النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: رؤيــة نقدية-نظرة خلف جـــدار بـــلانـك

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    أرض الله
    المشاركات
    142
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي رؤيــة نقدية-نظرة خلف جـــدار بـــلانـك

    ثمة توظيف لا علمي للعلم من قبل بقايا الموقف الفلسفي المادي ، إذ يزعم هذا الموقف إنه يرتكز علي معطيات العلم في إسناد موقفه الإلحادى ، مع أنه في زعمه هذا يخطئ في حق العلم وفي حق الدين علي حد سواء. لأنه في الحقيقة لا يرتكز علي معطي علمي ، إنما يسعى للاختفاء خلف توظيفاته الأيدولوجية اللاعلمية لبعض معطيات العلم. فالتحولات والمستجدات التي شهدها العلم في القرن العشرين تخالف تمام المخالفة المنظور العلمي الميكانيكي ((مثلا فيزياء لابلاس)) الذي إرتكزت عليه مقولات الفلسفة الإلحادية في نهاية القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. والموقف المنهجي الذي يحترم قواعد التفكير العلمي كان لابد له أن يصرح بأنه ليس بإمكان العلم نفي وجود خالق للكون ، لأنه من حيث هو علم ملاحظة وإستقراء يقف عند حدود وصف تقريبي لكيفية تكوين الكون دون إمكانية لنفي علة خالقه له.

    لقد إستطاع العلم في لحظته المعاصرة أن يصل الي تحديد بداية هذا الكون ، حيث يرجعه في لحظة غارقة في القدم تصل الي ما يزيد عن خمسة عشر مليار سنة ، حيث كان الكون وقتئذ مكثفاً في نقطة أصغر من رأس الدبوس ، أو بلغة القياس العلمي ، كان مكثفا في نقطة يصعب تخيل صغرها ، لأنها أصغر من نواة الذرة بأكثر من مليار مليارات- مليارات- المرات، شئ مذهل في صغر حجمه ، منه تشكل كل هذا الكون مادة وحياة ووعياً – أي منها انبثق كل ما نشاهده من عوالم وكائنات. ويضيف العلم أن هذه النقطة الصغيرة في حجمها كانت ذات حرارة مذهلة (حرارة مجنونة) بتعبير الفيزيائي المعاصر ((إيغور بوغدانوف))، حيث تصل درجتها الي رقم 1 يليه 32 صفراً. حرارة جهنمية مرعبة لا يمكن تقدير قوة إلتهابها بمعاييرنا ولا حتي بخيالنا.
    ثم حدث في هذه النقطة الدبوسية العجيبة الغريبة إنفجار هائل تشكل بسببه كل هذا الكون . لكن هل يعقل أن ينشأ من مجرد حدث إنفجار كون تنتظم فيه ظواهر وتتخلق فيه كائنات؟ هل يعقل أن يكون هذا الإنفجار ذاته قد حصل بالمصادفة مع إنه كان محسوباً بعناية فائقة؟.

    إن العلم يتحدث عن الثانية الأولي للإنفجار بوصفها كانت لحظة حرجة تحتاج إلي تنظيم دقيق ، حيث لابد من تقدير مسبق لسرعة التمدد ، فلو كانت هذه السرعة أقل من جزء من مليون مضروب في مليار جزء لانهار الكون حول نفسه ، ولو كان التسارع أعلي مما كان عليه لتناثرت المادة الأولية للكون ولما انتظمت منها كواكب ومجرات ، فهل من المصادفة أن يكون الإنفجار ذاته محسوباً بهذه الدقة المتناهية في الإنضباط الي درجة أن سرعة التفجير كانت أقل من جزء واحد من مليون مضروب في مليار جزء لانهار الكون.

    ثم بعد هذا يبقي السؤال المستفز للعقل الإلحادي : ماذا كان قبل وجود نقطة الدبوس هذه؟

    هنا يصطدم العقل بما يسمي ((حائط بلانك)) ومعناه أنه بإمكاننا اليوم أن نصف علمياً وعلي نحو من الدقة ما حدث في أول لحظات تشكل الكون ، بل في الثواني والدقائق الأولي ، وثمة كتب فيزيائية عديدة تشرح لنا هذه اللحظة البدئية في تخلق الكون أشهرها كتاب (ستيفن فاينبرج) ((الدقائق الثلاث الأولي)) . وهو كتاب مثير بعنوانه ومحتواه ، حيث يذهب الي شرح ما حدث في الدقائق الثلاث الأولي لبدء تشكل الكون ، لكن كل هذا الوصف بدأ زمنياً من 10 الي 43 ثانية ، ولا يمكن له أن يتحدث عما قبلها ، إنه الجدار البلانكي الذي لم يستطع احد من الفيزيائيين ان يطل علي ما خلفه بأدوات العلم الفيزيائي.
    لكن علي الرغم من هذا العجز الذي يعتور أدوات العلم ، كان لابد للسؤال الديني من أن يستفز حتي العلماء ، إنها جاذبية السؤال الميتافيزيقي التي تؤكد لنا أنه ليس سؤال ترف ذهني ، بل هو تعبير عن إحتياج نفسي يسكن كينونة الإنسان الذي لا يمكن أن يطمئن إلا بتحصيل إجابة تقنعه ، وهذا يطابق ما يؤكده القرآن الكريم في غير ما آية بأن التدين فطرة وليس إحساساً نفسياً مكتسباً يرتهن بشروط يوجد بوجودها وينتفي بغيابها. لذا رغم ان هذا الجدار البلانكي كان عصيا علي التجاوز ، فإنه استفز الفكر الفيزيائي ، ولذا حاول الفيزيائيون التحدث عما قبله وإن إنتابت لغتهم أحياناً كثيرة اصطلاحات ميتافيزيقية. لكن كل فيزيائي اقترب من هذا الجدار أصابه الذهول ....


    لكن علي الأقل ثمة فرضية تبدو مقبولة تبدو مقبولة عند العلم الفيزيائي المعاصر ، وهي أنه قبل بداية الكون أي قبل الجدار البلانكي كان هناك فراغ ، يصطلح عليه في حقل الدراسات الفيزيائية بـ(الفراغ الكوانتي).
    فما موصفات هذا الفراغ؟
    أولا لابد من القول إننا لا نملك في كوننا هذا فراغا ، ومن ثم فهو تجريد ذهني ، فحتى الآن لم يتم حتي في المختبرات العلمية الفيزيائية الفائقة من حيث تطور أجهزتها التقنية عزل مجال كهروطيسي رسوبي يمكن ان يعطينا صميم الفراغ. ولن يتم تحديد ذلك حسب تقدير العلماء ، لكن قبل لحظة بداية الكون يقول العلم المعاصر بوجود فراغ كوانتي ، وهنا نستفهم : هل بالإمكان أن يوجد من هذا الفراغ، وينبثق من هذا اللاشئ شئ ما يكون المادة الأولية لكوننا الحالي ؟ هل يمكن أن يوجد الوجود من العدم؟

    هنا يصمت العلم لأنه إقترب من سدرة المنتهي ، حيث تنتهي إمكاناته في القياس، إذ لا مجال لتشغيل الإستقراء فالأمر كله مستور خلف جدار بلانكي عصي لا سبيل الي استكناه ما وراءه إلا بتوسل منهج آخر، هو منهج الإستنتاج العقلي فنقول ونعترف بوجود خالق للكون ، والإنتقال منه إلي الإستمداد من الوحي الرباني الذي هو وحده القادر علي أن يعرفنا بهذا الخالق وما يقصد من خلقه لنا
    إنتهي

    للدكتور: الطيب بوعـــزة

  2. #2

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرمز مشاهدة المشاركة
    لكن علي الأقل ثمة فرضية تبدو مقبولة تبدو مقبولة عند العلم الفيزيائي المعاصر ، وهي أنه قبل بداية الكون أي قبل الجدار البلانكي كان هناك فراغ ، يصطلح عليه في حقل الدراسات الفيزيائية بـ(الفراغ الكوانتي).
    فما موصفات هذا الفراغ؟
    أولا لابد من القول إننا لا نملك في كوننا هذا فراغا ، ومن ثم فهو تجريد ذهني ، فحتى الآن لم يتم حتي في المختبرات العلمية الفيزيائية الفائقة من حيث تطور أجهزتها التقنية عزل مجال كهروطيسي رسوبي يمكن ان يعطينا صميم الفراغ. ولن يتم تحديد ذلك حسب تقدير العلماء ، لكن قبل لحظة بداية الكون يقول العلم المعاصر بوجود فراغ كوانتي ، وهنا نستفهم : هل بالإمكان أن يوجد من هذا الفراغ، وينبثق من هذا اللاشئ شئ ما يكون المادة الأولية لكوننا الحالي ؟ هل يمكن أن يوجد الوجود من العدم؟

    هنا يصمت العلم لأنه إقترب من سدرة المنتهي ، حيث تنتهي إمكاناته في القياس، إذ لا مجال لتشغيل الإستقراء فالأمر كله مستور خلف جدار بلانكي عصي لا سبيل الي استكناه ما وراءه إلا بتوسل منهج آخر، هو منهج الإستنتاج العقلي فنقول ونعترف بوجود خالق للكون ، والإنتقال منه إلي الإستمداد من الوحي الرباني الذي هو وحده القادر علي أن يعرفنا بهذا الخالق وما يقصد من خلقه لنا
    إنتهي

    للدكتور: الطيب بوعـــزة
    قط أريد ان أعلق على هذا الجزء لأن به مغالطة فأرجو منك ياأخى أن تقرأ هذا الرابط
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=34335
    مجموعة ورينا نفسك على الفيسبوك
    مدونتي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    58
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الأخ الفاضل أحمد الجاعوص
    أرجو أن تفصل أكثر مبينا وجه المغالطة في المقال
    وشكرا

  4. #4

    افتراضي

    المغالطة أستاذى الفاضل نقد فى سؤال هل يمكن أن يأتى هذا الكون من العدم ويعنون بهذا (الفراغ الفيزيائى أو الرغوة الكمية)
    والاجابة فى الرابط الذى ذكرته هى



    وهذه المغالطة هى ادعاء أن الكون خرج من الفراغ بغير سبب والعدم والفراغ الكمى الذى يتكلم عنه علماء الفيزياء ليس هو العدم الذى يعنيه المسلمون الذى هو لا شيء ولا يمكن أن يوجد منه شيء الا بسبب خارج عنه وهذا التلبيس من هؤلاء العلماء الملاحدة كبول ديفيذ وستيفن هوكينج هو متعمد المهم أن الفراغ الكمى فى هذا الكون الموجود المشاهد أمامنا هو ممتلئ بالطاقة وهذا يسمى بالتشابك الكمى وهو تأرجح فى المجال المغناطيسى والذى يعنينا أن هذا التشابك المكون من طاقة موجبة وأخرى سالبة هو محكوم بالسببية فالطاقة السالبة لها حدود وأسباب تظهر بها وحدود وأسباب تختفى بها وكذالك الطاقة الموجبة وكذالك الفصل نفسه محكوم وهذا جزء من مقال يتكلم عن هذه الشروط
    (تسمح النظرية الكمومية بوجود نبضات طاقة سالبة وفق الشروط الثلاثة الآتية: أولا، كلما طال أمد بقاء النبضة انخفضت شدتها a)، (b. ثانيا، يجب أن تتبع النبضة السالبة نبضة موجبة قيمتها أكبر من قيمة النبضة السالبة. ثالثا، تكبر قيمة النبضة الموجبة مع ازدياد طول الفاصل الزمني بين النبضتين. يعرف هذا المفعول باسم الفائدة الكمومية (c).تشبه هذه المتباينات، إلى حد ما، مبدأ الريبة (عدم التحديد) the uncertainty principle. فهي تنص على أنه لا يمكن لحزمة طاقة سالبة أن تكون شديدة كما نشاء وأن تستمر طويلا كما نشاء. ويتناسب مقدار الطاقة السالبة المسموح به عكسا مع زمن استمرارها أو حيزها. كما يمكن لنبضة شديدة من الطاقة السالبة أن تدوم زمنا قصيرا، ويمكن لنبضة ضعيفة أن تدوم زمنا أطول. أضف إلى ذلك أنه لا بد أن تَتبع النبضة السالبة البدائية نبضة موجبة أكبر منها [انظر الشكل في الصفحة 43]. وكلما كبر مقدار الطاقة السالبة اقترب منها نظيرها الموجب؛ وهذه القيود لا تتوقف على شروط إنتاج الطاقة السالبة. ويمكن للمرء أن يتصور الطاقة السالبة كقرض طاقي(10). وكما أن الدَّيْن عملة سالبة يجب ردها فإن الطاقة السالبة عجز في الطاقة. ويمتد التشابه أبعد من ذلك كما سنرى.)


    وما دام هذا الفراغ الكمى محكوم بالسببية كغيره اذا يحق لنا أن نسأل من خلق الفراغ الكمى ؟؟؟فهو كغيره يحتاج الى خالق يوجده فلا جديد اذا ولن يتغير السؤال (من خلق هذا الشيء....؟ ) بتغير الأشياء لأنها جميعا ناقصة محتاجة مقهورة بالسببية اذا ادعائهم أنها غبر محتاجة لسبب هو كذب
    التعديل الأخير تم 12-28-2011 الساعة 02:53 PM
    مجموعة ورينا نفسك على الفيسبوك
    مدونتي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    58
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الجاعوص مشاهدة المشاركة
    المغالطة أستاذى الفاضل نقد فى سؤال هل يمكن أن يأتى هذا الكون من العدم ويعنون بهذا (الفراغ الفيزيائى أو الرغوة الكمية)
    والاجابة فى الرابط الذى ذكرته هى



    وهذه المغالطة هى ادعاء أن الكون خرج من الفراغ بغير سبب
    وهل يعتقد صاحب المقال او يقول بأن الكون خرج من الفراغ بغير سبب ؟

  6. #6

    افتراضي

    لا طبعا أنا أعرف ذلك لكن أحذر من كلام من نقل عنه صاحب المقال هذه الاشارات العلمية وهو ستيفن هوكينج وريتشارد فاينمان وغيرهم الذين يموهون باستخدام كلمة فراغ وطاقة النقطة صفر وما الى ذلك ليضللوا الناس بذلك
    مجموعة ورينا نفسك على الفيسبوك
    مدونتي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. محاضرة (نظرية التطور - رؤية نقدية)
    بواسطة د. هشام عزمي في المنتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 05-06-2013, 10:22 PM
  2. منقول:تكرار المشروعات الإسلاميَّة رؤية نقدية
    بواسطة واسطة العقد في المنتدى قسم الاستراحة والمقترحات والإعلانات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-11-2012, 07:30 AM
  3. نظرة نقدية لمفهوم التقدم الغربي
    بواسطة ياسين اليحياوي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-05-2010, 08:25 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء