صفحة 11 من 18 الأولىالأولى ... 910111213 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 151 إلى 165 من 265

الموضوع: ما يجب أن تعرفه عن نظرية التطور البيولوجي (مجازا: نظرية داروين)

  1. #151

    افتراضي

    صعوبات نظرية التطور



    صعوبات نظرية التطور ما زالت أحد العوائق في انتشار هذه النظرية بين الكثير من دول العالم بعد نشأتها في صورتها الحديثة على يد داروين في كتابه أصل الأنواع الذي صدر 1859م , وفي هذا الموضوع سنستعرض معا طائفة من هذه الصعوبات سواء تلك التي اعترف بها داروين في كتابه بنفسه كما سيأتي , ثم أثبت العلم الحديث فعلا خطأها مثل سقوط منظومة شجرة الحياة المفترضة لتطور الكائنات [1] [2] أو سواء تلك الصعوبات التي أثارت أخطاؤها استياء بعض الجهات التعليمية حديثا فقامت بإزالتها مثلما حدث في كوريا الجنوبية مؤخرا [3]

    محتويات


    1. اعتقاد داروين بفكرة توريث الصفات المكتسبة
    2. اشتقاق داروين لفكرة الانتخاب الطبيعي من الانتخاب الصناعي أو البشري
    3. اعتراف داروين بمشكلة عدم وجود حفريات انتقالية على غير المتوقع وفق النظرية
    4. اعتراف داروين بالتعقيد التشريحي في أعضاء الكائنات الحية
    5. أدلة غير صحيحة على التطور



    [عدل]1. اعتقاد داروين بفكرة توريث الصفات المكتسبة

    • وهي الفكرة التي اشتهر بها من قبله لامارك حينما اعتقد بأن التغييرات التي تحدث في حياة الكائن الحي هي نتيجة استخدامه / أو عدم استخدامه لبعض أعضائه أو تحورها ثم انتقالها إلى أبنائه ويتم توريثها لهم - وساق مثاله الشهير عن استطالة عنق الزرافة - وهي الفكرة التي رفضها بعد ذلك العلم الحديث مع الطفرة التي أحدثها العالم مندل في قوانين الوراثة , ومع التأكد بأن المسؤول عن وراثة الصفات هي الخلايا الجنسية وليست الجسدية , وهو ما أثبته عمليا أيضا العالم وايزمان[[1]] عندما قام بقطع ذيول عشرات الفئران لأكثر من جيل فكانت النتيجة في كل مرة أنهم يلدون من جديد فئرانا بذيول . أيضا تجربة الباحثين كاسل وفيلبس عام 1909 حيث قاما بإزالة مبيض أنثى خنزير غينيا Guinia Pig بيضاء اللون، وزرعا مكانه مبيض أنثى سوداء اللون. ثم قاما بتلقيح هذه الأنثى البيضاء بذكر أبيض، فكان الجيل الناتج أسود اللون، مما يعني أن صفة اللون قد اكتسبت من خلال لون الأنثى السوداء التي تم زرع مبيضها في الأنثى البيضاء، وهذا المبيض هو الذي يحتوي على الخلايا الجنسية التي انتقلت عبرها صفة اللون , فماذا كان يقول داروين عن انتقال الصفات المكتسبة بالتوريث ؟




    • نطالع في الباب الأول من كتاب أصل الأنواع باسم التمايز تحت تأثير التدجين Variation under demostication وتحت العنوان الثاني من الباب وهو تأثيرات السلوك Efficts of Habits قول داروين ومن أول سطر :

    "السلوكيات التي تتغير تحدث تأثيرا وراثيا , ومثال ذلك ما يحدث في الفترة التي تزهر فيها النباتات عندما تنقل من مناخ إلى مناخ آخر , أما في الحيوانات فإن الزيادة في استخدام أو عدم استخدام الأجزاء قد كان له تأثير أكثر وضوحا " [4]
    ومثل هذا الإيمان الخاطيء من داروين بتوريث الصفات المكتسبة , قد أثر على أحد أعمدة نظرية التطور في تخيل ورسم سيناريوهات تطور الكائنات الحية الموجودة حاليا , ليس في ذهن وخيال داروين فقط وافتراضاته ولكن في ذهن وخيال أيضا كل من أتى بعده ويحمل على عاتقه فكرة التطور بصورة أو بأخرى .




    • فأما بالنسبة لداروين , وفي الوقت الذي بقيت فيه بعض أمثلته التي ساقها على توريث الصفات المكتسبة في كتابه إلى اليوم , مثل تلك التي في نفس موضع الاستشهاد من الباب الأول الذي ذكرناه منذ قليل - مثل البط الداجن قليل الطيران [5] ومثل أثداء الأبقار والماعز في المناطق الكثيرة الحلب لها [6] ومثل تدلي آذان بعض الحيوانات الداجنة [7] إلخ - إلا أن البعض لا يعرف أنه هناك مثال بارز جدا أيضا على إيمان داروين بتوريث الصقات المكتسبة , ولكن هذا المثال تم حذفه بعد ذلك للأسف من الطبعات اللاحقة لكتابه أصل الأنواع .. حيث صرح فيه داروين صـ 184 وتعليقا على مشاهدة صديقه للدب الأسود يعوم لساعات في أمريكا الشمالية فاتحا فمه ليصطاد الحشرات مثلما يفعل الحوت , فقال داروين :

    " أنه لا يجد أي صعوبة في تخيل نوع من الدببة وبمزيد من السلوكيات البحرية في حياتها ومزيد من اتساع فمها ومع الانتخاب الطبيعي , أن تصبح يوما ما مخلوقا في حجم الحوت الضخم "
    والنص بالإنجلزية :
    In North America the black bear was seen by Hearne swimming for hours with widely open mouth, thus catching, like a whale, insects in the water. Even in so extreme a case as this, if the supply of insects were constant, and if better adapted competitors did not already exist in the country, I can see no difficulty in a race of bears being rendered, by natural selection, more and more aquatic in their structure and habits, with larger and larger mouths, till a creature was produced as monstrous as a whale. [8]




    • وأما نفس التأثير للإيمان بتوريث الصفات المكتسبة على مَن أتوا بعد داروين ويحملون نفس أفكار نظرية التطور التدريجي في الكائنات الحية , فعن حياة الحيتان أيضا نجد نفس الفكرة الداروينية مسيطرة وكما في كتاب "استكشاف حياة الحيتان" [9] حيث نقرأ فيه :

    " بدأ تطور الحوت إلى حجمه الحالي قبل ستين مليون سنة , عندما غامرت الحيوانات الثديية البرية ذات القوائم الأربع والشعر بالتحول إلى الماء بحثاً عن الغذاء , وعلى مر العصور طرأت التغيرات تدريجياً , فاختفت القوائم الخلفية , وتحولت القوائم الأمامية إلى زعانف , كما اختفى الشعر ليتحول إلى جلد سميك لين الملمس , وتحولت فتحات الأنف نحو أعلى الرأس , وتغير شكل الذيل ليصبح أكثر تفلطحاً , ثم بدأ جسمه يكبر جداً داخل الماء "



    • وهكذا وعلى التوالي تظهر نفس الفكرة في محاولات التطوريين أيضا لتخيل أو افتراض تطور الكائنات الحية على أساس توريث الصفات التي اكتسبها الكائن في حياته , حيث نطالع ما نقلته لنا مجلة ناشيونال جيوغرافيك في عددها الخمسين في تفسير بدء ظاهرة الإرضاع باللبن :

    " شرعت بعض الزواحف التي عاشت في المناطق الباردة في تطوير أسلوب للحفاظ على حرارة جسمها , وكانت حرارتها ترتفع في الجو البارد , وانخفض مستوى الفقد الحراري عندما أصبحت القشور التي تغطي جسمها أقل , ثم تحولت إلى فرو , وكان إفراز العرق وسيلة أخرى لتنظيم درجة حرارة الجسم , وهي وسيلة لتبريد الجسم عند الضرورة عن طريق تبخر المياه . وحدث بالصدفة أن صغار هذه الزواحف بدأت تلعق عرق الأم لترطيب نفسها , وبدأت بعض الغدد في إفراز عرق أكثر كثافة , تحول في النهاية إلى لبن , ولذلك حظي هؤلاء الصغار ببداية أفضل لحياتهم " [10]



    • وبالطبع في الكلام السابق - وبجانب الخطأ العلمي في توريث الصفات المكتسبة - فهناك خطأ ظاهر آخر وهو ادعاء قدرة الكائن الحي على التغيير من خصائص جسده لتتحور للتكيف مع بيئته , حيث وبعد اكتشاف عالم الحمض النووي والشيفرات الوراثية الباهر والمعقد جدا صار معروفا أن كل صفة جسدية من صفات الكائن الحي يقابلها ترجمة جينية على الشريط الوراثي , وطالما لم يدعي أحد أن كائنا ما يستطيع التغيير أو التحرير أو التعديل في شيفرته الوراثية في خلاياه , فصارت مثل هذه الأفكار عن التحور لا تقم على أساس علمي , ونختم هنا بمثال آخر عن التحور وتوريثه للأبناء , وهو لعالم التطور التركي علي ديمرسوي Ali Demirsoy [11] حيث يقول عن ظهور أرجل من ذيول الأسماك :

    " ربما تكون ذيول الأسماك التي تحتوي على رئة , قد تحولت إلى أرجل للبرمائيات عندما زحفت هذه الأسماك في ماء فيه وحل "
    والنص باللغة الإنجليزية :
    "Maybe the fins of lunged fish changed into amphibian feet as they crept through muddy water."



    [عدل]2. اشتقاق داروين لفكرة الانتخاب الطبيعي من الانتخاب الصناعي أو البشري

    • حيث عندما حاول داروين وضع آلية للتطور حسب رؤيته وملاحظاته للكائنات الحية التي شاهدها في رحلاته وحياته . فقد اختار فكرة الانتخاب الطبيعي . ورغم أن فكرة الانتخاب الطبيعي قد تعطينا صورة لكيفية البقاء للأصلح , إلا أنها لا تفسر لنا أبدا كيفية ظهور ذلك الأصلح نفسه وصفاته المختلفة عن باقي نوعه والتي أهلته للبقاء .

    أيضا اعتمد داروين في إمكانية التطور حسب افتراضه على ما رآه من عمليات تهجين المزارعين وخصوصا في حيواناتهم الداجنة , وكيف يقومون باصطفاء واختيار وإبراز أفضل صفات أنواع الحيوانات باستنسالها . فخلع على الطبيعة صفات الانتقائية والعلم والملاحظة , وهو مخالف قطعا للمعروف عنها علميا وتجريبيا , وهذا ما جعل التدليل على صحة الانتخاب الطبيعي كآلية للتطور غير متحققة تجريبيا إلى اليوم , وحتى محاولة تعليق عدم التحقق بأنها تحتاج إلى فترات زمنية طويلة لتظهر آثارها تعد بملايين السنين , فهذا أيضا ينافي فرضية أن كل تغيير كبير في الكائن الحي وأعضائه بالصورة التي تنتج لنا نوعا جديدا في سلم التطور وشجرته المفترضة , يجب أن ينشأ صغيرا مع الوقت وبسيطا ثم يزداد في التعقيد وكبر الحجم , وهذا الصغر في الحجم في بدايته - ومع عدم تحقيقه لفائدة منه في أول ظهوره - كفيل بأن يستقصيه الانتخاب الطبيعي لعدم أهميته في صراع البقاء على مدى ملايين السنين .



    • ولهذا لم يجد داروين بدا من القول بهذا التداخل الذي يجده القاريء في كلامه عن الانتخاب الطبيعي وكأنه انتخاب صناعي أو بشري حيث يقول :

    For brevity sake I sometimes speak of natural selection as an intelligent power in the same way as astronomers speak of the attraction of[12]gravity as ruling the movements of the planets, or as agriculturists speak of man making domestic races by his power of selection

    • ويقول أيضا :


    The key is man's power of accumulative selection: nature gives successive variations; man adds them up in certain directions useful to him [13]
    • ويقول كذلك :

    If feeble man can do much by his powers of artificial selection, I can see no limit to the amount of change, to the beauty and infinite complexity of the coadaptations between all organic beings, one with another and with their physical conditions of life, which may be[14]effected in the long course of time by nature's power of selection

    • وقد تنبه إلى تلك المعاني الهامة ستيفن جولد Stephen Gould معتبرا إياها خللا في آلية الانتخاب الطبيعي وذكرها في كتابه عن داروين حيث قال :


    The principle of natural selection depends upon the validity of an analogy with artificial selection [15]

    [عدل]3. اعتراف داروين بمشكلة عدم وجود حفريات انتقالية على غير المتوقع وفق النظرية

    • حيث تطالعنا هذه الحقيقة الهامة في أول الباب السادس من كتاب داروين أصل الأنواع , والذي خصصه بنفسه لذكر الصعوبات التي تواجه نظريته , حيث سماها : " انعدام أو ندرة وجود الضروب الانتقالية " [16]

    سواء الضروب الانتقالية الحية المفترض وجودها بين الكائنات الحية إلى اليوم من حولنا في كل مكان كبقايا للتطور , أو سواء حفريات لتلك الضروب الانتقالية بين الأنواع المختلفة في الماضي , والمفترض أن تكون بأعداد هائلة في طبقات الأرض , حيث يعلق داروين على تلك الصعوبات بنفسه قائلا :
    " والبعض منها صعوبات في منتهى الجدية , إلى درجة أني إلى هذا اليوم أجد صعوبة في إمعان التفكير فيها بدون الشعور بدرجة ما من الذهول " [17]

    وذكر في أولها نقطة انعدام وجود تلك الضروب الانتقالية بقوله :
    " إذا كانت الأنواع قد نشأت وانحدرت من أنواع أخرى عن طريق تدرجات دقيقة , فلماذا لا نستطيع أن نرى في كل مكان عددا لا حصر له من الأشكال الانتقالية , ولماذا لا تكون الطبيعة كلها في حالة من الفوضى , بدلا مما نراه من كون الأنواع محددة بدقة " [18]




    • بل ووصل الأمر بداروين أن استنتج منطقيا عدم صحة نظريته إذا لم توجد هذه الأدلة من الأشكال الانتقالية بكثرة في طبقات الأرض وحفرياتها , فيقول :

    " وأخيرا , فبالنظر إلى مجموع الزمن وليس لأي زمن واحد , وإذا كانت نظريتي صحيحة , فإنه من المحتم أنه كانت توجد هناك أعداد لا حصر لها من الضروب المتوسطة , تربط فيما بين جميع الأنواع التابعة لنفس المجموعة , ولكن عملية الانتقاء الطبيعي ذاتها تميل بشكل ثابت , كما ثبت التنويه عن ذلك في أحوال كثيرة , إلى إبادة الأشكال الأبوية والحلقات الوسطية , وبالتالي فإن الدليل على وجودهما السابق من الممكن العثور عليه فقط بين البقايا الأحفورية التي نجدها محفوظة , كما سوف نحاول أن نظهره في باب قادم , في شكل سجل منقوص متقطع إلى أقصى حد " [19]



    • وقد ظلت هذه العقبة تعترض التحقق من نظرية داروين منذ نشأتها وإلى اليوم , ولم تزدها كثرة الاكتشافات الأحفورية إلا تعقيدا , ويلخص لنا هذه الإشكالية عالم الأحياء Francis Hitching فيقول :

    " إذا كنت نظرية دارون صحيحة , ولو وجدنا حفريات بالفعل , لا بد وأن تحتوي الصخور على حفريات لكائنات متدرجة بشكل دقيق جدا , حيث من المفترض أن تتدرج من مجموعة من الكائنات إلى مجموعة أخرى بمستوى أعلى من التعقيد , ولا بد وأن نجد حفريات توضح الفروق الطفيفة بين الكائنات الانتقالية المختلفة , وذلك بكمية وبوضوح مماثل للحفريات التي وُجِدَت للأنواع المختلفة المُحَدَّدة , ولكن ليس ذلك هو الوضع في الواقع , بل الواقع هو العكس , وهذا ما اشتكى منه دارون نفسه ..... حيث على الرغم من أنه وفقا لهذه النظرية لا بد وأن تكون هناك كائنات انتقالية لا حصر لها , فلماذا لا نرى هذه الكائنات مطمورة بأعداد كبيرة في قشرة الأرض ؟
    وقد شعر دارون أن المسألة ستُحَلّ بإيجاد مزيد من الحفريات , والواقع أنه كلما تم العثور على حفريات جديدة , كلما وجدناها كلها دون استثناء , قريبة جدا للكائنات التي تعيش حاليا "

    والنص باللغة الإنجليزية :
    If we find fossils, and if Darwin's theory was right, we can predict what the rock should contain; finely graduated fossils leading from one group of creatures to another group of creatures at a higher level of complexity. The 'minor improvements' in successive generations should be as readily preserved as the species themselves. But this is hardly ever the case. In fact, the opposite holds true, as Darwin himself complained; "innumerable transitional forms must have existed, but why do we not find them embedded in countless numbers in the crust of the earth?" Darwin felt though that the "extreme imperfection" of the fossil record was simply a matter of digging up more fossils. But as more and more fossils were dug up, it was found that almost all of them, without exception, were very close to current living animals [20]




    • وقد اعترف علماء التطور والداروينية أنفسهم بهذه الصعوبات والعوائق , حيث يقول مثلا عالم الحفريات المؤيد للتطور في جامعة هارفارد Stephen Jay Gould في أواخر السبعينات قائلا ً:

    " إن تاريخ معظم الحفريات يحتوي على صفتين لا تتماشيان مع التدرج في إيجاد الكائنات الحية :

    1. الأولى : هي الاتزان والاستقرار , حيث لا تتغير طبيعة الكائنات طوال مدة بقائها على الأرض , فالكائنات الموجودة في سِجِلّ الحفريات تظهر وتختفي كما هي دون حدوث تغيرات عليها , وإن حدثت تغيرات فإنها تكون تغيرات طفيفة وفي الشكل الخارجي , وليست باتجاه أي تطور .
    2. الصفة الثانية , وهي الظهور المفاجئ , حيث في أي منطقة , لا تنشأ الأنواع الجديدة تدريجيا منحدرة من كائنات أخرى , وإنما تظهر فجأة , و بتركيب مكتمل تماما "

    والنص باللغة الإنجليزية :
    The history of most fossil species include two features particularly inconsistent with gradualism: 1) Stasis - most species exhibit no directional change during their tenure on earth. They appear in the fossil record looking much the same as when they disappear; morphological change is usually limited and directionless; 2) Sudden appearance - in any local area, a species does not arise gradually by the steady transformation of its ancestors; it appears all at once and 'fully formed'. [21]




    • وأيضا يقول عالم الحفريات الدارويني التطوري Robert Carroll بأن أمل دارون لم يتحقق بالحفريات فيقول :

    " على الرغم من البحث الكثيف لأكثر من مائة عام بعد موت دارون , إلا أن الاكتشافات الحفرية لا تكشف عن الصورة المتكاملة من الكائنات الانتقالية التي توقعها دارون "
    والنص باللغة الإنجليزية :
    Despite more than a hundred years of intense collecting efforts since the time of Darwin's death, the fossil record still does not yield the picture of infinitely numerous transitional links that he expected. [22]




    • وأيضا ًالعالم K. S. Thomson وهو عالم حفريات آخر مؤيد للدارونية , يقول بأنه من خلال دراسة تاريخ الكائنات التي عاشت على الأرض من خلال سجل الحفريات , فإن أي مجموعة جديدة من الكائنات الحية تم اكتشاف حفريات لها , كانت تظهر بشكل مفاجئ وغير مترابط مع أي كائنات حية أخرى , يقول :

    " عندما تظهر مجموعة كبيرة من الكائنات الحية في السجل , فإنها تكون مجهزة تماما بصفات جديدة , وليست موجودة في الكائنات المتعلقة بها , ويبدو أن هذه التغيرات الجذرية في الشكل الخارجي والوظيفة , تظهر بسرعة جدا ....."
    والنص باللغة الإنجليزية : When a major group of organisms arises and first appears in the record, it seems to come fully equipped with a suite of new characters not seen in related, putatively ancestral groups. These radical changes in morphology and function appear to arise very quickly… [23]



    • وحتى على مستوى المايكروبيولوجي والدراسات الجينية للحمض النووي للكائنات الحية نجد تلك الصعوبات ماثلة أيضا وليس في الحفريات فقط , وفي ذلك يقول البروفيسور مايكل دانتون أحد أبرز العلماء المشهورين في علم الأحياء المجهرية (Microbiology) :

    " في عالم الجزيئات والأحياء المجهرية , لا يوجد هناك كائن حي يُعَدُّ جدًّا لكائن آخر , ولا يوجد هناك كائن أكثر بدائية أو أكثر تطوراً من كائن آخر " [24]



    • وعلى هذا نقترب من خط فاصل يعرض نظرية التطور للحرج الشديد , حيث يقول داروين في كتابه أصل الأنواع :

    " إذا كانت الأنواع الكثيرة , والتي تنتمي إلى نفس الأجناس أو الفصائل , قد دبت فيها الحياة فجأة , فستمثل هذه الحقيقة ضربة قاتلة لنظرية انحدار الأنواع بالتحور البطيء من خلال الانتقاء الطبيعي " [25]



    • إذ تتمثل مشكلة التطور هنا بانطباق ما خاف منه داروين منذ أكثر من 150 عام على ما يصرح به العلماء اليوم من عدم وجود حفريات أو دلائل على كائنات انتقالية أو أشكال وسطية في سجل حفريات الكائنات الحية .

    حيث نجد مثلا أحد أشهر علماء الحيوان التطوريين ريتشارد داوكنز من جامعة أكسفورد , يقول بهذه الحقيقة ضمنيا فيقول :
    " على سبيل المثال ، تعتبر طبقات الصخور الكامبرية - التي يبلغ عمرها حوالي 600 مليون سنة - أقدم الطبقات التي وجدنا فيها معظم مجموعات اللافقاريات الأساسية , ولقد عثرنا على العديد منها في شكل متقدم من التطور في أول مرة ظهرت فيها , ويبدو الأمر وكأنها زُرعت لتوها هناك , ودون أن تمر بأي تاريخ تطوري , وغني عن القول أن مظهر عملية الزرع المفاجئ هذا قد أسعد المؤمنين بالخلق " [26]




    • ويقول أيضا أحد مشاهير علماء الأحياء التطوريين وهو دوغلاس فوتويما معترفا بهذه الحقيقة :

    " إما أن تكون الكائنات الحية قد ظهرت على وجه الأرض وهي كاملة التطور , وإما أنها لم تظهر , وإذا لم تكن قد ظهرت في شكل كامل التطور , فلابد أنها قد تطورت من أنواع كانت موجودة من قبل عن طريق عملية تحور ما , وإذا كانت قد ظهرت في شكل كامل التطور , فلا بد أنها قد خُلقت بالفعل بواسطة قوة قادرة على كل شيء " [27]



    • وكذلك يقول أيضا عالم المتحجرات السويسري التطوري ستيفن بنغستون , بعدم وجود حلقات انتقالية أثناء وصفه للعصر الكامبري قائلاً :

    " إن هذا الوضع الذي أربك دارون وأخجله ما زال يبهرنا " [28]



    • وإذا كان اعتمد داروين في آماله على صحة نظريته على ما قد يأتي به مستقبل الحفريات بالأدلة من بعد عصره , فمن الواضح مما سبق أن ذلك لم يتحقق , وكما صرح بذلك أستاذ علم المتحجرات بجامعة غلاسكو , نيفيل جورج :

    " لا داعي للاعتذار عن فقر سجل المتحجرات ، فقد أصبح هذا السجل غنياً لدرجة يكاد يتعذر معها السيطرة عليه , وأصبح الاكتشاف فيه يسبق التكامل .. ومع ذلك ، ما زال سجل المتحجرات يتكون بشكل أساسي من فجوات " [29]


    [عدل]4. التعقيد التشريحي في أعضاء الكائنات الحية

    • لقد ذكرنا من قبل تخصيص داروين للباب السادس بأكمله من كتابه للصعوبات الخاصة بنظريته والتي وقفت بقوة في وجه فكرته عن الانتخاب الطبيعي وقدراته , وما زالت إلى الآن تزداد تعقيدا بالنسبة للتطوريين كما سنرى وهي :

    الصعوبات الخاصة بنظرية النشوء مع التعديل - انعدام أو ندرة وجود الضروب الانتقالية - المراحل الانتقالية في سلوكيات الحياة - السلوكيات المتنوعة الموجودة في نفس النوع - الأنواع المتمتعة بسلوكيات مختلفة تماما عن تلك الخاصة بذوات قرباها لهما - الأعضاء التي بلغت أقصى درجات الكمال - أساليب التحول - حالات الصعوبة - الطبيعة لا تقبل الطفرة - الأعضاء ذات الأهمية الصغيرة - الأعضاء التي ليست في جميع الحالات كاملة بشكل قاطع - القانون الخاص بوحدة النمط والخاص بشروط البقاء على قيد الحياة في نطاق نظرية الانتقاء الطبيعي .

    • حيث نقرأ مثلا لداروين قوله :

    " هل من الممكن لحيوان ما لديه مثلا التركيب والسلوكيات الخاصة بالخفاش , أن تم تكوينه عن طريق التعديل لحيوان آخر لديه سلوكيات وتركيب مختلفة تماما ؟ هل نستطيع أن نصدق أن النتقاء الطبيعي يمكنه أن ينتج عضوا ذا أهمية تافهة مثل الذيل الخاص بالزرافة الذي يستخدم كمضرب ذباب , وعلى الجانب الآخر عضوا غاية في الروعة مثل العين ؟ " [30]



    • ويقول أيضا بعدها وفي نفس الصفحة السابقة :

    " هل من الممكن أن تكتسب الغرائز وأن تتعدل من خلال الانتقاء الطبيعي ؟ وماذا يمكن أن نقول عن الغريزة التي تقود النحل إلى أن يصنع خلايا , وهي التي قد سبقت بالفعل الاكتشافات الخاصة بعلماء الرياضيات عميقي التفكير ؟
    كيف نستطيع أن نجد تفسيرا للأنواع التي عند تهجينها تكون عقيمة , وتنتج ذرية عقيمة , بينما عندما تتهاجن الضروب فإن خصويتها لا تختل ؟ " [31]




    • فإذا أخذنا العين البشرية كمثال , والتي لكي تتم عملها على أكمل وجه يجب توافر 40 عامل معا لكي تبصر , فيقول عنها داروين تحت عنوان : الأعضاء التي في منتهى الكمال والتعقيد :

    " لكي يفترض أنه من الممكن أن تكون العين بكل ما فيها من أجهزة فذة من أجل ضبط الطول البؤري للمسافات المختلفة , ومن أجل السماح بدخول كميات مختلفة من الضوء , ومن أجل تعديل الزيغ الكروي واللوني , قد تكونت عن طريق الانتقاء الطبيعي , فإن ذلك يبدو , وأنا أعترف بذلك , كشيء مناف للعقل إلى أعلى درجة " [32]

    • وقال :

    " ..... عندئذ فإن الصعوبة في تصديق أنه من الممكن تكوين عين كاملة ومعقدة عن طريق الانتقاء الطبيعي ، مع أن هذا شيء غير قابل للتحقيق طبقا لتخيلنا ، لا يجب اعتبارها كشيء مدمر للنظرية " [33]



    • ومع ذلك , فأثناء محاولة داروين تفسيره لنشوء وارتقاء العين الحالية من عيون بدائية وهو الاعتقاد السائد لدى الكثير من التطوريين اليوم , فقد ساق الكثير من الافتراضات التي خرجت عن نطاق الانتخاب الطبيعي , فنسبت إليه ما يُنسب إلى الانتخاب العاقل الصناعي أو البشري وكما أشرنا من قبل , ومن ذلك يقول مثلا في افتراضه لكيفية انتقال العين البدائية من الحد الخارجي للجسم إلى داخل الجسم :

    " وبهذا التركيز للأشعة المضيئة فإننا نكتسب أول خطوة , وإلى أبعد حد , الخطوة الأكثر أهمية في اتجاه التكوين لعين حقيقية قادرة على تكوين صورة , وذلك لأنه لا يبقى لنا إلا أن نضع الطرف العاري للعصب البصري , والذي يقع في بعض الحيوانات السفلى , في موضع مدفون على عمق كبير في الجسم , وفي بعضها الآخر قريبا من السطح , على المسافة المناسبة من جهاز التركيز , وبهذا الشكل سوف تتكون عليه صورة " [34]



    • وبمثل هذه التفسيرات التي اعتمد فيها داروين على صفات عاقلة للانتخاب الطبيعي من وضع كذا أو ضبط كذا أو تعديل كذا , أوكل أيضا عملية تفسير العين البالغة القدرة للنسر , حتى ولو لم يمكن استنباط كيفية تطورها , حيث يقول عن الإنسان الذي سيوافقه على افتراضاته هذه بعد قراءته لكتابه أنه سيكون من الواجب عليه :

    " أن يقول بأنه عندما يتقابل مع تركيب ما , حتى ولو كان بمثل الكمال الموجود عليه عين النسر , فإنه من الممكن أن يتكون بهذه الطريقة , بالرغم من عدم معرفته في هذه الحالة لأي شيء عن المراحل الانتقالية " [35]



    • ثم يواصل داروين فيقول :

    " وقد ثارت اعتراضات مؤداها أنه من أجل تعديل العين وأن يتم المحافظة عليها في نفس الوقت كأداة بالغة حد الكمال , فإنه سوف يكون من الضروري إدخال الكثير من التعديلات في وقت متزامن , والتي من المفترض , أنه لا يمكن إجراؤها من خلال الانتقاء الطبيعي " [36]



    • فعندما شرع داروين في الرد على هذه الصعوبة , فقد أوكل الرد إلى المستر والاس والذي سبقه بفكرة الانتخاب الطبيعي من قبل , ولكننا نلاحظ أن المستر والاس بدوره لم يستطع حل هذه المعضلة إلا بافتراض تدخل عاقل هو الآخر في الانتخاب أو من جهة الكائن الحي لتعديل صفات نفسه بنفسه لمواجهة المشاكل الفيزيائية الناتجة عن عدم التزامن في تطور كل العوامل الـ 40 للعين مرة واحدة , حيث نقل قول المستر والاس :

    " إذا كان لدى عدسة طول بؤري أقصر أو أطول من اللازم , فإن هذا من الممكن إصلاحه إما عن طريق إجراء تعديل في درجة تقوسها أو تعديل في كثافتها , وإذا كان التقوس غير منتظم , والأشعة لا تتجمع لتلتقي في نقطة , ففي هذه الحالة إذا حدثت أي زيادة في الانتظام الخاص بتقوس العدسة فإنه سوف يكون تحسينا مفيدا , وبهذا الشكل فإن انقباض الحدقة والحركات العضلية الخاصة بالعين هما شيئان غير جوهريين للإبصار , ولكنهما بمثابة تحسينات كان من المحتمل أن تضاف أو تستكمل عند أي مرحلة من مراحل التركيب للأداة " [37]



    • وقبل ترك هذه النقطة الأخيرة , تجدر الإشارة لمن انتبه إلى الكلمات التي استخدمها داروين في كتابه , أن أغلبها هي كلمات تشكيك وافتراضات وليست عن يقين وتجربة , فإذا كان هذا هو السائد في كل كتابه , فهو أكثر بروزا ووضوحا في الباب السادس عن الصعوبات الخاصة بنظريته , وفي ذلك يقول عالم الفيزياء البريطاني H.S. Lipson :

    " من خلال قراءتي لكتاب أصل الأنواع , فقد وجدت أن دارون كان أقل ثقة ًبنفسه مما يُعرَف به دائما ً, مثلا ًالفصل صعوبات النظرية , يُظهر لنا شكه فيما يقوله . وبالنسبة لي كفيزيائي , فقد اهتممت كثيرا ًبتعليقاته حول كيفية نشأة العين , لقد وضع دارون كل آماله في الأبحاث العلمية المستقبلية لتثبت نظريته ولتحل صعوبات النظرية , ولكن ما حدث كان عكس ما توقعه دارون وطمح فيه , فكلما زادت الاكتشافات العلمية الحديثة , زادت صعوبات النظرية بشكل أكبر "
    والنص باللغة الإنجليزية :
    On reading The Origin of Species, I found that Darwin was much less sure himself than he is often represented to be; the chapter entitled "Difficulties of the Theory" for example, shows considerable self-doubt. As a physicist, I was particularly intrigued by his comments on how the eye would have arisen.1 Darwin invested all his hopes in advanced scientific research, which he expected to dispel the "difficulties of the theory." However, contrary to his expectations, more recent scientific findings have merely increased these difficulties. [38]


  2. #152

    افتراضي

    5. أدلة غير صحيحة على التطور

    • أحد أبرز وأشهر الأمثلة على الأدلة الغير صحيحة لصالح إثبات نظرية التطور , هي الرسومات الشهيرة لأرنست هيغل عن مرور الجنين البشري بمراحل يشبه فيها سلفه المفترض من الحيوانات , وبرغم اعتراف هيغل بهذه الكذبة علنا في عام 1908م , إلا أنها ما زالت - ومنذ ذلك الحين - موجودة في كتب التشريح المختلفة والشهيرة لطلبة كليات الطب وغيرهم , وعن قصة اعتراف هيغل بزيف هذه الرسومات , نقرأ أنه في نهاية عام 1908م اكتشف الدكتور : بر إس هذا التزوير وكتب مقالة في إحدى الجرائد متحديا ًأرنست هيغل وداعيا ًله للاعتراف بما قام به من تزوير , وانتظرت الأوساط العلمية جواب العالم المتهم بالتزوير , وبعد تردد قارب الشهر , كتب هيغل بتاريخ 14/12/ 1908م مقالة تحت عنوان (تزوير صور الأجنة) , اعترف فيها بعملية التزوير التي قام بها , وقال بعد هذا الاعتراف المذهل :

    " إنني أعترف رسميًّا - حسمًا للجدال في هذه المسألة - أن عددًا قليلاً من صور الأجنة نحو ستة في المائة أو ثمانية موضوع أو مزور " ...... إلى أن قال :
    " بعد هذا الاعتراف يجب أن أحسب نفسي مقضيا عليّ وهالكًا، ولكن ما يعزيني هو أن أرى بجانبي في كرسي الاتهام مئات من شركائي في الجريمة ، وبينهم عدد كبير من الفلاسفة المعول عليهم في التجارب العلمية وغيرهم من علماء الأحياء - البيولوجيا - فإن كثيرًا من الصور التي توضح علم بنية الأحياء وعلم التشريح وعلم الأنسجة وعلم الأجنة المنتشرة المُعَوَّل عليها مزور مثل تزويري تمامًا لا يختلف عنه في شيء" [39]


    • ولكن ظل الأمر مخفيا من جديد لأكثر من قرن من الزمان , ويتم تداوله في الكتب والمجلات العلمية وكأن شيئا لم يكن , إلى أن ظهرت دراسة مقارنة قام بها عالم الأجنة البريطاني مايكل ريتشاردسون وزملاؤه في سنة 1997 , والتي نقلت صحيفة ساينس SIENCE الشهيرة عن ريتشاردسون بعدها قوله :

    "يبدو أن هذا (أي رسومات هيغل) من أكبر عمليات التزييف في علم الأحياء"



    • فإذا علمنا ذلك عن أحد أبرز وأشهر أدلة التطوريين خلال القرن الماضي بأكمله , استطعنا فهم مقولة أحد مؤسسي الدارونية الحديثة وهو جورج جايلورد سيمبسون إذ يقول:

    "لقد شوَّه هيغل المبدأ النشوئي الذي تناوله ، فقد ثبت اليوم علمياً بما لا يدع مجالاً للشك ، أن الأجنة لا تمر بمراحل ارتقاء الأجداد" [40]



    • وهو ما يتوافق أيضا مع ما ورد في مقال نشرته مجلة العالِم الأمريكي (American Scientist)وفيه :

    " إن قانون النشوء الحيوي قد مات تماماً , فقد حُذف أخيراً من مراجع علم الأحياء في الخمسينيات , وإن كان قد اندثر كموضوع للبحث النظري الجاد في العشرينيات" [41]



    • فإذا جئنا لأبرز الأدلة التي سعى علماء وفلاسفة التطور لتزييفها عبر السنين , لوجدنا انها الحلقات الوسطى بين الإنسان وسلفه المشترك مع القرود أو الشيمبانزي , حيث تجلت هذه النظرة - أن الإنسان له سلف مشترك مع القرود - بكتاب آخر لداروين ربما لا يعرفه الكثيرون بنفس شهرة كتابه أصل الأنواع , ألا وهو كتاب أصل الإنسان , حيث بين فيه داروين أن بعض الأجناس البشرية - وهم الزنوج والسكان الأصليين للقارات - هم ليسوا بشر ولكن قردة عليا , وأنه قريبا سيبيدهم الإنسان الأبيض - رأس هرم التطور في نظر داروين - ويحل محلهم , حيث يقول في كتابه أصل الإنسان :

    " في المستقبل القريب ستقوم الأجناس البشرية الأكثر تقدمـا بإبادة الأجناس البدائية والحلول بدلا عنهـا , سينتهى القردة البشريون anthropomorphous apes للأبد هذا مما لا شك فيه – يقصد الزنوج والسكان الأصليين للقارات المُستعمرة – سيحدث صراع بين الأجناس المتطورة وبعض القردة العليـا والذين يُعبـر عنهم حاليا بالسُـود وسُكـان أستراليا الحاليين والغوريلات " [42]



    • فأول ما نتذكر نتذكر مأساة الشاب الأفريقي أوتا بينجا الذي تم (اصطياده) من الكونغو عام 1904م بعد قتل أفراد قبيلته وزوجته وطفليه , على أنه من القردة العليا ! وانتهى به الحال إلى وضعه مع القرود والشيمبانزي في القفص في حديقة حيوان برونكس في نيويورك , في عدم مراعاة متناهي لإنسانيته إلى أن قام بقتل نفسه منتحرا [43]




    • بل وعلى هذا الحال من المعاملة الغير آدمية جرت الأوضاع مع كل الزنوج والسكان الأصليين للقارات التي وصل إليها الأوروبيون والأمريكان - الجنس الأبيض - بل وفي شمال استراليا , جرى إنشاء مدينة باسم داروين عام 1874م , ذلك الشمال الاسترالي المكتظ بالثروات وتيمنـا باسم العالم البريطاني صاحب نظرية النشوء والارتقاء , وذلك لكي تجري فيها أبشع مهازل سرقة الأطفال من أبناء السكان الأصليين لاستراليا لاستخدامهم للعمل بالسخرة في استخراج الثروات , ولاستخدام بعضهم في التجارب .

    يقول رئيس وزاء تاسمانيا Tasmania (إحدى جزر استراليا) عام 1890م جيمس برنارد James Barnard ما يلي : " عملية إبادة السكان الأصليين تجري طبقا لقانون النشوء والارتقاء والبقاء للأنسب " [44]
    حيث كانت سرقة الأطفال سرقة رسمية وقانونية طبقا للدستور الاسترالي ووفق اللوائح الديموقراطية وبموافقة البرلمان , وظلت عملية السرقة المدهشة والمرعبة تلك حوالي مائة عام من عام 1870 إلى عام 1970 سُرق خلالها حوالي ربع مليون طفل .




    • وظلت هذه الأجناس البشرية المسكينة تعامل كضحايا لنظرية التطور وضحايا لنظرية الحلقة المفقودة في تطور الإنسان على مدى سنوات طويلة , على سبيل المثال ظل معهد سميثسونيان بواشنطون دي سي The Smithsonian Institute يعرض 15 ألف نسمة من الأجناس البشرية الأدنى , مع نقل قرابة 1000 نسمة من سكان أستراليا الأصليين إلى المتحف البريطاني , بهدف معرفة هل هؤلاء هم الحلقة المفقودة في طريق تطور الحيوان إلى إنسان أم لا؟ [45] [46]




    • وأخيرا في 13 فبراير عام 2008 خرج رئيس وزراء استراليا كيفين رود Kevin Rudd ليعلن رسميا أمام البرلمان الأسترالي أنه يعتذر أشد الاعتذار للأجيال المسروقة قائلا :

    " عذرا للأجيال المسروقة , عذرا للألم , عذرا للجراح ، عذرا لجميع الأجيال المسروقة " [47]



    • أيضا كانت هناك خدعة إنسان بلتادون والذي تم الإعلان عن جمجمته عام 1912 م كسلف سابق للإنسان , ثم تم الاكتشاف بعدها بـ 40 عام كاملة 1953 أن القحف والأسنان لإنسان متوفي حديثا تم دهانها - عن عمد - لتبدو قديمة , وأما الفك فكان لقرد الأورانجتون [48]




    • أيضا هناك إنسان جاوا حيث سافر الطبيب الهولندي يوجين ديبوا أثناء عمله في الجيش الملكي الهولندي إلى جاوا بأفريقيا , حيث عثر في قرية تقع على نهرسولو على قطعة من فك سفلي وسن واحدة في الحفريات التي كان يجريها هناك سنة 1890 م , ثم عثر في العام الذي يليها سنة 1891م على قطعة من قحف جمجمة مفلطحة ومنخفضة وفيها بروز فوق العينين وبروز في الخلف , وكان واضحًا أنهالا تعود إلى إنسان عادي حيث كان حجم الدماغ صغيرًا , وفي السنة التي تلت كل ذلك عثر في نفس تلك المنطقة (ولكن على بعد 40 م تقريبًا) على عظمة فخذ إنسان , فتم صناعة الخبر ساعتها أن هذه هي بقايا سلف قديم للإنسان الأشبه بالقرود .

    وقد اعترف الطبيب الهولندي ديبوا قبل وفاته بسنوات بأن ما وجده وأطلق عليه اسم إنسان جاوا [49] لم يكن إلا جمجمة قرد كبير Ape , وكتب عالم الأحياء الأستاذ : ف. مارش F.Marsh قائلا :

    "هناك مثال آخر على تزوير الأدلة هو قضية "ديبوا" الذي بعد سنوات من إعلانه الذي أحدث ضجة كبيرة ، والذي قال فيه إنه اكتشف بقايا من إنسان جاوا , اعترف بأنه في الوقت نفسه وفي المكان نفسه وجد عظامًا تعود بلا شك إلى الإنسان الحالي " [50]


    • أيضا إنسان نبراسكا حيث أعلن في عام 1922 م عن اكتشاف ضرس في نبراسكا في طبقات (Snake Cook) من قبل العالمين (هـ. فيرفيلد أوزبورن) و(هارولد جي. كوك) . وقال بعض العلماء بأن هذه السن تحمل علامات كونها عائدة إلى (الإنسان المنتصب Pithecanthropus erectus) , لأنها تحمل خواص إنسانية واضحة , أما البروفيسور أوزبرون فقد زعم بأن المخلوق صاحب هذه السن هو الحلقة المفقودة بين الإنسان وسلفه الشبيه بالقرد , وبالفعل تم رسم الرسومات التخيلية له ولزوجته كعادة التطوريين مع كل افتراضاتهم لتقريبها للناس وإقناعهم بها , بل وأعطو الإنسان المفترض أنه صاحب هذا السن اسما لاتينيا كما جرت العادة أيضا وهو (Hesperopihecus Harldcookii). وقام العالم البريطاني الشهير البروفيسور (سير أليوت سمث) بكتابة (مقالة علمية كاملة) حول (إنسان نبراسكا) , ثم اتضح في النهاية أن الضرس لم يكن لإنسان , ولا حتى لقردة عليا , ولكن لجنس منقرض أشبه بالخنزير البري , وتم ذكر ذلك رسميا عام 1927 [51]




    • أيضا جمجمة إنسان النياندرتال حيث تم تقديم هذه الجمجمة البشرية الأكبر قليلا ًفي الحجم كدليل على التطور عام 1856 ثم سحبت عام 1960 م , وذلك بعدما تبين أن الإنسان النيندرتال هو إنسان عادي ذو بنية قوية وقصيرة , وأنه كان صيادا ماهرا بل ويتقن إشعال النار وصناعة الرماح ، كما كان يقوم بدفن موتاه .




    • وكذلك جمجمة القرد Zinjantrophus والتي قام التطوريون بعمل رسم خيالي لها بثلاثة تصورات مختلفة تماما , حيث تم تقديمها كدليل على التطور عام 1959 م , ثم تم سحبها عام 1960م بعدما اكتشفوا أنها أحد أفرع القردة الجنوبية .




    • أيضا متحجرة Ramapithecus , حيث تم تقديمها كدليل عام 1964 م , ثم تم سحبها عام 1979 م




    • وإذا ظللنا نتتبع الأدلة الكاذبة أو التضارب في الأدلة إن صح التعبير لكي يظفر التطوريون بأي سلف أقدم للإنسان أو تحديد عمر أقدم حفرية للإنسان الحالي , فإما يتضح أن الحفرية كانت لإنسان بالفعل وهم يدعون أنه كان لسلفه القرد أقرب , وإما تكون لقرد - سواء منقرض أو حالي - وهم يدعون أنه كان للإنسان أقرب , وبرغم كل ذلك تتبقى الصعوبات الأصلية وهي وجود تداخل بين حفريات الإنسان المنتصب والقرود ليست على ما رسمه التطوريون وتوقعوه , ويلخص لنا ستيفن جاي غولد أحد علماء المستحاثات المتابعين للتطور من جامعة هارفورد هذه المعضلة بقوله أنه رغم مرور 150 سنة من البحوث الدعائية التطور في أصل الإنسان : فقد اكتشفوا أن الحفريات تبين ظهور الكائنات البشرية الأولى فجأة على الأرض ، مع عدم وجود الجد الأشبه بالقرود لها apelike , وأن الفرضيات الثلاثة الموضوعة كسيناريوهات لهذا التطور هي مختلفة ومتناقضة .

    والنص باللغة الإنجليزية :
    Despite 150 years of propagandistic evolutionist research into the origin of man, the fossils discovered show that the first human beings suddenly appeared on the Earth, with no "apelike ancestor." The three different hypotheses on this page illustrate three different and contradictory evolutionist scenarios [52]




    • ولكي نقف بصورة أقرب من هذا التضارب المستمر في تحديد أقدم حفريات للبشر وأسلافهم , فهم يقولون أن القردة الجنوبية عاشت منذ 4 ملايين سنة حتى مليون سنة مضت .

    ثم يقولون أن الإنسان القادر على استخدام الأدوات قد عاش حتى 1,7 إلى 1,9 مليون سنة مضت .
    ثم يقولون أن الإنسان رودلف الأكثر تطوراً من الإنسان القادر على استخدام الأدوات يتراوح عمره بين 2,5 و 2,8 مليون سنة مضت .
    ثم يقولون أن عمر الإنسان منتصب القامة هو نحو 1,6 مليون سنة مضت .




    • كل ذلك , في حين اكتشفت عالمة الحفريات الشهيرة ماري ليكي Mary Leakey في سنة 1977 م بمنطقة ليتولي Laetoli في تنزانيا , آثارا ًلأقدام بشرية أثارت ضجة هائلة في دنيا العلوم , حيث أشارت البحوث إلى أن تلك الآثار كانت موجودة في طبقة عمرها 3.6 مليون سنة , وقد كتب راسل تاتل Russle Tuttle الذي شاهد آثار تلك الأقدام ، ما يلي :

    " من الممكن أن يكون هومو سابيانس صغير حافي القدمين قد خلَّف هذه الآثار , وعند دراسة كل السمات التشكلية القابلة للتمييز ، لا يمكن التمييز بين أقدام الأفراد الذين خلفوا تلك الآثار وبين أقدام البشر العصريين " [53]



    • كما كشفت الدراسات المحايدة التي أجريت على آثار الأقدام عن أصحابها الحقيقيين. وفي الواقع، تألفـت آثار الأقدام هذه من 20 أثرا ًمتحجرا لإنسان عصري في العاشرة من عمره و27 أثرا ًلإنسان يصغره عمرا. وأيد هذه النتيجة مشاهير علماء الأنثروبولوجيا القديمة من أمثال : دون جونسون Don Johnson وتيم وايت Tim White.

    واللذين فحصا الآثار التي اكتشفتها ماري ليكي. وكشف تيم وايت عن أفكاره قائلا : " لا يوجد أدنى شك في أن هذه الآثار تشبه آثار أقدام الإنسان العصري , فإذا تُرك أحد هذه الآثار اليوم على رمال أحد شواطئ كاليفورنيا ، وسئل طفل في الرابعة من عمره عن ماهيتها، سيجيب على الفور أن شخصا ما مشى هناك . ولن يستطيع هذا الطفل، ولا أنت كذلك، التمييز بينها وبين مئات الآثار الأخرى المطبوعة على رمال الشاطئ " [54]



    • ومن بين أقدم المخلفات الإنسانية أيضا ًبقايا كهف حجري عثر عليه لويس ليكي Louis Leakey في ممر ألدوفاي Olduvai Gorge في السبعينيات. وقد عثر على بقايا الكوخ في طبقة عمرها 1.7 مليون سنة .

    ومن المعروف أن مثل هذا النوع من البنيان ، والذي ما زالت هناك نماذج شبيهة له تستخدم في إفريقيا حتى يومنا هذا ، لا يمكن أن يبنيه غير الهومو سابيانس (ومعناه الإنسان الحكيم) Homo Sapiens ، وبعبارة أخرى , هو الإنسان العصري .
    وتتمثل أهمية هذه البقايا : في أنها تكشف أن الإنسان عاش في نفس الوقت الذي عاشت فيه أشباه القردة المفترضة , والتي يصورها أنصار التطور على أنها أسلاف البشر .




    • أيضا كان لفك الإنسان العصري الآخر البالغ من العمر 2.3 مليون سنة ، والذي عثر عليه في منطقة هدار Hadar بإثيوبيا، أهمية كبيرة لأنه بيّن أن الإنسان العصري وُجد على الأرض قبل فترة أطول مما توقعه علماء التطور أيضا [55]




    • وتتمثل إحدى أقدم وأكمل الحفريات البشرية في الحفرية KNM-WT 1500، المعروفة أيضا باسم الهيكل العظمي "لطفل توركانا" “Turkana boy”.

    وقد وصف التطوري : دونالد يوهانسون Donald Johanson الحفرية البالغ عمرها 1.6 مليون سنة بالعبارات التالية:
    " كان طويلا ونحيفا، ويشبه في شكله الجسماني ونسب أوصاله الأفارقة الحاليين الذي يعيشون عند خط الاستواء , وعلى الرغم من صغر سنه، فإن أوصاله تضاهي في مقاييسها تقريبا متوسط مقاييس الذكور البيض البالغين في أمريكا الشمالية " [56]




    • وقد تأكد أن الحفرية خاصة بصبي في الثانية عشرة من عمره، كان سيبلغ طوله 1.83 متر إذا ما وصل لمرحلة المراهقة. وقال عالم الأنثروبولوجيا القديمة الأمريكي آلان ووكر Alan Walker إنه يشك في أن :

    " بمقدور عالم الحفريات العادي أن يفرق بين الهيكل العظمي الأحفوري وبين الهيكل العظمي لإنسان عصري" .
    وكتب ووكر أيضا ًفيما يتعلق بالجمجمة أنه ضحك عندما رآها لأنها :
    " تشبه كثيرا جمجمة الإنسان النياندرثالي " [57]




    • ومن الحفريات البشرية أيضا ًالتي حظيت بأكبر قدر من الاهتمام : تلك التي عثر عليها في أسبانيا في سنة 1995 م. وقد تم اكتشاف الحفرية موضع النقاش في كهف يدعى جران دولينا Gran Dolina في منطقة أتابويركا Atapuerca بأسبانيا على يد ثلاثة علماء أسبان من جامعة مدريد متخصصين في الأنثروبولوجيا القديمة.

    حيث كشفت الحفرية عن وجه صبي في الحادية عشرة من عمره كان يبدو مثل الإنسان العصري تماما، على الرغم من مرور 800.000 سنة على وفاته , وقد هزت هذه الحفرية أيضا ما كان مقتنعا به خوان لويس أرساجا فريراس Juan Luis Arsuaga Ferreras نفسه، والذي قاد عمليات الكشف في جران دولينا. حيث قال:
    " لقد توقعنا أن نجد شيئا كبيرا، شيئا ضخما، شيئا منتفخا... كما تعلم، شيئا بدائيا. لقد توقعنا أن يكون غلام عمره 800.000 سنة مشابها لطفل توركانا. ولكن ما عثرنا عليه كان وجها عصريا تماما... بالنسبة لي كان الأمر مثيرا للغاية... إن العثور على شيءٍ كهذا غيرِ متوقع على الإطلاق لهُوَ من الأشياء التي تهز كيانك. فعدم العثور على حفريات أمر غير متوقع، تماما مثل العثور عليها، ولكن لا بأس. إلا أن أروع ما في الأمر هو أن تجد شيئا في الماضي كنت تعتقد أنه ينتمي إلى الحاضر. إن الأمر أشبه بالعثور على شيء مثل... مثل جهاز تسجيل في كهف جران دولينا. سيكون ذلك مدهشا للغاية، لأننا لا نتوقع العثور على أشرطة كاسيت وأجهزة تسجيل في العصر البلستوسيني الأدنى. وينطبق ذات الشيء على اكتشاف وجه عصري عمره 800.000 سنة. لقد اندهشنا جدا عندما رأينا هذا الوجه " [58]




    • ولذلك يقول بعض محققي علماء التطور أنفسهم أننا نحن البشر :

    " ظهرنا فجأة في سجل الحفريات " , وذلك مثل العلماء :

    سي. إيه فيلي C. A. Villie و : إي. بي. سولومان E. P. Solomon و : بي. دبليو. دافيس P. W. Davis بأن الإنسان :" نشأ فجأة " , أو بعبارة أخرى : " بدون سلف تطوري " [59]



    • ومثل قول مارك كولارد Mark Collard وبرنارد وود Bernard Wood، عالما الأنثروبولوجيا ونصيرا التطور في مقالة كتباها في سنة 2000 بأن :

    " فرضيات تاريخ تطور السلالات الحالية حول تطور الإنسان , لا يمكن الاعتداد بها " [60]



    • وأيضا ما قاله عالم الحفريات ونصير التطور دانيال إي. ليبرمان Daniel E. Lieberman، من قسم الأنثروبولوجيا بجامعة هارفارد، حول الجمجمة الحفرية التي اكتشفت في سنة 2001 وأطلق عليها اسم كينيانثروباس بلاتيوبس Kenyanthropus platyops في مقالة نشرها في المجلة العلمية الرائدة ناتشر Nature:

    " إن التاريخ التطوري للبشر معقد وغير محسوم. ويبدو الآن أنه على أعتاب الدخول في مزيد من الفوضى بسبب اكتشاف نوع وجنس آخرين، يرجع تاريخهما إلى 3.5 مليون سنة ماضية... وتثير طبيعة الكينيانثروباس بلاتيوبس تساؤلات كثيرة حول تطور البشر عموما وسلوك هذا النوع خصوصا. لماذا، على سبيل المثال، يجمع هذا النوع بشكل غير اعتيادي بين أسنان الوجنة الصغيرة والوجه المفلطح الكبير الذي يوجد فيه قوس عظام الوجنة في الناحية الأمامية؟ فكل أنواع الهومينين (hominin species) الأخرى المعروفة التي تتميز بأوجه كبيرة وعظام وجنة في مواضع مشابهة لديها أسنان كبيرة. أنا أظن أن الدور الرئيسي للكينيانثروباس بلاتيوبس خلال السنوات القليلة القادمة هو أن يكون بمثابة هادم اللذات، لأنه يؤكد على الفوضى التي تواجه البحث في العلاقات التطورية بين أنواع الهومينين " [61]



    • وكذلك الحفرية المسماة ساحلنثروباس تشادينسيز Sahelanthropus tchadensis والتي اكتشفت في التشاد بوسط إفريقيا في صيف 2002. حيث أثارت هذه الحفرية بدورها عاصفة في عالم الداروينية والتطور , وقد اعترفت مجلة ناتشر ذات الشهرة العالمية في مقالها الذي أعلنت فيه خبر الاكتشاف أن :

    " الجمجمة المكتشفة حديثا : يمكن أن تقضي على أفكارنا الحالية بشأن تطور الإنسان" [62]



    • وكما علق عليها دانيال ليبرمان هو الآخر من جامعة هارفارد :

    "سيكون لهذا (الاكتشاف) : أثر قنبلة نووية صغيرة " [63]



    • ويرجع السبب في ذلك ليس فقط لأن الحفرية موضع النقاش عمرها 7 ملايين سنة كاملة , ولكن لأن لها بنية "تشبه بنية الإنسان" (ووفقا للمعايير التي استخدمها أنصار التطور حتى الآن) أكثر من بنية قردة الأوسترالوبثيكوس Australopithecus والتي يبلغ عمرها 5 ملايين سنة , والتي كان يُفترض أنها "أقدم سلف للبشرية" , ويبين ذلك أن الروابط التطورية التي تم تحديدها بين أنواع القردة المنقرضة المتصلة "بالتشابه مع البشر" أنها غير صحيحة .




    • وأكد هذا الرأي أيضا جون وايتفيلد John Whitefield، في مقالته المعنونة "اكتشاف أقدم عضو في العائلة البشرية" Oldest Member of Human Family Found”“ المنشور في مجلة ناتشر بتاريخ 11 تموز/ يوليو 2002، حيث استشهد ببرنارد وود ، عالم الأنثروبولوجيا ونصير التطور من جامعة جورج واشنطن بولاية واشنطن :

    " يقول برنارد وود :
    "عندما التحقت بكلية الطب في سنة 1963، كان التطور البشري أشبه بالسلم". وقد تدرجت درجات السلم من القرد إلى الإنسان من خلال تطور الأشكال الوسيطة، التي كان شَبَه القردة في كل منها يقل شيئا فشيئا عن سابقه. والآن، أصبح التطور البشري أشبه بالأجمة. فقد أصبح لدينا معرض من حفريات الهومينيد ... وما زال الجدل دائرا حول علاقة كل منها بالآخر وحول أيها، إن وجد، هو سلف البشر " [64]




    • ولا بد أن نشير هنا أيضا ًإلى تعليقات هنري جي Henry Gee، كبير محرري مجلة ناتشر وعالم الأنثروبولوجيا القديمة الشهير ، حول حفرية القرد المكتشفة حديثا لأنها جديرة بالذكر. فقد كتب جي في مقالته المنشورة في صحيفة الجارديان Guardian عن الجدل الدائر حول الحفرية قائلا:

    " مهما كانت النتيجة ، تبين الجمجمة بشكل حاسم أن الفكرة القديمة المتصلة "بالحلقة المفقودة" ما هي إلا هراء , ولا بد أن يكون جليا جدا الآن أن لب فكرة الحلقة المفقودة الذي طالما كان موضع شك لا يمكن التمسك به مطلقا بعد الآن " [65]



    • فإذا تركنا مجال البحث عن الأدلة الخاطئة التي اعتمد عليها التطوريون في إيجاد حلقات مفقودة في البشر وإثبات فرضيات التطور , فيمكننا أن نتجول بشكل من التنويع في الأدلة الغير صحيحة التالية أيضا .




    • فبالنسبة لمسألة تطور الطيور تلك المعضلة والمأزق , فقد سيقت حفرية الأركيوبتريكس على أنها الطائر الأولي الذي تطورت عنه الطيور من الزواحف , حيث قدر عمره بـ 150 مليون سنة , ثم في 23 يونيو عام 2000 م , نشرت صحيفة (النيويورك تايمز) خبرا ًعلميا ًبعنوان :


    • اكتشاف حفرية تهدد نظرية تطور الطيور "Fossil Discovery Threatens Theory of Birds' Evolution"

    وذلك لأنها حفرية طير أقدم في العمر من الأركيوبتركس بـ 75 مليون سنة , فكيف يكون هناك طائر كامل قبل الحلقة الوسطى ؟
    وتم نشر الخبر أيضا ًفي مجلات علمية شهيرة مثل مجلة (Science) ومجلة (Nature) وفي قناةBBC الإخبارية , وكان الخبر العلمي كالتالي :
    " لقد اكتشف العلماء أن الحفرية الجديدة التي تم استخراجها من الشرق الأوسط والتي ترجع إلى 220 مليون سنة :
    هي لكائن مغطى بالريش , ولديه عظمة ترقوة : تماما ًمثل الأركيوتيركس : والطيور التي نعرفها اليوم , ولديه عِراق ريشة مجوف Hollow shafts in its feathers , وهذا يدحض الادعاء بأن الأركيوتيركس هو الكائن الانتقالي الذي انحدرت منه الطيور , لأن هذه الحفرية التي فيها كل صفات الطيور , قد تم اكتشافها 75 مليون سنة قبل ما أعطاه التطوريون لظهور الأركيوتيركس .
    وهذا هو نص الخبر بالإنجليزية :
    It has been discovered that the fossil, which is unearthed in the Middle East and estimated to have lived 220 million years ago, is covered with feathers, has a wishbone just like Archaeopteryx and modern birds do, and there are hollow shafts in its feathers. THIS INVALIDATES THE CLAIMS THAT ARCHAEOPTERYX IS THE ANCESTOR OF BIRDS, because the fossil discovered is 75 million years older than Archaeopteryx. This means that A REAL BIRD WITH ALL ITS CHARACTERISTIC FEATURES ALREADY EXISTED 75 MILLION YEARS BEFORE THE CREATURE WHICH WAS ALLEGED TO BE THE ANCESTOR OF BIRDS. [66]




    • ويعتبر الريش دوما عقبة كؤود أمام فكرة تطور الطيور من أي شكل سابق , ولذلك فحتى الأركيوبتركس نفسه عده العديد من العلماء طيرا أصيلا وليس حلقة وسطى كذلك , حيث التكوين غير المتماثل لريش الأركيوبتركس لا يمكن تمييزه عن نظيره في الطيور الحديثة، وهو يدل على أن ذلك الطير كان بمقدوره الطيران على أكمل وجه . وفي ذلك يقول عالم الحفريات البارز كارل أو. دانبر Carl O. Dunbar :

    "لا ريب في أن يصنف (الأركيوبتركس) تحت فئة الطيور بسبب ريشه ... إلى آخر ما قال " [67]



    • ولم يكن الأركيوبتريكس الدليل الخطأ الوحيد في مسألة إيجاد حلقة تطور للطيور , ففي التسعينات انتشرت العناوين الإعلامية للتطوريين بخصوص الديناصورات ذات الريش , وكان أول بطل للحملة ديناصورا يدعى سيناصوروبتركس Sinosauropteryx والذي تم اكتشافه في الصين في سنة 1996 م. وقُدمت الحفرية للعالم بأسره بوصفها "ديناصورا ذا ريش"، وتصدرت أخبارها عددا من عناوين الصحف. ومع ذلك، كشفت التحاليل المفصلة في الشهور التالية أن التراكيب التي صورها أنصار التطور بإثارة على أنها "ريش طير" لا تمت في الواقع للريش بصلة. وتم كشف المسألة في مقالة بعنوان :

    "نتف الريش من الديناصور ذي الريش" “Plucking the Feathered Dinosaur” في مجلة ساينس Science .



    • وفي سنة 1999 م، هبت مرة أخرى عاصفة "الطير-الديناصور". إذ قُدمت للعالم حفرية أخرى اكتشفت في الصين بوصفها "دليلا مهما على التطور". وقامت مجلة ناشونال جيوجرافيك National Geographic ، أصل الحملة، برسم ونشر صور خيالية "لديناصور ذي ريش" مستوحاة من الحفرية، وتصدرت هذه الصور عناوين الأخبار في عدد من البلدان. وأطلق في الحال الاسم العلمي أركيورابتور لياونِنجنسز Archaeoraptor liaoningensis على هذا النوع ، ,الذي قيل إنه عاش قبل 125 مليون سنة مضت .




    • ومع ذلك، كانت الحفرية مزيفة لأنها ركِّبت بمهارة من خمس عينات منفصلة. وبعد عام واحد، أثبتت مجموعة من الباحثين، كان من بينهم أيضا ثلاثة علماء حفريات، زيف هذه الحفرية بمساعدة التصوير المقطعي بالأشعة السينية عن طريق الكمبيوتر. وفي الواقع كان الطير-الديناصور من تدبير أحد أنصار التطور الصينيين. إذ شكل الهواة الصينيون الطير-الديناصور من 88 عظمة وحجر بعد لصقها بالغراء والإسمنت. وتشير البحوث إلى أن الأركيورابتور قد بُني من الجزء الأمامي لهيكل عظمي خاص بطير قديم، وأن جسمه وذيله تضمنا عظاما من أربع عينات مختلفة. ونشرت المجلة العلمية ناتشر Natureمقالة وصفت فيها التزييف على هذا النحو:

    "تم الإعلان عن حفرية الأركيورابتور بوصفها "الحلقة المفقودة" وزُعم أنها ربما كانت أفضل دليل منذ الأركيوبتركس على أن الطيور تطورت، في الواقع، من أنواع معينة من الديناصورات آكلة اللحوم. ولكن، تبين أن الأركيورابتور تزييف تم فيه تجميع عظام طير بدائي وديناصور دروماصوري غير قادر على الطيران... وقد تم تهريب عينة الأركيورابتور، التي قيل إنها جُمعت من تكوين جيوفوتانج الذي ينتمي إلى العصر الطباشيري المبكر في لياونِنج، خارج الصين ثم بيعت فيما بعد في السوق التجارية بالولايات المتحدة.... ونستخلص من ذلك أن الأركيورابتور يمثل نوعين أو أكثر من الأحياء وأنه جُمِّع من عينتين مختلفتين على الأقل، بل ربما من خمس عينات مختلفة..." [68]



    • وأما الغريب - وليس الجديد - في الأمر , أن الدكتور ستورس إل. أولسون Storrs L. Olson رئيس قسم علم الطيور بالمعهد السِّمِثسوني الأمريكي الشهير قد أعلن أنه حذر في السابق من أن الحفرية زائفة، ولكن إدارة المجلة تجاهلت تحذيراته. وفي رسالة إلى بيتر رافين Peter Raven من مجلة الناشونال جيوجرافيك، كتب أولسون:

    "قبل نشر المقالة المعنونة "الديناصورات تتخذ أجنحة" في عدد تموز/ يوليو 1998 من مجلة ناشونال جيوجرافيك، دعاني لو مازاتِنتا، مصور مقالة سلوآن، إلى الجمعية الوطنية الجغرافية National Geographic Society لمشاهدة الصور التي التقطها للحفريات الصينية وللتعليق على التحيز الموجود في القصة. في ذلك الحين، حاولت أن أنقل للقائمين على المجلة حقيقة أن هناك وجهات نظر بديلة تلقى تأييدا قويا تخالف ما تنوي الناشونال جيوجرافيك تقديمه، ولكن اتضح لي في النهاية أن الناشونال جيوجرافيك لم تكن مهتمة بأي شيء عدا المبدأ الدوغماتي الغالب بشأن تطور الطيور عن الديناصورات" [69]



    • وفي تصريح آخر منه لصحيفة يو. إس. إيه توداي USA Today ، قال أولسون:

    "تكمن المشكلة في أن الناشونال جيوجرافيك عرفت في وقت من الأوقات أن الحفرية مزيفة، لكن هذه المعلومات ظلت في طي الكتمان" [70]



    • وحتى مثال تطور الحصان الشهير ورسوماته وتماثيله في الكتب والمتاحف يقول عنه التطوري بويس رينسبرغر صاحب الخطاب الذي ألقاه في الندوة التي استمرت أربعة أيام حول مشكلات نظرية التطور التدرجية عام 1980 م في متحف فيلد للتاريخ الطبيعي بشيكاغو بحضور مئة وخمسين من دعاة التطور :

    " لقد عـُرف منذ وقت طويل كم هو خاطئ المثال الشائع الذي يُضرب على تطور الحصان، للاقتراح بأن هناك تسلسلاً تدريجياً للتغيرات التي طرأت علي مخلوقات بحجم الثعلب، لديها أربعة أصابع في قدمها، وكانت تعيش قبل نحو خمسين مليون سنة، إلى حصان اليوم الأكبر حجماً بكثير، والذي لديه إصبع واحد في قدمه.. فبدلاً من التغير التدريجي، تبدو متحجرات كل نوع متوسط متميزةً تماماً وباقية دون تغير، ثم تنقرض بعد ذلك.. ومن ثَم فالأشكال الانتقالية غير معروفة " [71]



    • وأما مثال الفراشات الشهير (أو العثة البيضاء White peppered moth والعث المفلفل اللون) والذي انتشر في الكثير من الكتب الشارحة للتطور , فقد انكشفت خدعته التي قام بها الدارويني Bernard Kettlewell وذلك عندما شرح عالم الأحياء الجزيئية (Jonathan Wells) في كتابه (Icons of Evolution) أن هذه القصة الموجودة والمعتَمَدة في كل كتب التطور : هي غير صحيحة أصلا ً, وأكد أن ما قام به العالم المؤيد للدارونية (Bernard Kettlewell) من تجارب لإثباتها : هو شيئ مخزي ٍجدا ً, وذكر (وذلك في التسعينات) أنه لا يمكن اعتبار ما قام به هذا العالم تجربة علمية محترمة بسبب الآتي :

    ففي الوضع الطبيعي : فإن أغلب هذه الفراشات تعيش في الحقيقة تحت فروع الأشجار : وليس على جذوع الأشجار . وأنه عندما أراد (Kettlewell) إجراء تجربة لإثبات التطور بهذا المثال : فقد قام بإجبار الفراشات على البقاء على الجذوع , وبالتالي : فإن ما حدث في تجربته لإثبات صحة المثال والدليل المفترض لم يكن طبيعيا ًأصلا ً.
    ماء الذين حاولوا التأكد من تجربة (Kettlewell) إلى نتيجة مهمة وهي : على الرغم من أنه كان من المتوقع أن يزيد عدد الفراشات فاتحة اللون في الأماكن غير الملوثة في بريطانيا , فقد وجدوا أن عدد الفراشات الداكنة يزيد في هذه المناطق عن عدد الفراشات الفاتحة بأربعة أمثال , و هذا يعني أنه لا يوجد علاقة أصلا ًبين عدد الفراشات وبين حالة جذع الأشجار من حيث التلوث أو عدمه .
    ومما وصل إليه البحث أيضا ًأن العالم (Kettlewell) عند إجرائه لتجربته وقيامه بتصوير الفراشات وهي على جذع الشجرة , فقد اكتشفوا (أكذوبة) قيامه بتغيير الأبعاد في الصورة , لأنه استخدم صورة فراشات ميتة : تم إلصاقها أو تثبيتها على الجذع بواسطة مسمار قبل التصوير .
    حيث لجأ (Kettlewell) كما قلنا لهذا الغش والخداع لأنه تعيش تلك الفراشات غالبا ًتحت الفروع والأوراق وليس على الجذوع .




    • وقد أدت كل هذه النتائج من عقدين تقريبا ًمن الزمان : إلى انهيار المثال الشهير الذي طالما وضعه الملحدون والتطوريون البيولوجيون والمدافعون عن (الانتخاب الطبيعي) في الكتب والمراجع التي تشرح التطور , هذا بجانب أنها لا تدل على التطور لأنه لم يظهر كائن جديد أصلا وإنما كل الحديث عن ألوان فراشات .




    • أيضا من أبرز الأدلة التي لا تصح : وهي من أشهر أمثلة التطوريين التي استدلوا بها على تطور الأسماك إلى البر , هي سمكة الكويلاكانث حيث بعدما وجدوا لها حفرية وأعطوها عمرا يصل إلى 70 مليون سنة , وقالوا أنها سمكة منقرضة كانت تعيش قرب سطح الماء حيث يسهل تحولها للبر , وقالوا أن أعضائها الغليظة أهلتها لأن تتحور وتتطور إلى أيدي وأقدام , وقالوا أن بها رئة ومخ , وملأوا بتلك الافتراضات والرسومات التخيلية لذلك التحول عشرات الكتب والمجلات العلمية والمتاحف , فوجئوا في 22 ديسمبر عام 1938 م باصطياد أحد الصيادين لسمكة كويلاكانث من أعماق المحيط الهادي !

    وبلغت تلك الصدمة بالتطوريين ساعتها - وكانوا يظنونها منقرضة - أن قال عالم الكيمياء بجامعة رودس J. L. B. Smith والرئيس الشرفي لمتاحف أسماك جنوب إنجلترا : " لو أني قابلت ديناصورا ًيسير في الشارع , لما كانت دهشتي أشد من دهشتي الآن "

    بل وقام J. L. B. Smith بالتصوير مع الصيادين لسمكة الكويلاكانث الثانية التي تم اصطيادها من جزر القمر في أوائل الستينات , بل ومع تطور الصيد في الأعماق بمر السنين , تم اصطياد أكثر من 200 سمكة كويلاكانث بعد ذلك من أماكن مختلفة من العالم , فاستغل العلماء تلك الفرص الكثيرة السانحة للكشف على ما نشره التطوريون عن أجهزة تلك السمكة ونشروه , فوجد العلماء أولا أنها من سمكة الأعماق - 180 م - وليست من سمك قرب سطح الماء كما قال التطوريون , ووجدوا كذلك حفريات أخرى لها تعود إلى أكثر من 400 مليون سنة مضت , ثم وجد العلماء أن ما كان يقول عنه التطوريون في السمكة أنه رئة , هو في الحقيقة مثانة هوائية مملوءة بالدهون , وأن ما كان يدعيه التطوريون من وجود مخ كبير في رأس السمكة , لا وجود له أصلا .




    • وبتوالي الأدلة المتوهمة أو الغير صحيحة أو المزيفة على تطور الأسماك أو الكائنات البحرية إلى برية , أيقن العلماء من صحة استحالة ذلك لأن مثل ذلك التحول يتطلب أكثر من تغيير كبير وغاية في التعقيد والتلازم وفي وقت واحد , حيث لابد مثلا وأن تتغير الخياشيم إلى رئات حتى تستطيع التنفس في البر , ولابد أيضا أن تكتسب الزعانف صفات الأرجل حتى تستطيع أن تحمل وزن الجسم , وبما يتطلبه ذلك من تغيير متلازم ومتكامل وآني في العظام والعضلات معا ً, ولابد كذلك من تغير كل أجزاء الجهاز الإخراجي - الكليتين والعرق - حتى تعمل في بيئة البر بدلا من البحر , وأخيرا وليس آخرا , لابد للجلد أن يكتسب ملمسا ًوتركيبا ًمتغيرا ليمنع فقد الماء من الجسم .




    • وتنتقل فرضيات تطور الكائنات البحرية والأسماك من ضعف إلى أضعف بتوالي الاكتشافات الحفرية والعلمية , فمن جهة الحفريات , يُعد ظهور معظم الكائنات البحرية دفعة واحدة في عصر الانفجار الكمبري قاتلا لافتراضات تطورها المتدرج عما قبلها من البدائيات , فبدلا من أن تظهر تلك الكائنات كرأس مخروط ثم تأخذ في الاتساع بالتدريج مع الوقت كما تفترض شجرة التطور الداروينية أو غيرها مما أتى بعدها , فقد وجدوا العكس , أن قاعدة الكائنات التي ظهرت فجأة في الماضي البعيد - الانفجار الكمبري وما تلاه - هي قاعدة واسعة لأنها تشمل الموجود حاليا والمنقرض , وبهذا يقل اتساعها مع الوقت .

    أيضا ما أكد تلك الصعوبات هو التباين اليني الهائل بين الكائنات بعضها البعض , والذي لم يكن معلوما في الماضي وحتى وقت قريب . ونقرأ عن ذلك في مقال منشور في عام 2000 م في Proceedings of the National Academy of Sciences, USA يوضح أن تحاليل الـ DNA في السنوات الأخيرة , أدت إلى إعادة ترتيب الشعب المختلفة للحيوانات , والتي كانت تعتبر في الماضي كائنات متوسطة , حيث يقول المقال : " إن تحليل تتابع الـ DNA يُملِي تأويلا ًجديدا ًللكائنات في الشجرة الجينية , فشعب الحيوانات التي كانت تعتبر ممثلة لمراحل متتالية متدرجة من التعقيد , والتي تبدأ من قاعدة الكائنات متعددة الخلايا , انتقلت في التصنيف الجديد إلى أماكن أعلى في منتصف الشجرة . وهذا بالطبع يلغي أي كائنات متوسطة "



    • وفي نفس المقال السابق أيضا نجد اعتراف بعض علماء التطور بحقيقة أن :

    " بعض الكائنات التي كانت تعتبر انتقالية بين مجموعات مثل الإسفنجيات (sponges) واللواسع (Cnidarians) والمُشطيات (ctenophores) , لا يمكن اعتبارها كذلك بعد الآن , حيث ثبت أنها مختلفة اختلافا ًجينيا ًكبيرا ً"



    • وأي قراءة هنا لعالم تطوري صادق ومحايد , سنلمس منها تساؤلاتهم المنطقية والعلمية وتعجباتهم , وذلك مثل عالم الحفريات التطوري Gerald T. Todd في كتابه "تطور الرئة : وأصل الأسماك العظمية" Evolution of the Lung and the Origin of Bony Fishes حيث يقول :

    " إن كل نوع من الأقسام الثلاثة للأسماك العظمية , يظهر في سجل الحفريات في الوقت ذاته , إن هذه الكائنات تحتوي بالفعل على أشكال ظاهرية متباينة , وفيهم حراشف كثيرة , كيف نشأت ؟! ماذا جعلهم يتنوعون بهذا الشكل الكبير ؟! كيف أصبح فيهم كل هذه الحراشف ؟! ولماذا ليس هناك أي أثر لأي كائن انتقالي "



    • وحتى فيما يتعلق بتطور الفقاريات من الحبليات , فلا توجد أي أدلة مادية أو من الحفريات على مثل هذه الخيالات والافتراضات والأدلة التي لا تصح , يعترف بذلك العجز في تحديد بداية الفقاريات Robert Carroll فيقول :

    " حتى الآن , ليس لدينا دليل على طبيعة الانتقال بين الرأس حبليات cephalocordates والحيوانات ذوات الجمجمة Craniates , فإن أوائل الفقاريات المعروفة هي لديها بالفعل صفات مكتملة مثل ذوات الجمجمة , وهذا محفوظ في سجل الحفريات , كما لا يوجد أيضا ًدليل من الحفريات على كيفية نشأة الفقاريات ذوات الفك jawed vertebrates "



    • وحتى القول بالتطور عن طريق الطفرات , فرغم أنه يلزمنا عدد ضخم من الطفرات المتراكبة للحصول على عضو واحد جديد متكامل , إلا أن ذلك أيضا يتعارض أولا مع عدم ظهور أثار ذلك في الحفريات , ومن الجهة الأخرى يتعارض مع مفهوم مقصلة الانتخاب الطبيعي الكافية لاستبعاد الطفرات الغير مكتملة في أولها , وهذا كله على افتراض وجود طفرات نافعة أو تأتي بهضو جديد للكائن , فما الحال إذا والطفرات هي عنوان الاختلاط الغير مدروس والغير موجه ؟ يقول رانغانثان :

    "إن الطفرات صغيرة وعشوائية وضارة , وهي تتسم بندرة حدوثها ، وتتمثل أفضل الاحتمالات في كونها غير مؤثرة , وتلمّح هذه السمات الأربع إلى أن الطفرات لا يمكن أن تؤدي إلى أي تقدم على صعيد التطور . إن حدوث تغير عشوائي في كائن حي يتسم بقدر عال من التخصص ، إما أن يكون غير مؤثر أو ضاراً ، ذلك أن التغير العشوائي في ساعة اليد لا يمكن أن يحسن أداء الساعة ، بل أغلب الظن أن هذا التغير سيضرّ بها أو لن يؤثر فيها على أحسن تقدير , والزلزال لا يُحسن المدينة بل يجلب لها الدمار" [72]



    • ويُعلق عالم التطور : وَرن ويفر على التقرير الصادر عن لجنة التأثيرات الجينية للأشعة الذرية (والتي شُكلت لدراسة الطفرات التي يمكن أن تكون قد نتجت عن الأسلحة النووية المستخدمة في الحرب العالمية الثانية) قائلاً:

    " سيتحير الكثيرون من حقيقة أن كل الجينات المعروفة تقريباً التي أصابتها طفرة هي عبارة عن جينات ضارة ، فالناس يظنون أن الطفرات تشكل جزءاً ضرورياً من عملية التطور ، فكيف يمكن أن ينتج تأثير جيد (أي التطور إلى شكل أعلى من أشكال الحياة) من طفرات كلها ضارة تقريبا؟" [73]



    • ويقول عالم الوراثة التطوري، غوردون تايلور:

    "من بين آلاف التجارب الرامية إلى إنتاج ذباب الفاكهة التي تم إجراؤها في جميع أنحاء العالم لأكثر من خمسين سنة ، لم يلاحظ أحدٌ أبداً ظهور نوع جديد متميز , أو حتى إنزيم جديد" [74]



    • ويقول مايكل بيتمان :

    " لقد قام مورغان وغولدشميدت ومولر وغيرهم من علماء الوراثة بتعريض أجيال من ذباب الفاكهة لظروف قاسية من الحرارة، والبرودة، والإضاءة، والظلام، والمعالجة بالمواد الكيماوية والإشعاع. فنتج عن ذلك كله جميع أنواع الطفرات، ولكنها كانت كلها تقريباً تافهة أو مؤكدة الضرر. هل هذا هو التطور الذي صنعه الإنسان؟ في الواقع لا، لأنه لا يوجد غير عدد قليل من الوحوش التي صنعها علماء الوراثة كان بإمكانه أن يصمد خارج القوارير الذي أنتج فيها. وفي الواقع، إن هذه الطافرات إما أن يكون مصيرها الموت، أو العقم، أو العودة إلى طبيعتها الأصلية" [75]



    • وتقول مجلة المعرفة الأمريكية (Scientific American) في عدد آذار (مارس) 1998 حيث تعترف وهي من المنشورات الداعية للتطور:

    " كثير من البكتيريا كانت لديها معلومات وراثية للمقاومة قبل استخدام المضادات الحيوية التجارية , ولا يعرف العلماء سبب وجود هذه المعلومات الوراثية، كما لا يعرفون لماذا تم الحفاظ عليها وإبقاؤها!" [76]



    • وإذا وضعنا في الاعتبار وجود نظام مذهل داخل الخلية وحمضها النووي لعلاج أخطاء النسخ وهو المسمى بالـ DNA repair , فنعرف أن الطفرات بالفعل تكون محدودة جدا في حدوثها , وغاية ما فيها على مستوى ظهور أعضاء في الكائن : هو أن تكون أعضاء مُكررة وغير مفيدة مثل ظهور أصبع زائد أو أكثر في اليد أو القدم أو ظهور جناح زائد في حشرة إلخ , ولكننا لا نتخيل أبدا ظهور عضو جديد لا يعرفه الكائن الحي في جسده . لأن ذلك يحتاج لمعاني تفتقدها الصدفة والانتخاب الطبيعي وعشوائية الطفرات مثل معاني التصميم والتخطيط والغائية والتراكب والتلازم والدقة .




    • أيضا هناك معضلة أخرى في وجه القائلين بالتطور عن طريق الطفرات وهي معضلة وجود معظم جينات الحمض النووي في مناطق على سلاسل الـ DNA تسمى جزر isochores , وهذه الجزر تتكون أساسا من العلاقة G-C من قواعد الحمض النووي الأربعة , وهي الروابط الأكثر تماسكا ًفي الحمض النووي وبها تقاس درجة تحمله للتفكك الحراري , بمعنى آخر , فإن نسبةGC ratio of genomes تقف عائقا أمام ترك الحبل على الغارب لتخيل الطفرات المؤثرة على الكائن , لأن معظم جينات الكائن الحي هي في مناطق وجزر معينة على الشريط الوراثي حيث تمثلها العلاقة G-C الأقوى من العلاقة A-T لأن الأولى ذات ثلاث روابط هيدروجينية مقابل رابطتين في الثانية . ونقرأ في ذلك :

    GC ratios within a genome is found to be markedly variable. These variations in GC ratio within the genomes of more complex organisms result in a mosaic-like formation with islet regions called isochores.[77] This results in the variations in staining intensity in the chromosomes.[78] GC-rich isochores include in them many protein coding genes, and thus determination of ratio of these specific regions contributes in mapping gene-rich regions of the genome. [79] [80]



    • وعن تمثيل مناطق أو جزر Isochore للجينات على الشريط الوراثي بتتابعاتها من G-C نقرأ :

    In genetics, an isochore is a large region of DNA (greater than 300 K with a high degree uniformity in guanine (G) and cytosine (C): G- C and C-G (collectively GC content). Bernardi and colleagues first uncovered the compositional non-uniformity within vertebrate genomes using thermal melting and density gradient centrifugation.[81] [82] [83] The DNA fragments extracted by the gradient centrifugation were later termed "isochores,",[84] which was subsequently defined as "very long (much greater than 200 K DNA segments" that "are fairly homogeneous in base composition and belong to a small number of major classes distinguished by differences in guanine-cytosine (GC) content [85]

    • وهنا .. ننتقل إلى خط موازي لبحث التطوريين عن أدلة في الحفريات على التطور , ألا وهو البحث في آثار الأعضاء الضامرة vestigial organs أو الغير ذات فائدة في الكائنات الحية كدليل على بقايا لعملية التطور , وكان من أول وأشهر مَن كتبوا عن تلك الأعضاء الضامرة متأثرا بداروين ووضع قائمة طويلة لها عام 1895 م هو عالم التشريح الألماني الدارويني Robert Wiedersheim




    • وعلى مدار المائة عام التالية لتلك القائمة الطويلة من الأعضاء الضامرة أو التي ليس لها فائدة , فقد تم فك شفرات فوائد الكثير منها على غير ما توقعه التطوريون , وكلما تقدم العلم اليوم ظهر ذلك بصورة أكثر وضوحا , حتى لجأ التطوريون حديثا إلى البحث عن ذات الدليل ولكن في الجينات كما سيأتي ذكره بعد قليل عند حديثهم عن الجينات الغير ذات فائدة Junk Gene .




    • ولعل من أشهر وأقدم تلك الأدلة على الأعضاء الضامرة كانت هي الزائدة الدودية حيث تغير الأعتقاد السائد بأن الزائدة الدودية ليس لها فوائد وإنه يمكن استئصالها، وذلك بعد أن قدم علماء المناعة دراسة تفيد أن الزائدة الدودية ماهي إلا مكان تعيش فيه أنواع من البكتيريا المفيدة في عملية الهضم، وإن لها وظيفة مرتبطة بمكانها وبتنظيم كم البكتيريا التي يجب أن تكون في جهاز هضم الإنسان، كونها تمد جهاز الهضم بهذه البكتيريا بعد الإصابة بالأمراض الطفيلية والكوليرا والزحار والإسهالات، بعد أن تكون هذه الإصابات ومعالجتها قد قلًصت أعداد البكتيريا في الأمعاء [86] [87]


    المراجع


    • ^ http://www.telegraph.co.uk/science/4...cientists.html
    • ^ http://www.texscience.org/reports/sb...e-2009feb7.htm
    • ^ http://www.nature.com/news/south-kor...emands-1.10773
    • ^ صـ 67 كتاب (أصل الأنواع) لتشارلز داروين (الإصدار السادس 1872م بزيادة الباب السابع) نسخة مترجمة للعربية من المشروع القومي المصري للترجمة إشراف جابر عصفور الطبعة الأولى 2004م ترجمة مجدي محمود المليجي تقديم سمير حنا صادق
    • ^ المرجع السابق صـ 67
    • ^ المرجع السابق صـ 67
    • ^ المرجع السابق صـ 68
    • ^ Charles Darwin, The Origin of Species: A Facsimile of the First Edition, Harvard University Press, 1964, p.184
    • ^ Victor B. Scheffer, “Exploring the Lives of Whales
    • ^ National Geographic, vol. 50, December 1976, p. 752. George Gamow, Martynas Ycas, Mr Tompkins Inside Himself, London: Allen & Unwin, 1968, p. 149
    • ^ http://tr.wikipedia.org/wiki/Ali_Demirsoy
    • ^ (P 6-7 : the Origin of Species)
    • ^ (Ch1 : the Origin of Species)
    • ^ (Ch4: the Origin of Species)
    • ^ Stephen Gould - Ever Since Darwin p 41
    • ^ صـ 275 كتاب (أصل الأنواع) لتشارلز داروين (الإصدار السادس 1872م بزيادة الباب السابع) نسخة مترجمة للعربية من المشروع القومي المصري للترجمة إشراف جابر عصفور الطبعة الأولى 2004م ترجمة مجدي محمود المليجي تقديم سمير حنا صادق
    • ^ المرجع السابق صـ 276
    • ^ المرجع السابق
    • ^ المرجع السابق صـ 283
    • ^ Francis Hitching, The Neck of the Giraffe: Where Darwin Went Wrong, Tichnor and Fields, New Haven, 1982, p. 40.
    • ^ Gould, Stephen J. The Panda's Thumb, 1980, p. 181-182
    • ^ Robert L. Carroll, Patterns and Processes of Vertebrate Evolution, Cambridge University Press, 1997, p. 25. - emphasis added
    • ^ K. S. Thomson, Morphogenesis and Evolution, Oxford, Oxford University Press, 1988, p. 98.
    • ^ Michael Denton “ Evolution: A Theory in crisis p. 290- 291
    • ^ Charles Darwin, The Origin of Species: A Facsimile of the First Edition, Harvard University Press, 1964, p.302
    • ^ Richard Dawkins, The Blind Watchmaker, London: W. W. Norton 1986, p. 229
    • ^ Douglas J. Futuyma, Science on Trial, New York: Pantheon Books, 1983, p. 197
    • ^ Stefan Bengston, Nature, Vol. 345, 1990, p. 765
    • ^ T. Neville George, "Fossils in Evolutionary Perspective", Science Progress, Vol 48, January 1960, pp
    • ^ صـ 276 كتاب (أصل الأنواع) لتشارلز داروين (الإصدار السادس 1872م بزيادة الباب السابع) نسخة مترجمة للعربية من المشروع القومي المصري للترجمة إشراف جابر عصفور الطبعة الأولى 2004م ترجمة مجدي محمود المليجي تقديم سمير حنا صادق
    • ^ نفس المرجع السابق
    • ^ المرجع السابق صـ 293
    • ^ المرجع السابق صـ 294
    • ^ المرجع السابق صـ 295
    • ^ المرجع السابق صـ 296
    • ^ المرجع السابق
    • ^ المرجع السابق 297
    • ^ H. S. Lipson, "A Physicist's View of Darwin's Theory", Evolution Trends in Plants, vol.2, No. 1, 1988, s. 6.
    • ^ Francis Hitching, The Neck of the Giraffe: Where Darwin Went Wrong, New York: Ticknor and Fields 1982, p. 204
    • ^ G. Simpson, W. Beck, An Introduction to Biology, New York, Harcourt Brace and World, 1965, p. 241. 257
    • ^ Keith S. Thompson, "Ontogeny and Phylogeny Recapitulated", American Scientist, Vol 76, May/June 1988, p. 273
    • ^ Charles Darwin, The Descent of Man, 2nd edition, New York, A L. Burt Co., 1874, p. 178
    • ^ http://en.wikipedia.org/wiki/Ota_Benga
    • ^ http://www.gn.apc.org/inquirer/ausrace.html
    • ^ http://www.si.edu/
    • ^ http://en.wikipedia.org/wiki/Minik_Wallace
    • ^ http://www.news.com.au/national-old/...-1111115539560
    • ^ http://en.wikipedia.org/wiki/Piltdown_Man
    • ^ http://en.wikipedia.org/wiki/Java_Man
    • ^ في كتابه (التطور أم الخلق الخاص Evolution or special creation)
    • ^ Gregory, W.K. (1927). "Hesperopithecus apparently not an ape nor a man". Science 66 (1720): 579–81
    • ^ Stephen Jay Gould, The Book of Life, 2001
    • ^ Ian Anderson, “Who made the Laetoli footprints?” New Sceientist, vol. 98, 12 May 1983, p. 373
    • ^ D. Johanson & M. A. Edey, Lucy: The Beginnings of Humankind, New York: Simon & Schuster, 1981, p. 250
    • ^ D. Johanson, Blake Edgar, From Lucy to Language, p. 169
    • ^ D. Johanson, Blake Edgar, From Lucy to Language, p. 173
    • ^ Boyce Rensberger, Washington Post, 19 October 1984, p. A11
    • ^ Is This the Face of Our Past?” Discover, December 1997, pp. 97-100
    • ^ Villee, Solomon and Davis, Biology, Saunders College Publishing, 1985, p. 1053
    • ^ Hominoid Evolution and Climatic Change in Europe, Volume 2, Edited by Louis de Bonis, George D. Koufos, Peter Andrews, Cambridge University Press 2001, chapter 6, (emphasis added
    • ^ Daniel E. Lieberman, “Another face in our family tree,” Nature, March 22, 2001, (emphasis added
    • ^ John Whitefield, “Oldest member of human family found,” Nature, 11 July 2002
    • ^ D. L. Parsell, “Skull Fossil From Chad Forces Rethinking of Human Origins,” National Geographic News, July 10 2002
    • ^ John Whitefield, “Oldest member of human family found,” Nature, 11 July 2002
    • ^ The Guardian, 11 July 2002
    • ^ http://www.nytimes.com/2000/06/23/us...ted=all&src=pm
    • ^ Carl O. Dunbar, Historical Geology, John Wiley and Sons, New York, 1961, p. 310
    • ^ Forensic Palaeontology: The Archaeoraptor Forgery," Nature, March29, 2001
    • ^ Storrs L. Olson "OPEN LETTER TO: Dr. Peter Raven, Secretary, Committee for Research and Exploration, National Geographic Society Washington, DC 20036," Smithsonian Institution, November 1, 1999
    • ^ Tim Friend, "Dinosaur-bird link smashed in fossil flap," USA Today, 25 January 2000, (emphasis added
    • ^ Boyce Rensberger, Houston Chronicle, November ,5 ,1980 p.15
    • ^ B. G. Ranganathan, Origins?, Pennsylvania: The Banner Of Truth Trust, 1988
    • ^ Warren Weaver, "Genetic Effects of Atomic Radiation", Science, Vol 123, June 29, 1956, p. 1159
    • ^ Gordon R. Taylor, The Great Evolution Mystery, New York: Harper & Row, 1983, p. 48
    • ^ Michael Pitman, Adam and Evolution, London: River Publishing, 1984, p. 70
    • ^ Stuart B. Levy, "The Challange of Antibiotic Resistance", Scientific American, March 1998, p. 35
    • ^ ^ Bernardi G (January 2000). "Isochores and the evolutionary genomics of vertebrates". Gene 241 (1): 3–17. doi:10.1016/S0378-1119(99)00485-0.PMID 10607893.
    • ^ Furey TS, Haussler D (May 2003). "Integration of the cytogenetic map with the draft human genome sequence". Hum. Mol. Genet. 12 (9): 1037–44. doi:10.1093/hmg/ddg113. PMID 12700172
    • ^ Sumner AT, de la Torre J, Stuppia L (August 1993). "The distribution of genes on chromosomes: a cytological approach". J. Mol. Evol. 37 (2): 117–22. doi:10.1007/BF02407346. PMID 8411200
    • ^ Aïssani B, Bernardi G (October 1991). "CpG islands, genes and isochores in the genomes of vertebrates". Gene 106 (2): 185–95. doi:10.1016/0378-1119(91)90198-K. PMID 1937049.
    • ^ Macaya, Thiery, and Bernardi (1976). "An approach to the organization of eukaryotic genomes at a macromolecular level". Journal of Molecular Biology 108 (1): 237–254. doi:10.1016/S0022-2836(76)80105-2. PMID 826644
    • ^ Thiery, Macaya, and Bernardi (1976). "An analysis of eukaryotic genomes by density gradient centrifugation". Journal of Molecular Biology 108 (1): 219–235. doi:10.1016/S0022-2836(76)80104-0. PMID 826643
    • ^ a b c d e Bernardi et al.; Olofsson, Birgitta; Filipski, Jan; Zerial, Marino; Salinas, Julio; Cuny, Gerard; Meunier-Rotival, Michele; Rodier, Francis (1985). "The mosaic genome of warm-blooded vertebrates". Science 228 (4702): 953–958. Bibcode 1985Sci...228..953B. doi:10.1126/science.4001930. PMID 4001930.
    • ^ a b Cuny et al.; Soriano, P; MacAya, G; Bernardi, G (1981). "The major components of the mouse and human genomes: Preparation, basic properties and compositional heterogeneity". European Journal of Biochemistry 115 (2): 227–233. doi:10.1111/j.1432-1033.1981.tb05227.x. PMID 7238506.
    • ^ a b c d e Bernardi et al.; Olofsson, Birgitta; Filipski, Jan; Zerial, Marino; Salinas, Julio; Cuny, Gerard; Meunier-Rotival, Michele; Rodier, Francis (1985). "The mosaic genome of warm-blooded vertebrates". Science 228 (4702): 953–958. Bibcode 1985Sci...228..953B. doi:10.1126/science.4001930. PMID 4001930.
    • ^ http://www.sciencedaily.com/releases...1008102334.htm
    • ^ http://www.washingtonpost.com/wp-dyn...100501651.html

  3. #153
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    نضيف إلى ما نجب أن نعرفه عن هذه النظرية هو أن لها أكثر الناس تعصباً على الإطلاق !

  4. #154

    افتراضي

    بارك الله فيك ، كتاباتك مفيدة جدا! . جمعها في كتاب فكرة جيدة!

  5. افتراضي

    هل ترى الانسان عندما ينتقل من بيئته سكنية مريحة يتوفر فيها مقومات الراحه إلى بيئة جبلية أو صحراويه قاسيه كالجنود أو المستكشفين والرحاله
    تجدهم يتغيرون مثل قساوة ورقة جلودهم وخاصة أيديهم وأرجلهم تكون باطنها اشد قساوة من ذي قبل .أين تصنف هذه الحاله

  6. #156

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلوا على رسول الله مشاهدة المشاركة
    هل ترى الانسان عندما ينتقل من بيئته سكنية مريحة يتوفر فيها مقومات الراحه إلى بيئة جبلية أو صحراويه قاسيه كالجنود أو المستكشفين والرحاله
    تجدهم يتغيرون مثل قساوة ورقة جلودهم وخاصة أيديهم وأرجلهم تكون باطنها اشد قساوة من ذي قبل .أين تصنف هذه الحاله
    هذه وحدها اختي الفاضلة : تثبت وجود الله عز وجل لمَن يفقه !!..
    ألا وهي :
    التغيرات الفسيولوجية التي تظهر على الكائنات الحية عموما ً- وليس الإنسان فقط - : تكيفا ًمع بيئته ..!! وقد وضعها الله فيه ..
    وهذا موضوع يطول شرحه .. ولكنه مشاهد .. ومنه التكيف أيضا ًمع بعض الأمراض الجديدة !!..
    حيث العجيب هو تزويد الله تعالى لجينات الكائنات الحية بما يستلزمه التعامل مع هذه المستجدات ((في حياتها)) وذلك :
    قبل أن تتعرض له أصلا ً!!!.. فإذا تعرضت له : ظهرت تلك التغيرات والصفات !!!..
    وقد وضعت القوسين لكلمة ((في حياتها)) لبيان فارق هام هنا بين الخلق الثابت من الله تعالى وبين تراهات التطور والتطوير !
    فكما هو ثابت علميا ً:
    الصفات المكتسبة في حياة الكائن الحي : لا يتم توريثها لأبنائه ..!

    ولكن الشاهد - ولضيق وقتي الآن - :
    هو أن هذا الأمر - أي التكيف (في) حياة الكائنات الحية - هو الذي استغله داروين وغيره لإثبات فرضياتهم ..
    ولم يكن يعلموا وقتها بأن التغير الذي ينتقل للأبناء هو التغير في الخلايا الجنسية : وليس التغير الذي يطرأ على خلايا الجسد !
    ولم يكن يعلموا أيضا ًبأن الله تعالى قد زود الكائنات الحية بجينات قادرة على الظهور والتفاعل وقت الحاجة ...
    < مثال بعض البكتريا القديمة من آلاف السنين عند تحليلها وجدوا نفس ما تكون لدى البكتريا اليوم من مناعة ضد بعض المبيدات ! >
    ولا ننسى أنه مع كل يوم لاكتشافات جديدة في مناطق الجينات التي كانوا يظنونها بغير فائدة Junk Gene :
    تنفك طلاسم عن وجوه إعجاز الخالق عز وجل في تلك الجينات المعقدة ووظائفها الغريبة التي لا يمكن ظهورها صدفة أبدا ً..
    لأنه لها تخطيط سابق لوظائف ربما لم تقع بعد للكائن الحي أصلا ً!!!..
    وسبحان الخالق ...

  7. افتراضي

    بارك الله فيك
    وجزاك الله كل خير

  8. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسلم أسود مشاهدة المشاركة
    نضيف إلى ما نجب أن نعرفه عن هذه النظرية هو أن لها أكثر الناس تعصباً على الإطلاق !
    و تكبرا

  9. #159
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    و تكبرا
    صدقت

  10. #160

    افتراضي

    موضوع يستحق القراءة :
    نقد الدروانيه الحديثه ...
    بقلم الأخ : محمد الباحث ...





    (إذا أردت مقولة تجيب بها على أي سؤال في الأحياء، فقل: إن الأشياء أعقد مما تبدو!)

    مايكل بيهي

    النظرية الدارونية الحديثة


    النظرية التركيبية الحديثة modern synthesis theory أو النظرية الدارونية الحديثة neo-Darwinism theory هي امتداد لنظرية دارون الكلاسيكية التي افترضت أن التنوع الحيوي يعود إلى أصل واحد فيما يسمى "التطور"، ولما كانت هذه النظرية لا تهتم بآلية التطور، جاءت الدارونية الحديثة لتقدم شرحًا لآلية التطور استنادًا على علم وراثة العشائر مع إبقاء أسس الدارونية الكلاسيكية كالانتقاء الطبيعي والجنسي وغيرهما، لذا فقد ظهر تعريف آخر للتطور وهو مقدار التغير في تكرار المورث في العشيرة، مع إبقاء التعريف الأول. وبالتالي فإن هجرة الأوروبيون إلى أستراليا تعني أن الشعب الأسترالي الأصلي قد تطور بيولوجيًا وفق التعريف الثاني، ومن هنا صار عندنا مفهومين منفصلين للتطور: التطور الدقيق microevolition والتطور الكبير macroevolution.


    إن وجود تعريفين للتطور كثيرًا ما يوقع الخلاف بين أنصار النظرية ومعارضيها، إذ حين يقدم البعض أدلة صحيحة على التطور كظهور فيروس الأنفلونزا الجديد، يمتعض الآخرون ويأخذون بنقد جوانب أخرى للنظرية تفترض الأصل المشترك للإنسان أو كل الأحياء، لذا ينبغي التفريق بين التعريفين والإلمام بتفاصيل النظرية بدلاً من نقدها ككل، فالنظرية لها كثير من الجوانب الصحيحة التي لا يعترض عليها أحد ولا تصطدم مع الدين بل وتفسر ما تفترض أن تفسره بشكل سليم، وفي المقابل فإن التسليم بصحة كل ما في النظرية أمر خاطئ وهو ما سأتعرض له هنا. يقول مايكل بيهي (الدارونية الحديثة فسرت التطور الدقيق microevolution بشكل رائع، لكن عند الحديث عن التطور الكبيرmacroevolution فعلى التطوريون أن يصمتوا). وبالضبط فإن هذه المقولة هي واقع الحال في معظم الخلافات الني نراها فالمؤمن ينتقد التطور الكبير فيرد عليه الملحد بأدلة على التطور الدقيق ولا يصلون لنتيجة.


    هذه الملاحظة أحببت أن أذكرها كمقدمة، والآن لنبدأ بنقد النظرية الدارونية الحديثة...


    الابستمولوجيا الدارونية


    يبني التطوريون أسس ونتائج دراستهم على مجموعة من الطرق المعرفية التي "يظنون" أنها قطعية الدقة، ويصلون من خلال هذه الطرق إلى ما يسمونه بالحقائق المعرفية (نظرية التطور)، فهل وسائل المعرفة هذه قطعية الدقة حقًا؟


    سأذكر بعضًا من أدوات المعرفة المستخدمة من قبل التطوريين..


    حساب عمر الأحافير

    لحساب عمر الأحفورة بدقة يجب أن تتوفر الشروط التالية في المواد المُقاسة:


    •عدم إضافة أو حذف جزء من المادة المتحللة الموجودة في الأحفورة.

    •عدم حذف أو إضافة جزء من المادة الناتجة عن التحلل.

    •التيقن من ثبات سرعة التحلل مهما اختلفت الظروف.

    ونظرًا لاستحالة التأكد من هذه الشروط، يمكننا التشكيك بعمر أية أحفورة.


    وراثة المايتوكندريا

    يستخدم التطوريون المادة الوراثية الموجودة في المايتوكندريا mtDNA في تعقب تاريخ التطور، ولكون هذه المادة الوراثية مصدرها خلايا الأم فقط ولا تختلط بالحيوان المنوي فإنه يمكن دراسة الاختلافات فيها بين البشر وتعقب تاريخهم استنادًا على سرعة التطفر.


    لقد ظهرت نظرية "الخروج من أفريقيا "Out of Africa" نتيجة دراسة هذا التتبع الوراثي وتعقب الهجرات حيث وجد التطوريون سندًا متصلاً في وراثة المايتوكندريا يعود إلى مائتي ألف سنة في أفريقيا، وكعادتهم الساخرة من الدين أطلقوا لقب "مايتوكندريا حواء" على هذا الأصل استهزاءً بالخلقيين، لكن لتعاسة حظهم ساد بين العامة الظن بأن هذا اكتشاف علمي لوجود حواء حقًا وأنها أصل البشر!! فوقع التطوريون في شر أعمالهم وأرهقوا أنفسهم في شرح أن هذا شيء مختلف وأنها ليست حواء الأديان!! المهم، أن هذا الاكتشاف أمر مهم في التطور البشري حيث تم تحديد المكان والزمان الذي يرجح فيه ظهور البشر، وظلت هذه النظرية قرابة العشرين عامًا وهي تكرر من قبل التطوريين في الأوساط العلمية بل واتجهوا أيضًا للبحث عن "آدم" البشر !!حتى عهد قريب...



    كانت الصفعة المدوية لهذه النظرية عندما اكتشف أن المايتوكندريا يمكن أن تنتقل من الحيوان المنوي في حالات نادرة! وهذا أحدث ثورة قالبة في علم الأحياء وفي نظرية التطور خصوصًا، فوجود حالة واحدة فقط من هذا الخلط الوراثي تضيع كل الأبحاث السابقة بنفخة واحدة وتصبح بلا أية قيمة علمية (SCHWARTZ AND VISSING, 2002، WILLIAMS, 2002, 347:611، MORRIS AND MIGHTOWLERS, 2000, 355:1290) .



    بالإضافة إلى ذلك، فإن الـ"الساعة الجزيئية "molecular clock" التي يتم حساب سرعة التطفر من خلالها لا تتوافق مع التسلسل الأحفوري، كما لوحظ أن سرعة التطفر ليست خطية ثابتة بل تسارعية بحيث تشير إلى عهد أقرب بكثير من المائتي ألف سنة، وهذا يفقد مصداقية ودقة هذه الأدوات التي يستخدمها التطوريون في إثبات أيديلوجيتهم ( أنظر ANN GIBBON 1998, RODRIGUEZ-TRELLES, ET AL., 2002).



    أنظمة التصميم الحاسوبية

    يستعين التطوريون بأنظمة الحاسوب في إعادة بناء هيكل الحيوان نتيجة عدم اكتمال هيكله الأحفوري، وهذا يؤدي إلى استنتاجات قد تخالف الواقع.

    نذكر مثلاً البناء الحاسوبي التشريحي لإنسان النياندرثالينسز حيث أظهر عدم قدرته على الكلام (LIEBERMAN AND CRELIN, 1971)، لكن بإعادة البناء وباكتشاف أحافير كاملة تحتفظ بالعظم اللامي تبين أنه لا يختلف عنا شيئًا في قدرته على الكلام (TRINKAUS AND SHIPMAN, 1992; SHREEVE, 1995).

    هذه بعض الأمثلة على أدوات المعرفة التطورية فقط وليست كلها، واللائحة تطول.



    مغالطات الدارونية الحديثة


    في بحر الدارونية الحديثة تظهر مغالطات في بعض الجوانب لا ينتبه إليها التطوريون، نذكر منها:


    مغالطة الدليل الدائري

    افترض التطوريون انبثاق الأحياء من أصل واحد، ثم قدموا ما يسمى بالـ"أدلة"، ثم انتهوا إلى صحة الفرض! إن معظم هذه الأدلة كالتماثل الجزيئي والوراثي والتشابه الجنيني تستند على علوم حديثة لم تكن معروفة عند ظهور نظرية التطور، فما هي المشاهدات الـ"كثيرة" التي استدعت افتراض الأصل المشترك في ذلك الوقت؟



    من الأدلة الدائرية الأخرى دليل التماثل Homology، فالتماثل هو التشابه التشريحي بين نوعين نتيجة الأصل المشترك، مثلاً عدد العظام الطرفية في الأطراف العليا عند الإنسان والوطواط والحوت خمسة (الأصابع) نتيجة انحدارهم من أصل مشترك، وعدد عظام الجمجمة في الإنسان والشمبانزي متماثل لنفس السبب، لكن يعرض التطوريون التماثل كدليل على التطور! وبالتالي وضعوا النتيجة في المقدمة.



    مغالطة عدم التخطيء

    إذا قال شخص: إذا لعب فريق (أ) مع فريق (ب) فسوف يربح أو يخسر أو يتعادل..


    هل لهذه الجملة أية قيمة علمية؟ طبعًا لا، لأنه لا يمكن تخطئتها.


    بالمثل فإن الدارونية الحديثة تحوي الكثير من هذه المغالطات في جوانبها، إن من أهم شروط التي تجعل النظرية علمية هو إمكانية تخطيئها Falsifiable، وإلا صارت بديهية وليست نظرية عليمة.


    مثال على عدم التخطيء: التشابه التركيبي بين نوعين قد يكون نتيجة انحدارهما من أصل واحد أو من أصلين مختلفين.


    وهذا ما غالطته الدارونية، إذ يقدم التطوريون مفهوم الـ"تناظر Analogy" " بجانب التماثل Homology، فالتناظر هو التشابه في الخصائص بين نوعين بعيدين تطوريًا، بينما التماثل هو التشابه نتيجة الأصل المشترك، وللتفريق بينهما يتم الرجوع للأصل التطوري للتحقق (تعريف دائري آخري)، وبالتالي لا يمكن تخطيء دليل التماثل.



    ومن أمثلة عدم التخطيء أيضًا، أن نقول للتطوريون أن الطفرة لا تنتج أهدابًا في البكتيريا cillia، ثم نقدم لهم ألف تجربة لم تنتج الأهداب، فهل سيقتنعون؟



    وأيضًا نذكر المورثات المسؤولة عن قتل الخلية بشكل مبرمج Apoptosis، فلماذا تواجدت مثل هذه المورثات؟ ولماذا توجد مورثات تمنع التكاثر وأخرى تدعمه؟ يجيب دوكن بأنها "أجبرت" الخلية على احتوائها! أين ذهب الانتقاء الطبيعي؟ ألا يمكن القول بأن أي مورث "أجبر" الخلية على احتوائه؟ إن التناقضات في عمل المورثات كثيرة لا تقتصر على مورثات الموت وبالتالي لا يمكن إيجاد تفسير واحد لظهور مورثات متناقضة ولا يمكن اختبار صحة هذا النشوء.



    ولا ننسى أخيرًا نظرية الانتقاء الجنسي التي يُعزا إليها التفارق الشكلي بين الجنسين Dimorphism (أي مدى اختلاف الشكل الخارجي بين الجنسين لنفس النوع)، فهي تعتمد على "مزاج" الأنثى التي انتقت هذا الشكل في الماضي السحيق، دون أن تبين لماذا انتقت هذا الشكل ولم تنتق غيره.



    استحالة التجربة

    إن افتراض تطور ديناصور الـ Pterosaurs مثلاً وقدرته على الطيران يجب أن تخضع للتجربة من أجل التحقق، فكيف يمكننا التأكد من ذلك لنوع منقرض؟


    لا ننسى أيضًا أن التطور على المستوى الكبير macroevolution يحدث في اتجاه واحد فقط، فلا يمكن أن نرجع طائرُا إلى سلفه السابق أو إلى ديناصور لنتأكد من صحة النظرية.


    مغالطة عدم الإفادة

    الدارونية الحديثة هي نظرية اختزالية reductionistic، آلية mechanistic، وراثية التمركز gene centered approach، تمثلها استعارة دوكن في الـ"مورثات الأنانية selfish genes"، فكل مظاهر الحياة وكل شيء في الكائن الحي يُختزل على مستوى المورث، وسير الحياة هو نتيجة التنافس بين هذه المورثات، وما نحن إلا "عربات" أو "روبوتات" تحكمها هذه المورثات وتجبرنا على تكاثرها واستمرارها.


    إن هذه الفلسفة للدارونية الحديثة لم تفسر العديد من المشاهدات والتي لوحظت أنها هي السائدة وليست الـ"استثنائية" كما كان يُعتقد، فلنلق نظرة على مالم تفسره النظرية:


    *ملاحظة أن التطور يحدث على أكثر من مستوى multilevel process، وليس على المستوى الوراثي فقط.



    *عدم تفسير نشوء الأنظمة المعقدة في مجالات الحياة Complexity.



    * عدم تفسير ظاهرة الكائن الفائق Superorganism، مثلاً في النمل المحارب army ants يُنظر إلى العمل الجماعي له ككائن حي تام يحكمه نظام كامل يشبه النظام الذي يحكم الفرد، إن نشوء هذه الظاهرة لا تفسرها المورثات ولا تفسرها سذاجة البساطة الدارونية "التكاثر التفارقي".


    * تزايد الأبحاث التي تشير إلى علاقة "تنشئة" بين الأحياء والبيئة، وليست علاقة تكاثر وغذاء فقط.

    * ملاحظة أهمية السلوك والثقافة والتعليم في سير التطور (خصوصًا في الإنسان) وأنه هو صانع الخطو pacemaker وليست المورثات.


    * ملاحظة أن المورثات ذات علاقة تعاونية وليست علاقة أنانية selfish أو "bean bag" كما وصفها Ernst Mayr.



    *ملاحظة أن العلاقة السائدة بين الأحياء هي علاقة التعاون، وليست علاقة التنافس، فالتعاون ظاهرة شاذة على فلسفة "المورثات المتنافسة" بينما في الواقع فإن التنافس هو الظاهرة الشاذة والتعاون هو الظاهرة السائدة، تشير مارجلس Margulis إلى أن التعاون موجود في الممالك الخمسة، وأن معظم الكائنات الحية تمارس التعاون الداخلي والخارجي endo-ecto symbiosis،وأن 27 شعبة من شعب الأحياء حقيقية النواة eukaryotic phyla تمارس التعاون الداخلي(( Margulis 1987))، أما النباتات الحديثة فإن 90% منها تتعاون مع فطر MYCORRHIZAL والسجل الأحفوري يشير إلى هذا أيضًا (Smith & Douglas 1987)، كما أن الأنواع المجترة RUMINANTS يعتمد جميعها على البكتيريا المتكافلة في الحصول على الغذاء (P.W. PRICE 1991).


    هذا غير سلوكي التضحية والإيثار Altruism الشائع في عالم الحيوان والذي يتناقض مع الفلسفة الساذجة في "التنافس" و "التكاثر"، مما دفع الدارونية الحديثة إلى التسول من نظريات أخرى ترقع ثقوبها الكبيرة كنظرية الكفاءة الكلية (Inclusive fitness theory) ونظرية الألعاب (Game Theory) والتي عمل التطوريون على درونتها كي تتوافق معهم.


    *ملاحظة أن تأثير "الكل" أهم من تأثير "البعض"، فالفرد لا يؤثر كالمجمتمع، وهذا ينقض الاختزالية الدارونية.



    * ملاحظة تأثير الإدارة والقيادة Cybernitic على الأفراد ونمط سلوكهم وتكاثرهم، وهذا ينقض الاختزالية والتمركز الوراثي وأنانية المورثات.



    * ملاحظة أن ما يسمى بالـ"طبيعة" تؤثر في خلق معلومات جديدة، وهو ما يسميه التطوريون الآن بـ" دوافع التطور selective pressures"، فبعد أن قبرت الدارونية لامارك، فإن شبحه يظهر لهم من فترة لأخرى.



    مغالطة التناقض

    إن افتراض مركزية المورثات وأنانيتها في التحكم فينا يتناقض مع وعينا لذلك ومقدرتنا على "عدم الانصياع" للمورثات وتحكمنا بها الآن، فالبشر يختارون الانتحار أو عدم التزاوج والإنجاب.(أنظرMary Midgley التطور كديانة).



    نقد الانتقاء الطبيعي


    قبل أن أشرع بالنقد، أود توضيح أن "الانتقاء الطبيعي" يقع تحت تصنيف الـ"نظرية"، فهو ليس بفرضية ولا بقانون بل نظرية ابتكرها والاس وتبناها دارون من بعده وأسس عليها نظريته المعروفة ومن ثم تبنتها الدارونية الحديثة، وفي كثير من المراجع يوصف بـ"نظرية الانتقاء الطبيعي"، ومما يؤكد كونه نظرية هو ظهور نظريات أخرى تفسر التطور بعيدًا عنه، لذا فإنني سأنقد الانتقاء الطبيعي بالأسس التي تنقد فيها أي نظرية، وسأشير إليها اختصارًا بلفظ "الانتقاء الطبيعي".


    عدم التماسك

    إن الشرط الأول لصحة النظرية هو تماسكها الداخلي والخارجي consistency، أي أن يشكل تعريفها وأفكارها وفلسفتها وحدة متناسقة فيما بينها وبين النظريات الأخرى المكملة لها، إلا أن الطريف في الأمر أن تعريف الانتقاء الطبيعي -أساس الدارونية الحديثة- يتعرض لجدل واختلاف كبيرين بين التطوريين! لنتصفح بعضًا من التعاريف المتاحة:



    (( إن آلية التكيف adaptation تمثل الانتقاء الطبيعي، إنه يعمل على الحفاظ على قدر أكبر من الملاءمة على شكل معين من الحياة)) Gaylord Simpson 1967 p 219.



    (( الانتقاء الطبيعي يبذل جهده لينتج برامج وتصرفات تضمن زيادة الكفاءة fitness))


    Ernst Mayr 1976 p 365.


    ((الانتقاء الطبيعي لا يُعنى بالصراع من أجل البقاء، بل يُعنى بالتكاثر التفارقي differential reproduction)) أنظر Lewin, 1965, p 304.



    ((الانتقاء الطبيعي هو المؤسسة التي تقولب تشكل الأنواع للكائنات الحية species))


    Wilson, Sociobiology, p 67.


    وحديثًا، أعطى ولسن تعريفًا آخر للانتقاء الطبيعي بأنه ((البقاء والتكاثر التفارقيين))


    Wislon 1987.


    (( نظرية دارون لا تهتم بالحيوانات أنفسها، بل بنجاح تكاثرها reroductive success))


    Russell Foster, 2004, p 163.


    بينما يرى دوكن Dawkin أن الكائنات الحية عبارة عن روبوتات تتحكم بها مجموعة من المركبات الأنانية (المورثات) تمثل آلية التطور. Dawkin 1989 p 5، Endler 1992.



    هذه فقط بعض التعريفات التي أتيحت لي، وكما نرى فإن تعريف الانتقاء الطبيعي يختلف كثيرًا من واحد لآخر، فدارون ركز على أن التكيف هو محك الانتقاء، ثم ضخم هكسلي (الملقب بكلب دارون Darwin's bulldog) معيار القوة، ثم غيرت الدارونية الحديثة الفكرة كليةً عندما حذر ليونتن من تعريف هكسلي واستبدله بالتكاثر التفارقي، وشتان بين البقاء والتكاثر، فقد يكون الحيوان متكيفًا مع بيئته لكنه عقيم، وبالتالي سيخطئ أحد التعريفين، لذا قام ولسن بجمعهما سوية مع بقاء الغموض في التعريف،ومن هنا تظهر أربعة أسس للانتقاء:
    البقاء (التكيف)، التكاثر التفارقي، القوة، إظهار الأنواع.



    إن معيار التكيف Adaptation عند دارون معيار صحيح لا نختلف عليه، مثلاً الرجل العجوز لا يصلح لأن يعمل حارسًا شخصيًا، والجمل لا يصلح للعيش في القطبين، والكائنات الحية تختلف في مدى ملاءمتها للظروف البيئية المحيطة، ولا يصلح منها إلا الملائم، إلا أن دارون والتطوريين وسعوا هذه الفكرة وقاموا بحشو التنوع الحيوي فيها، فما دخل الانتقاء الطبيعي بنشوء الأنواع؟


    إن نقد الانتقاء الطبيعي الذي سأتعرض له هو الانتقاء المستند إلى التكاثر وإظهار الأنواع، وليس التكيف.

    من الأمثلة الأخرى على عدم تماسك النظرية، هو الخلاف حول وحدة الانتقاء، أي ما الذي ينتقيه الانتقاء الطبيعي، وأعني بذلك الانتقاء الجماعي group selection، ففي عامنا هذا سيتم الاحتفال بالذكرى الأربعين لسجل الخلاف الطويل بين التطوريين في أهمية المجموعة في سير التطور، ماير Mayr يرى أن العشائر -وليس الأفراد- هي الشكل الأقصى للتطور، وواردر ألي Warder Allee يتبنى فكرة الـ"كائن الفائق superorganism" لـ Morton Wheeler من قبله والتي تعتبر المجموعة كائنًا حيًا يتم انتقاؤه من بين المجموعات الأخرى، بينما لويليامز هميلتون Williams Hamilton رأي آخر في كتابه التكيف والانتقاء الطبيعي حيث يرى أن الانتقاء على أي مستوى أعلى من الفرد هو انتقاء أبتر impotent !!

    وايني إيدوارد Wynne Edwards أثبت أن الإيثار Altruism لا يمكن أن يظهر إلا إذا عمل الانتقاء الطبيعي على مستوى المجموعات، لكن إيدوارد ويلسون Edward Wilson في كتابه Sociobiology يصف الإيثار بأنه "المشكلة الأساسية في علم الاجتماع الحيوي" !! وأنه لتفسيره نحتاج إلى نظريات يصفها بأنها "فوق طبيعية" كالانتقاء الجماعي وانتقاء الأقارب Kin Selection، وأخيرًا يأتي دوكن بأفكاره المتطرفة ويهاجم الانتقاء الجماعي بشدة ويقيد الانتقاء الطبيعي بمستوى المورثات فقط!!!

    ومن الخلافات بين التطوريين أيضًا الجدل بين المدرستين التدريجية Gradualism والمحايدة Neutralism في تفسير الانفجار الكامبري لظهور الأنواع، فالمدرسة الأولى الممثلة للدارونية لا تنفك في نقد الثانية بسبب نجاحها في تقديم تفسير للانفجار الكامبري بعيدًا عن الانتقاء الطبيعي.

    أما بالنسبة للتماسك الخارجي، فسأضرب مثالاً واحدًا يوضح تناقض الانتقاء الطبيعي مع غيره، ألا وهو الانتقاء الجنسي، فمثال الطاووس الذي عرضه دارون سيؤدي إلى اصطدام بين النظريتين، فالأولى تفترض أن ريش الطاووس الضخم سيعيقه عن الحركة والقنص والهرب وبالتالي عدم ملاءمته ومن ثم عدم انتقائه، بينما يرى الانتقاء الجنسي أن ريش الطاووس عامل جذب مهم للتكاثر وبالتالي البقاء والتكاثر!! فكيف نوفق بين النظريتين؟ طبعًا لا يمكننا ذلك إلا بانتظار النتيجة ومن ثم توفيق ذلك مع مقدمة الافتراض للنظرية.


    عدم التنبؤ

    يقول كامبل: (( إن الجدل حول نظرية التطور على أنها مجرد "نظرية" أمر مغالط، إن ما يسميه العامة بالنظرية إنما يصنف تحت الـ"فرضية"، بينما نظرية الانتقاء الطبيعي لدارون مثلها مثل نظرية الجاذبية لنيوتن تشمل العديد من الحقائق التي تفسر الظواهر من حولنا )) Campbell, Biology, p 426.


    لا أدري ما مدى تفاؤل كامبل وباقي التطوريين عندما يتلفظون بمثل هذه الكلمات،

    يقول دارون في كتابه أصل الأنواع ص 318( لا أؤمن بقانون ثابت للتطور ))،

    ويزيد في صفحة 348: (( لا أؤمن بقانون لتطور ضروري ))،

    ويقول دوبزانسكي: (( الانتقاء الطبيعي لا هدف له، ولا بصيرة، ولا نوايا )) , p 377.


    شتان ما بين نظرية كالنسبية لآينشتاين تعطينا شرحًا وتوقعًا لمسار الأجرام، وبين نظرية التطور التي تقوم على انتقاء طبيعي عاجز عن تقديم توقع لما سيحدث بعد دقيقة! ففي نفس الوقت الذي يحشو فيه التطوريون فكرة "الميل التطوري evolutionary trends" في محاولة لتفسير التنوع الكلاديستيكي للأنواع، يشددون على أن هذا الميل لا يعني وجود هدف للتطور يتيح لنا التوقع ولا يتناقض مع ظهور أنواع تخالف ذلك الميل! إن هذه العبثية في التوقع تعري التطور من مصداقيته كنظرية كما تؤدي إلى الفكرة التالية أيضًا، وتجدر الإشارة إلى أن عدم وجود قانون لسير التطور لا يعني أنه ينفي "الغائية" فقط، بل ينفي التوقع أيضًا.



    استحالة تخطيئه

    نذكر بأن إمكانية تخطيء النظرية شرط أساسي لصحتها falsifiability، وإلا صارت بديهية لا يمكن إثباتها ولا نفيها.



    إن نفي التوقع عن الانتقاء الطبيعي يوقعه في هذه الحفرة، فالتطوريون يحشون ظهور الأنواع تحت مسؤولية الانتقاء الطبيعي، وهذه الأنواع مختلفة في خصائصها، فتارة نرى أن التطور يميل نحو تضخيم الحجم، فالحصان تطور من حيوان بحجم الكلب، بينما في الهومو فلورسنس HOMO FLORESIENSES كان الميل نحو تقزيم الحجم، وفي جميع الأحوال لا مشكلة لأن الطبيعة تنتقي بلا هدف ولا قانون ثابت، وبالتالي يمكن حشو أية ظاهرة بلا مشاكل ولا يمكننا الاعتراض عليها، وعادة يجري توفيق الظاهرة مع نظرية التطور بعد حدوثها.



    مثال آخر:


    لنرجع إلى مثال المباراة، الفريق (أ) إما سيفوز أو يخسر أو يتعادل.

    ماذا سيحدث للمورث "أ" بعد مليون سنة؟

    إما يسود،

    أو يندثر،

    أو يبقى...

    وبكل ظرافة يقدم التطوريون أنواعًا للانتقاء الطبيعي!!!


    الانتقاء الاتجاهي Directional selection


    الانتقاء المعرقل Disruptive selection

    الانتقاء الموازن Balancing selection


    فهل يمكننا التحقق من صحة النظرية؟ طبعًا لا لأنه يمكن افتراض حدوث أي ظرف أدى إلى عمل أحد هذه الانتقاءات!! وبالتالي فالنظرية صحيحة دائمًا!!



    مثال ثان


    الانتقاء الطبيعي يعمل على فترات زمنية مختلفة..

    مشاهدة 1/ السجل الأحفوري يدل على وجود أحقاب من السكون التطوري،

    التفسير: الانتقاء الطبيعي يحتاج لفترات زمنية طويلة للعمل.

    مشاهدة 2/ الانفجار الكامبري (ظهور أنواع معقدة كثيرة فجأة)

    التفسير: يمكن للانتقاء الطبيعي أن يعمل في زمن قصير فينتج أنواعًا خلال آلاف السنين فقط.


    مخالفة المبدأ الأوكامي

    عند مقارنة الأشكال الدقيقة من الكائنات الحية (كالبكتيريا) مع الأشكال المعقدة (كالشمبانزي)، نجد أن كليهما يمثلان فلسفة الانتقاء الطبيعي (السعي للبقاء، التكاثر... إلخ)، وبالتالي فإنه حسب مبدأ أوكام Occam’s Razor كان يجب انتقاء الشكل الأبسط لأنه حقق الوصف المطلوب بأقل المتطلبات، إلا أن الانتقاء الطبيعي ناقض مبدأ أوكام وانتقى الشكل الأعقد!!


    الحشوية

    وهي تعني التعريف الدائري الذي يقدمه الانتقاء الطبيعي في فلسفته، فالطبيعة تنتقي الـ"أكفأ" لأنه كان أقدرًا على التكيف (حسب دارون) أو أقدرًا على التكاثر التفارقي (حسب الدارونية الحديثة)، بينما كان قادرًا على التكيف أو التكاثر التفارقي لأنه كان الأكفأ!

    بهذا التعريف الناقص للأكفأ فقد سقط الانتقاء الطبيعي في مشكلة الحشوية Tautology لعدم تبيانه سبب الكفاءة ولماذا كان هذا الكائن أقدر على التكاثر التفارقي أكثر من غيره.


    شح المشاهدات

    كثيرًا ما نسمع مقولة "إن التطور يحدث حولنا"، مما يعني زخمًا في المشاهدات، إلا أنه عند عرض هذه المشاهدات فلن نرى إلا القليل القليل، مثل سيادة العث الأسود بعد الثورة الصناعية أو مثال تغير منقار طائر البرقش اللذان لا يخلو كتاب أو موقع تطوري من ذكرهما، فهل هذه الأمثلة البسيطة تكفي لدعم نظرية تفترض تفسير تطور ونشوء الأنواع الهائلة من الكائنات الحية؟ هل يصح أن نعمم على الـ"كل" ما نشاهده على الـ"بعض" القليل؟

    إن الزمن الافتراضي للتطور يقف حائلاً أمام إمكانية اختبار النظرية من حيث المشاهدات observations، كما أن فلسفة التطور في انبثاق الأحياء من أصل واحد فقط تعني مشاهدة واحدة فقط حسب تعريفها لأنه لا توجد أنواع أخرى انبثقت من أسلافها لنقيس عليها، فما قيمة النظرية التي تفتقر إلى دليل المشاهدة؟


    استحالة التجربة

    إن كون "الطبيعة" هي الفاعلة في الانتقاء يضعها في مأزق طريف يجعل من التجربة أمرًا مستحيلاً، فحتى نختبر الانتقاء الطبيعي علينا أن نحضر الـ"طبيعة" إلى مختبر التجربة وألا نتدخل في عملها البتة وأن نعطي عامل الزمن الطويل حقه.. وهذا ما لا يمكن القيام به، لذا فإن طبيعة الانتقاء الطبيعي تحصر اختباره في المشاهدة فقط.

    بهذه الأدلة التي قدمتها إلى الآن، لا يسعني إلى اقتباس قول فيلسوف العلم كارل بوبر Karl Popper

    (( يجب أن تمتاز النظرية الجيدة بعدد من التوقعات التي يجمعها قانون يمكن تخطئته بالمشاهدة، وفي كل تجربة تتفق مع توقعات النظرية تزيد ثقتنا بها، لكن إذا ظهرت مشاهدة واحدة تختلف معها، علينا أن نقصي هذه النظرية أو نعدلها ))
    Hawking, Brief history of time, p 7

    هذه هي الدارونية الحديثة، تستند على الانتقاء الطبيعي الأعمى الذي لا يعطي توقعًا واحدًا، ولا تدعمه المشاهدات الكافية، ولا يمكن اختباره بتجربة واحدة، وهو مليء بالأفكار غير القابلة للتخطئة، وإذا أزلنا الغموض عن تعريفه وفلسفته، ظهرت المشاهدات الكثيرة التي تتناقض معه كما سنتناولها الآن، وهنا نتذكر قول كامبل والتطوريين بأن "التطور" نظرية لا تقل عن النظرية النسبية أو الكوانتية في مدى كونها علمية!


    غموض وجوده

    بعيدًا عن التعريفات الكثيرة والتفاصيل الطويلة للانتقاء الطبيعي والخلافات حول أهميته ووجوده من الأساس، فكما حشا التطوريون ظهور الأنواع في عمل الانتقاء الطبيعي، وبعد ملياري سنة من عمل الانتقاء الطبيعي، ألا يحق لنا أن نسأل:


    ما هو الكائن الحي الأكثر كفاءة الذي قام الانتقاء الطبيعي بانتقائه؟

    لننتظر الإجابة من التطوريين.


    عدم الحاجة إليه

    لقد ظهرت في القرن الماضي بعض النظريات التي أعطت حلولاً وتفسيرات لمشاهدات التطور بنسق علمي يفوق الانتقاء الطبيعي ويزيحه إلى حيز الـ"زوائد" التي يقصها المبدأ الأوكامي.


    نذكر مثلاً نظرية جولد "الاستقرارات المقاطَعَة Punctuated Equilibrium Theory" التي فسرت الانفجار الكامبري، فالسجل الأحفوري يثبت ظهور الأنواع فجأة وليس بشكل تدريجي عن طريق الأشكال الوسطية، مما حدا بالتطوريين القدامى إلى تبني نظرية "الأحافير غير الكتشفة"! لترقيع هذه العيوب، من هنا جاء جولد بنظريته التي فسرت هذا التنوع المفاجئ.


    طبعًا قام التطوريون بدَرْوَنَة نظريته حتى تتماشى مع الدارونية الحديثة، متغاضين عن أن الانتقاء الطبيعي صار زائدًا لا حاجة له، فقد فسر جولد ظهور الأنواع مرتكزًا على الانجراف الوراثيgenetic drift والاستيلاد الداخليInbreeding فقط دون الحاجة إلى الانتقاء الطبيعي! مما يستدعي مقص أوكام لإزالته حتى تصح النظرية.



    نذكر أيضًا نظرية التنظيم التلقائي Self Organization Theory، والتي تعطي تفسيرًا رياضيًا للتطور الحياة على جميع المستويات من نشوء الخلية الأولى وتكون الأحياء عديدة الخلايا مرورًا بالأنواع وانتهاءً بظهور التعقيدات العليا على مستوى المجموعة والمجتمع، فمثلاً وجد برايان جودون Brian Goodwin 1994 أن طحلب ACETABULARIA يتبع معادلة رياضية بسيطة طورت ساقه وفروعه من خلية أولى واحدة.




    وراثة العشائر

    تمثل وراثة العشائر population genetics آلية التطور الداروني الحديث وتقدم تعريفًا للتطور بأنه (مقدار التغير في تكرار المورث في العشيرة)، وبالأدق فإن هذا يسمى التطور الدقيق Microevolution، وهو ما نوافقها عليه.



    بالرغم من تنوع الآليات المحركة للتطور الدقيق كالانجراف الوراثي Genetic drift وأثر المؤسس Founder effect والاستيلاد الداخلي Inbreeding والخارجي Outbreeding، تبقى الطفرة هي العجلة المحركة للتطور، فالآليات السابقة لا تنتج "معلومات Information" وراثية جديدة، بل تعمل على اللعب بنسب المورثات فقط ولا تفسر نشوءها، لذا فإنني سأتحدث عن دور الطفرة في نشوء المعلومات الوراثية.



    الطفرة وحقائق مُهَمَشة

    يبني التطوريون فكرهم ونظريتهم على أساس عشوائية التطفر، ويكفي إلقاء نظرة على الخوارزميات التطورية والأنظمة الحاسوبية لدوكن الممثلة للتطور للتأكد من ذلك.



    في حياتنا اليومية نستعمل المفهوم العشوائي ونستفيد من تطبيقه، فالأجهزة الأمنية مثلاً تداهم وتفتش بشكل عشوائي من فترة لأخرى وتكتشف ما تبحث عنه، ولما كانت طبيعة الشريط الوراثي ذات بُعد معلوماتي، فإن عشوائية التطفر لابد أن تنتج معلومات جديدة، فهل الطفرة ذات طبيعة عشوائية حقًا؟



    إن افتراض تساوي فرصة التطفر لجميع الأحماض النووية يوقع الدارونية في مشكلة، لأن طبيعة الشيفرة الوراثية ستؤدي إلى سيادة بعض الأحماض الأمينية واندثار الأخرى، فالأحماض الأمينية الآرجنين والسيرين واللوسن لها ست شيفرات، بينما التربتوفان والميثيونين ليس لهما إلا شيفرة واحدة، وبتطبيق عشوائية التطفر سيندثر الأخيران وتسود الأحماض الثلاثة الأولى، ومن ثم تتحطم المعلومات الوراثية في كل دورة تعمل فيها الطفرة.



    كما وجد أن البروتينات المتماثلة التركيب تختلف في كفاءة عملها إذا أنتجت من شيفرات متعددة لنفس الحمض الأميني، إذ يبدو أن كل نوع حيوي له شيفرته المثلى وإن أنتجت نفس الحمض الأميني.



    من جهة أخرى، يمتاز الحمض النووي السايتوسين C بعدم استقرار هائل فيتطفر كثيرًا إلى اليوراسل U لدرجة أن البعض يشك في وجوده في الأشكال البدائية للحياة، كذلك يميل الجوانين G للتحول إلى الثايمدين T وليس العكس، والزوج GC إلى AT (Eyre-Walker 2002 )، هذا بالنسبة لطفرات الاستبدال، أما الطفرات ككل، فقد لوحظ أن معظم الطفرات هي الطفرات الحاذفة!!!!! أما طفرات الاستبدال والإضافة والانقلاب والمضاعفة فنادرة الحدوث (Petrov 1997, Andersson & Andersson 1999, Zhang & Gerstein 2003).



    بالتالي لم تفسر الدارونية الحديثة ما يلي:



    1)الاتجاه الحتمي للطفرة نحو تدمير المعلومات الوراثية.


    2)اختفاء الوجود الحصري (أو السائد) للثايمدين في القطع غير العاملة في الشريط الوراثي، إذ يفترض التطور أن الطفرة عملت على مدى ملايين السنين.


    نذكر أيضًا أن الطفرات تختلف بين الأنواع الحيوية، فالكائنات ذات الشريط الوراثي الواحد تحدث طفرة الاستبدال المذكورة C-->U باحتمالية تفوق عند ذوات الشريطين بمائة مرة، وكذلك طفرات التكسر الشريطي breaks وانفلات الأحماض النووية تحدث باحتمالية تفوق ذوات الشريطين بأربعة أضعاف (Ridley 2001, P 91)، وهذا يعني زيادة احتمال فناء أشكال الحياة الدقيقة والقديمة، وعدم تفسير ظهور الأنواع الحديثة المعقدة ذات التنوع الوراثي الهائل.


    وأود توضيح نقطة هامة لزملائي القراء، وهو أن ما تحدثت عنه سابقًا هو التطفر الذي يفلت من يد التصحيح، فالكائنات الحية محبوة بأجهزة تصحيح معقدة وظيفتها الأساسية البحث عن الطفرات وتحريرها! وما يتحدث عنه التطوريون من طفرات هو فيما يفلت منها فقط، ويكتفون بالإيمان بأن النذر اليسير من هذه الطفرات جيدة تفيد صاحبها وتسير عجلة التطور، والجزء الضخم الباقي من الطفرات ينقلها الانتقاء الطبيعي إلى القمامة، ولا ينتبهون إلى أن آلية التطفر العاملة والمجربة تختلف كليةً عن آيدليوجيتهم كما بينا سابقًا، فالطفرة -حتى الفالتة- ليست عشوائية الآلية بل لها اتجاه راجح نحو تدمير المعلومات وليس بنائها.


    وأختم هذه الفقرة بأعظم اكتشاف وجه صفعة للدارونية الحديثة، وهو الكفاءة التفارقية في عمل أجهزة التصحيح القرائي للشريط الوراثي Proofreading، إذ لوحظ أن كفاءة التصحيح تزيد في المناطق المهمة من الشريط الوراثي (الحاملة للمعلومات) وتقل في القطع غير المترجمة (كالإنترونات)، وكلما زاد حمل التطفر زادت قدرتها على التصحيح!! (Freeman & Herron 2001)، وهذه الأماكن المقاومة للتطفر هي مهد التطور الوراثي الذي تقوم عليه الدارونية.



    الطفرات ونشوء الأنواع والمعلومات

    بالرغم من وجود أنظمة التصحيح، فما زالت الطفرات ذات تأثير تدميري للمعلومات الوراثية، فما بالنا بالأشكال العتيقة من الحياة التي لم تمتلك هذه الأجهزة؟ لاداع للإجابة.



    إن افتراض نشوء الحياة من أصل واحد واستمرارها يتعارض مع قوانين الوراثة نفسها، لأن سقاطة ملر ستكون لها بالمرصاد (Muller’s Ratchet)، فالأشكال القديمة للحياة لا تعرف التكاثر الجنسي وبالتالي فإن كل طفرة ستنتقل إلى السلالة بشكل غير رجعي (ومن هنا شبهت بالسقاطة "الكماشة" حيث في كل طقة تسير السقاطة نحو القطع بلا رجعة، وستؤدي في النهاية إلى قطع الحياة)، ومن جهة أخرى فإن الانجراف الوراثي سيقتل الأفراد السليمين لتسود في النهاية الطفرات وتسير باتجاه واحد نحو التدمير المعلوماتي.



    إن من أعجب الإجابات التي يقدمها التطوريون هنا هو التشكيك في وجود سقاطة ملر نفسها بدليل أن الحياة استمرت ولم تمنع سير التطور!!! ففكرة السقاطة خاطئة لأن التطور صحيح!!! إثبات دائري حشوي.



    إن نجاة التطور من سقاطة ملر لم يحدث في الشكل الأول فقط، لأن كل نوع جديد يظهر سيبدأ من أصل واحد وسنعود لنفس المشكلة في مواجهة سقاطة ملر، إلا إذا افترض التطوريون أن جميع الأنواع اللاجنسية تطورت فجأة كمجموعة كبيرة العدد! أما في الأحياء الجنسية الأولى، فإن السقاطة ستعمل أيضًا على الأجزاء غير المختلطة (كالمورث الصبغي الذكري Y Chromosome) جنبًا إلى جنب مع الانجراف الوراثي والاستيلاد الداخلي حتى يفنى النوع.



    لنأت الآن إلى بعض التعمق بخصوص نشوء المعلومات الوراثية الجديدة والمسؤولة عن التطور ونشوء الأنواع، ما مدى إنشاء الطفرات لمعلومات جديدة؟


    بيرتان Bertan ولونج Long من رواد هذا المجال، ولهما أبحاث منشورة معنونة بـ"تخلق المورثات formation of new genes"، أليس هذا دليلاً على أن الطفرة يمكن أن تخلق معلومات جديدة؟ سنجيب: نعم بالتأكيد،، لكـــن....

    إن هذه الطفرات لم تفسر خلق المورث من لا شيء de novo synthesis، بل أنتجت مورثات عن طريق تعديل المورثات السابقة، فلو استعرضنا قائمة لونج سنجد: خلط الأكسونات Exon shuffling، مضاعفة الجينات Gene duplication، الإرجاع Retroposition، العوامل القافزة mobile element، نقل الجين lateral gene transfer، اندماج الجينات gene fusion، وأخيرًا يكتب: تخلق الجين من غير سلف de novo synthesis، ولما كانت هذه الظاهرة هي الأساس عند اختزال تاريخ المورثات، كان واجبًا علينا التركيز عليها.


    يصف لونج هذه الظاهرة بأنها نادرة جدًا، ويضع مثالاً عليها بتخلق المورث AFGP في الأسماك، وفي الحقيقة إن تخلق هذا المورث لم يأت صدفة من لا أصل، بل له أصل وهو مورث التريبسينوجين Trypsinogen، إلا أن الاخلاف الهائل بينهما دفع لونج إلى تصنيف هذه الطفرة بأنها "من لا أصل".


    عندما تجمدت مياه القطب الجنوبي في الماضي السحيق، تكيفت الأسماك هناك Notothenoid مع تلك البرودة، حيث عملت ما يسميها التطوريون بـ "دوافع الانتقاء selective pressures" على خلق مورث ينتج بروتينًا يمنع التجمد في الأسماك! هذا المورث AFGP جاء من مورث سابق بهذا التعديل المتقن من بين مليارات التعديلات الممكنة:


    طفرة حذف لثلثي الأكسونات،


    ثم طفرة خلط وإزاحة للأحماض النووية frame shift،

    ثم طفرة مضاعفة لبعض الأجزاء،

    وأخيرًا طفرة إضافة لبعض الإنترونات..


    هذه هي الآلية التي أنتجت فيها الطفرة التي يؤمن بها التطوريون معلومة جديدة حتمية للحياة، ولو أردنا حساب احتمال حدوث هذه الآلية بالذات -بغض النظر عن الظرف الزمكاني الذي أنشأها- فإننا بحاجة إلى متخصص في الرياضيات الإحصائية لتقدير ذلك.



    زد على ذلك أن سمك القد الذي يعيش في القطب الشمالي يملك نفس البروتين المانع للتجمد، لكن هذا السمك لا يمت بصلة للسمك الأول وقد اكتسب هذه المعلومة الضرورية عن طريق طفرة غير الأولى في ظاهرة يسميها التطوريون بالتطور الالتقائي convergent evolution،فسبحان الله !!


    (LIANGBIAO CHEN, ARTHUR L. DEVRIES, AND CHI-HING C. CHENG 1997).


    هذا مثال على منهج الدارونيين في التعامل مع تفسير التطور عن طريق وراثة العشائر، إن جسم الإنسان يحوي آلاف البروتينات منها مائة بروتين في ثقوب النواة فقط تترجم من حوالي 45 ألف مورث، وهذه المورثات تطورت من مورثات أصغر قدرها شيرمر(Shermer 2002 P 209) بترليون "مليون مليون" خطوة، كل خطوة تحتاج لأكثر من طفرة! هذا لإنتاج الإنسان فقط، فما بالنا ببقية الأحياء؟



    تقدر مارجليس Margulis عدد الأنواع الحية الآن بثلاثة عشر مليون نوع، وهذه الأنواع تشكل فقط 1% من مجموع الأنواع التي خلقها التطور (99% قد انقرض)، فما عدد الطفرات الجيدة التي يجب أن تحدث لتنتج تعديلات على مورثات سابقة لتعطي بروتينات جديدة تميز هذه الأنواع (حيث أن كل جنس genus له بروتيناته الفريدة)؟ رقم فلكي قد يظنه الحاسوب خطأ في الحساب!



    لماذا تفشل الطفرة في إيجاد تطور على المستوى الكبير Macroevolution؟ أليست الأحياء أمامنا وندرسها لنفهم العلم؟ أم أننا نفترض الفرضية ثم نحاول حشو المشاهدات فيها؟


    إن بكتيريا عصوية القولون E Coli من أفضل الأمثلة التي "انتقيتها"، هذه البكتيريا تتمتع بصفات محببة للتطور الكبير وقابلة للتحقق من صحة هذه النظرية، هذه البكتيريا تتكاثر بسرعة هائلة (يحدث الانشطار كل 20 دقيقة) لدرجة أنه لو تكاثرت خلية واحدة فقط وقُدر لكل سلالتها البقاء فإنه بعد يومين ستغطي الكرة الأرضية (طبعًا هذا لا يحدث في الواقع لأن تكاثر البكتيريا يتبع منحنى معين بسبب شح الغذاء وعامل التراكم وغيرها)، بالإضافة لسرعة التكاثر، فإن لها نظام تصحيح تعيس يسمح بحدوث التطفر بشكل كبير (سرعة التطفر لكل جيل 0.0025)، وهي موجودة منذ أربعمائة مليون سنة، فماذا بقي لها كي لا تتطور على المستوى الكبير؟ 400 مليون سنة وكل الظروف متاحة لها ولا تتطور؟؟؟ كل ما حدث هو ظهور أنواع منها فقط strains تبقى في دائرة بكتيريا عصوية القولون.



    الطفرة.. آلهة الفجوات!

    لنتخيل وجود ملعب لكرة القدم في مباراة نهائية حيث يمتلئ الاستاد بالجمهور، لنتخيل وجود 60 ألف مشجع في هذا الملعب وأرادوا شرب الكولا معًا في نفس الوقت، ثم ظهرت -فجأة- آلة أوتوماتيكية أعطت كل مشجع علبة كولا وانتهت مهمتها في ثانية واحدة فقط... لو حلم شخص بهذا لاستدللنا على تعكر مزاجه، فما بالنا بمن يؤمن بهذا حقيقة؟



    أنزيم الـ Gamma-Carbonic Anyhdrase هو هذه الآلة، إن من روائع علم الكيمياء الحيوية أن تتعرف على مثل هذه العجائب، فهذا الأنزيم وجد منذ بدء الخليقة تقريبًا (3-4 مليار سنة Roger S. Rowlett 2004)، وهو يعمل على خلق تفاعل كيميائي بهذه الكفاءة المذكورة بالمثال السابق (سرعة القولبة 6^10 turnover rate) ، ستون ألف مركب في الثانية الواحدة؟!!!


    (Tina Iverson, Birgit Alber, Caroline Kisher, Douglas Rees 2000)


    ولهذا الأنزيم عائلة كاملة من الأقرباء، ويختزلها علماء الكيمياء الحيوية في ثلاثة أقسام: ( ألفا) في الثديات) وبيتا (في النباتات والطحالب) و(جاما) في البكتيريا العتيقة، تصل سرعة القولبة لمجموعة الألفا لستمائة ألف مركب في الثانية الواحدة (أي إعطاء علبة كولا لكل شخص في البحرين مثلاً في ثانية واحدة فقط!! أو لو شبهنا المول الجزيئي بالكيلومتر، فسوف يسبق الضوء بضعفين )!! وظيفته الحفاظ على التوازن الحمضي الأساسي للحياة.



    ومجموعة البيتا موجودة في النباتات وهي مجموعة قديمة أيضًا تشارك الجاما في قدمها، إلا أنه كان لها الفضل في نشوء الحياة إذ يدخل هذا الأنزيم في عملية التمثيل الضوئي!


    إن قائمة أنواع هذا الأنزيم تطول لدرجة أنه يختلف بين أنواع البكتيريا، مما دفع التطوريين لتفسير ظهروها عن طريق التطور الالتقائي بعيدًا عن أصل المشترك، فهل نقول سبحان الصدفة ؟؟ أستغفر الله العظيم ! والله لا تقال سبحان إلا لله !!..


    إن من يعتقد بتخلق هذه الأنزيمات على الطريقة الدارونية يفقد هيبته من فرط حيدته عن المعقول والواقع، مجموعة آلات ظهرت فجأة وفي مرات عديدة وقلبت مناخ الأرض كله وسببت الحياة لكل الأنواع التي نراها ولها كفاءة يصعب تخيلها ويستحيل تصنيعها، كل هذا فعلته الصدفة؟ ليتفضل التطوريون ويضعوا شرحًا علميًا محترمًا يوضح آلية نشوء مورثات هذه الأنزيمات بالتفصيل ويوضحوا "دوافع الانتقاء" هذه وتعليل الربط بين عظم كفاءة هذه الأنزيمات وضرورتها في نشوء الحياة، هذا ما يعرفه العلم وليس مجرد "طفرة" حدثت في كل مرة.




    نظرية التطور والتعقيد غير المُختزل

    في عام 1996 طرح مايكل بيهي Michael Behe في كتابه "صندوق دارون الأسود" فكرة لا تفسرها نظرية التطور سماها "التعقيد غير المختزل Irreducible Complexity"، تقول هذه المعضلة أن هناك أنظمة تركيبية على المستوى الجزيئي مكونة من عدة أطراف لا تُختزل، بحيث لو فقد طرف واحد منها لانهار النظام، وبالتالي فإن هذا النظام لا يمكن أن ينشأ بشكل تدريجي بل يجب أن يظهر "دفعة واحدة" بكل محتوياته، ولما كانت الطفرات عاجزة عن إنتاج فإن هذه الأنظمة دليل على وجود مصمم خارجي أنتجها. ويذكر بيهي مثالاً على ذلك بمصيدة الفأر، فلو نزعت أو غيرت أي جزء منها لانهارت وتوقفت عن العمل، وبالتالي يجب أن تظهر من الأساس بهذا الشكل الدقيق، ثم يعرض الأدلة على ذلك بأهداب وأسواط البكتيريا، وجهاز الدفاع عند الخنفس القاصف bombardier beetle (إذا تعرض هذا الخنفس للخطر فإنه يقذف محلولاً على مفترسه يصل لدرجة الغليان)، بالإضافة إلى جهاز المناعة وتخثر الدم والنظام التكميلي المناعي complement system.


    على مدى العشر سنين الماضية، والسجال قائم بين مدرستي التطور والمصمم الذكي في نقد التعقيد غير المختزل والدفاع عنه، وحتى لا يتحول الحوار هنا إلى نقل وترجمة لهذا الجدل فإنني سأركز على أطروحة بيهي ذاتها بدون التعرض للأدلة التي وضعها، فقد ثبت وجود أخطاء في أدلته فعلاً لكن ليس بالشكل الكامل.



    إن المغالطة التي وقع فيها بيهي –برأيي الشخصي- تركيزه على الجانب التشريحي الجزيئي فقط، مثلاً لو نظرنا إلى الرقبة عند الإنسان فهي تركيب معقد يحوي الكثير من الأجزاء التي لو فقد واحد منها لمات الإنسان، وبالتالي فالرقبة تعقيد غير مختزل وتعني بالضرورة ظهورها مرة واحدة.


    إلا أن الضفدع سينقض هذه المعضلة لأنه يعيش بلا رقبة، وهذا ما قدمه التطوريون في نقد أطروحة بيهي حيث أثبتوا أن النظام التكميلي المناعي مُختزل عند بعض الأسماك، وبالتالي يمكن له أن يظهر بشكل تدريجي.


    إن معضلة التعقيد غير المختزل أعمق من هذا ولا تقتصر على الجانب التشريحي فقط بل تشمل الجانب الوظيفي وهي معضلة حقًا أمام التطور الذي يفترض التدريج، فالكائن الحي يمكن النظر إليه على أنه مجموعة من الأجهزة العاملة التي لو فقد منها واحد لانهار الكل –بغض النظر عن التركيب التشريحي لها-، فلو أزلنا جهاز الدوران لمات الكائن، ولو حذفنا أيًا من الجهاز العصبي أو التنفسي أو الإخراجي أو الغلافي أو الغذائي أو التناسلي (الخصية تاج التطور!) لفنى الكائن أيضًا، ورغم إمكانية اختزال الأشكال التشريحية و التركيبية لهذه الأجهزة بشكل أبسط إلا أنه لا يمكن للكائن الحي أن ينشأ إلا باجتماعها وهذا ما لا تفسره نظرية التطور.



    ولهذه المعضلة أبعاد فلسفية تطال الغائية والهدف من وجود الأنظمة المركبة، فقدرة الإنسان على الكلام لم تحدث إلا باجتماع أجزاء مختلفة من التراكيب والوظائف التي لو حذفنا واحدًا منها لما نطق الإنسان، فلماذا تراكمت هذه التغيرات التشريحية والوظيفية في دماغ الإنسان وحنجرته وبلعومه وفمه ولسانه وأوتاره الصوتية وعضلاته مع بعضها البعض لتنحت في النهاية وظيفة جديدة هي القدرة على الكلام، في نفس الوقت الذي تطور فيه ذكاء الإنسان وبنيته التشريحية بشكل يحتاج إلى القدرة على الكلام أيضًا؟ هل كان اجتماع الضرورات أمرًا "ضالاً" ؟؟؟

    ولا اعلم الي الان لما يتشدق الدروانين الجدد بهذه الحجج التافهه ؟؟؟!!!!!!
    و السلام علي من اتبع الهدي
    التعديل الأخير تم 12-24-2012 الساعة 09:35 AM

  11. #161
    تاريخ التسجيل
    Aug 2012
    المشاركات
    1,058
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    هذا مقال لاخ دارون العضو القديم في المنتدى... كتبه في مناظرة مع احد الملحدين...اضظر الملحد المسكين بعدها الى استخدام اساليب السب و الشتم في مناظرة ثنائية المفروض ان تكون بعيدة على الشخصنة
    في الحقيقة هذا المقال من اجمل ما قرات في نقد فرضية التطور الدارويني
    بارك الله فيكم

  12. افتراضي

    السلام عليكم
    جزاك الله كل خير يا اخ ابوحب الله ....ولو اني اتمنى لو تقوم بعمل المشاركة على شكل كتاب pdf ليسهل طباعته و الاحتفاظ به لما فيه من معلومات قيمه وان كان هناك بعض التصحيح المطلوب ولكن لا يخلو امر من تقصير فكلنا بشر وبالنسبة لموضوع الوكيبيديا فلا تتعب نفسك اخي , فلي تجربة مشابهه لما حصل معك وان كانت تختلف في الموضوع كليا و يكفيك ان تعلم انه حتى في امريكيا لا تحمل هذه الموسوعه مصداقيه بين المجتمع الاكاديمي بمختلف التخصصات العلمية والادبية ولي اقتراح لماذا لا تقوموا بعمل موقع كامل علمي بالعربية وبعقيدة اهل السنة والجماعة مليئ بالمراجع العلمية و استقطاب العلماء المختصصين الذين لا اظن انهم سوف يعارضوا للكتابة فيه ليكون نواه للرد على شبه نظرية التطور
    وشكرا

  13. #163

    افتراضي


    التصميم الذكي ... Intelligent design

    1- التوافق الدقيق للكون Fine-tuned Universe

    بسم الله الرحمن الرحيم .. يقول الله عز وجل في القرآن الكريم :
    " ولقد ذرأنا لجهنم : كثيرا ًمن الجن والإنس لهم قلوب ٌ: لا يفقهون بها !!..
    ولهم أعين ٌ: لا يُبصرون بها !!.. ولهم آذان ٌ: لا يسمعون بها !!..
    أولئك كالأنعام : بل هم أضل !!.. أولئك هم الغافلون
    " ..
    الأعراف 179 ...

    أقول :
    لم يكن يتخيل أي عاقل في يوم ٍما : أنه سيوضح الواضحات : ويشرح البديهيات :
    ليُـثبت وجود الخالق عز وجل
    ....!!

    ولنبدأ على بركة الله ...
    وبالتبسيط الذي عهدناه ...
    -------

    قد يُخطيء الراصد والرائي والمُشاهد : تمييز هذه النقطة في وسط الصحراء من بعيد :



    أهي حجر أو صخرة (أي تكوين غير منتظم وغير ذي معنى ولا غاية ولا وظيفة) ؟؟..
    أو غير ذلك (كأن يكون شيئا مصنوعا ًمثلا ًوله معنى وغاية ووظيفة) ؟؟..
    وهو معذور في هذا لعدم وضوح أية علامات على ذلك الشيء ...

    ولكن ....
    وعندما نقترب أكثر فأكثر ...
    وتبدأ العلامات في الوضوح :



    فتبدأ نسبة كون هذا الشيء للغير ذات معنى : تقل ..
    وتبدأ نسبة كونه إلى الأشياء ذات المعنى والغاية والوظيفة : تزداد :



    ما هذا الشيء ؟؟؟..
    وما هي أهميته أو وظيفته ؟؟؟..
    لأنه قد بات الآن أشبه باليقين : أن ذلك الشيء (((( مصنوع ))))) !!!..
    حوافه .. دوراناته .. اليد الصغيرة في أعلاه .. النقوش .. وانتظام كل ذلك بأشكال هندسية منضبطة ..!



    إلى هنا .. وقد تيقنا مما شاهدناه ورصدناه أن ذلك الشيء : (((( مصنوع )))) بواسطة أحد ما ..
    هذه هي أول بديهة خرجنا بها عند رصده إلى الآن .. ولكن ...
    يتبقى سؤال وهو :
    ما أهمية ذلك الشيء ؟؟.. أو وظيفته ؟؟؟.. أو الغرض منه ؟؟.. أو الغاية من صنع صانعه له ؟؟..

    وهنا .. وباستمرار تقليبه وتمحيصه والتدقيق فيه ...
    استطعنا فتحه !!!..
    لنشاهد ما هو أكبر وأعقد مما كنا نتخيل وجوده مما رأيناه من الشكل الخارجي لهذا الشيء ؟؟؟..



    وسر التعقيد هنا :
    هو وجود حركة منتظمة : غاية الانتظام !!!.. دلتنا من أول وهلة على وظيفة هذا الشيء التي لم تعد خافية !
    ألا وهي : الإخبار بالوقت ...
    وخصوصا ًمع رؤيتنا أيضا ًلهذا التقسيم الإثني عشري لدائرتها بكل دقة !!! بل :
    وتبلغ دقة الإخبار بالوقت : ثلاثة مستويات كما هو واضح وجلي !!!..
    مستوى للساعات .. وآخر للدقائق .. وثالث للثواني ...
    ما شاء الله !!!..
    ولكن :
    هل يمكن لنا أن نعثر ونبحث في : ((( كيف ))) يتم كل ذلك بهذه الدقة والآلية ؟؟؟..
    هل يمكن لنا أن نعلم : كيف تتم وتدور هذه الأمور وسر صنعتها ؟؟..
    هل يمكن أن نلمس : مدى مهارة ذلك الصانع الذي صنع ذلك الشيء وركبه وجهزه لهذه الغاية (معرفة الوقت) ؟

    ممممممممم .. أعتقد أن الجزء الممتليء من الساعة : ما زال يحمل لنا ما يمكن رصده ومشاهدته !!..
    تعالوا نجرب معا ًفك هذه المنطقة المتبقية من الساعة لنرى ....



    أوووووووووووه !!!..
    إذا كان ما سبق قد وصفناه بأنه : أكبر وأعقد من مجرد شكل الساعة الخارجي :
    فماذا نقول عن كل هذا الكم من التعقيد والانتظامية والملاءمة التامة والدقة الرهيبة بين الأجزاء وتكاملها ؟!
    بل وكلما اقتربنا من جزء وتفحصناه :



    وجدنا أننا :

    لا يمكن أن نغيره بغيره أو نستبدله بأكبر منه ولا أصغر : إلا واختل النظام بأكمله !!!..
    واختلت وظيفته وغايته التي يؤديها : ومن أجلها صُـنع
    !!!..
    ----------------

    إخواني وأخواتي ... أقول من جديد :
    لم يكن يتخيل أي عاقل في يوم ٍما : أنه سيوضح الواضحات : ويشرح البديهيات :
    ليُـثبت وجود الخالق عز وجل ....!!


    >>>
    فأما الناظر في كل ما حوله وفي نفسه : فهو كالذي رأى الساعة مغلقة من قريب :
    فيوقن أنها لها صانع ...

    >>>
    وأما المتبصر في أحوال الكون من حوله والمخلوقات : ووظائفها وأعضائها إلخ :
    تيقن من حكمة هذا الصانع وأنه يخلق لغاية وهدف وليس لعبا ًولا لهوا ًولا صدفة !!..
    فالصدفة لا تنجب لنا علاقات متكاملة وغايات وأهداف متراكبة :
    سواء في داخل كل شييء نفسه : أو في علاقته بغيره !!!..
    فذلك مثل الذي فتح الساعة ورأى دوران عقاربها وانتظام تقسيماتها الاثني عشر !!..

    >>>
    وأما الذي تمكن من فتح الساعة ليرى مكوناتها الداخلية وكيف تعمل ومدى الإحكام والدقة :
    فذلك هو ( العالم ) ( الشاهد ) على وحدانية الله عز وجل وتفرده بالخلق والحكمة والعلم والقدرة سبحانه !
    يقول عز وجل :
    " شهد الله أنه : لا إله إلا هو .. والملائكة ُوأولوا العلم : قائما بالقسط .. لا إله إلا هو : العزيز الحكيم "
    ----------------

    1...
    الصدمة الأولى للملاحدة في التدقيق النهائي للكون !!..


    >>>
    يقول عالم الفيزياء الإنجليزي الشهير بول دافيز :
    " يمكن القول أن هناك اتفاق واسع بين علماء الفيزياء والكونيات الآن على أن الكون :
    خاضع لتدقيق متناهي من أجل وجود الحياة
    " !!!..
    Paul Davies (2003) How bio-friendly is the universe?, International Journal of Astrobiology, vol. 2, no. 2: 115

    ويقول أيضا ً:
    " يصعب مقاومة انطباع أن التكوين الحالي للكون الذي يبدو حساساً للتغيرات الصغيرة في المعايير :
    قد تم التفكير فيه بعناية ..!!
    فلا بد أن يظل التوافق المعجز الواضح في القيم العددية
    - التي حددتها الطبيعة لثوابتها الأساسية لها - :
    أكثر الأدلة الدامغة على عنصر التصميم الكوني " !!..
    Paul Davies.God and the New Physics.New York, Simon & Schuster, 1983, p.198

    >>>
    وكمثال على هذا التدقيق المتناهي في ثوابت الكون والفيزياء لظهور العالم الذي نحياه :
    فقد أثبت عالم الفيزياء النظرية الأسترالي براندون كارتر في بداية الثمانينات من القرن العشرين :
    أن ثابت نيوتن للجاذبية (G = 6.67384×10-11 m3/kg.s2) :
    لو تغير بمقدار بالغ الضآلة لا يتعدي واحد علي عشرة ديوديسيليون (وهو 1 علي يمينه أربعين صفراً) :
    لما كانت الشمس موجودة !!.. ولما أصبحت الحياة علي كوكب الأرض ممكنة !!!..
    Davies, Paul (1984) Superforce: The Search for a Grand Unified Theory of Nature. New York: Simon and Schuster

    >>>
    وبنفس هذه الصورة المذهلة التي أبهرت العلماء (المؤمنين والملاحدة على حد سواء) :
    يتكرر هذا التدقيق المتناهي في عشرات القيم العددية في الكون !!..
    مثل سرعة الضوء ..! ومقدار الشحنة الكهربية للإلكترون ..! والعديد من الثوابت الرياضية مثل :
    ثابت بلانك ..! وثابت بور وغيرها ..!

    ولذلك نجد عالم الفيزياء النظرية الشهير ستيفن هوكينج المتخبط في إلحاده يقول في كتابه "تاريخ موجز للزمان" :
    " إن القوانين الرياضية العلمية كما نعلمها في الوقت الحالي تحتوي علي العديد من الأرقام الأساسية مثل :
    مقدار الشحنة الكهربية للإلكترون .. والنسبة بين كتلتي الإلكترون والبروتون ...إلخ والحقيقة الجديرة بالتأمل :
    أن قيم هذه الأرقام : يبدو أنها قد تم تدقيقها بشكل متناهي : حتي يمكن للحياة أن تنشأ وتتطور
    " !!!!..
    Stephen Hawking, (1988) A Brief History of Time, Bantam Books

    ويقول أيضا ًفي نفس الكتاب :
    " إذا كان معدل التمدد بعد ثانية واحدة من الانفجار الكبير :
    أصغر بمقدار حتى جزء واحد من مائة ألف مليون بليون : فالكون سينهار ثانية ًعلى نفسه :
    وقبل أن يصل إلى حجمه الحالي
    " !!..
    Stephen Hawking ,A brief History of time , Bantame press ,london :1988.p.121-125

    وصدقكم وهو الكذوب !!!!..
    فنعم ...
    كل عالم في الكونيات والفيزياء والفلك والكيمياء :
    بات يعلم اليوم أن الكون العجيب الذي خلقه الله تعالى لنا بكل دقة وإحكام : Fine-tuned universe
    ما كان ليكون بهذا الشكل : ولا بهذه الظروف التي تخدم كلها الحياة على الأرض :
    بدءا ًمن تكون النجوم البعيدة وانفجاراتها وموادها التي قذفتها في الفضاء لصالح الأرض :
    وانتهاء ًبظروف كوكب الأرض المذهلة لملائمة الحياة وحمايتها من الأضرار الكونية من حولها :
    إلا بصنع صانع حكيم مريد مُدبر عالم قادر خبير عليم سبحانه !!!!..

    >>>
    ويشرح لنا جانبا ًمن هذا التعقيد : عالم الأحياء البيولوجية الشهير مايكل دانتون في كتابه (قدر الطبيعة) فيقول :
    " مثلاً : إذا كانت قوة الجاذبية الثقالية : أقوى بتريليون مرة : فالكون سيكون غاية في الصغر : وتاريخ حياته قصير جداً !!..
    فمن أجل نجم متوسط كتلته أقل بتريليون مرة منها للشمس : فسوف لن تمتد حياته لحوالي سنة !!..
    ومن ناحية أخرى : إذا كانت الجاذبية الثقالية : أقل طاقة : فلن تتشكل نجوم ولا مجرات إطلاقاً !!..
    وكذلك : فإن العلاقات الأخرى والقيم : ليست أقل حدية من ذلك !!..
    فإذا ضعفت القوة القوية بمقدار قليل جداً : فسيكون العنصر الوحيد المستقر هو غاز الهيدروجين !!..
    ولن توجد ذرات لعناصر أخرى في هذه الحالة !!.. وإذا كانت أقوى بقليل بعلاقتها مع الكهراطيسية :
    عندئذ : تحتوي نواة الذرة على بروتونين !!.. وسيكون ذلك مظهراً لاستقرار الكون عندئذ !!..
    وأنه لن يحتوي على غاز الهيدروجين !!.. وإذا تطورت نجوم أو مجرات فيه :
    فسوف تكون مختلفة تماماً عن طبيعتها الحالية !!..
    واضح أنه إذا لم يكن لتلك القوى المختلفة وثوابتها : القيم التي أخذتها بالضبط :
    فسوف لن يكون هناك نجوم ولا مستعرات ولا كواكب ولا ذرات ولا حياة
    " !!!..
    Michael Denton .nature,s Destiny :Hom the laws of Biology Purpose in the universe The new york:The free press .1998.p.12-13

    >>>
    ولمزيد من التفاصيل حول ولادة هذا الرقم الكبير - المفترض - لظهور الكون والحياة (( صدفة )) :
    فقد قام العالم روجر بنروز (وهو رياضي إنجليزي وصديق مقرب لـ ستيفن هاوكنغ) بإيجاد هذه النسبة الاحتمالية ..
    فكان - وطبقا ًلحسابات بنروز - الأرجحية ضد وقوع مثل ذلك الاحتمال هي من رتبة :
    (10 أس 10 123) إلى واحد !!..
    وهذا الرقم لا يمكن حتى تخيله !!!..
    حيث حتى في علم الرياضيات : القيمة (10 أس 123) تعني : واحداً متبوعاً بـ مئة وثلاثة وعشرين صفراً !!..
    (وهذا على سبيل المثال أكثر من العدد الكلي لذرات مقدراها 10 أس 78 : والتي يُعتقد أنها الموجودة أصلا ًفي كل الكون) !!..
    فكان عدد بنروز :
    أكبر حتى من ذلك بكثير !!.. فهو يتطلب رقماً واحداُ متبوعاً بـ 10 أس 123 صفراً !!..

    وباستخدام تعابير تطبيقية في الرياضيات : فاحتمال قيمته واحد في 10 أس 50 يعني احتمالاً : يساوي الصفر !!..
    وأما عدد بنروز :
    فهو أكثر من تريليون ترليون تريليون مرة : أقل من الصفر !!!..
    (والتريليون = ألف مليار أو ألف بليون .. والمليار أو البليون = ألف مليون = 1000.000.000) !!..

    وباختصار :
    فإن عدد بنروز يخبرنا بأن الخلق صدفة أو بصدفة اعتمدت على حدوث نوع من التوافق في الزمان والمكان والظروف في كوننا :
    مستحيل ٌتماماً !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!...

    ولكي نتخيل الرقم 10 أس 123 صفراً : فإذا فرضنا أننا كتبنا صفراً على كل بروتون منفصل في الكون :
    وكذلك على كل نيوتون منفصل : وأن نوزع بباقي الأصفار على الجسيمات الأخرى ذات المقياس الجيد :
    فسوف نفشل ونعجز تماماً عن كتابة هذا العدد من الأصفار :
    لعدم توفر العدد اللازم من دقائق الكون كله من البروتونات والنترونات !!..
    Roger Penrose.The amperors new Mind.1989.michael Denton natures desting .Thenew york :the free press 1988.p.9.

    ولذلك يخرج علينا روجر بنروز من هذه النتائج بقوله :
    " يخبرنا هذا العدد عن : مدى دقة هدف الخالق !!.. والتي : يجب أن يكون عليها هذا الهدف : الكون " !!..

    >>>
    وتدفع نفس هذه الحقيقة الأستاذ الأمريكي في علم الفلك هاك روس إلى أن يقول :
    " عندما نقوم بمراجعة كل الأدلة : يرِدُ على ذهننا في التو أن قوة فوق الطبيعة لا بد أن تكون قد تدخلت " !!..
    Hugh Ross. The Creator and the Cosmos.Colorado Springs, Co: Nav Press, 1993 pp 15-114

    >>>
    ولذلك يقول آرثر كوستلر : أحد مشاهير فلاسفة القرن العشرين عن الفلسفة المادية التي تتمحك في العلم لنفي الخالق :
    " لم يعد من الممكن لهذه الفلسفة أن تزعم أنها : فلسفة علمية " !!..
    Hugh Ross. The Creator and the Cosmos.Colorado Springs, Co: Nav Press, 1993 pp 15-114

    >>>
    وهنا نرى متشرد الإلحاد : الدونكي ريتشارد داوكينز وهو في غاية الإحراج أمام هذا الاعتراف الواضح :
    من أحد أكابر علماء الملاحدة الفيزيائيين الملاحدة !!!!..
    وذلك قرب نهاية المقطع التالي الغاية في الروعة (13 دقيقة ونصف فقط) :
    والذي يشرح فيه العلماء استحالة وجود الثابت الكوني صدفة : ولا ما يشابهه من الثوابت الغاية في الدقة !



    >>>
    وهذا مقطع رائع آخر أقل طولا ً(7 دقائق ونصف تقريبا ً) يشرح فيه العلماء أيضا ًنفس المعضلة للملاحدة !!
    وهو بعنوان :
    وجود الله ودقة قوانين الفيزياء :
    The existence of God and the fine tuning of the law of Physics



    >>>
    حيث في أقل من الخمسين سنة الماضية تقريبا - وإلى اليوم - :
    وقد بدأت الرؤى الفيزيائية والكونية تتكامل في تحديد أدق للثوابت القائم عليها عالمنا بكل دقة !!..
    وأنقل لكم صور جداول أشهر هذه النسب من الويكيبديا :
    وأرجو ملاحظة درجة دقتها : والتي تصل لأرقام كبيرة جدا ًإذا اختل جزءٌ صغير ٌجدا ًمنها :
    لم يظهر كوننا بالشكل الذي نحن عليه الآن كما قلنا ...










    ----------------------

    2...
    الصدمة الثانية للملاحدة في استحالة ظهور البروتينات والخلية الحية صدفة !!


    ورغم أن هذه المعضلة : تندرج ضمنيا ًتحت المعضلة الأولى ...
    إلا أنها - ولأهميتها - تحتاج تركيزا ًخاصا ًعليها !!!..

    حيث وبعد أن رأينا استحالة ظهور هذا الكون الذي نراه ((( صدفة ))) على مستوى الأجرام والنجوم إلخ
    فإن نفس الاستحالة تظهر مجددا ًوبصورة أكثر إحراجا ًللملاحدة الجاحدين :
    في وحدة الحياة ...
    الخلية الحية وبروتيناتها !!!..

    ولنبدأ هنا باحتمالية تكون بروتين واحد وهو الذي :
    لا غنى عنه في الخلية الحية ولا نواتها : ولا حتى حمضها النووي الحامل لصفاتها وسر انقسامها لاستمرارها !!!..


    >>>
    توجد ثلاثة شروط لتكوين بروتين مفيد :

    (1)
    أن تكون جميع الأحماض الأمينية في سلسلة البروتين من النوع الصحيح وبالتتابع الصحيح.

    (2)
    أن تكون جميع الأحماض الأمينية في السلسلة عسراء (أي يسارية الروابط) .

    (3)
    أن تكون جميع هذه الأحماض الأمينية متحدة فيما بينها من خلال تكوين ترابط كيميائي يسمى "ترابط الببتايد".

    >>>
    ولكي يتم تكوين البروتين بمحض الصدفة، يجب أن تتواجد هذه الشروط الثلاثة الأساسية في وقت واحد..!
    والاحتمالية لتكوين بروتين بمحض الصدفة :
    تساوي حاصل ضرب الاحتماليات المتصلة بتحقيق كل واحد من هذه الشروط.
    فعلى سبيل المثال .. وبالنسبة لجزيء متوسط يحوي 500 حمض أميني:

    (1)
    احتمالية أن تكون الأحماض الأمينية موجودة بالتتابع الصحيح:

    يوجد عشرون نوعاً من أنواع الأحماض الأمينية تُستخدَم في تركيب البروتينات ..
    وبناء على ذلك فإن :
    احتمالية أن يتم اختيار كل حمض أميني
    بالشكل الصحيح ضمن العشرين نوعاً هذه = واحداً من 20.
    واحتمالية أن يتم اختيار كل الأحماض الخمسمائة بالشكل الصحيح =
    (ا/20) أس 500 = 1/(10 أس 650).

    (2)
    احتمالية أن تكون الأحماض الأمينية عسراء :

    احتمالية أن يكون الحمض الأميني الواحد أعسر = 2/1
    احتمالية أن تكون جميع الأحماض الأمينية عسراء في نفس الوقت = (1/2) أس 500 = 1/(10 أس 150).

    (3)
    احتمالية اتحاد الأحماض الأمينية بترابط الببتايد:

    تستطيع الأحماض الأمينية أن تتحد معاً بأنواع مختلفة من الترابطات الكيميائية ..
    ولكي يتكون
    بروتين مفيد :
    فلا بد أن تكون كل الأحماض الأمينية في السلسلة قد اتحدت بترابط كيميائي خاص يسمى "
    ترابط الببتايد"..
    ويتضح من حساب الاحتماليات أن احتمالية اتحاد الأحماض الأمينية بترابط كيميائي آخر غير الترابط الببتيدي :
    هي
    خمسون بالمئة.. وفيما يتعلق بذلك :
    تكون احتمالية اتحاد حمضين أمينيين بترابطات ببتايدية = 1/2.
    وتكون احتمالية اتحاد جميع الأحماض الأمينية بترابطات ببتيدية =
    (1/2) أس 499 = 1/(10 أس 150).

    وهكذا تكون المحصلة النهائية للاحتمال =
    1/(10 أس 650) × 1/(10 أس 150) × 1/(10 أس 150) =
    1/(10 أس 950).

    ولاحظوا أنّ الرقم 10 أس 950 يعني الرقم مليار : مضروبا في نفسه 105 مرة !..

    وهو رقم مذهل ..!!!!!!!

    ولو استخدمنا
    مليارات المليارات من الكمبيوترات بسرعات مذهلة لمحاكاة هذه الاحتمالات :
    فلن يكفيها
    عمر الكون كلّه لإنتاج بروتين واحد بالصدفة !!..

    >>>
    وقد قام روبرت شابيرو (أستاذ الكيمياء بجامعة نيويورك وأحد الخبراء في مجال الحمض النووي) :
    بحساب احتمال التكوين العرَضي
    لألفَي نوع من أنواع البروتينات الموجودة في بكتيريا واحدة
    (
    حيث يوجد 200 ألف نوع مختلف من البروتينات في الخلية البشرية !) :
    فجاءت نتيجة الحساب كالآتي :

    (1 من 10 أس 40.000) ..!

    وهذا رقم هائل جدا ًهو الآخر : لا يمكن تخيله !!..
    ويتم الحصول عليه بوضع أربعين ألف صفر : بعد الرقم 1 !!!..
    Robert Shapiro, Origins: A Sceptics Guide to the Creation of Life on Earth, New York, Summit Books, 1986. p.127

    >>>
    وقد أدلى تشاندرا ويكراماسنغي (أستاذ الرياضيات التطبيقية والفلك بالكلية الجامعية في كارديف - ويلز) بالتعقيب الآتي:
    " تتجسد احتمالية التكوين العفوي للحياة من مادة غير حية :
    من احتمال واحد ضمن احتمالات عدد مكون من الرقم 1 : وبعده 40.000 صفر !!...
    وهو رقم كبير بما يكفي لـ :

    دفن دارون ونظرية التطور بأكملها !..
    وإذا لم تكن بدايات الحياة عشوائية : فلا بد أنها قد نتجت عن عقل هادف " !!..
    Fred Hoyle, Chandra Wickramasinghe, Evolution from Space, New York, Simon & Schuster, 1984, p. 148

    >>>
    ولأن بعض العقول متحجرة ..
    وبعضها ما زال الشيطان يتلاعب في شعر رأسه : مُقلبا ًبعض الآمال العشوائية :
    فتعالوا نقف معا ًعلى ماذا تعنيه تلك الأرقام الفلكية في عالم التطبيق :

    حيث نقارن ذلك مثلا ًبعمر الكون منذ الانفجار الكبير (15 مليار سنة تقريبا ً)
    فنرى أن الأرقام السابقة تعني أن يكون احتمالا ًواحدا ًفقط صحيحا ً:
    وهو الذي سيؤدي لبناء الخلية عبر 10 أس 40 ألف محاولة !!!..

    فإذا فرضا ًجدلا ً(أي للجدل فقط وتنزلا ًمع المخالف) :
    أن حدوث كلّ محاولة من محاولات بناء الخليّة : قد تستغرق ثانية واحدة فقط !
    (وهذا بالطبع فرض عبثي حينما ننتظر صدفا ًعشوائية تحاول تكوين خلية بكل تعقيدها مرة واحدة :
    حتى ولو كانت محاولات فاشلة : وخصوصا أنها بغير قوة فاعلة أو عاقلة تعمل وتسجل نتائج المحاولات
    ) !!..
    ولكننا سنتقبل هذا الفرض هنا
    جدلا ًكما قلنا ..

    إذا ً: فسيكون أقصى زمن نحتاجه لتجربة كلّ الاحتمالات هو (10 أس 40 ألف) ثانية !..
    فهل تعرفون كم يساوي هذا الزمن ؟!!..

    السنة الواحدة تحتوي على : 31.536.000 ثانية !..
    ويمكننا تقريب هذا الرقم لأعلى أس عشري للتسهيل ليكون (10 أس 9) ..

    إذا ً: سنقسم (10 أس 40 ألف) على (10 أس 9) لنعرف عدد السنوات اللازمة ..
    ومن المعروف أن قسمة الأساسات : هي طرح للأسس ..
    وفي الواقع : فإن طرح الأس 9 : من الأس 40.000 : لا معنى له !..

    وهذا يعني أننا علينا الانتظار حوالي مليار مليار مليار مليار......
    (وعلينا أن نكرّر هنا كلمة مليار : 4 آلاف مرّة متتالية) سنة :
    لتظهر لنا خلية حية واحدة بالصدفة : في ظروف الأرض البدائية !!..

    < والتي يقال أنها 4.6 مليار سنة !!! ولا تعليق ! >

    وعليه :
    فحاولوا أن تتخيلوا إذا ً: كم يجب أن يكون عمر الكون : لتتطوّر هذه الخليّة إلى كائنات أرقى ؟!!..
    وذلك عبر
    سلاسل لا تنتهي من عمليات التطوّر بالمصادفة المستحيلة أيضا ً!!..

    وتكفي هذه الصدمة في احتمالية تكوين خلية بسيطة في ظروف الأرض البدائية !..
    ولنعود مرة أخرى لاحتمال تكوّن بروتين متوسط التعقيد من الأحماض الأمينية وهو :

    (10 أس 950) ..!

    فسوف نحتاج لانتظار الصدفة السعيدة حوالي :
    (10 أس 941) سنة !!.. أي مليار مليار مليار.....
    (وسنكرر كلمة مليار هنا 104 مرة) سنة هي الأخرى !!!!..

    وهنا ..
    وبالمناسبة : فحتى لو افترضنا أنّ المحاولات ستتمّ بسرعة تشبه الضوء :
    (أي بمقدار 300 مليون محاولة في الثانية الواحدة) :

    فإنّ هذا لن يغير شيئا ً يُذكر في الأرقام التي لدينا ..! حيث فقط :
    سيقل عدد المليارات المضروبة في بعضها من السنوات :
    بمقدار مليار واحد !!!!..

    بل سنفترض أننا نستخدم جهاز كمبيوتر : لمحاكاة هذه العملية !!..
    وأنه يعمل بسرعة
    مليار جيجا هرتز (أي مليار مليار نبضة في الثانية) : وهو الغير موجود أصلا ً!!
    وسنفترض أنّ كلّ نبضة : ستـُحسب احتمالا ً(
    وهذا مستحيل بالنسبة لعمل الكمبيوتر : ولكننا سنفرضه) ..
    فإنّ هذا أيضا ً: لن يُغير شيئا يذكر في الأرقام التي حصلنا عليها ..!
    حيث سيقل فقط عدد المليارات المضروبة في بعضها بمقدار : مليارين اثنين !..

    أي أننا ما زلنا نتكلم عن أزمان :
    خارج حدود هذا الكون أصلا ًذي الـ 15 مليار سنة !..

    بل ولو افترضنا (جدلا ًوخيالا ًكما رأينا الآن) : أن هذا العمر المعدوم مقارنة بما نتكلم عنه من احتمالات :
    يكفي
    الصدفة والعشوائية : لإنشاء خلية أولية واحدة !!..
    فماذا سيكون أمامنا يا ترى من الوقت : لظهور البدائيات !!.. والأسماك !!.. والنباتات !!.. والحيوانات !!.. والإنسان !!..

    عجيب !!!!!..
    ---------------------

    وهكذا إخواني ...
    قد تجولنا في أول معضلتين أمام الملاحدة :
    واللتان تثبتان عدم تكون
    الكون ولا الخلية الحيةالواحدة صدفة وإنما :
    لهما خالق حكيم مريد قادر عليم مُدبر :

    وهو ما اصطلح عليه مَن اضطرتهم مواجهة التغابي والصلف الإلحادي لتسميته بالـ :
    مصمم الذكي !!!..
    وذلك :
    لأنهم لو قالوا عنه (
    الله ) أو ( الإله ) هكذا بكل وضوح :
    لانقلبت عليهم الترسانة الإعلامية والإقصائية الخرقاء لأساطين الإلحاد في الأرض !!!..

    فرضيَ المستضعفون في الخارج بوصفه بـ (
    المصمم الذكي ) :
    وذلك لكي يتسنى لهم توضيح الواضحات !!.. وشرح البديهيات !!!..
    بالعلم والقوانين والمنطق :

    بعد أن تخلى الملاحدة عن العلم والقوانين والمنطق في كفرهم بالله عز وجل :
    وحُق لهم ذلك (أي حُق لهم ألا يكفروا إلا بعد التخلي عن العلم والقوانين والمنطق) !!!..
    مع وجوب الحذر من
    غباء هروب بعض الملاحدة بمفهوم المصمم الذكي إلى كائنات أخرى إلخ ..
    حيث يتم تفنيد هذا التهرب بدليل انعدام تسلسل السببية إلى ما لا نهاية وغيره ..
    وهذا ما لا نتطرق له هنا الآن -
    وقد أشرنا إليه من قبل وستأتي إشارة قادمة له أيضا - ..

    وهنا ....
    انتهى
    الجزء الأول من الحديث عن علامات التصميم الذكي في الكون والخلق ..
    وهي
    علامة الضبط المتناهي للقوانين والثوابت ...
    أو ما يُسمى
    بالتوافق الدقيق للكونFine-tuned Universe
    والذي يشبه الضبط المتناهي والتوافق الدقيق لمكونات الساعة الداخلية التي رأيناها :
    وإلى اللقاء مع أجزاء تالية تتناول مظاهر أخرى للتصميم الذكي ...
    مثل التصميم الغير قابل للاختزال وغيره ...
    والله المستعان ..

    التعديل الأخير تم 01-26-2013 الساعة 11:07 AM

  14. #164
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,276
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ما شاء الله ! رفع الله قدركم و نصركم على من عاداكم و جنبكم كيد الكائدين آمين .
    " الصدق ربيع القلب ..و زكاة النفس ..و ثمرة المروءة .. و شعاع الضمير الحي.. ومناط الجزاء الالهي (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ...) و إنَّ الضمائر الصحاح اصدق شهادة من الألسن الفصاح "
    -بتصرف-
    "حقُّ الواعِظ أن يتعظ ثمّ يعظ، ويبْصِر ثمّ يُبَصّر، ويهتدي ثم يَهدِي، ولا يكون دفترًا يُفيد ولا يستفيد، ومَسنًّا يحدُّ ولا يقطع، بل يكون كالشمس التي تُفيد القمرَ الضوء ولها أكثر مما تفيده"!
    -الراغب الأصفهاني رحمه الله-

  15. #165
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    ما شاء الله ما شاء الله ! أرقام صادمة . و كما قلت ، ما اضطر البعض لشرح مثل هذه الأمور إلا حين خرج بعض آخر عن المنطق فكان لزاماً أن يتم شرح البديهيات لهم .

    وفقنا الله لما يحبه و يرضاه .

صفحة 11 من 18 الأولىالأولى ... 910111213 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ما يجب أن تعرفه عن نظرية التطور ؟
    بواسطة أبو حب الله في المنتدى أبو حب الله
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 01-01-2014, 01:58 PM
  2. خبر من الجزيرة.نت: والاس وليس داروين واضع نظرية التطور
    بواسطة Almumen في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 01-21-2013, 03:57 PM
  3. ما يجب أن تعرفه عن نظرية التطور البيولوجي (مجازا: نظرية داروين)
    بواسطة IsamBitar في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-09-2011, 09:59 PM
  4. نظرية التطور ( داروين ) اخر الاخبار.
    بواسطة cemetery في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-18-2009, 04:02 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء