فضلاً تأملوها جيداً، فلَم أرَ من نبه على هذه الجزئية المهمة في نظري.
كون الله تعالى يبدّل أحكامه وفق المصلحة هو أصل نابع من التزام القول بالحرية الحقيقية - لا الكسبية الأشعرية - التي منحها الباري لخلقه.فلا علاقة للأمر بالبداء، وإنما علاقته الوطيدة هي بطبيعة العلاقة التي "شاء الله" أن تكون بينه وبين خلقه. فالسؤال: هل طبيعة هذه العلاقة تجعل للنسخ معنى أم لا؟ ومقتضى ما سبق أن التشكيك في النسخ يلزم منه التشكيك في حرية إرادة الآدمي، إذ لا حاجة للنسخ لو كان الإنسان مسلوب الإرادة أو مجبوراً بالطبع على فعل ما يأتي ويذر، بل لا حاجة للوحي من أصله.
Bookmarks