جزى الله خيرا ًالأخ الحبيب محب ..
ولي رأي متواضع على عجالة ألا وهو ....
أن النبي في الأصل : هو كل مَن يوحى إليه من ربه إلى قومه بالبشارة والنذارة
من رسالة التوحيد وعبادة الله عز وجل .. ويأتي ليعمل بشرع الرسول الذي
قبله ...
وأما الرسول : فهو درجة أعلى وأخص من النبي .. فهو الذي حمـّله الله تعالى
برسالة ٍوشرع ...
إذا ً: فكل رسول : هو نبي في الأصل (ولكن فـُضل بالرسالة) ..
وليس كل نبي : رسول ...
ومن هنا ...
فالنبي : وكونه يُوحى إليه من ربه في أمر الدين : فليس شرطا ًأن يكون معصوما ً
من بداية أمره عن الشرك وعن الخطأ العمد الذي تاب منه ..
وأما علامة كونه يُوحى إليه من ربه : فهي المعجزات التي يُؤيده الله تعالى بها :
ومنها الإخبار بالغيب (ولذلك اشترك اسمه في أصل كلمة نبوءة أو يتنبأ) ...
ولما كان عمر رضي الله عنه يوافق شرع الله عز وجل في أكثر من أمر : وقبل
أن ينزل به الوحي (مثل حديثه في الصحيح : وافقت ربي في ثلاث .. إلى آخره)
فقد كان أهلا ًبذلك للنبوة : إذا كان بعد رسولنا صلى الله عليه وسلم نبي ..
وأما الرسول :
فأرى أنه هذا هو الذي يُعصم من ربه من باديء أمره عن الشرك وعن الخطأ
العمد : حتى لا يُرجع الناس رسالته التي سيرسله الله بها إلى ما كان يعبد من
قبل أو يُخطيء متعمدا ً...
وعليه ...
فلو كان فـُضل عمر رضي الله عنه بهذا الفضل (أي قابليته لأن يكون نبيا ً) :
فما الذي يُدرينا أن أبا بكر : لم تكن لديه قابلية أن يكون رسولا ً!!.. ولا سيما
وهو الذي عصمه الله تعالى حتى في الجاهلية عن عبادة الأصنام وشرب الخمر .. إلخ
أو على الأقل :
ما الذي يُدرينا أنه ليس في درجةٍ بين النبي والرسول ؟!!..
أو حتى :
أنه يُماثل قابليته في كونه نبي : مع أفضلية أبي بكر على عمر : كما تتفاضل الأنبياء
بعضهم البعض بنص القرآن !!..
هذا هو درء هذا التعارض عندي : ولا سيما وقد وردت نصوص صريحات كثيرات
في السنة الصحيحة : بشأن تفضيل أبي بكر على عمر بل : على غيره من المسلمين !
وسماه الله في قرآنه للنبي صاحبا ً! وأنزله النبي منه بمنزلة الخليل كما في الحديث الصحيح !
فعن أبي بكرة رضي الله عنه :
أن رجلا ًقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم (وكان النبي يُعبّر الرؤيا لأصحابه) :
" رأيت كأن ميزانا ًنزل من السماء .. فوُزنت أنت وأبو بكر : فرجحت أنت .. ووُزن أبو
بكر وعمر : فرجح أبو بكر .. ووُزن عمر وعثمان : فرجح عمر .. ثم رُفع الميزان ..
فاستاء لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : يعني فساءه ذلك (أي رفع الميزان بعد عمر)
فقال : خلافة نبوة .. ثم يُؤتى الله الملك مَن يشاء " ..
رواه الترمذي وأبو داود وصححه الألباني ..
والله تعالى أعلى وأعلم ...
Bookmarks