صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 29

الموضوع: " الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة "

  1. #1

    افتراضي " الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة "

    يقول القرآن فى سورة النور
    " الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين "
    هل هذه الآية تعبر عن خبر أم تشريع ؟
    إن كانت تعبر عن خبر فهل هو خبر يطابق الواقع أم لا يطابقه ؟
    وإن كانت تشريعا فهل يمكن إقامته ؟

  2. افتراضي

    هذه الآية الكريمة من أصعب الآيات تحقيقًا كما يقول الشنقيطي ولعل الراجح انها منسوخة
    واللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي....لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
    وَلأَعْرضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي....وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
    لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي....وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَاني
    فَلَكَ الَمحَامِدُ وَالمَدَائِحُ كُلُّهَا....بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
    وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ....مَا لِي بِشُكرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

  3. #3

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البرازيلي مشاهدة المشاركة
    هذه الآية الكريمة من أصعب الآيات تحقيقًا كما يقول الشنقيطي ولعل الراجح انها منسوخة
    لو قلنا بالنسخ . فلماذا كان نزولها ؟

  4. #4

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gamalgamal1 مشاهدة المشاركة
    يقول القرآن فى سورة النور
    " الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين "
    هل هذه الآية تعبر عن خبر أم تشريع ؟
    إن كانت تعبر عن خبر فهل هو خبر يطابق الواقع أم لا يطابقه ؟
    وإن كانت تشريعا فهل يمكن إقامته ؟
    إن كانت تشريعًا فمن الممكن إقامته ..
    وذلك بأن لا يتزوج المؤمن إلا عفيفة وكذلك المؤمنة ..
    والتي تتوب عن الزنا لا يطلق عليها زانية ، كذلك من يتوب عن الزنا من الرجال ..
    كما لا يطلق على المرء أنه عاص بعد توبته ، ولا على الرجل أنه مدخن بعد إقلاعه عن التدخين ..
    وفي الآية وجوهٌ ستة ذكرها القرطبي في تفسيره أرجحها أنها منسوخة أو مخصوصة ، فليُراجع ..
    والله أعلم .
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  5. افتراضي

    لو قلنا بالنسخ . فلماذا كان نزولها ؟
    على القول بانها منسوخة فان نكاح المشركات من المؤمنين وقتها كان قائماً، ونكاح المؤمنات من المشركين كذلك كان قائماً، والدليل على ذلك أن الآية التي نسخت نكاح المؤمنات من المشركين في سورة الممتحنة، وسورة الممتحنة نزلت بالاتفاق بعد الحديبية، والآية هي قوله تعالى: فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ [الممتحنة:10]. فالله عندما تكلم في سورة النور لم يكن في ذلك الوقت قد حرم جل وعلا نكاح المؤمنات من المشركات. وأما نكاح المؤمن من المشركة فإننا نقول: حرمه آية البقرة: وَلا تَنكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ [البقرة:221]. وعلى القول بانها غير منسوخة فاحسن ما قيل لا يفعل الزنا إلا بامرأة مثله أو بامرأة كافرة لا تؤمن بالله واليوم الآخر، ويرجح ذلك أنه سياق الآية، والسياق معتبر٠٠
    واللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي....لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
    وَلأَعْرضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي....وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
    لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي....وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَاني
    فَلَكَ الَمحَامِدُ وَالمَدَائِحُ كُلُّهَا....بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
    وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ....مَا لِي بِشُكرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

  6. #6

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. هشام عزمي مشاهدة المشاركة
    إن كانت تشريعًا فمن الممكن إقامته ..
    وذلك بأن لا يتزوج المؤمن إلا عفيفة وكذلك المؤمنة ..
    والتي تتوب عن الزنا لا يطلق عليها زانية ، كذلك من يتوب عن الزنا من الرجال ..
    كما لا يطلق على المرء أنه عاص بعد توبته ، ولا على الرجل أنه مدخن بعد إقلاعه عن التدخين ..
    وفي الآية وجوهٌ ستة ذكرها القرطبي في تفسيره أرجحها أنها منسوخة أو مخصوصة ، فليُراجع ..
    والله أعلم .
    أولا :الآية لم تكتفى بأن تحرم على المؤمنين والمؤمنات الزواج من الزانية والزانى والمشركة والمشرك . بل حكمت أن يتزوج الزانى من الزانية أو المشركة وكذلك الزانية تتزوج من الزانى أو المشرك . وهنا نجد تعارض واضح مع الآيات التى تحرم زواج المسلمين بالمشركين وخاصة النساء . فالزنا لا ينفى عن الإنسان دينه .
    ثانيا : التوبة غير مذكورة فى الآيات كما أن محل التوبة القلب فكيف نحكم بأن تلك الزانية وذلك الزانى قد تاب ؟ وهل يوجد زانى لا يقول أنه تاب ؟
    ثالثا : هذه الآيات عمرها أكثر من 1400 عام فهل عمل بها أحد من المسلمين ؟

  7. #7

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gamalgamal1 مشاهدة المشاركة
    أولا :الآية لم تكتفى بأن تحرم على المؤمنين والمؤمنات الزواج من الزانية والزانى والمشركة والمشرك . بل حكمت أن يتزوج الزانى من الزانية أو المشركة وكذلك الزانية تتزوج من الزانى أو المشرك . وهنا نجد تعارض واضح مع الآيات التى تحرم زواج المسلمين بالمشركين وخاصة النساء . فالزنا لا ينفى عن الإنسان دينه .
    لا يشترط أن تكون الآية حاكمة بهذا الذي ذكرت ..
    فقد يكون معناها أن الزاني - حين يزني - لا يقع إلا على زانية مثله أو مشركة ..
    وأن البغي المومس - حين تزني - لا يقع عليها إلا زان مثلها أو مشرك ..
    وهذا هو الوجه الأول الذي ذكره القرطبي في تفسيره ..
    وغايته إبراز بشاعة فاحشة الزنا والتأكيد على قبحها ..
    وهناك وجوه أخرى ، وكلها لا يستلزم وقوع التعارض الذي ترمي إليه ..
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gamalgamal1 مشاهدة المشاركة
    ثانيا : التوبة غير مذكورة فى الآيات كما أن محل التوبة القلب فكيف نحكم بأن تلك الزانية وذلك الزانى قد تاب ؟ وهل يوجد زانى لا يقول أنه تاب ؟
    التوبة عمل القلب والجوارح معًا ..
    والحكم على الناس يكون حسب الظاهر وليس بما في السرائر ..
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gamalgamal1 مشاهدة المشاركة
    ثالثا : هذه الآيات عمرها أكثر من 1400 عام فهل عمل بها أحد من المسلمين ؟
    الآية إما مخصوصة أو منسوخة على أرجح الأقوال ..
    والله أعلم .
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  8. #8

    افتراضي

    ياجمال ...
    الآية كاملة , يقولُ فيها ربُّنا عزّ وجل : ( الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ )
    وقالَ نبيّنا عليه الصلاة والسّلام لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ولا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ )
    قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تفسير الحديث :
    ( الإنسان لا يقدم عليهما وهو حين إقدامه عليهما مؤمن تام الإيمان بل إن إيمانه في تلك الحال وفي تلك اللحظة إما مرتفع بالكلية وأما ناقص نقصا عظيما استحق أن يوصف الإيمان بالنفي من أجل نقصه هذا النقص العظيم فالحديث محتمل لهذا وهذا أي محتمل لانتفاء الإيمان أصلا وذلك في اللحظة التي يقدم عليها لأنه لا يمكن لمن معه إيمان أن يقدم على هذا العمل وهو يعلم جرمه وإثمه في الدين الإسلامي وإما أن يكون المراد نفي كمال الإيمان في تلك اللحظة لكنه يكون ناقصا نقصا بينا استحق به أن يوصف بالنفي وهذا الأخير عندي أقرب وهو الذي عليه أهل السنة والجماعة والأول وإن كان محتملا لكنه قد يكون من بعض الأفراد دون بعض لذلك يجب اعتماد القول بأن المراد بذلك انتفاء كمال الإيمان فمعنى لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن أي لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن كامل الإيمان بل لابد أن يكون إيمانه ناقصا بهذا الزنى وكذلك يقال في السارق. فضيلة الشيخ: (ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن)؟ فأجاب رحمه الله تعالى: نعم كلها سواء ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن)..
    في الآيـة والحديث إخبار من الله تعالى ورسوله عليه الصلاةُ والسلام , وفي الآية يظهر بِوضوح التمهيد للحكم الشرعي القادم , في قول المولى عزّ وجل وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِين) , فيكون المعنى أنّ الزانية التي ثبَت مُعاقرتها لجريمة الزنى لايقبل الزواج منها إلا زانٍ مثلها أو مشرك لايرعوي ، وكذلك الأمر في أمر الزاني على نفسِ الصفة ، فلا يقبل الزواج منه إلا زانية أو مشركة , وهذا تنفير للمسلمين من زواج الزواني ، كمقدمة للتصريح بالتحريم , أما لماذا الزاني يقبل بزواج الزانية والعكس ، فلأنّ ارتكاب هذه الفاحشة يجعلها مع التكرار مستساغة ومقبولة ومن خبثت فطرته لا يميل إلا إلى من يشابهه في الخباثة و يجانسه في الفساد ، وهذا أمر ملاحظ في الواقع ,, أمّا المُشْرك فمفهوم الحلال والحرام عنده لا يمنعه من ذلك ، وهذا ملحوظ في الأمم غير الإسلامية , ومن الخطأ تفسير كلمة " النِكاح " هُنا بمعنى الوطء دونَ عقد الزواج فالزاني قد يكون مسلماً وقد يكون غير مسلم، وكذلك الزانية , فيرضى و يقبل الزواج منها من كان زانياً أو من كان مشركاً ولايجِد في ذلِك غضاضة ,والزاني مسلماً كان أو كافِر تقبل الزواج منه من كانت زانية أو مشركة , وهذا كما تلاحظ لا علاقة له بالحكم الشرعي المتعلق بحرمة الزواج من المشرك أو المشركة, أمّا حُكم زواج المسلم بالمشركة والمسلمة بالمشرك فهذا واضِحُ البُطلان شرعاً ( وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ ..) , وقوله وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ..) , و ( وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ ..) , وعليه يكون المعنى: وحُرِّمَ زواج الزناة على المؤمنين ( الحكم الشرعي ) , والمقصود هنا مَن شأنهم الزنا ولم يتوبوا منه، كما هو أمر الكثير من الكفرَة الذين لا يجدون غضاضة في الزنا ولا يقيمون وزناً للتوبة منه...فكما لايجوز تزويج المشركين ، لايجوز أيضاً تزويجهم الفسقة الذين يعرفون بالفاحشة والزنا، فهوَ نهيٌ وتحريم ..!

    ثانيا : التوبة غير مذكورة فى الآيات كما أن محل التوبة القلب فكيف نحكم بأن تلك الزانية وذلك الزانى قد تاب ؟ وهل يوجد زانى لا يقول أنه تاب ؟
    الحديث هنا على من عُرِف واشتُهر بهذا الفِعل , أمّا من تابَ وأَظهر التوبة فيُترك أمره إلى الله , فإذا كان المُرتد سراً أمرُهُ إلى الله حتى يثبُت ..!

    هذه الآيات عمرها أكثر من 1400 عام فهل عمل بها أحد من المسلمين ؟
    بِالتأكيــــد ..!
    أعظَم مَن عُرِف عنه إنكار الصانع هو " فِرعون " ، ومع ذلك فإن ذلك الإنكار ليس حقيقيا ، فإن الله عزّ وَجَلّ قال عن آل فرعون :(وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)
    وبُرهان ذلك أن فِرعون لَمّا أحسّ بالغَرَق أظْهَر مكنون نفسه ومخبوء فؤاده على لسانه ، فقال الله عزّ وَجَلّ عن فرعون : (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    المشاركات
    1,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    2

    افتراضي

    الراجح عندي أن مجموع الآية للتشريع وليس للإخبار، وقد ختم الله عز وجل الآية بقوله { وَحُرِّمَ ذٰلِكَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ }، بمعنى محرم الزواج بالمبتلية بالزنا الغير التائبة منه، وذلك فيه أحاديث صحيحة مدارها حول التحذير من الدياثة وذمها وتوعد فاعلها بالنار، فلا يرضى لزوجته أن تبقى على زناها وخلقها الذميم هذا إلا زانٍ مثلها يُريد نفس فعلها أو مشرك لا يعتبر الزنا محرما، وذلك ملاحظ خاصة في المجتمعات الأوروبية، بل هناك من يستبدل في رأس السنة زوجته مع صديقه والعكس صحيح . نسأل الله السلامة، وهذا معروف في علم الاجتماع الجنسي، وعلم نفس الانحراف الغريزي.

    يقول الشيخ الطنطاوي رحمه الله تعالى في تفسيره :

    "أنه جرت العادة أن الشخص الزاني لا يتزوج إلا زانية مثله أو مشركة وكذلك المرأة الزانية لا تميل بطبعها إلا إلى الزواج من رجل زان مثلها أو من رجل مشرك وذلك لأن المؤمن بطبعه ينفر من الزواج بالمرأة الزانية، وكذلك المرأة المؤمنة تأنف من الزواج بالرجل الزاني. فالآية الكريمة تحكي بأسلوب بديع ما تقتضيه طبيعة الناس فى التآلف والتزاوج، وتبين أن المشاكلة في الطباع علة للتلاقي، وأن التنافر فى الطباع علة للاختلاف.وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: " الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف "
    ...وجمع - سبحانه - بين رغبة الزانى ورغبة الزانية لتأكيد ما يليق بكليهما من الميل الدنىء. والطبع الوضيع. والسلوك الخبيث. وأن كل واحد منهما ألعن من صاحبه فى ولوج الطريق القبيح
    ." إهـ.

    والآية نزلت جواباً عن سؤال مرثد تزويجه عناقاً وهي زانية مشركة، والأول مسلم تقي، والرواية في سبب نزول هذه الآية هي كالتالي -رواها الترمذي وهي رواية حسنة صحيحة عنده-: "أنه كان رجل يقال له مرثد بن أبي مرثد - الغنوي من المسلمين - كان يخرج من المدينة إلى مكة يحمل الأسرى فيأتي بهم إلى المدينة. وكانت امرأة بغي بمكة يقال لها: عناق. وكانت خليلة له - أي في الجاهلية-، وأنه كان وعد رجلاً من أسارى مكة ليحمله. قال: فجئت حتى انتهيت إلى ظل حائط من حوائط مكة في ليلة مقمرة. قال: فجاءت عناق فقالت: مرثد؟ قلت: مرثد. قالت: مرحباً وأهلاً هلم فبت عندنا الليلة. قال فقلت: حرم الله الزنا. فقالت عناق: يا أهل الخيام هذا الرجل يحمل أسراكم، فتبعني ثمانية -من المشركين-.. إلى أن قال: ثم رجعوا ورجعت إلى صاحبي فحملته ففككت عنه كبله حتى قدمت المدينة فأتيت رسول الله فقلت: يا رسول الله أنكح عناق؟ فأمسك رسول الله فلم يرد عليَّ شيئاً حتى نزلت { الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين } فقال رسول الله: يا مرثد لا تنكحها ".

    والنكاح هو الزواج كما هو معلوم . وصدر الآية يكون تمهيدا دون تشريع، وآخرها هو التشريع، فيكون الأول تعليلا للثاني، وهو عندنا على سبيل العموم دون الخصوص، فيندفع الإشكال بهذا الفهم الذي قررناه.

    وهذا قول العلامة ابن عاشور في تفسيره : "... لأن المؤمن لا يكون الزنى له دأباً، ولو صدر منه لكان على سبيل الفلتة كما وقع لماعز بن مالك.

    فتمحض من هذا أن المؤمن الصالح لا يتزوج الزانية. ذلك لأن الدربة على الزنى يتكون بها خلق يناسب أحوال الزناة من الرجال والنساء فلا يرغب في معاشرة الزانية إلا من تروق له أخلاق أمثالها، وقد كان المسلمون أيامئذ قريبي عهد بشرك وجاهلية فكان من مهم سياسة الشريعة للمسلمين التباعد بهم عن كل ما يستروح منه أن يذكرهم بما كانوا يألفونه قصد أن تصير أخلاق الإسلام ملكات فيهم فأراد الله أن يبعدهم عما قد يجدد فيهم أخلاقاً أوْشَكُوا أن ينسوها.

    فموقع هذه الآية موقع المقصود من الكلام بعد المقدمة ولذلك جاءت مستأنفة كما تقع النتائج بعد أدلتها، وقدم قبلها حكم عقوبة الزنى لإفادة حكمه وما يقتضيه ذلك من تشنيع فعله. فلذلك فالمراد بالزاني: مَن وصْف الزنى عادته.
    " إهـ .

    والله أعلم.
    التعديل الأخير تم 01-05-2012 الساعة 02:04 AM

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    96
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أعذرونى لو خرجت عن صلب الموضوع لكن هناك امر أستغرب له كثيرا..لم أستطع أن اكتمه

    بأى حق يتكلم الملحد عن الزنى وعن حد الزنى أو أى اّية فى القراّن تتكلم عن الزنى وهو ليس على شئ؟ انت أصلا تعيش عيشة الحيوانات وأعذرونى فى هذا فليس عندك حد لممارسة الجنس ولا عندكم أى تفصيل خاص بأمهاتكم وأعراضكم عموما فأستغرب وأقسم بالله من هذا , فليقف الانسان مع نفسه مرة واحدة ويمنع هذا السيل من الانتقادات ويسأل نفسه هل انا انتقد لأجل ماذا؟ هل انا على شئ؟ هل حالكم أفضل منا فى هذه النقطة بالذات كى تنتقد الغير؟

    سامحونى لو كان أسلوبى صعبا أو غليظا فقد طفح الكيل ..
    أسأل الله لنا ولهم الهداية
    السلام عليكم

  11. #11

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سبح الله تغنم مشاهدة المشاركة
    أعذرونى لو خرجت عن صلب الموضوع لكن هناك امر أستغرب له كثيرا..لم أستطع أن اكتمه

    بأى حق يتكلم الملحد عن الزنى وعن حد الزنى أو أى اّية فى القراّن تتكلم عن الزنى وهو ليس على شئ؟ انت أصلا تعيش عيشة الحيوانات وأعذرونى فى هذا فليس عندك حد لممارسة الجنس ولا عندكم أى تفصيل خاص بأمهاتكم وأعراضكم عموما فأستغرب وأقسم بالله من هذا , فليقف الانسان مع نفسه مرة واحدة ويمنع هذا السيل من الانتقادات ويسأل نفسه هل انا انتقد لأجل ماذا؟ هل انا على شئ؟ هل حالكم أفضل منا فى هذه النقطة بالذات كى تنتقد الغير؟

    سامحونى لو كان أسلوبى صعبا أو غليظا فقد طفح الكيل ..
    أسأل الله لنا ولهم الهداية
    السلام عليكم
    زميل الفاضل
    السائل هنا لم يسأل سؤال استفزازي او على شكل تحدي او لأجل دحض هذا المعنى ,, انما لأجل التوضيح والمعرفة ,, كي يقتنع
    ربما هي البداية تجعله يعتنق الاسلام

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    96
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    زميل الفاضل
    السائل هنا لم يسأل سؤال استفزازي او على شكل تحدي او لأجل دحض هذا المعنى ,, انما لأجل التوضيح والمعرفة ,, كي يقتنع
    ربما هي البداية تجعله يعتنق الاسلام
    أسأل الله عز وجل الهداية لنا ولهم..
    الحديث ليس عن شخص بذاته ولكن عن التوجه الفكرى للملاحدة عموما , لابد من صدمة حتى يفيق من فى غفلته..
    دمتم

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,574
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gamalgamal1 مشاهدة المشاركة
    يقول القرآن فى سورة النور
    " الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين "
    هل هذه الآية تعبر عن خبر أم تشريع ؟
    إن كانت تعبر عن خبر فهل هو خبر يطابق الواقع أم لا يطابقه ؟
    وإن كانت تشريعا فهل يمكن إقامته ؟
    هدانا الله واياك

    بل هي في متناول الاخبار , وتحمل في طياتها الالزام والامر والنهي لمن ابتلي بشيء من الخبيثات بأن يستبدلها بطيبة , ولا يحل له ان يبقي عليها, لكونها ستجره الى خبثها وتحمله على الدياثة !

    وكذلك الحال بالنسبة للطيبة فلا يحل لها ان تبقى مع الخبيث , لكونه سيحملها على خبثه فتكون مثله وتزور له باطله , فينقلب حالها الى سوء , فنعوذ بالله من الخبث والخبائث !

    واقتضت سنة الله في خلقه ان لا يتآلف الطيب مع الخبيث , الا ويعلو احدهما الاخر , او يؤثر فيه فيضعفه !

    فإن تقاربا لسبب او لاخر فلا تترآى نارهما , ويتحتم عليه ان يفر منه كفراره من الاسد

    فقد قال ابو العباس - رحمه الله - في اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة اصحاب الجحيم " وكلما كان القلب أتم حياة، وأعرف بالإسلام - الذي هو الإسلام، لست أعني مجرد التوسم به ظاهراً، أو باطناً بمجرد الأعتقادات، ومن حيث الجملة - كان إحساسه بمفارقة اليهود والنصارى باطناً وظاهراً أتم، وبعده عن أخلاقهم الموجودة في بعض المسلمين، أشد."


    فان المشاركة في الظاهر توجب الاختلاط وعدم التمييز بين المهديين، والمغضوب عليهم


    والحاصل ان هذا اخبار بان الطيبين لا ينالون الا الطيبات , والخبيثين لا ينالون الا خبيثات , لشتراكهم في مشترك يجمع بينهم .

    ولا يعترض عليه بكون بزوجات بعض الانبياء كنوح ولوط , فقوله تعالى " فخانتاهما " تدل صراحة على الخيانة التي لم تعهد منهما , وانهما كانتا على طيب العهد
    فلما ظهر الدين , وبلغ بالرسالة , وامر وبلغ , ظهرت بوادر الكفر , ففرق بينهما الله سبحانه بالموت والاهلاك .

    وما امر امرأة فرعون ببعيد , اذ ان الطيبة اذا ترعرت في النفس فإن لها شجر واوراق يستظل بها المكلف , فلا يستمر معه وفي مقابله ما يفسد عليه
    فهو الى امرين , اما ان يفسد بوادر الطيبة والايمان , وان يسمح للفسوق والعصيان بأن يتسلل الى قلبه , فيسكن فيه , فيتحول حاله الى اسوء حال , وهذا حال ارباب الانتكاس, سلمنا الله !

    واما ان يقاوم ليبقي على مافيه من الهدى والاستقامة , فيجاهد ما يقابل طيبته من الخبث فيطرده عنه بالكلية , كحال امرأة فرعون لما نفذ صبرها منه


    ولو قيل : اذاً كيف يأذن الرب سبحانه بالزواج من الكتابيات وهو القائل " ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم " !
    فيجاب بأن الرب سبحانه قد أذن بذلك بشروط وحكم فمن الشرطية المتعلقة بنكاحهن قوله " والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان"

    فاشترط اتيان المهور , وان يكن عفيفات , وان يكنّ بمنأى عن أن يكن عشيقات . وهذه خطوات لان يكن صالحات طيبات , يدفعهن ذلك الى أن يسلمن
    فكانت الحكمة من ذلك ان يطلعن على احوال الاسلام عند الرجل المسلم , فتعد له سحور لصيامه , ووضوءه لصلاته خمس مرات , فيحصل بذلك المقصود

    وكذلك امر الخليل ابنه بتغيير عتبة بابه لما سأل امرأته عنه فقالت خرج يبتغي لنا ثم سأل عن هيئتهم وعن عيشهم فقالت نحن بشر في ضيق وشدة وشكت إليه قال فإذا جاء زوجك فاقريه السلام وقولي له يغير عتبة بابه ..

    وكما حصل مراجعة جبريل لنبيه صلى الله عليه وسلم في ارجاع حفصة رضي الله عنها بقوله انها صوامة قوامة

    فذكر النبي صلى الله عليه وسلم قوله " لا يفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقاً رضي منها اخر "

    هذا في حال بعض شعب السوء , اما وان اجتمعت شعب السوء , فلا يرضى منها لا خلقاً ولا اخراً !

    وختاما قد قال الله في المؤمنات " يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن "
    وأيُّما جِهَةٍ أعرَضَ اللهُ عَنها ؛ أظلمت أرجاؤها , ودارت بها النُحوس !

    -ابن القيم-

  14. #14

    افتراضي

    شكرا للزملاء على ردودهم المستفيضة وما فيها من آراء الفقهاء والمفسرين . ومع كل الإحترام لما قدمتموه .فلا تزال الآية مستعصية ( عندى ) على أن أجد لها واقعا بين الناس خبرا أو تشريعا .
    التعديل الأخير تم 01-06-2012 الساعة 06:14 AM

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    المشاركات
    675
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    شكرا للزملاء على ردودهم المستفيضة وما فيها من آراء الفقهاء والمفسرين . ومع كل الإحترام لما قدمتموه .فلا تزال الآية مستعصية ( عندى ) على أن أجد لها واقعا بين الناس خبرا أو تشريعا .
    ومتى كان للاديني عند حتى تقول ( عندي ) هذه ؟
    اسمع ياهذا ...انتهت فترة الضيافة والإمهال , مواضيعك القادمة احصرها فقط في أسباب لادنيتك هذه فهي الأولى
    و( تدبرك ) الأخرق بما أنت عليه من معتقد في القرآن العظيم لايسمح لك به هنا أبداً ..
    اعتبر هذا انذاراً أخيراً لك فلسنا هنا لقراءة رؤيتك وعندياتك فيما لاتحسن

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. هندي بـ"ذيل" يستقطب آلاف "الحجاج" باعتباره "إلها هندوسيا"
    بواسطة noor في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 12-03-2014, 03:30 AM
  2. في كتابه "موت الغرب": مفكر أمريكي يؤكد إنهيار أوروبا وأمريكا وإسرائيل
    بواسطة أبو يحيى الموحد في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-09-2011, 08:36 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء