المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اخت مسلمة
بسم الله ..
بعدَ قِراءة مُقدّمة الزميل , وجدتُ فيها بعض مايجب تبيانه وتصحيحه, وبعض مايجب توضيحه أيضاً , فسأضع ماتبين لي من لك , إلى أن يُجيب الزميل بالمُوافقة أو التعديل لما وضعتهُ لهُ من اتفاق ...
النبي محمد عليه الصلاةُ والسلام في أمرِ الدين والتشريع ( لاينطقُ عن الهوى ’ أن هو إلّا وحيٌ يُوحى ) , والوحي بدأ للنبي قبل القُرآن وبعدّة أشكال _ لامجالَ لِذكرها هُنا_ والقُرآن هو رسالةُ السماء التي أتى بها جبريل عليه السلام للرسول الأمين , فكيف لايعني أنّها قاعِدة ..؟ وكيفَ تكونُ قبلَ نُزول الوحي يازميل ..؟؟!
الدليل : جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف» ( البخاري )
هذِه مسألة محسومــة يازميل ..!
نعـم صحيح , فقد جاء عن عمر بن الخطاب أيضا أنه قال: «سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته ، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكدت أساوره في الصلاة ، فتصبرت حتى سلم، فلببته بردائه، فقلت: "من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ"؟ قال: "أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم" فقلت: "كذبت، فإن رسول الله أقرأنيها على غير ما قرأت"، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: "إني سمعت هذا يقرأ الفرقان على حروف لم تقرئنيها"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرسله، اقرأ يا هشام"، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كذلك أنزلت"، ثم قال: "اقرأ يا عمر"، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلك أنزلت. إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرأوا ما تيسر منه» ( البخاري )
لم ينكر على أصحابه القراءة بها, فهي رخصة من الله لهم , وأقرّهم عليها وما كان الرسول صلى الله عليه وسلم ليُقرّ شيئاً في كِتابِ الله تعالى ودينِه إلا بوحي ..!
وهذشه أيضــاً محسومة يازميل ..!
النبي عليه الصلاة والسلام كث تشريعاتِه وحي كما أسلفنا , كما أنُّه عليه أفضل الصلاة والسلام ليسَ وحدَهُ من تفرّد في شرعِ الله بأمرِ الله بتميّز الرقم 7 , فكما هوَ مُتكرّرٌ بالفِعل في الشرعيّات , فكذا أيضاً هو متكرر وبصورة ملحوظة فى الكثير من الظواهر الطبيعية والإنسانية , فأيّام الأسبوع عندنا وعند كل الجنس البشرى 7 أيام , درجات الطيف الضوئي 7 , تدور الالكترونات حول نواة الذرة في نطاقات 7 , درجات السلم الموسيقى 7 , والعجائِب وغيرها كثير , ثمّ ماذا عن النصارى الذين جعلوا كل شىء فى الكتاب مساوى للرقم 7 أو مضاعفاته ، حروفه ، عدد كلماته ، عدد أسفاره ، وأشياء أخرى غريبة يحملونها على الرقم سبعة مثل : مدة حمل الفأر ، مدة حمل الأرنب ، مدة حمل القطة ، مدة حمل الكلب ، مدة حمل الأسد ,والإنسان والخروف وغيرها ..!
لَذا فليس فى تكرار العدد سبعة أى دليل , وهناك أرقام أخرى ربما كانت أكثر شيوعاً مثل الثلاثة وكذلك الرقم خمسة والرقم عشرة وثلاثاً وثلاثين ومائة والرقم أربعين وحتى الرقم ثلاثمائة وأربعة عشر ...!
بداية نقول إن نسيان النبي عليه الصلاة والسلام يكون على قسمين :
1) نسيان طبيعي في أمورٍ حياتيّة وفيما ليس مأمورٌ في تبليغه ( وهذا جائِز مُطلقاً نظراً لِطبيعتهِ البشريّة عليه الصلاة والسلام)
2) ونسيان فيما أُمِر عليه الصلاةُ والسلام في تبليغه , وهذا النوع لهُ شرطان :
أن يقع منه النسيان بعد البلاغ , لأنهُ لايجوزُ فيهِ قبلهُ أصلاً
أن يتذكر ويحصُل له التذكُر سواء بِنفسِهِ , أو بأحدٍ غيره , وقد روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا قَالَتْ سَمِعَ النَّبِيُّ قَارِئًا يَقْرَأُ مِنَ اللَّيْلِ فِي الْمسْجِدِ فَقَالَ: (يَرْحَمُهُ اللهُ، لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً أَسْقَطْتُهَا مِنْ سُورَة كَذَا وَكَذَا. وفي رواية: أُنْسِيتُها ) ( لاحِ تشكيل الكلمة ) , والرواية لا تفيد أن هذه الآيات التي سمعها الرسول من أحد أصحابه كانت قد محيت من ذهنه الشريف جملةً , بل غاية ما تفيده أنها كانت غائبة عنه ثم ذكرها وحضرت في ذهنه بقراءة صاحبه وليس غيبة الشيء عن الذهن كمحوه منه فالنسيان هنا بسبب اشتغال الذهن بغيره أما النسيان التام فهو مستحيل على النبي عليه الصلاة والسلام , ويدل قوله في حديث ابن مسعود في السهو:" إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون " , وهذا القسم سريع الزوال، لظاهر قوله ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) .. أو أن يرفعه الله عن قلبه لنسخ تلاوته ، وهو المشار إليه في قوله تعالى ( سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ ) , وكما في الآية التي أوردت ( ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا ) ..!
قوله تعالى ( : سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى ) وعد كريم واضِح بعدم نسيان ما يقرؤه النبي عليه الصلاة والسلام من القرآن , وانظُر ( لا الناهية ) ,
كما أنّ القراءات من القُرآن نفسه ( انا نحن نزلنا الذكر و انا له لحافظون ) فمن انزل الذكر هو الذي عليه حفظه , و بيّن جل جلاله ( لا تحرك به لسانك لتعجل به ان علينا جمعه و قرآنه ) اي ان المتكفل بجمعه و حفظه للامة ليس النبي بل الله عز و جل و يفعل الله ذلك علي الوجه الذي يشاء سُبحانه ..!
هذا سنعتبرُهُ مشهَد مُتخيّل من جانِبك , لاصحّة فيه ولا إثبات إلّا على عكسِه فلن نقِفَ عنده ..!
وتمّ بيان مسألة الأحرُف السبعه نصاً وعقلاً , فلنتقدم أفضل من التكرار ..!
طبعاً لو أفردنا للحديث حول هذِه الجُزئية حواراً , فلن يكفينا في تبيانِها مئاتُ الصفحات , فذكر أقاويل الناس، وأدلتهم، وتقرير الحق فيها مبسوطاً، يحتاج مِنْ ذِكْرِ الأحاديث الواردة في ذلك، وذكر ألفاظها، وسائر الأدلة إلى ما لا يتسع له هذا المكان، ولا يليق بمثل هذا الجواب...لذا سأكتفي بنقاط محددة تُجلّي ما أخطأ فيه الزميل في طيّات عبارتِه هذه , والتي يتّضِحُ فيها عظيمُ جهلٍ بما يتحدّث عنه _ هذا وصفٌ مُخصصٌ في مسألة الأحرف السبعه وليس قدحاً عاماً او شخصنة _ فهذه مسألة كبيرة ، قد تكلم فيها أصناف العلماء، من الفقهاء، والقُرَّاء، وأهل الحديث، والتفسير، والكلام، وشرح الغريب، وغيرهم، حتى صُنِّفَ فيها التصنيف المفرد، ومن آخر ما أُفْرِدَ في ذلك: ما صنفه الشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم الشافعي، المعروف بابن أبى شامة، صاحب شرح الشاطبية المعروف ..!
أولاً : الأحرف السبعة التي ذَكَرَ النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن أُنْزِلَ عليها ليست هي قراءات القُرَّاءِ السبعة المشهورة.
ثانياً : وكما ذكرنا سابِقاً في موضوع رد الشُبهة ( وليست بشبهة!) , أن الحروف السبعة التي أُنْزِلَ القرآن عليها لا تتضمن تناقض المعنى، وتضاده؛ بل قد يكون معناها متفقاً، أو متقارباً؛ كما قال عبد الله بن مسعود : (( إنما هو كقول أحدكم: أقبل، وهلم، وتعال…)) . فهي بمثابة المترادفات السبعة للمعنى الواحد، وليست سبعة اختلافات متباينة أو متضادة..
ثالثاً :معنى السبعة الأحرف المذكورة في الحديث: سبعة أوجهٍ من الكلام المتفق معناه، المختلف لفظه؛ نحو: هَلُمَّ وَتَعَالَ وَعَجِّلْ وَأَسْرِعْ وأَنْظِرْ وَأَخِّر، ونحو ذلك ..
رابِعاً : لو جاءَ النبي عليه الصلاةُ والسلام بِمسألة الإختلاف ( لكي لايُحرج نفسه كماقال الزميل ) , فهثنا سيكون الإحراج لمن تدبر , فالقُرآن نزل على عربٍ أقحاح , واعجازه لهم كان اعجاز بلاغةٍ ولُغة , ناهيكَ عن أنّ هذه الأحرف مُتَلَقًّاة عن الوحي الإلهيِّ، وليس اختيارًا ولا مذهبًا بشريًّا في القرآن، وإنما هي امتنانٌ من الله عز وجل على هذه الأمة بالتيسير والتخفيف، كما مضى صريحًا في لفظِ الحديث المذكور آنفًا في هذه المسألة..!
خامِساً: مصحف عثمان هو أحد الحروف السبعة، وهو متضمن للعرضة الآخرة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل، والأحاديث، والآثار المشهورة المستفيضة تدل على هذا القول ..!
ذُكِرَ ذلِكَ سابِقاً ولامُشكل في التذكير , قلنا أنّ النبي صلى الله عليه وسلم تلقي القرآن بحروفه السبعة وقراءاته التي رواها عنه صحابته، وسمعوها منه شفاهة قبل جمع القرآن كتابة، والدليل ماجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: «أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف» كذلك حديث عمر بن الخطّاب رضي الله عنه ..!
للقِراءات قواعِد يازميلنا لايعرفها إلّا من درسها وخبِرها , فيما يختص بِما ذكرتهُ في الإقتباس , فقد قرأ نافع وابن عامر بإسقاط (هو) في قوله تعالى في سورة الحديد (فإن الله هو الغني الحميد) , وهذه القراءة كانت اتباعاً لمصاحفهم ففي مصحف عثمان الذي كتبه للمدينة والشام بدون هو ، وفي المصاحف التي أرسلها للآخرين بإثباتها ووذلِك حتى يبين جواز القراءة بالوجهين وهي ثابتة جميعها عن النبي صلى الله عليه وسلم , لاتنسى أن القراءة متصلة السند إلى النبي عليه الصلاة والسلام , وقد ذكرَ ذلك ابنُ الجزري رحمه الله في النشر فقال :
(( قلنا ونعني بموافقة أحد المصاحف ما كان ثابتاً في بعضها دون بعض كقراءة ابن عامر (قالوا اتخذ الله ولداً) في البقرة بغير واو (وبالزبر وبالكتاب المنير) بزيادة الباء في الاسمين ونحو ذلك فإن ذلك ثابت في المصحف الشامي وكقراءة ابن كثير (جنات تجري من تحتها الأنهار) في الموضع الأخير من سورة براءة بزيادة من فإن ذلك ثابت في المصحف المكى وكذلك (فإن الله هو الغني الحميد) في سورة الحديد بحذف هو وكذا (سارعوا) بحذف الواو وكذا (منها منقلباً) بالتثنية في الكهف )) ..
هل نسيتَ أن الأصل في نقل القُرآن هو حَفظُ الصدور وليسَ الكتابة ولا التنقيط ولا التشكيل..؟؟!
ننتظر رد الزميل لنبدأ في الأسئلة ...
Bookmarks