بسم الله الرحمن الرحيم
أبو المظفر محمد بن احمد الأبيوردي (توفي 557 هـ) أحد الشعراء الكبار - يقول عندما استولى الفرنجة على بيت المقدس سنة 492 هـ .
مزجنا دماء بالدموع السواجم - فلم يبق منها عرضة للمراحم
وشر سلاح المرء دمع يفيضه - إذا الحرب شبت نارها بالصوارم
فإيها بني الإسلام إن وراءكم - وقائع يلحقن الذرى بالمناسم
وكيف تنام العين ملء جفونها - على هفوات ايقظت كل نائم
أتهويمة في ظل أمن وغبطة - وعيش كنوار الخميلة ناعم
وإخوانكم بالشام يضحى مقيلهم - ظهور المذاكي أو بطون القشاعم
يسومهم الروم الهوان وأنتمُ - تجرون ذيل الخفض فعل المسالم
وكم من دماء قد أبيحت ومن دمى - توارى حياء حسنها بالمعاصم
بحيث السيوف البيض محمرة الظبى - وسحر العوالي داميات اللهاذم
سُللن بأيدي المسلمين قواضبا - ستغمد منهم في الطلى و الجماجم
وبين اختلاس الطعن والضرب وقفة - تظل لها الولدان شيب القوادم
وتلك حروب من يغب عن غمارها - ليسلم، يقرع بعدها سن نادم
يكاد لهن المستجن بطيبة - ينادي بأعلى الصوت : يا آل هاشم
أرى أمتي لا يشرعون إلى العدا - رماحهم والدين واهي الدعائم
و يجتنبون النار خوفا من العدى - ولا يحسبون العار ضربة لازم
أترضى صناديد الأعاريب بالأذى - وتغضي على ذل كماة الأعاجم
فليتهمُ إذ لم يذودوا حمية - عن الدين ضنوا غيرة بالمحارم
وإن زهدوا في الأجر إذا جمش الوغى - فهلا أتوه رغبة في المغانم
لئن أذعنت تلك الخياشيم للثرى - فلا عطست إلا بأجدع راغم
دعوناكم و الحرب ترنو ملحة - إلينا بألحاظ النسور القشاعم
تراقب فينا غارة يعربية - تطيل عليها الروم عض الأباهم
فإن أنتمُ لم تغضبوا عند هذه - رمينا إلى أعدائنا بالحرائم
ثلاث مهلكات: شح مطاع وهوىً متبع وإعجاب المرء بنفسه
Bookmarks