(خلو قلبه من الخير) !!!..
    كما يعني أيضا ًأن كل إنسان : يُفتح له باب التوبة .. ويغفر الله له مهما فعل !!..

    والحق .. أني لم أسترح كثيرا ًلهذا الرأي في ذلك الوقت ...
    إذ أن ذلك : يمكن تقبله في أي أحد ٍغير (الأنبياء والرسل) .. أما هم : فصعب جدا ًأن أتخيل وقوعهم في نفس الذي ينهون الناس عنه !!!!...
    ثم نسيت الأمر بأكمله فترة طويلة من الزمن ..
    حيث لم أكن أتذكره : إلا كلما اقترفت ذنبا ً!!!... حيث كنت أتذكر ساعتها كلام (رئيس الأساقفة) وأقول في نفسي : لا تهول من الأمر !!!... فإذا كان نبي الله (داود) : قد (زنى) !!!.. ونبي الله (يعقوب) : قد (غش) !!!..
    فهل سيعاقبك الله على هذا الذنب الصغير الذي فعلته ؟؟!!!...

    ومنذ انتهاء وقت استراحة الندوة : وقد قفزت هذه المسألة فجاة وهذا التساؤل : في ذهني من جديد !!!...
    وها أنا أستغل الفرصة الآن قبل فواتها : لأسألك نفس السؤال :
    هل هناك حكمة من وقوع مثل هذه (المعاصي الكبار) التي ارتكبها (الأنبياء والرسل) ؟؟..
    أم أن الأمر كله : (تحريف) من بين (التحريف) الكثير الذي أخبرتنا عنه في كتبنا ؟؟؟...
    وشكرا ً......

    وفي هذه اللحظة .. وبرغم اللهجة الصادقة التي سأل بها مستر (فيليب) سؤاله : إلا أن الشيخ (عبد الله) شعر من داخله بأن لهذا السؤال : (علاقة) بشكل أو بآخر : بما حدث من جدال ونقاش حاد أثناء الاستراحة بين مستر (فيليب) و(القساوسة) !!!!..
    ولكنه على أي حال : من حقه بالفعل معرفة إجابة هذا السؤال الهام ...
    فابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:

    سؤالك بالفعل : من الأهمية بمكان مستر (فيليب) !!!... بل ويمكننا القول بأنه من ضمن الأشياء التي تميز بها كتاب (الإسلام - القرآن) عن كتب (اليهود) و(النصارى) المحرفة : ألا وهو أنه : الوحيد الذي (رفع من شأن) كل (الأنبياء والرسل) من قبل !!!...
    فبالرغم من أن عدد (الأنبياء والرسل) المذكورين في (القرآن) هو (24) : إلا أن الله تعالى أخبر نبيه الخاتم عن باقي (الأنبياء والرسل) من قبل فقال له :
    " ولقد أرسلنا رسلا ًمن قبلك : منهم من قصصنا عليك .. ومنهم من لم نقصص عليك " !!!.. غافر – 78 ...

    وطلب الله تعالى من المسلمين : أن يؤمنوا بكل هؤلاء (الرسل والأنبياء) جميعا ً!!!.. وبألا نفرق بين أحد منهم ... فقال الله عز وجل في قرآنه لنا :
    " قولوا آمنا بالله .. وما أ ُنزل إلينا .. وما أ ُنزل إليكم .. وما أ ُنزل إلى : إبراهيم .. وإسماعيل .. وإسحق .. ويعقوب .. والأسباط .. وما أوتي : موسى .. وعيسى .. وما أوتي النبيون من ربهم : لا نفرق بين أحد ٍمنهم .. ونحن له (أي لله تعالى) : مسلمون " .. البقرة – 136 ..

    وهكذا ترون أن المسلم : يؤمن بأن كل (الأنبياء والرسل) : أعلى منزلة من الناس جميعا ً!!!.. ويؤمن بأنهم أيضا ً: خير البشر على الإطلاق !!!.....
    وذلك لأن الله تعالى : هو الذي (اختارهم) و(اصطفاهم) من بين الناس .. وذلك لحمل (رسالته) وتبليغها .. وتحمل المشاق من أجلها ... وما كان لله تعالى بـ (كمال حكمته) و(كمال خبرته) : أن يُخطيء أبدا ًفي ذاك الاصطفاء والاختيار !!!!..
    حيث يخبرنا الله تعالى في قرآنه في أكثر من موقع فيقول :
    " إن الله اصطفى : آدم .. ونوحا ً.. وآل إبراهيم .. وآل عمران : على العالمين .. ذرية : بعضها من بعض : والله سميع عليم " .. آل عمران – 33 : 34 ..

    ويقول أيضا ً:
    " إن الله يصطفي من الملائكة رسلا ً.. ومن الناس : إن الله سميع بصير " .. الحج – 75 ..

    وبالرغم من إيماننا بخيرية هؤلاء (الرسل والأنبياء) جميعا ً: إلا أن الله تعالى أخبرنا أيضا ً: بتفضيله لبعضهم على بعض .. وذلك وفق مقدار (المشقة) التي تعرض لها كل منهم مع قومه : لتبليغ رسالته أو تطبيقها فيما بينهم .... فيقول الله تعالى في قرآنه :
    " تلك الرسل : فضلنا بعضهم على بعض !!.. منهم من كلم الله .. ورفع بعضهم درجات " .. البقرة – 253 ..

    ومن هنا :
    يتبين لنا أن مَن يطعن في هؤلاء (الرسل والأنبياء) : فهو في الحقيقة :
    يطعن في (اختيار) الله تعالى لهم !!.. بل ويصفه بـ (الجهل) و(سوء الاختيار) !!!.. وكلها صفات و(انتقاصات) : مرفوضة تماما ًفي جانب (الله) الذي عرضت عليكم من قبل : بعض اللمحات عن (كماله المطلق) في كل شيء !!!..
    وأما الإنسان الذي يُبرر ما جاء في كتبكم عن (جرائم) لهؤلاء (الأنبياء والرسل) : بأنها لـ (العبرة) !!!..
    وانها إثبات منهمم للناس جميعا ًأن البشر : يُخطيء ويتوب :
    فهذا التبرير :
    (لا أساس له من الصحة) في حق من (اختارهم) الله تعالى من بين جميع البشر : ليحملوا رسالته !!!...
    وسوف أضرب لك مثالا ًبسيطا ًعلى ذلك ...

    إذا افترضنا مثلا ًمستر (فيليب) : أنك (ضابط) على عدد كبير من (الجنود) الواقفين في ساحة التدريب في انتظام أمامك .. ثم طلبك الجنرال لبعض الوقت ... فأردت أن تترك (أحد الجنود) في مكانك لحين رجوعك .. على أن يعمل هذا (الجندي) على : استمرار نفس الوضع الملتزم الثابت .. واستمرار نفس النظام والسكون لباقي الجنود ...
    فمَن ستختار ؟؟؟...
    هل ستختار (جنديا ً) : يُـثرثر ويُـدخن ويتحرك كثيرا ًبغير داع ؟؟؟؟!!!!.....
    أم ستختار : (أفضل الجنود) عندك .. وأكثرهم أدبا ًوالتزاما بالأوامر ؟؟؟!!!...

    ألا ترى معي أن (الجندي الغير ملتزم) الأول : سيُـشجع باقي الجنود على (عدم الالتزام) مثله ؟؟!!..
    وأما (الجندي الملتزم الثاني) :
    فسيُـبرهن لهم على أن (الإلتزام) : هو شيء في مقدورهم فعله : مثله تماما ً!!!.. وأنه بـ (التزامه) :
    سيدفع الجميع بالفعل : لعدم المخالفة بقدر الإمكان !!!....

    أليس هذا المنطق مستر (فيليب) : هو الأقرب للصواب ؟؟!!..

    فما بالنا إذا علمنا أنك كـ (ضابط) : قد (توعدت) كل مَن يخالف النظام : بعقاب أليم !!!...
    ألا يكون من (العبث) ساعتها : أن تضع أمامهم هذا (الجندي الغير ملتزم) للإشراف عليهم نيابة عنك ؟؟!!!..
    ألا يكون ذلك من باب (العبث) بهم فعلا ًوأنت تعلم ما سيجرهم ذلك إليه !!!... بل وقد يدل أيضا ًللأسف على (إرادة السوء) بهم وليس (الخير) ؟؟!!!..

    وهنا .. سكت الشيخ للحظة وهو يتأمل وجوه الحاضرين ثم قال :
    وعلى هذا .. فإنه كان من العجيب :
    أنكم قد صدقتم ما قام بتأليفه (المحرفون) و(العابثون) في كتبكم : عن (جرائم أنبيائكم المشينة) !!!..
    والتي لو تفكرتم فيها قليلا ًببعض المنطق : لوجدتم أن (الرجل الصالح) في أي مجتمع : لا يفعلها !!!.. فما بالنا بمَن (اختارهم الله) من وسط كل البشر لحمل رسالته وتبليغ دينه للناس ؟؟!!!...

    بل .. وما الذي تتوقعون فعله من الناس مثلا ً: إذا ما قرأوا عن نبيين من أنبياءهم وهما : (نوح) و(لوط) عليهما السلام :
    أنهما قد : (شربا الخمر حتى الثمالة) ؟؟؟!!!...
    لدرجة أن (نوح) عليه السلام : تنكشف (عورته) وهو لا يدري !!!.. و(لوط) عليه السلام : (تزني) به ابنتاه وهو لا يدري أيضا ً!!!!...

    فلا عجب إذا ً: من الإحصائيات الرهيبة عن (مدمني الخمر) في بلادكم !!!... بل والإحصائيات المخيفة أيضا ًعن (زنا المحارم) في مجتمعاتكم !!!!...

    ثم ماذا تتوقعون أيضا ًمن الناس عند قراءتهم لـ : غش (يعقوب) لأبيه (إسحق) عليهما السلام !!!.. وذلك عندما (خدع) (يعقوب) أباه و(كذب) عليه : فقط : لينال (عهد النبوة) منه بدلا ًمن (أخيه) المظلوم ؟؟؟!!!...

    فهل تتوقعون بعد كل هذه (الجرائم للأنبياء المشينة) في كتبكم : هل تتوقعون أن تسود (الأمانة) في مجتمعاتكم ؟؟؟!!!..
    ثم ماذا تتوقعون أيضا ًمن الناس : عندما يقرأون (الفعل الخسيس) الذي فعله (داود) عليه السلام مع (قائد جنوده) الذي وهب نفسه للجهاد والحرب في سبيل الله !!!... وذلك بدءا ًمن :
    (زنا) (داود) بامرأة ذلك القائد أثناء غيابه !!!..
    وانتهاءً بالتخلص من هذا القائد المؤمن : لكي لا يكتشف (حمل) زوجته من الملك (داود) النبي ؟؟!!...
    إنها حقا ً: من (أخبث الأكاذيب) التي ألصقوها بـ (أنبياء الله الكرام ورسله) في كتبكم المحرفة !!!!...

    (عشرات المواقف) للأسف : والتي جعلوا فيها (خير البشر) : أبطالا ًفي (الزنا) و(السرقة) و(الغش) و(الخداع) !!..

    بل : وحتى نبي الله (سليمان) عليه السلام والموصوف في كتبكم بالحكمة : والذي كان يأتيه الناس من البلاد البعيدة ليستمعوا إلى حكمته : تصفه كتبكم بأن نساؤه : قد أملن رأسه عن التوحيد في أواخر أيامه !!!!..
    فهل يُصدق عاقل ٌبأن نبي الله يكون مشركا ً!!.. ومتى ؟.. في أواخر أيامه التي يزهد الإنسان فيها عادة في الدنيا أصلا ًوملذاتها !!.. ويراجع فيها الكافر كفره مع اقتراب موته !!!...
    والله شيء عجيب حقا ًمستر (فيليب) !!!..

    ناهيكم بالطبع عن عشرات المواقف الأخرى : والتي تمتليء بالألفاظ (الجنسية الفاضحة) :
    والتي لا يستطيع أي عاقل إيجاد (ولو سببا ًمعقولا ًواحدا ً) : يدعو الله (الحكيم) لأن يذكرها في كتاب ٍ:
    يُـفترض أنه (مُقدس) و(ديني) كما تزعمون !!!!...

    عشرات حوادث (الزنا) في العهد القديم !!!.. وليست أي درجة من (الزنا) للأسف : بل أكثرها (اشمئزازا ً) لكل إنسان !!!.. ألا وهو : (زنا المحارم) كما أخبرتكم !!!!.. وللأسف : أبطال هذه الجرائم هم : الأنبياء .. وبناتهم .. وأولادهم !!!..
    البنات : بأبيهم !!!..
    والأباء : بزوجات الأبناء !!!..
    والأخ : بأخته !!!..
    والابن : بزوجات أبيه !!!..

    ووالله : لو عرضتم أي (قصة) أو (كتابا ً) : فيه (ولو عُشر) ما في العهد القديم من جرائم وألفاظ مشينة :
    على مدير إحدى (المَدرسات المحترمة) في بلادكم : ليقوم بتدريسه للطلبة عنده :
    لرفضه كل الرفض بدون تفكير !!!..
    إذ أن نتيجة دراسة مثل هذا الفساد أو حتى قراءته وسماعه : معلومة لأي (عاقل) يحترم عقله : ألا وهي :
    تأثر الطلاب بما سيقرأونه : حتى ينطبع على أخلاقهم !!!.. فتتشربه سلوكياتهم !!!.. فينتشر الفساد بسببهم !!!...

    فلا عجب أن مثل هذه المواضع والفقرات من كتبكم : لا يقرأها عليكم قساوستكم في الكنائس !..
    والتي لو لم يصل أحدكم إلى اكتشافها بنفسه : فلن يعرف من رجال دينكم شيئا ًعنها أبدا ً!..

    فهذا مستر (فيليب) : هو جوابي على سؤالك باختصار ....
    وهو أني على تمام اليقين (كما أراك أمامي الآن) : أن كل هذه القصص (المُشينة) :
    هي من باب : (الكذب) و(العبث) و(التحريف) في كتبكم !!!!....

    وأما في ديننا الإسلام :
    فكما أننا نعترف أن كل البشر : يُخطئون ... إلا أننا نعرف أن الأخطاء : تختلف باختلاف منزلة كل منا ...
    فأخطاء الأنبياء مثلا ً:
    إذا فعلناها نحن : لكانت في حقنا فضيلة !!!!...
    لأن أخطائهم : ليست (عصيانا ًلله) تعالى كما رأيت معي في كتبكم (المُحرفة) !!!....
    بل هي أخطاء (إن صح التعبير) : لله تعالى !!!..
    فمنها مثلا ً: ما حكاه رسولنا الخاتم (محمد) عن (إبراهيم) عليه السلام في الحديث الصحيح المتفق عليه :
    أن (إبراهيم) عليه السلام لم يكذب في حياته إلا (ثلاث كذبات) ...
    الأولى : عندما أراد أن يُـحطم أصنام قومه .. فانتظر حتى كان يوم خروجهم من القرية أو البلد للصيد أو الاحتفال : فكذب عليهم وقال : " إني سقيم " .. أي مريض .. وذلك كي يتركوه وحيدا ًفي القرية ..

    الثانية : أنه عندما تم له ما أراد وخطط .. وانفرد بالأصنام من دون أن يراه أحد من قومه :
    فقام بتحطيمهم جميعا ًبفأسه : إلا أكبرهم .. حيث قام بتعليق الفأس في رقبته !!!.. وعندما رجعوا وشاهدوا ما حدث بأصنامهم .. وسألوه من فعل هذا ؟؟.. قال لهم (استهزاءا ًبهم وبآلهتهم) : " فعله كبيرهم هذا " !!!..

    الثالثة : هي قوله على زوجته (سارة) أنها : (أخته) !!.. وذلك عندما طمع فيها أحد جبابرة ملوك (مصر) .. إذ لو علم أنه زوجها : لقتله ليفوز بها .. فقال إنها (أخته) : أي أخته في الإسلام والدين !!!.. ثم دعا الله تعالى أن ينجيها من ذلك الملك الجبار : فأنجاها الله تعالى منه بالفعل .. فأعطاهما الملك بعد ذلك (هاجر) لتخدمها ....

    والسؤال الآن :
    هل نعتبر مثل هذه (الكذبات الثلاثة) : كذبا ًحقيقيا ً: يُعذب الله تعالى صاحبه ؟؟!!...
    إذا كانت إجابتكم بـ : لا : فتكونوا علمتم بالفعل : أنواع (أخطاء الأنبياء) التي حدثتكم عنها !!!...
    والتي لن تعدو تلك الأخطاء أن تكون :

    >> إما كذبا ً(نافعا ً) : كما رأيتم الآن من (إبراهيم) عليه السلام لله !..
    >> وإما سؤال الله تعالى عن ما لا يجوز : مثل سؤال (نوح) عليه السلام لله عن عدم إنقاذ ابنه الكافر مع باقي أهله !..
    >> وإما تصرف في شيء : من قبل أن يأذن له به الله : كترك (يونس) عليه السلام لقومه : قبل أن يأذن له الله !..
    وكاتخاذ النبي الخاتم (محمد) للأسرى في بداية جهاده للكافرين : من قبل أن يأذن الله له !..
    >> وإما عتاب من الله : حفاظا ًعلى النبي : كعتاب الله للنبي الخاتم (محمد) على : كثرة تأسفه على الكافرين من قومه !..
    >> وإما خطأ غير مقصود : كما وكز (موسى) عليه السلام أحد المصريين : فقتله بغير قصد !..

    فهذه هي بعض الأمثلة : لـ (أخطاء الأنبياء) الحقة مستر (فيليب) !!!...
    والتي لو فعلها أحدنا : لوصفناه بأنه (رجل صالح) في مجتمعه ودينه !!!!...
    أو على الأقل : لم نصفه بأنه (رجل سيء) !!!..

    ولذلك : فهي أخطاء : مغفورة لهم بإذن الله تعالى !!!...
    لأن الله تعالى : قد (عصمهم) بالفعل من الوقوع في (أكابر الذنوب) لفرط صلاحهم وقوة وصدق إيمانهم مثل : (الشرك بالله) و(الزنا) و(القتل) و(عقوق الوالدين) و(السحر) و(الهرب من القتال) و(أكل الربا) و(افتراء الأكاذيب والبهتان على الناس وخصوصا ًعلى النساء) و(السرقة) و(الخيانة) و(الغش) .......... إلى آخر ذلك مما لا يليق أبدا ًبمقام خير البشر من (الأنبياء والمرسلين) !!!..

    ثم سكت الشيخ (عبد الله) قليلا ًوهو يلتفت لمستر (فيليب) قائلا ً:
    أرجو أن أكون قد أجبتك بذلك على استفسارك مستر (فيليب) ....
    حيث أن سؤالك بالفعل : يبين للناس : أن أحق الناس بالاتباع وأخذهم قدوة هم :
    (أنبياء ورسل) الله عز وجل : لأنهم ببساطة : هم (خير البشر) !!!....

    فالله تعالى : لم يرسل لنا (ملائكة) : ليعلموننا : أمور ديننا .. والحلال والحرام .. والصواب والخطأ ...
    وإلا لكان المُخطئون تحججوا دوما ًوقالوا :
    لو لم يكن هؤلاء (ملائكة) : لكانوا أخطأوا مثلنا : فقتلوا مثلنا !!.. وزنوا مثلنا !!.. وسرقوا مثلنا !!!!.....
    ولكن الله تعالى : تعمد أن يجعل الرسل إلينا : هم (بشر مثلنا) ....
    لنعلم دوما ًأن ما يطلبه الله تعالى منا : (ليس مستحيلا ً) !!!!... فها هم (الأنبياء والرسل) وهم بشر مثلنا : يفعلونه أيضا ً!!!...
    ولذلك :
    فإن الله تعالى بعد أن ذكر لنا في قرآنه كلا ًمن : إبراهيم .. وإسحق .. ويعقوب .. ونوح .. وداود .. وسليمان .. وأيوب .. ويوسف .. وموسى .. وهارون .. وزكريا .. ويحيى .. وعيسى .. وإلياس .. وإسماعيل .. واليسع .. ويونس .. ولوط : قال لنا ولنبيه الخاتم (محمد) :
    " أولئك الذين هدى الله : فبهداهم اقتده " !!!... الأنعام – 90 ...

    وبما أن نبينا الخاتم (محمد) : قد اجتمعت فيه فضائل هؤلاء الأنبياء جميعا ً... فقد أمر الله تعالى كل مؤمن بحق :
    أن يتخذ من النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم : قدوة له !!!... فقال :
    " لقد كان لكم في رسول الله (أي محمد) : أسوة حسنة : لمن كان يرجو الله واليوم الآخر .. وذكر الله كثيرا ً" ... الأحزاب – 21 ..

    وهذه الآية بالفعل :
    هي خير ما أهديه إلى كل من أراد (إصلاح نفسه) في هذه الحياة : ليفوز برضا الله تعالى في الدنيا .. وبنعيمه وجنته في الآخرة بإذن الله ...

    والآن ..
    فليختر لنا الشيخ (محمد) سائلة أخرى ...
    فليتفضل ....


    20)) الرد على أدعياء الحرية المطلقة والشذوذ ..

    يُـــتبع بإذن الله ..
    التعديل الأخير تم 06-22-2011 الساعة 03:21 PM

  10. #25

    افتراضي

    20)) الرد على أدعياء الحرية المطلقة والشذوذ ..

    وبالفعل ...
    قام الشيخ (محمد) باختيار إحدى الحاضرات من أقصى القاعة ....
    والتي ملأت صورتها الشاشة الكبيرة خلف المنصة ...
    فأظهرت للحاضرين صورة : امرأة في أواخر الخمسينات من عمرها تقريبا ً....
    فأمسكت بالميكروفون وقالت :

    أهلا ًومرحبا ًبالجميع ...
    وأهلا ًومرحبا ًبالشيخ الفاضل (عبد الله) ....
    اسمي هو (برناديت) .. (برناديت إيزاك) ....
    ولا أخفي عليك أيها الشيخ المسلم : أن هذه هي المرة الأولى في حياتي التي أشعر فيها فعلا ً: بأن المكان يمتليء بـ (السكينة والاطمئنان) !!!.. بل وأكاد أقسم أيضا ًبأن هناك (الكثير من الملائكة) معنا الآن في هذه القاعة : ولكننا لا نراها !!!.. وذلك لأني أعلم منذ صغري أن وجود (المَـلك) بجوار أي إنسان :
    يُسبب له الشعور بـ (السكينة) و(الراحة) و(الأمان) !!!..

    كما أن هناك شيء آخر : أود قوله قبل طرح سؤالي ..
    وهو أنه من كثرة قولك أيها الشيخ المسلم عن النبي الخاتم (محمد) : عبارة : (صلى الله عليه وسلم) :
    فقد صرت أنا أيضا ًأقول مثلك في كل مرة أسمعه منك : (صلى الله عليه وسلم) !!!...
    وهذه هي أول مرة في حياتي : أحترم فيها (نبي) إلى هذه الدرجة !!!....

    سكتت مسز (برناديت) قليلا ًثم قالت :
    وأما سؤالي لك شيخ (عبد الله) ... فتستطيع تسميته (إن صح التعبير) : (سؤالا ًبالإنابة) !!!!...
    حيث أن هناك أمرٌ أهتم به كثيرا ً... بل ولا أكذب إذا قلت لك : أنه كان السبب الرئيسي لحضوري ندوة الليلة ..
    وهذا الأمر يتعلق بموضوع : (الشواذ جنسيا ً) !!!... سواء كانوا من الرجال أو النساء ...
    حيث أن أمثال هؤلاء الناس : قد صار اهتمام (الإعلام) بهم : ملحوظا ًجدا ًفي الآونة الأخيرة في بلادنا !!!..

    فقد أنشأوا لهم بالفعل (الجمعيات الرسمية) التي : (تطالب بحقوقهم) !!!.. بل وصارت لهم أيضا ً: بعض (القنوات الفضائية) التي تدعو للانضمام إليهم وتشجيعهم وحمايتهم !!.. بل وصارت لهم :
    (مهرجانات) و(احتفالات سنوية) !!!..... إلى آخر ذلك من الأشياء : والتي لم تكن موجودة من قبل بهذه الصورة المكثفة !!!...
    وكنت أتوقع إلى الآن : أن يقوم مدير (جمعية حقوق الشواذ) في المدينة : مستر (داكيت) أو أحد زملائه برفع يده للمناقشة والحوار معك في هذا الموضوع !!!...
    ولكنهم للأسف ....
    ومنذ السؤال الرابع أو الخامس لك : لم يرفعوا أيديهم من ساعتها وإلى الآن !!!....

    وأعتقد أن السبب : صار يعرفه الجميع !!!.. والذي يتمثل في : (قوة ردودك) و(دقة إجاباتك) على هذه المواضيع الشائكة : من وجهة نظر دينية منطقية بحتة !!!... وذلك بدون أية : (خوف) أو (مداهنة) أو (مجاملة) لأحد !!!..

    ولكن المؤسف : أنه بتراجعهم عن السؤال والمحاورة : سيفوتون بذلك (فرصة كبيرة) على الحاضرين وعلى كل مَن يُسجل أحداث هذه الندوة : لمعرفة رأيك ورأي (الإسلام) الحكيم في هذه المسألة !!!..

    لذلك ...
    فقد دعوت الله تعالى من قلبي : أن يتم اختياري : لألقي أنا السؤال نيابة عن (جمعية حقوق الشواذ) في بلادنا !!!..

    والأسئلة التي كنت أتوقع أن يسألوها لك هي :
    ما رأي الإسلام في مثل هذه الجمعيات ؟؟.. بل وما رأي الإسلام أصلا ًفي مسألة (الشذوذ الجنسي) ؟؟.. ولماذا لا نعتبر (الشذوذ) : هو من (الحرية المطلقة) التي يملكها الإنسان لنفسه على الأقل ؟؟!!!..
    ولو حتى برضا الطرفين كما يقولون !!!..
    وخصوصا ًوقد بدأت (بعض الدراسات الطبية) في الغرب الآن :
    تحاول إثبات أن هناك (جينات) في هؤلاء الأشخاص : هي التي (تدفعهم دفعا ً) لهذا السلوك !!!...

    فأرجو الإفادة منك أيها الشيخ المسلم في هذا الموضوع ....
    وشكرا ً...

    وهنا ...
    فوجيء الشيخ بمجموعة كبيرة من الحاضرين : وقد بدأوا بالتصفيق لهذه المرأة الشجاعة !!!.. والتي أحرجت بكلامها فعلا ً: رجال (جمعية حقوق الشواذ) في المدينة !!!....

    فتنهد الشيخ (عبد الله) .. وشرب قليلا ًمن كوب الماء الذي أمامه ... ثم ابتسم قائلا ً:

    بداية : أشكر لك مسز (برناديت) هذه الشجاعة على طلب المعرفة ....
    كما يبدو من كمّ التصفيق الذي حصلتي عليه الآن :
    مدى أهمية هذا الموضوع بالفعل لدى معظم الحاضرين بالقاعة .. بل وفي بلادكم الأوروبية بوجه عام ...

    وقبل أن أجيبك على أسئلتك القيمة ... فأود أن أقوم بالتعليق على ما أخبرتينا به في بداية حديثك .. ألا وهو شعورك بـ (السكينة والطمأنينة) يملآن المكان !!!.. بل وتأكيدك أيضا ًوكأن هناك الكثير من (الملائكة) معنا هنا الآن ...
    فتعليقي لك على هذا الأمر : سيكون مدهشا ًبحق لكل الحاضرين عند سماعه !!!...
    وهو أن ما قلتيه أنت بدون قصد :
    شبيه ٌبالضبط مع ما أخبر به النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم : عند ما وصف (اجتماع الناس) لتدارس الدين الحق .. ولذكر الله في أحد المساجد فقال في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم وغيره :
    " وما اجتمع قوم ٌفي بيت من بيوت الله : يتلون كتاب الله .. ويتدارسونه بينهم : إلا نزلت عليهم السكينة !!.. وغشيتهم الرحمة !!.. وحفتهم الملائكة !!.. وذكرهم الله فيمَن عنده " !!!...

    والآن : ألا تشعرون معي بالتطابق المذهل بين ما قالته مسز (برناديت) : وبين ما قاله لنا رسولنا الخاتم (محمد) عن ما يحدث إذا اجتمع الناس للحديث عن الدين الحق وعن الله ؟؟!!!...
    والآن :
    ما بالك لو أخبرتك مسز (برناديت) بأن ما شعرتي به هنا من السكينة والأمان ومجاورة (الملائكة) : سوف تشعرين بـ (أضعاف أضعافه) إذا ما حضرتي لأحد (مساجد) المسلمين دوما ًفي أي بلد من البلدان ؟؟!!..

    حيث في الوقت الذي يتم فيه : (بيع) أو (هدم) العديد من (الكنائس) و(الكاتدرائيات) في بلادكم وفي (أمريكا) لكونها صارت مهجورة : فإن عدد (المساجد) للمسلمين : هي في تزايد دوما ًفي جميع أنحاء العالم : وحتى في بلادكم (الأوروبية) وفي (أمريكا) أيضا ً!!!!...
    فكل مساجد المسلمين والحمد لله : (عامرة دوما ًبالمصلين) !!!...
    ليس يوما ًواحدا ًفقط في الأسبوع مثلكم : ولكن في اليوم الواحد : (خمس مرات) !!!!...
    فهل تتخيلين معي مسز (برناديت) : حجم (السكينة) و(الطمأنينة) التي تمتليء بها (مساجد المسلمين) : لأنه لا يتم فيها إلا فقط : (الصلاة) و(الذكر) لله تعالى !!!!..
    حيث : لا (تماثيل) !!!.. ولا (صور) !!!.. ولا (اختلاط رجال بالنساء) !!!.. ولا (تبرج وعري للنساء) !!!...

    ومن هنا : فأنا أدعوكِ مسز (برناديت) لزيارة أحد المساجد في مدينتكم هذه .. ويا حبذا أن يكون في ظهر يوم (الجمعة) : وذلك لحضور واستماع (الخطبة الأسبوعية) الرئيسية للمسلمين ....
    وأعدك أنك إذا فعلتي ذلك ولو مرة واحدة فقط :
    فسوف يقودك قلبك النقي هذا : للذهاب دوما ًإلى هناك !!!!...

    وأما بالنسبة لاستفسارك عن موضوع (الشواذ جنسيا ً) : فأحمد الله أنك سألتي عن مثل هذا الموضوع !!!..
    لأنني أنا أيضا ً: خفت أن ينتهي وقت الندوة : ولا نتعرض لهذا الموضوع الهام جدا ً....
    والذي تعمل بعض الجمعيات في بلادكم للأسف كما قلتي : لنشره .. وتنظيمه وتزيينه في بلادنا بلاد الإسلام !!!..
    ومن هنا :
    فسؤالك : هو غاية في الأهمية لكل العاقلين في (بلادنا) وفي (بلادكم) ...

    وسوف أبدأ بالإجابة عنه : من النقطة الأخيرة في سؤالك ...
    ألا وهي : الأخبار التي يحاولون بها (خداع الناس) بأن (الشذوذ الجنسي) : لا دخل لصاحبه فيه !!!..
    وأنه إنما يفعله : بفرض خلقته التي خلقه الله عليها !!!!...
    وأما العجيب في الأمر :
    فهو أن نسمع مثل هذا الكلام من (نصارى) و(يهود) : يعلمون تماما ً:
    (مدى غضب الله) عز وجل من هذا الأمر !!!!...
    بل ويعلمون تماما ًأيضا ً: إلى أي مدى وصل (عذاب الله تعالى) لأهل مدينتي (سدوم) و(عمورة) في قصة نبي الله (لوط) عليه السلام في العهد القديم لديكم !!!!...
    بل إن (تصريحاتهم الخادعة) هذه : تجعلنا نسألهم سؤالا ًواحدا ًمباشرا ً:
    هل نتخيل أن يُعاقِب الله (الحكيم) : أحد الأشخاص : على (جريمة) :
    الله تعالى هو الذي (ركبها في شخصيته وفي جسده) ؟؟؟!!!!...
    هل نتخيل أن يعاقب الله (الحكيم) شخصا ًعلى شيء : هو ليس في مقدور هذا الشخص أصلا ًإزالته ؟؟!!!...

    ألا تتفقون معي أن هذا (العبث) : لا يليق بالله تعالى (العادل) !!!..

    فهل نتخيل يوما ًأن الله تعالى يُعاقب الإنسان (الطويل) مثلا ً:
    لأنه ليس باستطاعته أن يكون (متوسط الطول) أو (قصيرا ً) ؟؟؟!!!!...
    وهل (طول) أو (قصر) الإنسان أصلا ً: هما بمقدور أي إنسان ؟!!..
    إذا فهمتي هذه النقطة مسز (برناديت) :
    فستعرفين أن مثل هذه التصريحات (حتى ولو ادّعوا كذبا ًإثباتها) : فهي لن تغير شيئا ًفي حكم :
    (تجريم) و(معاقبة) الشواذ في ديننا الإسلام !!!... بل وفي دينكم أيضا ًإذا عقلتم !!!!....
    لأن الله تعالى عند المؤمن به :
    هو أصدق من (العلم القاصر) أو (العلم المكذوب) عند هؤلاء المدافعين عن (الشذوذ الجنسي) بالأباطيل وخداع الناس !!!.....

    والذين لو صدقناهم في مثل هذه (الأكاذيب) :
    لن يكون من الغريب بعد ذلك : أن يُبرروا لنا : (السرقة) !!.. و(القتل) !!.. و(الاغتصاب) !!!.. بأن يدّعوا أن كل ذلك : هو بسبب (الجينات) في أجساد هؤلاء المجرمين !!!.. أليس كذلك ؟؟؟..

    وهنا .. كانت مئات العيون تتجه ناحية موقع مدير (جمعية حقوق الشواذ) مستر (داكيت) في الصف الأول !!!.. وكأنهم يحاولون استشفاف ردة فعله على مثل هذا الكلام !!!....
    ولكن : أعادهم الشيخ (عبد الله) للانتباه إليه من جديد وهو يواصل قائلا ً:

    وأما السر وراء هذا (التجريم) ووراء (العقاب الصارم) في الإسلام للـ شاذين جنسيا ً(والذي قد يصل لحد (القتل) إذا تم ضبط فاعله مُـتلبسا ًبه ووصل أمره للقاضي المسلم) :
    فيكمن وراء (المخاطر) التي يجرها هذا الفعل المستقذر على البشر: (أفرادا ً) و(مجتمعات) !!!.....

    والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية :
    1))
    أن هذا الفعل : يعمل على (عكس الفطرة) التي فطر الله تعالى الناس عليها !!!... بالضبط كمن يستخدم مثلا ًجهاز (الكمبيوتر المحمول) لديه : كـ (وسادة) في منزله يجلس عليه !!!!... ألا يعد ذلك :
    خروجا ًعن الاستخدام الأصلي لهذا الجهاز القيم ؟؟!!!...

    2))
    من الفروق القوية لمعرفة (الصواب) من (الخطأ) : هو أن (الصواب) : لا مشكلة أبدا ًإذا فعله كل الناس !!!...
    وأما (الخطأ) : فلو فعله وقام به كل الناس : لوقعت كارثة !!!..
    فلو افترضنا مثلا ً: أن كل الناس قد صارت عندهم (أمانة) : فهذا لا مشكلة أبدا ًفيه !!!...
    ولكن ... لو افترضنا أن كل الناس صار عندهم (حب السرقة) : فهذه كارثة حقيقية : تهددنا جميعا ً!!!...
    وهكذا أيضا ً(الشذوذ) ....
    ألا ترون أنه : حتى (الحيوانات العجماء) : ليس فيها هذا (الفعل البغيض) !!!!...
    والذي لو فعله البشر وانتشر بينهم جميعا ً.. فاكتفى الرجال بالرجال .. واكتفت النساء بالنساء :
    لكان ذلك : إيذانا ًبـ (فناء الجنس البشري) إلى الأبد !!!!...

    3))
    وبالرغم من أن مجرد مخالفة (فطرة الله) و(شرعه) و(أوامره) : هو شيء يستحق العقاب :
    سواء عرفنا الحكمة منه أم لم نعرف بعقولنا القاصرة كما أخبرتكم من قبل :
    إلا أن (الشذوذ) : له مخاطر أخرى كثيرة : لا يمكن لأحد أن يدّعي عدم وجودها !!!!...
    فبالنسبة للأشخاص الشاذين أنفسهم :
    فهناك العديد من (الأمراض الفتاكة) التي تصيبهم بسبب فعلهم الرديء هذا !!!...
    وذلك مثل الأمراض (البكتيرية) الفتاكة التي تصيبهم نتيجة (الاحتكاك الغير نظيف) بين أكثر من جسد !!!..
    ولعل من أشهرها وأقواها : أحد أنواع البكتريا الآكلة للحوم البشر !!!..
    ومثل أيضا ًالأمراض (السرطانية) الأخرى : والتي تصيب (الأماكن الحساسة) في أجسامهم !!!... وذلك لأنهم يجامعون بعضهم البعض : في (أقذر مكان) في جسد الإنسان !!!... بل في المكان الوحيد الذي تخرج منه : (النجاسة) !!!!...
    كما أن معظمهم أيضا ً: لا يستطيع مع مرور الوقت : التحكم في عضلات هذه المنطقة : فترى (النجاسات والقاذورات) : تخرج من جسده وهو لا يستطيع منعها !!!!...
    ناهيكم بالطبع عن (الانحراف النفسي) الذي يصيب هذه الفئة من الناس !!!.. والتي خرجت عن (الفطرة السليمة) التي وضعها الله تعالى للإنسان ....
    فلا تراهم بالفعل إلا : من أضعف الناس شخصية !!!... ومن أكثر الناس انكسارا ًوانعزالا ًعن الأسوياء !!!!..
    ولربما أخذ حالهم في اتجاه غلبة النزعة (السادية) عليهم وتعذيب النفس أو الآخرين للأسف !!..

    4))
    وأما الذين يبررون هذه الأفعال باسم (الحرية المطلقة) للإنسان في نفسه .. فبجانب أن الإنسان : ليس (حرا ًفي جسده) كما شرحت لـ (ستيف) عندما تحدثت معه عن (خطر السجائر) ...
    وبجانب أن الإنسان : ليس (حرا ً) أيضا ًعلى الإطلاق كما يدّعي (أعداء الدين) في حقيقة دعوتهم من :
    (الشيوعيين) و(العلمانيين) و(الليبراليين) و(الوجوديين) وغيرهم ..
    فالإنسان في الحقيقة ما هو إلا : (عبدٌ لله تعالى) : يأتمر بأمره .. وينتهي بنهيه ..

    وأما (العاقل) وحده : فيعرف أن هناك أيضا ً: أضرارا ًجسيمة على المجتمع من وراء هذه (الحرية المطلقة) المزعومة !!!... والتي هي في الحقيقة :
    لا تعدو كونها حرية : (لأصحابها فقط) !!!.. حتى ولو تسببت في (إيذاء الآخرين) !!!!...
    بالضبط : كمن يلهو ويلعب بـ (سيارته) : وسط المدينة ووسط الناس :
    فيقتل هذا !!!.. ويُصيب هذا !!!.. ويُدمر ويُحطم !!!... وكل ذلك تحت دعوى : (حريته الخاصة) !!!.. وهي الروح التي يزرعونها الآن في الأطفال والشباب في ألعاب الفيديو والكمبيوتر والأفلام !!..
    فهل يوافق أي (عاقل) على مثل هذا المنطق ؟؟!!!...
    لا أظن ...
    وهكذا أيضا ً(الشذوذ الجنسي) ...
    فبالرغم من دعوى أصحابه أنهم يمارسونه بالتراضي و(فيما بينهم فقط) :
    إلا أن الوقائع والإحصائيات في جميع بقاع العالم : تثبت لنا : صدق ما حذر منه (الدين) الناس !!!...
    حيث أن هؤلاء (الشواذ) : هم أكثر مَن يقومون بارتكاب أفظع جرائم (الاغتصاب) !!!..
    بل وهم الفاعل الوحيد غالبا ًلجرائم (الاعتداء على الأطفال) !!!..
    ناهيكم بالطبع عما تجر إليه هذه الجرائم من شناعة : (القتل) و(التعذيب) !!!!...
    فهل يقبل أي مجتمع عاقل : بمثل هذه المهازل والمآسي الإنسانية ؟؟!!!...
    هل يقبل أي (عاقل) : مثل هذه المهازل : حتى ولو تحت ادعاءات (الحرية) المزعومة !!!..
    وحتى ولو رفع أصحابها الشعارات التي لا يحققونها في الواقع مثل " أنت حر : طالما لم تضر " !!..
    هل نصدق ما (يقولون) ؟!!.. أم نصدق (أفعالهم) و(جرائمهم) ؟!!..

    هل تقبلين مسز (برناديت) أن يقع أحد أبنائك الصغار : (فريسة) في يوم من الأيام لهؤلاء القوم !!!..

    وهنا .. بدت أمارات (الامتعاض) الشديد على وجه مسز (برناديت) الذي يملأ الشاشة الكبيرة خلف المنصة .. حيث أن مجرد تخيل أو التفكير في هذه الجريمة بالفعل : يبعث على الاشمئزاز والأسى ....
    فكانت هذه الأمارات على وجهها : هي خير إجابة على سؤال الشيخ (عبد الله) ...
    والذي أردف قائلا ً:

    ومن هنا .. ندرك (حكمة ًهامة ً) في أحكام الله تعالى للبشر ...
    حيث أن الذي لا يعرفه معظم الناس هنا :
    هو أن هناك أمورا ً: وإن بدت (غير ضارة) على الغير أو المجتمع (في أولها) :
    إلا أن نتيجتها الضارة : (حتمية) و(محسومة) بلا شك لكل ذي عقل وحكمة !!!....
    لأنها بمثابة (النتائج الأكيدة) : لبعض (المقدمات المعروفة) !!!...
    بالضبط كمَن يقفز في الهواء من فوق الجبل : ثم يقول لك : أنه لن يسقط على الأرض !!!...
    فهل من (عاقل) سيُصدق مثل هذا المجنون ؟؟!!..
    أليس من الحكمة منعه : وخصوصا ًإذا كان في أسفل الجبل : أطفالا ًصغارا ً.. أو بعض الأشياء الثمينة :
    والتي سوف يقع عليها هذا المجنون أو المخدوع فيكسرها ؟؟؟!!!...
    فإذا فهمتم هذا المعنى الأخير مسز (برناديت) :
    لعلمتم سبب (تجريم) الإسلام لهؤلاء (الشواذ) : و(عقابه لهم بكل صرامة) !!!...
    والذين لم يكفيهم المصائب والأمراض التي أصابوا بها أنفسهم : ولكنهم حتما ً: سيضرون باقي أفراد المجتمع : برغم ادّعاءاتهم الكاذبة !!!.....

    وهكذا رأيتِ معي مسز (برناديت) : أن (الحرية) التي يدّعيها معظم الناس الآن :
    هي الحرية للأسف : (من وجهة نظرهم وشهواتهم ورغباتهم هم فقط) !!!...
    حتى ولو أدت هذه (الحرية) كما قلت لك ِ: إلى (إيذاء) مئات وآلاف وملايين الناس من حولهم !!!....

    وهنا : خطط مخرج الندوة الذكي : أن تأتي نهاية هذه الفقرة من حديث الشيخ : مع صورة من بعيد : لموقع رجال (جمعية حقوق الشواذ) !!!.. والذين نظروا جميعا ًللأرض !!!.. أو للفراغ في (أركان القاعة الخالية من البشر) !!!...

    مما عدّه الحاضرون : انتصارا ًجديدا ًلهذا الشيخ المسلم : على أحد مظاهر (التنكر للدين) في بلادهم !!!..

    وهنا :
    ضحك حاكم المدينة مستر (فيليب) وهو يقول :
    الحق شيخ (عبد الله) : إن نقدك للـ (حرية المطلقة) في هذه النقطة :
    يجب أن يتم تسجيله : ثم (تعميمه) و(نشره) على جميع الصحف والمجلات الدورية والجمعيات !!!..

    فضحك الشيخ (عبد الله) والشيخ (محمد) ومعظم الحاضرين على هذا التعليق المرح من مستر (فيليب) ...
    في حين قال الشيخ (عبد الله) :

    والآن ...
    فلنتلقى سائلا ًآخرا ًشيخ (محمد) ....
    فلتتفضل بالاختيار ....


    21)) الرحمة العامة لنبي الإسلام (محمد) ..

    يُـــتبع بإذن الله ..

  11. #26

    افتراضي

    21)) الرحمة العامة لنبي الإسلام (محمد) ..

    في الوقت الذي استعد فيه الشيخ (محمد) لاختيار أحد الرجال ...
    لاحظ ولأول مرة (وقد يكون السبب في ذلك هو انخفاض عدد السائلين) : وجود عدد من الفتيات في القاعة :
    في سن الرابعة عشر تقريبا ً: يرتدين لبسا ًكنسيا ًموحدا ً: يرفعن أيديهن !!!..

    وهنا قال الشيخ (محمد) :
    كنت أود أن أختار أحد الرجال في هذه المرة ..
    ولكن يبدو أن هناك (وفدا ً) من مدرسة (الراهبات الكاثوليك) بوسط المدينة معنا هنا الليلة !!!..
    وسوف أختار واحدة منكن فقط ....
    ثم أشار الشيخ لإحدى هؤلاء الفتيات وهو يقول :
    فلتتفضلي أنستي الصغيرة هناك ...

    لا .. التي على يمينك ... نعم .. تفضلي ...

    وهنا .. انتقلت العيون لهذه الفتاة في وسط القاعة ... والتي لاحظ الحاضرون لأول مرة أيضا ًوجود مَن يماثلها في نفس اللبس الموحد بينهم في القاعة !!!..
    فأخذت الفتاة الميكروفون من زميلتها من نفس المدرسة بجوارها وقالت :

    باسم الرب أبدأ ...
    اسمي (جوليان) ... من مدرسة (الراهبات الكاثوليك) بوسط المدينة ....
    الحقيقة شيخ (محمد) :
    أنك لن تضطر بالفعل لاختيار فتاة أخرى من نفس المدرسة !!!.. وذلك لأننا جميعا ً: نحمل نفس المجموعة من الأسئلة التي نود طرحها على الشيخ (عبد الله) ....!
    فبمجرد أن اخترت واحدة منا : فلن ترفع إحدانا يدها بعد الآن ....!
    ولكن قبل أن أبدأ ...
    فأود أن أتكلم كلمة صغيرة ....
    وهي للأسف : كلمة من عندي أنا !!!... أي أنها : ليست من الكلام المكتوب لدي في الورقة هنا !!!...
    هذه الكلمة هي :
    أنه منذ صغري : وأنا على يقين بأن الله تعالى : هو الذي يرسم لنا حياتنا كلها : وفق مشيئته وقدرته ...
    كل المواقف .. كل الظروف .. كل الكلام : كل ذلك : هو ليس من قبيل (الصدفة) كما تفضلت أيها الشيخ (عبد الله) وشرحت في أول الندوة ....
    ولذلك : فأنا ممتنة جدا ًللرب الذي كتب لي : حضور هذه الندوة الليلة !!!....
    فهي بالفعل : ستكون من أكبر النقاط الفاصلة في حياتي .. بل لعلها : أكبرها على الإطلاق حقا ً!!!!...

    كان الحاضرون ينظرون لهذه الفتاة الصغيرة : نظرة احترام وتقدير ... حيث بدى من طريقة كلامها أنها فتاة :
    ذات شخصية قوية !!!.. بل وواثقة أيضا ًمن نفسها إلى حد بعيد !!!... حيث كانت متمكنة جدا ًفي اختيار كلماتها والنطق بها ....

    فواصلت الفتاة قائلة :
    وأما بالنسبة للأسئلة التي أحملها في يدي ...
    فبالرغم من أنه كان من المفترض أن ألقيها عليك وأجلس ....
    إلا أني (وبعد كل ما سمعته منك منذ بداية الندوة وحتى الآن) :
    على يقين من أنك سوف تجيب عليها جميعها بـ (الحق والصدق) !!!... ولذلك ...
    فسوف أستأذنك في استخدام : نفس طريقة مسز (دوري) السابقة في الحوار !!!....
    حيث أطلب منك أن ألقي عليك أسئلتي : الواحد تلو الآخر :
    ليس كأسئلة ... ولكن : كاستفسارات عن النبي (محمد) : أرجو منك إجابتها ....
    فهل تسمح لي ؟؟........

    وهنا ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
    تفضلي ....

    وهنا ابتسمت (جوليان) وقالت :
    1))
    لماذا نجد في (عقوبات) الإسلام : (شدة وغلظة) : يصفها البعض بأنها (لا إنسانية) !!!.. وذلك مثل :
    (قطع يد السارق) !!!.. و(جلد الزاني) أو (رجمه بالحجارة حتى الموت) ؟؟؟!!..
    فأرجو توضيح مدى صحة ذلك .. ولو صح : فما هو تفسيرك لهذا أيها الشيخ المسلم ؟؟!!..
    وشكرا ً..

    وهنا .. ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
    حسنا ً.. طالما طلبتي استخدام هذه الطريقة في الحوار : فدعيني أسألك سؤالا ًأولا ًآنسة (جوليان) ..
    فأجابت (جوليان) : تفضل ...

    فقال الشيخ :
    حسنا ً.. إذا افترضنا (لا قدر الله) : أنه قام أحد المجرمين بـ (اغتصاب) أمك ثم (تمزيقها) و(قتلها) هي وإحدى أخواتك مثلا ً:
    ثم تم الحكم على هذا المجرم بـ : (قطع رقبته) أمام الناس جميعا ً: ليكون (عِـبرة) لغيره : فلا تتكرر مثل هذه الجريمة الشنيعة مرة أخرى :
    فهل ستعتبرين في ذلك القتل بهذه الصورة : (تجني) على هذا المجرم أو (وحشية) ؟؟!!!..

    >> فأجابت (جوليان) وملامح الاشمئزاز والتأثر على وجهها من تخيل مثل هذه الجريمة لـ (أمها) بالفعل :
    لا بالطبع ... ولا أعتقد أن (عاقلا ً) سيحكم بغير هذا الحكم !!!..

    وهنا .. ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
    حسنا ً.. إذا ً: أنت تتفقين معي أن الطريقة التي استخدمناها في عقاب ذلك المجرم كانت :
    أولا ً: (عادلة) .. وثانيا ً: (رادعة) لغيره ؟؟.. أليس كذلك ؟؟!!!..
    >> فردت (جوليان) : نعم ...
    فسألها الشيخ المسلم :
    والآن .. لو عرضت عليكي أكثر من (عقاب) : (عادل) .. و(رادع) لغيره : فهل ترفضين ذلك أم تقبليه ؟؟!!..
    >> وهنا ردت (جوليان) باستغراب :
    إذا كان العقاب فعلا ً: (عادلا ً) .. و(رادعا ً) لغيره : فأعتقد أيضا ًأنه : لا (عاقل) سيرفضه !!!..

    وهنا ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
    حسنا ً... فإذا كان (الله) تعالى (وهو الأعلم بالناس) : قد قرر هذه (العقوبات) بالفعل في (الإسلام) !!!..
    ووجدنا بالفعل طوال أكثر من (1429 عاما ً) : أنها كانت : (عادلة) و(رادعة) :
    فهل من العقل : أن يتركها المسلمون لغيرها ؟؟!!!..

    >> فأجابت (جوليان) : لا أعتقد أن هذا من الصواب ...!

    فقال الشيخ (عبد الله) : حسنا ً.. والآن .. وقبل أن أشرح لك ببساطة نظام (العقاب) في الإسلام :
    أقرأ عليكي وعلى الحاضرين جميعا ً: الاعترافات التالية .. والتي اعترف فيها مستر (موريس باتان) :
    (أحد قضاة النقض في المحكمة الفرنسية) بـ (الفشل الذريع) لـ (القوانين الحديثة) !!!.. تلك القوانين التي تـُعد (فرنسا) فيها : (قبلة) العالم الحديث في أخذ (التشريع) عنها !!!... فقد قال في افتتاح مؤتمر (الوقاية من الإجرام) والذي انعقد في (باريس – 1959م) :

    " أنا لست إلا قاضيا ًفي جهاز العدالة .. ولم يخطر على بالي في أي وقت من الأوقات : الاهتمام بأسس الوقاية من الإجرام .. لأن وظيفتي : لم تكن هناك .. بل على العكس : فقد كانت ولا تزال في (العقاب) لا في (الحماية) !!!.. كرست حياتي تبعا ًلمهنتي القضائية الطويلة في : محاربة المنحرفين حربا ًسجالا ً: لا هوادة فيها !!!.. سلاحي الوحيد الذي وضعه القانون تحت تصرفي :
    هو سلاح العقاب التقليدي ... أوزع الأحكام القاسية والشديدة أحيانا ًعلى جيوش المجرمين والمتمردين ضد المجتمع ... ساعيا ًما أمكن إلى
    (التوفيق) بين : (نوعية العقاب) : وبين (نوع الجريمة) ... وكنت أسأل نفسي دوما ًكما كان الكثيرون من زملائي يتساءلون أيضا ً: عما إذا كان هذا السلاح قد أصبح في يدنا الآن : (لا وزن له ولا تأثير) !!!.. بل وقد شعرت (ولا أزال أشعر) بكثير من الألم والمرارة : واللذين كان يشعر بهما (أبطال الأساطير) !!!.. والذين كانوا كلما قطعوا رأسا ًمن رؤوس (المسخ) : كانت تنبت محله رؤوس ورؤوس !!!.. وقد تعاقبت السنوات وأنا ألاحظ بدهشة أن عدد المجرمين لا يزال مستقرا ًإن لم يكن يتزايد !!!.. وأنه كلما كنا نرسل الكبار منهم إلى (السجن) أو إلى (المنفى) أو إلى (المقصلة) : كان غيرهم يخلفهم في نفس الطريق : بأعداد ٍأكثر منهم " !!!...

    والآن .. وبعد أن سمعنا جميعا ً: (اعترافا ًصريحا ً) من أحد (القضاة الفرنسيين) أنفسهم : يخبرنا فيه عن (فشل) أشهر (القوانين البشرية) في ملاحقة الجريمة أو الحد منها :
    أفلا نتيقن بأن الحل (العادل) و(الرادع) :
    يجب أن يكون من وضع وتشريع : (رب البشر) : العالم بهم .. وبخبايا نفوسهم : أكثر من أي أحد ؟؟!!..

    لقد أنفقت (هيئة الأمم المتحدة) : الأموال الطائلة !!!.. وتكبدت : المجهودات الكبيرة !!!.. وكل ذلك لتنظيم المؤتمرات الدولية حول : (علم الإجرام) !!!.. وذلك منذ عام (1951م) ....
    ولكن كل هذه المؤتمرات الدولية للأسف (وحتى الآن) : لم تستطع الحد من الجريمة : فضلا ًعن الحد من (انتشارها) !!!...
    وذلك في إعلان صارخ منها عن : (الفشل التام للغرب العلماني) في هذا الأمر !!!..

    في حين أننا نجد الله تعالى في الإسلام : لم يفصل أبدا ً(العقاب) : عن روح (الدين) نفسه !!!..
    فالمجرم إذا أفلت من (العقاب) على جريمته في مجتمعاتكم الغربية : ففي ذهنه وذهنكم فعلا ً:
    أنه قد هرب بفعلته من (العقاب) !!!....
    ولكننا نجد الأمر : يختلف تماما ًفي الإسلام :
    حيث قد زرع الله تعالى في قلوب وعقول المسلمين : (عقيدة : الحساب يوم القيامة) !!!..
    أي أن الذي أفلت من العقاب في الدنيا : يعرف يقينا ًأنه : لن يفلت أبدا ًمن العقاب في الآخرة :
    وذلك حينما يقف أمام الله تعالى : والذي يعلم عنه كل شيء !!!!...

    ولهذا : فنجد مثلا ًامرأة ً(غامدية ً) : هي التي جاءت وأصرت على أن تعترف بأنها (زنت) : أمام النبي الخاتم (محمد) !!!.. مع علمها الكامل بأنه سيتم : (رجمها بالحجارة حتى الموت) لأنها : (زنت) وهي متزوجة !!..
    وذلك بالرغم من أن : باب (التوبة) : مفتوح لكل من ارتكب ذنبا ً: وستره الله عليه : ولم يفضحه الله به !!!...
    ولكن كانت رغبتها في التخلص تماما ًمن (عقاب) هذا الذنب في الدنيا : أكبر من رغبتها في السكوت عنه : ومواجهة (العقاب) في الآخرة !!!..
    وكذلك أيضا ً: فعل رجل ٌيُسمى (ماعز) !!!!.. حيث جاء بنفسه واعترف للنبي : أنه قد زنى !!!.. فتم أيضا ً: (رجمه حتى الموت بالحجارة) !!!..

    فهل رأيتم أو سمعتم : عن مثل هذه (الأخلاق السامية) في تاريخكم .. أو في بلادكم .. أو مجتمعاتكم المتحضرة ؟!..

    لقد جعل الله تعالى (العقاب) في الإسلام : جزءا ًلا يتجزأ من (الدين) نفسه ..!
    ليس هذا فقط .. بل وقد عظم شأن (العقاب) في النفوس : فمنع الناس حتى أن تأخذهم : (رأفة أو شفقة) بمَن ينزل به أشد العقاب !!!!...

    ففي جريمة (الزنا) مثلا ً: لا يتم عقاب (الزاني) إلا في حالتين : إما اعتراف (الزاني) نفسه !!!.. أو بشهادة (أربعة شهود) !!!.. والآن .. هل تتخيلون معي أن جريمة (زنا) : يفعلها أصحابها بلا مبالاة : لدرجة أن يراها : (أربعة شهود) ؟؟!!!.. لا شك أن أصحاب هذه الجريمة : هم من عتاة (الزنا) و(الإجرام) في المجتمع !!!.. بل ولا شك أيضا ًأن (مستوى الاستهتار) عندهم بالمجتمع و(محارمه وقيمه) : قد بلغت القمة !!!..
    ولذلك :
    فقد وضع الله تعالى : أساسا ًقويا ًلحماية المجتمع من هذه الفعلة القبيحة .. فقال في قرآنه :
    " الزانية والزاني : فاجلدوا كل واحد منهما : مائة جلدة ... ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله : إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر !!!.. وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين " !!!.. النور – 2 ..

    فعندما ينهى الله تعالى المؤمنين عن (الرأفة والشفقة) على الجاني المُعاقب : فهو بذلك : يبني (حاجزا ًنفسيا ً) بين الناس وبين مرتكبي (الجرائم الكبيرة) في المجتمع !!!....
    وعندما يأمر الله تعالى أن يشهد (عذاب) و(عقاب) هؤلاء المجرمين : طائفة من الناس :
    فهو بذلك يعمل على : (نشر الخوف) من هذا (العقاب الأليم) بين أفراد المجتمع .. مما يجعل ذوي النفوس الضعيفة : يفكرون ألف مرة ومرة : قبل الجرأة على فعل هذه الجرائم !!!!...

    فالله تعالى الذي يعاقب (فردا ًواحدا ً) : سواء بـ (الجلد) أو (قطع اليد) أو (الرجم حتى الموت) أو (قطع الرقبة) : فهو بذلك : يحافظ على سلامة المجتمع بأسره من : (الانهيار والفوضى الإجرامية) التي اشتكى منها القاضي الفرنسي : (موريس باتان) !!!..

    وقد سمعنا الآنسة (جوليان) مثلا ً: قد أكدت أن (قطع رقبة) المجرم الذي اغتصب (أمها) ثم قتلها هي وإحدى أخواتها :
    أكدت أن هذا (العقاب) : لا شيء فيه إطلاقا ً.. بل وأكدت أن هذا أيضا ً: ما يجب أن يقول به كل (عاقل) ...!
    هي تقول ذلك :
    في حين أنها لا تعرف أن هناك بعض الناس : (أدعياء الرحمة الإنسانية) : سيصفون (قطع رأس) هذا المجرم بأنه : (وحشية) !!!.. بل وقد يطالبون بأنه من الأفضل : (سجنه) لا (قتله) !!!!...
    وأنا متأكد مائة بالمائة أن هذه الجريمة لو كانت وقعت لـ (أم) أحد هؤلاء الناس وإحدى أخواته :
    لكان رأيه : هو من رأي الآنسة (جوليان) حتما ً!!!..

    قال الشيخ (عبد الله) عبارته الأخيرة هذه بطريقة : جعلت الحاضرين يضحكون : فواصل قائلا ً:
    إذا ًنستنتج من هذا : أن البشر : يختلفون دوما ًفي (وقع الجرائم على قلوبهم) : وذلك بحسب قربهم أو بعدهم من هذه الجرائم !!!.. ومن هنا : نعرف أهمية أن يقوم بتحديد (العقاب) : مَن هو (محايد) بين كل البشر بلا استثناء !!!...
    وذلك لن يتحقق إلا في جانب الله تعالى فقط : والذي لن يُحابي أحدا ً: على حساب أحد !!!...

    وإذا تأملنا نظام (العقاب) في الإسلام : نجد أنه قد حقق (أربعة أهداف) : لم يستطع أن يحققها أي (تشريع بشري) آخر على مر الزمان وحتى اليوم !!!.. وهذه الأهداف الأربع هي :

    1)) أن ينجح (العقاب) في تحقيق (الغرض) الذي وُضع من أجله ..
    2)) أن يكون ذلك : في (أسرع وقت) ممكن ..
    3)) أن يكون ذلك : بـ (أقل التكاليف المادية) الممكنة ..
    4)) ألا تكون السلبيات الناتجة عن هذا (العقاب) : أكبر من إيجابياته !!!...

    فالإسلام مثلا ً: لم يجعل (السجن) : في تشريعاته الأساسية !!!!..
    ولا يخفى عليكم : كيف أن (السجن) : يدخله المجرم (صغيرا ً) : فيخرج منه غالبا ً(مجرما ًمحترفا ً) !!!..
    ويدخله المجرم (المحترف) : فيخرج منه غالبا ً(أكثر احترافا ًوإجراما ً) : بل وربما قد أعد خططا ًللمستقبل أيضا ً!!!..
    ناهيكم بالطبع عن : (تكلفة السجون) من : (البناء) و(الطعام) و(الأمن) وسائر المرافق الأخرى !!!..
    والتي قد تتعدى (المليارات سنويا ً) : في بعض الدول الكبيرة !!!..
    فإذا أضفنا لكل ذلك :
    التأثير البالغ الذي يقع على (أسرة المسجون) ومَن يعولهم من زوجة لها حق المعاشرة وأبناء :
    لمسنا إلى أي مدى تتربع حدود الله تعالى وعقابه في تشريعاته : على القمة !!..

    حيث بنظرة سريعة إلى الإسلام :
    فنجده قد شرع نظام : (القصاص) .. والذي يتم فيه (القصاص) من الجاني : بنفس ما فعل في المجني عليه !!!..
    وذلك بالطبع في الأشياء التي يمكن القصاص فيها : كالقطع والبتر والجروح والقتل ... إلى آخر ذلك ...
    وأما الذي (يصعب القصاص منه بدقة) : فيجوز (دفع الدية) : محله !!!...
    كما يمكن أيضا ًأن يقبل المجني عليه أو أهله : (الدية) : بدلا ًمن (القصاص) إذا أرادوا ذلك ...
    ولأهمية سرعة هذا (القصاص) في استقرار المجتمعات .. وتحقيق (العدل) فيها : وحفظ الدماء من الانتقام والثأر إذا تأخر الحق عن أهله :
    فإن الله تعالى يشبهه بـ (الحياة) !!!.. بالرغم من أنه قد يؤدي إلى قتل (القاتل) !!!.. ولكنه في المقابل : (حياة) للمجتمع ككل فيقول :
    " ولكم في القصاص حياة : يا أولي الألباب (أي يا أصحاب العقول النيرة) " !!!.. البقرة – 179 ..

    فهذا أفضل لكل عاقل من هاوية (الثأر) الذي قد يستمر في بعض العائلات لأجيال وأجيال !!.

    سكت الشيخ (عبد الله) مع انتهاء كلماته الأخيرة ...
    وهو على يقين ٍتام من وجوه الحاضرين أن مراده قد وصلهم جميعا ًواقتنعوا به والحمد لله ..
    فابتسمت (جوليان) للحظة .. ثم نظرت للورقة قارئة ًوقائلة :

    إجابة رائعة ومقنعة كما توقعت شيخ (عبد الله) .. وأعتقد أني سمعت أو قرأت (لا أذكر) : عن وجود مثل هذه العقوبات بالفعل أيضا ًفي العهد القديم وتوراة نبي الله (موسى) .. وأما السؤال الثاني فهو :

    2))
    هل ورد عن النبي الخاتم (محمد) أنه أمر بضرب الأطفال منذ سن العاشرة ؟؟!!!...
    وبوجه عام : كيف كان تعامله مع الأطفال ؟؟....
    وأيضا ً: هل ورد في القرآن : الأمر بضرب الأزواج للزوجات ؟؟!!..
    أرجو التوضيح مشكورا ً...

    وهنا ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ًفي بساطة مَن اعتاد مثل هذه الأسئلة :
    أما بالنسبة لضرب الأطفال الذي ذكرتيه ... فلما كان الطفل : لا يعلم في العادة : ما هو النافع والضار له من الأشياء من حوله : فيجوز للأب والأم (أو القائم على تربية الطفل) :
    أن يحمله على فعل النافع وتجنب الضار : بمختلف الطرق والوسائل ...
    والتي قد يكون منها : (الضرب) لو لزم الأمر !!!....
    فلا أعتقد أن هناك (أبا ً) أو (أما ً) عاقلين : يمكن أن يشاهدان ابنهما الصغير مثلا ً: وهو يعبث في (مخارج الكهرباء) بالمنزل : ولا ينهراه على ذلك : حتى ولو كان بـ (الضرب) !!!!...
    فالأطفال : يتفاوتون في استجابتهم لأوامر الآباء أو المربين !!.. فمنهم مَن يستجيب بمجرد سماع الأمر أو النهي !!.. ومنهم مَن لا يستجب إلا بالتوبيخ !!...
    ويتفاوت هذا التوبيخ بدوره من مجرد التوبيخ بـ (نظرة العين) !!.. ومرورا ًبالتوبيخ بـ (الكلام) !!.. وانتهاءا ًبالتوبيخ بـ (الضرب) الذي ذكرتيه !!....
    ولكن :
    أرجو ألا يذهب ذهنكم بعيدا ًبالنسبة لمسألة (الضرب) عموما ًفي الإسلام ....
    لأن المقصود هنا هو : (التوبيخ) فقط : وليس (الانتقام) مثلا ًأو (التعذيب) !!!!....
    ولذلك : فأرجو عند سماعكم لكلمة (الضرب) في الإسلام : أرجو أن تفهمونها بـ (معناها الإسلامي) !!!...
    فالضرب في الإسلام : هو بشروط معينة .. وتلك الشروط هي :
    >> ألا يكون ضربا ًعلى الوجه .. أولا ً: لخطورته .. ثانيا ً: لإهداره لكرامة الإنسان وعزته !!!..
    >> وألا يكون الضرب : مما يكسر عظما ً!!!.. أو يترك أثرا ً!!!...
    وإنما هو كما أخبرتكم : بقدر الحاجة الصغيرة فقط : كالتوبيخ والتعذير وغيره ...

    كما أن الضرب في التربية الصادقة : فلا يُلجأ إليه إلا وهو عين الرحمة بالطفل !!!!...
    تماما ًمثلما يضرب الأب ابنه : لكي يأخذ (الدواء المر) !!!...
    فهو أولا ً: يفعل ذلك رحمة به ...
    وثانيا ً: سيكون الضرب فقط : بالمقدار الذي سيحتاجه في هذا الموقف !!!....
    فإذا فهمنا هذه النقطة ...
    فسوف أخبركم بحديث النبي الخاتم (محمد) الذي قاله عن ضرب الأطفال .. حيث يقول :
    " علموا أولادكم الصلاة : إذا بلغوا سبعا ً.. واضربوهم عليها : إذا بلغوا عشرا ً.. وفرقوا بينهم في المضاجع " ... صحيح الجامع الصغير (2/4026) ..

    فلأن (الصلاة) في الإسلام : هي من أهم (الصلات) بين المسلم وربه ...
    فلذلك : فينبغي على الوالدين في الإسلام : أن يحملا أطفالهما على أدائها بشتى الطرق .. حتى ولو كان من بينها الضرب إذا لزم الأمر ... تماما ًكما أخبرتكم عن مثال (الدواء) السابق ...

    وأما بالنسبة للآية التي جاءت في القرآن الكريم : وتحدثت عن ضرب الزوج للزوجة : فكما أخبرت مسز (دوري) من قبل : أنه من عادة (الحاقدين على الإسلام) .. والذين يريدون (تشويه) وجه (الإسلام) أمام العالم :
    أنهم يقومون بـ (اقتطاع) بعض الكلمات من الآية !!!... حيث اقتطعوا (جزءا ًصغيرا ً) من (الآية الكبيرة) كعادتهم : ليساعدهم في توجيه : (تهمة) أخرى و(شبهة) مكذوبة في وجه الإسلام ...

    وأما الآية التي جاءت في القرآن عن (الضرب) : فهي (ويا للعجب) : من أفضل الآيات على الإطلاق التي وضعت (الحلول الناجحة) لعلاج أي مشكلة بين الزوج وزوجته !!!....
    حيث أن الله تعالى (وبحكم نقصان عقل المرأة وغلبة عاطفتها على تفكيرها) : يعرف أنها طوال فترة زواجها : سوف (تعصي أوامر) زوجها أو (تتمرد عليه) في مراتٍ عديدة !!!...
    ولذلك :
    فقد وضع للعَالم كله (وليس للمسلمين فقط) : التدرج الأمثل لتصرف الأزواج في هذه الحالة ...
    حيث يقول الله تعالى لهم :
    " واللاتي تخافون نشوزهن (أي تمردهن وعصيانهن المُتعمد لأوامركم) :
    1)) فعظوهن (أي أن أول الاختيارات هو : حوار العقل والوعظ والنصيحة أولا ً) !!!...
    2)) واهجروهن في المضاجع (حيث إن لم ينفع حوار العقل : فحوار تأديب الغريزة والعاطفة الأنثوية) !!!...
    3)) واضربوهن (وهو الحل الأخير : ويكون كما قلت لكم : في غير الوجه ولا يترك أثرا ًأو يكسر عظما ً) !!!..
    فإن أطعنكم (أي : فإن استجبن لكم وتأثرن بالنصيحة أو بالهجر أو بالضرب غير المبرح) :
    فلا تبغوا عليهن سبيلا ً(أي فلا تتعدوا عليهن بعد أن حصل المطلوب واستجبن لكم وأطاعوكم) ...
    إن الله : كان عليا ًكبيرا ً(أي يعلو على كل ظالم بالعقاب .. فخافوه) " !!!.. النساء – 34 ..

    فهل رأيتم : (حكمة ً) و(عدلا ً) مثل هذا التشريع الإلهي ؟؟؟!!..
    ففي الوقت الذي بلغت فيه إحصائيات وأرقام بلاغات (اعتداء الأزواج على الزوجات بالضرب المُبرح) في بلادكم ومجتمعاتكم الغربية : (أرقاما ًخيالية) : بلغت في بعض البلاد : أكثر من عشرة اعتداءات في الساعة الواحدة !!!!...
    نجد أن الله تعالى : يهتم بهذا الأمر في القرآن وفي التشريع الإسلامي : ليحفظ به البيوت والكرامة الإنسانية !!!..
    فيقرر لنا أن أول الإجراءات هو :
    حوار العقل والنصيحة والكلمة الطيبة !!!!... يليه عقاب الغريزة والعاطفة !!..
    ثم يجعل (الضرب) : هو الخيار الأخير !!!.. وبالضوابط أيضا ًالتي ذكرتها لكم !!!!...

    ولا يسعني هنا إلا أن أذكر لكم حديثين عن النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم في مسألة (ضرب) الزوجات : لتعلموا مدى اهتمام النبي الخاتم (محمد) بحفظ كرامة المرأة وإنسانيتها : حتى في هذه المواقف الشائكة .. فيقول في الحديث المتفق عليه :
    " يعمد أحدكم : فيجلد امرأته جلد العبد (أي الضرب المهين المبرح) : فلعله يُضاجعها في آخر يومه !!(أي يتعجب النبي محمد : كيف لمثل هذا الزوج بعد هذا الضرب المهين : أن يجامع زوجته بعد ذلك) " ؟؟!!...

    وقد جاءه في يوم ٍمن الأيام رجلٌ : يسأل عن (حق الزوجة) على زوجها ... فأخبره الرسول الخاتم (محمد) بأن :
    (أقل حقوق الزوجة) على زوجها : أن يلتزم معها بالآتي :
    " أن يُطعمها إذا طعم .. ويكسوها إذا اكتسى .. ولا يضرب الوجه .. ولا يُــقبح (أي لا يعيبها في شيء في جسدها أو وجهها) .. ولا يهجر إلا في البيت " !!!...
    صحيح الجامع الصغير (1/3149) ...

    فأعتقد أنه بعد هذا التوضيح : لم يعد لشبهة (الضرب) في (الدين الإسلامي) أي وزن أو قيمة !!!..
    وأن مَن يوجه مثل هذه (التهم) إلى الإسلام بعد ذلك : هو كما قلت لكم :
    إما (جاهل) بالإسلام !!!.. وإما (حاقد) على الإسلام : (يُـظهر) الأكاذيب .. و(يُخفي) الحقائق !!!..

    3))
    صمت الشيخ (عبد الله) قليلا ً ثم قال :
    وأما عن سؤالك (جوليان) عن كيفية تعامل النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم مع الأطفال ...
    فأقول لك : لقد كان رحيما ًدوما ًبهم ...
    وكان يختار دوما ً: الأفضل لهم ..! وكان يخبر الناس دوما ًويُعلمهم : كيفية التعامل الأمثل مع الأطفال !!!..
    فلو لاحظتم مثلا ًفي نهاية حديثه عن الأطفال والصلاة الذي ذكرته لكم منذ لحظات :
    فقد أمر النبي الآباء بأن : (يُفرقوا) بين أبنائهم في المضاجع عند النوم : إذا بلغوا سن العاشرة !!!....
    وذلك بالطبع : لأن الغالب في تلك المرحلة العمرية :
    هو بدء (بلوغ) الفتى أو الفتاة !!!... وبداية انتباه كل منهم لـ : الفروق (الجنسية) التي بينه وبين الجنس الآخر ..!
    فإذا لم يتم التفريق بينهم عند النوم (ولو بأن يلتحف كل منهم بلحافه الخاص به إذا جمعهما سرير واحد) :
    فقد يؤدي ذلك إلى حدوث : ما لا يُحمد عقباه من مشاكل وانحرافات : نعرفها جميعا ً!!!....

    بل وقد اهتم الله تعالى بالأطفال في القرآن الكريم : فأعطاهم نصيبا ًوافرا ًمن (التشريع) أيضا ً:
    لن تجدوا مثله أبدا ًفي أي دين ٍمن الأديان !!!!!....

    فقد حرم الله عز وجل مثلا ًقتل (الجنين) قبل أن يولد : لأي سبب كان من خشية فقر أو مداراة زنا ًونحوه : لأنه بمجرد دبّ الروح فيه : فقد صار إنسانا ًوله حقوق !!.. إلا إذا تعارضت حياته بالطبع مع حياة أمه !!..
    كما أمر برضاع الطفل : (الرضاعة الطبيعية) .. فإن لم يكن من (أمه) :
    فمن امرأة ٍأخرى ولو بالأجر : تقوم بهذه المهمة !!!..
    كما بين لنا أن أقصى مدة للرضاعة هي : (عامان) لمَن يريد أن يُـتم الرضاعة .. وهي بالفعل : نفس المدة التي حددها لنا الطب الحديث !!!...
    كما أمر الآباء أن يُعلموا أبناءهم : (الاستئذان) منذ الصغر !!!.. وذلك في (الثلاثة أوقات) التي قد يكون الأب والأم فيها : في (أوضاع أو ملابس خاصة) : لا يجب أن يطلع عليها الطفل الصغير !!!...
    وتلك الثلاثة أوقات هي :
    وقت الراحة ظهرا ً... وعشاءا ًقبل النوم .. وقبل صلاة الفجر عند المسلمين (وهو بداية وقت شروق الشمس) ...
    فإذا وصل الأطفال لسن (البلوغ) : صار لزاما ًوحقا ًعليهم : الاستئذان على الوالدين في كل الأوقات (وليس ثلاثة فقط) : وكما يفعل الكبار تماما ً... وكل تلك الأحكام من الله تعالى : هي بالطبع لـ : صون الأطفال منذ الصغر من أن تقع أعينهم على العورات ....!
    فهل عندكم مثل هذه (الأحكام) و(التعاليم) في أي من كتبكم الدينية أو قوانينكم البشرية ؟؟؟..

    وهنا : سكت الشيخ للحظة ثم واصل قائلا ً:
    وأما هدي النبي الخاتم في معاملة الأطفال : فبقدر ما كانت تتسم معاملته باللين والرحمة : بقدر ما كان يُحب أن يزرع فيهم أيضا ًمنذ الصغر : الشعور بالمسئولية !!!....
    ولو بطريقة بسيطة لطيفة : مثل أن يعطيهم مثلا ً: (كنية) منذ الصغر : وذلك مثل الكبار تماما ً!!!....
    ففي الحديث الصحيح المتفق عليه عن (أنس) رضي الله عنه : أنه قال :
    " إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليُخالطنا (أي يزورنا ويندمج معنا بدون تكلف) .. حتى يقول لأخ لي صغير : يا أبا عمير !!.. ما فعل النغير ؟؟!!.. كان له نغير (طائر صغير) يلعب به فمات " !!!..

    فهذا الحديث : قد علمنا فيه الرسول الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم : بجانب رحمته بالأطفال ومداعبتهم : أننا نعطيهم أيضا ً(كنية) مثل الكبار تماما ً: لتعويدهم منذ الصغر على الاعتماد على النفس !!!...

    وكان يعرف قيمة اللهو البريء واللعب للأطفال الصغار .. وأنه من أساسيات وطبيعة هذا السن !!!.. وأذكر لكم هنا حديثا ًرائعا ً: يرويه لنا نفس راوي الحديث السابق .. وهو (أنس) رضي الله عنه : والذي وهبته أمه منذ صغره لخدمة النبي (محمد) في بيته وقضاء حوائجه .. فقال في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم وغيره :
    " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أحسن الناس خــُـلقا ً.. فأرسلني يوما ًلحاجة .. فقلت : والله لا أذهب (ويبدو أنه كان يريد اللعب في ذلك الوقت) .. وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فخرجت حتى أمرّ على صبيان وهم يلعبون في السوق .. فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي !!.. فنظرت إليه وهو يضحك !!.. فقال :
    يا أ ُنيس
    (اسم تصغير لأنس) ذهبت حيث أمرتك ؟؟.. قلت : نعم !!.. أنا أذهب يا رسول الله !!!..
    قال أنس : والله : لقد خدمته سبع سنين أو تسع سنين .. ما علمته قال لشىء صنعته : لم فعلت كذا وكذا !!!.. ولا لشىء تركته : هلا فعلت كذا وكذا
    " !!!...

    فهل كان أحدنا سيُقابل هذا الموقف من هذا الطفل : بما قابله به رسول الله ؟!!!..
    فهل رأيتم مثل هذه الرحمة من الرسول بالأطفال ؟؟!!.. وتقبله لمسألة لعبهم ولهوهم بكل صفاء ؟!!..
    فقد جاء في الحديث الصحيح أيضا ًأن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    " أتى على غلمان ٍيلعبون : فسلم عليهم " !!!.. رواه أبو داود وحسنه الألباني ..

    وهناك الكثير والكثير من المواقف غير هذا ... ولولا خوف التطويل عليكم : لذكرتها لكم جميعا ً.....!

    فسكت الشيخ من جديد ... فأمسكت (جوليان) بالميكروفون مرة أخرى وقالت :
    إنه من العجيب فعلا ًأيها الشيخ (عبد الله) أن يذكر دينكم : كل هذه التفاصيل الحياتية الكثيرة والدقيقة عن النبي (محمد) !!!... وقد لمست من حديثك بالفعل : رحمته الكبيرة بالأطفال ....

    ولكن يتبقى لي استفسارين قبل أن نترك الحديث عن الطفولة ... والاستفسارين للأسف : شائكين إلى حد ٍكبير : حيث يتعلقان بـ (الفتيات الصغار) .....

    وهنا ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ًلها : تفضلي ....
    فقالت :

    الاستفسار الأول منهما : هو عن التفسير الديني لزواج النبي (محمد) من زوجته الصغيرة (عائشة) .. والتي لم تكن قد بلغت في ذلك الوقت سوى : (السادسة) أو (السابعة) من العمر !!!!...
    وأما الاستفسار الثاني : فهو عن عادة (ختان الفتيات) : هل أمر بها النبي (محمد) فعلا ًأم لا ؟؟!!...
    وهل التعدي بقطع (جزء هام) من جسد الإنسان : هل هو صواب أم خطأ ؟؟!!..
    وخصوصا ًوأنه لو لم يكن له فائدة : فلماذا خلقه الله إذا ً؟؟!!..
    وشكرا ً....

    وهنا : انتقلت عيون الحاضرين بسرعة إلى الشيخ (عبد الله) لسماع الرد على هذين الاستفسارين الشائكين حقا ً... وتساءلوا بداخلهم : ماذا سيكون الرد عليهما ؟؟!!...

  12. #27

    افتراضي

    4))
    فتنهد الشيخ ... وأخذ شربة ماء صغيرة من الكوب الذي أمامه .. ثم ابتسم قائلا ً:
    في البداية : أنا سعيد جدا ًلأنك أثرت مثل هذه النقاط في هذه الندوة ...
    وذلك لحاجة هذه النقاط بالفعل إلى التوضيح .. ولإزالة (الشبهات) و(الأكاذيب) التي يتم إلصاقها بالإسلام من ورائها عن جهل أو عن عمد !!!.....
    فأما بالنسبة لزواج النبي الخاتم (محمد) من (عائشة) رضي الله عنها وهي صغيرة :
    فهو خبر صحيح .. وثابت في جميع كتب السيرة والحديث ...
    ولكن :
    يجب أن تعرفوا معه : بعض الملاحظات الهامة ... وذلك مثل :

    1)) بعض زيجات النبي (محمد) : كانت بوحي ٍمباشر من الله تعالى .. وزواجه بـ (عائشة) رضي الله عنها : كان من هذا النوع ... حيث جاء في كتب الحديث عن (عائشة) نفسها أنها قالت :
    " أن جبريل : جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقال :
    هذه زوجتك في الدنيا والآخرة
    " !!.. رواه الترمذي وصححه الألباني ...

    2)) ولعل هذه الأهمية من الله تعالى بهذه الزوجة الصالحة (عائشة) : جاءت لسببين ..
    الأول : إكراما ًلأبيها (أبي بكر الصديق) : وهو أعظم شخصية في الإسلام من بعد النبي (محمد) .. وهو أيضا ًأكثر الناس تصديقا ًله .. بل : وأوفى أصدقائه من قبل ومن بعد الرسالة !!!.. وهو أول مَن آمن به من الرجال ..
    الثاني : وهو علم الله تعالى بمدى ذكاء (عائشة) و(نباهتها) وقدرتها على (الحفظ) !!!.. فقد استطاعت منذ صغرها أن تسجل لنا : العديد والعديد من آحاديث ومواقف النبي (محمد) .. وخصوصا ًكـ (زوج ٍمع زوجاته) بداخل بيته .... ولا شك أن في ذلك : أعظم الفائدة لهذا الدين ...

    3)) ولعله من المفيد أيضا ًأن أذكر لكم هنا : أن النبي (محمد) : قد تزوج (عائشة) بالفعل : وهي في نهاية عامها (السادس) تقريبا ًفي (مكة) .. ولكنه لم يعاشرها بالطبع معاشرة الأزواج : إلا بعد أن هاجر إلى (المدينة) .. وبلغت (عائشة) ساعتها : مبلغ النساء .. وهي بنت (تسع سنين) ...
    وبالطبع : أنتم تعرفون مدى الفارق بين نشأة (المدينة) .. وبين النشآت الأخرى مثل :
    (البدو) أو (الريف) أو المناطق الصحراوية والغابات أيضا ًمثل (الجزيرة العربية) و(قارة أفريقيا) !!!.. حيث في (البدو) أو (الريف) : نجد كلا ًمن الذكور والإناث عادة : (أكثر قوة) .. و(أكثر صحة) .. و(أسرع نموا ًوبلوغا ً) من أمثالهم الذين يعيشون في (المدن) و(الحضر) .....!
    بل وكان أحد الصحابة وهو ابن السادسة عشر : كنا نراه أميرا ًعلى جيش ٍكبير ٍمن المسلمين !!..
    وكنا نرى لهم زوجاتٍ وأبناءٍ في مثل هذا السن وأصغر منه أيضا ً!!!..
    وهذا بعكس (البيئات المُدللة) لأبنائنا في عصرنا الحاضر : والتي تستمر معهم لأعوام ٍوأعوام !!..

    ومن هنا :
    تستطيعوا أن تشاركونني في الرأي : بأن زواج النبي (محمد) بـ (عائشة) رضي الله عنها :
    لم يكن (اعتداءً) جنسيا ً!!!... ولم يكن (تجنيا ً) عاطفيا ًعليها أبدا ً: وكما يتصور معظم الناس في زمننا الحاضر !!!...
    بل كان (أمرا ًطبيعيا ً) جدا ًفي ذلك الوقت .. وفي تلك البيئة !!!....
    والدليل على ذلك : أنه لم ينتقد ولم يعترض أحد العرب (حتى من أعداء النبي أنفسهم) : على هذا الزواج !!!..

    4)) وأما آخر النقاط الهامة في هذه المسألة ... فهي الإشارة لمنزلة (عائشة) رضي الله عنها نفسها عند النبي .. ومنزلة النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم عند (عائشة) زوجته .....
    ففي الحديث الصحيح :
    أن الصحابي الجليل (عمرو بن العاص) رضي الله عنه سأل النبي قائلا ً:
    " يا رسول الله .. أي الناس أحب إليك ؟؟.. قال : عائشة .. قلت : ومن الرجال ؟؟.. قال أبوها " !!!..
    رواه الترمذي وصححه الألباني ...

    فقد كانت هي (أصغر) زوجات النبي .. كما كانت أيضا ً: هي الوحيدة (البكر) من بين جميع أزواجه رضي الله عنهن جميعا ً....
    ولعل الحكمة في أمر الله تعالى له بـ (تعجيل) الزواج بها وهي صغيرة : أن يكون ذلك إشارة من الله تعالى لنا :
    أنه لا مانع أبدا ًفي الأنثى أو المرأة : من (الزواج في الصغر) ...
    والذي يُماثله الآن في مدنياتنا ومجتمعاتنا : من سن الثانية عشر والرابعة عشر !!..
    وهو بالفعل ما كان في دول ٍمثل مصر والمكسيك والفلبين وغيرها : حتى أطلت حقوق الإنسان المزعومة برأسها !!..
    والتي ترعى الشذوذ والزنا وتقننه تحت شعاراتها البراقة وطعنها في الدين !!..
    حيث نجد أن (الزواج المبكر) للمرأة :
    (أعف لها) من الوقوع في الحرام .. أو مصادقة الشباب والرجال : وإقامة علاقاتٍ آثمة ٍمعهم .. ولاسيما وسط سُعار الشهوات الرهيب الذي ينفثه الإعلام العالمي في كل يوم !!..
    كما أن ذلك السن أيضا ً: هو أفضل الأوقات لبدء (حمل المرأة وولادتها) من الناحية الصحية !!!.. حيث أثبت الطب الحديث أنه كلما كان ذلك مبكرا ً: كلما كان ذلك أفضل !!!..
    وهذا ما تنصح به النساء الآن معظم دولكم الغربية والأمريكية : بل وحتى إسرائيل نفسها !!!..
    وهكذا كان الوضع بالفعل في بلادنا بلاد الإسلام إلى وقتٍ قريب : حيث قلما كنا نجد فتاة تخطت (الرابعة عشر) أو (السادسة عشر) :
    إلا وهي متزوجة !!!... بل وفي زمن جداتي رحمهن الله : كن يتزوجن في (الثانية عشر) !!..
    حيث كانت تتربى إحداهن من صغرها على مسؤليات المرأة كمرأة : فكن خير زوجات !!.. وكن خير أمهات ومربيات !!..
    وكن يحتفظن لأجيالنا من بعدهن : بأجمل ذكريات مثل هذا الزواج المبكر !!!..
    فهل نتعجب أن (يتزحزح هذا المقدار الزمني) إلى سن التاسعة منذ أكثر من 1429 عام مضت وفي بيئة صحراوية ؟!!..

    وأما عن السيدة (عائشة) نفسها ... فقد كانت دوما ً: تثني على النبي (محمد) في معاملته لها ...
    وهذه الاعترافات منها :
    استمرت إلى ما بعد موت النبي (محمد) .. وتولي أبيها (أبي بكر الصديق) : خلافة المسلمين ..!
    (أي أنها كانت في حرية تامة بعد موت النبي محمد : في التعبير عن رأيها بصراحة أثناء ولاية أبيها للمسلمين) ..
    ومع ذلك : نراها تنقل لنا ولكل العالم بكل حب ٍوعرفان ٍوإكبار :
    مجموعة رائعة من الآداب (الراقية) و(العالية) في تعامل الزوج مع زوجته !!!.. والتي فعلها معها زوجها النبي الخاتم (محمد) ..!

    فتذكر لنا مثلا ً: كيف كان يتبسط معها في ذلك السن الصغير : فيتركها لتلعب مع صويحباتها !!!..
    أو يتركها تشاهد فتيان الحبشة وهم يلعبون بالرماح بمهارة : حتى تكون هي التي تمل !!..
    وهي أشياء والله : لا يفعلها أكثر الأزواج مع زوجاتهم !!.. فكيف وهذا النبي الرحيم يتواضع لزوجته الصغيرة السن لهذه الدرجة ؟!!..
    بل وقد ذكرت لنا أيضا ً:
    كيف كان يتعامل معها بكل رقة : حتى في أحرج أوقات المرأة وأكثرها اضطرابا ًكل شهر !!!..
    ففي الحديث الصحيح تخبرنا فتقول :
    " كنت أشرب وأنا حائض .. وأناوله النبي صلى الله عليه وسلم : فيضع فاه (أي فمه) : على موضع في (أي فمي) فيشرب !!.. وأتعرق العِرق (أي العظم المكسو باللحم) وأنا حائض .. وأناوله النبي صلى الله عليه وسلم : فيضع فاه على موضع في " !!!.. رواه مسلم والنسائي ..

    وهكذا العديد والعديد من الآحاديث : والتي تبين لنا مقدار الحب بين النبي (محمد) .. وبين وزوجته الصغيرة (عائشة) رضي الله عنها ....

    5))
    وأما بالنسبة لتساؤلك عن أمر النبي بـ (ختان الفتيات) ...
    فسوف أبدأ الإجابة : من النقطة الأخيرة في سؤالك ...
    ألا وهي قولك : أن هذا (الجزء الصغير الهام) الذي يتم قطعه من جسد الأنثى في (الختان) :
    لو لم يكن له فائدة : فلماذا خلقه الله تعالى ؟؟!!!...
    وهنا أقول لك :
    هل لديك (أظافر) في أصابعك : تقومين بتقصيرها كل فترة ؟؟...
    >> فأجابت (جوليان) : نعم ...!
    فقال لها الشيخ :
    وهل تنكرين أن لدينا جميعا ً: (شعرا ً) في مختلف مناطق أجسادنا : نقوم بحلاقته وتقصيره من وقتٍ لآخر ؟؟..
    >> فأجابت (جوليان) أيضا ً: وقد بدأت في فهم المعنى الذي يرمي إليه الشيخ : نعم !!!...

    وهنا قال لها الشيخ (عبد الله) :
    إذا ً: أنا أوجه لك نفس التساؤل الذي طرحتيه أنت منذ قليل :
    لماذا نقوم بتقصير (أظفارنا) .. وبحلق (الشعر) من مناطق أجسادنا المختلفة : وذلك مثل (شعر الرأس) .. ومثل (شعر ما تحت الإبط) ؟؟..
    بل وأقول لك : أليس لو لم يكن له حكمة : لم يكن الله قد خلقه لنا (وعلى حد تعبيرك) ؟؟!!..

    وهنا .. سكتت (جوليان) للحظة .. ثم ابتسمت قائلة :
    الحقيقة : سؤال غريب بالفعل !!!.. بل ولم أفكر في مثله من قبل !!!...
    ولكن على أية حال :
    أعتقد أن جزءا ًمن الإجابة الصحيحة هو : أن (الأظافر) و(الشعر) : بالرغم من فوائدهم في الجسم : إلا أن زيادتهم عن حد معين : قد تقلب هذه الفوائد : أضرارا ً...
    فهل إجابتي صحيحة ؟؟...

    وهنا ابتسم الشيخ (عبد الله) قائلا ً:
    بل إجابتك صحيحة تماما ًآنسة (جوليان) !!!...
    ولكن السؤال الآن هو :
    لماذا لم يخلق الله تعالى (أظفارنا) و(شعورنا) :
    بالطول المناسب الذي لا نحتاج معه لتقصيرها كل فترة من الوقت ؟؟.. هل كان الله تعالى (ذو القدرة المطلقة) : عاجز ٌعن مثل هذا الأمر ؟؟!!..

    وهنا : سكتت (جوليان) قليلا ًثم قالت :
    مممم ... الحقيقة : لا أعرف الإجابة عن مثل هذا السؤال !!!...

    وهنا قال الشيخ (عبد الله) مبتسما ً:
    الحقيقة : أن ذلك الأمر له سببين من وجهة نظري ...
    سبب ٌ: (ديني) !!!.. ثم سبب ٌ(صحي) مُـترتب ٌعليه !!!...
    فأما السبب (الديني) :
    فهو أن الله تعالى : يتعبد الإنسان دوما ًبالعديد من (الأوامر) في حياته : والتي يكون من بينها دوما ً: بعض الأوامر التي قد لا يعرف لها الإنسان سببا ًفي حد علمه !!!....
    رغم أنها تكون دوما ًفي صالحه !!!..
    وهو نفس ما قلته لكم من قبل أيضا ً... وأعيده عليكم للمرة الثالثة فأقول :
    إن من أعلى درجات (العبودية) و(الطاعة) لله تعالى طالما آمنا به :
    هو أن نطيع أوامره في كل شيء : حتى ولو لم نعرف الحكمة منها الآن !!!.. فلربما أتى مَن بعدنا : فعرف لها حكما ً كثيرة كما شرحنا من قبل ...
    وساعتها يكون الخاسر : هو كل من خسر (طاعة) الله أولا ً... ثم خسر (الاستفادة) من هذه الأوامر التي كانت في مصلحته وهو لا يعلم ثانيا ً...

    وأما السبب الثاني .. وهو (السبب الصحي) : فكما قلت لكم : هو مترتب على السبب الأول ..
    إذ لو أننا آمنا واعترفنا بأن الله تعالى الخالق لكل هذا الكون : وعنده (الكمال) المطلق و(الخبرة) و(العلم) : لأيقنا أن له (حكمة ما) في نمو (الأظافر) و(الشعر) بهذه الصورة ...

    وسوف أخبركم بـ (جانبٍ واحد ٍ) فقط : من هذه الحكمة ...
    وهو أن (الأظافر) و(الشعر) الذين نحلقهم أو نقصهم من أجسادنا :
    لو كان لهم طولا ًثابتا ًلا يتغير : لصاروا للأسف مع الوقت : (مزرعة مثالية) لـ (تكاثر البكتريا والميكروبات) في أجسادنا وعلى جلودنا !!!!...
    وذلك : إما لأنهم في أطراف الجسد (كالأظافر) و(شعر الرأس) مثلا ً: وهي تتسخ دوما ً!!!..
    وإما لوجودهم في ثنايا الجسم وتحت الثياب (كشعر الإبطين والعانة) : فيكونون أكثر عرضة للـ (عرق) الذي يحمل في العادة : (مخلفات) الجسم الداخلية والخارجية أيضا ً!!!....
    حتى أن شعر (الشارب) نفسه :
    يتعرض مع الوقت ومع اختلاطه بالكثير من المشروبات والأطعمة : للتلوث الكبير !!!...
    فيكون من الحكمة أيضا ً: قصه أو تقصيره أو حلقه : من الوقت للآخر ....!

    ولذلك ....
    فإن الإنسان (المؤمن) : يثق دوما ًفي أوامر الله تعالى وشرعه : حتى ولو لم يعرف الحكمة منها وقتها ..

    فالله تعالى مثلا ًالذي جعل من فطرة الإنسان أن : (يقص شعر الشارب) و(ينتف شعر الإبط) و(يحلق شعر العانة) : هو الذي أمره أيضا ًبترك وإعفاء (اللحية) عند الرجال !!!!..
    والتي بجانب أنها من (الزينة) التي خلقها الله تعالى في الرجل :
    إلا أن العلم الحديث : قد أثبت لها أيضا ًالكثير من الفوائد !!!..
    فهي تقي الرجال من الكثير من الفيروسات والأمراض : والتي تتعرض لهم أكثر من غيرهم بحكم عمل الرجل وكده في الحياة !!!.. فـ (اللحية) وطبقة الجلد التي من تحتها : هي خط الدفاع الأول لوجه الرجل : والذي يكون في العادة مكشوفا ًدائما ًإذا ما حلق (لحيته) !!!....
    كما أنها : تدفيء الوجه في الشتاء !!!.. وترطبه وتلطفه بنظام التبخير في الصيف !!!..

    ثم ابتسم الشيخ (عبد الله) وهو ينظر للحاضرين في القاعة قائلا ً:
    ولا تظنوا أني ابتعدت كثيرا ًعن إجابة سؤال الآنسة (جوليان) ....
    بل كل ما ذكرته لكم الآن : يؤكد لكم : أهمية (الإلتزام) بما أمرنا به الشرع والدين من أمور (الفطرة الإنسانية) !!!..
    وأن الله تعالى ورسوله الخاتم (محمد) : لم يعتبرا تلك الأمور : (تافهة) أو (بسيطة) !!!..
    بل تجدون الكثير من النصوص في الإسلام للحث عليها ...

    ففي الحديث الصحيح الذي روته (عائشة) رضي الله عنها .. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
    " عشر ٌمن الفطرة : قص الشارب .. وإعفاء اللحية .. والسواك .. واستنشاق الماء .. وقص الأظفار . وغسل البراجم (والبراجم : هي ما بين الأصابع من ظهر الكف) .. ونتف الإبط .. وحلق العانة .. وانتقاص الماء (أي الاستنجاء والطهارة من قضاء الحاجة) " .. وقال بعض رواة الحديث : ونسيت العاشرة : إلا أن تكون :
    " المضمضة " ... رواه مسلم ..

    والآن ... نأتي لموضوع (ختان الفتيات) .. والأصح آنسة (جوليان) أن نسميه : (ختان الإناث) .. وذلك لأنه مُستحب لكل (الإناث) : وليس للـ (فتيات) فقط !!!..
    ولكنهم يسمونه كذلك : لأن وقت فعله غالبا ً: يكون في وقت الطفولة للفتاة ...

    ولكني وقبل أن أفسر تلك (الفطرة) الربانية من الله تعالى للأنثى : فيجب أن نعرف أن هذا (الختان) سواء للذكر أو الأنثى : هو من الفطرة التي أمرنا الله ورسوله الخاتم (محمد) بها ..
    حيث يقول الرسول (محمد) في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما :
    " خمس من الفطرة : الاستحداد (أي حلق شعر العانة) .. والختان (وهو للذكر وجوبا ًوللأنثى استحبابا ًعلى الأرجح) .. وقص الشارب .. ونتف الإبط .. وتقليم الأظفار " !!!...

    وبجانب أن (الختان) للذكور : هو عهد الله تعالى الأبدي الذي أخذه على نبيه (إبراهيم) وذريته كما ذكرنا من قبل ...
    إلا أنه (وككل أوامر الله تعالى) : له فوائد كثيرة ..
    منها مثلا ً: أن قطع ذلك الجزء الصغير من (عضو الذكر) : يقي الذكور من التلوث في تلك المنطقة نتيجة (البول) و(العرق) !!!.. وبالتالي : يحميهم من العديد من الأمراض التناسلية الكثيرة !!!..
    كما أنه أيضا ً(ولا حياء في العلم) : يزيد من استمتاع الرجل في الجماع : عن غيره الأغلف الذي لم يختتن !!!...

    وأما بالنسبة للمرأة ....
    فـ (الختان) : ليس بواجب في حقها مثل الرجال على الأرجح : ولكنه مستحب لمَن أراد .. أو عند الحاجة ..
    وأقول لمَن أراد أو عند الحاجة : لأنه عالميا ًيتم تقسيم ختان الإناث إلى أربعة درجات .. الأولى والثانية : وهما (ختان السنة) : وهما اللذان يُفيدان ولا يضران ويُسميان طبيا ًبـ (sunna circumcision) وكما عرفه الطبيب (جوردن jordon ) بمجلة الولادة البريطانية عدد فبراير 1994م الجزء 101 صفحة 95 !!.. وهو أشبه ما يكون بالعمليات التجميلية في عصرنا الحاضر : حيث يتم فيه وفق ما جاء في سنة النبي الخاتم (محمد) : قص جزءٍ صغير ٍفقط من ذلك العضو الأنثوي .. وأما الدرجتين الثالثة والرابعة : فهما اللتان يتم فيهما استئصال ذلك العضو الأنثوي بأكمله (وكما يحدث في بعض القبائل الأفريقية للأسف) : وهذه هي الجريمة الشنعاء التي يتبرأ منها الإسلام ورسول الإسلام !!!..
    وعليه :
    لا يجوز لبلدٍ مسلم أن يمنع ختان الإناث السني أو يُجرمه !!..
    وأما إذا أردنا أن نتعرض لذكر بعض الأضرار للتي لا تختتن : فهي تتفاوت في تأثيرها على المرأة : بحسب حجم هذا الجزء من (عضو المرأة) ... والذي كلما كان كبيرا ًإلى حد ٍما : زادت معه (شهوة) المرأة أو الفتاة عن الحد المقبول : والذي يمكن أن يدفعها فيما بعد لارتكاب الفاحشة : أكثر من غيرها ...!
    فيكون بذلك : قص هذا الجزء الصغير من (عضو المرأة) : سببا ًفي (تهذيب شهوتها) إلى حد ٍكبير ..
    كما أنه يكون سببا ًأيضا ًفي استمتاع زوجها بها في الجماع ...
    لأنه لا يغلب عليها اهتمامها بهذا الجزء : مقابل متعة زوجها بها !!..
    وهو ما حدا بعددٍ من النساء هنا في أوروبا بل وفي أمريكا نفسها لإجراء مثل هذا الختان (اختياريا ً) :
    لتسعد بالتوافق مع زوجها وتوقيته أثناء الجماع !!..
    وذلك الأمر للأسف : لن أستطيع شرحه بأكثر من ذلك : لوجود الكثير من الأطفال والمراهقين في القاعة !!!..

    وهنا .. ضحك معظم الحاضرين من موقف الشيخ مع هذا الكلام !!!..
    وتقبلوا بالفعل : هذا العذر المقبول منه ..

    فواصل قائلا ً:
    والآن : وبعد أن استعرضت معكم هذه المسألة من عدة جوانب ...
    فسوف أذكر لكم ما قاله النبي الخاتم (محمد) فيها ....
    حيث رأى في أحد الأيام : إحدى النساء اللاتي كن يقمن بعملية (الختان) في المدينة ... فنصحها كعادته مع كل الناس قائلا ً:
    " إذا خفضت (أي ختنت الفتيات) : فأشمي (أي خذي جزءا ًصغيرا ًمن هذا العضو) .. ولا تنهكي (أي ولا تستأصليه بالكلية : فتحرمي المرأة من حقها في الشهوة والاستمتاع) : فإنه (أي إذا فعلتي ذلك) : أسرى للوجه (أي يُدخل الراحة والسرور على وجه المرأة قبل وبعد الزواج) .. وأحظى للزوج (أي أكثر موافقة لشهوة الزوج عند الجماع) " !!!...
    سلسلة الآحاديث الصحيحة (2/722) ...

    وهكذا ترون معي في هذا الحديث :
    أن النبي الخاتم (محمد) : لم يترك برحمته أمر (الختان) هذا : بدون ضوابط !!!.. وذلك لأنه يعلم جيدا ً:
    أهمية هذا العضو الذي يتم قص (جزء منه) في حياة المرأة الزوجية ...
    ولذلك :
    فيجب على المرأة التي تقوم بعمل (الختان) : أن تكون خبيرة بذلك الأمر .. كما لا يكون (ختان الأنثى) في سن صغيرة جدا ًمثل (ختان الذكر) !!!.. لأنه لن يظهر في هذه السن الصغيرة : مقدار الجزء الذي يجب قطعه من هذا العضو !!!... وأفضل سن له : هو وقت البلوغ تقريبا ًأو قبل ذلك بقليل ...

    ولعل الله تعالى يُظهر لنا في الأيام القادمة :
    بعض الفوائد الهامة الأخرى في (ختان الإناث) : والتي لا نعرفها نحن الآن ....

    وهكذا آنسة (جوليان) : أرجو أن أكون قد شرحت وأجبت لك على استفسارك ...

    وهنا .. بدت على وجه (جوليان) حمرة الخجل بسبب الحديث عن هذه المواضيع الجنسية إلى حد ما ..
    والتي حاولت أن تتغلب عليها سريعا ًبالمبادرة بقراءة السؤال التالي الذي معها ...
    حيث قالت للشيخ (عبد الله) :
    حسنا ًشيخ (عبد الله) ... والآن ننتقل لسؤال آخر ... وهو يتعلق بوضع (العبيد) في دينكم ..
    ومكتوب هنا أمامي : أكثر من (تهمة) للإسلام بخصوص هذا الشأن .. وخاصة بالنسبة لـ (مَـلكة اليمين) ومعاملة سيدها لها !!!... فهل يمكنك أن تحدثنا أيضا ًعن هذا الموضوع بإيجاز مشكورا ً؟؟..

    6))
    وهنا : التفتت العيون للشيخ (عبد الله) .. حيث أن معظمهم بالفعل : لم يكن يعرف شيئا ًعن هذه الاتهامات الخاصة بـ (ملكة اليمين) في الإسلام !!!.. فكل ما فهموه هو أن (جوليان) تقصد : العبيد من النساء ....
    وقرأ الشيخ (عبد الله) في عيون الحاضرين : كل هذه التساؤلات ....
    فقال ولم تفارق الابتسامة وجهه :

    أما بالنسبة لهذه المسألة (جوليان) ... فالحق أقول لكم : سوف تذهلون من الحقائق التي سأذكرها لكم الآن !!!.. والتي ستتيقنون بها : أن الله تعالى هو بالفعل : المشرع الوحيد : الرحيم والحكيم للبشر !!!.. وستتيقنون أيضا ًبأن دين الإسلام ورسالة نبيه الخاتم (محمد) :
    هي الرحمة التي أعطاها الله تعالى للبشرية جميعا ً.... حتى للعبيد !!!...

    ثم نظر الشيخ في ساعته وهو يقول :
    أوووه .. الساعة تشير باقترابنا من (الخمس ساعات) تقريبا ًمن وقت هذه الندوة !!!!...
    ثم التفت إلى الحاضرين قائلا ً:
    سأحاول أن أختصر معكم الحقائق التالية : في عدة نقاط مركزة ....

    1))
    لا شك أن أمر (الحروب) في عالم الإنسان : واقع ٌلا محالة !!!.. سواء الحرب التي يشنها (الظالم والمتجبر) واعتدائه على غيره من البشر .. أو تلك الحرب التي يقودها (المؤمن المدافع) عن دين الله تعالى وعن أرضه ...
    ولذلك : فالإسلام : ليس أول مَن أتى بنظام (الحروب) .. وليس أول مَن أتى بنظام (استعباد) المنتصر للمهزوم ....

    2))
    وبالرغم من أن (العفو) : هو من أعظم الصفات التي يدلنا الله تعالى عليها ...
    وهو الذي فعله رسول الله الخاتم (محمد) بالفعل بعد (فتحه لمكة) .. حيث عفى عن معظم من فيها ...!
    إلا أننا لا نتخيل دوما ً: أن يعفو المنتصر عن المهزوم !!.. أو حتى أن يتركه حرا ً!!!.. لأنه إذا فعل ذلك : فهو يُعطى بذلك فرصة للمهزوم : لمعاودة حربه من جديد !!!!...
    ولذلك : فقد انتشر في دنيا البشر والحروب منذ القدم : نظام (العبيد) ....
    وحتى ولو لم يتبقى من المهزوم إلا النساء والأطفال .. فاستعبادهن أيضا ً: يقي المنتصر من كر ّهؤلاء النسوة بأولادهن عليه في المستقبل !!!.. وذلك عندما يشب هؤلاء الأطفال ويكبرون ...
    كما أن فيه أيضا ً: حفظ ٌلهؤلاء النسوة من الضياع بعد موت : رجالهن وأزواجهن وعائلاتهن !!!...
    وحفظ ٌلهن أيضا ًمن ابتذال أعراضهن طلبا ًللمال والعيش ..

    3))
    وأما الغريب الملفت للنظر : فهو أن الإسلام : هو الدين الوحيد الذي (التزم) بقوانين وشرع الله تعالى الرحيمة بهؤلاء (العبيد) !!!... وذلك في الوقت الذي كانت جميع أمم الأرض من النصارى والرومان والفرس والصينيين وغيرهم : ينظرون للعبيد وكأنهم : حيوانات أو أقل !!!..
    فكانوا لا يرون فيهم إلا (العمل حتى الموت) !!!.. أو (المتعة أيضا ًولو بالموت) !!!..
    فلا مانع من تحميل العبد فوق طاقته في العمل : حتى ولو كلفه ذلك صحته وحياته !!!..
    بل ولا مانع أبدا ًمن السخرية به !!!.. وظلمه في المأكل والمشرب والملبس !!!..
    بل وفي (روما) (وكما تعرفون) : كانوا يتمتعون بمشاهدة (العبيد) وهم يقتلون بعضهم البعض من أجل أن ينجو آخرهم !!!!..
    أو يتمتعون حتى بإلقاءهم أمام (الأسود الجائعة) !!!...

    وأما النساء : فلم يكن لهن ولا لأعراضهن أي حرمة إذا ما وقعت في الأسر أو العبودية للأسف !!!...
    فكانوا يجبرونها على الجماع (حتى ولو مع أكثر من شخص) !!!..
    لدرجة أنها لو أنها حملت جنينا ًفي بطنها : لم تكن لتعرف أبدا ً: مَن هو أبوه !!!...

    وأما الإسلام :
    فكما قلت لكم : ستندهشون من عظمة القوانين التي وضعها لطبقة (العبيد) و(ملكة اليمين) في الإسلام !!!..
    والتي : لا أكذب إذا أقسمت لكم : أن العالم اليوم : لا يطبق ولو جزءا ًفي المائة منها !!!!..
    واسمعوا الآتي :

    4))
    لقد شرع الله تعالى أكثر من سبب : تؤدي جميعها لعتق (العبيد) وتحريرهم في الإسلام !!!..
    فجعل الله تعالى مثلا ً(عتق رقبة العبد) : هو (الكفارة الأولى) لأكثر من ذنب !!!..

    فجعله كفارة ثابتة لمَن :
    >> (يقتل مؤمنا ًخطأ ً) !!!.. أو حتى (قتل مُعاهدا ًخطأ ً) !!!..
    >> وجعله الاختيار الأول في كفارة الظهار (أي امتناع الزوج عن معاشرة زوجته وتشبيهه لها بأمه) !!..
    >> بل وجعله أيضا ً: الخيار الثاني في كفارة (الحنث في اليمين أو القسَم) !!!..
    >> كما جعله النبي الخاتم (محمد) : الاختيار الأول في كفارة (الجماع المتعمد أثناء صوم رمضان) !!..

    >> بل وأوجب النبي الخاتم (محمد) : أن من مَلك (قريبا ًله) : فيتم عتقه بسبب ذلك مُباشرة !!!..

    >> بل وأوجب النبي الخاتم (محمد) أيضا ً: أن عتق رقبة المملوك : هو الكفارة الوحيدة لسيده إذا آذاه بـ :
    قطع عضو من أعضائه أو تحريقه أو تعذيبه : أو حتى ضربه !!!!..
    واسمعوا معي لهذا الحديث الصحيح التالي :
    فعن (أبي مسعود الأنصاري) قال :
    " كنت أضرب غلاما ًلي (أي عبدا ًله) فسمعت من خلفي صوتا ًيقول : اعلم أبا مسعود .. اعلم أبا مسعود : لله أقدر عليك : منك عليه !!!.. فالتفت ... فإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم !!!.. فقلت : يارسول الله ... هو حرٌ لوجه الله تعالى !!!.. فقال له : أما إنك لو لم تفعل : للفعتك النار " !!!..
    حديث صحيح رواه مسلم وغيره ..

    >> بل وأكثر من هذا أيضا ً.. وهو أن رسول الله الخاتم (محمد) : أخبر أنه إذا اشترك أكثر من سيد في ملكية (عبد) واحد : فإنه إذا قرر أحدهم عتق هذا العبد .. واستعد بالفعل لشراء نصيب الباقين فيه لعتقه :
    فعليهم جميعا وجوبا ًالاستجابة له !!!...

    فهل رأيتم مثل كل هذه التشريعات والتعاليم والقواعد : لتحرير (العبيد) في دين من الديانات أو مذهب من المذاهب أو أمة من الأمم ؟؟!!!...

    بل ولن تجد البشرية في تشريعاتها : مثل هذه الحكمة الربانية في تحرير (العبيد) بهذه الصورة ..
    حيث أن من مزايا هذه الطريقة الإسلامية في تحرير (العبيد) :
    أنها لم تأتي مثلا ًبـ (حكم ٍعام ٍمفاجيء) لتحرير (العبيد) : يُلزم الأسياد جميعا ًبه مرة واحدة !.. وذلك لما فيه من خطر ٍجسيم على المجتمع .. حيث أن المجتمع فجأة : سيجد بين أفراده : المئات (وربما الآلاف) من الرجال والنساء والأطفال : والذين : لا عمل لهم !!!.. ولا بيت لهم !!!.. وفي نفس الوقت : لهم حاجاتهم الضرورية من الطعام والشراب والكساء !!!...
    فإذا فهمتم ذلك :
    فستعرفون مقدار الحكمة البالغة في هذه التشريعات الإسلامية لتحرير العبيد .. والتي عملت على تحريرهم :
    (جزءا ًجزءا ً) ... و(أفرادا ً) غالبا ًوليس (جماعات) !!!!...

    >> ومما يدل على هذه الحكمة أيضا ً: هو تشريع الله تعالى لنظام (المُكاتبة) .. وهي أن يشتري (العبد) رجلا ًكان أم أنثى : نفسه من سيده : لقاء مبلغ يُحدده من المال أو (جُعل ٍ) معين ٍ: يتفقان عليه !!!....

    وذلك لن يتأتى بالطبع : إلا أن يُخفف السيد عن (عبده) من بعض الأعمال والأوقات : ليُمكن لهذا (العبد) أن يعمل عملا ًجانبيا ًفي المجتمع : يجني من ورائه المال !!!..

    وبذلك : يضمن المجتمع أنه عندما ينال ذلك (العبد) حريته : أنه قد صار فردا ً: قادرا ًعلى العمل والكسب بنفسه ...
    >> بل : وجعل الله تعالى مصرفا ًمن مصارف زكاة مال المسلمين : أن يُساعدوا هؤلاء (العبيد) الذين كاتبوا أسيادهم على (مبلغ ٍ) أو (جُعل ٍ) معين !!!!.....
    فهل رأيتم حكمة ًمثل هذه ؟؟!!.. بل هل رأيتم رحمة ًمثل هذه بالعبيد من قبل ؟؟!!!..

    5))
    وأما بالنسبة للنساء اللاتي وقعن في الأسر أو في العبودية ....
    فقد حرّم الله تعالى أن تنتهك إنسانيتهن بالاعتداء عليهن بالقوة أو بالاغتصاب !!!...
    ولكنه أيضا ً: شرع لسيدها أن يُجامعها برضاها .. وذلك في لمحة لطيفة من الله تعالى : للاهتمام بمشاعرها وأنوثتها !!!.. بل وبحاجتها للجماع : مثلها مثل الرجل تماما ً.....
    وأيضا ً: لإعفافها أن تطلب ذلك خارج بيت سيدها : فتشيع بذلك الفاحشة في المجتمع !!!...

    ولكن الشرع الحكيم لله تعالى : لم يترك حتى هذه الأمور بدون ضوابط كالعادة ...!
    فمن الضوابط الحكيمة في هذا الأمر مثلا ً:
    أن المرأة التي يستمتع بها سيدها بالجماع : لا يستمتع بها غيره أو يجامعها !!!....
    وذلك : كي لا تختلط الأنساب في المجتمع ... !
    كما أن المرأة التي تقع في العبودية وهي حامل :
    فلا يجامعها أحد (حتى ولو رضيت) : إلا بعد أن تلد وتضع حملها !!!...
    وأيضا ًالمتزوجة منهن التي وقعت في العبودية : لا يجامعها أحد (حتى ولو رضيت) : إلا بعد أن يستبرأ رحمها : بأن ينتظر شهرين متتابعين : لكي يتأكد تماما ًمن عدم وجود حمل سابق عندها ...
    حيث كان رسول الله الخاتم (محمد) في إحدى الغزوات (وهي غزوة حنين) .. فقال لمن معه :
    " لا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر : أن يسقي ماءه زرع غيره !!!...
    (أي لا يجامع امرأة ًحاملا ً: إذا صارت من عبيده) ...
    ولا يحل لامرئ يُؤمن بالله واليوم الآخر : أن يقع على امرأة من السبي حتى يستبرئها
    " !!!..
    صحيح الجامع الصغير (2/6507) ..

    وكما جاء أيضا ًفي الحديث عن (عمر) رضي الله عنه موقوفا ً:
    " أيما أمة (أي مملوكة) ولدت من سيدها : فهي حرة بعد موته .. إلا أن يعتقها قبل موته " !!!..
    ضعيف الجامع الصغير (2218) ..

    6))
    كما أنه يمكن للسيد أن يتزوج (مملوكته) .. بأن يكون (مهرها) هو (عتقها) !!!...
    وقد فعل النبي الخاتم (محمد) ذلك الأمر بالفعل : مع اثنين من زوجاته : كانتا من سبي اليهود تحت يده ..
    كما أن (العبيد) في الإسلام : لهم (نصف الحدود والعقاب) في الكثير من الأشياء ...
    فـ (الحرة) الغير متزوجة إذا ضـُبطت وقد (زنت) مثلا ً: فجزائها أن يتم جلدها : (مائة جلدة) ..
    وأما (الأمة) الغير متزوجة إذا (زنت) : فعقابها يكون (النصف) فقط !!!..
    وفي ذلك من الله تعالى :
    (رحمة) و(مراعاة) لضعف وغلبة حال (العبيد) وسط المجتمع !!!....

    7))
    وأما إذا أردت آنسة (جوليان) أن تلمسي معي : مدى رحمة النبي الخاتم (محمد) بـ (العبيد) :
    والتي ورثها عنه : أصحابه والمسلمون من بعده ...
    فاستمعي معي للحديثين التاليين ... حيث يقول في أولهما نبي الله (محمد) :
    " للمملوك : طعامه وكسوته .. ولا يُكلف من العمل : ما لا يطيق " !!!.. رواه مسلم .. وفي زيادة حسنة في السنن : " ولا تعذبوا عباد الله : خلقا ًأمثالكم " !!!..

    وأما عن (التطبيق العملي) لهذه الرحمة من النبي الخاتم (محمد) ..
    فقد دخل بعض الناس على صاحب ٍمن أصحاب رسول الله (محمد) (وهو أبو ذر الغفاري) رضي الله عنه ... فوجدوه يرتدي (بُردا ً) (وهو نوع من الرداء القيم) .. وعلى غلامه (أي عبده) : مثله !!!!..
    فقالوا له متعجبين :
    يا (أبا ذر) !!.. لو أخذت بُرد غلامك إلى بُردك : فكانت حُلة .. ثم كسوته ثوبا ًغيره !!!..
    فقال لهم : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
    " إخوانكم : جعلهم الله تحت أيديكم .. فمن كان أخوه تحت يديه : فليطعمه مما يأكل .. وليكسه مما يلبس .. ولا يكلفه ما يغلبه (أي ما لا يستطيعه) .. فإن كلفه ما يغلبه : فليُعينه " ..
    صححه الألباني في سنن أبي داود .. وله شاهد في البخاري ومسلم ...

    بل وفي التاريخ الإسلامي عموما ً: العديد من الشخصيات الشهيرة جدا ً.. والتي كانت في الأصل : (عبيدا ً) !!.. أو كانت من (المماليك) و(الموالي) الذين حررهم أسيادهم وبقوا معهم لخدمتهم !!!...
    ومن أشهرهم مثلا ً: مؤذن الصلاة لرسول الله (محمد) صلى الله عليه وسلم .. وهو : (بلال) الحبشي ....
    وذلك لأن دين الله تعالى الإسلام : قد سبق بشرعه : محاربة (العنصرية المقيتة) بين البشر !!!...
    والتي دفعت أناسا ًمثل (السود) في (أمريكا) مثلا ً(ومن شدة ما لاقوه من هذه العنصرية المقيتة) :
    تجدونهم وقد صنعوا تماثيلا ًعديدة في كنائسهم لـ (عيسى) عليه السلام : بالبشرة السوداء !!!!..

    ولكن الله تعالى يخبر الناس جميعا ًفي قرآنه فيقول :
    " يا أيها الناس : إنا خلقناكم من ذكر وأنثى .. وجعلناكم : شعوبا ًوقبائل : لتعارفوا !!!.. إن أكرمكم عند الله : أتقاكم " !!!.. الحجرات – 13 ..

    كما يقول الرسول الخاتم (محمد) في جموع الناس التي اجتمعت به في (الحج) :
    " يا أيها الناس .. إن ربكم واحد .. وإن أباكم واحد .. ألا لا فضل لعربي على عجمي .. ولا لعجمي على عربي .. ولا لأحمر على أسود .. ولا لأسود على أحمر : إلا بالتقوى (ثم تلا قول الله) : إن أكرمكم عند الله أتقاكم " ...
    سلسلة الآحاديث الصحيحة (6/2700) ...

    8))
    كما أن لـ (العبد) الحق في طلب الزواج بعد إذن سيده !!!.. وليس لسيده أن يمنعه إذا كان (العبد) فعلا ً:
    قادرا ًعلى مشقات وأعباء الزواج ...
    كما أن المرأة التي في العبودية : يؤخذ رأيها أيضا ًفي الزواج منها : إذا ما تقدم لها أحد الرجال ...
    فإذا تزوجت (عبدا ً) أو (حرا ً) : فليس لسيدها من ساعتها أن يُجامعها أو ينظر لعورتها !!!....
    وعلى زوجها في هذه الحال : أن يساعدها في (مكاتبة) نفسها من سيدها !!!....
    كما أنها لو نالت حريتها : ولم يزل زوجها (عبدا ً) : فلها أن تختار بين البقاء معه : أو الانفصال عنه !!!..
    وفي ذلك : مراعاة كبيرة من الله تعالى لها ولحالها ولظروفها المعيشية !!!...

    فهل سمعتي أو قرأتي آنسة (جوليان) عن مثل هذه التعاليم (الراقية) و(الرحيمة) في معاملة (العبيد) في أي مكان على وجه الأرض ؟؟!!..

    وهنا ابتسمت (جوليان) وهي تقول : ولا حتى في (منظمات حقوق الإنسان) !!!!..
    فضحك معظم الحاضرين : وهم يستمعون بالفعل لكل هذه الحقائق عن الإسلام :
    لأول مرة في حياتهم !!!..
    بل وتساءلوا في داخلهم : لماذا لا يُبرز الإعلام عندهم في الغرب : مثل هذه (الحقائق الإسلامية) الرائعة : في الوقت الذي لا يهتم فيه فقط إلا : بإثارة التهم والشبهات حول الإسلام ؟؟!!..

    وهنا : قطع عليهم تفكيرهم صوت (جوليان) وهي تقول :
    وأما السؤال الأخير أيها الشيخ (عبد الله) .. فهو تساؤل عن حق (الحيوانات) في دينكم !!!.. حيث أن هناك بعض (جمعيات حقوق الحيوان) في بلادنا : تثير من وقت لآخر :
    استنكار ما تسميه بـ (الممارسات الوحشية) التي ترتكبونها في حق الحيوانات في كل عام :
    في موسم (الحج) عندكم !!!...
    حيث أنكم تقومون بذبحها (حية) : ثم ترك الدماء تنزف منها حتى الموت .!!!...
    فما هو ردك الحكيم على مثل هذه الاتهامات ....
    وشكرا ً.. وعذرا ًللإطالة ...

    وهنا .. انتقلت أنظار الحاضرين إلى وجه الشيخ (عبد الله) .. والذي بدأت تظهر بعض علامات الإرهاق عليه بالرغم من تبسمه الدائم ..
    فشرب شربة ًصغيرة ًمن كوب الماء الذي أمامه وهو يسأل الحاضرين في مرح :

    ما هو الرقم القياسي لـ (أطول فترة كلام بدون توقف) في بلادكم ؟؟...
    فضحك الحاضرون لدعابة الشيخ .. والتي أعادت لهم بعض النشاط والانتباه ....
    فأصغوا إليه السمع وهو يقول :

    الحق أقول لك آنسة (جوليان) :
    إن الله تعالى لم يترك لنا في هذا الدين الخاتم للبشرية شيئا ً:
    إلا ووضحه وبينه كما أخبرتكم من قبل !!!.....

    وسوف ألقي على أسماعكم الآن : بعض الآحاديث والأخبار الدالة على اهتمام الإسلام بالحيوانات .. لا !!!..
    بل بالحشرات أيضا ًوالنباتات !!!!.. فهل تصدقون هذا ؟؟!!!..

    وسوف أذكرها لكم في شكل نقاط سريعة ومركزة أيضا ً: كما فعلنا من قبل : حفظا ًللوقت ...

    1))
    فقد كرم الله تعالى بعض الحشرات والحيوانات والنباتات في القرآن الكريم .. فبين لنا جميعا ًفوائدها الجمة .. وذلك مثل : النخل .. والعنب .. والتين .. والزيتون .. والرمان في النباتات !!!...
    ومثل : النحل .. والنمل .. والعنكبوت في الحشرات !!!...
    ومثل : البقر .. والغنم .. والإبل .. والكلاب في الحيوانات !!!...

    بل ومن الغريب أنكم ستجدون أيضا ً: (سورا ًكاملة ً) في القرآن الكريم باسم حيوان أو حشرة أو نبات !!!..
    فهناك مثلا ًسور : (الفيل) و(النمل) و(النحل) و(العنكبوت) و(التين والزيتون) !!!..

    2))
    وأما عن حقوق هذه المخلوقات : فاستمعوا للآحاديث التالية :
    ففي صحيح البخاري أن رسول الله الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم قال :
    " نزل نبيٌ من الأنبياء تحت شجرة .. فلدغته نملة !!!.. فأخرج متاعه من تحتها : ثم أمر ببيتها :
    فأ ُحرق بالنار !!!.. فأوحى الله إليه : فهلا نملة واحدة
    " ؟!!!!..

    فإذا كان هذا النبي : قد استحل لنفسه أن يعاقب النمل بـ (الحرق بالنار) :
    فإن النبي الخاتم (محمد) الذي ادخره الله تعالى لختم رسالاته إلى البشر : فقد جعله الله تعالى كما قال عنه في القرآن : " رحمة للعالمين (أي لجميع العوالم) " !!!.. الأنبياء – 107 ..

    واستمعوا إلى الحديث العجيب التالي .. لتلمسوا عن قرب بالفعل :
    مدى (رحمة) هذا النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم بالطير والحشرات ...

    فعن (عبد الرحمن) .. عن أبيه (عبد الله) قال :
    " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر .. فانطلق لحاجته .. فرأينا حمرة (وهي طائر صغير كالعصفور : أحمر اللون) : معها فرخان .. فأخذنا فرخيها !!!.. فجاءت الحمرة .. فجعلت تفرش (أي ترفرف بجناحيها وتقترب من الأرض) ... فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
    من فجع هذه بولدها ؟!!.. ردوا ولدها إليها ...!!
    ورأى قرية نمل قد حرقناها !!!... فقال : من حرق هذه ؟!!.. قلنا : نحن !!.. قال :
    إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار : إلا رب النار
    " !!!...
    سلسلة الآحاديث الصحيحة (1/25) ...

    فهل علمتم الآن : مَن هو النبي (محمد) الذي يصفونه بـ (الوحشية) و(القسوة) ؟؟!!!..

    لقد مر على النبي صلى الله عليه وسلم بدابة : قد وُسم (أي تم حرقه في مقدمة وجهه كعلامة له من الضياع) : يدخن منخراه (أي من أثر الحرق عليهما) !!!.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
    " لعن الله مَن فعل هذا !!!... لا يمسن أحد الوجه .. ولا يضربنه " !!!..
    رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني (175/131) ...

    فهل ذكر أصحاب (جمعيات حقوق الحيوان) عندكم : مثل هذه الحقوق ؟؟!!!..
    هل واجهوا بها يوما ً: رعاة البقر في أوروبا وأمريكا بهذه التعاليم ؟؟!!!...
    أم أنهم (متفرغون فقط) للعالم الإسلامي !!!...

    بل واسمعوا أيضا ًللحديث الصحيح التالي في البخاري ومسلم ..
    حيث مر أحد أصحاب النبي يوما ً(وهو ابن عمر رضي الله عنه) بفتيان ٍمن قريش :
    وقد نصّبوا طيرا ًأو دجاجة ً: يترامونها (أي يصوبون عليها بنبالهم) !!!...
    وقد جعلوا لصاحب الطير جُعلا ً: عن كل خاطئة من نبالهم !!!!...
    فلما رأوا (ابن عمر) قادما ً: تفرقوا !!!..... فقال (ابن عمر) وهو ينظر للطير المسكين :
    " مَن فعل هذا ؟؟!!.. لعن الله مَن فعل هذا ... إن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    لعن مَن اتخد شيئا ًفيه الروح : غرضا ً
    (أي للهو والمتعة فقط) " !!!..

    فهل رأيتم مثل هذه التعاليم (وتطبيقها عمليا ًوواقعيا ً) : في دين من الأديان ؟؟..
    أم ما نراه فقط للأسف هو : قوانين نظرية وقرارات : لا يلتزم بها أكثر الناس في الواقع !!!..

    ومن الغريب أيضا ً: أن رسول الله الخاتم (محمد) : قد أخبر الناس أن تعذيب الحيوان (ولو هرة وهي القطة) :
    يمكن أن يكون سببا ًفي دخولهم (جهنم) أو (النار) والعذاب فيها !!!...
    فهل تصدقون هذا ؟!!!..
    ففي الحديث الصحيح أيضا ًفي البخاري وغيره : أن رسول الله الخاتم (محمد) قال :
    " دخلت امرأة النار في هرة !!!.. ربطتها : فلم تطعمها !!.. ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض " !!!..
    وفي رواية أخرى لنفس الحديث :
    " عُـذبت امرأة في هرة !!!.. سجنتها حتى ماتت !!!.. لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها !!!.. ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض " !!!..

    وكما كانت القسوة على هذه القطة : سببا ًفي العذاب في النار :
    فقد كانت الرحمة بكلب : سببا ًفي دخول الجنة !!..
    وهذا ما علمه للمسلمين رسول الله الخاتم (محمد) وحثنا عليه إذ يقول :
    " بينما رجل يمشي بطريق : فاشتد عليه العطش .. فوجد بئرا ًفنزل فيها .. فشرب ثم خرج .. فإذا كلبٌ يلهث : يأكل الثرى من العطش !!.. فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش : مثل الذي كان بلغني !!.. فنزل البئر .. وملأ خفه ماء ً: فأمسكه بفيه (أي بفمه) حتى رقي (أي إلى حافة البئر وخرج منها) فسقي الكلب .. فشكر الله له (أي الكلب شكر الرجل إلى الله) فغفر له (أي فغفر الله للرجل : وفي روايات أخرى ان الرجل لم يكن عمل خيرا ًقط في حياته إلا هذا الفعل) .. فقالوا : يا رسول الله .. وإنّ لنا في البهائم لأجرا ً(أي إذا فعلنا معهم خير) ؟!!.. فقال :
    في كل ذات كبد رطبة أجر
    " !!..
    صحيح سنن أبي داود للألباني (2550) ...

    ولذلك : فقد أخذ المسلمون عن النبي الخاتم (محمد) هذه التعاليم الراقية ..
    وقاموا باتباعه والاقتداء به فيها ....
    فقد مر يوما ً ببعير : قد لحق ظهره ببطنه (كناية عن شدة الجوع والضعف والهزال) .. فقال :
    " اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة (أي التي لا تستطيع التحدث إليكم والشكوى) !!!.. فاركبوها صالحة .. وكلوها صالحة " !!!..
    صحيح سنن أبي داود للألباني (2548) ...

    بل وقد روت زوجته (عائشة) رضي الله عنها أنه كان :
    " يُـصغي (أي يُميل) للهرة الإناء : فتشرب .. ثم يتوضأ بفضلها (أي بما تبقى من الماء) " !!!..
    صحيح الجامع الصغير (2/4958) ...

    3))
    ومن ثمرات هذه التعاليم كما قلت لكم :
    أن أولياء الأمر والحكام المسلمين : قد صاروا يعرفون أن لهذه الحيوانات : حقا ًيجب المحافظة عليه !!!..
    وصاروا يعرفون أن الله تعالى : سيسألهم عنه !!!!!!...
    فقد حكى الإمام (مالك) : أن (عمر بن الخطاب) الخليفة الثاني للمؤمنين رضي الله عنه :
    مر بحمار عليه لبن (بكسر الباء وهو : الطوب الغير محروق) ...
    فوضع عنه طوبتين !!!.. فأتت سيدته (أي صاحبة الحمار) لـ (عمر) فقالت :
    " يا عمر !!.. مالك ولحماري ؟!!.. ألك عليه سلطان ؟!!.. فقال : فما يُـقعدني في هذا الموضوع إذا ً " !!!..
    أي أن مسئولية البهائم أيضا ً: تقع في نطاق مسئوليات ولي الأمر والحاكم !!!!..

    ولذلك كان (عمر) رضي الله عنه يقول أيضا ً:
    " لو أن بغلة ًبالعراق تعثرت .. لسؤل عمر عنها : لماذا لم تمهد لها الطريق " !!!..
    فهل تعرفون مثل هذه الرحمة في تاريخكم وفي سياستكم على مدى تاريخكم الطويل ؟؟!!!...

    وقد رأي (عمر) أيضا ً: رجلا ًوقد حمّـل بعيره مالا يطيق ..
    فضربه وقال له : " لِمَ تحمّـل بعيرك مالا يطيق " ؟؟!!!..

    ولذلك قال (الماوردي) أحد علماء الدين الإسلامي رحمه الله :
    " إذا كان من أرباب (أي أصحاب) المواشي : مَن يستعملها في مالا تطيق :
    أنكره المحتسب عليه .. ومنعه منه
    " !!!.. (والمحتسب هو : المُعين للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع الإسلامي) ...

    بل وإذا تتبعتم مثل هذه الأخبار في الإسلام : لوجدتم أخبارا ًعجيبة ً!!!..
    مثل ما اتفق عليه بعض العلماء في التاريخ الإسلامي وأسموه بـ :
    (وقف الهررة) !!!!!!!..
    حيث قرروا أن يُـقيموا (وقفا ً) خاصا ًبالهررة (أي القطط) !!!!..
    وفيه كانوا يُعدون طعاما ًللقطط : لتأكل منه ثم تنصرف في الصباح والمساء !!!!..
    فهل علمتم الآن : أن مآثر المسلمين التي سبقوا بها العالم : تتعدى المآثر (العلمية) إلى (حقوق الحيوان) أيضا ً!!!..

    4))
    وأما الآن : وبعد أن استعرضت معكم : (بعض جوانب الرحمة في الإسلام بالحيوان) ...
    يأت الدور أخيرا ًللرد على من (يهاجمون) ذبح الحيوان في الإسلام ...
    حيث أسوق لكم الحقيقة التالية :
    والتي لا أتوقع أن يرضى عنها (النباتيين) أو (الحيوانيين) !!!!..
    وتلك الحقيقة هي : أن الله تعالى قد : (سخر) كل ما في الأرض من جماد وحيوان ونبات وماء : لخدمة الإنسان وراحته وغذائه وسائر استعمالاته الأخرى !!!!..
    وذلك : كي يشعر الإنسان الغافل : بأن هناك من خلقه .. وسخر له كل شيء من حوله ..
    فيتنبه بذلك إلى وجود (غاية) حتما ًمن وراء كل هذا !!!...
    فلا يجد إلا أن يعبد الله تعالى ولا يشرك به شيئا ً!!!!...
    وقد كرر الله تعالى هذا المعنى كثيرا ًفي القرآن الكريم .. فيقول مثلا ً:
    " وسخر لكم : ما في السماوات وما في الأرض : جميعا ًمنه .. إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " !!!..
    الجاثية – 13 ...

    وأما بالنسبة لأكل الإنسان : فلم يمنع الله تعالى الإنسان من الأكل من كل ما في الأرض : إلا من بعض الأشياء القليلة جدا ًالتي حرمها عليه (مثل أكل الدم والخمر وما يُذبح للأصنام وأكل ذوات المخالب من الطيور والأنياب من الحيوانات) ....

    وأما بالنسبة للحيوان :
    فقد شرع الله تعالى للمؤمن ذبح أنواع معينة منه : (الضأن) و(المعز) و(الإبل) و(البقر) .... وبشرط ألا يجدها مقتولة فيأكلها ...
    ولكن :
    أوجب على المؤمن أن (يذبحها) أولا ً...
    وفي ذلك فوائد كثيرة : (دينية) و(صحية) كعادة جميع شرع الله تعالى (الحكيم) كما رأيتم معي ...
    فمن الفوائد الدينية :
    أن الذبح : هو سُـنة (إبراهيم) عليه السلام عندما افتدى ابنه البكر (إسماعيل) عليه السلام ....
    فعندما يُـقدِم المؤمن على ذبح الحيوان الذي يستفيد منه في حياته : لوجه الله : فهو بذلك : يثبت تقديم حق ربه ودينه على الدنيا ومنافعها الزائلة ....

    وأما الفوائد الصحية للذبح :
    فهي أن دماء أي حيوان : تحتوي مثل دم الإنسان على بعض (المواد الضارة) التي يحملها الدم بداخل أجسادنا .. وذلك مثل (حمض البوليك) .. والتي نطردها من حين لحين في عمليات الإخراج المختلفة ....

    فإذا نظرنا لطريقة (الذبح الإسلامية) التي شرعها الله تعالى للحيوان :
    نرى أنها : غاية الحكمة والفائدة : للحيوان .. وللإنسان معا ً!!!!...
    فالله تعالى لا يأمر ولا يشرع : إلا الخير ....
    فأما بالنسبة للحيوان :
    فبذبح الحيوان بقطع : الوريد الوداجي .. والشريان السباتي .. والقصبة .. والمريء :
    فبذلك أولا ً: نضمن موتا ًسريعا ً للحيوان !!!.. وثانيا ًنضمن أيضا ً: انتهاءا ًسريعا ًلشعوره بالألم : نتيجة قطع الدم عن المخ !!!...
    كما أنه بقطع تلك المنطقة من رقبة الحيوان : فبذلك يتم : تصفية أسرع لجميع دمائه !!!.. وهي التي بها (المواد الضارة) التي أخبرتكم عنها (مثل حمض البوليك) وغيره ....

    كما أننا إذا علمنا أن هناك (تعاليم) و(إرشادات) للنبي الخاتم (محمد) أيضا ًبخصوص الذبح :
    فنعلم أن (رحمة) شرع الله تعالى : تنال الحيوان أيضا ً: حتى آخر لحظات حياته !!!!...
    فرسولنا الرحيم الخاتم (محمد) يقول في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم :
    " إن الله تبارك وتعالى : كتب الإحسان على كل شيء .. فإذا قتلتم (أي العدو في المعارك والحروب) : فأحسنوا القتـلة !!!.. وإذا ذبحتم : فأحسنوا الذبح !!!.. وليُحد أحدكم شفرته (التي سيذبح بها) .. وليُرح ذبيحته " !!!..

    فمن هذا الحديث : يتبين لنا أن الحيوان المذبوح في الإسلام :
    له أيضا ًبعض الحقوق قبل وأثناء الذبح !!!..
    فيجب ألا يرى أمامه : حيوانا ًآخرا ًيُذبح !!!..
    ويجب أن يُريحه الذابح ويُطمئنه قبل الذبح !!!..
    كما يجب إطعامه وشرابه قبل الذبح أيضا ً!!!...
    كما يجب التأكد من أن الشفرة أو السكين التي سيذبح بها : تكون (حادة) لكي تسرع من عملية الذبح بلا تعذيب !!!... والاهتمام أيضا ًبألا يراها الحيوان قبل الذبح .. ولا حتى الدماء !!!...
    وفي هذه القواعد الإسلامية عند الذبح : فوائد عظيمة كما قلت لكم ...

    ففي إراحة الحيوان عند ذبحه وتهدئته :
    فائدة عظيمة لعدم انتشار بعض الهرمونات الإنفعالية في الدم .. كهرمون (الإدرانيلين) مثلا ً: والذي يُفرز في حال الخوف أو الإنفعال الشديد !!!...
    وهذه المواد لو تم إفرازها في الحيوان : فإنها تؤثر على (طعم) و(مذاق) و(قوام) اللحم فيه ...

    ولهذا .. فإن أغلى أنواع اللحم عندكم (وفي أمريكا خصوصا ً) : هو اللحم (الكوشير) : والذي يتم ذبح الحيوانات فيه على الطريقة اليهودية الصحيحة : (شيشيتا) ....
    والتي : تماثل تقريبا ً(الذبح الإسلامي) !!!.. وذلك بالطبع : لأن الآمر بها : هو نفس المصدر :
    أي الله عز وجل !!!...
    ولذلك : فإن الله تعالى الذي خلق لنا الحيوان .. وأعطاه روحا ًمثلنا :
    لا يقبل أن يُـذبح هذا الحيوان إلا بـ (اسم الله) !!!.. لأنه هو الذي خلقه : وليس غيره !!!...
    وهذا هو أكبر شروط أكل الذبائح عندنا نحن المسلمين .. ألا وهو : (التسمية بالله) عليه قبل ذبحه ..

    والآن .. قولي لي آنسة (جوليان) : الناس في شرق الأرض وغربها : لا غِنى لهم عن أكل لحوم الحيوانات .. بل هي بالفعل : من أشهى الطعام عند جميع أمم الأرض بلا استثناء ....
    ولكن :
    هل الطريقة التي أخبرتك بها (وهي شرع الله الحكيم) في الذبح : هي الأفضل ؟؟..
    أم أن الطرق التي اخترعتها بعض العقول المريضة للبشر : هي الأفضل ؟؟!!!..

    هل ذبح الحيوان بالطريقة الإسلامية التي ثبتت أنها : أكثر صحة .. وأفضل قوام للحم : أفضل ؟؟..
    >> أم (صعق الحيوانات بالكهرباء) أفضل ؟؟!!!..
    >> أم (تخديرها وضربها بالمطارق حتى الموت) أفضل ؟؟!!!..
    >> أم (تخديرها وتخريب المخ والمخيخ والنخاع المستطيل بأداة حادة) أفضل ؟؟!!!...
    والغريب أن معظم تلك الطرق : قد لا تؤدي إلى قتل الحيوان !!!.. بل قد تؤدي فقط إلى تخديره : ومن ثم : فهو يشعر بكل هذه المعاناة قبل قتله !!!!.. فهل تخيلتم هذا الوضع المؤسف ؟؟!!..

    ألا تستحق كل هذه الطرق (الوحشية) بالفعل : أن تهاجمها (جمعيات حقوق الحيوان) : بدلا ًمن إثارتهم الشبهات حول شرع الله تعالى الحكيم لذبح الحيوان في الإسلام ؟؟؟!!!...

    بل وهذا الإعلام عندكم بين الحين والحين : يفضح لكم بعض (الممارسات الأخرى) التي تتم بصورة (غير شرعية) لقتل الحيوانات والطيور !!!!...

    ويكفيكم فقط لمشاهدتها والاطلاع عليها : أن تبحثوا في الإنترنت ...
    فسوف تجدونها : بالقراءة .. وبالصوت .. وبالصورة أيضا ًلمن يريد !!!...

    وبعدها : ستعلمون بالفعل :
    مدى رحمة الله عز وجل بالحيوان ... وكيف أن الله تعالى : لا يحكم إلا بالخير ...
    وصدق الله العظيم إذ يقول :
    " ألا يعلمُ من خلق : وهو اللطيف الخبير " ؟؟؟!!!.. الملك - 14 ..

    وهنا : أخذ الشيخ (عبد الله) نفسا ًعميقا ًوهو يقول :
    والآن آنسة (جوليان) ... هل علمتي مدى (الأكاذيب) التي يروجها الغرب والجهال عن الإسلام وعن النبي الخاتم (محمد) ؟؟؟!!!..

    فأجابت (جوليان) : نعم .... للأسف ....
    فواصل الشيخ قائلا ً:
    وهل علمتي إلى أي مدى كان نبي الله الخاتم (محمد) :
    رحيما ًبـ (الأطفال) و(الفتيات) و(النساء) و(العبيد) .. وحتى (الحيوان) كما رأينا !!!...

    ثم استدرك الشيخ قائلا ًلـ (جوليان) :
    والآن .. هل لديك أية استفسارات أخرى آنسة (جوليان) ؟؟...

    فقالت (جوليان) مبتسمة : شكرا ًأيها الشيخ (عبد الله) ... شكرا ً...
    ومعذرة مرة أخرى على إطالة الوقت في هذه الأسئلة ....

    وهنا ابتسم الشيخ (محمد) وقال للشيخ (عبد الله) :
    أما أنا شيخ (عبد الله) :
    فأشكر الآنسة (جوليان) كثيرا ًعلى هذه الأسئلة .. والتي بسببها : عرفنا جميعا ًالإجابة عن العديد من (الشبهات) بالفعل التي تثار عن الإسلام .. وعن شرع الإسلام .. وعن نبي الإسلام !!!..

    والآن ...
    دعونا نختر سؤالا ًآخرا ً.....


    22)) حقيقة الفتوحات الإسلامية ..

    يُــــتبع بإذن الله ..

  13. #28
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الدولة
    السعوديه
    المشاركات
    4
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ::

    أحاديث ومحاورات ممتعه فعلا مع نبينا نبي الرحمه ..
    كل الشكر لك أخي أبو حب الله فحتى أنا المسلمه تعرفت على أمور كثيره جدا كنت أجهلها ..
    خصوصاً الحكمة من تشريع العبادات ..
    با أنتظارك ..

    ::

  14. #29

    افتراضي


    الأخ الكريم أملي رضى الله ..
    والأخت الكريمة اللهم أعز الإسلام :
    شرفني مروركما كثيرا ً.. جعلني الله تعالى عند حسن ظنكما بي دوما ً..
    وعذرا ًلتأخر الكتابة أحيانا ً.. فذلك بسبب (التلوين) حقيقة ًوليس (الكتابة) !!..
    لصعوبة التلوين والتنسيق في هذا المنتدى الطيب للأسف ..
    ولكن كل ذلك يهون في سبيل تقديم هذا العمل مني في صورته الشبه النهائية
    هنا كإهداء لهذا المنتدى : لاعتزازي الكبير به ..
    والله الموفق ..


  15. #30

    افتراضي

    22)) حقيقة الفتوحات الإسلامية ..

    في هذه المرة : لاحظ الشيخ (محمد) والشيخ (عبد الله) ومستر (فيليب) : إنخفاضا ًكبيرا ًجدا ًفي عدد الذين يرفعون أيديهم في القاعة !!!!..
    بل ولن نكون كاذبين إذا قدّرنا عدد مَن يرفع يده في القاعة بأنهم : صاروا أقل من خمسة عشر شخصا ً!!!..

    وهنا : ابتسم الشيخ (محمد) قائلا ً:
    يبدو أن أسئلتك آنسة (جوليان) بالفعل :
    كانت تمثل كثيرا ًمن التساؤلات التي كانت في رؤوس باقي الحاضرين !!!...

    والآن :
    دعونا نختر الأستاذ الجالس في الصف الخامس أمامي هنا ....
    فليتفضل ....

    وهنا : تناول ميكروفون المنضدة : رجل ٌفي أواخر الخمسينات من عمره .. تبدو عليه علامات الوقار بالرغم من قلة اهتمامه الملحوظة بمظهره .....
    فمال إلى الأمام قائلا ً:

    مرحبا ًشيخ (عبد الله) ... مرحبا ًشيخ (محمد) ...
    اسمي هو (كارليتون موليز) ....
    وأنا صحفي ومفكر في الجريدة الرسمية هنا بالمدينة ...
    وأثناء الشهر الماضي .. وأثناء الأزمة السابقة المتمثلة في هجوم الكثير من الكتاب والصحفيين على الإسلام ونبي الإسلام :
    التزمت الصمت التام !!!... مما أثار حفيظة الكثير من قرائي وأصدقائي !!!..
    وأما سبب صمتي :
    فسوف أعلنه لأول مرة هنا أمامكم الآن .. وأمام جميع الحاضرين هنا في القاعة ...
    ثم صمت مستر (كارليتون) للحظة ثم قال :
    فأنا في طريقي لأن أ ُشهر إسلامي قريبا ً!!!!...

    وهنا : سمع الشيخ (عبد الله) بعض اللغط الغير مفهوم في القاعة ..
    مع بعض شهقات المفاجأة من بعض الحاضرين ....

    فواصل مستر (كارليتون) قائلا ً:
    وبالطبع لم يكن هذا القرار فجائيا ً... بل هو نتيجة بحث وتروي ومطالعة : لكثير من الكتب عن الإسلام وعن نبي الإسلام (محمد) صلى الله عليه وسلم ....
    والحق الذي أ ُعلنه للجميع بدوري هو : أن هذا الدين بالفعل : هو الرسالة الوحيدة من الله للإنسان :
    والتي لم يطلها (التحريف) !!!...

    كما أني أستغل هذا الموقف : لأشكرك شيخ (محمد) :
    أن أحضرت لنا مثل هذا الشيخ (العبقري) في نظري : الشيخ (عبد الله) المحترم !!!....
    والذي لمست من كلامه بالفعل :
    أن المؤمن الذي يدعو إلى الله على علم : هو وحده الذي عنده جواب لكل سؤال !!!..
    بل وهو وحده الذي يستطيع أن يتعامل مع (قلوب الناس) ويعالجها : بطريقة تثبت لنا أن (الأطباء النفسيين) :
    هم بحاجة ماسة لكي يتعلموا الكثير عن (الإيمان بالله) وعن (الإسلام) !!!!...

    وهنا : صفق بعض الحاضرين لهذا الكلام القيم من مستر (كارليتون) .. والذين شعروا بانفعال الرجل الصادق في كل حروف كلماته ....

    فواصل مستر (كارليتون) كلامه قائلا ً:
    ولكي لا أ ُطيل عليكم ...
    فعندما لم يتبق للسؤال سوى ما يقارب العشرين شخصا ًفي القاعة : وكما لاحظت من خلال صورتهم على الشاشة :
    فقد تساءلت بداخلي : ما هو الشيء الذي يمكن أن يكون تساؤل هؤلاء الأشخاص حوله ؟؟؟..
    فقد لاحظت أن الله : قد بارك كثيرا ًفي هذه الندوة .. بل وفي وقتها أيضا ً: فشملت بالفعل تقريبا ً:
    الرد على كل (الشبهات) التي يثيرها الجاهلون ضد الإسلام ...

    ثم فجأة .. وجدت النقطة التي لم يتم السؤال عنها بعد .... والتي أرجو أن تكون بإجابتك عليها أيها الشيخ (عبد الله) : تكون قد انتهيت من هذه الندوة : (المرهقة لك بالتأكيد) !!!...

    ولذلك .. فسوف أتوجه بسؤالي لك عن :
    حقيقة وضع (الفتوحات الإسلامية) في الدين .. وفي شرع الله ...
    هل هي بالفعل كما يصفها الجاهلون : بأنها كانت من أجل (فرض) الإسلام على سائر الأمم ؟؟..
    أم أن لها تفسيرا ًآخرا ًمن تفسيراتك (الحكيمة) لشرع الإسلام ؟؟؟...
    كما أرجو أن توضح لنا سريعا ً: لماذا يتم قتل (المرتد) عن الإسلام في دينكم : طالما تقولون أنكم لا تفرضونه على أحد ؟؟!!! أرجو الإفادة ....
    وشكرا ً....

    وهنا قال الشيخ (محمد) مبتسما ً:
    الحق مستر (كارليتون) : أن اختياري للشيخ العزيز (عبد الله) : هو توفيق ٌمن عند الله تعالى وحده ...
    فأنا نفسي : قد استفدت كثيرا ًمنه هذه الليلة ...
    بل وأتمنى من الله تعالى : أن يُعينني على نشر كل ما قاله الشيخ في هذه الندوة : وتكراره في غيرها من الندوات التي سأقوم بها قريبا ًفي جميع أنحاء العالم إن شاء الله ....

    والآن : نترك الإجابة للشيخ (عبد الله) على هذا السؤال ... فليتفضل :

    وهنا : أخذ الشيخ (عبد الله) نفسا ًعميقا ً.. ثم نظر في ساعته وهو يقول مبتسما ً:
    من السنن الإسلامية التي حثنا عليها النبي الخاتم (محمد) : هي عدم السهر ليلا ًبغير ضرورة ..
    وذلك لكي يستطيع المسلم أداء صلاة (الفجر) بسهولة !!!....
    والساعة الآن : الثانية عشرة تقريبا ً!!!...
    ولكن : أدعو الله تعالى أن يكون في تأخيرنا وسهرنا هذا الليلة : خيرا ًكثيرا ًلي ولكم بإذن الله ...

    وأما بالنسبة لمدحك لي مستر (كارليتون) : فأنا أشكرك كثيرا ًعلى حسن ظنك بي ..
    كما أدعو الله تعالى أن يهديك إلى الصواب دوما ً.. وأن يبارك لك في كل ما تكتبه ... ومَن يدري :
    ربما سمعنا أو قرأنا عنك قريبا ًأنك قد أصبحت : مفكرا ًإسلاميا ً!!!..
    مَن يدري !!!..

    وأما بالنسبة لسؤالك عن (حقيقة الفتوحات الإسلامية) ...
    فسوف أجيبك عليه في أربعة نقاط مختصرة لضيق الوقت :

    الأولى : وهي حق الله تعالى في نشر دينه الصحيح في الأرض ..
    والثانية : هي أن المسلم : يفتح الأرض لنشر وتمكين دعوة الإسلام : ولكن لا يجبر غيره عليها ..
    والثالثة : هي أن أذكر لكم مثالا ًواحدا ًمن آحاديث النبي وتعاليمه للمسلمين في الحروب ..
    والرابعة : هي أن أذكر لكم : آراء المنصفين من بلادكم عن (الفتوحات الإسلامية) ...

    >> فأما النقطة الأولى :
    بداية : أعتقد أن سؤالك مستر (كارليتون) : لا ينصب على جهاد المسلمين للدفاع عن أرضهم :
    فهذا حقٌ : مكفول ٌلكل البشر في الدفاع عن أراضيهم : وتوافق عليه كل المحافل الرسمية في العالم ..
    ولكن سؤالك وكما فهمت : ينصب على النوع الآخر من الجهاد لدى المسلمين وهو :
    الجهاد خارج بلاد الإسلام : لنشر دعوة عبادة الله عز وجل في الأرض ..
    وهي التي تختلط لدى الكثيرين بمفاهيم (التعدي) و(الاحتلال) و(الجبر على اعتناق الأديان) وغيرها من مظاهر الظلم الأممي الذي نعرفه ..
    وعليه أقول لك مستر (كارليتون) :

    لا خلاف بين العقلاء أبدا ًكما قلنا في أنه يجب : مُحاربة المعتدي : لإعادة الحق إلى أصحابه ..
    فإذا فهمنا هذا .. وعلمنا أن الله تعالى الذي (خلق هذه الأرض وكل ما عليها) : أنه :
    هو الوحيد المستحق للعبادة ...
    فسوف نفهم بذلك أن (المعتدي الحقيقي) هو :
    كل مَن يعبد غير الله تعالى : (على أرض الله) !!!.. أو حتى يشرك بالله تعالى شيئا ً: (على أرض الله) !!!..
    ولهذا :
    فقد فرض الله تعالى (الجهاد) و(فتح الأرض) : على كل المؤمنين به !!!....
    واقرأوا مثل ذلك الكثير والكثير في العهد القديم عندكم : في أوامر الله لـ (موسى) ولـ (داود) عليهما السلام وغيرهما ....
    فكذلك أيضا ً: كان أمر الله تعالى لنبيه الخاتم (محمد) وأمته :
    بأن يفتحوا الأرض جميعا ًأمام دين الله تعالى الحق ... بحيث تنتشر الدعوة إلى الدين الإسلامي في أرض الله تعالى :
    ليَعلم به جميع البشر : ثم يختارون بعد ذلك بكل حرية بين الكفر والإيمان ....!

    وبالطبع : لو شاء الله تعالى أن ينتصر (بنفسه) من الكافرين والمشركين به : لفعل ذلك بكل سهولة ...!
    ولكن شاءت حكمته أن : يبتلي المؤمن والكافر بهذه الحرب الدائمة بين الخير والشر على الأرض !!!..
    فالمؤمن : له أجره !!!.. والكافر : عليه عقابه !!!...
    يقول الله تعالى في القرآن الكريم :
    " ولو يشاء الله : لانتصر منهم !!!.. ولكن : ليبلوَ بعضكم ببعض " !!!.. محمد – 4 ..
    أقول ذلك فقط :
    حتى لا يظنن ظان ٌأن الله تعالى عاجزٌ عن استرداد الدعوة إلى دينه في جميع أرضه : وحاشاه !!..

    >> وأما النقطة الثانية :
    فهي كما قلت لكم : أنه بعد نشر المسلمين للدين الخاتم في كل الأرض : فعلى الناس حينها أن يختاروا لأنفسهم (بكل حرية) : إما الإيمان .. وإما الكفر !!!...
    لأن الإيمان بالله تعالى : لا يأتي أبدا ًبـ (القهر) و(الجبر) !!!... وذلك لأن الإيمان : هو عمل ٌ(قلبي) ...
    ولذلك يقول الله تعالى في القرآن :
    " لا إكراه في الدين : قد تبين الرشد من الغي .. فمَن يكفر بالطاغوت (أي كل ما يُعبد من دون الله أو معه) .. ويؤمن بالله : فقد استمسك بالعروة الوثقى : لا انفصام لها " .. البقرة – 256 ..

    كما يقول أيضا ًعز وجل :
    " وقل : الحق من ربكم .. فمن شاء فليؤمن .. ومن شاء فليكفر !!.. إنا أعتدنا للظالمين نارا ً: أحاط بهم سرادقها .. وإن يستغيثوا : يُغاثوا بماءٍ كالمهل : يشوي الوجوه !!!.. بئس الشراب : وساءت مرتفقا ً " !!!.. الكهف – 29 ...

    فهذه الآيات ومثلها الكثير في القرآن وفي حديث النبي الخاتم (محمد) صلى الله عليه وسلم :
    تنفي شبهة (جبر) الناس على الدخول في الإسلام !!!!...
    وإنما : قد خيرهم الله تعالى بعد أن أوصل إليهم الدعوة بدينه الحق الخاتم : بين البقاء في الكفر : مع دفع الجزية :
    وبين الدخول في الإسلام .. وخصوصا ًبعد أن خلص جميع هذه البلاد والأمم من (سطوة) و(سيطرة) سادتها (الجبابرة) على الناس .. واستعباد هؤلاء الناس باسم الدين كـ :
    اليهودية والنصرانية والوثنية والمجوسية وعباد الأصنام والكواكب وغيرهم ....
    ذلك الاستعباد الذي وصل قديما ًلذبح الأبرياء من الفتيات والأطفال والبشر : (قربانا ً) لتلك الآلهة المزعومة !!..
    وهي الجرائم التي ما زالت تـُـفعل في زمننا الحاضر أيضا ًللأسف : في بعض المناطق من الصين وغيرها !!..

    فهل عرفت البشرية في تاريخها : مثل هذا الخير العميم من قبل ؟؟!!..
    هل علمتم مَن أنقذ (الملايين) من ظلم وطغيان البشر : مثل المسلمين ؟!!.. بل :
    هل علمتم مَن أنقذ (ملايين) الناس من عذاب (جهنم) إلى نعيم (الجنة) : مثل المسلمين ؟؟!!..

    فالحمد لله الذي حقق وعده وبشاراته لجميع أنبيائه من قبل : في نشر أمة الإسلام لهذا الدين الحق العظيم في جميع الأرض !!.... وهي البشارات التي قد عرضت عليكم جانبا ًمنها منذ قليل من العهد القديم ...
    ولذلك .. فإن رسول الله الخاتم (محمد) يحذركم جميعا ًفيقول في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم :
    " والذي نفس محمد بيده (وهي صيغة للقسم بالله تعالى : فهو وحده الذي أنفسنا بيده) : لا يسمع بي أحد ٌمن هذه الأمة : يهودي ولا نصراني .. ثم يموت ولم يؤمن بالذي أ ُرسلت به : إلا كان من أصحاب النار " !!!..

    ولذلك .. ولإغاظة الله تعالى لليهود والنصارى : والذين لم يؤمنوا بهذا الدين الحق الظاهر الواضح وضوح النور .. بل ولم يؤمنوا بنبيه الخاتم (محمد) : والمكتوب أوصافه في كتبهم : فقد فرض الله تعالى عليهم أن يدفعوا (جزية ً) : تبكيتا ًلهم .. وإذلالا ًلهم : بسبب كفرهم بهذا النبي الخاتم ورسالته ... فيقول الله تعالى :
    " قاتلوا (أي أيها المسلمون المجاهدون الفاتحون للأرض) الذين :
    1)) لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ..
    2)) ولا يُحرمون ما حرم الله ورسوله ..
    3)) ولا يدينون دين الحق :
    من الذين أوتوا الكتاب (أي اليهود والنصارى) :
    حتى يُعطوا الجزية عن يد ٍ: وهم صاغرون " !!!.. التوبة – 29 ..

    ولكن .. وبالرغم من غضب الله تعالى عليهم .. إلا أنه قد وضع في هذه (الجزية) أيضا ً:
    رحمة لهم !!.. حيث أنه لم يجعلها : كبيرة !!!... بل هي في الحقيقة : أقل بكثير جدا ًجدا ًإذا ما قورنت بما يدفعه المسلم نفسه في زكاته السنوية !!!...
    كما أن من يدفعها من اليهود والنصارى : كان يضمن بها : حماية المسلمين له من أي عدوان خارجي !!!..
    لذا : فكانت تسقط تلقائيا ًمن عليهم : إذا عجز المسلمون عن حمايتهم أو خرجوا من أرضهم !!..
    بل : وقد كان الحكام المسلمون أيضا ً: يُسقطون هذه (الجزية) عن الفقراء من (اليهود) و(النصارى) !!!...
    بل وكان يتم إعطاء هؤلاء الفقراء من (بيت مال المسلمين) أيضا ً!!!!..

    فتلاحظون بذلك أن هذه (الجزية) : الهدف الرئيسي منها كما قلت لكم هو فقط : رمزية (إذلال) الكافرين بالله تعالى وبرسوله الحق !!!....
    ولا يمكن القول إطلاقا ًبأنها كانت : نوعا ًمن أنواع الضغط عليهم ليدخلوا في الإسلام !!!....
    وذلك لصغر قيمتها الشديد ...
    فقد كانت ثابتة القيمة (5 أو 15 أو 25 مثلا ًعلى حسب حال الذي ستؤخذ منه) .. فلو افترضنا أن هناك نصرانيا ًغنيا ًيملك ما قيمته من عملته : مليون .. فهو لن يدفع أكثر من 25 من هذه المليون كل عام : في هذه الجزية !!.. أما لو قارنا هذا مع مسلم ٍغني ٍيملك أيضا ًما قيمته من عملته مليونا ً: فهو مُطالبٌ في الإسلام بدفع زكاةٍ كل عام ٍبسبب غناه : وهي تساوي : 2.5 % من ماله !!!.. أي كلما زاد ماله : زادت قيمة هذه الـ 2.5 % !!.. وبمعنى آخر : في حين سيدفع النصراني الغني : 25 من عملته : عن المليون أو أكثر : سيدفع المسلم الغني : 25.000 من ذات العملة !!!.. بل : وستزيد بزيادة ماله أيضا ً!!!.. فهل تصدقون هذا ؟!!!..
    ولذلك : فقد بقي الكثير من اليهود والنصارى في بلاد الإسلام : على دينهم !!!.. وهذا ما سوف تسمعونه بعد قليل بشهادة المنصفين من غير المسلمين أنفسهم !...

    بل ولعل من أقوى الأدلة على أنه لا دخل للقوة في دخول الناس في الإسلام :
    هو أن الإسلام نفسه : ظل مُضطهدا ًفي (مكة) منذ بدايته .. ولمدة ثلاثة عشر عاما ً: ولم يحارب المسلمون في هذه المدة الطويلة : ولو حربا ًواحدة !!!.. ولو حتى للدفاع عن أنفسهم لضعفهم !!!..
    ولكنه وبالرغم من ذلك كله :
    قد استطاع أن يضم إليه الكثير من الناس : من (مكة) .. وحتى من خارجها !!!!..

    كما أن هناك مناطق شاسعة من العالم : قد دخلت بأكملها في دين الإسلام بدون إراقة ولو قطرة دم واحدة !!!..
    سواء كان ذلك في (أسيا) أو في (أفريقيا) أو حتى في (أوروبا) !!!..
    فبلد كامل كـ(إندونيسيا) مثلا ً: قد دخلها الإسلام بسبب رؤيتهم فقط لـ : (أخلاق التجار المسلمين) !!!..

    ولعل من أقوى الأدلة على ذلك أيضا ً: هو ما يحدث الآن في جميع أنحاء العالم !!!..
    حيث أن الإسلام وبالإحصائيات الرسمية : هو الديانة الأولى (الأكثر والأسرع انتشارا ً) على وجه الأرض !!!..
    في حين أنكم تجدون المسلمين : مظلومون ومحتلون في مشارق الأرض ومغاربها !!!.. فكيف ينتشر الإسلام إذا ً الآن برأيكم ؟؟؟!!!..
    هل بالقوة أو بالسيف أو بالحرب كما فعلت الكنيسة في (أوروبا) وفي (محاكم التفتيش) في (الأندلس) ؟؟!!!..
    لا أعتقد أن عاقلا ًصادقا ًسيقول هذا أبدا ًبالنظر لحال المسلمين اليوم وقوتهم العسكرية !!....
    أليس كذلك ؟؟؟!!...

    وأما بالنسبة لمسألة حكم الإسلام بقتل (المرتد) عنه مستر (كارليتون) :
    فهذا فيه بعض الحِكم الكبيرة : والتي لن أستطيع الخوض فيها الآن .. ولكن يكفيني فقط أن أذكر لكم :
    سببا ًواحدا ً.. وحكمة واحدة : تدعو لقتل هذا (المرتد) بعد رفضه (الاستتابة) بالفعل ...
    وهذا السبب وهذه الحكمة هي :
    ألا يتلاعب أعداء الإسلام بالمسلمين وغيرهم عن طريق : اعتناقهم للإسلام لفترة من الزمن : ثم ارتدادهم عنه :
    وذلك لـ (تشكيك الناس في الدين وتنفيرهم منه) !!!!...
    وهي خدعة قديمة لليهود : قد فضحها الله تعالى لنبيه الخاتم (محمد) عندما نقل له مخططاتهم الدنيئة فقال :
    " وقالت طائفة ٌمن أهل الكتاب : آمنوا بالذي أ ُنزل على الذين آمنوا وجه النهار (أي أول النهار) ..
    واكفروا آخره : لعلهم يرجعون
    (أي لعل هذا الفعل يُذبذب الناس عن الدخول في الإسلام فيرجعون عنه) " !!!... آل عمران – 72 ...

    ولهذا : فعلى غير المسلم أن يتدبر ويدرس الإسلام جيدا ً: وذلك قبل أن يعتنقه .. لأنه بمجرد اعتناقه :
    سوف تجري عليه أحكام الإسلام !!!.. ومنها حكم (الردة) إذا لم يتب ....
    سكت الشيخ (عبد الله) للحظة .. ثم شرب شربة صغيرة من الماء وهو يقول :

    >> وأما النقطة الثالثة :
    فسوف أعرض لكم فيها : حديثا ًواحدا ًللنبي الخاتم (محمد) : يدل على رحمة الله تعالى بعباده :
    حتى في أوقات (الحرب) !!!!... ويوضح لنا أيضا ً: جانبا ًهاما ًمن جوانب (رحمة) النبي الخاتم (محمد) : لم يأت ذكره في حديثي مع الآنسة (جوليان) ....
    ألا وهو : (رحمة) النبي الخاتم (محمد) : في الحرب !!!..
    ففي الحديث الصحيح : أنه كان إذا أمّر أميرا ً(أي عين قائدا ً) على جيش ٍأو سرية :
    " أوصاه في خاصته بتقوى الله (أي أن يخاف الله في نفسه) .. ومَن معه من المسلمين خيرا ً" !!..
    ثم كان يقول لهم :
    " اغزوا باسم الله .. وفي سبيل الله .. وقاتلوا من كفر بالله ..
    اغزوا ولا تغدروا .. ولا تغلوا
    (أي تسرقوا ما لا يحل لكم) .. ولا تمثلوا (والمُـثلة هي : تشويه المقتول أثناء قتله أو بعد القتل) .. ولاتقتلوا وليدا ً" !!!.. رواه مسلم في صحيحه ..

    فهل سمعتم بـ (قائدٍ رحيم ٍ) ينصح مثل هذه النصائح العملية مثل هذا النبي الخاتم (محمد) ؟؟!!!..
    حيث أن ما قاله في هذا الحديث :
    هو الشرع الذي عمل به أصحابه والمسلمون من بعده بالفعل في فتوحاتهم جميعها ....
    والتي طبقوا فيها (عمليا ً) : أسمى معاني (أخلاق الفروسية) التي لم يعرفها العالم أبدا ً: كما عرفها وذاقها على أيدي المسلمين !!!...

    >> وهنا : يأتي موعدنا مع النقطة الرابعة والأخيرة ..
    والتي سأعرض عليكم فيها :
    الكثير من شهادة المنصفين (الغير المسلمين) أنفسهم : لصالح (الفتوحات الإسلامية) !!!..
    فاسمعوا معي : الحقائق التي يُخفيها عنكم الإعلام (الكاره للإسلام) في بلادكم !!!...

    يقول (ول ديورانت) في كتابه (قصة الحضارة – 12/131) :
    " لقد كان أهل الذمة المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون : يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح : لا نجد لها نظيراً في البلاد المسيحية في هذه الأيام !!!!..
    فلقد كانوا : أحرارا ًفي ممارسة شعائر دينهم .. واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم
    " !!!..

    ويقول أيضا في نفس الكتاب السابق :
    " وكان اليهود في بلاد الشرق الأدنى : قد رحبوا بالعرب الذين حرروهم من ظلم حكامهم السابقين .. وأصبحوا يتمتعون بـ : (كامل الحرية) في حياتهم وممارسة شعائر دينهم ..
    وكان المسيحيون : أحرارا ً في الاحتفال بأعيادهم .. وكان الحجاج المسيحيون : يأتون أفواجا ً آمنين لزيارة الأضرحة المسيحية في فلسطين .. وأصبح المسيحيون
    (يقصد في بلاد الإسلام) والذين خرجوا على كنيسة الدولة البيزنطية (أي على حكم الكنيسة بروما) .. والذين كانوا يلقون صورا ًمن الاضطهاد على يد بطاركة القسطنطينية وأورشليم والاسكندرية وإنطاكيا : أصبح هؤلاء الآن :
    أحرارا ًآمنين : تحت حكم المسلمين
    " !!!!!..

    واسمعوا أيضا ً ما يقوله (توماس آرنولد) في كتابه (الدعوة إلى الإسلام – 99) :
    " لم نسمع عن أية محاولة مُدبرة لإرغام غير المسلمين على قبول الإسلام !!!.. أو حتى عن أي اضطهاد منظم : قصد به المسلمون استئصال الدين المسيحي " !!!!!...

    فهذه الشهادات المنصفة من هؤلاء المؤرخين والدارسين حقا ًللحضارة الإسلامية وتاريخها :
    تعكس لكم بصدق : حقيقة هذا الدين الإسلامي العظيم : والذي لم ولن يُرغم أحدا ًعلى الدخول فيه !!!..

    وقد جاء عن (روبرتسن) في كتابه الشهير : (تاريخ شارلكن) قوله :
    " إن المسلمين وحدهم : هم الذين جمعوا بين (الغيرة لدينهم) .. وبين (روح التسامح) نحو :
    أتباع الأديان الأخرى !!!.. وأنهم مع امتشاقهم السيوف نشرا ًلدينهم :
    فقد تركوا
    (كل مَن لم يرغب في هذا الدين) : أحرارا ًفي التمسك بتعاليمهم الدينية " !!!..

    وقريبا ًمن معنى هذا الكلام أيضا ً: هو قول الراهب (ميشود) في كتابه (رحلة دينية في الشرق) :
    " ومن المؤسف أن (تقتبس) الشعوب النصرانية من المسلمين : (التسامح) !!!.. والذي هو :
    آية الإحسان بين الأمم ... واحترام عقائد الآخرين .. وعدم فرض أي معتقد عليهم بالقوة
    " !!!!...

    وأما الغريب : فهو ما نقله (أيه إس ترتون) في كتابه (أهل الذمة في الإسلام – 159) من شهادة البطريك (عيشو يابه) الذي تولى منصب (البابوية) حتى عام (657هـ) بقوله :
    " إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم : يعاملوننا كما تعرفون !!!..
    إنهم ليسوا بأعداء للنصرانية !!.. بل يمتدحون ملتنا !!!.. ويوقرون قديسينا وقسسنا !!!.. ويمدون يد العون إلى كنائسنا وأديرتنا
    " !!!!..

    فهل رأيتم عظمة مثل هذه العظمة الإسلامية في التعامل مع (الآخر) ؟؟!!..
    هل رأيتم دينا ً: يصلح فيه أن يعيش الجميع في (حرية معتقد) : مثل دين الإسلام العظيم ؟؟!!.

    واسمعوا لقول المفكر الأسباني (بلاسكوا أبانيز) في كتابه (ظلال الكنيسة) وهو يتحدث عن الفتح الإسلامي لـ (الأندلس) فيقول :
    " لقد أحسنت (أسبانيا) : استقبال أولئك الرجال الذين قدموا إليها من القارة الإفريقية (يعني المسلمين) .. حيث أسلمت لهم القرى بأكملها بغير مقاومة ولا عداء !!!.. حيث ما كانت تقترب كوكبة من فرسان العرب من إحدى القرى : حتى تفتح لها القرية الأبواب !!!.. وتتلقاها بالترحاب !!!.. فكانت غزواتهم (أي فتوحات المسلمين في الأندلس) : غزوات (تمدين وحضارة) !!!.. ولم تكن غزوات (فتح ٍوقهر) !!!.. ولم يتخل أبناء تلك الحضارة (أي الإسلامية) زمنا ًعن فضيلة : (حرية الاعتقاد) !!!.. وهي الدعامة التي تقوم عليها :
    كل عظمة حقيقية للشعوب !!!... حيث كانوا يقبلون في المدن التي ملكوها :
    كنائس النصارى .. وبيع اليهود
    (جمع بيعة وهي من أماكن عبادة اليهود) .. ولم يخاف المسجد من معابد الأديان الأخرى التي سبقته : بل عرف لها حقها !!!... واستقر إلى جانبها : غير حاسد لها !!!.. ولا راغب في السيادة عليها " !!!...

    ووالله : إن مثل هذه الشهادات (المنصفة) من غير المسلمين أنفسهم :
    لتكفي لدحض الشبهات التي يروجها الجهال والمغرضين حول أن الإسلام : (قد انتشر بالسيف) !!!!...
    حيث لم يجدوا غير هذه الحُجة الواهية المكذوبة : ليبرروا بها للعالم : سرعة انتشار الإسلام المذهلة في بلادهم !!!..

    واسمعوا لما يقوله المؤرخ الإنجليزي السير (توماس أرنولد) مرة أخرى في كتابه (الدعوة إلى الإسلام - 51) :
    " لقد عامل المسلمون المنتصرون : العرب المسيحيين :
    بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة !!.. واستمر هذا التسامح : في القرون المتعاقبة !!!.. ونستطيع أن نحكم بحق : أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام
    (أي في بلاد العرب) : قد اعتنقته عن :
    (اختيار ٍوإرادة حرة) !!!...
    وأن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين :
    لخير شاهد على هذا التسامح
    " !!!!..

    وتقول المستشرقة الألمانية (زيغريد هونكه) في كتابها (شمس العرب تسطع على الغرب – 364) :
    " العرب : (لم يفرضوا) على الشعوب (المغلوبة) : الدخول في الإسلام !!!.. فالمسيحيون والزرادشتية واليهود الذين عانوا من قبل الإسلام : (أبشع أمثلة للتعصب الديني وأفظعها) : سمح لهم المسلمون جميعا ً: ممارسة شعائر دينهم دون أي عائق يمنعهم !!!!...
    بل وترك المسلمون لهم : بيوت عبادتهم وأديرتهم وكهنتهم وأحبارهم :
    دون أن يمسوهم بأدنى أذى !!!!..
    أو ليس هذا منتهى التسامح ؟!!!.. أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال ؟.. ومتى ؟!!..
    " ..

    وبالفعل : لا أستطيع إلا أن أكرر تساؤل هذه المستشرقة الصادقة :
    " أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال ؟.. ومتى ؟!!.. " ..

    بل إننا في عصرنا الحاضر (عصر حقوق الإنسان القوي .. ومنظمات حقوق الإنسان الضعيف المكذوبة) :
    نشاهد ونسمع في كل يوم : انتهاكات الغرب المستمرة لبلاد المسلمين بكل وحشية !!!!...
    من تعذيب وتشريد وقتل الأبرياء من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال !!!!...
    وما الذي يحدث في (فلسطين) و(العراق) وما قبل ذلك وما سيأتي منكم ببعيد !!!..
    فيا ليت الغرب عامل بلادنا : كما عامل المسلمون بلادكم حين فتحها !!!!....
    ويا ليته لم يحاول فرض (النصرانية المُحرفة المشركة بالله) :
    على المسلمين بالقوة وبالغش وبالخداع وباستغلال الحاجات والفقر كما يفعل الآن في بلادنا !!!!...

    واستمعوا للتصريح المنصف التالي أيضا ً..
    والذي أدلى به المستشرق (دوزي) في كتابه (نظرات في تاريخ الإسلام) حيث قال :
    " إن تسامح ومعاملة المسلمين الطيبة لأهل الذمة : أدى إلى إقبالهم على الإسلام !!!..
    حيث أنهم رأوا فيه من اليسر والبساطة : ما لم يألفوه في دياناتهم السابقة
    " !!!!!..

    وأقول : سبحان الله !!!.. وهل يدخل آلاف الناس في الإسلام الآن (في بلادكم وسائر دول العالم) :
    إلا لنفس هذه الأسباب ؟؟!!!...

    يقول (غوستاف لوبون) في كتابه (حضارة العرب – 127) :
    " إن القوة : لم تكن عاملا ًفي انتشار القرآن !!!.. فقد ترك العرب : الناس (المغلوبين) :
    أحرارا ًفي أديانهم !!!!.. فإذا حدث أن اعتنقت بعض الشعوب النصرانية الإسلام ..
    واتخذت اللغة العربية لغة لها :
    فإنما ذلك بسبب ما كان يتصف به العرب الغالبون من
    (العدل) الذي لم يكن للناس عهد بمثله من قبل !!!.. ولِـما كان عليه الإسلام من (السهولة) التي لم تعرفها الأديان الأخرى " !!!..

    فسبحان الله !!!.. ألا ترون معي (اتفاق هؤلاء المؤرخين المتخصصين جميعا ً) على عظمة هذا الدين !!!..
    واتفاقهم أيضا ًعلى أنه : لم ينتشر أبدا ًبالقوة !!!.. بل بمخالطة شعوب الأرض له ولتعاليمه الإلهية السامية !!!..

    حيث يقول (غوستاف لوبون) أيضا ً:
    " وما جهله المؤرخون (أي الذين يهاجمون الإسلام عن جهل ٍوسطحيةٍ وأخبار ٍمكذوبه سابقة) : هو أن (حِلم) العرب الفاتحين .. و(تسامحهم) :
    كان من
    (الأسباب السريعة) في اتساع فتوحاتهم !!.. وفي سهولة : (اقتناع) كثير من الأمم بدينهم وبلغتهم !!!!..
    والحق : أن الأمم لم تعرف :
    (فاتحين) (رحماء) و(متسامحين) : مثل العرب !!!.. ولا دينا ًسمحا ً:
    مثل دينهم
    " !!!!....

    ويُلخص كل هذه الحقائق الباهرة أيضا ً: المؤرخ (ول ديورانت) في كتابه (قصة الحضارة) بقوله :
    " وبسبب منهج (التسامح الديني) الذي كان ينتهجه المسلمون الأولون :
    اعتنق الدين الجديدَ :
    (معظم) المسيحيين !!!.. و(جميع) الزرادشتيين والوثنيين :
    إلا عدد ٌقليل ٌمنهم !!!.. واستحوذ الدين الإسلامي : على قلوب
    (مئات الشعوب) في البلدان الممتدة من : (الصين وأندنوسيا) شرقا ً: إلى (مراكش والأندلس) غربا ً!!!!..
    فاستحوذ الإسلام على خيالهم !!!.. وسيطر على أخلاقهم !!!.. وصاغ لهم حياتهم !!!.. وبعث فيهم آمالا ً: تخفف عنهم بؤس الحياة ومتاعبها
    " !!!!..

    فهل تدبرتم معي هذه المعاني العظيمة في كلمات هؤلاء المنصفين من بني جلدتك ومن بلادكم ؟؟!!..
    وأقسم بالله العظيم : أنكم ستجدون (تطابقا ً) مذهلا ًبين هذه الأقوال المنصفة : وبين وصف الله تعالى للنبي الخاتم (محمد) وأمته في العهدين القديم والجديد : وفي بشارات الله تعالى بانتشار هذا الدين في كل الأرض : ودخول الناس فيه أفواجا ً!!!!...

    يقول (روبرتسون) في كتابه (تاريخ شارلكن) : وهو يقارن جيوش الإسلام : بجيوش الكنيسة الرومانية في العصور الوسطى وفي عصور الحملات الصليبية الغاشمة على بلاد الإسلام والقدس : والتي كان يقف من ورائها البابا والمجمعات الكنسية بالاكاذيب والتحريضات الدموية الباطلة : حيث يقول ذلك المؤرخ الصادق :
    " لكنا : لم نعلم أبدا ً للإسلام :
    1)) مُجمعا ًدينيا ًمتسلطا ً!!!!...
    2)) ولا : رُسلا ًوراء الجيوش !!!..
    3)) ولا : رهبانية بعد الفتح !!!..
    فلم يُكره الإسلام أحدا ًعلى اعتناقه بـ (السيف) ولا حتى بـ (اللسان) !!!.. بل دخل القلوب عن :
    (شوق ٍ) و(اختيار) !!!.. وكان ذلك : بسب ما جاء في القرآن من الحث على :
    (حُسن التأثير) و (الأخذ بالأسباب) " !!!!...

    سكت الشيخ (عبد الله) قليلا ًوهو يُقلب الأوراق التي كان يقرأ منها أمامه .. ثم قال :

    والشهادات المنصفة لهذا الدين : هي كثيرة جدا ًقديما ًوحديثا ًوالحمد لله مستر (كارليتون) !!...
    ولكني سأختم معكم الآن بخبر قصير :
    يدلكم على مدى ملائمة الشرع الإسلامي لكل شيء في حياة البشر جميعا ًعلى اختلافهم !!!..
    وذلك لأنه كما أخبرتكم : هو شرع الله الكامل : والذي لم يتحرف أو يتغير !!!!...

    ففي هذا الخبر القصير : يتحدث الدكتور (فيليب) في كتابه (تاريخ العرب) عن :
    " رغبة أهل الذمة (وهم غير المسلمين في بلاد الإسلام) في : (التحاكم) إلى التشريع الإسلامي !!!.. واستئذانهم للسلطات الدينية في أن تكون : (مواريثهم) : حسب ما قرره الإسلام " !!!!..

    فالحمد لله الذي جعلنا من أهل الإيمان به !!...
    والحمد لله الذي جعلنا مسلمين !!!...

    والآن ...
    هل هذه الإجابة تكفي لهذه النقطة مستر (كارليتون) ؟؟!!!..

    فانتقلت العيون لمستر (كارليتون) وهو يجيب :
    الحق شيخ (عبد الله) :
    أنني برغم سماعي وقراءتي من قبل للعديد من الآراء لدحض هذه الشبهات عن (الفتوحات الإسلامية) : إلا أنني وللمرة الأولى صراحة ً: أسمعها بكل هذا الوضوح والتفصيل والدفاع الرائعين :
    والذين يسدون فم كل مَن يتحدث بهذه الأكاذيب والافتراءات عن الإسلام مرة ًأخرى !!!...

    بل : أوأخبركم بشيءٍ ؟..
    لقد غيرت رأيي في قرار تأخير إسلامي الذي حدثتكم عنه !!...
    وذلك لأنه : لا أحد يعلم متى يموت !!.... ولذلك :
    فيسعدني أن أكون (أول مَن يعلن إسلامه من الحاضرين) في هذه القاعة الليلة !!.. والذين بالمناسبة : أتوقع أن يكون عددهم كثيرا ًبالفعل بعد انتهاء هذه الندوة الممتعة المؤثرة !!!!...
    وها أنا ذا أشهد أمامكم جميعا ً: بأنه :

    لا إله إلا الله .. لا شريك له .. وأن (محمدا ً) : رسول الله الخاتم للبشر جميعا ً....!

    وهنا : تهلل وجه كل ٍمن الشيخ (عبد الله) والشيخ (محمد) بالفرح العميم ... وأخذا يُكرران في سعادة غامرة : الله أكبر ... الله أكبر ....
    اللهم تقبل ... اللهم تقبل !!!...

    وتمنوا لو كان مستر (كارليتون) قريبا ًمنهما الآن : لكانا توجها إليه واحتضناه وهنآه بهذا الفوز العظيم !!!..

    وأما معظم الحاضرين في القاعة : فقد شعروا بشعور ٍغريب ٍ: لم يشعروا به من قبل !!!..
    ولن يشعر به : إلا مَن حضر إنسانا ًفسمعه وشاهده : وهو يدخل في دين الله عز وجل بالشهادتين !!..
    بل وقد اقشعرت أبدانهم مع نطق مستر (كارليتون) لشهادة الإسلام بلغتهم !!!.. وتساءل كل ٌمنهم في نفسه :
    هل حان الوقت للاعتراف بهذه الحقيقة (والتي لم يعد لإنكارها أي معنى) :
    وخصوصا ًبعد كل هذا الكلام الذي استمعوه في هذه الندوة ؟؟!!.. أم لا ؟!!..
    هل حان الوقت للاعتراف كما اعترف مستر (كارليتون) بأنه حقا ً:

    لا إله إلا الله .. لا شريك له .. وأن (محمدا ً) : رسول الله الخاتم للبشر جميعا ً....!

    فأحس معظم الحاضرين ساعتها باضطراب ٍكبير .. وتردد ٍوحيرة : عصفت بتفكيرهم لثوان ٍقليلة ...
    حيث قطعها عليهم الشيخ (عبد الله) وهو يقول :

    والآن ... وحتى لا نضيع وقت هذه الندوة المباركة بإذن الله تعالى ...
    أدعو أخي الشيخ (محمد) لأن يختار لنا سائلا ًجديدا ً....
    فليتفضل ....


    23)) حقيقة السحر والأرواح والأطباق الطائرة والكائنات الفضائية !!!..

    يُـــتبع بإذن الله ..
    التعديل الأخير تم 06-26-2011 الساعة 10:22 PM

صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مناظرة: حوار مع مسلم - 5 - لماذا خلق الله الإنسان ؟
    بواسطة أبو حب الله في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-19-2012, 10:37 PM
  2. مناظرة: حوار مع مسلم - 11 - التعريف بـ (الله) تعالى والحكمة من الابتلاء
    بواسطة أبو حب الله في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10-15-2010, 10:09 PM
  3. مناظرة: حوار مع مسلم -3- بيان أن شرع الله : لا يُعارض الفطرة السليمة
    بواسطة أبو حب الله في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-18-2010, 08:39 AM
  4. حوار بينعالم مسلم وملحده محترفه الله اكبر
    بواسطة HAMID في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-12-2010, 03:13 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء