ما هى حكمة تعدد الملل؟

**سبح الله تغنم** · 01-02-2012

بسم الله الرحمن الرحيم

سؤال إلحادى شهير .. وهو.. لماذا تعددت الملل ..؟

وحتى أوضح أكثر أتكلم عن إبقاء اليهود والنصارى بيننا حتى اليوم وإفتراض أخذ الجزية منهم لو طُبقت شريعة الإسلام..يقول قائلهم ..

هل يرضى الله أن لايعبده انسان بمقابل انه يدفع الجزية ؟ ولماذا هناك جزية من الأساس ...وما هى حكمتها ؟

هنا أكتفى أن أعرض خاطرة للإمام بن الجوزى البغدادى وجدتها فى كتابه الشهير صيد الخاطر وأنتظر مداخلات الإخوة الكرام فى الرد على هذا السؤال..

يقول بن الجوزى رحمه الله

(( تفكرت فى إبقاء اليهود والنصارى بيننا وأخذ الجزية منهم, فرأيت فى ذلك حكمة عجيبة ..
منها ما قد ذكر أن الإسلام كان ضعيفا فتقوى بما يؤخذ من جزيتهم. ومنها ظهور عزه بذلهم إلى غير ذلك مما قد قيل...ووقع لى فيه معنى عجيب. وهو أن وجودهم وتعبدهم وحفظهم شرع نبيهم ..دليل على أنه قد كان أنبياء وشرائع وأن نبينا صلى الله عليه وسلم ليس ببدع من الرسل. فقد اجتمعت الجن على إثبات صانع واقرار برسل فبان أننا ما ابتدعنا ما لم يكن..ثم هم يصبرون على باطلهم, ويؤدون الجزية, فكيف لا نصبر على حق , والدولة لنا . وفى بقائهم احترام لما كان صحيحا من الدين وليرجع متبصر وليستعمل مفكر . )) تم كلامه

.....................

**اخت مسلمة** · 01-03-2012

جزاكم الله خيراً
نفيسٌ قول ابن الجوزي رحمه الله بِالفعل في هذا المقام ...

هل يرضى الله أن لايعبده انسان بمقابل انه يدفع الجزية ؟ ولماذا هناك جزية من الأساس ...وما هى حكمتها ؟

الجزيِة ليسَت مُقابِل العبادة أخي , بلْ هيَ تفرض عندما يقبل غير المسلمين بدفعها بديلاً عن القتال , وهي مقابل شئ , ففهم الصحابة مثلاً أنها مقابل حمايتهم من أي اعتداء من أي جهة , فكلمة ضرائب كانت موجودة وقت نزول القرآن و لم تستخدم لأن الضرائب في اللغة بمعنى الإتاوة , إنما الجزية فلها معنى أرقى فهي شئ مقابل شئ , أي واجب يقابله حق للمعاهد , وهي كذلِك وسيلة اثبات جدية طلب السلم في حال التعامل مع الدول الكبيرة , لأن المسلمين مطالبين بالاستجابة للمسالمة متى عرضت عليهم – فحتى لا تتحول هذه القاعدة لوسيلة خداع من الطرف الأخر فلابد من وسيلة لاثبات جدية هذا الطلب – و بالتأكيد الجزية أقل بكثير من تكلفة الحرب - كما أنّها تجعل المعاهد يفكر سنوياً في الإسلام , فتشجعه للسؤال عنه و التعرف عليه , كذلِك وللرّد على القائلين بِالإجبارِ جهلاً أنهُ بمجرد أن يصير الذمي مسلماً يصبح مطالباً بدفع الزكاة ! و فوق ذلك مطالب بالمشاركة في الجهاد بنفسه ! بما يمثله ذلك من خطورة على حياته – فأين الاجبار فيما نقول ؟!