تحد للملحدين - جزيرة السيارات!!!
وكيف يصح في الأذهان شيء - اذا احتاج النهار الى دليل
نعم..وجود الله كالشمس في وضح النهار..فهو من البداهة بمكان بحيث لا يحتاج معها الى دليل. ومع ذلك يحب الملحدون والمسفسطون ان يشاغبوا حول هذه الحقيقة لأسباب اعتقد اهمها الكبر واتباع الهوى والشهوات. فتراهم طالما يطالبون بالدليل على وجود الله. وبالطبع لن ينسى معظمهم ان يلبس نفسه ثياب المواكب للعلم والتطور...وثياب العقلانية والمنطق. ومن علامات المسفسط أنه يلف ويدور في البدهيات... ولبيان عوار عقل الملحد اطرح هذا المثال وأشترط على نفسي ان يكون الطرح مفهوما حتى للأطفال.
جزيرة السيارات
هي جزيرة نائية منفصلة ...تدور قصتها على تجربة (وهمية) حيث قام العلماء فيها بوضع اطفال رضع في تلك الجزيرة واشرفوا على رعايتهم عن بعد. يعيش سكان هذه الجزيرة وقد تربوا على وجود السيارات فيها. من أين جاءت السيارات...لن نصعب المثال ونقول انها نتيجة عملية تكاثر من سيارتين قبلهما...وانما سنقول: في أول كل شهر...تنزل سيارة بحبل من السماء. الحبل ممتد الى نقطة لا يستطيع رصدها اهل الجزيرة.
انقسم اهل الجزيرة الى فريقين.
الفريق الأول: لا بد ان لهذه السيارة علة وصانعا اوجدها.
الفريق الثاني: لا...فنحن لا زلنا نشاهد هبوط السيارة من السماء كل شهر...ولا سبب او علة لها...هي تماما كالأحجار التي نراها في ارجاء الجزيرة.
الفريق الأول: ليست كذلك...فالفرق بين هذه السيارة والاحجار وجود ادلة اتقان وتصميم في صنعها وتناسق في عملها الوظيفي. انظر الى آلية العمل. لماذا تتقدم الى الأمام بنفس الاتجاه الذي تنظر اليه اعيننا عندما نجلس على كرسيها الموجه في ذلك الاتجاه كذلك. وعندما نشعل ضوء السيارة فانه ينور في اتجاه النظر للجالس في كرسيها كذلك..وكأن مصمم السيارة يعرف بأن الجالس سيكون انسانا بتلك الوضعية. كذلك لاحظوا وجود مرايا جانبية ووسطية...كأن مصمم السيارة كان يعرف بأن قائد هذه السيارة لا يمتلك عيونا خلفية فيحتاج الى هذه المرايا ليغطي المنطقة الخلفة والجوانب!!
الفريق الثاني: حسنا تزعمون ان لها صانعا. سنقوم بدراسة هذه السيارة والعلم سيكشف لنا الحقائق.
بعد عام من البحث:
الفريق الثاني: لقد تقدم العلم اليوم وبين لنا بأن ما كنتم تعتقدون انه له صانعا ليس له صانع. فقط كشفنا عن اسرار آلية عمل السيارة. فبعد فتحنا الغطاء اكتشفنا ان هناك محركا ومراوح تبريد ونظام تكييف وعرفنا كيف يعمل المحرك...حيث أن هناك شريطا يلتف وداخل المحرك هناك بسطونات تعمل بآلية معينة مع الاحتراق للوقود الذي هو المصدر الحقيقي لطاقة السيارة. وبعد ان كشفنا كل هذه التفصيلات وغيرها...استنتجنا أنه لا حاجة لنا لوجود صانع لتلك السيارة...لا سيما واننا لا نراه!
الفريق الأول: لكنكم في الحقيقة انتقلتم في سلسلة الاسباب من حلقة الى اخرى...فأجبتم عن كيفية عمل السيارة...ولم تجيبوا لماذا تعمل بتلك الطريقة وتلك الآلية...لا زلتم لم تجيبوا لماذا وضعت المرايا على الاطراف وكأن السيارة (او مصممها) يعرف بأن من سيجلس في هذه السيارة بشر لا يملكون عيونا خلفية. لماذا تعمل هذه السيارة بهذا التناسق الذي له هدف واضح: نقل ركاب السيارة في اتجاه معين من نقطة الى نقطة. وكل ما في السيارة يوفر خدمات لهذا الغرض؟ ببساطة: وجود "التصميم" دليل على وجود المصمم.
طبعا بهت الفريق الثاني وسلم للفريق الأول. لكن هناك فريقا ثالثا يسمى فريق الملحدين خالف الفريقين. وستسمعون ما قال قريبا في مشاركات الزملاء الملحدين.
من اسباب قوة هذه الحجة أنها لا تحتاج الى دراسة المنطق والفلسفة كي تدركها بداهة الانسان. لذلك طرحتها على مثال قصة يفهمها الاطفال. كذلك فان المتعمق في العلوم سيزيد يقينه من الاتقان والتصميم في خلق الله. لذلك الله سبحانه يقول: "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق". العلم كلما زاد عند الانسان كلما وجب ان يزيد يقينه حقيقة. أما عند المستكبرين...فانه كلما زاد...كلما ظنوا انهم على شيء...فازدادوا به بعدا عن الله...فتأمل!!
الآن التحدي البسيط للملحدين (وأتمنى ان اجد منهم من يستطيع الاجابة...فحتى الآن لم اجد ملحدا يرد على هذه الاسئلة رغم بساطتها!!):
1- هل يعترض أي ملحد على قاعدة: "وجود التصميم دليل على وجود المصمم"؟ أتحدى!
2- هل يمكن للملحد ان يعطيني الدليل على وجود صانع للسيارة ان كان من سكان تلك الجزيرة؟ (يسمح الغش واستخدام الدليل المطروح في الاعلى)
دليل الملحد على وجود صانع لتلك السيارة وهو من سكان تلك الجزيرة...هو نفس دليلنا الفطري والبدهي على وجود خالق للخلية الأولى على الأرض. ولماذا أذكر الخلية الأولى؟ حتى اقطع الطريق على الملحد (العبقري) الذي يحب السفسطة حول التطور والانتقاء الطبيعي ...وكيف أن الانسان والكائنات ليست كالسيارة...الخ. أتحدى!
أضيف: هل يوجد ملحد فاق اقرانه في الذكاء ويحب ان يضحك الناس على عقله.....يحب ان يثبت لنا انه لو كان من سكان تلك الجزيرة فانه لن يؤمن بوجود صانع للسيارة اصلا!!!! أتحدى!
أيها الملحدون: اليس فيكم رجل رشيد؟
"العبد يسير إلى اللـه بين مطالعة المنة ومشاهدة التقصير!" ابن القيم
"عندما يمشي المرؤ على خطى الأنبياء في العفاف, يرى من نفسه القوة والعزة والكبرياء. بينما يعلم المتلوث بدنس الفحش الضعف من نفسه والضعة والتساقط أمام الشهوات"
Bookmarks