ليس لدي آية تقول أن الإنسان أمر نفسه بعبادة الله أي بدون وحي وأنبياء وكتب
والموضوع هو العلم بوجود الله ... أي الروح تأمر بحتمية الخالق سبحانه وتعالى
وانظر المقتطف من البحث التالي
الأجوبة الإسلامية عن الأسئلة الفلسفية
أ. د. جعفر شيخ إدريس
منار السبيل- السنة الثانية- العدد 8- صفحة 4-6
رمضان 1414هـ الموافق فبراير-مارس 1993م
و هل العلم ممكن؟
إذا أخذنا هذا السؤال على ظاهره وجدناه كلاماً متناقضاً، لأن الإنسان حين يسأل عن إمكانية العلم يفترض أنه يعلم ما العلم، ولكن إذا كان يعلم ما العلم فهو يعلم شيئاً. لكن لعل أصل السؤال هو عما إذا كان ما نعتقد أنه علمٌ حقيقي مطابق للواقع هو كذلك فعلاً، أي أنه ليس خيالاً ولا وهماً. وعلى كلٍ فإن في القرآن الكريم ما يدل على أن العلم ممكن، وأنه من نعم الله التي تقتضي الشكر. قال تعالى:
(والله أخرجكم من بُطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً، وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون) [النحل:78]
الآية السابقة قاطعة في الإجابة عن هذا السؤال بالنفي. فالعلم إذاً يُكتسب كله بعد الميلاد. ولكن هل معنى ذلك أن العقل يأتي صفحة بيضاء تكتب عليها الحواس ما تريد؟ كلا! فنحن نقرأ في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه." (رواه مسلم)
هذا الحديث يدل على أن الإنسان وإن كان لا يولد عالماً بشيء، إلا أنه لا يولد بعقل فارغ، وإنما يولد وفي عقله بذور علم تنمو بنموه وتبلغ كمالها بنضجه، لكن هذا العلم المبذور أصله في الإنسان يمكن أن تعارضه المؤثرات الخارجية، وإن كانت لا تملك إزالته.
ما هذه العلوم المغروسة بذورها في فطرة الإنسان؟ الحديث السابق يجعل الفطرة شيئاً مختلفاً عن اليهودية والنصرانية والمجوسية. وهذا يعني أن الفطرة هي الإسلام. ومن البديهي أنه ليس المقصود بذلك أن الإنسان إذا نما عقله وجد نفسه عالماً بكل تفاصيل الدين الإسلامي، وإنما المقصود أمران:
أحدهما: أن الإنسان يولد وفي عقله بذرة التوحيد، أي الإقرار بأنه لا إله يستحق أن يعبد إلا الإله الذي هو الخالق الواحد.
وثانيهما: أن هذا الإنسان يولد بفطرة لا تناسبها اعتقاداً وسلوكاً إلا الحقائق والأحكام التي جاء بها الإسلام.
ولهذا وصف الله تعالى الدين الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه هو الفطرة التي فطر الله عليها عباده. فقال تعالى (فأقم وجهك للدين حنيفاً، فطرة الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون) [الروم: 30]
وإذا كان الإنسان قد صمم وعيه أو فطرته بحيث لا تناسبها إلا حقائق الإسلام وأحكامه، فإنه لا يشعر بالطمأنينة والراحة النفسية إلا إذا كان مسلماً عابداً لله (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) [الرعد: 28]
انتهى كلام أ. د. جعفر شيخ إدريس
عندما أراد الشيخ جعفر أن يبحر في ملكوت الله وخلقه واجهته مشكلة أن الروح مخلوق لذلك حذفها تماماً لأن الآية المذكورة سابقاً تقول:
والله أخرجكم من بُطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً
فالأشياء مخلوقة "حسب الظن القديم أن الروح شيئاً" فهي لم تكن مع الإنسان عند ولادته لأنه بحسب الحديث نفخت الروح بالجنين وهو ببطن إمه وخرج لا يعلم شيئاً
ولكن هداني وإياكم الله لو التزمنا قوله تعالى عن الروح
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً
لعلمنا أن الروح ليست شيئاً وبالتالي بقيت في الإنسان بعد ولادته
حاول أخي الكريم أن تستخدم في مقالة شيخنا جعفر كلمة الروح على أنها أمر رباني ولاحظ كيف سينسجم الإبحار في ملكوت الله وخلقه
وأقتبس السطر التالي:
أحدهما: أن الإنسان يولد وفي عقله بذرة التوحيد، أي الإقرار بأنه لا إله يستحق أن يعبد إلا الإله الذي هو الخالق الواحد.
أعيد الصياغة مرة ثانية بإضافة كلمة الروح
أن الإنسان يولد وفي عقله بذرة التوحيد بسبب الروح التي نفخت به جنيناً وأمر هذه الروح يجعله يقر بأنه لا إله يستحق أن يعبد إلا الإله الذي هو الخالق الواحد.
التقسيمات التي ذكرتها موجودة في كتاب "قصة الوجود" صفحة 51 للكاتب والمفكر الإسلامي المهندس عدنان الرفاعي وهو ليس من منكري السنة كأحمد منصور مثلاً
Bookmarks