دلائل صدق غلام احمد ، دلائل صدق أم كذب !

وضع القاديانيون معايير لصدق الأنبياء ، ثم زعموا أن هذه المعايير تنطبق على غلام أحمد القادياني ، وهم يدجلون على أتباعهم وعوام الناس بهذه المعايير التي وضعوها .


فما هي هذه المعايير ؟ وهل هذه المعايير تنطبق على الأنبياء ؟ وهل هذه المعايير تنطبق على غلام أحمد؟


المعيار الأول : قالوا : أن يكون النبي موجودا في قومه قبل دعواه النبوة معروفا لديهم ، لا أن يكون غريبا عنهم وأن يكون محل اختبار وتجربة بالصدق ، صغيرا ، وشابا ، وكهلا ، واستدلوا على ذلك بقوله تعالى :" فقد لبث فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون ". يونس 16 وقالوا أن كل الأنبياء كانوا متصفين بذلك قبل دعواهم .


الرد عليهم :

أولا : هذه الآية لا علاقة لها بدعوى النبوة فالآية خاصة بالنبي والقرآن حيث طلب منه كفار مكة أن يبدل القرآن كما جاء في الآية التي قبلها ، قال تعالى :" وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقائنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن اتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ". يونس 15 ثم جاءت الآية التي بعدها وهي قوله تعالى :" قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون ". فالآية تتحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم لبث في قومه عمرا دون القرآن ولو شاء الله ما نزل هذا القرآن فمن أين جائت القاديانية بهذا الإدعاء!

ثانيا : أما قولهم : أن يكون موجودا في قومه قبل دعواه النبوة معروفا لديهم ... وان جميع الأنبياء كانوا متصفين بذلك قبل دعواهم النبوة . فهذا الكلام غير صحيح إذ أن من الأنبياء من أعلن نبوته للناس وهو طفل ولم يمكث عمرا ولم يعرفه أحد ولم يجربه أحد ، مثل عيسى عليه السلام إذ أنه أعلن نبوته أمام قومه وهو في المهد كما في قوله تعالى:" إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا ". مريم 30

ثالثا : لنفرض أن رجلا عرف بصدقه في قومه طفلا وشابا وكهلا ، ثم ادعى النبوة فيما بعد فهل يعد صادقا في دعواه ؟ أم يعد كاذبا وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه خاتم الأنبياء! ثم أليس هذا سيفتح الباب على مصراعيه لكل من يدعي النبوة بدعوى أنه كان صادقا قبل إدعاء النبوة .

رابعا : إن هذا المعيار الذي وضعوه لم ينطبق على غلام أحمد فقد اتهمه قومه وأهل عصره بالكذب لا كما يزعمون أنه لم يتهمه أحد بالكذب ، فقد اتهمه بالكذب ثناء الله الأمر تسري ، ومحمد حسين البطالوي ، وعبد الحكيم البطالوي وعبد الجبار الغزنوي ، ومحمد نذير حسين الدهلوي ، وغيرهم الكثير . واكبر مثال على كذبه أنه وعد المسلمين مره أن يكتب كتابا في خمسين مجلدا يرد في على شبهات الهندوس والنصارى وأخذ الأموال من المسلمين ليكتب ذلك الكتاب ولم يكتب سوى خمس مجلدات ولم يعد الأموال للمسلمين ولما سؤل عن ذلك قال : " لا فرق بين 50 و5 سوى النقطة".


المعيار الثاني : قالوا : إن مدعي النبوة كذبا لا يفلح وأنه يموت قتلا وبما أن غلام أحمد لم يمت قتلا فإنه دليل على صدقه واستدلوا بقوله تعالى : " ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين ". الحاقة 46

الرد عليهم :

أولا : إن الآية التي استدلوا بها خاصة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وسياق الآيات يدل على ذلك :" إنه لقول رسول كريم ، وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون ، ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون ..."

ثانيا : إن قطع الوتين قد لا يكون بالسيف لان كل من يموت يقطع وتينه والآية لا تدل على ان كل من ادعى النبوة يموت قتلا .

ثالثا : ان عددا من الأنبياء مات قتلا على يد اليهود كما قال تعالى :" وقتلهم الأنبياء بغير حق ".آل عمران 181 وممن قتل من الأنبياء زكريا ويحيى عليهما السلام فهل هؤلاء الأنبياء كاذبين لأنهم ماتوا قتلا !

رابعا : هناك من تقول على الله ولم يمت قتلا مثل البهاء فهل يعد صادقا !


المعيار الثالث : قالوا : أن يتنبأ بالغيب ويقع تنبؤه وهذا لا يحصل إلا للأنبياء. واستدلوا بقوله تعالى :" عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ". الجن 27

الرد عليهم :

أن النبي إذا تنبئ بشيء فلا بد أن يقع ولابد لكل تنبؤاته أن تقع دون استثناء لأنه يخبر عن الغيب الذي أطلعه الله عليه كما تنبأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم بمصرع المشركين في بدر وفتح فارس وغيرها وإن كل تنبؤاته وقعت كما أخبر صلى الله عليه وسلم ، لكن ماذا عن غلام أحمد أن الناظر إلى تنبؤاته يجد أن كثيرا منها لم يقع كما أخبر، مثلا : أعلن غلام أحمد أن الله أخبره أن النصراني عبد الله آثم سيموت خلال 15 شهرا ومضت هذه المدة ولم يمت عبد الله آثم ،وقال أن الله أظهر عليه أنه سيزوجه محمدي بيجم ولم يتزوجها وتزوجت من غيره ثم تنبأ ان زوجها سيموت خلال 3 ثلاث سنوات ولم يمت خلال هذه المدة ، وتنبأ أن زوجته ستلد ولدا فولدت بنتا . فكيف يكون نبيا من يدعي أن الله أخبره بوقوع كذا ويقع عكسه ، فإن قال قائل من الأحمديين أن لغلام أحمد تنبؤات وقعت كما أخبر مثل موت فلان ، فنرد عليه وهل النبي مره تقع تنبؤاته ومره لا تقع لولا أنها رجما بالغيب تصيب أحيانا وتخيب أخرى .


المعيار الرابع : قالوا : أن يدعو النبي المكذبين له إلى المباهلة وأن يتفق الفريقين أن يجعل الله لعنته على الكاذب في حياة الصادق واستدلوا بقوله تعالى : " فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين". آل عمران 61

الرد عليهم :

أولا : إن الكلام في هذه الآية التي استدلوا بها هي عن عيسى عليه السلام وأنه كآدم عليه السلام ولد من غير أب والمباهلة هنا بخصوص عيسى عليه السلام وليس الكلام فيها عن إثبات صدق نبوة المدعي ، ثم اذا كانت المباهلة من المعايير الدلة على صدق مدعي النبوة ، فهل عدم مباهلة مدعي النبوة دليل على كذبه ! فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يباهل أحدا على صدق نبوته ، فهل يعد كاذبا ! (حاشاه )

ثانيا : إن غلام أحمد باهل الشيخ ثناء الله الامرتسري على أن يموت الكاذب في حياة الصادق بالطاعون او الكوليرا ، فكانت النتيجة أن مات غلام أحمد بالكوليرا بعد هذه المباهلة بسنة وعاش الشيخ ثناء الله الأمر تسري 40 سنة بعد موت غلام أحمد.


المعيار الخامس : تأييد مدعي النبوة بالمعجزات ، وقالوا ان غلام أحمد أيد بالخسوف والكسوف واخباره عن امور الغيب .


الرد عليهم :

أولا : نعم إن المعجزات هي أكبر دليل على صدق النبي ولكن الأحمديين ينكرون معجزات الأنبياء ويؤولونها تأويلا يفرغ هذه المعجزات من مضمونها ونقصد بالمعجزات ( الخارقة للعادة ) مثل انشقاق القمر للنبي صلى الله عليه وسلم ، وانقلاب عصا موسى الى حية تسعة ، واحياء عيسى للموتى بإذن الله... فهذه المعجزات الخارقة للعادة تنكرها الاحمدية وتؤول الآيات القرآنية التي تذكرها تأويلا يفرغها من مضمونها والسبب في ذلك أن غلام أحمد عجز عن أن يأتي بمعجزة خارقة للعادة وانما معجزاته من نوع الإخبار بالغيب مثل فلان سيموت وفلانه سأتزوجها وفلانه ستلد والمطر سيهطل ...الخ .

ثانيا : أما موضوع الخسوف والكسوف فهما آيتان من آيات الله وليسا أمرا خارقا للعادة فقد حصلا كثيرا على مر العصور واعتاد الناس ان يروهما وهو حدث كوني عادي.

ثالثا : ثم الذي يقرأ كتبهم أو منشوراتهم يجدهم يدلسون على الناس أن الخسوف والكسوف في رمضان نبوءة أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم والذي يعود إلى الحديث الذي يستندون عليه يجده في سنن الدارقطني باب صفة صلاة الخسوف والكسوف ليس نبوءة للرسول صلى الله عليه وسلم وليس من قوله وإنما هو موقوف على أحد التابعين وهو محمد بن علي بن الحسين الباقر ونصه :" إن لمهدينا آيتين لم تكونا منذ خلق السموات والأرض ، ينكسف القمر لأول ليلة من رمضان ، وتنكسف الشمس في النصف منه ، ولم تكونا منذ خلق الله السماوات والأرض ".

رابعا : إن حديث الخسوف والكسوف المنسوب إلى محمد بن علي بن الحسين الباقر ، موضوع فيه راويان شيعيان كذابان هما عمرو بن شمر و جابر الجعفيان رماهم العلماء بالكذب والرفض والحديث في تضعيفهم يطول، كما أن الدارقطني راوي الحديث قال عن عمرو بن شمر متروك الحديث .

خامسا : ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم حديثا ينسف حديث الخسوف والكسوف من أساسه فقد روى البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم :" الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا ".


المعيار السادس : قالوا : عن قوله تعالى :" كتب الله لاغلبن أنا ورسلي " أن الغلبة قسمان علميه بالحجة ، ومادية ويزعمون أن غلام أحمد والأحمدية تغلبت على جميع خصومها وانهم يتحدون الجميع أن ينازلهم في ميدان المناظرة.


الرد عليهم :

لقد رد عليهم كثير من العلماء ونازلوهم في المناظرات ولم تكتب لهم الغلبة ولقد رأيناهم كيف يفرون من النقاش أذا كان خصمهم متمكنا هذا مع الإيمان أن غلام أحمد ليس نبيا حتى ينصره الله والناظر يجد أنهم قلة ليست لهم لا غلبة علمية ولا مادية ولقد رأينا كيف نصر الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في كل الغزوات ودخل الناس في دين الله افواجا وخلال قرن من الزمان كانت حدود الدولة الاسلامية تمتد من الصين إلى الأندلس وهم الآن قد مر عليهم أكثر من قرن وهم عاجزون عن إقناع جمهور المسلمين بنبوة غلام أحمد القادياني .


هذه بعض المعاير التي زعموا أنها تدل على صدق غلام أحمد رددنا عليها ردا علميا نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين واسئل الله أن يجعل كلامنا هذا في ميزان حسناتنا ، والحمد لله رب العالمين.

هاني أمين