الدين أفيون الشعوب
لم أدرك المعنى الحقيقي لهذه العبارة إلا بعد أن أصبحت لادينيا
الآن صرت مدركا تماما لم اخترع الإنسان الدين؟
لم احتاج الإنسان لإله؟
لم احتاج لحياة آخرة؟
لن يعرف أي شخص هذه الأشياء إلا بعد أن يصبح لادينيا
سيدرك معنى وجود كون دون إله مدير له...-الشيء الذي جعله يخترع هذا المدير-
فهذا يعني
وجود شر بدون عقاب له
وجود فقر بدون مال له
وجود كوارث بدون منقذ منها
موت إنسان وقد كان لاشيء دون تعويض له
باختصار...
وجود الظلم بدون وجود عدل
لن يستطيع الإنسان إحتمال أن يعيش في ظلم دون التفكير أن العدل سيتحقق
وكيف للعدل أن يتحقق وهو لا يقوى على تحقيقه في معظم الحالات؟
لابد للعدل أن يتحقق..لابد
كيف يتحقق العدل؟؟؟
من يعوضنا في حال خسرنا؟؟؟
من يأخذ بحقنا في حال ظلمنا؟؟
من يعدل بيننا في حال فشلنا نحن في تحقيق العدل؟
لابد من وجود شيء خارق أن يعطينا العدل..حيث أن الإنسان لا يستطيع أن يوفره في الكثير من الحالات
وهنا اخترع الإنسان الإله.
فهذا الإله سيتكفل بتحقيق العدل للناس.
ظهرت مشكلة...الإنسان قد مات في الكثير من الحالات دون أن يفعل هذا الإله شيئا!!
سبب هذا صداع للإنسان
أرق حياته..لم يعد يحتمل أن يعيشها
لابد للعدل أن يتحقق...لابد
فان لم يتحقق قبل أن يموت الإنسان...لابد أن يتحقق بعد أن يموت..لابد من وجود حياة أخرى يتحصل فيها الإنسان على التعويض.
وهنا اخترع الإنسان الحياة الآخرة
هذا هو ماخترعه الإنسان لحل مشكلة الظلم الناتجة عن عشوائية الحياة.
هنا..ارتاح الإنسان...كل شيء على مايرام
تحقيق العدل مضمون الآن...في الدنيا كان أو في الآخرة
الآن استطيع أن أدبر شؤون حياتي
الآن سأعيش وبالي مرتاح...فلا أرق بعد اليوم
مع ذلك....
الشر لايزال موجود
الطيبون من الناس اقتنعوا بأن العدل سيتحقق...إن لم يكن في الدنيا فسيكون في الآخرة....فهم لن يفعلوا ما يسيء لغيرهم فقد آمنوا بوجود العدل.
أما الأشرار منهم فقد رموا كل ذلك وراء ظهورهم وقرروا أن ينالوا من الدنيا ولا يهمهم أن يقتلوا أو يسرقوا أو يتحايلوا.
بعد أن وجد الإنسان حلا لمشكلة الظلم الناتج عن الطبيعة فكر في تطوير الفكرة لتشمل معاقبة الأشرار من الناس
فتم إضافة فكرة أن الأشرار من الناس لهم عقاب ولن يرتاحوا بما كسبوه وسيعاقبوا على مافعلوه...وفي ظل عدم ضمان حصول هذا وهم أحياء...أصبح العقاب في الحياة الآخرة
وبالتالي رمى الإنسان ثقل تحقيق العدل والأخذ بالحق ونصرة المظلوم ومعاقبة الظالم كله في الحياة الآخرة ونسب تحقيقها للقوة الخارقة الراعية،..الإله....لأن هذا الأمر ليس بمقدور الإنسان فعله.
ومانفك الإنسان يطور هذه المفاهيم والتقاليد وخرج بعدة أشكال للآلهه والرسل والكتب والوحي وأوجد طرق للتقرب من هذه الآلهه وعبادتها وتقديم القرابين لها حتى سميت هذه التقاليد دينا وعلى مر السنين أصبح من الصعب على الإنسان أن يعيش بدونها...فقد رأى فيها تحقيق العدل المنشود....وهنا أصبح الدين أفيون الشعوبولكن الشرلايزال موجودا
ويبقى الإنسان مستغلا لكل الظروف
فقد لاحظ تمسك الناس الكبير بالدين...وبدأ باستغلال هذه المعطيات وطور الأديان لخدمة مصالحه...فأصبح الدين أداة لحكم الناس.
والباقي معروف
بقي أن أعطي مثال من الدين الاسلامي
أحد المعظلات التي واجهها الإنسان هي عدل توزيع الثروات
فقد كان واضحا جدا العشوائية فيها....فليس كل من يتعب يصنع مالا..وأيضا هناك من تحصل على المال ولم يفعل شيئا...منتهى العشوائية.
كيف حلل الدين الإسلامي هذا الامر
طبعا الشيء المهم بالدين هو ربط الأمر بالتدين
هذه هي الاحتمالات في توزيع الثروات والتدين
1 - غني متدين
2 - غني كافر
3 - فقير متدين
4 - فقير كافر
ورأي الإسلام فيهم
1 - أعطاه الله جزاء لطاعته وعبادته
2 - زاده الله في رزقه ليزيد في كفره
3 - ماعند الله خير وأبقى (ولنبولكم لنرى أيكم أحسن عملا)!!!!
4 - عاقبه الله لكفره
هنا نرى الحالة رقم 3، فهي أحد العوامل الرئيسة لإختراع الدين كما ذكرنا آنفا.
مالذي يجعل إنسان يصبر على الشقاء والتعب والفقر وقد فعل المستحيل لتحسين حاله ولم يستطع...في حين يحرص حرصا شديدا على تدينه؟؟؟
كله إيمان بأن الله سيعطيه أفضل من هذا بكثيييير في الآخرة
مع تمنياتي العميقة بالهداية لكل المتدينين
فليس عليهم إلا التفكير بهذه المقولة
الدين أفيون الشعوب
Bookmarks