السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الايمان حسب مذهب اهل السنة والجماعة هو قول و اعتقاد و عمل و لا يُجزء أحدهم إلا بالآخر و قد نقل ذلك غير واحد من السلف و جمعهم الامام اللالكائي في كتابه ( اصول اعتقاد اهل السنة والجماعة) حيث نقل فيها أحد عشر إجماعا للتابعين و من بعدهم على ان الايمان ثلاثة اركان اذا سقط منها ركن سقط الكل , و كذا قال الامام الشافعي في ((الأم)) و غيره الكثير من الائمة , لكن و للإنصاف هناك العديد من العلماء رجحوا كون العمل هو شرط كمال للإيمان و استدلوا استدلالا واضحا بأحاديث هي في اعلى درجات الصحة بل و بعضها و صل حد التواتر كأحاديث الشفاعة و خصوصا حديث ( لم يعمل خيرا قط) و حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : "يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يقول الله تعالى أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان (وفي رواية: من خير) فيخرجون منها، قد اسودوا فيلقون في نهر الحيا أو الحياة، شك مالك، فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل ألم تر أنها تخرج صفراء ملتوية{متفق عليه} ".
كذا حديث ابي سعيد الخدري عند ابن خزيمة : يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يوضع الصراط بين ظهراني جهنم، وعليه حسك كحسك السعدان، ثم يستجيز الناس، فناج مسلم ومجروح ناج، ومحتبس، ومنكوس فيها، وإذا فرغ الله عن وطر من القضاء بين العباد، يفقد المؤمنون رجالا كانوا معهم في الدنيا يصلون صلاتهم، ويزكون زكاتهم، ويصومون صيامهم، ويحجون حجهم، ويغزون غزوهم ، فيقولون: يا ربنا، عباد من عبادك كانوا معنا في الدنيا يصلون صلاتنا، ويصومون صيامنا، ويحجون حجنا، ويزكون زكاتنا، ويغزون معنا، لا نراهم، فيقول: اذهبوا إلى النار فمن وجدتم فيها منهم فأخرجوه قال: فيجدون وقد أخذتهم النار على قدر أعمالهم، فمنهم من أخذته إلى قدميه، ومنهم من أخذته إلى نصف ساقيه، ومنهم أخذته إلى ركبتيه، ومنهم أخذته إلى ثدييه، ومنهم من أخذته إلى إزرته، ومنهم من أخذته إلى عنقه، ولما تغش الوجوه فيستخرجونهم منها، فيطرحون في ماء الحياة، فقيل: يا رسول الله، وما ماء الحياة ؟ قال: غسل أهل الجنة، فينبتون فيه كما ينبت الزرع في غثاء السيل، ثم يشفع الأنبياء، أو قال: يشفع في كل من كان يشهد أن لا إله إلا الله مخلصا فيستخرجون منها، ثم يتحنن الله برحمته على من فيها، فما يترك أحدا في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا أخرجه منها".
رواه ابن المبارك في الزهد" وأحمد وابن ماجة (مختصراً جداً) وابن أبي شيبة والحاكم وابن خزيمة في "التوحيد" وغيرهم بسند حسن
و من اصحاب هذا الرأي علماء جهابذة لهم مكانتهم العلية في الاسلام كأبو حنيفة و و بعض الروايات عن مالك و حتى الشافعي و ابن رجب و من المعاصرين العلامة الالباني رحمهم الله احمعين .....
قبل , كنتُ من اشد المتمسكين بالرأي الاول الراجح عن اغلب علماء اهل السنة والجماعة و الذين اشبعوا المرجئة بالردود ...لكن:
الان عندما نمُرُ على احاديث الشفاعة و اقوال العلماء في الصف الاخر نرى بأنهم بحججهم أحق من الطرف الاول
فما رأي حضراتكم؟
Bookmarks