صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 43

الموضوع: وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا

  1. افتراضي وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا

    إخواني الكرام,

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    إستفسار بسيط حول آية في القرآن,


    يقول المولى عز وجل في سورة الشمس:

    وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4)

    الإستفسار بإختصار هو,

    على حد علمي أن الشمس هي سبب وجود النهار فكيف يجليها النهار؟

    ارجو تصحيح المعلومة عندي إن كانت خطأ , أو توضيح الآية الكريمة وجزاكم الله كل خير

  2. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    الأخ الكريم،

    التجلية هي: (أَظْهَرَ , أَوْضَحَ)


    في السلسلة السببية: المسبب للإضاءة هو الشمس. فما هو المستقبل؟

    هل تكفي الشمس لظهور النور؟ الإجابة: لا، والدليل أن الفضاء مظلم. ومثلما لا نقول أن الكهرباء تنير، ولكنها تسبب في الإضاءة عند وجود المصباح. نقول أن الشمس تسبب في الإضاءة ولكن عند وجود الغلاف الجوي (الوسط مادي) وهو الذي يظهرها (ويجليها). وهذا يتم في في الجزء المقابل للشمس (أي في وقت معين) أشار الحق عزّ وجلّ له بالنهار.

    فكان القول (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا) إختصارًا بالحد الأدني من الكلمات - يضيف إلى عظمة القرآن الكريم – لتحديد المعنى المطلوب كاملا (السبب ونتائجه).

  3. افتراضي

    ولكن عند وجود الغلاف الجوي (الوسط مادي) وهو الذي يظهرها (ويجليها). وهذا يتم في في الجزء المقابل للشمس (أي في وقت معين) أشار الحق عزّ وجلّ له بالنهار.
    الفاضل أحمد المنصور

    أصدقك القول أنني لم افهم مما قلت شيئا .

    والمعروف أن الضمير في (والنهار إذا جلاها ) يعود على الشمس أي أن النهار يجلي الشمس فلماذا هذه اللفة الطويلة والعريضة ؟

    لماذا لانقول : إن النهار هو الذي يجلي الشمس وإن هذه الفكرة جديدة على العلماء ولم يتوصلوا لها لحد الآن !

    فلا تستعجل فلربما تحققت ذات زمن مستقبلا ويكشف لنا العلم أن النهار هو الذي يجلي الشمس .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2004
    المشاركات
    4,556
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ في محكم كتابه‏:‏
    ‏"...‏ يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون‏ "(‏ الرعد‏:3)‏
    ويقول‏(‏ عز من قائل‏):‏
    " والشمس وضحاها‏،‏ والقمر إذا تلاها‏ ‏، والنهار إذا جلاها‏،‏ والليل إذا يغشاها‏ "...(‏ الشمس‏:1‏ ـ‏4).‏
    ويقول‏(‏ سبحانه وتعالي‏):‏
    "والليل إذا يغشي‏ ،‏ والنهار إذا تجلي‏ "(‏ الليل‏:2,1).‏

    وغشي في اللغة تأتي بمعني غطي وستر‏,‏ يقال غشيه غشاوة وغشاء بمعني أتاه إتيان ما قد غطاه وستره‏,‏ لأن الغشاوة ما يغطي به الشيء‏.‏
    والمقصود من يغشي الليل النهار أن الله تعالي يغطي بظلمة الليل مكان النهار علي الأرض فيصير ليلا‏,‏ ويغطي مكان الليل علي الأرض بنور النهار فيصير نهارا‏,‏ وهي إشارة لطيفة لحقيقة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس دورة كاملة كل يوم‏(‏ أي في كل أربع وعشرين ساعة‏)‏ يتعاقب فيه الليل والنهار بصورة تدريجية‏.‏ أي يحل أحدهما محل الآخر في الزمان والمكان مما يجعل زمن كل منهما يتعاقب بسرعة علي الأرض‏.‏

    والليل والنهار يشار بهما في مواضع كثيرة من القرآن الكريم إلي الزمان والمكان‏(‏ أي الأرض‏)‏ وإلي أسباب تبادلهما‏(‏ أي دوران الأرض حول محورها أمام الشمس‏),‏ كما يشار بهما إلي الظلمة والنور‏,‏ وإلي العديد من لوازمهما‏!!‏ ويتضح ذلك من قول الحق تبارك وتعالي‏:‏
    " والنهار إذا جلاها‏،‏ والليل إذا يغشاها‏ "‏ أي يقسم ربنا تبارك وتعالي‏(‏ وهو الغني عن القسم‏)‏ بالنهار إذا أظهر الشمس واضحة غير محجوبة‏,‏ وبالليل إذ يغيب فيه ضياء الشمس ويحتجب‏,‏ وقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏ " والليل إذا يغشي‏ ،‏ والنهار إذا تجلي‏ "‏ حيث يقسم ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ بالليل الذي يحجب فيه ضوء الشمس فيعم الأرض الظلام‏,‏ وبالنهار إذ تشرق فيه الشمس فيعم الأرض النور‏,‏ ومن هنا كانت منة الله‏(‏ تعالي‏)‏ علي عباده أن جعل لهم الليل لباسا وسكنا‏,‏ وجعل لهم النهار معاشا وحركة ونشاطا حيث يقول ربنا تبارك وتعالي‏:‏
    "هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون‏ "(‏ يونس‏:67).‏
    ويقول‏:‏ "وجعلنا الليل لباسا‏ ، وجعلنا النهار معاشا‏ "(‏ النبأ‏:11,10).‏
    ويقول‏(‏ عز من قائل‏):‏
    "قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلي يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون‏ ، قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلي يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون‏ ،‏ ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون‏ "(‏ القصص‏:71‏ ـ‏73)


    منقول من موقع الدكتور زغلول النجار :
    http://www.elnaggarzr.com/Test_fre/i...=1&Sec=3&Tr=29
    قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ

  5. افتراضي

    في تفسير (التحرير والتنوير) للإمام الطاهر ابن عاشور رحمه الله نرى الآتي (1/471):
    وقوله ( واختلف الليل والنهار ) تذكير بأية أخرى عظيمة لا تخفى على أحد العقلاء وهي اختلاف الليل والنهار أعني اختلاف حالتي الأرض في ضياء وظلمة وما في الضياء من الفوائد للناس وما في الظلمة من الفوائد لهم لحصول سكونهم واسترجاع قواهم المنهوكة بالعمل
    وفي ذلك آية لخاصة العقلاء إذ يعلمون أسباب اختلاف الليل والنهار على الأرض وأنه من آثار دوران الأرض حول الشمس في كل يوم لهذا جعلت الآية في اختلافهما وذلك يقتضي أن كلا منهما آية
    والاختلاف افتعال من الخلف وهو أن يجئ شيء عوضا عن شئ آخر يخلفه في مكانه والخلفة بكسر الخاء الخلف قال زهير ( بها العين والآرام يمشين خلفه )
    وقد أضيف الاختلاف لكل من الليل والنهار لأن كل واحد منهما يخلف الآخر فتحصل منه فوائد تعاكس فوائد الآخر بحيث لو دام أحدهما لا نقلب النفع ضرا ( قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون )
    وللاختلاف معنى آخر هو مراد أيضا وهو تفاوتهما في الطول والقصر فمرة يعتدلان ومرة يزيد أحدهما على الآخر وذلك بحسب أزمنة الفصول وبحسب أمكنة الأرض في أطوال البلاد وأعراضها كما هو مقرر في علم الهيئة وهذا أيضا من مواضع العبرة لأنه آثار الصنع البديع في شكل الأرض ومساحتها للشمس قربا وبعدا
    ففي اختيار التعبير بالاختلاف هنا سر بديع لتكون العبارة صالحة للعبرتين
    والليل اسم لعرض الظلمة والسواد الذي يعم مقدار نصف من كرة الأرض الذي يكون غير مقابل للشمس فإذا حجب قرص الشمس عن مقدار نصف الكرة الأرضية بسبب التقابل الكروي تقلص شعاع الشمس عن ذلك المقدار من الكرة الأرضية فأخذ النور في الضعف وعادت إليه الظلمة الأصلية التي ما أزالها إلا شعاع الشمس ويكون تقلص النور مدرجا من وقت مغيب قرص الشمس عن مقابلة الأفق ابتداء من وقت الغروب ثم وقت الشفق الأحمر ثم الشفق الأبيض إلى أن يحلك السواد في وقت العشاء حين بعد قرص الشمس عن الأفق الذي ابتدأ منه المغيب وكلما اقترب قرص الشمس من الأفق الآخر أكسبه ضياء من شعاعها ابتداء من وقت الفجر إلى الإسفار إلى الشروق إلى الضحى حيث يتم نور أشعة الشمس المتجهة إلى نصف الكرة تدريجا
    وذلك الضياء هو المسمى بالنهار وهو النور التام المنتظم على سطح الكرة الأرضية وإن كان قد يستنير سطح الكرة بالقمر في معظم لياليه استنارة غير تامة وبضوء بعض النجوم استنارة ضعيفة لا تكاد تعتبر
    فهذا هو المراد باختلاف الليل والنهار أي تعاقبهما وخلف أحدهما الآخر ومن بلاغه علم القرآن أن سمى ذلك اختلافا تسمية مناسبة لتعاقب الأعراض على الجوهر لأنه شئ غير ذاتي فإن ما بالذات لا يختلف فأومأ إلى أن الليل والنهار ليسا ذاتين ولكنهما عرضان خلاف معتقد الأمم الجاهلة أن الليل جسم أسود كما صوره المصريون القدماء على بعض الهياكل وكما قال امرؤ القيس في الليل :
    فقلت له لما تمطى بصلبه ... وأردف أعجازا وناء بكلكل وقال تعالى في سورة الشمس ( والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها ) انتهى.

    وفي 4833 نجد الآتي:

    أحوال النفوس ومراتبها في مسالك الهدى والضلال والسعادة والشقاء
    ( والشمس وضحاها [ 1 ] والقمر إذا تلاها [ 2 ] والنهار إذا جلاها [ 3 ] والليل إذا يغشيها [ 4 ] والسماء وما بناها [ 5 ] والأرض وما طحاها [ 6 ] ونفس وما سواها [ 7 ] فألهمها فجورها وتقواها [ 8 ] ) القسم لتأكيد الخبر والمقصود بالتأكيد هو ما في سوق الخبر من التعريض بالتهديد والوعيد بالاستئصال
    والواوات الواقعة بعد الفواصل واوات قسم
    وكل من الشمس والقمر والسماء والأرض ونفس الإنسان من أعظم مخلوقات الله ذاتا ومعنى الدالة على بديع حكمته وقوي قدرته
    وكذلك كل من الضحى وتلو القمر الشمس والنهار والليل من أدق النظام التي جعلها الله تعالى
    والضحى : وقت ارتفاع الشمس عن أفق مشرقها وظهور شعاعها وهو الوقت الذي ترتفع فيه الشمس متجاوزة مشرقها بمقدار ما يخيل للناظر أنه طول رمح
    ومهد لذلك بالتنبيه على أن تزكية النفس سبب الفلاح . وأن التقصير في إصلاحها سبب الفجور والخسران
    والتلو : التبع وأريد به خلف ضوئه في الليل ضوء الشمس أي إذا ظهر بعد مغيبها فكأنه يتبعها في مكانها وهذا تلو مجازي . والقمر يتبع الشمس في أحوال كثيرة منها استهلاله فالهلال يظهر للناظرين عقب غروب الشمس ثم يبقى كذلك ثلاث ليالي وهو أيضا يتلو الشمس حين يقارب الابتدار وحين يصير بدرا فإذا صار بدرا صار تلوه الشمس حقيقة لأنه يظهر عندما تغرب الشمس وقريبا من غروبها قبله أو بعده وهو أيضا يضيء في أكثر ليالي الشهر جعله الله عوضا عن الشمس في عدة ليال في الإنارة ولذلك قيد القسم بحين تلوه لأن تلوه للشمس حينئذ تظهر منه مظاهر التلو للناظرين فهذا الزمان مثل زمان الضحى في القسم به فكان بمنزلة قسم بوقت تلوه الشمس فحصل القسم بذات القمر وبتلوه الشمس
    وفي الآية إشارة إلى أن نور القمر مستفاد من نور الشمس أي من توجه أشعة الشمس إلى ما يقابل الأرض من القمر وليس نيرا بذاته وهذا إعجاز علمي من إعجاز القرآن وهو مما أشرت إليه في المقدمة العشرة
    وابتدئ بالشمس لمناسبة المقام إيماء للتنويه بالإسلام لأن هديه كنور الشمس لا يترك للضلال مسلكا وفيه إشارة إلى الوعد بانتشاره في العالم كانتشار نور الشمس في الأفق واتبع بالقمر لأنه ينير في الظلام كما أنار الإسلام في ابتداء ظهوره في ظلمة الشرك ثم ذكر النهار والليل معه لأنهما مثل لوضوح الإسلام بعد ضلالة الشرك وذلك عكس ما في سورة الليل لما يأتي
    ومناسبة استحضار السماء عقب ذكر الشمس والقمر واستحضار الأرض عقب ذكر النهار والليل واضحة ثم ذكرت النفس الإنسانية لأنها مظهر الهدى والضلال وهو المقصود
    والضمير المؤنث في قوله ( جلاها ) ظاهره أنه عائد إلى الشمس فمعنى تجلية النهار الشمس وقت ظهور الشمس
    صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام فإسناد التجلية إلى النهار مجاز عقلي والقسم إنما هو بالنهار لأنه حالة دالة على دقيق نظام العالم الأرضي . وقيل الضمير عائد إلى الأرض أي أضاء الأرض فتجلت للناظرين لظهور المقصود كما يقال عند نزول المطر " أرسلت " يعنون أرسلت السماء ماءها
    وقيد القسم بالنهار بقيد وقت التجلية إدماجا للمنة في القسم
    وابتدئ القسم بالشمس وأضوائها الثلاثة الأصلية والمنعكسة لأن الشمس أعظم النيرات التي يصل نور شديد منها للأرض ولما في حالها وحال أضوائها من الإيماء إلى أنها مثل لظهور الإيمان بعد الكفر وبث التقوى بعد الفجور فإن الكفر والمعاصي تمثل بالظلمة والإيمان والطاعات تمثل بالضياء قال تعالى ( ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه )
    وأعقب القسم بالنهار بالقسم بالليل لأن الليل مقابل وقت النهار فهو وقت الإظلام
    والغشي : التغطية وليس الليل بمغط للشمس على الحقيقة ولكنه مسبب عن غشي نصف الكرة الأرضية لقرص الشمس ابتداء من وقت الغروب وهو زمن لذلك الغشي . فإسناد الغشي إلى الليل مجاز عقلي من إسناد الفعل إلى زمنه أو إلى مسببه " بفتح الباء "
    والغاشي في الحقيقة هو تكوير الأرض ودورانها تجاه مظهر الشمس وهي الدورة اليومية وقيل ضمير المؤنث في ( يغشاها ) عائد إلى الأرض على نحو ما قيل في ( والنهار إذا جلاها )
    و ( إذا ) في قوله ( إذا تلاها ) وقوله ( إذا جلاها ) وقوله ( إذا يغشاها ) في محل نصب على الظرفية متعلقة بكون هو حال من القمر ومن النهار ومن الليل فهو ظرف مستقر أي مقسما بكل واحد من هذه الثلاثة في الحالة الدالة على أعظم أحواله وأشدها دلالة على عظيم صنع الله تعالى
    وبناء السماء تشبيه لرفعها فوق الأرض بالبناء . والسماء آفاق الكواكب قال تعالى ( ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق ) وتقييد القسم بالليل بوقت تغشيته تذكيرا بالعبرة بحدوث حالة الظلمة بعد حالة النور انتهى.
    الفرصة لا تأْتي إلا مرةً واحدة.. فاغْتَنِم فرصتك.. وابحثْ عن الحقيقة!

  6. افتراضي

    تحويل معنى النهار إلى أنه الغلاف الجوي تحويل خاطئ يخرج الكلمة عن معانهيها في اللغة العربية،
    فالنهار والليل هو وصف زمني وليس مادي فنقول النهار يقصر ويطول ولا نقول أن الغلاف الجوي يقصر ويطول.
    ثم إذا وصفنا الغلاف الجوي بالنهار، فما هو الليل؟ الغلاف الجوي أيضًا لكن غير المقابل للشمس؟! الغلاف الجوي يدور مع الأرض وبالتالي فانه سيصير ليل ونهار.

    الأدق هو ربط الضمير بالأرض، لكن هذا بحاجه إلى شاهد يدعمه من آيات أخرى (أن الضمير يعود على شيء غير مذكور في السياق).

  7. افتراضي

    الفاضل هادي،

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هادي
    تحويل معنى النهار إلى أنه الغلاف الجوي تحويل خاطئ يخرج الكلمة عن معانهيها في اللغة العربية،
    فالنهار والليل هو وصف زمني وليس مادي فنقول النهار يقصر ويطول ولا نقول أن الغلاف الجوي يقصر ويطول.
    ثم إذا وصفنا الغلاف الجوي بالنهار، فما هو الليل؟ الغلاف الجوي أيضًا لكن غير المقابل للشمس؟! الغلاف الجوي يدور مع الأرض وبالتالي فانه سيصير ليل ونهار.

    الأدق هو ربط الضمير بالأرض، لكن هذا بحاجه إلى شاهد يدعمه من آيات أخرى (أن الضمير يعود على شيء غير مذكور في السياق).
    هل تعرف معنى إحتواء المعاني (إحتواء فئة لأخرى).؟

    من كلامك يتضح أنك لم تفهم شيئًا مما قلته والدليل أنك تزعم أن الحديث تم بــ " تحويل معنى النهار إلى أنه الغلاف الجوي"

    عليه أنت تتحدث عن إحلال كلمة بأخرى (تحويل) وليس تخصيص معنى من معن أعم (الإحتواء).

    أتوقع أنك لم تفم شيئًا مما أقول، لا بأس اسمح لي أن أبسط لك الكلام:

    لنترك الأرض والشمس الآن، ولنفترض أنك ستخلق لنا نجم في الفراغ (أو تريد إظهار موجات الليزر). ماهي شروط ظهور النور لهذا النجم (تجليته).

    حيث التجلية هي نتيجة ظهور النور وليست مصدره. والآن أطلب منك أن تضع هذه الشروط في نقاط في نقاط هكذا:
    1
    2
    3
    .
    .
    ثم بعد ذلك نُكمل.

  8. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة برق الصحراء
    الفاضل أحمد المنصور

    أصدقك القول أنني لم افهم مما قلت شيئا .
    أرجو تحديد السؤال وأنا تحت الأمر.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة برق الصحراء
    والمعروف أن الضمير في (والنهار إذا جلاها ) يعود على الشمس أي أن النهار يجلي الشمس فلماذا هذه اللفة الطويلة والعريضة ؟

    لماذا لانقول : إن النهار هو الذي يجلي الشمس وإن هذه الفكرة جديدة على العلماء ولم يتوصلوا لها لحد الآن !

    فلا تستعجل فلربما تحققت ذات زمن مستقبلا ويكشف لنا العلم أن النهار هو الذي يجلي الشمس .
    أما هذا الكلام فلا وزن له من المنطق العلمي . ولهذا سأمتنع عن التعليق عليه.

    عموما شكرُا على المداخلة ومرحبًا بك عضوًا بيننا.

  9. #9

    افتراضي

    الاعجاز العلمي في القران "والنهار إذا جلاهــا"
    قال تعالى : (أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا {27} رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا {28} وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا {29} وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا {30} أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا {31} وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا {32} مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ {33}) [سورة النازعات].
    هذه الآية الكريمة تمثل القسم الثالث بأقرب النجوم إلينا ألا وهي الشمس التي أنزل الله‏(‏تعالى‏)‏ سورة باسمها في محكم كتابه‏,‏ واستهلها بالقسم أربع مرات بهذا النجم الذي جعله‏(‏ تعالى‏)‏ مصدرا للدفء والنور علي الأرض ولغير ذلك من مصادر الطاقة العديدة‏,‏ التي بدونها لم يكن ممكنا لأي شكل من أشكال الحياة الأرضية أن يوجد‏.‏
    من هنا يتضح لنا جانب من جوانب الهدف من هذا القسم المغلظ بالشمس‏,‏ والذي يقول فيه ربنا‏(‏ تبارك وتعالى‏):‏والشمس وضحاها‏*‏ والقمر إذا تلاها‏*‏ والنهار إذا جلاها‏*‏ والليل إذا يغشاها‏*‏ ‏(‏الشمس‏:1‏ ــ‏4)‏
    ويتلخص هذا الهدف في تنبيه الغافلين من بني البشر إلي أهمية أقرب النجوم إلينا‏,‏ وإلي روعة الإبداع الإلهي في خلقه‏,‏ ودلالة ذلك علي شيء من صفات هذا الخالق العظيم‏,‏ وعلي أنه‏(‏تعالى‏)‏ هو رب هذا الكون ومليكه‏,‏ وإلهه الأوحد وموجده‏,‏ والمتفرد بالسلطان فيه‏,‏ بغير شريك ولاشبيه ولامنازع‏,‏ وعلي أن الخضوع لجلاله بالعبادة‏,‏ والنزول علي أوامره بالاستسلام والطاعة هما من أوجب واجبات الوجود في هذه الحياة‏,‏ لأنهما يمثلان طوق النجاة للعباد في الدنيا والآخرة‏,‏ وإلا فإن الله‏(‏ تعالى‏)‏ غني عن القسم لعباده‏.‏
    وصفات الشمس التي أقسم بها ربنا‏(‏ تبارك وتعالى‏)‏ ضمن سلسلة طويلة من القسم بتسع من آياته في الأنفس والآفاق يأتي جواب القسم بها كلها في قول الحق‏(‏سبحانه‏):‏
    (قد أفلح من زكاها‏*‏ وقد خاب من دساها‏) ‏(‏ الشمس‏:10,9).‏
    بمعني أن فلاح الإنسان قائم علي تزكية نفسه بتقوى الله تعالى‏,‏ والعمل بكتابه الخاتم وبسنة رسوله الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وبالاستعداد ليوم الرحيل من هذه الدنيا‏,‏ وما يستتبعه من حساب وجزاء‏,‏ وخلود في حياة قادمة‏,‏ إما في الجنة أبدا أو في النار أبدا كما علمنا كل أنبياء الله ورسله وعلي رأسهم خاتمهم أجمعين‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم وعلي من تبعه وتبعهم بإحسان إلي يوم الدين‏).‏
    وعلي النقيض من ذلك تكون خيبة الإنسان في الدنيا وخسارته في الآخرة إذا لم يحرص علي الإيمان الصادق‏,‏ والعمل الصالح‏,‏ وداوم علي تزكية النفس ومحاسبتها‏,‏ وذلك لأن الإنسان ـ إنطلاقا من غروره وكبره‏,‏ أو من غبائه وجهله ـ عرضة لغواية الشيطان له علي الكفر بالله‏,‏ أو الإشراك في عبادته‏,‏ أو الخوض في معاصي الله‏,‏ ثم يدركه الأجل قبل توبة نصوح يبرأ بها إلي الله فيكون في ذلك خيبته الكبري‏,‏ وخسرانه المبين‏.‏
    وهذا هو المحور الرئيسي لسورة الشمس الذي يدور حول طبيعة النفس الإنسانية‏,‏ واستعداداتها الفطرية لقبول أي من الخير والشر‏,‏ لأن الإنسان مخلوق ذو إرادة حرة تمكنه من الاختيار بين هذين السبيلين‏,‏ وعلي أساس من اختياره بإرادته الحرة يكون جزاؤه في الدنيا والآخرة‏.‏
    وتختتم سورة الشمس بنموذج من نماذج الأمم التي عصت أوامر ربها‏,‏ وكذبت رسله فكان عقابها ما أنزل الله‏(‏ تعالى‏)‏ بها من عذاب ونكال تستحقه‏,‏ وأمر الله نافذ لامحالة‏,‏ وهو‏(‏ سبحانه‏)‏ لايخشي أحدا فيما يتخذ من قرار لأنه رب هذا الكون ومليكه الذي لايسأل عما يفعل‏.‏وفي ذلك يقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالى‏):‏كذبت ثمود بطغواها‏*‏ إذ انبعث أشقاها‏*‏ فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها‏*‏ فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها‏*‏ ولايخاف عقباها‏*‏‏(‏ الشمس‏:11‏ ــ‏15)‏
    الدلالة اللغوية لألفاظ الآية الكريمة
    من أجل فهم الدلالة اللفظية للآية الكريمة التي نحن بصددها‏.‏
    لابد من شرح المعني اللغوي‏,‏ للاسم‏(‏ النهار‏)‏ وللفعل‏(‏ جلاها‏).‏
    و‏(‏النهار‏)‏ لغة هو ضد الليل‏,‏ وهو نصف اليوم الذي تشرق فيه الشمس‏,‏ وينتشر النور‏,‏ ويعرف بالفترة الزمنية بين طلوع الشمس وغروبها‏,‏ وإن كان في الشريعة الإسلامية هو الفترة الزمنية من طلوع الفجر الصادق إلي غروب الشمس‏.‏
    ولفظة‏(‏ النهار‏)‏ لا تجمع كما لا يجمع كثير من الكلمات العربية من مثل السراب والعذاب‏,‏ وإن كان البعض يحاول جمعه علي‏(‏ أنهر‏)‏ للقليل‏,‏ وعلي‏(‏ نهر‏)‏ للكثير‏,‏ وهو نادر الاستعمال‏.‏
    ويقال‏(‏ أنهر‏)‏ أي‏:‏ دخل في النهار‏,‏ و‏(‏أنهر‏)‏ الماء جري وسال‏,‏ و‏(‏النهر‏)‏ ــ بسكون الهاء وفتحها ــ واحد‏(‏ الأنهار‏)‏ وهو مجري الماء الفائض المتدفق‏,‏ و‏(‏النهر‏)‏ أيضا هو السعة تشبيها بنهر الماء‏.‏
    وقوله‏(‏ تعالى‏):‏ (إن المتقين في جنات ونهر‏)‏(‏القمر‏:54)‏
    فسر أهل العلم‏(‏ نهر‏)‏ هنا بالأنهار أو بالضياء‏(‏ والصواب هو‏:‏ بالنور‏)‏ والسعة‏,‏ والمعني الأول أولي لمواءمته لسياق الآية الكريمة‏.‏
    ويقال‏(‏ نهر‏)‏ الماء أي‏:‏ جري في الأرض حافرا مجراه جاعلا منه نهرا‏,‏ ويقال‏ ‏نهر نهر‏)‏ أي كثير الماء‏,‏ وكل كثير جري فقد‏(‏ نهر‏)‏ و‏(‏استنهر‏),‏ ويقال‏(‏ أنهر‏)‏ الدم أي أساله وأرسله‏,‏ ويستخدم الفعل‏(‏نهر‏)(‏ نهرا‏),‏ و‏(‏انتهر‏)(‏ انتهارا‏)‏ بمعني زجر زجرا بغلظة وشدة‏.‏
    ويقال في العربية‏‏ جلا‏)(‏ يجلو‏)(‏ جلاء‏)‏ بمعني أوضح وكشف‏,‏ لأن أصل‏(‏ الجلو‏)‏ هو الكشف الظاهر‏,‏ و‏(‏الجلي‏)‏ هو كل ماهو ضد الخفي‏.‏
    يقال‏‏جلا‏)‏ لي الخبر‏(‏ يجلوه‏)(‏ جلاء‏)‏ أي وضحه‏,‏ و‏(‏الجلية‏)‏ هي الأخبار اليقينية‏,‏ و‏(‏تجلي‏)‏ بمعني تكشف‏,.‏ و‏(‏انجلي‏)‏ عنه الهم بمعني انكشف‏,‏ و‏(‏جلاه‏)‏ عنه أي أذهبه‏,‏ ولذلك يقال‏,(‏ جلي‏)‏ السيف‏(‏ جلاه‏)(‏ تجلية‏)‏ أي كشفه ويقال‏(‏ جلا‏)‏ السيف‏(‏ يجلوه‏)(‏ جلاء‏(‏ أي صقله‏,,‏ ويقال‏‏ جلا‏)‏ بصره بالكحل‏(‏جلاء‏)‏‏,‏ ولذلك يقال للكحل‏(‏ الجلاء‏).‏
    و‏(‏التجلي‏)‏ قد يكون بالذات كما في قوله‏(‏ تعالى‏):‏ والنهار إذا تجلي‏*‏ ‏(‏ الليل‏:2)‏
    وقد يكون بالأمر والفعل من مثل قوله تعالى‏:‏ (فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا وخر موسي صعقا‏)‏(‏ الأعراف‏:143).‏
    ويقال‏(‏ جلا‏)‏ العروس‏(‏ يجلوها‏)(‏ جلاء‏)‏ و‏(‏جلوة‏),‏ و‏(‏اجتلاها‏)‏ بمعني نظر إليها‏(‏ مجلوة‏),‏ ويقال‏:‏ فلان ابن‏(‏ جلا‏)‏ أي مشهور‏.‏
    و‏(‏الجلاء‏)‏ هو الأمر‏(‏الجلي‏)‏ أي الواضح البين‏,‏ و‏(‏الجلاء‏)‏ أيضا هو الخروج من البلد والإخراج منه‏,‏ يقال‏:‏ لقد‏(‏ جلوا‏)‏ عن أوطانهم ولقد‏(‏ جلاهم‏)‏ أو‏(‏ أجلاهم‏)‏ غيرهم‏(‏ فأجلوا‏)‏ عنها‏,‏ ويقال كذلك‏‏ أجلوا‏)‏ عن الشيء إذا انفرجوا عنه‏.‏
    من أقوال المفسرين
    في تفسير قوله‏(‏ تعالى‏):‏والنهار إذا جلاها‏*‏
    ذكر ابن كثير‏(‏ يرحمه الله‏)‏ مانصه‏:...‏ قال مجاهد‏‏ والصواب هو أنارها‏),‏ وقال قتادة‏:‏ إذا غشيها النهار‏,‏ وتأول بعضهم ذلك بمعني‏:‏ والنهار إذا جلا الظلمة لدلالة الكلام عليها‏.(‏ قلت‏):‏ ولو أن القائل تأول ذلك بمعني‏(‏ والنهار إذا جلاها‏)‏ أي البسيطة لكان أولي‏,‏ ولصح تأويله في قوله‏(‏ تعالى‏)‏ والليل إذا يغشاها‏)‏ فكان أجود وأقوي‏,‏ والله أعلم‏.‏ ولهذا قال مجاهد‏‏ والنهار إذا جلاها‏)‏ إنه كقوله تعالى‏‏ والنهار إذا تجلي‏),‏ وأما ابن جرير فاختار عود الضمير في ذلك كله علي الشمس لجريان ذكرها‏,...‏
    ‏*‏ وجاء في الجلالين‏(‏ رحم الله كاتبيه‏)‏ ما نصه‏‏ والنهار إذا جلاها‏)‏ بارتفاعه‏(‏ أي‏:‏ ظهرت فيه‏).‏
    ‏*‏ وذكر صاحب الظلال‏(‏ رحمه الله رحمة واسعة‏)‏ مانصه‏:‏
    ويقسم بالنهار إذا جلاها‏..‏ مما يوحي بأن المقصود بالضحى هو الفترة الخاصة لا كل النهار‏..‏ والضمير في‏(‏ جلاها‏)..‏ الظاهر أنه يعود إلي الشمس المذكورة في السياق‏..‏ ولكن الإيحاء القرآني يشي بأنه ضمير هذه البسيطة‏.‏ وللأسلوب القرآني إيحاءات جانبية كهذه مضمرة في السياق لأنها معهودة في الحس البشري يستدعيها التعبير استدعاء خفيا‏.‏ فالنهار يجلي البسيطة ويكشفها‏.‏ وللنهار في حياة الإنسان آثاره التي يعلمها‏.‏ وقد ينسي الإنسان بطول التكرار جمال النهار وأثره‏.‏ فهذه اللمسة السريعة في مثل هذا السياق توقظه وتبعثه للتأمل في هذه الظاهرة الكبرى‏.‏
    ‏*‏ وجاء في صفوة البيان لمعاني القرآن‏(‏ رحم الله كاتبه برحمته الواسعة‏)‏ ما نصه‏‏ والنهار إذا جلاها‏)‏ أي جلي الشمس وأظهرها‏,‏ فإنها تتجلي إذا انبسط النهار ومضت منه مدة‏,‏ وهو وقت الضحى والضحاء‏.‏ وقيل‏:‏ جلي الدنيا‏,‏ أي وجه الأرض وما عليه‏.‏
    ‏*‏ وذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم‏(‏ جزاهم الله خيرا‏)‏ ما نصه‏:‏وبالنهار إذا أظهر الشمس واضحة غير محجوبة‏.‏
    ‏*‏ وجاء في صفوة التفاسير‏(‏ جزي الله كاتبه خيرا‏)‏ ما نصه‏:‏
    ‏(‏والنهار إذا جلاها‏)‏ أي وأقسم بالنهار إذا جلا ظلمة الأرض بضيائه وكشفها بنوره‏,‏ وقال ابن كثير‏:‏ إذا جلا البسيطة وأضاء الكون بنوره‏.‏
    النهار في القرآن الكريم
    ورد ذكر النهار في مقابلة الليل في القرآن الكريم سبعا وخمسين‏(57)‏ مرة‏,‏ منها أربع وخمسون‏(54)‏ مرة بلفظ النهار‏,‏ وثلاث‏(3)‏ مرات بلفظ نهارا‏,‏ كذلك وردت ألفاظ الصبح والإصباح‏,‏ وبكرة‏,‏ والفلق والضحى ومشتقاتها بمدلول النهار أو بمدلول أجزاء منه في آيات أخري كثيرة‏,‏ كما وردت كلمة اليوم أحيانا بمعني النهار‏.‏
    وذلك من مثل قوله‏(‏ تعالى‏):‏
    ــ قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحي‏*‏‏(‏ طه‏:59)‏
    ــ يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلي ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون‏*‏ ‏(‏ الجمعة‏:9)‏
    ــ أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر‏..*‏ ‏(‏ البقرة‏:184)‏
    ــ فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم‏....*‏‏(‏ البقرة‏:196).‏
    ــ فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام‏...*‏ ‏(‏ المائدة‏:89).‏
    ــ سخرها عليهم سبع ليالي وثمانية أيام حسوما‏...*‏‏(‏ الحاقة‏:7).‏
    ــ‏...‏ وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين‏*‏‏(‏ سبأ‏:18)‏
    والنهار في القرآن الكريم يمتد من الفجر الصادق إلي الغروب وذلك لقول الحق‏(‏ تبارك وتعالى‏):‏وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل‏...*‏‏(‏ هود‏:114)‏
    الدلالة العلمية للآية الكريمة
    في الآيات الأربع الأولي من سورة الشمس يقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالى‏):‏
    والشمس وضحاها‏*‏ والقمر إذا تلاها‏*‏ والنهار إذا جلاها‏*‏ والليل إذا يغشاها‏*‏
    وضمير الغائب في هذه الآيات يعود علي الشمس كما هو واضح من سياق السورة الكريمة‏,‏ ومن قواعد اللغة العربية‏,‏ ومن شروح المفسرين الذين لم تختلف شروحهم إلا في تفسير قول الله‏(‏ تعالى‏):‏ والنهار إذا جلاها فأعادوا ضمير الغائب هنا مرة إلي الشمس‏,‏ ومرة إلي الظلمة‏,‏ وثالثة إلي البسيطة أي الأرض‏,‏ وذلك لأن الناس قد درجوا عبر التاريخ علي فهم أن طلوع الشمس هو الذي يجلي ظلمة الليل وينير وضح النهار‏.‏
    فكيف يمكن أن يكون النهار هو الذي يجلي الشمس؟
    ولكن في مطلع الستينيات من القرن العشرين بدأ نشاط ريادة الفضاء‏,‏ وفوجيء هؤلاء الرواد بحقيقة مذهلة مؤداها أن الكون يغشاه الظلام الدامس في غالبية أجزائه‏,‏ وأن طبقة النهار المنيرة عبارة عن حزام رقيق جدا لايتعدي سمكه مائتي كيلو متر فوق مستوي سطح البحر‏,‏ يغلف نصف الأرض المواجه للشمس ويتحرك علي سطحها بمعدل دورانها حول محورها أمام الشمس‏,‏ وأنه بمجرد تجاوز تلك الطبقة الرقيقة من نور النهار تبدو الشمس قرصا أزرق باهتا في صفحة سوداء حالكة السواد‏,‏ وكذلك تتضح مواقع النجوم بنقاط زرقاء باهتة لا تكاد تري‏.‏
    وبدراسة هذه الظاهرة المبهرة والتي سبق للقرآن الكريم أن أشار إليها من قبل ألف وأربعمائة سنة بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالى‏):‏ ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون‏*‏ لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون‏(‏ الحجر‏:15,14).‏
    ــ وبقوله‏(‏ سبحانه‏):‏ وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون‏*‏‏(‏ يس‏:37).‏
    ــ وبقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها‏*‏ رفع سمكها فسواها‏*‏ وأغطش ليلها وأخرج ضحاها‏*‏‏(‏ النازعات‏:27‏ ــ‏29)‏
    وفي محاولة لتفسير السبب في ظلمة الكون ونور طبقة النهار المحدودة بحدود نصف الأرض المواجه للشمس وبسمك لايتعدي المائتي كيلو متر أتضح أن الغالبية العظمي من أشعة الشمس هي أشعة غير مرئية‏,‏ وأن الجزء المرئي منها لا يري إلا بعد انعكاسه وتشتته لمرات عديدة علي عدد من الأجسام من مثل جزيئات العناصر والمركبات المكونة للطبقة الدنيا من الغلاف الغازي للأرض‏,‏ وما بها من هباءات الغبار‏,‏ وقطيرات الماء‏,‏ وبخاره‏.‏
    ولما كان الغلاف الغازي للأرض تتضاءل كثافته بالارتفاع حتى لا تكاد أن تدرك‏,‏ كما يتضاءل محتواه من هباءات الغبار والرطوبة بصفة عامة‏,‏ توقفت عمليات تشتيت ضوء الشمس وعكسه علي المائتي كيلو متر السفلي من هذا الغلاف الغازي فقط والتي يري فيها نور النهار‏,‏ وبقي الكون في ظلام دامس‏,‏ وبقي موقع الشمس علي هيئة قرص أزرق وسط هذا الظلام‏,‏ كما بقيت مواقع النجوم نقاطاً زرقاء باهتة في بحر غامر من ظلمة الكون الشاملة ويؤكد ذلك تناقص ضغط الغلاف الغازي للأرض من نحو الكيلو جرام على السنتيمتر المربع عند مستوى سطح البحر إلى أقل من واحد من المليون من هذا الضغط في الأجزاء العليا من غلاف الأرض الغازي‏,‏وتحت مثل هذه الضغوط التي لا تكاد أن تدرك تبدأ مكونات الجزئيات في هذا الغلاف الغازي في التفكك إلى ذراتها وأيوناتها بفعل الأشعة الكونية القادمة من الشمس ومن غيرها من نجوم السماء‏,‏ ويساعد على قلة الضغط سيادة الغازات الخفيفة من مثل الإيدروجين والهيليوم على حساب الغازات الأثقل نسبياً من مثل الأوكسجين والنيتروجين‏,‏ ويعين علي تخلخل الهواء الارتفاع الشديد في درجات الحرارة التي تصل إلي أكثر من ألفي درجة مئوية في الجزء المسمي بالنطاق الحراري‏,‏ وفي النطاق الخارجي من الغلاف الغازي للأرض‏,‏ وعلي ذلك فإن الجزء المرئي من موجات الإشعاع الشمسي لا تكاد تجد ما تنعكس أو تتشتت عليه فلا تري إلا في المائتي كيلو متر السفلي من الغلاف الغازي للأرض حيث تتوفر جسيمات الانعكاس والتشتت فيتضح هذا النور الأبيض الجميل الذي يميز فترة النهار على الأرض والذي يعطي بتقدير من الله الخالق لكل شيء لونه من مثل السماء‏,‏ والشمس‏,‏ والسحاب‏,‏ وماء البحر وغيره وذلك بسبب تحلل هذا النور الأبيض إلي أطيافه السبعة وامتصاص بعضها‏,‏ وعكس البعض الآخر‏,‏ ومعني ذلك أن النهار وهو الذي يجلي لنا الشمس‏,‏ أي يجعلها واضحة جلية لأحاسيس المشاهدين من أهل الأرض‏,‏ وليس العكس كما ظل الناس يعتقدون عبر التاريخ‏,‏ فلولا طبقة النهار‏(‏ وهي المائتي كيلو متر السفلي من الغلاف الغازي الملاصق لنصف الأرض المواجه للشمس‏)‏ ومابه من كثافة غازية‏,‏ ورطوبة‏,‏ وهباءات غبارية ما تجلت لنا الشمس أبدا‏,.‏ وهذه حقيقة علمية لم يدركها الإنسان إلا بعد ريادة الفضاء‏.‏
    ولذلك يصف القرآن الكريم النهار بأنه مبصر في أكثر من آية وذلك من مثل قوله‏(‏ تعالى‏):‏ (ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون‏)(‏النمل‏:86).‏
    ويصف الصبح بأنه هو الذي يسفر أي ينير وينكشف فيقول‏(‏ سبحانه‏):‏ (والليل إذ أدبر‏*‏ والصبح إذا أسفر)‏‏(‏ المدثر‏:33).‏
    ويصف النهار بأنه هو الذي يتجلي فيقول: ‏(‏ عز من قائل‏):‏والليل إذا يغشي‏*‏ والنهار إذا تجلي‏*‏‏(‏ الليل‏:2,1)‏
    أشعة الشمس
    تنتج الطاقة في الشمس من عملية الاندماج النووي لنوي كل أربع ذرات من غاز الإيدروجين لتنتج نواة واحدة من نوي ذرات الهيليوم‏,‏ ولما كانت كتلة ذرة الإيدروجين تساوي‏1,0078‏ وحدة ذرية فإن كتلة أربع ذرات منها تساوي
    ‏1,0078*4=4,0312‏ وحدة ذرية‏.‏
    ولما كانت كتلة ذرة الهيليوم‏=4,003‏ وحدة ذرية‏.‏ فإن الفرق بين كتلة ذرات الإيدروجين الأربع المندمجة مع بعضها البعض‏,‏ وكتلة ذرة الهيليوم الناتجة عن هذا الاندماج وهو عبارة عن‏00,0282‏ وحدة ذرية ينطلق علي هيئة طاقة مما يشير إلي تساوي كل من المادة والطاقة‏.‏
    وتبعث هذه الطاقة في كميات متتابعة تسمي الفوتونات‏(‏ جمع فوتون‏)‏ في موجات كهرومغناطيسية لا تختلف عن بعضها البعض إلا في طول موجة كل منها ومعدل ترددها‏,‏ تعرف باسم أطياف الموجات الكهرومغناطيسية‏.‏
    فالطيف الكهرومغناطيسي عبارة عن سلسلة متصلة من مجموعات تلك الأمواج المكونة من الفوتونات والتي لا تختلف فيما بينها إلا في سرعة تردداتها‏,‏ وأطوال موجاتها‏.‏
    وتتفاوت موجات الطيف الكهرومغناطيسي في أطوالها بين جزء من مليون مليون جزء من المتر بالنسبة لأقصرها وهي أشعة جاما‏,‏ وبين عدة كيلو مترات بالنسبة لأطولها وهي موجات الراديو‏(‏ أو الموجاات اللاسلكية‏),‏ ويأتي بين هذين الحدين عدد من الموجات التي تترتب حسب تزايد طول الموجة من القصير إلي الطويل علي النحو التالي‏:‏ الأشعة السينية‏,‏ والأشعة فوق البنفسجية‏,‏ والأشعة المرئية‏,‏ والأشعة تحت الحمراء‏.‏
    أما الإشعاعات المرئية فيتراوح طولها الموجي بين‏(0,4‏ و‏0,7)‏ ميكرون‏(‏ والميكرون‏=‏ جزء من مليون جزء من المتر‏)‏ وتميز عين الإنسان من أطياف الضوء المرئي‏:‏ الأحمر‏,‏ والبرتقالي‏,‏ والأصفر‏,‏ والأخضر‏,‏ والأزرق‏,‏ والنيلي‏,‏ والبنفسجي‏.‏
    والطيف الضوئي في الحقيقة عبارة عن عدد لا نهائي من الألوان المتدرجة في التغير‏,‏ وإن كانت عين الإنسان لا تستطيع أن تميز منها إلا هذه الألوان السبعة فقط‏.‏
    والطيف الأحمر هو أطول موجات الضوء المرئي وأقلها تردداً‏,‏ بينما الطيف البنفسجي هو أقصرها وأعلاها تردداً‏.‏
    والمسافة بين قمتين متجاورتين للموجة يعرف باسم طول الموجة‏,‏ وعدد مرات ارتفاع وانخفاض الموجة في الثانية الواحدة يعرف باسم تردد الموجة‏,‏ وحاصل ضرب الرقمين ثابت ويساوي سرعة الضوء‏(‏ حوالي‏300,000‏ كيلو متر في الثانية‏).‏
    وكل موجات الطيف الكهرومغناطيسي لها صفات الضوء المرئي إلا أنها لا ترى فهي قابلة للانعكاس‏,‏ وقادرة علي الانكسار وعلى التحرك في الفراغ‏,‏ على عكس الموجات الصوتية التي لا تتحرك في الفراغ‏.‏
    والأشعة الصادرة من الشمس تمثل كل موجات الطيف الكهرومغناطيسي من أقصرها وهي أشعة جاما إلي أطولها وهي موجات الراديو‏,‏ وأغلبها أشعة غير مرئية لعين الإنسان‏,‏ وهي متداخلة تداخلا شديدا مع بعضها البعض ولذلك لا يري الضوء الأبيض إلا بعد العديد من عمليات الانعكاس والتشتت لأشعة الشمس علي ملايين الجسيمات الصلبة والسائلة والغازية الموجودة في الطبقة الدنيا من الغلاف الغازي للأرض من مثل هباءات الغبار‏,‏ وبخار الماء وقطراته‏,‏ وجزيئات الغازات المختلفة من مثل النيتروجين والأوكسجين وثاني أوكسيد الكربون‏,‏ فالضوء المنظور لابد من انعكاسه وتشتته حتى يمكن لعين الإنسان أن تراه‏.‏
    وهنا يتضح لنا جانب من الجوانب العلمية في هذا القسم القرآني‏:‏ والنهار إذا جلاها لأن الذي يجلي الشمس لعين الإنسان هو كثرة انعكاس الضوء الصادر منها إلي الأرض وتشتته على الجسيمات الصلبة والسائلة والغازية الموجودة بتركيز معين في نطاق الجزء الأسفل من الغلاف الغازي للأرض‏(‏ إلي ارتفاع مائتي كيلو متر تقريبا فوق مستوي سطح البحر‏)‏ وباقي المسافة بيننا وبين الشمس‏(‏ والمقدرة بحوالي‏150‏ مليون كيلو متر في المتوسط‏)‏ بل باقي الجزء المدرك لنا من الكون يغرق في ظلام دامس بالنسبة لعين الإنسان التي تري الشمس خارج نطاق طبقة نور النهار قرصا أزرقا في صفحة سوداء‏.‏ وهذه الطبقة الرقيقة من نور النهار تدور مع دوران الأرض حول محورها أمام الشمس وعندما يدخل ضوء الشمس إلي الطبقة الدنيا من الغلاف الغازي للأرض فإنه يتعرض للعديد من عمليات الانعكاس والتشتت‏,‏ فيعطي لكل من السحاب والشمس والسماء والبحر لونه الخاص به‏,‏ وهذا معناه ان النهار هو الذي يجلي لنا الشمس أي يجعلها واضحة جلية لأحاسيس المشاهدين لها من أهل الأرض‏,‏ وليست الشمس هي التي تجلي لنا النهار كما كان يعتقد كل الناس عبر التاريخ حتي بدء رحلات الفضاء في منتصف الستينيات من القرن العشرين‏.‏
    وعلى ذلك فإن هذه الآية وحدها تكفي لإقامة الحجة علي أهل عصرنا ـ عصر التقدم العلمي والتقني الذي نعيشه ـ بأن القرآن الكريم لا يمكن أن يكون صناعة بشرية‏,‏ بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه‏,‏ علي خاتم أنبيائه ورسله‏,‏ وحفظه بحفظه وإرادته وقدرته‏,‏ بنفس لغة وحيه‏(‏ اللغة العربية‏)‏ علي مدي أربعة عشر قرنا وإلي أن يرث الله الأرض ومن عليها‏,‏ محتفظا بروعة أسلوبه وجمال آياته‏,‏ وضبط حروفه وكلماته وسمو دعوته ووضوح اشراقاته بجلال الربوبية المتلألئة بين كلماته‏,‏ وبصدق حديث الخالق عن خلقه‏,‏ وبكمال ما جاء به من دين‏,‏ ودقة ما رواه من سير الأولين‏,‏ وتحقق نبوءاته التي جاءت كعين اليقين‏,‏ وروعة وقعه علي أسماع وعقول وقلوب المستمعين‏,‏ وجميل خطابه إلي كل ذي عقل سليم‏..!!‏
    وقد جاء كل ذلك في زمن لم يكن للإنسان فيه نصيب من العلم الكوني‏,‏ وفي بيئة لم يتوافر فيها شيء من ذلك‏,‏ وظل العالم لقرون لا يعرف حقيقة ان النهار هو الذي يجلي لنا الشمس حتي بدأت رحلات الفضاء وفهم عدد محدود من العلماء طبيعة المادة ومساواتها بالطاقة‏,‏ وبناء المركبات من جزيئات المادة‏,‏ وبناء الجزيئات من الذرات‏,‏ وبناء الذرة من نواة في الوسط تحمل أغلب كتلة الذرة وفيها الجسيمات الموجبة‏(‏ البروتونات‏)‏ والمتعادلة‏(‏ النيوترونات‏)‏ ويدور حولها عدد مكافيء من الجسيمات السالبة‏(‏ الاليكترونات‏),‏ ويتكون كل جسيم من هذه الجسيمات من لبنات بناء أقل عرفت باسم اللبنات الأولية للمادة التي بدأ اكتشافها يتوالى حتى تم اكتشاف جسيمات كسرية الشحنة يعرف أحدها باسم الكوارك‏,‏ وتم اكتشاف تلك الكواركات‏ (Quarks)‏ في منتصف الستينيات من القرن العشرين‏,‏ ثم في سنة‏1984‏م تم اقتراح نظرية الأوتار الفائقة‏ (The Superstrings Throry)‏ والتي تفترض أن اللبنات الأولية للمادة تتكون من أوتار متناهية الضآلة‏,‏ فائقة الدقة‏,‏ سريعة الاهتزاز وذلك في محاولة لتوحيد القوي الثلاث في الذرة وهي القوة الكهرومغناطيسية‏,‏ والقوة النووية الشديدة والضعيفة‏,‏ وهناك آمال عريضة لدي علماء العصر في ضم قوي الجاذبية إلي هذه القوي الثلاث في قوة واحدة تعبر عن وحدة الخالق الأعظم‏.‏
    ونظرية الأوتار فائقة الدقة التي تصور اللبنات الأولية للمادة علي أنها مكونة من أوتار متناهية الضآلة في الحجم‏,‏ فائقة الدقة في الحركة والاهتزاز‏,‏ تصور تلك الجسيمات علي هيئة حلقات من أوتار رنينية دقيقة جدا بدلا من أن تكون علي هيئة نقاط مادية‏,‏ وأن الاهتزازات الرنينية المختلفة لتلك الأوتار هي التي تحدد ملامح الجسيم الأولي للمادة من حيث الكتلة والشحنة‏,‏ وهي بذلك تؤكد التساوي بين المادة والطاقة وتعتبرهما وجهان لعملة واحدة تؤكد وحدانية الخالق العظيم‏.‏ كما تدعم تحول المادة في قلب الشمس إلي طاقة‏,‏ وانبثاق تلك الطاقة علي هيئة أطياف من الموجات الكهرومغناطيسية المتداخلة والتي تتحلل في النطاق السفلي من الغلاف الغازي للأرض فيعطينا هذا الضوء الأبيض المرئي الذي ينير نهار الأرض ويجلي لنا الشمس‏.‏
    فسبحان الذي أنزل هذه الآية القرآنية المعجزة والنهار إذا جلاها
    التي تؤكد أن فترة النهار التي تعتري نصف الأرض المواجه للشمس بسمك لا يتعدي المائتي كيلو متر فوق مستوي سطح البحر بما فيها من هباءات الغبار‏,‏ والرطوبة‏,‏ وكثافة الغازات‏,‏ هي التي تعكس موجات الضوء المنظور من أشعة الشمس وتشتته فيظهر لنا بهذا النور الأبيض المبهج ويجلي لنا الشمس‏.‏
    وهي حقيقة استغرقت جهود الآلاف من العلماء والعشرات من القرون حتي أمكن لعدد قليل من العلماء أن يتعرفوا عليها‏,‏ وورودها في كتاب الله الذي أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة بهذا الوضوح القطعي لمما يجزم بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق‏,‏ وأن النبي الخاتم الذي تلقاه كان موصولا بالوحي ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض‏,‏ فصلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين‏.‏
    المصدر:
    بحث للدكتور زغلول النجار نشر على جريدة الأهرام بتاريخ الاثنين /3/ جمادي الآخر 1423هـ
    ............................

  10. افتراضي

    قطعت جهيزة قول كل خطيب.
    جزاك الله خيراً.
    ( فاعلم أنه لا إله إلا الله )
    أنصار | أذكار | الموقع | نجاح | متقين | السنة | جامع | معرفة | اعرف | معلومة

  11. افتراضي

    الأستاذ الجامعي أحمد المنصور،

    لقد ترددت في أن أرد عليك بأسلوب أنتقص فيه منك كما تفعل، لكني آثرت ألا أفعل وأن اكتفي بقول: سلاما.

    كلامك واضح في أنك حولت معنى النهار إلى أنه الغلاف الجوي المقابل للشمس، واذا أردت دعني أذكرك به:

    هل تكفي الشمس لظهور النور؟ الإجابة: لا، والدليل أن الفضاء مظلم. ومثلما لا نقول أن الكهرباء تنير، ولكنها تسبب في الإضاءة عند وجود المصباح. نقول أن الشمس تسبب في الإضاءة ولكن عند وجود الغلاف الجوي (الوسط مادي) وهو الذي يظهرها (ويجليها). وهذا يتم في في الجزء المقابل للشمس (أي في وقت معين) أشار الحق عزّ وجلّ له بالنهار.
    وهو تفسير مضحك -واعذرني على صراحتي فيه- يخرج الكلمة عن معانيها اللغوية:

    والنَّهارُ‏:‏ ضِياءُ ما بينَ طُلوعِ الفَجْرِ إلى غُروبِ الشمسِ، أو من طُلوعِ الشمسِ إلى غُروبِها، أو انْتِشارُ ضَوْءِ البصرِ وافْتِراقُهُ (القاموس المحيط).
    فأين احتواء المعاني الذي خرجت لنا به من هذا التعريف؟

    المعنى الصحيح للآية هي أن الضمير يعود على الأرض أو على الظلمة ولو لم تذكر في السياق فهي كناية عنها لأن معناها معروف.

    يقول الطبري في تفسيره:
    وكان بعض أهل العربية يتأوّل ذلك بمعنى: والنهار إذا جَلاَّ الظلمة، ويجعل الهاء والألف من جلاَّها كناية عن الظلمة، ويقول: إنما جاز الكناية عنها، ولم يجر لها ذكر قبل، لأن معناها معروف، كما يعرف معنى قول القائل: أصبحت باردة، وأمست باردة، وهبَّت شمالاً، فكنى عن مؤنثات لم يجر لها ذكر، إذ كان معروفاً معناهن.

  12. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هادي
    يقول الطبري في تفسيره:
    أسعدتنى جداً هذه العبارة
    لحسن استدلال الأخ هادى بتفاسير أهل السنة والجماعة.
    عذراً : هذا تعليق على الهامش
    ( فاعلم أنه لا إله إلا الله )
    أنصار | أذكار | الموقع | نجاح | متقين | السنة | جامع | معرفة | اعرف | معلومة

  13. #13

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو جهاد الأنصاري
    قطعت جهيزة قول كل خطيب.
    جزاك الله خيراً.
    عذراً أخي الفاضل ..
    هل لي ان اسألك من المقصود بعبارتك السابقة؟ وماذا تعني؟
    شكراً لتفهمك.
    ............................

  14. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هادي
    الأستاذ الجامعي أحمد المنصور،
    لقد ترددت في أن أرد عليك بأسلوب أنتقص فيه منك كما تفعل، لكني آثرت ألا أفعل وأن اكتفي بقول: سلاما.
    حسنًا طالما تقول أنني أستاذًا جامعيًا، فهل أوضحت لنا مستواك (من باب أولى حتى نعرف كيف نتحدث معك). أعرف جيدًا لماذا كتبت هذا الرد؛ ويحق للقارئ أن يعرف أيضًا.

    أنت تتحدث عن ما لا تفهمه (وتضع اللوم علينا) لكي تجادل بالباطل. والنتيجة أنه يستحيل إقناعك. وحتى يكون كلامي مفعمًا بالدليل؛ لأن الكلام الذي من غير دليل - هو مثل كلامك بالضبط – لا وزن له. عليه قصدًا طلبت منك أن أن تضع المطلوب في نقاط. فأين هي؟؟؟
    وكما يقول بعض الأطفال (بح). فإذا كنت تعرف عن ماذا نتحدث فضع النقاط وإلا إلزم الصمت فهو لك أشرف وأستر.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هادي
    كلامك واضح في أنك حولت معنى النهار إلى أنه الغلاف الجوي المقابل للشمس، واذا أردت دعني أذكرك به:
    طبعًا كل شئ عندك واضح. يكفي فقط الإدعاء. عمومًا حاول أن تستحدم عقلك بدل أصابعك واقرأ مرة أخرى:

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد المنصور
    فكان القول (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا) إختصارًا بالحد الأدني من الكلمات - يضيف إلى عظمة القرآن الكريم – لتحديد المعنى المطلوب كاملا (السبب ونتائجه).
    وعندما تضع النقاط المطلوبة (التي توضح أنك فاهم الحد الأدنى من الموضوع) سأشرح لك المزيد. أما الآن فأني أشك في صدق رغبتك، وقدرتك على الإستيعاب أصلاً. أو تعترف أنك لا تعرفها – وتتخلى عن العند الساذج - وعندها سنشرح لك بكل سعة صدر.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هادي
    وهو تفسير مضحك -واعذرني على صراحتي فيه- يخرج الكلمة عن معانيها اللغوية:
    بالنسبة للصراحة فإنها لا تحتاج لعذرٍ، أما الضحك فأعذرك، فالإنسان عدو لما جهل. وأنت عدو لكل شيء. (بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ).

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هادي
    والنَّهارُ‏:‏ ضِياءُ ما بينَ طُلوعِ الفَجْرِ إلى غُروبِ الشمسِ، أو من طُلوعِ الشمسِ إلى غُروبِها، أو انْتِشارُ ضَوْءِ البصرِ وافْتِراقُهُ (القاموس المحيط).
    فأين احتواء المعاني الذي خرجت لنا به من هذا التعريف؟
    ألم أقل لك أن الكلام يجلي جهل صاحبه (واعذرني لصراحتي). هل تفهم الآن معنى التجلية؟؟؟

    وأعيد عليك السؤال: كيف تظهر (تجلي) نور الشمس (أو موجات الليزر مثلاً) في الفراغ؟

    فهل ستجيب؟؟؟ ام أنك ستثرثر كالعادة!


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هادي
    المعنى الصحيح للآية هي أن الضمير يعود على الأرض أو على الظلمة ولو لم تذكر في السياق فهي كناية عنها لأن معناها معروف.

    يقول الطبري في تفسيره:
    إذا كنا نتحدث عن المعنى العلمي للآية، فأرجو أن تذكر لنا التخصص العلمي الدقيق للإمام الطبري رحمه الله. لأنني كنت أظن أنك ستحدثنا عن معادلات ماكسويل (وهذه على فكرة ليست شتيمة) والتعارض بينها وبين الآية.
    التعديل الأخير تم 11-06-2005 الساعة 07:10 PM

  15. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قرآن الفجر
    عذراً أخي الفاضل ..
    هل لي ان اسألك من المقصود بعبارتك السابقة؟ وماذا تعني؟
    شكراً لتفهمك.
    جهيزة.. فتاةعربية، وللمثل حكاية :
    أن حيين من العرب اجتمعوا للصلح بين قبيلتين ، قتل أحدهما من الآخر قتيلاً، ويسألون أن يرضوا بالدية، فبينما هم في ذلك، إذ جاءت (جهيزة) وهي تقول: إن القاتل قد ظفر به بعض أولياء المقتول فقتله..! فقالوا عند ذلك: (قطعت جهيزة قول كل خطيب).. أي قد استغني عن الخُطَب..! فأصبح المثل سائراً بين العرب، يضرب لمن يقطع على الناس ما هم فيه.
    وما أوردتيه حضرتك أظنه يكفى لفصل الحوار فى هذا الموضوع
    وإن كان البعض يرى خطأ فى موقف الفتاة ،
    ولكن الشاهد من المثل هنا هو الاكتفاء بقول الفتاة لفض الحوار
    وهو طيب جداً.
    جزاك الله خيراً.
    ( فاعلم أنه لا إله إلا الله )
    أنصار | أذكار | الموقع | نجاح | متقين | السنة | جامع | معرفة | اعرف | معلومة

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. القرآنيون ومطاعنهم ومقولتهم (هَذَا الْقُرْآنَ .. وَكَفَى )
    بواسطة ناصر التوحيد في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 43
    آخر مشاركة: 03-06-2018, 10:07 PM
  2. -من الذى يجلى من ؟ {* وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا *} -
    بواسطة أسلمت لله 5 في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 04-16-2014, 01:08 PM
  3. حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ
    بواسطة عمر عبدالمنعم في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 09-05-2013, 04:44 PM
  4. حوار حول قوله تعالى: ((إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ))
    بواسطة احمد المنصور في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 38
    آخر مشاركة: 01-24-2010, 06:55 AM
  5. يَا وُزَرَاءَ الصِّحَّةِ ... غَيِّرُوا هَذَا الشِّعَارِ
    بواسطة حازم في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-31-2005, 10:40 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء