السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } البقرة (183-184)
الصيام لغة : الإمساك .
أي إمساكُهُ عن مَطعَمه ومَشربه وسائرِ ما مُنِعَهُ.
وقد كان الإمساك عن الكلام صوماً، قالوا في قوله تعالى: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحمنِ صَوْماً} [مريم 26]، إنَّه الإمساكُ عن الكلامِ والصَّمتُ.
والصوم شرعا هو": اسم للكفّ عن الأكل والشرب وما في معناهما ، وَعَنْ الْجِمَاعِ والإنزال فِي نَهَارِ الصَّوْمِ مَعَ نِيَّةِ الْقُرْبَةِ أَوْ الْفَرْضِ.
والآية فرضت الصيام لأنّ " كتب" تأتي بمعنى "فرض"
كما في قوله تعالى" كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ }
أو قوله"{ إنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا " -يعني فرضا مؤقتا-
وقَوْله تَعَالَى : { كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ } تتضمن ثلاثة مَعَانٍ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا مَرْوِيٌّ عَنْ السَّلَفِ ..
/1/قَالَ فيه الحسن والشّعبي وقتادة : " إنَّهُ كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا وَهُمْ النَّصَارَى شَهْرُ رَمَضَان أَوْ مِقْدَارُهُ مِنْ عَدَدِ الْأَيَّامِ ، وَإِنَّمَا حَوَّلُوهُ وَزَادُوا فِيهِ " .
/2/وَقَالَ فيه ابن عبّاس وَالرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ وَالسُّدِّيُّ : " كَانَ الصَّوْمُ مِنْ الْعَتَمَةِ إلَى الْعَتَمَةِ وَلَا يَحِلُّ بَعْدَ النَّوْمِ مَأْكَلٌ وَلَا مَشْرَبٌ وَلَا مَنْكَحٌ ، ثُمَّ نُسِخَ " .
/3/وقال آخرون : " مَعْنَاهُ أَنَّهُ كُتِبَ عَلَيْنَا صِيَامُ أَيَّامٍ كَمَا كُتِبَ عَلَيْهِمْ صِيَامُ أَيَّامٍ ، وَلَا دَلَالَةَ فِيهِ عَلَى مُسَاوَاتِهِ فِي الْمِقْدَارِ بَلْ جَائِزٌ فِيهِ الزِّيَادَةُ وَالنُّقْصَانُ " .
وَرُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَقَتَادَةَ : " الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ >> هم " أَهْلُ الْكِتَابِ " .
وَرَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : { أُحِيلَ الصِّيَامُ ثَلَاثَةَ أَحْوَالٍ ، فَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَجَعَلَ الصَّوْمَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ } ،
ثُمَّ إنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَرَضَ الصِّيَامَ بِقَوْلِهِ : { كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ } وَذَكَرَ مثل قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ الَّذِي قَدَّمْنَا .
أمّا قَوْلِهِ : { كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ } فليس فيه دلالة على العدد أو على كيفيّة وصفة الصيام, فهو "مجمل" يحتاج إلى بيان من نصوص أخرى ،
فَلَمَّا قَالَ تَعَالَى : فِي نَسَقِ التِّلَاوَةِ : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } علمنا به عدد الأيام المعدودات ووقتها وهي أيّام شهر رمضان .
ومن قوله صلى الله عليه وسلم: " بُنِي الإسلام على خمسٍ شهادةِ أن لا إلٰهَ إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقامِ الصلاة وإيتاءِ الزكاة وصومِ رمضان والحج "
أتضح لنا ان المقصود بالايام المعدودات هي شهر رمضان .
هذه إجابة لسؤالك واستفسارك الأول ..!!!
أما الاستفسار الثاني !! فهذه إجابته ..
( ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون ( 24 ) فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ( 25 ) )
{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }آل عمران24
هذه الآية نزلت تحكى قولاً قاله اليهود ، يكشف عن الغرور الذى ملأ أنفسهم ، فقد زعموا أنهم إذا دخلوا النار ،
فإنها لا تمسهم إلا مساً خفيفاً ، وأنهم لن يُخلدوا فيها ، بل يقضون عدة أيام.
وهذا تطاول منهم ، لأن شؤون الآخرة لا يعلمها إلا الله.
لذلك كذَّبهم الله ، وألزمهم الحُجة البالغة له عليهم وحصر مصدر هذا الذى ادعوه فى أمرين:
الأول: أن يكون عندهم من الله عهد بما قالوا ، والله لا يخلف عهده ، وهم فى الواقع لا عهد عندهم من الله يحدد فيه مدة مكثهم فى النار ، ودرجة العذاب الذى سيصيبهم فيها.
الثانى: هُمْ يفترون على الله عز وجل ، وماداموا ليس عندهم عهد من الله ، فهم إذاً لـكاذبون والذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون.
فكيف إذا جمعناهم >> انظر لهذا السؤال الاستنكاري من الله عز وجل لهم ...
الاستفسار الثالث .. إليك جوابه >>>
{وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }البقرة203
و لماذا الحج ايام >> ألا تعلم بقواعد اللغة العربية ؟؟؟ الاسم هنا أتى مجرور ...>> فــــ أيام أتت اسم مجرور بحرف الجر "في" وعلامة جره "الكسرة الظاهرة ".. هذا من قواعد اللغة العربيه الفصحى .. >>>أنظر لإعراب الآيات القرآنية ..
شوالصيام اياما >>> مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه لفتحة الظاهرة على آخره >>
نصيحه >> عليك الإلمام بقواعد اللغة العربية لكي تفهم معاني الايات وتستطيع ان تتدبرها ..
شكرا لك على القراءة أعلاه >>>> نور الهدى 2
Bookmarks