استكمالا لما جرى الحديث حوله في موضوع ((المدونة لسحنون)) (والذي لا غنى عن مراجعته قبل الاطلاع على ما هنا) ؛
فإني أستاذن مستشارنا الفاضل سالم عبد الهادي وأستاذنا الفاضل الباجي وغيرهما من الأفاضل بارك الله فيهم في الإشارة إلى الرابط القديم، ثم كتابة مقدمة متواضعة ومختصرة لهذا الرابط الجديد الذي أرجو أن يكون فاتحة خير لحوار مثمر.
مع التنبيه إلى أن الموضوع عام للجميع، وأرجو أن يوفقني الله عز وجل للمشاركة مع أفاضلنا الأماجد بجهد المقل.
فأقول مستعينا بالله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه ، وبعد.
ففي كل أمةٍ من الأمم أرباب علمٍ، عليهم يدور رحى الأمة، وفي مجالسِهم ومدارسهم يعرف الناس أمرض دينِهِم ودنياهم، وهذه الصفوة من حَمَلَةِ المناهج العلمية هي التي تقف حائلاً بين الأمة وبين ضياع هويَّتِها، أو انطماس معالمها، خاصة عند اللقاء المفتوح بالأمم الأخرى.
ربما يظهر صِدْق كلامي وأمثلته للمتتبع لحال كثيرٍ من دول الغرب التي فتحت طريق الهجرة إليها على مصراعيه، في محاولةٍ يائسةٍ لسد الفجوات الشاسعة في العقل الغربي والجنس الغربي على السواء.
لكنَّا نلمح مِنَّةَ الله عز وجل على أمة الإسلام في أحوالها وتصرفاتها المختلفة، وعلى رأسها دينها الذي حفظه الله عز وجل لها، وتكفل بحفظه ورعايته، ويسر أسباب ذلك وأعان عليها بشتى الطرق والوسائل.
فكان أَنْ منحَ الله عز وجل لعلماء الإسلام عامة، وأئمة القرآن والسنة خاصة منهجية عِلْمِيَّةً تبهر العقول، وتستجلب الاحترام والإذعان لهم في أقوالهم وأفعالهم.
فأثمر ذلك قرآنًا وسنة صافيين على طول أربعة عشر قرنًا وحتى قيام الساعة.
واليوم نلتقي مع هذا الطراز الفريد، وهذه المنهجية العلمية الرصينة، في أحد وجوهها القوية الناصعة، التي امتنَّ الله عز وجل بها على أمتنا المباركة.
وذلك من خلال ترجمة الراوي المعروف ((إسماعيل بن أبي أويس رحمه الله)) أحد رواة الحديث المشهورين، وخاصة عن مالكٍ رحمه الله، وأحد أعمدة المالكية.
روى عن مالكٍ الكثير، وتفرَّدَ عنه بمسائل فيما ذكروه في ترجمته، ثم روى له البخاري وغيره.
فهو أحد الرواة المعروفين بالرواية، ومثله يستلزم الكلام فيه أن يكون المتكلم محيطًا بعدة قضايا بالغة الأهمية؛ لأنه لا يتكلم في أي أحدٍ؛ لكنه يتكلم في أحد رواة الحديث النبوي الشريف، وأحد الرواة عن مالكٍ خاصة، ثم هو أحد رواة صحيح البخاري وغيره.
المسألة على جانبٍ من الأهمية لا يقدره قدره سوى الخبير به، أو العالم بطرائق نقل السنة، المحيط بأخبارها ونقادها.
ولذا كان لزامًا علينا أن نلتقي معها عاجلاً غير آجلٍ بالتوضيح والبيان لما عند أسلافنا الكرام ونقاد الحديث من منهجية، كما هي عندهم، لا أكثر.
لن نبتدع شيئًا لم يكن، ولا نورد قصةً لم تحدث، ولكنَّا نترجم هنا آليتَهم التي ساروا عليها من قبل، ونجتهد في التعبير عنها بعبارةٍ واضحةٍ وظاهرةٍ، ليعلم الذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون، ولِتَسْتَبِيْن سبيل المجرمين.
وآمل من كافة العلماء الأفاضل والأساتذة الأماجد وطلبة العلم النبلاء مشاركتي الطرح والتحرير والبحث في هذه القضية من خلال الإمساك بطرفٍ منها.
وعناصرها المقترحة الآن والتي بإمكانهم الزيادة عليها بما رأوه صالحًا كالتالي:
أولاً: منهجيَّةُ النُّقَّاد في التعامل مع الروايات.
ثانيًا: طرق نقل الحديث في عصر الرواية وبعده، وما الفارق بين العَصْرَيْن.
ثالثًا: مصطلحات الأئمة في تعاملهم مع الرواة والروايات.
رابعًا: الترجمة لابن أبي أويس.
خامسًا: التعليق على ترجمة ابن أبي أويس.
سادسًا: الجمع بين الأقوال التي ظاهرها التضارب في ترجمته وخلاصة حاله.
وسابعًا وأخيرًا: أثر هذا الحكم على مرويات ابن أبي أويس رحمه الله.
ونظرًا لتداخل بعض العناصر فيمكن الجمع والدمج بين عنصرين وثلاثة لمن أراد، كما يمكن الحذف والإضافة حسبما يراه الأفاضل الأماجد، غير أَنِّي آمل من الجميع مدارسة القضية من جوانبها المختلفة، سواء ما اقترحتُه أو ما بدا لهم مما لم يصل إليه علمي ولا هداني إليه تفكيري الساعة.
والله من وراء القصد، وهو يتولى الصالحين.
Bookmarks