النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الإنتخابات .. على أرض الواقع! بقلم :د.طارق عبد الحليم

  1. #1

    افتراضي الإنتخابات .. على أرض الواقع! بقلم :د.طارق عبد الحليم

    د.طارق عبد الحليم

    الحمد لله والصّلاة والسّلام على رَسول الله صلى الله عليه وسلم

    إذ أغضضنا النظر عن البعد التشريعيّ في قضية الإشتراك في الإنتخابات في ظلّ الظروف الحالية، لوهلة، لضبابية الموقف وإختلاف الآراء حول تطورات مناطاته، فإننا نرى أنها، حتى بميزان الواقع، لا جدوى منها البتة في حسم أي قضية دستورية أو شعبية أو إسلامية.

    فقد إتخذ مجلس التسعة عشر، الصهيونيّ التوجه، الصليبيّ الهوى، العلمانيّ العقيدة، المباركيّ الولاء، كلّ ما أمكنه منه شيطانه لتكون هذه الإنتخابات أفشل من سابقتها، بلا خلاف.

    فالشرطة قد امتنعت عن أداء واجبها، سلباً وإيجاباً، وتركَت الباب مفتوحاً على مصراعيه لكل بلطجيّ مأجور أن يفعل ما يريد في الشارع المصريّ. وهي بلا شك، لن تتدخل لحماية الإنتخابات، إلا إن كانت حمايتها تعنى منع وصول المرشحين إلى الصناديق، عدا المأذون لهم، بإيعاز من مجلس التسعة عشر.

    كما أن البلطجيةَ قد تُركوا طلقاءَ أحرار، يعدّون بعشرات الألوف، وقُرّرت لهم رواتبهم، ليكونوا في نُصرة الفلول، وفي مواجهة الشباب المسلم، وعامة الشعب المسلم، يوم الإنتخاب، بالسلاسل والجنازير، بإيعاز من مجلس التسعة عشر.

    والقضاة العملاء قد انسحبوا من مهمة الإشراف على الإنتخابات، ليتركوها نهباً "لعم محمد" الذي رأيناه على اليوتيوب في الإنتخابات السابقة يبدل الصناديق، ويعبأ الأوراق بنفسه، بإيعاز من مجلس التسعة عشر.

    ورفضت الحكومة أي جهة إشراف خارجيّ على العملية الإنتخابية، بدعوى أنه تدخلٌ في السيادة المصرية، وكأن الهزر الذي يفعلونه بالناس كل ساعةٍ، ليس إهداراً للسيادة والكرامة المصرية، بإيعاز من مجلس التسعة عشر.

    وامتدت العملية الإنتخابية لفترة ستة أشهرٍ، يعلم الله وحده، ما المقصود بها، وأي مكرٍ يدبر للتلاعب في نتائجها، إلا أنه يظهر أنهم لا يريدون أن يفجئوا بالنتيجة مرة واحدة، فأرادوا بهذا التسويف أن يمنحوا أنفسهم فرصة "لتعديل النتائج" أو "افتعال مشكلة" قانونية إن انتهت مرحلة منها إلى ما لا يحبون، بإيعاز من مجلس التسعة عشر.

    وتلكأت الحكومة في إصدار قانون الغدر، أو العزل السياسيّ، أو ما شئت أن تسميه، حتى تترك للفلول مكانها لتعود إلى المسرح السياسيّ بشرعية جديدة، حاملة معها كلّ جراثيم الفساد، عودا على بدء، بإيعاز من مجلس التسعة عشر.

    حتى حق المصريين في الخارج بالتصويت، ققد أتاحت الخَارجية للنصارى فرصة التسجيل والقيد ضعف ما أتاحته للمسلمين، بعقد جلسات الوفود القنصلية في الكنائس القبطية، دون المساجد، بإيعاز من مجلس التسعة عشر.

    لم يدع مجلس التسعة عشر، منذ تولى السلطة غصباً، أي إجراء من شأنه أن تجرى ما يسمونها بإنتخابات شفافة نزيهة، تعكس الإرادة الشعبية الحرة.

    وأسأل من يدعون إلى خوض الإنتخابات، في هذه الظروف التي تمخضت عنها الستة أشهر السالفة، والتي أصابتنا جميعا بالإحباط، فيعملون على الدعايات، ويصرفون الجهد في المحاورات والمؤتمرات، أليست مهزلة محاكمة مبارك لا تزال حية ماثلة أمام أعينهم، بقاضيها العميل، وبلطجيتها خارج أسوار القاعة، وداخلها، وتزييف أدلتها ومحوها، وتنحية دفاع الضحايا ومعاملتهم بطريقة مخزية؟ أليست تتوفر في هذه الصورة الهزلية كلّ ما ذكرنا من عوامل اتخذها مجلس التسعة عشر لتكون الإنتخابات القادمة عبثية كرتونية؟ أهناك دليلٌ واحد يجعل مجلس التسعة عشر يسمح بمثل هذه الإنتخابات "الشفافة النزيهة"، وهو من شّرّعَ التزييف في محاكمة مبارك؟

    لن تكون تلك الإنتخابات إلا لعبة جديدة تخرج من "جراب الحاوى" عنان، لتأجيل وتسويف وتزييف العملية السياسية، التي يعرفون أن الإسلام سينتصر فيها بإذن الله تعالى. ولن يقبل هؤلاء أن يحدث هذا إلا إن لاقوا مصير القذافيّ. هكذا تسول لهم شياطينهم من الصهاينة والصليبيين!

    وعلى الإسلاميين أن ينتبهوا أنه، إن كانت الأسابيع الأولى للإنتفاضة قد حملت رياح أمل، جَعلتْنا نأملُ في أن تتبَدل الأحوال، لمّا اعتقدنا أن تلك الإنتفاضة ثورة لها زخم وقوة، فرأينا أنه لا بأس، في ذلك المناط أن نشارك في إقتراع الصناديق، فإن لم يفلح، فما علينا إلا بالبناديق! فلكل مناطٍ مقال...والآن قد ظهر فشل الإنتفاضة، وتغيّر المناط، فتغير القول، ولابد من المواجهة الصريحة الواضحة... يتنحى الجيش، وتنتهى العملية السياسية في مدة أقصاها إبريل بإنتخاب رئيس جُمهورية، بلا مواد فوق قرآنية، أو إعلانات دستورية...

    وقد كتبنا في سبتمبر 17 "ومشكلة القيادات الإخوانية أنها لا ترى إلا هدفاً واحداً أمامها، وهو إجراء الإنتخابات. ومشكلة القيادات السّلفية أنهم لا يرون إلا هدف إصدار دستورٍ إسلاميّ، وكلاهما على حقٌ، بإعتبار الهدف، وعلى باطلٍ بإعتبار الوسيلة. فإن التنكّر للحريات العامة، وترك الفساد، وتشجيع الإنفلات الأمنيّ وتلكأ الشرطة، هي كلها دلالات لا تُنكر على نية القائمين على الحكم اليوم . هى كلها مؤشرات مؤكدة على أن هذا الهدف لن يتحقق، وأن الخطوات اللازمة لتحقيقه يحاربها المجلس واحدة تلو الأخرى، بكل وضوح وبلا مواربة.

    الخروج في تظاهرات "سلمية" للوقوف في وجه قانون الطوارئ وقمع الحُريات وتخريبُ الإعلام، والمُحاكمات العسكرية للمدنيين، وغير ذلك مما هو أخبثُ من مُمارسات نظام مبارك، ليس إلا تأميناً لعدم تحقيق الهدفين ذاتهما، اللذين يسعى الإخوان والسلفيون لتحقيقهما، الإنتخابات النزيهة والدستور الشرعيّ. إن هذه الأهداف الجزئية تصب كلها في صالح الأهداف النهائية. ولا يمكن، إلا لمن فقد قدرته على التمييز، أن يعتقد أن من يمارس هذه الخطوات المضادة للثورة، سيدور على عقبيه فجأة 180 درجة، ليسمح بإنتخابات نزيهة ويمرر دستوراً إسلامياً؟؟!!! هذا لا يكون في عالم الواقع الذي نعيشه ونعرفه."

    فانهضوا رحِمَكم الله...واجعلوها عزمة لوجه الله، ولا تخدعنكم فتنة الإنتخابات، واعلموا أن الذين يعتقدون أن العَسكريّ سيترك لهم الساحة شاغرة، واهمون في اعتقادهم، إلا أن يزاح من مكانه، وينتقل التسعة عشر إلى جوار وليّهم المخلوع، ويبدأ الجيش العمل للإستعداد لمواجهة دولة بنى صهيون.

    نوفمبر 04 2001

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    المشاركات
    1,879
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    مشكلة إخواننا في الاتجاه التكفيري - والدكتور طارق من زعمائهم وصاحب أشهر كتاب لهم - مشكلتهم أنهم يحمسوننا كثيرًا لكن لا يقولون لنا أبدًا ماذا نفعل ؟!

    نعم، سننهض ، لكن نفعل ماذا ؟!

    المجلس العسكري صهيوني، والحكومة خائنة، والقضاة عملاء، والشرطة ... إلخ .. جميل ! .. كل هذا رائع .. لكن ماذا نفعل ؟!

    هذا هو السؤال الذي لا نجد جوابه أبدًا في كتابات إخواننا التكفيريين، لا سيما المغتربين منهم.
    هذا دين رفيع .. لا يعرض عنه إلا مطموس .. ولا يعيبه إلا منكوس .. ولا يحاربه إلا موكوس ! .. سيد قطب

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    Canada
    المشاركات
    1,140
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    حتى حق المصريين في الخارج بالتصويت، ققد أتاحت الخَارجية للنصارى فرصة التسجيل والقيد ضعف ما أتاحته للمسلمين، بعقد جلسات الوفود القنصلية في الكنائس القبطية، دون المساجد، بإيعاز من مجلس التسعة عشر.
    ما معنى هذا الكلام و ما الدليل عليه؟
    كلام خطير جداً
    هُوَ الَّذِي أَنْـزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. كاميليا قناة الحياة..وتعليق على ظهورها الثاني!، بقلم طارق منينة
    بواسطة طارق منينة في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 10-09-2012, 05:27 PM
  2. لاتكسلوا ايها الاسلاميون انشطوا لتحرير الدولة والامة،بقلم طارق منينة
    بواسطة طارق منينة في المنتدى أحوال المسلمين بالعالم
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05-28-2012, 02:37 PM
  3. شفرة" المصريين لم يفكها أحد بقلم دإبراهيم البيومي غانم،نقله طارق منينة
    بواسطة طارق منينة في المنتدى أحوال المسلمين بالعالم
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-27-2012, 07:38 PM
  4. عمر سليمان؟ .. أين أنتم يا شباب الأمة؟ بقلم :د.طارق عبد الحليم
    بواسطة إسحاق في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-10-2012, 04:33 AM
  5. مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 09-10-2011, 11:30 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء