النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: العالم العربي: من الثورة إلى الحرب الأهلية

  1. #1

    افتراضي العالم العربي: من الثورة إلى الحرب الأهلية

    العالم العربي: من الثورة إلى الحرب الأهلية25/07/2011 عبد الحكيم مفيد
    لم يكن ما حصل نهاية الأسبوع في القاهرة مفاجئا، المواجهات بين قوات الأمن المصرية الممثلة الرسمية للمجلس العسكري في مصر كانت نتيجة طبيعية للغاية ،
    ومتوقعة للغاية،
    الثورة الأكثر "نقاء" و"روعة" تصطدم مع "النخبة العسكرية" الحاكمة،
    نفس النخبة التي بعثت لها كل معاني الإعجاب والتضامن بالضبط حين كانت الثورة في بداياتها
    ، فما الذي حدث، ولماذا هذا الانقلاب،
    ولماذا يصبح شعار المتظاهرين في ميدان التحرير الآن "الشعب يريد إسقاط المجلس العسكري"،
    كيف تحول نصير الثورة إلى عدوها، في هكذا مدة لا تتجاوز عدة شهور،
    ولكن هل انقلب الجيش المصري فعلا، أي هل كان يحمل موقفا مغايرا عند اندلاع الثورة لمواقفه التي أثارت الشعب المصري؟.

    هذا السؤال لا يخص الجيش المصري فحسب، انه موجه بالعموم ل"الحالة الثورية" العربية، خيبة الأمل الشديدة التي تبديها جهات عديدة ، كانت من أكثر المتحمسين للثورة، وكانت من اشد المتحمسين لموقف الجيش المصري، تكشف ما هو أهم بكثير من خيبة الأمل من الجيش المصري أو من غيره، أنها تكشف بوضوح عن عمق أزمة "وعي الثورة" الذي كان سائدا في بدايات هذه الثورات، وهو الذي قاد إلى نتائج خاطئة سببت مثل خيبات الأمل هذه.

    في مقابلة له أجرتها صحيفة صوت الحق والحرية الجمعة الماضي، أكد القيادي البارز في الإخوان المسلمين مصر ، الدكتور عصام العريان، أن الانتخابات "كفيلة بحل كل الأزمات التي تعيشها الثورة"، ومع تقديرنا الكبير لوجهة نظره، ووجهة نظر آخرين يؤكدون نفس الموقف، سنقول انه لا علاقة بين الأزمات التي تعيشها البلاد العربية ما بعد الثورة ، ونخص بالذكر مصر وتونس، وبين إجراء انتخابات، لان الأزمة في جوهرها بنيوية وليست إجرائية، أي ليست الانتخابات هي التي ستقرر شكل المرحلة القادمة بغض النظر عن من سيفوز بالأغلبية ، حتى لو كانت ساحقة، بل الحالة التي تجري بها الانتخابات، أي البنى التي تستند عليها، الواقع.

    لا أهمية للانتخابات، أية انتخابات من أي نوع، ولا أهمية كبيرة للفائز في الانتخابات، إذا كانت مصر ما زالت أسيرة بناها القديمة، واقعها القديم، أي مراكز القوى المهيمنة، هنا في تقديري كان المقتل في قراءة هذه الثورات، وعليه جاءت خيبات الأمل.

    عندما لا تحسن تفكيك الواقع أثناء الثورة، وفهمه، أو التغاضي عنه، فان النتائج تكون على شاكلة ما يحدث مؤخرا في مصر، والحالة في تونس أسوأ بكثير، هذا عدا عما يحصل في ليبيا وسوريا واليمن، والسعودية على الطريق.

    الأهم من الثورة هو وعيها، "وعي الثورة" ، الوعي الذي تستند عليه هو الذي يمكنك من قراءة الصورة بشكل أفضل، وهو ما يجعل من سقفك واقعيا للغاية، وهو ما يجعل الناس لا يعيشون في أوهام، أو مستقبل موهوم، فيما ينتظرهم بعد حين واقع لا يقل صعوبة وأذى من ذلك الذي ثاروا لأجله، وحينها بالمناسبة تكون النتائج مروعة، يأس وإحباط، يجعل من الناس لا يؤمنون بأي شيء.

    تعالوا نقرا سوية ما ورد في مقالة (10 ملاحظات على مصر-الذي نشره موقع فلسطينو 48 ستة أيام بعد اندلاع الثورة):"منذ اللحظة الأولى للأحداث، أو منذ أن تم استيعاب حجمها، فهم النظام أن الأفضل أن لا يكون قمع ومواجهات من قبل قوات الأمن والشرطة والجيش كذلك.

    ولم يكن هذا من قبيل الصدفة، لقد تم تحييد الجيش لاعتبارات لا تخص حب المصريين، بل لان من شأن سلوكية الجيش وحتى قوات الأمن الهادئة للغاية، أن تكون عاملا مساعدا في ضبط الجماهير، أو على الأقل أن تلعب دورا توفيقيا ما بعد ذهاب مبارك أو ما قبله.

    لا يمكن الاستهانة بقوة الجيش في مصر على الأقل بالنسبة للجماهير، كما ذكرنا سابقا، إلى هذه اللحظة ما زال الجيش يلعب دورا ايجابيا، بشهادة الناس والمتظاهرين وقادتهم، لكن هذا الدور ملئ بالخبث من قبل من أرادوا للجيش أن يلعب هذا الدور".

    ويضيف المقال:"الحياد الذي يبديه الجيش تجاه المتظاهرين هو الذي سيمنحه في المستقبل قوة اكبر ، ولأنه محايد ، فان من شان ذلك منحه دورا فاعلا في إعادة ترميم الحالة في مصر، امتصاص الغضب.

    ولننتبه أن قائد أركان الجيش المصري سامي عنان عاد من الولايات المتحدة التي سافر إليها بعد يومين من بدء الأحداث في مصر، هل يعقل أن يترك رئيس أركان الجيش العام بلاده في أحداث جسيمة مثل هذه؟، هل يكون عنان استدعي إلى واشنطن لتلقي التوجيهات بشان تصرف الجيش في الإحداث، وضبط النفس والانتظار جانبا حتى قدوم اللحظة المناسبة، التي قد يكون الجيش هو الذي سيرغم مبارك على الاستقالة، ليصطاد عصفورين بحجر واحد، يتم تلبية رغبة الجماهير، وتنتهي المظاهرات والاحتجاجات من جهة، ويضمن الأمريكان أن تكون البلد "بأيد أمينة" من جهتهم؟؟"إلى هنا ما ورد في المقال.

    على السؤال الأخير نجيب بنعم، الجيش المصري والمشير طنطاوي لم يكونا إلى جانب الثورة، منذ البداية، الجيش المصري كان وما زال مع "النظام القديم"، ولا نقصد هنا مبارك لذاته، "النظام القديم" ما زال حيا يرزق في مصر، حتى أن عمر سليمان(لمن نسي) يتصدر قائمة المرشحين لانتخابات الرئاسة في مصر في آخر استطلاع رأي اجري، وإذا كان عمر سليمان يخوض الانتخابات بشكل عادي للغاية، مع انه الركن الأهم في "النظام القديم"، ولا يقدم لأية محاكمة، مع انه الأكثر إجراما من بين المصريين، فما الذي تغير في مصر؟

    أن ثورة المصريين الجديدة على الجيش تؤكد أولا انه لم يحصل أي تغيير جوهري في "النظام القديم"، إشغال الناس في "محاكمة" عائلة الرئيس (الذين يصابون عادة بسكتات قلبية أو أشياء أخرى)، وبعض السراقين الصغار هو ذر رماد بالعيون، ما زالت مصر تحت حكم السراقين الكبار.

    شئ مثير يحصل مؤخرا في العالم العربي، فجأة تنفجر كل القضايا الثقيلة في وجه الحالة العربية، في مصر مثلا وهي الثورة الأكثر إجماعا على الأقل كم حمل تباشيرها الخطاب العربي السائد منذ 25 يناير، أي منذ اندلاعها، حتى تحولت إلى النموذج الذي أردنا ورغبنا، فجأة تنقلب الصورة، الآن بالذات هناك تخوفات من النوع الثقيل تبديها الكثير من الإطراف ، حتى تلك الأكثر ابتهاجا وفرحا لتلك الثورة، فجأة ينزل الناس إلى الشوارع في مصر، يعودون إلى المربع الأول ، بعد الشعب يريد إسقاط النظام، الآن الشعب يريد إسقاط المجلس العسكري، المجلس ذاته الذي تغنى به كثيرون، ودافع عنه البعض بشراسة، فجأة يقال كلام عن أن أمريكا "تريد تحويل الثورة في مصر إلى فوضى!"، فجاة يصرخ البعض عن التدخل الأمريكي والغربي في ليبيا وسوريا، ويحذر آخرون من "سارقي الثورة"، ويذهب البعض بعيدا، حين يعلنون بشكل لا يقبل التأويل على اثنتين"لقد فشلت الثورة ونحن بحاجة لثورة جديدة"، قوى "الثورة المضادة" صار مصطلحا سائدا يكاد لا يخلو مقال من تلك التي تقيم"الثورات" منها ، ناهيك عن كلام قاس للغاية يقال عن مصر وتونس بشكل خاص، على اعتبار إنهما الحالتان الانجح من بين الثورات.

    نحن إذن إمام حالتين لا ثالث لهما، إما أن تكون الثورات قد حدثت فعلا منذ البداية، غير أن ما حصل بعدها من محاولات ركوب واغتيال كما يحدث الآن هو الذي يستدعي الحذر والحيطة والكشف والتنبيه، وإما أن يكون هناك عقم في "وعي الثورة" وقراءة مالاتها منذ البداية، وهو الأمر الذي جعل من الجيش المصري مثلا "رائعا " للغاية، والآن وقعت المفاجأة,بالنسبة للبعض,وهو ما يجوز على أمور أخرى.

    الخطأ الأبرز والأكثر فداحة في قراءة هذه الثورات يكمن في عدم النجاح في تفكيك أطرافها، ومركباتها، أي فهم أشكال الصراع القائمة بين القوى الفاعلة على الساحة، وكان هذا نابعا بالأساس من الاعتماد على "وعي المعرفة الإعلامي"، وعي الثورة كان إعلاميا، ليست الثورة هي التي حددت مساحة الصراع، بل الإعلام.

    ليس هذا فحسب ، لقد صاغ الإعلام "وعي الثورة"، وليس غيره، وعليه قدم للجماهير صورة ناقصة، تلخص بجملة واحدة "الشعب يريد إسقاط النظام"، كان هذا الشعار مضللا إلى حد اختلط به الحابل بالنابل,وفقدت البوصلة في معمعان مشهد شعبوي قادته قناة الجزيرة بإتقان وتضليل من النوع الذي لم نشهده من قبل، حتى أحكمت السيطرة على وعي امة بأكملها، وصارت توجه المشهد بالشكل الذي تريد ، كانت انتقائية إلى حد الهوس في نقل صورة هذه الثورات، ضخمت ما تريد واخفت ما تريد، وخلقت وعي "ثورة مشوه" للجماهير.

    شئنا أم أبينا، رفضنا أم قبلنا، كانت الجزيرة "بطل " هذه الثورات بلا منازع، وليس هذا الكلام قصيدة في الحب أو الكراهية، هذه حقيقة أوصلت البعض إلى الادعاء أن الجزيرة قادت الثورات العربية، وحرضت الجماهير وأخرجتهم إلى الشوارع بالتعاون مع شقيقها الأصغر الفيسبوك، وشقيقها الأكبر جوجل.

    أهم شئ في الثورة هو وعيها، وعيها هو الذي يحدد معسكر الأعداء ومعسكر الأصدقاء، وعيها هو الذي يقرر سقفها وأجندتها، وعيها هو الذي يحدد بوصلتها، ومنذ اللحظة الأولى وليسمح لنا الجميع وهو رأي على أية حال، كانت الثورات بدون بوصلة، كان الشئ الوحيد الواضح "الشعب يريد إسقاط النظام".

    أضاعت الثورة بوصلتها في مصر،
    عندما تم تحييد الجيش من معركة "الجيش يريد إسقاط النظام"،
    بل واعتباره حليفا للثورة،
    كان الخطأ الثاني يتمثل في المجلس العسكري الانتقالي،
    لقد تم عرض الجيش بصورة وردية،
    وصرخ الدكتور محمد سليم العوا من ميدان التحرير أن "الجيش يقف إلى جانب الثورة"،
    وفي الحقيقة لم يكن الجيش حليفا للثورة،
    لقد لعب منذ اللحظة الأولى دورا خبيثا من خلال التعليمات التي وجهتها أمريكا لقادته.

    وهنا حصل الخطأ التالي،
    محاولة نقل الحالة المصرية من "الثورة" إلى "الديمقراطية"،
    إعادة صياغة الدستور،
    وتعيين موعد للانتخابات في مصر، والاستفتاء،
    كان هذا بمثابة إعلان رسمي عن نهاية الثورة،
    هذا أولا، فيما تمثل الجانب الثاني وهو الأخطر في اعتبار ذهاب مبارك إلى بيته السقف الأعلى للثورة،
    على ارض الواقع لم تحصل تغييرات جوهرية،
    لقد سقط رأس النظام، لكن أركانه بقيت،
    الجيش والهيمنة الأمريكية وكامب ديفيد،
    الذي عاد طنطاوي الأسبوع الماضي ليؤكد أن المجلس العسكري ملتزم بكل الاتفاقيات،
    والهيمنة الاقتصادية،
    وغالبية أركان النظام القديم،
    في السياسة والإعلام والاقتصاد ،
    وأكثر من ذلك لقد تورطت مصر بقروض ومنح وهبات تفوق الثلاثين مليارد دولار،
    من الدول الثمانية والبنك الدولي،
    ومثل هذه الأموال لا تكون لوجه الله عادة،
    عمليا وفعليا تم مصادرة القرار السياسي لمصر،
    لقد أغرقت مصر لسنوات من عمرها،
    ولا يهم من سيفوز في الانتخابات القادمة.

    الآن تعيش مصر حالة فوضى،
    الفوضى التي ستكون المقدمة لما هو أسوأ،
    الصراع الداخلي، الذي قد يكون مقدمة لحرب أهلية،
    دعونا لا ننسى أن هناك قوى تعيث فسادا في مصر،
    وصلت مصر إلى هذه اللحظة لسبب بسيط للغاية، لان الجيش المصري أمريكيا ،
    تحت رعاية وحماية ودعم أمريكي، لم يكن في أية لحظة من اللحظات مع الثورة،
    ونقصد الثورة الحقيقية التي تريد أن تطيح بالنظام وكل أعمدته، ومنهم الجيش، وكامب ديفيد والهيمنة الأمريكية وعملاء أمريكا المختلفين.

    قد يدعي البعض أن الإطاحة بالجيش وكل ما ذكر لم يكن ممكنا،
    لان الثورة غير قادرة عليه، ادعاء وجيه، ومقنع، لكن حينها سنقول أن هذه ليست ثورة، وإنما انتفاضة مدنية ضد النظام،
    أو حتى ضد الرئيس وبعض مقربيه، والفرق بين الحالتين كبير،
    وحينها سيكون التقييم مختلفا، وستكون التوقعات اقل بكثير.

    حينها لن نتفاجأ من تصرف الجيش، وحينها لن نتفاجا من عملاء أمريكا والغرب،
    وحينها لا نحمل الحالة أكثر من طاقتها، أي أكثر مما تحتمل.
    الآن ستكون خيبة الأمل اكبر،
    هذا ما كنا نحذر منه كل الوقت، أن لا نذهب بعيدا ، أن لا نحمل الحالة أكثر مما تحتمل،
    أن نقول الحقيقة، كل الحقيقة، حتى يعي الناس إلى أين هم ذاهبون.

    كان الخطأ الثاني في تحييد أمريكا والغرب من المعركة،
    بالعكس لقد رأى البعض بأمريكا والغرب حليفا للشعوب في مرحلة ما،
    للتخلص من الأنظمة،
    تحت شعارات مختلفة،
    حماية المدنيين،
    والدفاع عن حقوق الإنسان،
    ما يحصل الان في ليبيا هو النتيجة الأهم لهذا الاعتقاد.

    لقد كان الخطأ في ليبيا فادحا،
    الآن في ليبيا لا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الخلف ، لقد قطعت البلد شوطا كبيرا في العداء والكراهية،
    في ليبيا هناك حرب أهلية الآن،
    من الممكن أن يسميها البعض ثورة،
    من حقه،
    لكن من الأفضل هذه المرة أن نسمي المولود باسمه الحقيقي،
    حرب أهلية، اسم سئ للغاية ، لكنه الحقيقة على الأقل.

    سوريا واليمن لا تختلفان عن الحالة الليبية، ولا يهم أن كنا نحب الأنظمة أو نكرهها طبعا، ونحن بهذه المناسبة نؤكد مرة أخرى على كراهيتنا الشديدة لها.
    الآن بالذات ليس وقت مجاملة،
    في اللحظات الصعبة من الأفضل أن لا تكون شعبيا فقط،
    الأهم أن تقول الحقيقة، أن لا تخفي شيئا، الأفضل أن لا تساهم في تحطيم نفسية الجماهير، أن لا تزرع وهما، الآن بالذات هذا ما نحتاجه،
    أن نقرا الخارطة بشكل جيد، بشكل أكثر وضوحا.

    قد نتفق أو نختلف، هذه المرة سنكون أكثر صراحة، بخلاف ما يقال عن ركوب أمريكا موجة الثورات ما بعد اندلاعها، سنقول أن أمريكا دخلت هذه الثورات ما قبل اندلاعها، بشكل مباشر أو غير مباشر، هذا الأمر لا يهم، الأدلة التي بحوزتنا والتي كنا أكدنا عليها في أكثر من مرة منذ اندلاع الثورات بالوثائق ، تشير بشكل لا يقبل الشك أن أمريكا كانت لاعبا مركزيا في هذه الثورات.

    وأكثر من ذلك، لقد كانت السياسة الأمريكية واعية للغاية لهذه الثورات، ولم يتشكل وعيها وموقفها عند اندلاع هذه الثورات، لقد رتبت أوراقها جيدا للتخلص من أنظمتها، لأنها، أي أنظمتها صارت تشكل خطرا على استمرار هيمنتها.

    هذا ليس تندر ، ولا قراءة بالمندل، كل من يقرا "المبادرة الأمريكية الشرق أوسطية "(وهي موجودة على الشبكة وانصح أن تقرؤوها)، يعرف جيدا أن أمريكا اعدت لهذه اللحظة منذ سنوات، كل من يقرا مشروع برنارد لويس لتقسيم العالم العربي والإسلامي والذي تبنته أمريكيا يعرف ذلك جيدا ، كل من يقرا مشروع معهد رند تجاه المنطقة بإمكانه أن يتأكد من ذلك، كل من يفتح موقع منظمة فريدم هاوس(البيت الحر) سيعرف الأسماء التي دربتها أمريكا، لقيادة الإعلام الجديد في مصر وغيرها، الفيسبوك وإخوانه، كل من يدقق في أسماء بعض شخصيات المعارضة في مصر وسوريا وليبيا وتونس واليمن، وعلاقتها بأمريكا والدعم الذي تلقته سيكون أكثر وضوحا في التعامل مع الواقع.

    ما حدث في السنوات الأخيرة ببساطة متناهية يتلخص في أن أمريكا استبدلت تحالفها الذي كان قائما مع الأنظمة ، بقوى "شعبية" ، قدمت لها الدعم بالمال والإعلام والتعليم والتوجيه، وهذه القوى ليست خفية، وقد القي على عاتق هذه القوى حرف مسار أي ثورة محتملة في العالم العربي، وحصرها في القضايا المدنية ، تغيير النظام والديمقراطية والتنظيم السياسي والحريات الفردية، وحتى هذه على ما يبدو لن تنالها الشعوب، ما يحصل في مصر وتونس يؤكد ذلك، بالنسبة لليبيا وسوريا واليمن فلا نملك إلا أن نقول إنا لله وانا إليه راجعون.
    {‏لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا‏}‏
    ... ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ( ) ونجنا برحمتك من القوم الكافرين
    (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون )

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    1,842
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    جيدة هذه المقالات على مبالغتها في النبرة التشاؤمية...لكن و ان بقي السراق و الحرس القديم و طبقة النبلاء ..و ان افترضنا ان لم يحاكم حتى الرئيس و لا حتى اولاده ...لكن التغيير قد تم في المبادئ او جلها...و ان لم يوجد الوعي الكامل...فان الثورة النبوية بدأت بأعراب لا يعون بعد حتى خطورة عبادة اشجار لا تضر و لاتنفع بله عبادة الأشخاص..الثورة الفرنسية بدأت بأقوام لا خلاق لعامتهم الا شهوة في القمار و النساء...و الثورة الأمريكية بدأت كانت ثقافة الكوبوي هي المسيطرة بل و ثورتها كانت نتيجة حرب أهلية طاحنة و تدخل اجنبي يهودي سافر نبه اليه الآباء المؤسسون لهذه الثورة ...نفس ما يخوف به صاحب المقال ...و كان الوقت و اعطاءه حقه العامل الحاسم في خلق الوعي وبثه بين الناس مع اتساع افاق الحرية ...الخلاصة ان المقال على تشاؤمه لا يستطيع ان يكذب الكذبة التي يسعى لاستخلاصها من كل هذا اللف و الدوران..ان حالنا قبل هذه الثورات كان افضل من حالنا بعدها...و بمعادلة بسيطة يمكن ان يتبين المرء فذلكته و ان وراء اكمته ما وراءها...فعلى فرض اسوء السيناريوهات : ان امريكا و اسرائيل لا عب مركزي تحكم في لجان الثورات و الاخوان المسلمين و السلفيين فضلا عن غير المسلمين من الشيوعيين و النصارى و غيرهم
    قبل الثورات كانت حرية العمل و القول مقيدة و مع ذلك تحالف و الاختراق و الادارة الصهيوامريكية واضحة و معلنة
    بعد الثورات حرية العمل و القول مفتوحة و مع ذلك التحالف و الاختراق و الادارة الصهيوامريكية المزعومة متخفية و متحرجة ...
    للناس الحكم ...

    " المعرفة الحقة هي الوصول الى التعرف على الذكاء الذي يتحكم في كل شيء...من خلال كل شيء " هرقليطس.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. لا يوجد ملحدين في العالم العربي
    بواسطة Horashyo في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-16-2012, 10:43 PM
  2. خبر: العالم العربي و ثورة مدن الجوزاء
    بواسطة فاهم في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-19-2012, 01:21 PM
  3. الجذور الحقيقيه للبطاله في العالم العربي
    بواسطة eltaweel في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-16-2006, 06:55 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء