بارك الله فيك عزيزي طارق.
المد العلماني على المستوى الفكري بدأ يتقلص مع وفاة أعمدة هذا الفكر كنصر حامد و أركون و الجابري و جمال البنا و غيرهم، و لم يبق إلا تلامذتهم، و هؤلاء في الحقيقة ليسوا في مستوى أساتذتهم.
من الطرائف التي رواها لس أحد الباحثين الأصدقاء، أنه التقى بهاشم صالح في "مراكش" عند افتتاح المؤسسة العلمانية "مؤمنون بلا حدود"، فسأل هاشم عن جديده فقال له أعد دراسة جديدة عن قراءة النص ههههه، فقال لي صديقي هذا مازحا "حتى إن قام بدراسة ما فلن تكون إلا من جنس سخافته الأخيرة الانتفاضات العربية.."، ثم أضاف قائلا "هاشم انتهى بانتهاء أركون".. و فعلا فمن يرى كتبه التي ألفها ابتداء يجدها كتبا تدريسية و تعليمية عادية جدا، مثل كتابه مدخل إلى التنوير الاوروبي.
لكن مع ذلك أعتقد أن نهاية المد العلماني فكريا لا يعني ظهور الفكر الإسلامي الأصيل، لأن هذا الأخير في الحقيقة لم يخط خطوات جادة في طريق التجديد، و لو على مستوى الخطاب فقط... مهمة المفكر الإسلامي هي تقريب الفكر الإسلامي في حلة جديدة يقبلها هذا الجيل الصاعد.
نعم هناك دراسات تنتقد الفكر العلماني، مثل دراستك أستاذ طريق، و الدراسة التي قام بها أحمد إدريس الطعان، لكن الملاحظ أن هذه الدراسة تهدم الفكر العلماني، أما بناء فكر إسلامي، فهذا قليل، و هذه القلة للاسف غير مشهورة، مثل علي عزت بيجوفيتش و الفصل الثاني من كتابه الاسلام بين الشرق و الغرب الذي عرف فيه بالإسلام و أظهره فكرا عالميا رائعا و طه عبد الرحمن و أبو يعرب المرزوقي..
يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم
Bookmarks