يرى الأشاعرة أن صفة العلم في الله عز وجل أزلية لا يقع فيها تغير ، بمعنى أن المعلومات ثابتة لا تتغير ..
وبالتالي فإن علمه تعالى بالمستقبلات لا يتغير .. حتى بعد وقوعها !
وللخروج من إشكال كون العلم بشيء ما أنه لم يقع بعد غير العلم بأنه وقع فعلا خرجوا بمسألة أن التغير لا يقع في علم الله لأن علمه أزلي ثابت ..
وحسب رأيهم فإن التغير يقع في المعلوم نفسه لا في علم الله ..
ويقع كذلك في تعلق العلم الإلهي بالمعلوم ، فيتغير التعلق من كونه علاقة بين العلم الثابت والمعلوم المستقبلي إلى علاقة بينه وبين المعلوم الحاضر ..
والتعلقات - التي ابتكرها الأشاعرة - ليست صفات وجودية قائمة بذات الله تعالى ..
بل هي علاقات عدمية كفوقية الكتاب على المكتب ..
فكون الكتاب فوق المكتب لا يجعل الفوقية صفة ذاتية للكتاب ، بل هي مجرد علاقة عدمية بين طرفين ..
حتى إنك إذا وضعت الكتاب تحت المكتب ، فلن يتغير شيء من صفات الكتاب الذاتية ..
لأن الكتاب كما هو لم يتغير ، وإنما تغيرت علاقته بالمكتب ..
كذلك ما يقع بين علم الله والمعلومات ، فعلم الله ثابت أزلي لا يتغير والمعلومات هي التي تتغير وبالتالي تختلف علاقتها بالعلم من غيب لم يقع بعد إلى واقع حادث بعد أن لم يكن ..
والله أعلم .
Bookmarks