اذا ابتلي انسان بمعصية وتعلق في القلب ووقع فيها كثيرا ,,,,ومع هذا دعا ربه ان يعينه على نفسه ويحس مع هذا في قلبه حبا كبيرا لله وشوقا اليه ,,,,ثم وقع في هذه المعصية مع انها ليست من الكبائر ,,ومع هذا كله يريد ان يعود الى الله يريد ان يكون قلبه غارقا في حب الله ورسوله وجعل امنيته العليا ان يحبه الله ونفسه تتوق لرؤية الله وطموحه ان يحضر اول يوم مزيد يعقد في الجنة ليرى ربه ومع هذا ,,,فضحه الله فضيحة عارمة تكسر وتقصم ظهر الرجل ان لم نقل انها تفسد حياته وظن الناس به اسوأ الظنون ,,, فاورثته حسرات وخسائر وحزنا,, يحس انه هان على الله فاهانه كما لم يهن احدا من خلقه ويحزنه ان يقابل حبه لله بعقوبة من الله ,,,,يسأل نفسه ا الى هذه الدرجة قد عصى الله ام انه ليس خالصا في حبه لله ,,ا الى هذه الدرجة هو ممقوت و مبغوض عند الله رغم ان هناك من عصا الله بمعاص اكبر ولم يحدث له مثله من فضيحة وتسلط العباد وذمهم ومكرهم
وهو يستدل على ذلك من بغض الخلائق له او بالاحرى خاصة السفهاء الذين ليس لهم شغل الا الكلام في الناس وخوضهم في عرضه اما الصالحون فلا زالوا يقبلونه ويحبونه
ومع هذا يسأل الله ان يوفقه لتوبة يحبها لانه يجد نفسه عاجزا ,,,لان اصعب المعاصي هي التي تتعلق بتعلق القلوب
,,,,,,,,,,هذه الفضيحة من تسلط البشر تبعها تسلط عظيم للشيطان فوسوس له انه ابغض الخلق الى الله وبعيد عن رحمته فمر بوسوسة عظيمة لا يعلمها الا الله مع انه كان يحاول ان يتودد الى الله بالطاعات ما زاد الوسوسة انه ليس بمقبول عند الله ,,,,
وخلال هذه الوسوسة مر باشياء من يقيين شديد بالاخرة وخوف ووجل عظيم من الله وبكاء مرير على الذنوب واشفاق على نفسه من عذابات النار وحال اهلها وخوف من الاستدراج و مكر الله وحزن على التفريط في الجنة واحساسا بخسة النفس ووضاعتها و يحاول ان يصقل قلبه ويفتش عن عيوبه ويتعلم عن اعمال القلوب وسير القلوب الى الله و هو من انفع العلوم كما يقول ابن القيم ,,,يحاول ان يصدق الله في الدعاء و الحب و الاخلاص وطلب الشهادة والرضا بما قضاه مع المه العاجل
يحاول ان يستشعر لطف الله به حتى في فضيحته ويحسن الظن بربه باليقين بتمام حكمته وانها لو كشفت لذاب المخلوق حبا في الخالق ,,,مع ذلك تقول له نفسه هيهات هيهات هنت على الله فعصيته ولو كنت عزيزا عليه لعصمك و سترك و باعد اذى الناس عنك
لا يزال يفتش عن علامة توفيق من الله و خائف ان يكون مخذولا ومع هذا وجد من علامات التوفيق اشياء مثل ان فتح الله له باب للطاعة وفتح له باب الافتقار اليه واللجوء والشتغال بعيوبه دون الناس
وفي مدارج السالكين يقول ابن القيم في منزلة المراد ...هي ان يعصم الله العبد وهو مستشرف للجفاء اضطرارا بتنغيص الشهوات وسد مسالك العطب عليه ,,,,و هذه الفضيحة ساهمت في سد مسالك العطب وتنغيصها فهل يجوز ان يحسن الظن بربه مع هذه الفضيحة,
وهل حتى لو صحت توبته سيعيش كل عمره مع هذه الفضيحة و ما ترتبت عنه
وهل يفضح الله العبد وهو يحبه ام ان الفضيحة هي لمن يمقته الله واهل السماوات
,,,,,,,,,,,,,,,هل سمع انسان انه قد تكون الفضيحة اجلا خيرا للمفضوح من الستر والعافية مع ألمها العاجل
وهل تعتبر الفضيحة في نفسها ابتلاء ام عقوبة ,,,,,,,وهل يجوز ان يريد الله الخير للعبد في الفضيحة ,,,,,ام انه لم يوجد ابدا خير في الفضيحة
اذا قرات في مدارج السالكين وجدت كثيرا من الاحوال الجميلة التي مررت بها و لعل ما سببها في الاصل الفضيحة ,,,,
لم اعد ادري ا انا مريد لله والله يبتليني ام انا في الهالكين
يشهد الله انني احبه رغم ذنوبي وخائف على قلبي ان تشتته المعاصي حزين على قلبي ان شتته تسلط الناس واذاهم ارى الناس يعبدون في المساجد واجد نفسي كقابض على جمر احس ااني اريد الله بصلاتي و طاعتي ويراها الناس رياء وتطفلا على اهل الطاعات فتوسوس لي نفسي انني لا اصلح للمساجد وصحبة الصالحين ,,,كثير الذكر لربي في نفسي والتفكر في عظمته ولست بالكذاب والفحاش ولست بالحسود للناس ولست بالمغتاب و لا الخائض في اعراض الناس ولا أؤذي احدا ,,,ولكني ابتليت بتعلق ,,,,,,,فليخبرني احد عن حكمة في الفضيحة اصبر بها على شدة البلاء
Bookmarks