بسم الله الرحمن الرحيم
يجدر بى : قبل البدء فى كتابة موضوعى أن أسأل الله عز وجل الرحمة للفيلسوف الطبيب / مصطفى محمود ..وأقول ان ما سأكتبه اليوم ليس لى حظا فيه أكثر من صياغتى وأسلوبى فقط فى كتابة الموضوع .
فمحتوى الفكرة كله راجع لملاحظة الدكتور مصطفى محمود الرائعة عن نظرية التطور المقدسة , وأعنى بالمقدسة أى المقدسة عند الملاحدة فهم وإن كانوا يعيبون علينا أننا نقدس كلام الله عز وجل فهم وإن كانوا يظهرون لنا نفورا من هذا التقديس الذى قد يتعارض مع البحث الموضوعى بزعمهم, نراهم قد فعلوا نفس الفعله وقاموا بتقديس النظرية وهم لا يشعرون...كما انهم قاموا بتقديس أشخاصا ايضا..
لقد قٌتلت النظرية بحثا ووجد بها أخطاء قاتلة فادحة وغير منطقية , وهذا المنتدى به العديد من الزملاء الكبار قاموا بتفنيدها وبيان ما بها من أخطاء ولكن لا حياة لمن تنادى..
انا بدورى البسيط أحب أن انقل لكم لفتة بسيطة ولكنها مهمة بخصوص قضية التطور..
وفقا لنظرية التطور ..العالم يسير تحت قانون البقاء للأقوى ..
لقد قامت الطبيعة بإختيار الأنسب والأصلح وإستبعاد الاضعف والأقل مقاومة بدون نظر إلى أى أعتبار اّخر..بإختصار شديد..إنها مسألة إرتقاء فى القوى المادية لا أكثر ولا أقل..
ولا يحكم اتجاه هذا التطور إلا هذا الحافز فقط وليس هناك شيئا اّخر..الحياة تتجه إلى مزيد من القوة..مزيد من الكفاءة مزيد من السيطرة على بيئتها..انتهت فكرة نبى الملاحدة(نبى الملاحدة مصطلح خاص بى)
الإشكال ...
الحياة تتجه إلى الاجمل ايضا وليس إلى الاقوى والاصلح فما هو تفسير ذلك؟ وهل تكلم عن ذلك دارون ؟ لن تجد اى تفسير له..
لمــــــــــــــــــــاذا يخرج من عائلة الحمار شئ كالحصان ؟
أو من فصيلة الوعل شئ رقيق كالغزال؟
الحصان ليس أكثر إحتمالا من الحمار بل هو على العكس أقل جلدا واحتمالا ..والغزال بالمثل اضعف واقل جلدا ..
وبالمثل الفراش الملون الرقيق ابطأ وأضعف واقل قدرة من الزنبور والطنان الغليظ الشكل ..وكذلك الحمام واليمام والطواويس الملونة والعصافير أكثر رهافة من الحدادى والنسور والصقور..
ونشوء هذه الانواع لا يفسره قانون البقاء للاصلح ابدا..إنما قانون اخر وهو البقاء للأجمل ..
إن الجمال قيمة مبثوثة فى الوجود كله قيمة لا تستطيع نظرية مادية أن تفسرها ..الذرة فيها معمار وهندسة وتوزيع رشيق ومتوازن للإلكترونات والبروتونات.
النبات فيه تنوع هائل غنى فى الزهور والعطور والالوان..
هل فى الطبيعة قوى تحرص على تجميل مخلوقاتها كما تحرص على تطويرها؟
ملايين الاشكال الجميلة الرقيقة من نبات وزهور وطيور لا يمكن ان تكون خلقت من اجل الكفاءة والاحتمال والبقاء للاصلح..
أيهما الاكفئ جناح النسر فى الطيران ام جناح الفراشة ؟
بالطبع جناح النسر أقوى فى الطيران ولكن ايهما الاجمل ؟ بالطبع جناح الفراشة الملون هو الاجمل رغم ضعفه ورهافته ورقته..
الجمال قيمة وليس مقدار يقدر بالوزن والكم
الجمال قيمة مرتبطة بالذات بالروح المردكة ولا يمكن فصلها عن الحياة لانها جزء منها ..
وكل نظرية تفسر الحياة كمادة دون ان تفسرها كقيم جمالية هى نظرية ناقصة...تم
تعليق شخصى
تاريخ الشعراء منذ القدم الذين كتبوا عن جمال الطبيعة أشعارا كثيرة فى كل اللغات يثبت صدق ما رمى إليه الدكتور الراحل مصطفى محمود فالكون أشبه بلوحة فنية رائعة لا يمكن ان يكون ناتج عن عبثية او حتى انتخاب طبيعى قائم على قانون الارتقاء فى القوى فقط فهذه مادية غبية, تلغى تماما جوهر الحياة ,فقد أُلهم الشعراء قديما وحديثا وتكلموا فى أشعارهم عن هذه المنظومة الكونية المتناسقة الرائعة ,مما يوحى إلينا ان الله عز وجل خالق الكون قد ترك لنا بصمة وفيض من فيوضاته على مخلوقاته .ولذا فإنه دعنا عز وجل للتفكر والتامل فى الكون فعلى أصحاب هذا الاتجاه الداروينى ان يجدوا جوابا على الاشكال الذى طرحه الدكتور الراحل وقد مات مصطفى محمود ولكن يظل السؤال قائما ولا رد..
دمتم فى رعاية الله السلام عليكم
Bookmarks