النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: آلهة الفجوات المعرفية الجديدة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    فلسطين
    المشاركات
    2,498
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي آلهة الفجوات المعرفية الجديدة

    آلهة الفجوات المعرفية الجديدة

    عندما ناقش ستيفن هوكين وليوناردو ملودينو في كتابهما الأخير حاجة الكون لخالق من عدمه، كانا في الحقيقة يدوران في فلك الثقافة الغربية التي تساوي بين السؤال عن وجود الله وبين السؤال عن وجود ما يسمى لديهم بـــ God of the gaps أي الإله الذي ينحصر دوره في سد الفجوات المعرفية. والمسلم غير معني بهذا الخلط الذي يرجع سببه الى العقيدة الكنسية التي نفت في الأصل خلق الله للشر. ومن يفصل بين إرادة الله وبين السنن التي تحكم الكوارث الطبيعية والأمراض.. عليه تعميم حكمه على كل ما ندركه من قوانين مادية تنفعنا تارة وتضرنا تارة أخرى، وعليه بالتالي تقليص دور معبوده كلما ازدادت معرفة الإنسان. الأمر الذي دفع المبشر هنري دروموند في القرن الــ19 ، واللوثري ديتريش بونهوفر في القرن الــ20 الى دعوة اتباعهما ترك هذا الفكر الراسخ الى يومنا هذا في أذهان الغربيين، وفي ذهن الملحد بالتحديد الذي يربط بين (تفسير الظواهر الطبيعية) وبين (عدم ضرورة وجود الله).. لأنه في الحقيقة لم يتخلص قط من الفكرة الموروثة "لإله الظواهر الغير مفسرة" الذي يتقلص دوره بتقدم المعرفة.

    1- هذا التصور لا يؤسس لحجة عقلية تُلزم الجميع، ولا حتى يصلح لنفي التصور الخاطئ للإله في الغرب.. لان افتراض إمكانية سد كل الفجوات المعرفية هو مناقض لمبرهنة غودل التي تثبت استحالة تفسير العقل لكل أركان النظام بالاعتماد فقط على معطيات نفس النظام. بعض الفيزيائيين مثل د.ملودينو يردون على هذه المسألة بالقول أن "الفيزياء ليس نظاما أكسيوميا حتى يسري عليه قانون غودل". بهذا الرد نهرب من (أ) حتمية نقص المعرفة التي يثبتها قانون غودل.. الى (ب) نقص المعرفة بسبب طبيعة النظام الغير أكسيومي نفسه. فالعقل البشري لا يمكنه ادعاء معرفته الكاملة بأي نظام مادي دون أن يربطه بنظرية يُخضعها لما يسمى بــl'axiomatisation de la théorie أي إحالتها الى مجموعة من القوانين الأولية -تمثل مسلمات النظام- والتي من خلالها تتفرع كل المعادلات التي تحكم المادة. وهذه هي الغاية الأساسية من العلوم التجريبية ومن المشاهدة: البحث عن مجموعة من الـaxioms المؤسسة للنسق الفيزيائي. لكن تفسير الإنسان للنظام الفيزيائي مليء بالتناقضات والمفارقات، ولو لم ينظر العلماء الى التعارض الظاهر بين (الفيزياء الكوانتية) وبين (النظرية النسبية) كفجوة معرفية لما بحثوا عن "نظرية كل شيء" التي يُؤمل أن تربط منطقيا بين (فيزياء الأحجام الصغيرة) و(فيزياء الأحجام الكبيرة)
    The primary problem in producing a TOE is that general relativity and quantum mechanics are hard to unify
    الهدف من "نظرية كل شيء" ليست المعرفة المطلقة كما يتوهم بعض الملاحدة في هذا المنتدى.. بل الهدف هو حل المفرقات في تفسيرنا للكون وإعادة النظام الفيزيائي الى الطبيعة الأكسيومية! ومتى نحج الإنسان في ذلك؟ حينها يمكن تطبيق مبرهنة غودل التي تثبت حتمية نقص المعرفة من وجه آخر.. (غير نقص المعرفة الناتج عن التناقض في تفسيرنا). النتيجة: في جميع الأحوال المعرفة الكاملة لن تتحقق!

    2- الهدف من الفقرة السابقة هو إثبات فساد المنطق الذي يستعمله الملحد لنفي (إله الفجوات المعرفية) الذي لا نؤمن به أصلا! أما الإله الحقيقي فالدليل على وجوده يعتمد على ما نعلمه يقينا وليس على ما نجهله. ومن يتهم المسلم بخلاف ذلك، يكفي إلزامه بدليل يعتمد على حقائق يقينية يؤمن بها كل عاقل ولا تتغير بتغير النظريات والفلسفات. أقصد المبرهنات الرياضية والقواعد المنطقية التي تحكم كل الحالات الممكن وليس فقط الواقع. ومتى أحس الملحد أن الإقرار بتلك بحقائق يقود الى ضرورة وجود عليم أزلي.. ستجده أول من يستغيث بالجهل ليرد دليلك، وستجده على استعداد تام لمسخ البديهيات الى مجرد "أوهام معرفية وافتراضات متلونة" وعلى استعداد للتشكيك في مبدأ عدم التناقض نفسه! وخير مثال على ذلك الزميلة (ملحدة عن يقين) التي تخلت عن يقينها في هذا الشريط وشككت في المنطق ككل، نفس الأمر تكرر مع الزميل بلاتو ومن بعده الزميل نيوتن في هذا الشريط ! المفارقة هنا أن الشخص الذي يتهم المسلم بالاعتماد على الجهل لإثبات وجود (إله الفجوات المعرفية) .. هو نفس الشخص الذي يتسلح بالجهل متى ألزمتَه بدليل بديهي يثبت وجود (إله المعرفة).

    {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    فلسطين
    المشاركات
    2,498
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أكوان متوازية أم أوثان معرفية؟

    كلما وقف علماء الفيزياء أمام مشكلة أو تناقض في تفسيرهم للواقع حولنا، لجأ فريق منهم الى "الأكوان المتوازية" كعبارة سحرية لحل بعض التناقضات ولسد فجوات معرفية بأخرى أكبر. وهكذا ظهرت عدة نظريات - لا يمكن الجمع بينها - تم التطرق الى بعضها من قبل في أكثر من موضوع، لكن بوضعها في سياق واحد يمكن المقارنة بين الأسباب المختلفة وراء تلك النظريات التي تحولت الى "أوثان معرفية جديدة".


    1- النظرية الأولى: تقترح وجود فضاء واحد يمتد الى ما لا نهاية ويخضع لنفس القوانين الفزيائية وتتوزع فيه الطاقة/المادة بطريقة شبه متساوية (بما أنه لا يمكن إفراغ أي جزء من الفضاء نهائيا من الطاقة/المادة).. وهذا يعني وجود نسخ لا نهائية، متقاربة وأخرى مطابقة تماما، لعالمنا وكوكبنا ومدننا وبيوتنا وأنفسنا وعقولنا..

    2- النظرية الثانية: تقترح وجود "فقاعات زمكانية" أي مجموعة من الأكوان المستقلة بفضاءاتها وأبعادها الزمنية .. إلا أنها تخضع لنفس القوانين مع وجود اختلاف على مستوى الثوابت الفيزيائية و/أو عدد الأبعاد.

    3- النظرية الثالث: تقول بتناسخ كوننا ليس فقط بعدد الاحتمالات الكوانتية على مستوى كل جزيء.. بل أيضاً بعدد احتمالات السفر الى الماضي (كحل لبعض لمفارقات المتعلقة بالنسبية العامة).

    4- النظرية الرابعة: تقترح وجود عدد لا نهائي من الأكوان بعدد الممكنات الرياضية. هذه النظرية تختلف عن الثانية التي ترد على السؤال "لماذا هذه الثوابت وليس غيرها".. أما الرابعة فترد على السؤال أعم : "لماذا هذه المعادلات وليس غيرها؟"!

    هذه بعض أوثان عصرنا التي يلجأ إليها البعض لتصدير بعض الفجوات المعرفية في كوننا ..
    الى أكوان متوزازية تمثل فجوات معرفية أكبر لا يمكن رصدها أو إثبات وجودها بالتجربة..

    {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    فلسطين
    المشاركات
    2,498
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    النظرية الثالثة للأكوان المتوازية وعلاقتها بفيزياء الكم

    في المثل المعروف باسم "قطة شرودينغـر" الفوتون الواحد حسب الــ quantum decoherence (ينطلق ولا ينطلق) في نفس الوقت.. و (يمر ولا يمر) من نفس المسار.. فـــ(يتسبب ولا يستتب) في تشغيل جهاز يكسر القارورة السم.. فــ(يموت القط ولا يموت)! فلماذا إذاً لا نرى نسختين للقط الميت والحي في نفس الوقت؟ لحل هذه المفارقة اقترح البعض أن "اللا تعيين الكوانتي" على مستوى الفوتون يمكنه أن ينسخ الكون بأكمله.. فيموت القط في كوننا ويحيا في آخر أو العكس.
    ولن تجد أفضل من هذه النظرية للسخرية من العقل ومن قانون حفظ الطاقة. فالمنطق الذي ينفي استحالة الجمع بين المتناقضات لا يتغير بتغير الحجم! ومن يقبل فكرة (جمع الجزيء بين احتمالين متناقضين في كوننا).. عليه أن يقبل (الجمع بين النتائج المتناقضة في كوننا أيضاً) لا في أكوان موازية. وهذا ما قاله الرياضي والفزيائي roger penrose الذي تساءل لماذا لا نرى "اللا تعيين" على مستوى النتيجة أيضا؟ المفترض أن يبحث الشخص عن الخلل في تفسيره للظاهرة الكوانتية، لا أن يقدس تفسيره الذي يضطره الى تبني نظرية تقول بنسخ الجزيء الواحد للكون بأسره.. وكل هذا الهراء رفضه روجر بينروز الذي أكد بالنص أن "فيزياء الكم ليست علما صحيحا على كــل المستويات".

    • فإن قيل "أن هناك تجارب -مثل تجربة شقي يونغ- تثبت صحة فيزياء الكم". الرد: وجود خلل في مسألة ما لا يعني أن فيزياء الكم كلها خاطئة.. ثم إن اللا تعيين في تجربة شقي يونغ متعلق بالأساس بالحسابات التي تقودك الى احتمالات متراكبة تجمع بين مرور الجزيء من الشق الأول فقط، ومروره من الثاني فقط، ومروره من الشقين في نفس الوقت، وعدم مروره من أي شق. كل هذا التراكب تجده في الورق فقط.. لكن في أرض الواقع الجزيء يتصرف كما تتصرف أية موجة عادية تمر من شقين. فأين اللا تعيين في سلوك الموجة؟


    • المثل التالي يوضح أن اللا تعيين يُمثَّل بأعداد عقدية (حقيقية+تخيلية) تؤول الى الصفر عند تراكم الأحداث.
    ملاحظة: a1 و a2 اعداد عقدية، والعلامة (*) يُقصد بها أن (العدد الحقيقي+التخيلي)* = (العدد الحقيقي-التخيلي)

    خلاصة المسألة وبلغة بسيطة:
    لتفترض وجود كرة ميكروسكوبية تشغل مواقع محتملة.. حالتها الكوانتية يمثلها الــ Density matrix رقم (1)..
    بعد أن يصطدم جزيء ما بمجال الكرة.. تحصل على الحالة الكوانتية المتمثلة في الــ Density matrix رقم (2)
    وبتراكم احداث الاصطدام .. يؤول (2) سريعا الى الماتركس (3) الذي يمثلMutually exclusive event
    أي حالات متعامدة (كما نراها في الفيزيائية الكلاسيكية) والتي لا تتراكب بطريقة غير معقولة.
    بعبارة أخرى: القيم العقدية التي تصف اللا تعيين الكوانتي.. تؤول الى الصفر نتيجة التراكم.

    • التفسير الرياضي السابق يمكن الإستشهاد به إذا كان الأمر متعلق بأحداث تراكمية.. لكنه لا يحل مفارقات من نوعية "قطة شرودنغر"..
    لأن النتيجة التي تجمع بين الموت والنجاة في نفس الوقت تعود الى اللا تعيين على مستوى فوتون واحد فقط يحدد مصير القطة.
    فما الحل؟
    - هذا المثل يثبت للفيزيائي روجر بينروز أن هناك (خلل ما في تفسيرنا لفيزياء الكم)..
    - ويثبت لآينشتاين أن هناك (متغيرات خفية) في كوننا لم يدخلها الإنسان في حساباته..
    - وفريق آخر استبدل (المتغيرات الخفية في كوننا) بـ(أكوان متوازية خفية) تتناسخ كل لحظة بعدد المصائر المحتملة.
    وهكذا تم تصدير هذه الإشكالية الى (الوثن الثالث للفجوات المعرفية) الذي لا يمكن إثباته بالتجربة.
    لأن تناسخ الكون يُفترض أن يشمل تناسخ أجهزة الرصد أيضاً والتي ستتفاعل مع نتائج مختلفة لأكوان مختلفة.
    ولا يمكنك أن تثبت وجود نتائج المختلفة (لمصير القطة) .. دون أن تقرأ جهاز الرصد المنسوخ في الكون الآخر!

    {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    فلسطين
    المشاركات
    2,498
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    النظرية الثالثة للأكوان المتوازية وعلاقتها بالنسبية العامة

    سبق التطرق الى هذه المسألة في موضوع (آلة الزمن بين العلم و الخيال العلمي).. وملخصها:
    1- أن القوانين الفزيائية كما نعرفها اليوم لا تحتوي على أية معادلات تمنع السفر عبر الزمن.
    2- وبخلاف تسارع الزمن نحو المستقبل، فإن السفر الى الماضي يقود الى مفارقة الجد grandfather paradox
    3- ومن البديهيات أن العلة التامة لا تقود الى تناقض.. (تصل الى تناقض إذا افترضتَ كفاية وتمام العلة الناقصة).

    النتيجة بكل بساطة: (1) + (2) + (3) = القوانين الفيزيائية ليست علة تامة.

    كيف يمكن الهروب من هذه النتيجة؟ هناك رد سهل لن تسمعه إلا من مراهقي الانترنت: وهو نفي صحة البديهية في (3). أما كبار الملاحدة الذين يهمهم البقاء ولو ظاهريا ضمن دائرة العقلاء، فلم ينكروا صراحة البديهيات، لكنهم لجأوا مرة أخرى الى شماعة الأكوان المتوازية والى نفس النظرية الثالثة.. لكن هذه المرة المعلول هو الذي يسبق العلة وليس العكس! يشرح د.ميشيو كاكو في هذا الشريط المسألة بالقول أن الحفيد اليوم لو امتلك التقنية والطاقة الكافية للسفر الى الماضي ليقتل جده، فإن قراره اليوم سيجعل "نهر الزمن" ينقسم الى نهرين في الماضي!! "نهرٌ زمني" ينجو فيه الجد من الموت وفيه يولد الحفيد، ونهرٌ مواز يموت فيه الجد ولن يولد الحفيد. أي أن الكون تناسخ في الماضي بسبب علة ستحدث في المستقبل! والسؤال الآن لماذا لم يتوقف الملاحدة عند ما نعلمه فقط؟ ( يعلم الإنسان أن العلة التام لا تقود الى تناقض) + (ويعلم أنه لا يوجد بين القوانين الفيزيائية ما يحول دون الوصول الى مفارقة الجد) = (يعلم الإنسان أن القوانين الفيزيائية الحالية ليست علة تامة). إذاً الفيزياء فقيرة الى غيرها! وقبل أن تقول "فقيرة الى الخالق" .. سبقك الملحد بالقول انها "فقيرة الى الوثن الثالث للأكوان المتوازية"!

    {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    فلسطين
    المشاركات
    2,498
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    النظرية الأولى للأكوان المتوازية
    تقترح هذه النظرية وجود فضاء واحد يمتد الى ما لا نهاية ويحتوي على نسخ لا نهائية من كل شيء بما في ذلك مجرتنا وكوكبنا ومدننا وبيوتنا وأنفسنا وعقولنا الخ.. ومن يتبنى هذه النظرية.. عليه أن يفترض عدة أمور مثل "لا نهائية المادة والطاقة الناتجة عن الانفجار الكبير".. وافتراض امتداد الأبعاد الفيزيائية الى ما لا نهائية باستقامة مثالية.. وهذا بالطبع مخالف لأهم ركن في الفيزيائية النسبية التي تقول بقابلية الأبعاد على الانحناء. تلك الخاصية "اللا إقليدية" للفضاء الفيزيائي تحول دون الجزم بلا نهائيته.. لأنه لا يوجد ما يضمن عدم انحناءه بعد ذلك حتى لو افترضتَ أن (الكون المنظور) مسطح محليا وأن ما يرصده الإنسان من إشعاعات خلفية CMBR يدل أن Density Parameter Ω تساوي بالضبط القيمة واحد. طبعا هذا على السبيل الجدال لكن القياسات الأخيرة لـwmap تقول أن Ω تساوي 1.02 ! أي أكبر من واحد ! إذاً الكون مغلق في مجمله.
    فلماذا نجد في بعض المواقع العلمية أن كوننا مسطح مع هامش للخطأ يساوي 0.5%؟ السبب هو اقتراب قيمة Ω من 1 يدل أن كوننا مسطح محليا، كما قال michio kaku الذي قارن الشكل الهندسي للكون (المسطح محليا والمغلق في مجمله).. بمثل (الأرض المسطحة محليا والكورية في مجملها) .. وقارن (حجم الكون المنظور بالنسبة لحجم الكون الكلي) بـــ(حجم الذرة بالنسبة للكون المنظور).
    لكن هناك فرق بين المثلين.. فكروية الأرض ترجع لانحناءات سطح المادة.. أما كروية الكون فترجع لانحناءات الأبعاد الفيزيائية نفسها. وهذه الحقيقة يمكن تعقلها وصياغتها رياضيا لكن لا يمكن تخيلها أو رسمها. ولذلك فإن الرسم السابق المنتشر في الإنترنت غالبا ما يُفهم بطريقة خاطئة! لأنه تم تجاوزا اختزال الفضاء بأبعاده الثلاثة في "سطح ذو بُعدين" .. أما جوف الكرة وما دون السطح فلا يمثل أي فضاء على الأطلاق.

    ملاحظة عابرة: كل نقطة في الكون المغلق هي مركز له! وبالتالي الجدال حول "هل الأرض مركز للكون أم لا" هو جدال لا معنى له في حالة الكون المغلق.

    =============================

    ما الذي سيستفيده الملحد إذا افترض وجود نسخ لا متناهية من عالمنا وكوكبنا وبيوتنا وأنفسنا وعقولنا في نفس الفضاء؟ البعض يأمل أن ما فشل في تفسيره الانتقاء الطبيعي يمكن تفسيره بافتراض وجود عدد لا نهائي من كل شيء محتمل في نفس الفضاء. وبذلك يتهرب من أسئلة من نوعية: هل يمكن أن تنجح أية آلية انتخاب تعتمد على نظام تشفير دون عصمت ذلك النظام اللغوي من الطفرات؟ .. وكيف يمكن للإنتخاب الطبيعي أن يفسير ظهور وتطور بعض القدرات العقلية التي لا يحتاجها النظام البيولوجي للبقاء؟

    يتبع إن شاء الله..

    {وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}

  6. #6

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحقيقة موضوع شيق فعلا, وأنا بصراحة أحسد الذين يمكنهم استيعابه. :-)

    جزاك الله خيرا أخي الأستاذ عبد الواحد.

    و كل عام وأنتم بخير.

  7. #7

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الدولة
    المملكة العربية السعودية
    المشاركات
    656
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله في جهودكم، هذا كلام متخصص، لذا لا أنصح الإخوة الذين يريدون أن يفهموا عن عبدالواحد مراده بقراءة هذه المشاركات فقط، هناك مفاهيم كالمقدمات تحتاج إلى هضم قبل الوصول إلى فهم صحيح لهذه المواضيع، مثل أن نتعرف على ما يسمى بمفهوم مفارقة الملاحظ أو observer paradox ، والإطلاع على شرح مبسط على الأقل لمبدأ اللاتأكد لفيرنر هايزنبرج، وكذلك التعرف على مقصود روجر بنروز بما يسمى بالعالم الأفلاطوني للرياضيات، فإن من لم يستوعب هذه الثلاثة - مثلاً - لن يستوعب بعض تطبيقاتها هنا.
    قال: لم خلق الله الشر إن كنت (صادقاً) ؟
    قلت: لو أن الله لم يخلق الشر، هل كان سيعنيك ما إذا كنت (صادقاً) !


  9. #9

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الواحد مشاهدة المشاركة
    يتبع إن شاء الله..
    في الانتظار وفقكم الله
    حتى إذا جاءوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أم ماذا كنتم تعملون

    http://hamzatzortzis.blogspot.com/

  10. #10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الواحد مشاهدة المشاركة
    النظرية الثالثة للأكوان المتوازية وعلاقتها بالنسبية العامة

    سبق التطرق الى هذه المسألة في موضوع (آلة الزمن بين العلم و الخيال العلمي).. وملخصها:
    1- أن القوانين الفزيائية كما نعرفها اليوم لا تحتوي على أية معادلات تمنع السفر عبر الزمن.
    2- وبخلاف تسارع الزمن نحو المستقبل، فإن السفر الى الماضي يقود الى مفارقة الجد grandfather paradox
    3- ومن البديهيات أن العلة التامة لا تقود الى تناقض.. (تصل الى تناقض إذا افترضتَ كفاية وتمام العلة الناقصة).

    النتيجة بكل بساطة: (1) + (2) + (3) = القوانين الفيزيائية ليست علة تامة.

    كيف يمكن الهروب من هذه النتيجة؟ هناك رد سهل لن تسمعه إلا من مراهقي الانترنت: وهو نفي صحة البديهية في (3). أما كبار الملاحدة الذين يهمهم البقاء ولو ظاهريا ضمن دائرة العقلاء، فلم ينكروا صراحة البديهيات، لكنهم لجأوا مرة أخرى الى شماعة الأكوان المتوازية والى نفس النظرية الثالثة.. لكن هذه المرة المعلول هو الذي يسبق العلة وليس العكس! يشرح د.ميشيو كاكو في هذا الشريط المسألة بالقول أن الحفيد اليوم لو امتلك التقنية والطاقة الكافية للسفر الى الماضي ليقتل جده، فإن قراره اليوم سيجعل "نهر الزمن" ينقسم الى نهرين في الماضي!! "نهرٌ زمني" ينجو فيه الجد من الموت وفيه يولد الحفيد، ونهرٌ مواز يموت فيه الجد ولن يولد الحفيد. أي أن الكون تناسخ في الماضي بسبب علة ستحدث في المستقبل! والسؤال الآن لماذا لم يتوقف الملاحدة عند ما نعلمه فقط؟ ( يعلم الإنسان أن العلة التام لا تقود الى تناقض) + (ويعلم أنه لا يوجد بين القوانين الفيزيائية ما يحول دون الوصول الى مفارقة الجد) = (يعلم الإنسان أن القوانين الفيزيائية الحالية ليست علة تامة). إذاً الفيزياء فقيرة الى غيرها! وقبل أن تقول "فقيرة الى الخالق" .. سبقك الملحد بالقول انها "فقيرة الى الوثن الثالث للأكوان المتوازية"!
    نعم
    لكن لا اعتقد يوجد احد يؤمن بالاكوان الموازية بانواعها المختلفة
    فهي مجرد نظرية او فكرة لا اكثر
    ولقد ذكرت بالنسبة للسفر عبر الزمن
    حتى هذه الكفرة تم دحضها لا احد يؤمن بها على الطلاق


    و رغم عدم صحة السفر الى الماضي
    الا ان ننتيجة السفر الى الماضي لو استنتجتها فكريا فقط
    ستظهر بنتيجة مخالفة تماما عن نتيجة تغير مسار التاريخ بعد ما قتل الحفيد جده
    والنتيجة التي تظهر مقبوله فكريا و تكون اكثر منطقية من مقابلة الحفيد لجده
    يعني حتى ايضا فكريا لا تستطيع ان تستنتج كيف يذهب الحفيد الى الماضي
    فالسفر الى الماضي غير مقبوله حتى فكريا
    وهذه الفكرة التي ذكر تها تشبه الى حد ما الانتقال بسرعة اكبر من سرعة الضوء
    وطبعا يستحيل لاي جسم ينطلق بهذه السرعة الخيالية الا ان فكريا فقط يمكن ان تستنتج من خلال المعادلة بان المادة التي تنطلق بهذه السرعة الخالية سيصبح زمنها الى زمن التخيلي




    اما بالنسبة لعدم اليقين باختصار يقصد فيه بان الجسيم لا يتصرف بشكل حتمي لكونه جسيم وموجة في نفس الوقت
    ولا يستطيع الراصد ان يقول مثلا بان الجسيم سيتصرف بشكل حتمي اما جسيم ,,, او موجه مستقبلا ,, بل بدلا من ذلك ربما يحدث بان الجسيم قد يتصرف كجسيم ولكن فجأة تحول الى موجة ,, يعني يحدث له تغيرات في سلوكه مستقبلا ,,,, وهذا ليس له علاقة بتفرع العالم الى عوالم موازية




    والله أعلم

  11. #11

    افتراضي

    مثل هذه المواضيع تحتاج الي تبسيط للعوام امثالي
    رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    3,251
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    للرفع لكل ملحد مغرور جاهل يتحجّج بمقولة "اله الفراغات"" و يحسب نفسه على شيء.
    {قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا، فستعلمون من هو في ضلال مبين}


  13. افتراضي

    عبدالواحد. أنتَ كَنْز

    أنا أُخطِئ فأتعلم

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لم أفهم كل شيء صراحة فلست خبيراً و لكن يكفيني لأرى مدى هراء المكابرين أن يقولوا بأن الشيء يحدث و لا يحدث !

  15. افتراضي

    والله العظيم موضوع كان يجول فى خاطري واتقطع شوقا لاكتبه لكي افضح جهل ملاحدة العرب الذين يتبعون الغرب فى الحاده بمفهومه ونظرياته .. شيء مضحك مبكي .. جاء الوقت الذي يقول فيه لنا ملحد عربي ان العلم سد ثغرات الا معلوم ولا حاجة للاله هههههههه .. وكأن الهنا اله " الاشياء التي ليس لها تفسير " ... الله سبحانه وتعالى يشرح تفاصيل مراحل الخلق المضغة والعلقة والعظام ويقول أنا الخالق .. الله سبحانه وتعالى هو خالق الكيف والعلة .. يعني نمو التفاح من بذرة الى شجرة هو بتدبير الله تعالى وتقدير وقوته وايضا العلة من ورائها هو ان يأكلها البشر .. لو دخل الغرب جحر ضب لدخل الملاحدة العرب نفس الجحر .. مجرد اعجاب واندهاش بالحضارة الغربية الامعة لا اكثر.
    " وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ "

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الاكتشافات العلمية :اله الفجوات أم فجوات جديدة داخل الصدفة والالحاد
    بواسطة الدكتور قواسمية في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 04-02-2014, 12:46 AM
  2. أسطورية القوى المعرفية المفارقة للعقل البشري
    بواسطة محمد.ج.إدريس في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-12-2012, 11:37 PM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-07-2008, 01:50 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء