السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
عجبكم العنوان؟
لا يهم كثيراً... فالموضوع كله أصلاً ليس ذا أهمية، لأنى متأكد أن فكرته ستكون مكرّرة !
إلا أنه لم يكن هناك مناص من كتابته للتنفيس عن شىء من الكبت والهمّ الجائشان فى صدرى
ذات يوم كنت أقرأ قصيدة للشاعر ويليام شكسبير، الملقب بأعظم من كتب شعراً فى تاريخ اللغة الإنجليزية...
وبينما أنا أقرأ وجدت خطئاً فى قواعد اللغة (Grammar) !
ورغم أنى لست ضليعاً فى قواعد اللغة، إلا أنى لم أراجع نفسى ولم أشكّ فى علمى طرفة عين
بل أعلنت بمنتهى البجاحة أن شكسبير لديه خطأ لغوى فى هذه القصيدة !
ذات يوم آخر كنت أطالع فيديو وثائقى عن ألبرت آينشتاين وعندما وصلت إلى النقاش حول الموجات الثقالية اختلفت معه فى الرأى
ورغم أنى لا أفقه شىء عن الفيزياء النظرية ولا النسبية العامة ولا أعرف ماهو هذا (الزمكان)... إلا أنى لم أشك فيما تعلمته
بل رحت -بنفس البجاحة هى هى- أتّهم آينشتاين بأنه أخطأ خطئاً فيزيائياً لا يُغتفر !
_________________________________________________
الشاهد...
ماذا تسمى هذه الأفعال؟ وماذا يسمى فاعلها؟
الإجابة:
هذه يا سادة تسمى:
وقاحة وبجاحة وجهل وإنعدام للذوق والأدب والأخلاق
لماذا؟ هل لأن شكسبير وآينشتاين معصومان من الخطأ؟
لا !
ولكن لأنى لم أفقه حتى المبادىء التى يقوم عليها علم معين، و رحت أتّهم العلماء المتخصّصين فى هذا العلم بالجهل !
_________________________________________________
أما عندما تجد من يقول لك أن هناك خطأ لغوى فى القرآن، ثم عندما تطلب منه أن يعرب "بسم الله الرحمن الرحيم" لا تجد منه إجابة شافية !...
فهذا شىء آخر، شىء مختلف تماماً عمّا ذكرناه سابقاً !
ذلك لأن شكسبير وآينشتاين كانا بشراً بنو بشر، وكانت لديهما بالفعل أخطاء فى صميم علمهما !
أما القرآن... فقد تحدّى أعتى فرسان اللغة العربية، ولم يجرؤ أحد منهم على القول بالخطأ اللغوى فى القرآن !
فماذا تقول إذاً عن جاهل يزعم بمثل ذلك؟
إن من مظاهر القدرة المعجزة لله تبارك وتعالى... أنه كان يتحدّى كل قوم بمعجزة أو أكثر من جنس ما أحسنوه ونبغوا فيه...
فلما برع قوم مصر فى عهد فرعون بالسحر... أرسل الله إليهم موسى بعصاه ويده التى تخرج بيضاء من غير سوء.
فخرّ سحرة موسى سجّداً ! لماذا ؟!
لأنهم هم أصحاب الصنعة... وهم خير من يستطيع تمييز السحر عن الفعل الإلهى.
نفس الشىء مع قوم عيسى عليه السلام، برعوا فى الطبّ، فأُرسِل إليهم عيسى يبرىء أكمهّم وأبرصهم، بل ويحيى موتاهم !
هذا هو ما يسمى بإتيان المرء من جنس ما ينبغ فيه ويحسنه، وهذا أدلّ برهان على حدود قدرة البشر أمام قدرة الله !
إذاً دعونا نرى ماذا عن قوم محمد ... ؟
لقد كان العرب فى العصر الجاهلى هم أمهر من أتقن لغة... أىّ لغة !
أى لم يعرف فى التاريخ شعباً استطاع الوصول لهذه الدرجة من القدرة اللغوية... أىّ فصاحة وأىّ جزالة فى اللفظ وأىّ متانة فى التراكيب !
وهذا معروف لدى أى مطّلع على شىء ولو يسير من الشعر الجاهلى... الذى كان محل الإفتخار بين قبائل العرب... هم الذين وصلوا إلى ذروة اللغة العربية من فصاحة وبلاغة
حتى قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه
(كان الشعر علم قوم لم يكن لديهم علم أصح منه)
وهل هناك أفصح ممّن كانوا يقرأون بدون حاجة إلى نقاط أو تشكيل ؟؟؟!
جرب أنت بنفسك عزيزى القارىء أن تجرّد كلمات أى جملة هنا من النقاط، فتتشابه فيها الباء والتاء والثاء وياء منتصف الكلمة، الجيم والحاء والخاء، الراء والزين، الدال والذال،... إلخ
ثم حاول أن تقرأها !
وهل هناك أفصح ممّن كانوا يقدرون على التلاعب بالكلمات إرتجالاً من دون أى إستحضار ولا (مسودة) ؟!!
هذه هى نوعية العقول التى تحدّاها القرآن فى البلاغة !
فماذا كانت ردّة فعل المكذبين حينئذ؟؟؟
- قالوا عن محمد
تارة أنه كاذب، وتارة أنه مجنون
بأبى هو وأمى...
لكن لم يجرؤ أبلغهم وأفصحهم لغةً على التبجّح بالطعن فى لغة القرآن !
لأن أحدهم لو كان فعل، لكان صار أضحوكة العرب.
فهاهو حالك أيها الجاهل يا من تتبجّح على لغة القرآن !
ما أنت سوى أضحوكة... تفضح جهلك بنفسك
فالجاهل ليس من لم يتعلّم... وإنّما الجاهل هو من يدّعى العلم وهو أجهل من دابّة
وإن من الدوابّ لمن يسجد لله ويسبّح بحمده.
فاعرف حجمك إذاً أيها التافه قبل أن تقدح فى كمال القرآن !
Bookmarks