صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 22 من 22

الموضوع: سؤال بخصوص رؤية الرسول عليه السلام

  1. #16

    افتراضي

    عندما أرى صديقي في المنام أراه بهيئته التي أعرفه عليها بحيث أرى مثلا عدة أصدقاء فأقول رأيت خالدا وزيدا إلخ ..ورأيت أمي وجدي إلخ كل بصورته المعروفة ولا يلزم أن أرى الشامة التي خلف أذنه اليسرى مثلا..والذي نقلتُه هو رأي المحققين من كبار أهلم العلم كما أسلفت ومثلت كابن سيرين والبخاري وغيرهما ..وهو المتفق مع معنى الحديث ..فقوله "من رآني " أي رآني ! فإذا كانت صورته مختلفة لم يكن في الواقع رآه
    رؤية الرسول على ماهو عليه يقع لكثير من الناس ولايكون يعرف صفة الرسول من قبل فحين يصفه تقع المطابقة فيكون هذا إشارة ربانية لهذا الرجل تزيده يقينا بصحة الإسلام ,وأما رؤية شخص يخيل لرائيه أنه الرسول فهذا ليس معناه أنه رآه إذ لا وجه لكونه رآه وهو لايشبهه!..وجزى الله الفاضلين ناصر التوحيد والمتروي على بيانهما
    التعديل الأخير تم 07-12-2011 الساعة 11:13 PM
    مقالاتي
    http://www.eltwhed.com/vb/forumdispl...E3%DE%CF%D3%ED
    أقسام الوساوس
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...5-%E3%E4%E5%C7
    مدونة الأستاذ المهندس الأخ (أبو حب الله )
    http://abohobelah.blogspot.com/

  2. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    903
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الاخ الكريم المقدسي
    قولك محل احترامي وهوقول معتبر . ولكن المسألة ليست محل اجماع وقد تناولها ابن حجر في فتح الباري بصورة موسعة ، وادرج اقوال العلماء فيها . وكثير منهم خالف ابن سيرين .
    اخي انت تقول كثير من الناس رآه على صورته . طيب من يضمن انها صورته ؟ الا يمكن ان تكون اوصاف لمن يشابهه ؟ وهل يمكن للشيطان ان يتمثل في صورة مشابهة له ويوهم الرائي انه هو صلى الله عليه وسلم ؟ اذا كان كذلك فهذا يعني ان تأكيد رؤيته يلزم ان تكون رأيته شخصيا لا مجرد اوصاف وهذا محال .
    ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً -- ويأتيك بالأخبار من لم تزودِ

  3. #18

    افتراضي

    الله المستعان..
    غفر الله لك تقول محل احترامي ثم تقول محال..معنى فإن الشيطان لايتمثل بي ..ينفي هذا الذي تفترضه ..أي لايتمثل بصورته ..هناك من يزعم انه رأى الرسول وهوصادق في دعواه ولكن المنام فيه مالايليق بالرسول..وحين تسأله عن وصفه يكون شيئا آخر..فهذا مثال لتمثل الشيطان..على كل حال..وفق الله الجميع ..والسلام عليكم
    التعديل الأخير تم 07-13-2011 الساعة 12:18 AM
    مقالاتي
    http://www.eltwhed.com/vb/forumdispl...E3%DE%CF%D3%ED
    أقسام الوساوس
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...5-%E3%E4%E5%C7
    مدونة الأستاذ المهندس الأخ (أبو حب الله )
    http://abohobelah.blogspot.com/

  4. #19
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shahid مشاهدة المشاركة
    اخي انت تقول كثير من الناس رآه على صورته . طيب من يضمن انها صورته ؟ الا يمكن ان تكون اوصاف لمن يشابهه ؟ وهل يمكن للشيطان ان يتمثل في صورة مشابهة له ويوهم الرائي انه هو صلى الله عليه وسلم ؟ اذا كان كذلك فهذا يعني ان تأكيد رؤيته يلزم ان تكون رأيته شخصيا لا مجرد اوصاف وهذا محال .
    كيف يعرف الرائي أن الذي رآه في المنام هو الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

    كثير من الناس يرون أشخاصا في المنام فيعتقدون في هذا الشخص الذي رأوه في المنام أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكونون قد رأوا هذا الإنسان ذو لحية بيضاء أو يرونه نحيف الجسد أو يرونه طويل أو ناتئ البطن هذه الصفات ليست صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الأصلية وإنما صفات الرسول الأصلية الصفات التي خلق عليها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي كما ورد في كتب الحديث.

    فهو صلى الله عليه وسلم :
    لم يكن قصيراً ولا طويلاً وإنما هو معتدل أقرب إلى الطول وكان سواء البطن والصدر أي لم يكن له بطن ناتئً عن صدره وكان وجهه أبيض مشرباً بالحمرة يعني وجهه أبيض جداً وأحمر الخدين وكان صلى الله عليه وسلم كما قال الأمام القاضي عياض: كأن الشمس والقمر في وجهه، فكان كثير الأنوار مشرقاً وكان إذا تكلم خرج النور من فمه الشريف وكان رقيق الحاجبين لم يكن في حاجبيه غلظة وكان أقرن الحاجبين أي كانا رقيقين كالهلالين وبقرب بعضهما البعض ولكن غير ملصوقين وكان مُفَلًّج الأسنان أي غير راكبين على بعض ولم يكن كبير الأنف إنما كان مستوياً ومرتفعاً وهذا يزيد الجمال وكان صلى الله عليه وسلم كثير الأهداب أي رموش العين وكانوا كثر وكبار وكان واسع العينين في عيونه خطوط حمر وهذا يزيده جمالاً صلى الله عليه وسلم وكان كث اللحية فلم تكن خفيفة ولم يكن يرى لون الجلد تحت اللحية ولم تكن كبيرة جداً وليست رفيعة مروّسة وكان شديد سواد الشعر وكان جلي الجبهة ولم يكن عليها شعر وإنما كانت واضحة جلية وكان كثير شعر الرأس وعظيماً وليس فيه صلع وكان شعره متموجاً حلقاً حلقاً وكان يطيله أحياناً إلى شحمة الأذن وأحياناً إلى العاتقين أي الكتفين وكان لا يوجد فيه من الشيب إلاَّ قريب العشرون شعرة فقط وكان إذا مشى يكون ثابتاً كأنه يقلع الصخر من الأرض أي يمشي ثابت البنية وكان إذا مشى لا يكثر التلفت إلى الخلف وإذا التفت التفت جميعه وكان عريض اليدين والرجلين أي لم يكن نحيف اليدين والرجلين مع كونهم كالحرير وكان عريض ما بين المنكبين وهذا يدل على الهيبة والقوة والثبات وكان صلى الله عليه وسلم طيب الرائحة من غير أن يتطيب وكان إذا عرق جبينه يكن العرق كحب اللؤلؤ وتخرج منه رائحة أطيب من المسك وأيضاً كان وكان إذا مشى في الطريق مع إنسان طويل هيبة الرسول صلى الله عليه وسلم غلبته.

    فهذه الصفات هي صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم،فمن رآه في المنام على هذه الصورة والصفة بهذه الأوصاف فقد ثبتت له الرؤية حيث إن رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم فيها بشارة كبيره وهي انه لا بد ان يؤمن حتى لو كان حين رؤية لرسول الله كافرا في المنام . فمن رآه في المنام فليحمد الله تعالى لأن في ذلك ضمان له انه يموت على الايمان..
    نسال الله تبارك وتعالى ان يرزقنا وإياكم رؤية حبيبه محمد عليه الصلاة والسلام على صورته الاصليه .

    كيفية التحقق من رؤية النبي في المنام .. محمد ناصر الدين الألباني ...
    محاضرة .. مادة صوتية او قراءة على الرابط:
    http://audio.islamweb.net/audio/inde...audioid=109423

    وفيه :
    رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام
    جزء من محاضرة : ( مقتطفات من السيرة [3] ) للشيخ : ( محمد ناصر الدين الألباني )
    السؤال: رؤية الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام هل تحدث حقيقة؟ وما الدليل على ذلك؟ الجواب: إن كان الرائي رأى الرسول عليه السلام حقيقة فهي رؤية حقيقة، أي: إن رأى الرسول عليه السلام بأوصافه الثابتة في كتب السنة فقد رآه حقاً؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (من رآني في المنام فقد رآني حقاً، فإن الشيطان لا يتمثل بي). أما إن رأى صورة وقيل له: إن هذا رسول الله، كأن رآه مثلاً شيخاً فانياً، لحيته بيضاء كالقطن، فهذه ليست صفة الرسول عليه السلام، ونحو ذلك من الصفات، فمن رأى الرسول بأوصافه المطابقة للشمائل النبوية؛ فقد رآه حقاً وإلا فلا.

    ( كيفية التحقق من رؤية النبي في المنام ) جزء من محاضرة : ( مقتطفات من السيرة [3] ) للشيخ : ( محمد ناصر الدين الألباني )
    كيفية التحقق من رؤية النبي في المنام

    السؤال: من رأى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المنام هل يكون رآه على حقيقته؟ وما يدريه أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريه أنه هو حيث لم يره في حياته؟
    الجواب: إنه بعد أن يثبت أنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام لا يكون هو في منامه متوهماً، وإنما هو على بصيرة بما يقول، فلا شك أنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام.
    وسؤال السائل: ما يدريه وهو ما رأى الرسول في حياته؟
    الجواب: إنه ليس كل من ادعى أنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام يقال: إنه رأى الرسول في المنام حقاً، وإنما إذا كانت الأوصاف التي رآها في المنام على الشخص الذي يدعي أنه رأى الرسول مطابقة لما ورد في كتب الحديث من شمائل الرسول؛ حينئذٍ نقول: رؤياه حق، أما إذا رأى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأوصاف وشمائل تخالف الشمائل النبوية، فحينئذ يكون لم يرَ الرسول عليه الصلاة والسلام، فأظن أن السائل مستشكل أنه يسمع كل من رأى الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام فقد رآه حقاً. لا، إنما فيها تفصيل، من رآه مطابقاً لأوصافه وشمائله فقد رآه، وإلا فلا، وعلى هذا التفصيل يجب أن نفهم قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (من رآني في المنام فقد رآني حقاً، فإن الشيطان لا يتمثل بي) بعد ذلك تسأل الرائي وتقول له: من فضلك، صف لنا الرسول عليه الصلاة والسلام؟ مثلاً كيف كانت لحيته؟ سيقول لك: بيضاء مثل القطن، فهذا ما رأى الرسول عليه السلام؛ لأن الرسول ما شاب. وجاء في صحيح البخاري وغيره: (أنه كان في لحيته عشر شعرات أو إحدى عشرة شعرة بيضاء فقط) فإذا قال الرائي: أنا رأيت لحيته بيضاء بالمرة، نعرف يقيناً أنه ما رأى الرسول عليه الصلاة والسلام؛ وإلا فما فائدة قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث: (فإن الشيطان لا يتمثل بي) هل هذا الشيطان الذي أوهم الرائي في المنام أنه الرسول وأنه شايب؟ والرسول غير شايب، إذاً: ما تشبه بالرسول عليه السلام. كذلك نسأله مثلاً: كيف رأيته، قاعداً أم ماشياً أم جالساً؟ فيجيب: رأيته ماشياً. ونسأله: كيف مشيته؟ يقول: مشي رافعاً عنقه. فهذا ليس هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، لماذا؟ لأن من شمائله وأوصافه أنه كان إذا مشى فكأنما ينصب من صبب عليه الصلاة والسلام، كان قوياً، وكان يسبق أقوى الرجال ...إلخ، فإذا كان الرائي يصف أوصاف الرسول عليه السلام التي رآها في شخصه في المنام، فطابقت أوصاف الرسول عليه الصلاة والسلام التي رواها أصحابه الكرام، فتكون الرؤيا حق، وإلا فلا.
    ونستحضر بعض حالات للرائي: كل من ادعى بأنه رأى الرسول عليه الصلاة والسلام؛ فإما أن يستطيع أن يصفه وأن يكون في ذهنه أوصاف الرسول عليه الصلاة والسلام، أو في ذهنه أنه هو فعلاً رأى الرسول عليه الصلاة والسلام، ويستطيع أن يصف أوصافه، أو ليس في ذهنه، كثير من الناس -وأنا منهم- يرى رؤيا، أي رؤيا، وفي الصباح تتبخر من ذهنه وكأنه ما رأى شيئاً، فأنا رأيت، لكن كيف؟ لا أدري، القضية ضائعة عليّ تماماً. فإذاً: الرائي للرسول عليه السلام هو بين حالة من حالتين:
    الحالة الأولى: وفيها حالتان: إما أن يستطيع أن يصف، أو لا يستطيع أن يصف، إما بنسيان، أو ما رأى في الحقيقة الصورة واضحة، مثلاً: قيل له في المنام: هذا الشخص الماشي أمامك هو الرسول عليه السلام، أو الواقف أمامك، ولم يرَ وجهه -مثلاً- فإذا كان لا يستطيع أن يصف فلا نقدر أن نقول له: أصبت أو أخطأت، الله أعلم، هذه الحالة الأولى.
    الحالة الثانية: يستطيع أن يصف؛ لأنه رآه فعلاً كما تقدم في التفصيل السابق، فإذا وصفه أوصافاً مطابقة لأوصافه عليه السلام، وما هو معروف في كتب الحديث والسنة؛ فهي رؤيا حق (.. فإنه رآني حقاً، فإن الشيطان لا يتمثل بي) وإذا جاءت الأوصاف مخالفة فهي -كما علمتم- ليست الرؤيا التي عناها الرسول عليه السلام.
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  5. #20
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    5,513
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    موقع الإسلام سؤال وجواب
    رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام

    http://islamqa.com/ar/ref/23367
    للحق وجه واحد
    ومذهبنا صواب لا يحتمل الخطأ ومذهب مخالفنا خطأ لا يحتمل الصواب
    "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ"

  6. #21
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    المشاركات
    903
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الاخ ابوالقاسم : لم اقصد بـ(هذا محال ) كلامك انت وانما عنيت افتراضا افترضته انا وارجع الى كلامي مرة اخرى وقف عنده حتى يتبين لك مقصدي .
    الاخ ناصر التوحيد :
    الحمد لله الذي اعادك للمنتدى واساله ان يتم نعمته عليك .
    طبعا لا اريد ان اطيل الجدال ، ولكن دعني انقل لك ما قاله بن حجر كاملا عن هذا الموضوع
    .

    باب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام
    "حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله ، عن يونس عن الزهري حدثني أبو سلمة أن أبا هريرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي " . قال أبو عبد الله قال ابن سيرين : إذا رآه في صورته .
    "حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد العزيز بن مختار حدثنا ثابت البناني عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة ".
    "حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عبيد الله بن أبي جعفر أخبرني أبي سلمة عن أبي قتادة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فمن رأى شيئاً يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثاً وليتعوذ من الشيطان فإنها لا تضره وإن الشيطان لا يتراءى به " .
    "حدثنا خالد بن خلي حدثنا محمد حرب الزبيدي عن الزهري قال أبو سلمة: قال أبو قتادة رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من رآني فقد رأى الحق " تابعه يونس وابن أخي الزهري .
    "حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث حدثني ابن الهاد عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من رآني فقد رأى الحق، فإن الشيطان لا يتكونني ".
    قوله: ( باب من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ) ذكر فيه خمسة أحاديث: الحديث الأول: حديث أبي هريرة .
    قوله: " عبد الله " هو ابن المبارك ويونس هو ابن زيد.
    قوله: " أن أبا هريرة قال " في رواية الإسماعيلي من طريق الزبيدي عن الزهري أخبرني أبو سلمة سمعت أبا هريرة .
    قوله: " من رآني في المنام فسيراني في اليقظة " زاد مسلم من هذا الوجه أو " فكأنما رآني في اليقظة " هكذا بالشك ووقع عند الإسماعيلي في الطريق المذكورة "فقد رآني في اليقظة" بدل قوله : " فسيراني " ومثله في حديث ابن مسعود عند ابن ماجه، وصححه الترمذي وأبو عوانة ووقع عند ابن ماجه في حديث أبي جحيفة " فكأنما رآني في اليقظة" فهذه ثلاثة ألفاظ: فسراني في اليقظة، فكأنما رآني في اليقظة، فقد رآني في اليقظة، وجل أحاديث الباب كالثالثة إلا قوله : "في اليقظة"
    قوله: ( قال أبو عبد الله قال ابن سيرين إذا رآه في صورته ) سقط هذا التعليق للنسفي ولأبي ذر وثبت عند غيرهما، وقد رويناه موصولاً من طريق إسماعيل بن إسحق القاضي عن سليمان بن حرب وهو من شيوخ البخاري عن حماد بن زيد عن أيوب قال: (كان محمد- يعني ابن سيرين- إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال: صف لي الذي رأيته، فإن وصف له صفة لا يعرفها قال: لم تره ) وسنده صحيح. ووجدت له ما يؤيده: فأخرج الحاكم من طريق عاصم بن كليب " حدثني أبي قال: قلت لابن عباس رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قال: صفه لي، قال: ذكرت الحسن بن علي فشبهته به، قال : قد رأيته " وسنده جيد، ويعارضه ما أخرجه ابن أبي عاصم من وجه آخر "عن أبي هريرة قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فقد رآني، فإني أرى في كل صورة " وفي سنده صالح مولى التوأمة وهو ضعيف لاختلاطه، وهو من رواية من سمع منه بعد الاختلاط، ويمكن الجمع بينهما بما قال القاضي أبو بكر العربي: رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بصفته المعلومة إدراك على الحقيقة، ورؤيته على غير صفته إدراك للمثال، فإن الصواب أن الأنبياء لا تغيرهم الأرض، ويكون إدراك الذات الكريمة حقيقة وإدراك الصفات إدراك المثل، قال وشذ بعض القدرية فقال: الرؤيا لا حقيقة لها أصلاً وشذ بعض الصالحين فزعم أنها تقع بعيني الرأس حقيقة، وقال بعض المتكلمين: هي مدركة بعينين في القلب قال وقوله: " فسيراني " معناه فسيرى تفسير ما رأى لأنه حق وغيب ألقي فيه، وقيل: معناه فسيراني في القيامة، ولا فائدة في هذا التخصيص، وأما قوله : " فكأنما رآني " فهو تشبيه ومعناه أنه لو رآه في اليقظة لطابق ما رآه في المنام فيكون الأول حقاً وحقيقة والثاني حقاً وتمثيلاً قال: وهذا كله إذا رآه على صورته المعروفة، فإن رآه على خلاف صفته فهي أمثال، فإن رآه مقبلاً عليه مثلاً فهو خير للرائي وفيه على العكس فبالعكس .
    وقال النووي قال عياض: يحتمل أن يكون المراد بقوله فقد رآني أو فقد رأى الحق أن من رآه على صورته في حياته كانت رؤياه حقاً، ومن رآه على غير صورته كانت رؤيا تأويل، وتعقبه فقال: هذا ضعيف بل الصحيح أنه يراه حقيقة سواء كانت على صفته المعروفة أو غيرها انتهى، ولم يظهر لي من كلام القاضي ما ينافي ذلك، بل ظاهر قوله أنه يراه حقيقة في الحالين، لكن في الأولى تكون الرؤيا مما لا يحتاج إلى تعبير والثانية مما يحتاج إلى التعبير، قال القرطبي: اختلف في معنى الحديث فقال قوم هو على ظاهره فمن رآه في النوم رأى حقيقته كمن رآه في اليقظة سواء، قال وهذا قول يدرك فساده بأوائل العقول، ويلزم عليه أن لا يراه أحد إلا على صورته التي مات عليها وأن لا يراه رائيان في آن واحد في مكانين وأن يحيا الآن ويخرج من قبره ويمشي في الأسواق ويخاطب الناس ويخاطبوه، ويلزم من ذلك أن يخلو قبره من جسده فلا يبقى من قبره فيه شيء فيزاد مجرد القبر ويسلم على غائب لأنه جائز أن يرى في الليل والنهار مع اتصال الأوقات على حقيقته في غير قبره. وهذه جهالات لا يلتزم بها من له أدنى مسكة من عقل .
    وقالت طائفة: معناه أن من رآه على صورته التي كان عليها، ويلزم منه أن من رآه على غير صفته أن تكون رؤياه من الأضغاث، ومن المعلوم أنه يرى في النوم على حالة تخالف حالته في الدنيا من الأحوال اللائقة به وتقع تلك الرؤيا حقاً كما لو رؤي ملأ داراً بجسمه مثلاً فإنه يدل على امتلاء تلك الدار بالخير، ولو تمكن الشيطان من التمثيل بشيء مما كان عليه أو ينسب إليه لعارض عموم قوله: " فإن الشيطان لا يتمثل بي " فالأولى أن تنزه رؤياه وكذا رؤيا شيء منه أو مما ينسب إليه عن ذلك، فهو أبلغ في الحرمة وأليق بالعصمة كما عصم من الشيطان في يقظته، قال: والصحيح في تأويل هذا الحديث أن مقصوده أن رؤيته في كل حالة ليست باطلة ولا أضغاثاً بل هي حق في نفسها ولو رؤي على غير صورته فتصور تلك الصورة ليس من الشيطان بل هو من قبل الله وقال وهذا قول القاضي أبي بكر بن الطيب وغيره. ويؤيده قوله: " فقد رأى الحق " أي رأى الحق الذي قصد إعلام الرائي به فإن كانت على ظاهرها وإلا سعى في تأويلها ولا يهمل أمرها لأنها إما بشرى بخير أو انذار من شر ما ليخيف الرائي وإما لنزجر عنه وإما لينبه على حكم يقع له في دينه أو دنياه.
    وقال ابن بطال قوله:" فسيراني في اليقظة " يريد تصديق تلك الرؤيا في اليقظة وصحتها وخروجها على الحق، وليس المراد أنه يراه في الآخرة لأنه سيراه يوم القيامة في اليقظة فتراه جميع أمته من رآه في النوم ومن لم يره منهم، وقال ابن التين: المراد من آمن به في حياته ولم يره لكونه حينئذ غائباً عنه فيكون بهذا مبشراً لكل من آمن به ولم يره أنه لا بد أن يراه في اليقظة قبل موته قاله القزاز، وقال المازري: إن كان المحفوظ " فكأنما رآني في اليقظة" فمعناه ظاهر وإن كان المحفوظ "فسيراني في اليقظة " احتمل أن يكون أراد أهل عصره ممن يهاجر إليه فإنه إذا رآه في المنام جعل ذلك علامة على أنه يراه بعد ذلك في اليقظة وأوحى الله بذلك إليه صلى الله عليه وسلم وقال القاضي: وقيل : معناه سيرى تأويل تلك الرؤيا في اليقظة وصحتها، وقيل: معنى الرؤيا في اليقظة أنه سيراه في الآخرة وتعقب بأنه في الآخرة يراه جميع أمته من رآه في المنام ومن لم يره يعني فلا يبقى لخصوص رؤيته في المنام مزية، وأجاب القاضي عياض باحتمال أن تكون رؤياه له في النوم على الصفة التي عرف بها ووصف عليها موجبة لتكرمته في الآخرة وأن يراه رؤية خاصة من القرب منه والشفاعة له بعلو الدرجة ونحو ذلك من الخصوصيات، قال : ولا يبعد أن يعاقب الله بعض المذنبين في القيامة بمنع رؤية نبيه صلى الله عليه وسلم مدة .
    وحمله ابن أبي جمرة على محمل آخر فذكر عن ابن عباس أو غيره أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فبقي بعد أن استيقظ متفكراً في هذا الحديث فدخل على بعض أمهات المؤمنين ولعلها خالته ميمونة فأخرجت له المرآة التي كانت للنبي صلى الله عليه وسلم فنظر فيها فرأى صورة النبي صلى الله عليه وسلم ولم ير صورة نفسه، ونقل عن جماعة من الصالحين أنهم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ثم رأوه بعد ذلك في اليقظة وسألوه عن أشياء كانوا منها متخوفين فأرشدهم إلى طريق تفريجها فجاء الأمر كذلك. قلت: وهذا مشكل جداً ولو حمل على ظاهره لكان هؤلاء صحابة ولأمكن بقاء الصحبة إلى يوم القيامة، ويعكر عليه أن جمعاً جماً رأوه في المنام ثم لم يذكر واحد منهم أنه رآه في اليقظة وخبر الصادق لا يتخلف، وقد اشتد إنكار القرطبي على من قال من رآه في المنام فقد رأى حقيقته ثم يراها كذلك في اليقظة كما تقدم قريباً، وقد تفطن ابن أبي جمرة لهذا فأحال بما قال على كرامات الأولياء فإن يكن كذلك تعين العدول عن العموم في كل راء، ثم ذكر أنه عام في أهل التوفيق وأما غيرهم فعلى الاحتمال، فإن خرق العادة قد يقع للزنديق بطريق الإملاء والإغواء كما يقع للصديق بطريق الكرامة والإكرام، وإنما تحصل التفرقة بينهما باتباع الكتاب والسنة انتهى .
    والحاصل من الأجوبة ستة: أحدها: أنه على التشبيه والتمثيل، ودل عليه قوله في رواية الأخرى " فكأنما رآني في اليقظة " ثانيها: أن معناها سيرى في اليقظة تأويلها بطريق الحقيقة أو التعبير، ثالثها: أنه خاص بأهل عصره ممن آمن به قبل أن يراه، رابعها: أنه يراه في المرآة التي كانت له إن أمكنه ذلك، وهذا من أبعد المحامل، خامسها: أنه يراه يوم القيامة بمزيد خصوصية لا مطلق من يراه حينئذ ممن لم يره في المنام، سادسها: أنه يراه في الدنيا حقيقية ويخاطبه، وفيه ما تقدم من الأشكال. وقال القرطبي: قد تقرر أن الذي يرى في المنام أمثلة للمرئيات لا أنفسها، غير أن تلك الأمثلة تارة تقع مطابقة وتارة يقع معناها، فمن الأول رؤياه صلى الله عليه وسلم عائشة وفيه : " فإذا هي أنت " فأخبر أنه رأى في اليقظة ما رآه في نومه بعينه ومن الثاني رؤيا البقر التي تنحر والمقصود بالثاني التنبيه على معاني تلك الأمور ومن فوائد رؤيته صلى الله عليه وسلم تسكين شوق الرائي لكونه صادقاً في محبته ليعمل على مشاهدته، وإلى ذلك الإشارة بقوله: " فسيراني في اليقظة" أي من رآني رؤية معظم لحرمتي ومشتاق إلى مشاهدتي وصل إلى رؤية محبوبه وظفر بكل مطلوبه، قال: ويجوز أن يكون مقصود تلك الرؤيا معنى صورته وهو دينه وشريعته، فيعبر بحسب ما يراه الرائي من زيادة ونقصان أو إساءة وإحسان قلت: وهذا جواب سابع والذي قبله لم يظهر فإن ظهر فهو ثامن .
    قوله: " ولا يتمثل الشيطان بي " في رواية أنس في الحديث الذي بعده " فإن الشيطان لا يتمثل بي" ومضى في كتاب العلم في حديث أبي هريرة مثله لكن قال: " لا يتمثل في صورتي " وفي حديث جابر عند مسلم وابن ماجه "إنه لا ينبغي للشيطان أن يتمثل بي " وفي حديث ابن مسعود عند الترمذي وابن ماجه "إن الشيطان لا يستطيع أن يتمثل بي " وفي حديث أبي قتادة الذي يليه " وإن الشيطان لا يتراءى" بالراء بوزن يتعاطى، ومعناه لا يستطيع أن يصير مرئياً بصورتي، وفي رواية غير أبي ذر يتزايا بزاي وبعد الألف تحتانية، وفي حديث أبي سعيد في آخر الباب "فإن الشيطان لا يتكونني" أما قوله " لا يتمثل بي " فمعناه لا يتشبه بي، وأما قوله: " في صورتي " فمعناه لا يصير كائناً في مثل صورتي، وأما قوله: "لا يتراءى بي " فرجح بعض الشراح رواية الزاي عليها أي لا يظهر في زيي، وليست الرواية الأخرى ببعيدة من هذا المعنى، وأما قوله: " لا يتكونني " أي لا يتكون كوني فحذف المضاف ووصل المضاف إليه بالفعل، والمعنى لا يتكون في صورتي، فالجميع راجع إلى معنى واحد، وقوله: " لا يستطيع " يشير إلى الله تعالى وإن أمكنه من التصور في أي الصورة أراد فإنه لم يمكنه من التصور في صورة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ذهب إلى هذا جماعة فقالوا في الحديث: إن محل ذلك إذا رآه الرائي على صورته التي كان عليها، ومنهم من ضيق الغرض في ذلك حتى قال: لا بد أن يراه على صورته التي قبض عليها حتى يعتبر عدد الشعرات البيض التي لا تبلغ عشرين شعرة، والصواب التعميم حالاته بشرط أن تكون صورته الحقيقية في وقت ما سواء كان في شبابه أو رجوليته أو كهوليته أو آخر عمره، وقد يكون لما خالف ذلك تعبير يتعلق بالرائي.
    قال المازري: اختلف المحققون في تأويل هذا الحديث فذهب القاضي أبو بكر بن الطيب إلى أن المراد بقوله: " من رآني في المنام فقد رآني " أن رؤياه صحيحه لا تكون أضغاثاً ولا من تشبيهات الشيطان، قال: ويعضده قوله في بعض طرقه " فقد رأى الحق " قال وفي قوله: " فإن الشيطان لا يتمثل بي" إشارة إلى أن رؤياه لا تكون أضغاثاً، ثم قال المازري: وقال آخرون بل الحديث محمول على ظاهره والمراد أن من رآه فقد أدركه ولا مانع يمنع من ذلك ولا عقل يحيله حتى يحتاج إلى صرف الكلام عن ظاهره وأما كونه قد يرى على غير صفته أو يرى في مكانين مختلفتين معاً فإن ذلك غلط في صفته وتخيل لها على غير ما هي عليه، وقد يظن بعض الخيالات مرئيات لكون ما يتخيل مرتبطاً بما يرى في العادة فتكون ذاته صلى الله عليه وسلم مرئية وصفاته متخيلة غير مرئيه، والإدراك لا يشترط فيه تحديق البصر ولا قرب المسافة ولا كون المرئي ظاهراً على الأرض أو مدفوناً، وإنما يشترط كونه موجوداً، ولم يقم دليل على فناء جسمه صلى الله عليه وسلم، بل جاء في الخبر الصحيح ما يدل على بقائه وتكون ثمرة اختلاف الصفات اختلاف الدلالات كما قال بعض علماء التعبير إن من رآه شيخاً فهو عام سلم أو شاباً فهو عام حرب، ويؤخذ من ذلك ما يتعلق بأقواله كما لو رآه أحد يأمره بقتل من لا يحل قتله فإن ذلك يحمل على الصفة المتخيلة لا المرئية، وقال القاضي عياض: يحتمل أن يكون معنى الحديث إذا رآه على الصفة التي كان عليها في حياته لا على صفة مضادة لحاله، فإن رؤي على غيرها كانت رؤيا تأويل لا رؤيا حقيقة، فإن من رؤيا ما يخرج على وجه منها ما يحتاج إلى تأويل .
    وقال النووي: هذا الذي قاله القاضي ضعيف، بل الصحيح أنه يراه حقيقة سواء كانت على صفته المعروفة أو غيرها كما ذكره المازري، وهذا الذي رده الشيخ يقدم عن محمد بن سيرين إمام المعبرين اعتباره، والذي قاله القاضي توسط حسن، ويمكن الجمع بينه وبين ما قاله المازري بأن تكون رؤياه على الحالين حقيقة لكن إذا كان على صورته كأن يرى في المنام على ظاهره لا يحتاج إلى تعبير وإذا كان على غير صورته كان النقص من جهة الرائي لتخيله الصفة على غير ما هي ويحتاج ما يراه في ذلك المنام إلى التعبير، وعلى ذلك جرى علماء التعبير فقالوا: إذا قال الجاهل رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يسأل عن صفته فإن وافق الصفة المروية وإلا فلا يقبل منه، وأشاروا إلى ما إذا رآه على هيئة تخالف هيئته مع أن الصورة كما هي، فقال أبو سعد أحمد بن محمد بن نصر: من رأى نبياً على حاله وهيئته فذلك دليل على صلاح الرائي وكما جاهه وظفره بمن عاداه، ومن رآه متغير الحال عابساً مثلاً فذاك دال على سوء حال الرائي.
    ونحا الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة إلى ما اختاره النووي فقال بعد أن حكى الخلاف: ومنهم من قال أن الشيطان لا يتصور على صورته أصلاً فمن رآه في صورة حسنة فذاك حسن في دين الرائي وإن كان في جارحة من جوارحه شين أو نقص فذاك خلل في الرائي من جهة الدين، قال: وهذا هو الحق، وقد جرب ذلك فوجد على هذا الأسلوب، وبه تحصل الفائدة الكبرى في رؤياه حتى يتبين للرائي هل عنده خلل أو لا، لأنه صلى الله عليه وسلم نوراني مثل المرآة الصقلية ما كان في الناظر إليها من حسن أو غيره تصور فيها وهي في ذاتها على أحسن حال لا نقص فهيا ولا شي، وكذلك يقال في كلامه صلى الله عليه وسلم النوم أنه يعرض على سنته فما وافقها فهو حق وما خالفها فالخلل في سمع الرائي، فرؤيا الذات الكريمة حق والخلل إنما هو في سمع الرائي أو بصره، قال: وهذا خير ما سمعته في ذلك، ثم حكى القاضي عياض عن بعضهم قال: خص الله نبيه بعموم رؤياه كلها ومنع الشيطان أن يتصور في صورته لئلا يتذرع بالكذب على لسانه في النوم، ولما خرق الله العادة للأنبياء للدلالة على صحة حالهم في اليقظة واستحال تصور الشيطان على صورته في اليقظة ولا على صفة مضادة لحاله، إذ لو كان ذلك لدخل اللبس بين الحق والباطل ولم يوثق بما جاء من جهة النبوة، حمى الله حماها لذلك من الشيطان وتصوره وإلقائه وكيده، وكذلك حمى رؤياهم أنفسهم ورؤيا أنفسهم ورؤيا غير النبي للنبي عن تمثيل جواز رؤية الله تعالى في المنام وساق الكلام على ذلك قلت: ويظهر لي في التوفيق بين جميع ما ذكروه أن من رآه على صفة أو أكثر مما يختص به فقد رآه ولو كانت سائر الصفات مخالفة، وعلى ذلك فتتفاوت رؤيا من رآه فمن رآه على هيئته الكاملة فرؤياه الحق الذي لا يحتاج إلى تعبير وعليها يتنزل قوله" فقد رأى الحق" ومهما نقص من صفاته فيدخل التأويل بحسب ذلك، ويصح إطلاق أن كل من رآه في أي حالة كانت من ذلك فقد رآه حقيقة.
    تنبيه : جوز أهل التعبير رؤية الباري عز وجل في المنام مطلقاً ولم يجروا فيها الخلاف في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم، وأجاب بعضهم عن ذلك بأمور قابلة للتأويل في جميع وجوهها فتارة يعبر بالسلطان وتارة بالوالد وتارة بالسيد وتارة بالرئيس في أي دفن كان، فلما كان الوقوف على حقيقة ذاته ممتنعاً وجميع من يعبر به يجوز عليهم الصدق والكذب كانت رؤياه تحتاج إلى تعبيره دائماً، بخلاف النبي صلى الله عليه وسلم فإذا رؤي على صفته المتفق عليه وهو لا يجوز عليه الكذب كانت في هذه الحالة حقاً محضاً لا يحتاج إلى تعبير، وقال الغزالي: ليس معنى قوله: "رآني" أنه رأى جسمي وبدني وإنما المراد أنه رأى مثالاً صار ذلك المثال آلة يتأدى بها المعنى الذي في نفسي إليه، وكذلك قوله " فسيراني في اليقظة " ليس المراد أنه يرى جسمي وبدني، قال: والآلة تارة تكون حقيقة وتارة تكون خيالية، والنفس غير المثال التخيل، فما رآه من الشكل ليس هو روح المصطفى ولا شخصه بل هو مثال له على التحقيق، قال ومثل ذلك من يرى الله سبحانه وتعالى في المنام فإن ذاته منزهة عن الشك والصورة ولكن تنتهي تعريفاته إلى العبد بواسطة مثال محسوس من نور أو غيره، ويكون ذلك المثال حقاً في كونه واسطة في التعريف فيقول الرائي رأيت الله تعالى في المنام لا يعني أني رأيت ذات الله تعالى كما يقول في حق غيره. وقال أبو القاسم القشيري ما حاصله: إن رؤياه على غير صفته لا تستلزم إلا أن يكون هو، فإنه لو رأى الله على وصف يتعالى عنه وهو يعتقد أنه منزه عن ذلك لا يقدح في رؤيته بل يكون لتلك الرؤيا ضرب من التأويل كما قال الواسطي: من رأى ربه على صورة شيخ كان إشارة إلى وقار الرائي وغير ذلك.
    وقال الطيبي: المعنى من رآني في المنام بأي صفة كانت فليستبشر ويعلم أنه قد رأى الرؤيا الحق التي هي من الله وهي مبشرة، لا الباطل الذي هو الحلم المنسوب للشيطان فإن الشيطان لا يتمثل بي، وكذا قوله" فقد رأى الحق" أي رؤية الحق لا الباطل، وكذا قوله:" فقد رآني" فإن الشرط والجزاء إذا اتحد دل على الغاية في الكمال، أي فقد رآني رؤيا ليس بعدها شيء. وذكر الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة ما ملخصة: أن يؤخذ من قوله" فإن الشيطان لا يتمثل بي" أن من تمثلت صورته صلى الله عليه وسلم في خاطره من أرباب القلوب وتصورت له في عالم سره أنه يكلمه أن ذلك أصدق من مرأى غيرهم لما من الله به عليهم من تنوير قلوبهم انتهى.
    وهذا المقام الذي أشار هو الإلهام، وهو من جملة أصناف الوحي إلى الأنبياء، ولكن لم أر في شيء من الأحاديث وصفه بما وصفت به الرؤيا أنه جزء من النبوة، وقد قيل في الفرق بينهما إن المنام يرجع إلى قواعد مقررة وله تأويلات مختلفة ويقع لكل أحد، بخلاف الإلهام فإنه لا يقع إلى للخواص ولا يرجع إلى قاعدة يميز بها بينه وبين لمة الشيطان، وتعقب بأن أهل المعرفة بذلك ذكروا أن الخاطر الذي يكون من الحق يستقر ولا يضطرب والذي يكون من الشيطان يضطرب ولا يستقر، فهذا إن ثبت كان فارقاً واضحاً، ومع ذلك فقد صرح الأئمة بأن الأحكام الشرعية لا تثبت بذلك، قال أبو المظفر بن السمعاني في القواطع بعد أن حكى عن أبي زيد الدبوسي من أئمة الحنفية إن الإلهام ما حرك القلب لعلم يدعو إلى العمل به من غير استدلال: والذي عليه الجمهور أنه لا يجوز العمل به إلا عند فقد الحجج كلها في باب المباح، وعن بعض المبتدعة أنه حجه واحتج بقوله تعالى: " فألهمها فجورها وتقواها " وبقوله: " وأوحى ربك إلى النحل " أي ألهمها حتى عرفت مصالحها،فيؤخذ منه مثل ذلك للآدمي بطريق الأولى، وذكر فيه ظواهر أخرى ومنه الحديث "قوله صلى الله عليه وسلم اتقوا فراسة المؤمن" وقوله لوابصة: "ما حاك في صدرك فدعه وإن أفتوك " فجعل شهادة قلبه حجة مقدمة على الفتوى، وقوله: " قد كان في الأمم محدثون " فثبت بهذا أن الإلهام حق وأنه وحي باطن، وإنما حرمه العاصي لاستيلاء وحي الشيطان عليه، قال وحجة أهل السنة الآيات الدالة على اعتبار الحجة والحث على التفكير في الآيات والاعتبار والنظر في الأدلة وذم الأماني والهواجس والظنون وهي كثيرة مشهورة، وبأن الخاطرة قد يكون من الله وقد يكون عن الشيطان وقد يكون عن الشيطان وقد يكون من النفس، وكل شيء احتمل أن لا يكون حقاً لم يوصف بأنه حق، قال : والجواب عن قوله:" فألهمها فجورها وتقواها" أن معناه عرفها طريق العلم والحجج، وأما الوحي إلى النحل فنظيره في الآدمي فيما يتعلق بالصنائع وما فيه صلاح المعاش، وأما الفراسة فنسلمها لكن لا نجعل شهادة القلب حجة لأنا لا نتحقق كونها من الله أو من غيره انتهى ملخصاً.
    قال ابن السمعاني: وإنكار الإلهام مردود، ويجوز أن يفعل الله بعبده ما يكرهه به، ولكن التمييز بين الحق والباطل في ذلك أن كل ما استقام على الشريعة المحمدية ولم يكن في الكتاب والسنة ما يرده فهو مقبول، وإلا فمردود يقع في حديث النفس ووسوسة الشيطان، ثم قال: ونحن لا ننكر أن الله يكرم عبده بزيادة نور منه يزداد به نظره ويقوى به رأيه، وإنما ننكر أن يرجع إلى قلبه بقول لا يعرف أصله، ولا نزعم أنه حجه شرعية وإنما هو نور يختص الله به من يشاء من عبادة فإن وافق الشرع كان الشرع هو الحجة انتهى. ويؤخذ من هذا ما تقدم التنبيه عليه أن النائم لو رأى النبي صلى الله عليه وسلم يأمره بشيء هل يجب عليه امتثاله ولا بد، أو لا بد أن يعرضه على الشرع الظاهر. فالثاني هو المعتمد كما تقدم .
    تنبيه : وقع في المعجم الأوسط للطبراني من حديث أبي سعيد مثل أول حديث في الباب بلفظ لكن زاد فيه " ولا بالكعبة " وقال: لا تحفظ هذه اللفظة إلى في هذا الحديث. الحديث الثاني: حديث أنس:
    قوله: " من رآني في المنام فقد رآني " هذا اللفظ وقع مثله في حديث أبي هريرة كما مضى في كتاب العلم وفي كتاب الأدب، قال الطيبي: اتحد في هذا الخبر الشرط والجزاء فدل على التناهي في المبالغة، أي من رآني فقد رأى حقيقتي على كمالها بغير شبهة ولا ارتياب فيما رأى بل هو رؤيا كاملة، ويؤيده قوله في حديثي أبي قتادة وأبي سعيد "فقد رأى الحق" أي رؤية الحق لا الباطل وه ويرد ما تقدم من كلام من تكلف في تأويل قوله: "من رآني في المنام فسيراني في اليقظة " والذي يظهر لي أن المراد من رآني في المنام على أي صفة كانت فليستبشر ويعلم أنه قد رأى الرؤيا الحق التي هي من الله لا الباطل الذي هو الحلم فإن الشيطان لا يتمثل بي.
    قوله: " فإن الشيطان لا يتمثل بي " قد تقدم بيانه، وفيه : " ورؤيا المؤمن جزء" الحديث، وقد سبق قبل خمسة أبواب، الحديث الثالث: حديث أبي قتادة " الرؤيا الصالحة من الله " وسيأتي شيء من شرحه في باب الحلم من الشيطان وفيه "فإن الشيطان لا يتراءى بي " وقد ذكرت ما فيه. الحديث الرابع: حديث أبي قتادة " من رآني فقد رأى الحق " أي المنام الحق أي الصدق، ومثله في الحديث الخامس: قال الطيبي: الحق هنا مصدر مؤكد أي فقد رأى رؤية الحق، وقوله: " فإن الشيطان لا يتمثل بي" لتتميم المعنى والتعليل للحكم .
    قوله: ( تابعه يونس) يعني ابن يزيد ( وابن أخي الزهري ) هو محمد بن عبد الله بن مسلم، يريد أنهما رؤاه عن الزهري كما رواه الزبيدي وقد ذكرت في الحديث الأول أن مسلماً وصلهما من طريقهما وساقه على لفظ يونس وأحال برواية ابن أخي الزهري عليه، وأخرجه أبو يعلى في مسنده عن أبي خيثمة شيخ مسلم فيه ولفظه " من رآني في المنام فقد رأى الحق" وقال الإسماعيلي : وتابعهما شعيب بن أبي حمزة عن الزهري، قلت: وصله الذهلي في الزهريات الحديث الخامس: حديث أبي سعيد " من رآني فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتكونني " وقد تقدم ما فيه، وابن الهاد في السند هو يزيد بن عبد الله بن أسامة، قال الإسماعيلي: ورواه يحيى بن أيوب عن ابن الهاد قال: ولم أره يعني البخاري ذكر عنه أي عن يحيى بن أيوب حديثاً برأسه إلا استدلالاً - أي متابعة- إلا في حديث واحد ذكره في النذور من طريق ابن جريج عن يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عتبة بن عامر في قصة أخته. قلت: والحديث المذكور أخرجه البخاري عن أبي عاصم عن ابن جريج بهذا السند، وسقط في بعض النسخ من الصحيح لكنه أورده في كتاب الحج عن أبي عاصم، وليس كما قال الإسماعيلي إنه أخرجه ليحيى بن أيوب استقلالاً فإنه أخرجه من رواية هشام بن يوسف عن ابن جريج عن سعيد بن أبي أيوب فكأن لابن جريج فيه شيخين ولك منهما رواه له عن يزيد بن أبي حبيب فأشار البخاري إلى أن هذا الاختلاف ليس بقادح في صحة الحديث، وظهر بهذا أنه لم يخرجه ليحيى بن أيوب استقلالاً بل بمتابعة سعيد بن أبي أيوب . اهـ



    فتح الباري جزء 14
    ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً -- ويأتيك بالأخبار من لم تزودِ

  7. #22

    افتراضي

    احب ان اوضح نقطة وهي ان اللحية في المنام كانت بالرمادي و الابيض على ما اذكر وكان هناك ضوء قوي من البناء المجاور .وليست اللحية بيضاء مثل الثلج كما اسلف البعض وانما اذكر انها رمادية على الاكثر مع بياض ولكن ليس كبياض الثلج او ما شابه ولكن لاوجود للون الاسود القاتم .
    التعديل الأخير تم 07-15-2011 الساعة 11:06 PM

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سؤال بخصوص سيدنا عيسى عليه السلام
    بواسطة hasanmajdy في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-25-2014, 12:41 AM
  2. سؤال: سؤال بخصوص رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام
    بواسطة إنسان فقير في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 07-22-2011, 02:11 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء