أنت تطلبين العلم بجد وتسعين لإزالة الشبهة وتطبقين قوله تعالى ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
فهل يعذبك وأنت تعملين بالقرآن ؟
رحمة الله أوسع من ذلك يا أختي وفرقي بين الوسوسة وعدم الاقتناع الناشيء عن أدلة
الذي تعانين منه مجرد وسوسة تمر بأي مسلم ناشئة عن قلة العلم وليست جحوداً ظاهراً
قال الطبراني في الكبير 10594 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رِشْدِينَ الْمِصْرِيُّ، ثنا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ إِمْلَاءً فِي كِتَابِهِ سَنَةَ مِائَتَيْنِ وَعِشْرِينَ، ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ سَعِيدٌ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، إِنِّي أَجِدُ فِي الْقُرْآنِ أَشْيَاءَ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ، فَقَدْ وَقَعَ فِي صَدْرِي، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «تَكْذِيبٌ؟» فَقَالَ الرَّجُلُ: مَا هُوَ بِتَكْذِيبٍ، وَلَكِنِ اخْتِلَافٌ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «فَهَلُمَّ مَا وَقَعَ فِي نَفْسِكَ» ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: أَسْمَعُ اللهَ يَقُولُ {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101] ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات: 27] ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى {لَا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا} [النساء: 42] ، وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى {وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23] ، فَقَدْ كَتَمُوا فِي هَذِهِ الْآيَةِ، وَفِي قَوْلِهِ {السَّمَاءِ بَنَاهَا، رَفَعَ سَمْكَهَا فسَوَّاهَا، وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا، وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات: 28] فَذَكَرَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ قَبْلَ خَلْقِ الْأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْأُخْرَى {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: 9] ، فَذَكَرَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ خَلْقَ الْأَرْضِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاءِ، {وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 96] ، {وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 158] ، {وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 134] ، فَكَأَنَّهُ كَانَ ثُمَّ مَضَى، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «هَاتِ مَا فِي نَفْسِكَ» ، قَالَ السَّائِلُ إِذَا أَنْبَأْتَنِي بِهَذَا فَحَسْبِي، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَوْلُهُ {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101] ، فَهَذَا فِي النَّفْخَةِ الْأُولَى، يُنْفَخُ فِي الصُّوَرِ، فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ، فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ، ثُمَّ إِذَا كَانَ فِي النَّفْخَةِ الْأُخْرَى قَامُوا {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى [ص:246] بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات: 50] ، فَأَمَّا قَوْلُهُ {وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام: 23] وَقَوْلُهُ {وَلَا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا} [النساء: 42] ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِأَهْلِ الْإِخْلَاصِ ذُنُوبَهُمْ، وَلَا يَتَعَاظَمُ عَلَيْهِ ذَنْبٌ أَنْ يَغْفِرَهُ، وَلَا يَغْفِرُ شِرْكًا، فَلَمَّا رَأَى الْمُشْرِكُونَ ذَلِكَ قَالُوا: إِنَّ رَبَّنَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ، وَلَا يَغْفِرُ الشِّرْكَ، فَقَالُوا: نَقُولُ: إِنَّمَا كُنَّا أَهْلَ ذُنُوبٍ، وَلَمْ نَكُنْ مُشْرِكِينَ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلِّ: أَمَّا إِذْ كَتَمْتُمُ الشِّرْكَ فاخْتِمُوا عَلَى أَفْوَاهِهِمْ، فَخُتِمَ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ فَتَنْطِقُ أَيْدِيهِمْ، وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ عَرَفَ الْمُشْرِكُونَ أَنَّ اللهَ لَا يُكْتَمُ حَدِيثًا، فَعِنْدَ ذَلِكَ {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثًا} [النساء: 42] ، وَأَمَّا قَوْلُهُ {السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فسَوَّاهَا، وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا، وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات: 27] ، فَإِنَّهُ خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاءِ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ فدَحَاهَا، وَدَحَاهَا أَنْ أَخْرَجَ فِيهَا الْمَاءَ وَالْمَرْعَى، وَشَقَّ فِيهَا الْأَنْهَارَ، فَجَعَلَ فِيهَا السُّبُلَ، وَخَلَقَ الْجِبَالَ وَالرِّمالَ وَالْآكَامَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات: 30] ، وَقَوْلُهُ {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ} [فصلت: 9] ، فَجُعِلَتِ الْأَرْضُ وَمَا فِيهَا مِنْ شَيْءٍ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ، وَجُعِلَتِ السَّمَاوَاتُ فِي يَوْمَيْنِ، وَأَمَّا قَوْلُهُ {وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 96] ، {وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 158] ، {وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 134] ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ سَمَّى نَفْسَهُ ذَلِكَ، وَلَمْ يَنْحَلْهُ غَيْرَهُ، وَكَانَ اللهُ أَيْ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ "، ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ: «احْفَظْ عَنِّي مَا حَدَّثْتُكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَا اخْتَلَفَ عَلَيْكَ مِنَ الْقُرْآنِ أَشْيَاءُ مَا حَدَّثْتُكَ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنْزِلْ شَيْئًا إِلَّا قَدْ أَصَابَ بِهِ الَّذِي أَرَادَ، وَلَكِنَّ النَّاسَ لَا يَعْلَمُونَ، فَلَا يَخْتَلِفَنَّ عَلَيْكَ؛ فَإِنَّ كُلًّا مِنْ عِنْدِ اللهِ»
فأنت حالك يشبه حال هذا الرجل
وعائشة سألت النبي صلى الله عليه وسلم لما استشكلت أمراً
قال البخاري في صحيحه 6507 - حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ قَالَتْ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ قَالَ لَيْسَ ذَاكِ وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ
وهذا أقرب لشأنك فكونك لا تجدين جواباً على أمر شرعي قولي ( عندي استشكال ) أحسن من المبادرة إلى الجزم بعد الاقتناع
أرى الكثير من الأخوة الأفاضل يتابعون وكما يقال إذا جاء الماء بطل التيمم ليدلي أخونا المستفيد بدلوه ويعلق على الحوار فأنا متشوق لذلك
وأيضاً أود رؤية تعليق مسلم أسود
الأخلاق فطرية ولا تميز للمسلم فطريا عن غير المسلم بالأخلاق سوى بالدينأنا شخصيا أعرف الكثرين من أطيب خلق الله وأنظفهم سريرة وأكثرهم تواضعا ولكنهم ليسوا مسلمين مع أنهم تعرفوا على الإسلام ولكنهم متيقنين بدينهم ومخلصين له وهم بذلك يحسبون أنهم على الحق، مثلك تماما...ماذا لو كانت المسيحية هي الدين الحق مثلا ووجدت نفسك يوم القيامة من الخاسرين وأنت لم تفعل في حياتك إلا الخير وكنت مخلصا للدين الذي ارتأيت أنه دين الحق واطمأن قلبك له وبلغتك كل الحجج والبراهين ومع ذلك وجدت أنه ليس الدين الحق..هل سيكون من المنطق والعدل أن تعاقب بجهنم خالدا فيها؟؟
بمعنى أن الدين يوجه الأخلاق ولا يصنعها فالأخلاق من ضمن طبيعة البشر الفطرية وطيبة القلوب كذلك ولكن تتحكم بها عدة عوامل ذكرها الفلاسفة وليس هذا مجال بسطها..
بمعنى أوضح لا اختلاف في طبيعة الأخلاق عند البشر ، وطيبة القلوب هو من ضمن الفطرة وليست شيئا أوجده الإنسان في نفسه هكذا ...
هذه نقطة هامة ..
واللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي....لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
وَلأَعْرضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي....وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي....وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَاني
فَلَكَ الَمحَامِدُ وَالمَدَائِحُ كُلُّهَا....بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ....مَا لِي بِشُكرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ
يبدوا أني لم أنتبه لوجود 6 صفحات في هذا الموضوع هههه
كلام جميل جدا لكنه ليس كفيلا بإزاحة الخوف عن قلبي...لا أدري لماذا!
يحدث معي أمر غريب،،عندما قرأت أجوبتك ارتاحت سريرتي نوعا ما، ولكن سرعان ما عاد الشك والحيرة إلى حالهما..لا أدري فأنا لا أستصيغ أبدا فكرة أن يعذب من لم يقتنع، فنفسي تتحسر على كل من سيدخل النار تحسرا شديدا لدرجة أنني ألقي اللوم على الله ..
لست متأكدة من أنها وسوسة ولكنني أمل ذلك حقا وأرجو أن لا ألقى الله على هذا الحال، رغم أنني ما زلت غير مقتنعة وغير مرتاحة و لهذا أخشى أن يعذبني الله لأنني حتى عندما أسأل أهل الذكر لا أقتنع بكلامهم
يخص أمة الله خديجة
عندما كنت حديث السن قليل التجربة في الحياة ...كنت دائما أتساءل مثلك هاته الأسئلة التي أعتبرها الآن غباءا كبيرا...
كنا في الجامعة طلبة وطرحت هذا السؤال على امام المسجد في خلوة بيني وبينه
أنا - ما ذنب صيني عجوز لم يعرف عن الاسلام شيئا وما ذنب من مات وهو صغير السن وما ذنب من بحث عن الحق ولم يجده
الامام- هل أنت خلقت هؤلا ء الذين ذكرت أم الله عز وجل
أنا- الله عز وجل طبعا
الامام- هل تعلم ما في قلوبهم انت أم الله
أنا -الله طبعا
الامام- فاعلم أن الله يعلم أن هناك صيني عجوز لا يعرف عن الاسلام شيئا وأن هناك طفل مات وهو صغير وأن هناك شخصا اجتهد في طلب الحق ولم يجده....يعلم ذلك قبل أن يخلقهم وهو من سيحاسبهم ولا اعرف أنا أو غيري كيفية حسابهم.
أنا -ضحكت وقلت له نعم كأني كنت اعلم الله ما لا يعلم في السماوات والارض -أستغفر الله-
يجب أن تتعاملي مع الدنيا و كأنها خلقت لك لامتحانك وحدك ولا تشغل بالك بخلق الله فهو أدرى بما في قلوبهم وهو وحدهم من سيحاسبهم وأن الله وعد في القرآن أن لا يظلم الناس شيئا وحرم الظلم على نفسه في حديث قدسي
ويوم يضع الله الموازين القسط ليوم القيامة سيختم على الأفواه وتشهد الجوارح ...ان سؤالنا هذا يحمل معنى أن الله سيظلمهم والله ليس بظلام للعبيد فهو سيحاسبهم
فان كان زيد طلب الحق وصدف عنه ولم يجده فسينطق قلبه يوم القيامة " لقد طلبت الحق بصدق وضللت عنه "
فليس علينا حساب الناس لان حساب الناس من صلاحيات خالقهم وهو أدرى وأعلم بهم اذ أنشأهم وهم أجنة في بطون أمهاتهم...فعليك نفسك فان أمر الناس لرب الناس.
الدكتور قواسمية،
ابتسمت عندما قرأت مداخلتك،هل تعرف لماذا؟ لأنني سمعت هذا الكلام بالضبط منذ أيام قليلة، وقد وجدته كلاما منطقيا ولكن هواجسي وشكوكي أقوى من أن تجعلني أرتاح عند سماع مثل هذا الكلام، الأمر كما قلت قبل قليل يفوق طاقة احتمالي...أعرف تماما أن الله هو من خلق الخلق وهو الذي حرم الظلم على نفسه لكنني لا أستطيع منع نفسي من الشك في عدله سبحانه، لأن صورة الإله في ذهني صورة مثالية وعندما أقف أمام أية وعيد وتهديد أشعر بأن الله لا يمكن أن يكون كذلك!
لا أستطيع التفكير في نفسي فقط، فالعدل أساس لا تستقيم من دونه حياتي، لدرجة أنني مستعدة للهلاك من أجله!
شكرا على تفاعلك أخي الكريم، أسألك الدعاء!
يقول الله تعالى:" وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً" (الاسراء)
اولا الكافر لا يعذبه الله عز و جل الا ان وصلته الحجة و اعرض عنها اما من لم تصله الحجة لاي سبب كان فلا يعذب بل يختبر في الاخرة
يقول الله تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)
و هذا وعد من الله عز و جل أن كل من جاهد في سبيل الله بحثا عن الحق فسييسره الله للاسلام و يهديه سبل الرشاد و هذا رد على قولك كيف يعذب الله النصارى او اليهود مثلا رغم انهم مقتنعين بدينهم فالله لا يعذبهم ان لم تصلهم الحجة و يختبرون في الاخرة و ان كانوا فعلا باحثين عن الحق و بلغتهم الحجة فهذا وعد من الله انهم سيسلمون فلا يبقى الا الكافرون كفر جحود او كفر جهل ممن لم تصلهم الحجة
ثم العدل هو وضع الشيئ في موضعه و الله خلق الدنيا لغاية الاختبار و من كمال علم الله انه يعلم ما في نفوس البشر فخلق الخلق كل في وضعه الذي هو فيه سواء الغني او الفقير او المعاق او حتى المعاق ذهنيا.... كل في الوضع الذي يظهر مكنونات نفسه بدقة ليكون الجزاء يوم الحساب عادلا و حتى ذكرت المعاق ذهنيا فالمعاق ذهنيا هو حجة على غيره بايمان او كفر و كثيرا ما يحتج الملاحدة بالشرور فالمعاق ذهنيا الذي هو بمقام اهل الفترة حجة على غيره اما بايمان او كفر و حتى الفقير فهو حجة على الملوك و مظاهر الحكمة متعددة
ثم الله عز و جل عندما قال في كتابه انه لا يغفر لكل من يشرك به و لو شيئا قليلا و يغفر كل ماهو دون ذلك فليس ظلما بعد ذلك ان يعذب كل من بلغته الحجة و كفر بل ان لم يعذبهم فتلك صفة نقص بحق الله عز و جل فقد سبق منه الوعد فيكون الله في هذه الحالة قد اخلف وعده و العياذ بالله اما اصحاب الذنوب فامرهم الى الله ان شاء عذبهم و ان شاء غفر لهم فلم يجزم بعذابهم و حتى الكافر لا يعذبه الله الا ان مات على الكفر فهنا تتجلى صفة الرحمة و صفة العدل بلا تناقض
اختي في الله ارى ان الاشكال عندك ليس في عدم توفر الحجة و لكن ارى انك تعانين من نوع من الوساوس و اقول لك افضل علاج لها هو الدعاء فان كان عندك اسئلة لم تجدي لها اجابة الى الان فيمكنك طرحها و لن يعدم الاخوة الاجابة و اما غير ذلك فاعلمي ان الشيطان قد اتجه الى الوسوسة فجاهديه بالدعاء و الصلاة
أخي الكريم،
ما أحاول قوله هو أن هناك من تصله الحجة ولا يقتنع بها ليس جحودا ولا تكبرا ولا أي شيئ من هذا القبيل. ثم أن هناك من لا يبحث عن الحق لأنه يظن أنه على الحق لذلك فحتى عندما تعرض عليه الأيات والحجج فهو لا يصدقها لأنه مقتنع أنه عل الحق وبأن دينه هو الدين الصحيح.
الإيمان ليس سهلا كما تظن أخي، علينا أن نكون صادقين في طرحنا وأن نحول فهم وضعية وظروف الطرف الأخر لا أن نحكم عليه من موقعنا. إذا كنت أنت محظوظا وولدت مسلما فهذا لا يعني أن الناس جميعا كذلك. فكر واسأل نفسك هل أنت على استعداد بأن تفكر في أن الدين الذي تتبعه ليس الدين الصحيح؟ طبعا لا لأنك على يقين بأنه كذلك. فكما أنت مقتنع كل الإقتناع الأحرين كذلك مقتنعين أشد الإقتناع. أنا أقول هذا لأنني ولطبيعة عملي كنت دائما على احتكاك بأصحاب الديانات الأخرى من النصارى واليهود وكنت دائما أحاورهم في أمور الدين. البعض منهم كان يعجب بتعاليم ديننا ويحترمه ولكنهم لا يفكرون بتغيير دينهم لأنهم كانوا متيقنين من صحة دينهم.
كما قلت التوصل إلى الدين الصحيح ليس أمرا سهلا على الإطلاق، وإذا وضعت نفسك في موضع المحايد ستجد كلامي صحيحا، ولكن مشكله الكثيرين هي أنهم يحكمون على الأخر من موضعهم.
بالإضافة فلا ننسى أن في كل دين نجد شبهات كثيرة بما فيها الإسلام، وهذه الشبهات قد تفتك في بعض الأحيان بالمسلم فما بالك بغير المسلم. هذه الشبهات كل يرد عليها من موقعه وكل يحاول الإجابة عليها من منطلق تفكيره وغايته، فمثلا نحن نجد تفسيرات كثيرة لمواضيع مختلفة في الدين وكل يفسر حسب مراده من إظهار ما يحاول إظهاره، كذلك المتلقي فهو يأخذ ما يراه مناسبا بحسب مراده وقد يكون ذلك عذرا له.
هناك من الناس من يكذب ولكن ليس لجهل ولا لتكبر ولا لجحود، يكذب فقط لأنه لم يصدق ولم يستقر في قلبه اعتقاد صادق بأن الإسلام هو دين الحق، وهو قد يكون محقا ربما لما سمعه عن ديننا من أشياء بغيضة أورتث عنده نفورا جعله يصد هذا الدين. ألا يكون ظلما حينئذ إذا ما كان مصيرهم جهنم؟
أخشى أن ما يجول بخاطري ليس مجرد وساوس وإنما هي أسئلة منطقية تبحث عن أجوبة منطقية ولكنها لا تجدها!
أرجوا من الإخوة أن يفهموا الكلام الذي قلته جيدا وأن يحاولوا تحكيم ضميرهم قبل الإجابة،
أولًا: أنصحك أن تدعي السرائر لعلَّام الغيوب، والأخلاق الطيبة ومنها التواضع أمور فطرية يقرَّها كل ذي عقلٍ واجتمعت عليها البشرية، فلا أسرة في مشارق الأرض أو مغاربها تدَّعي أنَّ الكذب خُلق أقوم وأفضل الصدق!! فلا يسعك الإحتجاج بها عندما نتحدث عن صواب الأديان فليس كل أسرة في مشارق الأرض ومغاربها تدين بدينٍ لتعرف الفضائل من الرذائل!! بل هو أمرٌ مجبولة عليه البشرية وسبحان الله الذي فطر الإنسان على استحسان الجميل واستنكار القبيح وإن خضع هذا لاحقًا لعوامل نفسية وإجتماعية ...إلخ. فالقصد أنه عند الإستدلال على صحة الأديان لا ننظر إلى أخلاق أصحابها بل ننظر إلى الأدلة والحجج الدامغة التي يُمكن لهذا الدين أن يُقدِّمها.أنا شخصيا أعرف الكثرين من أطيب خلق الله وأنظفهم سريرة وأكثرهم تواضعا ولكنهم ليسوا مسلمين مع أنهم تعرفوا على الإسلام ولكنهم متيقنين بدينهم ومخلصين له وهم بذلك يحسبون أنهم على الحق، مثلك تماما...ماذا لو كانت المسيحية هي الدين الحق مثلا ووجدت نفسك يوم القيامة من الخاسرين وأنت لم تفعل في حياتك إلا الخير وكنت مخلصا للدين الذي ارتأيت أنه دين الحق واطمأن قلبك له وبلغتك كل الحجج والبراهين ومع ذلك وجدت أنه ليس الدين الحق..هل سيكون من المنطق والعدل أن تعاقب بجهنم خالدا فيها؟؟
ثانيًا: عندك خطأ في قولك أن الإيمان ليس يسيرًا، بل العسير هو ترك الشهوات، وأنا أعرف كذلك نصرانيًا جادلته قليلًا واستفززته حتى أخرج مكنونه وقال لي أنه لا يسعه إلا أن يكون نصرانيًا " متحضرًا " : كي يُمارس ماشاء من الرذائل التي تمنعها عنه النصرانية الأصولية أو الدين الإسلامي. فانظري كيف تخلَّى حتى عن المسيحية وتشبَّث بالنصرانية العصرانية حتى لا يُجاهد شهواته ويلتزم بالممكن والممنوع التي تلزمه بها الأديان!!
ثالثًا: قولك المتناقض جدًا " وبلغتك كل الحجج والبراهين ومع ذلك وجدت أنه ليس الدين الحق " لا تكون الحجج والبراهين كذلك إلَّا وهي تُجلي الحقيقة كالشمس في كبد السماء الصافية. وكما ذكرت لك سابقًا، البعض لا يسهل عليه الإعتراف لأنه عبدٌ لشهوته وهواه، أو أنه حابى على الحق أمه وأباه، فيكتفي بمجرد الإنكار والإعراض وإلَّا فلا دليل على صحة دين إلاَّ الإسلام. لأننا دائمًا نقول لهم " قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين " ولا يأتوننا بشيء مبين، بل الإيمان في النصرانية إيمان عاطفي وهذا ما يقررونه بأنفسهم وإذا خالفوه أتوا بالنُكت!، وأذكر من الطرائف أنني قرأت يومًا في احدى المواقع النصرانية " برهانًا " على صحة الثالوث أو الأقانيم الثلاث، وهو " برهان " طريف حقيقةً حيث يقولون أن هذه الأقانيم ممكنة ومثالها إمكانية تغيذُر نطق حرف الألف!! فهو أَ إِ أُ ويبقى في النهاية حرفًا واحدًا!! وليت شعري لمَ اختاروا العربية بالذات!! مع أنها لا تمت بصلة للمسيحية!! المهم أنني قلتُ في نفسي إذن على ذات الطريقة الفذة والمنطق الفريد والبرهان اللامع!! نقول أَ إِ أُ إِّ أُّ وهي あいうえお في اليابانية ويصح الإيمان بعدها بالتنين أبو خمس رؤوس ومن لا يؤمن بهذا فهو كافر بإجماع السُذَّج!!!!
وهذه عمومًا خوارزمية منطقية : " برهان على صحة الإسلام من بين كل الأديان " وسأصنع مثلها باللغة الإنجليزية في أقرب فرصة إن شاء الله،
وإن كنت تجيدين الفرنسية فأقترح عليْكِ بأن نتعاون على صنع نسخة فرنسية منكِ الترجمة ومني المونتاج : )
قال الله سُبحانه وتعالى { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } الأنبياء:18
تغيُّب
التعديل الأخير تم 09-13-2014 الساعة 12:19 PM
قال الله سُبحانه وتعالى { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } الأنبياء:18
تغيُّب
سؤال للأخت اين قال الله عزوجل انه يعذب من لم يقتنع ؟
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
Bookmarks